Ads by Google X

رواية تراتيل الهوى الفصل الحادي والثلاثون 31 - بقلم ديانا ماريا

الصفحة الرئيسية

 رواية تراتيل الهوى الفصل الحادي والثلاثون 31 

البارت 31

انتفض تاج وسروة ونظروا بذعر لعمتها التي تقف على باب المطبخ، لوحت بالكبشة التي في يدها وهي تضحك بخجل ووجها احمر من الإحراج: اه منكم يا ولاد ما كنتم في شقتكم ولا استنوا تدخلوا الأوضة حتى!

ثم عادت للمطبخ بسرعة فحدقت سروة بغيظ إلى تاج الذي بدأ يضحك، ضربته على صدره بقبضة يداها بينما يعلو صوت ضحكته أكثر: عجبك كدة!

ثم نهضت لتدخل غرفتها فنهض وتبعها، استدارت فجأة ودعست على قدم تاج بحذاءها ذو الكعب العالي فصرخ تاج بدهشة وهو ينظر إليها، ركضت ودلفت بسرعة إلى الغرفة وهي تغلق الباب في وجه تاج الذي لحقها حتى أنه اصطدم بأنفه فصاح بألم ثم أمسك أنفه: فينا من الحركات دي يعني!

استندت سروة على الباب وشبكت ذراعيها وهي تقول بنبرة شامتة: أيوا علشان تتعلم تحطني في مواقف محرجة بعد كدة إزاي!

ضحك بسخرية: ياسلام؟ وفين الإحراج بقى كنت اتمسكنا بفعل فاضح في الطريق العام ولا إيه؟

نفخت بغضب وردت عليه بحدة: لا يا خفيف بس أنت شوفت عمتو شافتنا واتحرجت إزاي.

رد تاج باستهزاء: عمتك محرومة من الرومانسيات من فترة طويلة فهتتكسف لو شافت اتنين ماسكين إيد بعض عادي.

نهرته سروة بغضب: تاج عيب كدة، خلاص أنا مش هفتح امشي.

اختفى المزاح من صوته وتحدث بجدية: لا مش همشي يا سروة اطلعي نكمل كلامنا إحنا مخلصناش، لازم ترجعي معايا.

ردت سروة بعناد: لا خلصنا أنا مش هرجع يا تاج لو سمحت سيبني على راحتي أفكر أنا محتاجة أهدى.

ضرب بيده إلى الباب بنفاذ صبر: طب افتحي ده الأول علشان نتكلم وش لوش كدة أنا مش هخطفك يعني!

فتحت الباب فاستغل الفرصة ودلف بسرعة ثم اغلقه وراءه، تراجعت سروة للوراء وهي تقول بحذر: طب قفلت الباب كدة ليه ما تتكلم عادي.

انتبه تاج لنبرتها وابتسم والخبث يلمع بعينيه: وفيها إيه لما نقفل الباب؟ عايز شوية خصوصية مش أكتر ولا أنتِ خايفة؟

رفعت سروة حاجبها وقالت ببرود: هخاف من إيه يعني؟

قال تاج بجدية: المهم يا سروة أنتِ ليه مش راضية ترجعي معايا؟ لسة مش مصدقاني؟

تنهدت سروة وقالت بقلة حيلة: الحكاية مش أني مش مصدقاك أنا مصدقاك يا تاج بس محتاجة شوية وقت أفكر فعلا في كل حاجة وأرتب لحياتي كلها من جديد متنساش أني ناسية شغلي خالص.

تقدم تاج ناحيتها ووضع يداه على كتفيها قائلًا بتشجيع: كنت عايز أكلمك في الموضوع ده برضو أنه لازم تفكري ترجعي شغلك تاني أنا مش ناسي أنه عندك طموح حابة تحققيه لسة.

رفعت رأسها له وابتسمت ثم قالت بصدق: صدقني محتاجة وقت أنا هفضل هنا فترة  وأنت كمان لازم تفكر وتاخد وقت صدقني.

تنهد تاج ورغم عدم رضاه إلا أنه أومأ برأسه موافقًا، فجأة نظر لها بمكر وفتح ذراعيه: طب أنا ماشي دلوقتي مش عايز تسلمي على جوزك قبل ما يمشي؟

حدقت إليه وإلى ذراعيه بتردد قبل أن تتقدم بتردد إليهما فضمها له بقوة وهو يدفن وجهه في عنقها، لفت سروة ذراعيها حول عنقه وهي تضمه في المقابل وتريح رأسها على كتفه، لدقائق بقيا على هذا الوضع إلا أن رفع تاج رأسه وطبع قبلة حارة على خدها فأغمضت سروة عينيها بتأثر.

ابتعد وهو يقول بصوت أجش: أنا همشي عايزة حاجة؟

هزت رأسها وعيناها تتأملانه بولة حتى غادر فجلست على سريرها، وضعت يدها على قلبها الذي ينبض بسرعة، هل أحبته فعلا؟ أم كل ذلك تعلق وامتنان لما فعله من أجلها؟ 

لا تعلم كل ما تعلمه أنها تريد قربه و إكمال حياتها معه، شغل تاج تفكيرها بقية اليوم حتى عندما كانت تجلس وتنظم أمور عملها كانت تفكر به وتبتسم، وصلتها رسالة على هاتفها فرفعتها لتجدها من تاج، كان نصها" بتفكري فيا صح؟"

رمت الهاتف بهلع وهي تتسائل بدهشة كيف علم أنها تفكر به؟ ضحكت على غبائها بالتأكيد هو يمزح ولا يعلم بحق أنها جالسة تفكر به!

ردت عليه وقضت بقية اليوم تتحدث معه ويتبادلان الرسائل والمزاح، استمر الأمر على هذا المنوال بقية الأيام فكانا يتحدثان بالساعات سواء مكالمات على الهاتف أو تبادل رسائل على مواقع التواصل الإجتماعي.

كان تاج يشاكسها أغلب الوقت بطريقة تجعلها تضحك وقد اكتشفت أنه قادر على المزاح وقول الطرائف والسخرية من بعض المواقف الجدية التي تحدث معه فأصبح جزء لا يتجزأ من يومها، كان يأتي أحيانًا ليتناول الإفطار أو الغداء معهم مع ظن والدها وعمتها أنه يذهب للعمل ولا يعتد إلا في أوقات متأخرة أو يقضي ليلته به فلم يستغربوا هذا الوضع، كان مجرد وجوده سبب كافي لسعادتها ورسم الابتسامة على وجهها وهدوء روحها حتى وإن كان لمدة قصيرة.

استيقظت في الصباح وبعثت رسالة كالمعتاد له ثم استعدت للذهاب لمكان عملها حتى تُعد الترتيبات اللازمة لعودتها، رحب بها الجميع مما بعث فيها شعورًا من المودة والراحة، أنهت الترتيبات اللازمة لعودتها ثم عادت لمنزلها بعد الظهيرة بقليل، فتحت هاتفها ولاحظت أن تاج لم يرد على رسالتها بعد فقطبت باستغراب، اتصلت به فلم يرد، تساءلت بين نفسها بحيرة أين يمكن يكون ولماذا لم يرد، أخبرت نفسها أنه ربما مشغول في عمله ولم ينتبه للهاتف فلم تُقلق نفسها كثيرًا إلا أن بمرور الوقت وانتهاء النهار انتابها القلق حين اتصلت عليه مرات متكررة ولم يرد، حين حل المساء ولم يرد تاج على أي إتصال أو رسالة تجد شيئًا تفعله إلا ترتدي ثيابها وتذهب لمنزله على الفور.

فتحت الباب بالمفتاح الاحتياطي الذي أصر تاج على وجوده معها، وجدت الشقة مظلمة وباردة، نادته وهي تدخل للشقة وتبحث بعينيها في أرجائها.

تقدمت لغرفة النوم وفتحتها لتجدها مظلمة أيضًا، فمدت يدها لمفتاح النور وأضاءته، خطت إلى الداخل ببطء ثم توقفت مكانها فجأة.

اتسعت عيونها بذهول وهتفت بهلع: تاج!



بقلم ديانا ماريا.

  •تابع الفصل التالي "رواية تراتيل الهوى" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent