Ads by Google X

رواية وهام بها عشقا الفصل الثالث و الثلاثون والاخير (الخاتمه) 33 - بقلم رانيا الخولي

الصفحة الرئيسية

   رواية وهام بها عشقا الفصل الثالث و الثلاثون 33

اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. 

اللهم  اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.

____________________

وهام بها عشقًا

رانيا الخولي

الخاتمة

……..


_ لما انت مش راجل وملكش كلمة كنت بتخطف بنات الناس ليه؟

قالها جمال بغضب وقد وصل إلى اقصى درجة من تهور ابن أخيه

لكن مصطفى رفض اتهامه وتحدث بقوة

_ لو سمحت ياعمي أنا مقبلش..

تقدم منه جمال ليمسكه من تلابيبه وقاطعه بسخط

_ متقبلش ايه وانت استندلت معها وطلقتها في قلب بيتهم وصغرتني وصغرت جدك قدام ابن عمها

تقدم جاسر منهم ليفك يد والده لكن جمال نهره بغضب

_ اركن انت لسة حسابك جاي لأنك عيل زيه.


ابتعد جاسر على مضد وهنا تحدث عمران بهدوء

_ استنى ياجمال نعرف ايه السبب الأول.

تقدمت جليلة منه وقالت برجاء

_ سيبه وخلينا نتكلم بالعقل عشان خاطري ياابني.


استسلم جمال لرجاء والدته وأزاحه بيده وجلس على الأريكة مستندًا بمرفقية على ساقه وتحدث بصبر نافذ

_ اتفضل احكي ايه اللي حصل

تقدمت جليلة منه لتربت على صدره وقالت بتعاطف

_ اقعد واحكلنا طلقتها ليه؟

جلس مصطفى على المقعد وهو يخفض رأسه ليس احراجًا من الموقف لكن لأنه لا يعرف ماذا يخبره

لن يستطيع التفوه بكلمة مما رآه لن يشوه صورتها أمامهم فغمغم بثبات

_ لما عرفت اللي حصل لابن عمها أصرت أنها تروح تشوفه وانا رفضت بس هي كسرت كلامي وسافرت غصب عني 

ازداد انفعال جمال أكثر وغمغم بغضب

_ تقوم تطلقها! وتسيبها وتسيب ابنك وتيجي.


اشاح بوجهه بعيدًا عنه فتابع جمال

_ تقوم معايا من سكات ترد يمينك وتيجي نشوف هنعمل ايه مع مهران.

تحدث مصطفى بحدة رافضًا الرضوخ لقرار عمه

_ مش هعمل حاجة ومش هروح مادام هي أختارته بيقى خليها معاه.

تمتمت جليلة برفض 

_ تخليها معاه ازاي وفي بينكم طفل ولا مفكرتش فيه.

غمغم بتعند 

_ هاخد ابني منهم مستحيل اسيبه معاهم.

تحدث جاسر بوجل وهو ينظر لوالده 

_ بس هو في حضانتها ومينفعش تخده منها.

لم يجيبه فتحدث جمال بتهديد

_ إذا كان ده قرارك انت حر بس متزعلش من اللي هعمله.

قطب جبينه بحيرة وسأله

_ تقصد ايه؟

نظر اليه جمال بسخرية لاذعة

_ وانت فاكر إن الطلاق في الصعيد بيتم كدة وخلاص

انا بنفسي هروح واعتذر لمهران واقوله إن عيالي مش قد كلمتهم وحقك علينا واللي هيحكم به انا هنفذه.


هم مصطفى بالاعتراض لكن عمران تحدث بلهجة حازمة

_ الكلام اللي هقوله ده مش عايز مراجعة فيه

هتروح مع عمك ترد يمينك وتطلع على مهران تعتذر لمراتك وتجيبها وتيجي، وإن رفضت محدش منكم يضغط عليها سيبوها لحد ما تهدى وبعدين تروح لها تاني.

تحدث جمال بتهكم

_ وتفتكر إن مهران هيعدي الموضوع كدة ويسبها ترجع معاه

أومأ عمران بثقة

_ مهران بيفهم في الأصول كويس ولو انت روحت معاه مش هيقدر يرفض وعلى الاقل هسيب القرار لها


نظر جمال لمصطفى بامتعاض فأخطاء الماضي حقًا لا تمر دون حساب 

أشار له بسخط

_ اتفضل معايا.

لم يستطيع مصطفى الإعتراض واضطر للذهاب معه

فيتنهد حازم براحة 

_ الحمد لله بمرت بسلام واسمي مجاش في الموضوع

نظر إليه جاسر وتحدث بانفعال

_ لا وحياتك انا مش هتنفخ لوحدي متفرحش كدة 

نهض حازم وتمتم بمكر

_ انا رايح لجدي عاصم اشوفه عايزني ليه سلام 

أسرع حازم بالهرب فغمغم معتز باستياء

_ خلع الندل.

عادت سارة مع وسيلة من المشفى وهي تعيد عليها ما تجبرها على قوله

_ زي ما قلتلك الدكتورة قالت بنت 

هزت وسيلة رأسها بيأس من عنادها وقالت بحيرة

_ طيب ليه بس ننكد عليه ما نقوله الحقيقة وخلاص.

ردت بإصرار وهي تدلف من باب المنزل

_ مستحيل لازم انكد عليه زي ما نكد عليا ومش هعرفه إلا وقت مااولد

دلفت للداخل لتجده جالسًا وحده في وجوم وعند رؤيتهم نهض مسرعًا يسألهم عن شئ يبدد قلقه فسألها بلهفة

_ عملتي ايه؟

نظرت إلى وسيلة تغمز لها بعينيها وقالت بثبات

_ الحمد لله طمنتنا وكله تمام.

اومأ لها ينتظر الباقي لكنها ادعت الجهل 

_ بس.

عقد حاجبيه يريد التوضيح أكثر 

_ بس ايه؟ عرفتي ولد ولا بنت؟

نظرت إلى وسيلة بتحذير ألا تخبره وتمتمت بثبات

_ اه ياحبيبي أخت لسيلا إن شاء الله

نظرت إلى وسيلة كي تؤكد لها

_ صح ياماما

هزت وسيلة رأسها بيأس منهم وتمتمت بيأس

_ هقول أيه ربنا يهديكم.

وتركتهم صاعده إلى غرفتها

نظرت سارة إلى جاسر الذي ينظر إليها بغيظ فعلمت بما يعتمل بداخله ويحاول السيطرة عليه فغمغمت بتعند

_ الله وانا مالي بتبصلي كدة ليه؟

غمغم بتعند أيضًا 

_ وانا كمان مالي؟!

ازدردت لعابها بوجل وتمتمت برهبة 

_ لأ طبعًا مالك، حاجة زي دي منك انت مش مني انا وبعدين انت عملت كدة في وسيلا ودلوقت مش بتقدر تبعد عنك لحظة.

وافقها قولها وهو يقول بتسويف

_ يبقى كدة عداني العيب بس المرة التانية تقيلة عليا.

اهتزت نظراتها بوجل وسألته بعدم فهم

_ تقصد ايه مش فاهمة؟

اجفلت بترقب عندما وجدته يتقدم منها وتمتم بجوار أذنها

_ يعني التالتة تابتة 

اتسعت عينيها بصدمة وقالت بغيظ

_ ليه متجوز أرنبة؟

تحدث بتهكم

_ على اساس إنك أنتي اللي بتربي حضرتك مش كل ما تعيط تلزقيها لامي ولا جدتي.

هزت كتفيها وتمتمت بتهتهة

_ عادي جداً لأن أول عيل مكنش عندي خبرة فيه إنما التاني غير.

نظرت وسيلة إليهم من أعلى الدرج وقالت بيأس

_ اطمن ياحبيبي ولد.

القت كلمتها وتركتهم لتعود إلى إلى غرفتها. 

نظرت سارة بوجل من جانب عينيها فتنتفض بخوف عندما رأته يتقدم منها بغيظ فتسرع بالهرب منه وهي تقول بهلع

_ كنت بهزر معاك يارمضان انت مبتهزرش.

غمغم من بين اسنانه بتوعد وهو يصعد خلفها

_ بتهزري ماشي

صرخت عندما وجدته يحملها عن الأرض وتحدث بتوعد وهو يدلف غرفتهم

_ يعني انا متكدر من الصبح بسبب اخوكي وانتي جاية تكملي طيب استلقي وعدك..


❈-❈-❈


اوقف مصطفى السيارة أمام بوابة القصر على مضد

ولم يحرك ساكنًا تحدث جمال بأمر

_ اتفضل انزل.

ترجل مصطفى وهو يحاول بصعوبة محو ذلك المشهد الذي يعاد أمامه ولا يترك مخيلته.

وبالأخص زوجته تلك الغبية التي وقفت أمام الغرفة وتركتهم داخل باب مغلق، لم يرى عليها الغيرة بل قلق وترقب لا غير.


استيقظ مهران الذي لم يستطيع النوم جيدًا على صوت الباب نهض بتثاقل وسمح للطارق بالدخول وكانت سامية 

_ جوز الست حلم وعمه جمال تحت.

ازاح مهران الغطاء عنه وسألها بجدية

_ جمال المنياوي؟

_ أيوة يابيه هو.

دلف المرحاض ليغسل وجهه وقال بأمر

_ ضايفيهم وانا جاي حالاً


خرج بعد.قليل ليجد حلم واقفة أمام غرفته بتوتر

وعند رؤيته أسرعت إليه لتخبره 

_ مصطفى وعمي تحت.

ابتسم ليطمئنها وتمتم بهدوء

_ اطمني انا عارف هعمل ايه كويس بس اللي هقولك عليه تنفذيه انا مش هقدر اعارض عمه عشان جاه بنفسه فلازم هوافق ترجعي وهنا دورك انتي ترفضي تمام؟

أومأت له بطاعة فربت على كتفها 

_ طيب انا هنزل عشان مينفعش اسيبهم اكتر من كدة وبعدين هعرف انا بعمل كدة ليه.


جلس مصطفى وهو يضع قبضته على فمه وتحدث بامتعاض

_ شايف قلة الذوق؟

زم جمال فمه بغضب من رعونته وغمغم باحتدام

_ احنا اللي جايين من غير ميعاد وبعدين منتظر ايه أول ما يسمع إن جنابك شرفت يجري ياخدك بالحضن!

دلف مهران المكتب وهو يرحب بجمال متجاهلًا مصطفى 

_ أهلًا ياحاج جمال نورت القصر 

صافحه جمال بثبات

_ منور بأهله

جلس مهران وهو ينظر إلى مصطفى بفتور كأنه ينتظر حديثه لكن جمال هو من تحدث

_ مصطفى جاي عشان يصلح اللي حصل وعايز مراته وابنه يرجعوا معاه.

نظر مهران إلى مصطفى وتحدث بجمود

_ وهو فاكر إن اللي حصل ده هيعدي بسهولة، إن كان عدى قبل كدة فمش هينعاد من تاني، وبعدين انت سيد من يفهم في الأصول.

نظر جمال لمصطفى بسخط حاول السيطرة عليه ثم رد قائلاً

_ عارف وعشان كدة انا جاي بنفسي أصلح اللي حصل وبطلب منك انها ترجع معايا مش معاه وبعدين دي كانت بدافع الغيرة أنها كسرت كلامه وسافرت من غير موافقته وانت صعيدي وعارف إن ده أكيد ميصحش.


استشف مهران من حديث جمال بأن مصطفى لم يخبره بما رأه وقد كانت لافتة جيدة منه فتمتم بتأكيد

_ عندك حق وانا غلطها في حاجة زي دي بس الغلط كان من البداية لما دخل بيتي وأخد حرمته وهرب بيها وابنك كان عارف وساعده على ده، وهو دلوقت طلقها في نفس البيت اللي أخدها منه يبقى يوم ما يفكر يرجعها يمشي تبع الأصول ولعلمك لولا مكانتك عندي وعارف إن كله حصل من وراك أنا مكنتش دخلته بيتي ولا خليته يشوف ضفرها مرة تانية.

اندهش مصطفى من حديثه والثقة التي يتحدث بها وهم بالاعتراض لكن ليس أمام عمه وتابع مهران بحزم

_ انا هبعتلها عشان تقعد معها وتقنعها وإن وافقت معنديش مانع وإن رفضت ده بيتها ومقدرش أجبرها انها ترجع.

 

أشار مهران لجمال كي يتقدمه ويخرج إلى بهو القصر كي يتحدث مع حلم.


عاد مهران بعد قليل ليجد مصطفى على نفس وجومه 

تقدم ليجلس قبالته وغمغم برصانة

_ فهمت إنك متكلمتش عن اللي حصل قدام عمك وعشان كدة أخدتها نقطة في صالحك.

نظر إليه مصطفى بسخط وغمغم بغضب

_ لإني حفيد عمران المنياوي واني مينفعش أخوض في عرضي قدام حد حتى لو كان اقرب الناس ليا ومتفتكرش إن اللي حصل ده هيعدي بالساهل انا جيت بس عشان مصغرش عمي لكن اللي حصل ده مش هيعدي.

ابتسم مهران وتحدث بثقة

_ لا هيعدي وعملتك انت القديمة او الجديدة اللي مش هتعدي.

قطب جبينه بحيرة وتحدث بانفعال

_ انا اه حرضتها على الهرب بس اتجوزتها بموافقة امها وخالها مش خطفتها زي ما بتقول واتجوزتها من ورا أهلها.

هز مهران رأسه بتفاهم واسند مرفقيه على ساقه وتحدث بجدية 

_ انا اه كنت حاضنها وهي كمان كانت حضناني

اشتعل الغضب بداخل مصطفى وهم بالتحدث لكن صوت مهران منعه

_ لإن طبيعي الواحد يحضن أخته.

زم فمه بغضب شديد من حديثه وغمغم باحتدام

_ اختك بأمارة أيه؟ انك كنت عايز تتجوزها لدرجة التهديد

رد مهران بحدة

_ أختي لأنها فعلاً أختي ومكنش حد مننا يعرف

عقد حاجبيه بشك فأومأ له مهران

_ أنا اخوها مش ابن عمها زي ما كنا متخايلين والحاجة الوحيدة اللي شفعتلك إنك انقذتنا من مصيبة كنا هنقع فيها ومش عارف وقتها كان مصيرنا هيبقى ايه.


في الخارج 

جلست حلم بجوار جمال الذي حمل مالك بحفاوة وفرحة حقيقية بإضافة حفيد آخر لضمن احفاده

نظر إليها وتحدث بتعاطف

_ عاملة ايه ياحلم؟

ابتسمت بامتنان 

_ الحمد لله احسن متشركة لمجيك وسؤالك عني.

_ على ايه؟ بصرف النظر عن مصطفى بس انتي زي بنتي ووأكيد عارفة كدة.

اومأت بتأكيد

_ عارفة طبعاً ياعمي  اتفضل أقعد

جلس بجوارها وتحدث بجدية

_انا عارف طبعاً إنك مجروحه من مصطفى وليكي حق بس كانت لحظة غضب وخلاص جاي عشان يرجعك.

اخفضت عينيها بأسف

_ صعب أوي أرجعله بالسهولة دي حضرتك متقبلهاش على ليلى 

_ عارف ومقدر بس في بينكم طفل لا هو هيقدر يبعد عنه ولا انتي تقدري تحرميه من أبوه.

انكرت برفض 

_ ياعمي انا مش بحرمه من ابنه كل الحكاية إني محتاجة وقت عشان انسى جرحه ليا، وبعدين هو مش ردني يبقى خلاص قله يطمن مش ههرب منه.


_ طيب ليه متقوليش أنه مش قادر يبعد عنك؟

_ وليه برضه متقولش أنه تملك 

_ وهو التملك بييجي من غير حب؟!

شوفي ياحلم مفيش حد في الدنيا بيحب يملك حاجة هو مش بيحبها، وانتي عارفة كويس أوي أن مصطفى بيحبك والموضوع قصة غيرة مش أكتر.

قطبت جبينها بحيرة من حديثه وتحدثت برفض 

_ وهي الغيرة تخليه يمنعني إني اقف معاه ومع مراته في الظروف اللي كانت فيها دي، وانت عارف إنه ملوش حد غيري.

_ لأنه كان خايف عليكي مش أكتر.

اشاحت بوجهها وغمغمت بتعند

_ معلش ياعمي ارجوك سيبني شوية على الأقل عشان خاطر مراته اللي محتجاني معاها.

عقد حاجبيه متسائلًا فأخبرته قائلة

_ أصل مراته ولدت امبارح والبنات في الحضانة مينفعش اسيبهم دلوقت 

أومأ لها بتعاطف

_ اه طبعًا خليكي معاهم وانا هدخل اتكلم معاه افهمه.


اعطاها مالك وعاد للمكتب فيجد مصطفى في حالة وجوم غريبة 

تقدم من مهران وتحدث بحبور

_ مبروك يامهران مع انها جات متأخرة انا لسة عارف دلوقت من حلم.

رد مهران بابتسامة

_ مش متأخرة ولا حاجة الفرحة اللي بجد يوم ما يخرجوا من المستشفى.

_ إن شاء الله يخرجوا بألف سلامة

نظر إلى مصطفى وقال

_ يلا يامصطفى.

رمش مصطفى بعينيه وكأنه استوعب لنفسه بعد تلك الصدمة التي تلقاها من مهران، فتمتم برفض

_ مش همشي من غير مراتي وابني.

قطب جمال جبينه بحيرة واندهش من إصراره وهو من اجبره على المجيء

_ بس هي رفضت وقالت انها عايزة تفضل مع مرات مهران لحد ما تتحسن.

رد بإصرار أشد

_ خلوني اتكلم معها واقنعها بس مش همشي من غيرها.

رفض مهران تلك المرة وتحدث بحزم

_ سيبها دلوقت ولما تكون جاهزة أنا بنفسي اللي هكلمك عشان تاخدها إنما دلوقت لأ، انا عملت تقدير لمجي عمك وإلا مكنتش هسمحلك تدخل القصر بعد اللي عملته

لو هي عايزة تروح معاك مكنتش همنعها بس هي طلبت إنها تبعد شوية يبقى تسيبها براحتها لحد ما تهدى.

أكد جمال رأي مهران

_ سيبها ولما تهدي يبقى اتكلم معها.

حاول الاعتراض لكن جمال تحدث بحزم

_ قلت سيبها بلش أكرر كلامي

وافق على مضد وخرج مع عمه ومازالت تلك الصدمة مسيطرة على تفكيره.

…….


عاد إلى المنزل ومصطفى في حالة وجوم ادهش جمال 

حاول التحدث معه عن السبب لكنه آبى التحدث 

دلف للداخل فوجد الجميع في انتظارهم القى عليهم السلام وتوجه مسرعًا إلى غرفته

همت سارة باللحاق به لكن جمال منعها 

_ سيبيه ياسارة خليه لوحده شوية

نظرت لعمها بقلق وسألته

_ ليه ايه اللي حصل؟

جلس جمال على المقعد وتحدث بحيرة

_ مش عارف مهرن قاله أيه خلاه بالحالة دي

انا سيبتهم وروحت اتكلم مع حلم رجعت لقيته مسهم كدة 

غمغم جاسر بحدة

_ اوعى يكون قل ادبه معاكم؟

_ الراجل اتكلم بكل ذوق واحترام ومكنش ممانع لحد ما هي قالت لأ.

تمتمت وسيلة بتأثر

_ على قد ما هو صعبان عليا بس هي كمان غصب عنها ومن حقها اللي عملته، يلا ربنا يهديهم لبعض.

نظر اليها جمال وقال بجدية

_ يبقا خدي سارة وروحلها وبالمرة تباركوا لمراته لأنها ولدت.

فرحت سارة بذلك الخبر فقد حبت تلك الفتاة من أول مرة رأتها فيها وأرادت حقًا التعرف عليها 


❈-❈-❈


تلقى سليم خبر موافقة العائلة على زواجهم بفرحة عارمة وشرع في استعداده للزواج لا يريد الانتظار لحظة واحدة 


بدأت مهرة تسترد صحتها ولم تتركها مرح وحلم لحظة واحدة 

اما مهران فكان سعيدًا بتلك العائلة التي ملئت فراغه وقضت على الوحدة التي كان يعاني منها 

وعودة حلم التي أعادت إليه الحياة وقضت على شعور الذنب الذي أرقه ليالي طويلة 

وكم زادت سعادته بحضور جاسر ومعه والدته وزوجته وفي نفس الوقت آتى سليم ليخبره بموافقة الجميع على زواجه من حلم

توصدت العلاقة بين الجميع وبالأخص بين سارة ومهرة التي احبتها صدقًا 


أصرت مهرة على الذهاب إلى المشفى لترى أطفالها ولم يستطع مهران رفض رجاءها

ذهب معها إلى المشفى وهي تستند عليه وحنين جارف يأخذها لأطفالها

وقفت أمام زجاج الغرفة التي تفصلها عنهم  وفور رؤيتها لأطفالها داخل الحضانة ادمعت عينيها بحنين إليهم

ونظرت إلى مهران لتقول برجاء

_ مهران عايزة المسهم.

_ بس لو لمستيهم هيبقى صعب أوي تسيبيهم، عشان كدة مكنتش عايز أجيب تشوفيهم.

وضعت يدها على الزجاج تملس عليه وكأنها تريد أختراقه لتلمسه 

_ مش هقدر اشوفهم كدة وملمسهمش

رأف مهران بحالها 

_ حاضر هكلم الدكتور ولو ينفع هخليه يطلعهم وتشليهم.

ذهب للطبيب وتركها تنظر إليهم بشوق حتى عاد إليها يخبرها بموافقة الطبيب 

جلسا في غرفة جانبية ينتظروا رؤيتهما حتى مر وقت طويل 

نظرت إلى مهران وسألته بقلق

_ هما أخروا كدة ليه؟

طمئنها مهران 

_ اكيد بيلبسوهم عشان مينفعش يطلعوا كدة في البرد ده؟

وبعد وقت قصير مر عليهم سنين جاءت الممرضتين حاملين ابنتيها أخذت احداهما بين يديها بلهفة وحنين والأخرى أخذها مهران بقلب لهيف عليها

ابتسمت بسعادة وهي تلمس يدها الصغيرة وتمتمت لها بوله

_ حتة مني ومن جوة قلبي.

أحاطها مهران بذراعه الأخرى ليكونوا جميعهم في أحضانه وتمتم بحب

_ الحمد لله الدكتور قال إننا نقدر نخرجهم من الحضانة.

رفعت بصرها إليه تستفهم معني كلمته فيومأ لها مؤكدًا فتتسع ابتسامتها بسعادة كبيرة وهي تنهض بابنتها وكذلك هو وعادوا بهما إلى المنزل

ملئت السعادة ذلك القصر الذي شاهد الكثير والكثير من المآسي ولم يعد يلقب بقصر الاشباح كما اطلقوا عليه من قبل 


لم ييأس مصطفى من طلب العفو منها بل ظل مرارًا وتكرارًا يذهب إليها وهي مازالت على إصرارها بالرفض 

واليوم آتى مصرًا على التحدث معها

وقف الجميع في غرفة الطفلتين بسعادة لعودتهما سالمين وظل مالك يبقى كي يحمل واحدة منهم عندما وجد عمر يحمل الأخرى

فقال مهران بغيظ

_ احنا بدأنا من دلوقت ولا أبوك موصيك تردها واحدة قصاد التانية

ضحك الجميع وقالت مهرة بغيظ

_ انت هتعمل حما من أولها ولا أيه اهدي كدة وسيب الولد يشيلها

اخذت حلم حور ووضعتها بين يدي مالك الصغيرة فضحك بسعادة ومال عليها يقبلها مما جعل مهران يغمغم بضيق

_ هي فيها بوس كمان.

رفعت حلم حور من بين يدي مالك واعطتها له قائلة 

_ خلاص اتحسبت عليها وكدة لازم يتجوزها

حمل طفلته من يد حلم ونظر إلى مرح التي تجلس بجوار عمر وقال بثبوت

_ ايه رأيك نعمل الفرح وعقيقة البنات في يوم واحد يامرح سليم مش مبطل زن.

ابتسمت مرح بخجل وتمتمت برهبة

_ اللي تشوفه

_ الاسبوع الجاي كويس؟

رفضت مهرة 

_ لأ طبعاً اسبوع ايه! مش هنلحق

ايدت حلم رأيه

_ لا هنلحق هي كل حاجة جاهز والفستان في يوم ننزل نختاره وخلصت الحكاية.

نظرت مهرة إليها لتسألها

_ ايه رأيك يامرح؟

هزت كتفيها بخجل وتمتمت بخفوت 

_ اللي تشوفيه


طرق الباب ودلفت سامية وتقدمت منهم وقالت لمهران

_ مصطفى بيه برة وعايز حضرتك.

نظر مهران لحلم وتحدث بجدية

_ اظن كفاية عقاب لحد كدة وارجعي مع جوزك، عشان خاطر ابنك على الأقل.

هزت راسها بنفي وقالت من خلف قلبها

_ بس انا مش جاهزة دلوقت 

_ طيب على الأقل اقعدي معاه مينفعش تسيبيه كدة.

وافقت على مضد ونزلت الدرج لتجده جالسًا في بهو المنزل ينتظرها

وفور رؤيتها تقدم منها ليقول بحنين

_ ازيك حلم 

استطاعت بعناء الثبات أمامه وقالت بهدوء

_ الحمد لله

نظر إلى عينيها بلوعة وتمتم بوله

_ وحشتيني اوي

اهتزت نظراتها وشعرت برعشة تنتابها فتمتمت بجمود

_ خير؟

دنى منها اكثر وامسك بيدها يقبلها وتحدث بشوق

_ البيت وحش أوي من غيرك كفاية بقا وارجعي.

ازدردت لعابها بصعوبة وقلبها أخذ يهدر بعنف يطالبها بالعودة إليه وقالت بثبات زائف

_ بس انا مش جاهزة دلوقت على الأقل سيبني

وضع يده على فمها واحاط ذراعها بيده الأخرى غير عابئ بالمكان ولا الزمان وتمتم بحنين

_ مش هقدر أخطي برة القصر ده من غيرك حتى لو وصلت إني أفضل معاكي هنا بس مش هسيبك وامشي 

رفرفت باهدابها لينتفض سرب الفراشات فيلتهب قلبه بفعلتها وتابع بولع

_ أرجوكي أنا اتعاقبت بما فيه الكفاية وخلاص مبقتش قادر اتحمل، شهر بحاله وانا بتعذب ليل نهار وخلاص تعبت.

رفعت عينيها إليه ليقضي بعينيه التي ترجوها على ما تبقى من ثباتها واردف بوله

_ أرجعي ياحلم عشان خاطري.

لم تستطيع الصمود اكثر من ذلك ووجدت نفسها تتستجيب لعناقه وهو يقربها من قلبه الذي يطالب بها 

لكن ابتعدا عن بعضهم عندما سمعوا حمحمت مهران

فنظرت إلى مهران بخجل وتمتمت برهبة

_ انا هطلع اشوف مالك

وأسرعت بالهرب للأعلى.

نظر اليه مهران بمكر وتحدث بجدية 

_ اتفضل نتكلم في المكتب

أومأ له مصطفى ودخل خلفه المكتب وقال بثبوت

_ أنا عايز مراتي.

أشار له بالجلوس وقال بهدوء

_ اتفضل اقعد الأول.

جلس مصطفى على مضد وجلس معران قبالته وتحدث بجدية

_ انا معنديش مانع أنها تروح معاك بس..

عقد مصطفى حاجبيه متسائلًا فتابع مهران

_ بس أنا محتاجها معايا الأسبوع ده

_ ممكن تتكرم وتعرفني السبب؟

عاد مهران بظهره للوراء وتحدث بثبات

_ أكيد طبعًا

والسبب إني عامل مناسبة برجوع بناتي وفرح على بنت عم مراتي وبما إنها وحيدة فكنت محتاج أختي تكون معها، ويوم الفرح تقدر تاخدها وتمشي مش همنعك.

حاول مصطفى السيطرة على رغبته بأن يأخذها عنوة ويلقي بتعقله عرض الحائط لكنه جمح تلك الرغبة وتمتم بثبات 

_ وانا ذنبي ايه؟

ابتسم مهران بتهكم وقال بثبوت

_ عادي بقا مجتش على أسبوع كمان.

أومأ له مرغمًا ونهض 

_ طيب أنا همشي دلوقت ويوم الفرح مش هقبل أي أعذار

نهض مهران بدوره ووقف أمامه ليقول بحكمة

_ انا اديتك كلمتي ومادام قلتلك يوم الفرح يبقا خلاص.


مرت الأيام وجاء يوم الزفاف ومرح لا تصدق بأنها أخيرًا أصبحت له

كانت تقف مع حلم ومهرة وسارة التي أصرت عليها حلم لحضوره

نظرت مرح إلى مهرة وسألتها بقلق

_ مهرة أنا بحلم؟

ضحكت مهرة ونفت قائلة

_ لأ مش بتحلمي والواد واقف تحت هيتجنن مستنيكي تنزلي.

نظرت إلى صورتها في المرآة وتمتمت بوجل

_ انا حلوة؟

قلبت حلم عينيها بيأس من تكرار ذلك السؤال وقالت 

_ والله حلوة وزي القمر يلا بقا ننزل.

نهضت سارة بصعوبة وهي تضيع يدها على جوفها الممتلئ وتمتمت بضيق

_ أنا شوية كمان وهنكد عليكم وابيتكم معايا في المستشفى

ضحكت حلم وقالت بتمني

_ ياريت والله وأهو بالمرة تخلي مصطفى يقول حقي برقابتي

طرق الباب ودخل مهران ليسألهم

_ جاهزين ولا اخليه يمشي.

تقدمت مهرة منه وقالت 

_ لأ خلاص جاهزة 


ساعدتها حلم ومهرة في نزول الدرج فتجد سليم ينتظرها ببدلته التي تراه بها لأول مرة 

كان ينظر إليها ومازال لا يصدق بأنها أصبحت أخيرًا ملكًا له 

ظل يتطلع إليها ومع كل درجة تقربها منه تخطف أنفاسه حتى كادت أن تزهق روحه في الدرجة الأخيرة

تقدم منها بلوعه ولم يبالي بمن حوله فقط عينيها التي تنظر إليه بحياء أرهق قلبه

قضى على المسافة الفاصلة بينهما ومال عليها ليتمتم بخفوت بجوار أذنها

_ تيجي نهرب؟

ازداد خجلها فابتعد عنها قليلًا كي يعرف ردها والتي لم تبخل عليه به فهزت رأسها بالموافقة ولم ينتظر حينها لحظة واحدة وقام بجذبها من يدها وركض بها خارج القصر وسط ضحكات الجميع وساعدها على الصعود داخل السيارة وأخذ هو مقعده متوليًا القيادة وانطلق بها إلى وجهته.


نظر مهران إلى مهرة وقال براحة

_ أحسن، انا أصلًا تعبان وعايز انام بدري

نظر إلى مصطفى الذي تقدم من حلم واردف 

_ وادي حلم التانية جوزها جاي ياخدها ويجري وميبقاش غيري انا وانت ياقمر.


تقدم مصطفى من حلم وقال باشتياق

_ حلم يلا عشان نروح بيتنا.

لم تسمعه لأنشغالها بسارة التي استندت على جاسر بتعب وقالت بقلق

_ استنى نشوف سارة مالها

نظر مصطفى إلى حيث تقف سارة ووجد التعب واضحًا عليها ورغم قلقه إلا أنه غمغم بغيظ

_ وانا مالي 

نظرت إليه بحدة 

_ وانت مالك ازاي.

انتبه لجاسر الذي يناديه

_ مصطفى جهز العربية عشان نروح المستشفى

تقدم مهران وزوجته منهم وسألتها بقلق 

_ مالك ياسارة.

تحدثت سارة بألم

_ قلتلكم خلصوا ياإما ابيتكم في المستشفى البسوا بقا


كتم مهران ضحكته ونظر إلى مهرة قائلاً

_ اطلعي انتي للبنات وانا هروح معهم 

أومأت له مجبرة وذهب معه مهران بسيارته 

وظل معهم 


❈-❈-❈

اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. 
اللهم  اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
____________________
وهام بها عشقًا
رانيا الخولي
الخاتمة ٢
………
اوقف سليم السيارة أمام المنزل والتفت إلى معشوقته التي تنظر إليه بخجل لا يصدق حتى الآن بأنها أصبحت زوجته، استلذ نطق تلك الكلمة وهي جالسة بجواره بثوب الزفاف الذي انتقاه لها  وتمتم بوله
_ مبروك.
هربت بعينيها بعيدًا عنه لكنه أمسك ذقنها بأنامله يجبرها على النظر إليه وتحدث بولع
_ بلاش تبعديهم عن لإني خايف أكون بحلم وعايز اشبع منهم قبل ما افوق 
تطلعت بعينيه التي تحتويها بشغف كبير وتمتمت بخفوت
_ وانا كمان حسة أنه حلم جميل وخايفة افوق منه.
جال بعينيه على ملامحها وتمتم بشوق
_ ونفوق ليه! خلينا جواه 
استقرت عينيه على ثغرها الذي أراد تذوقة وأردف بعشق
_ لو كان حلم مش عايز افوق منه إلا لما اعرف طعمهم الأول.
وقبل أن تفهم مقصده وجدت ثغرها بين شفتيه يقبلها بحب وشوق، بلهفة وحنين، بعنف وروية وهي مستسلمة بين يديه تنعم بذلك الدفئ الذي غلفها به
كانت شفتيه تحكي مدى اشتياقه وشغفه بها وهي مستسلمة بين يديه 
ابتعد عنها بعد.قليل عندما شعر بحاجتها للهواء وقد احمرت وجنتيها بخجل من فعلته
وضع جبينه على خاصتها وتمتم بحشرجة
_ بحبك.

أخفت وجهها داخل صدره ليضحك هو من فعلتها
ثم يفتح الباب ويترجل بهدوء ويلتف ليفتح لها الباب من حهتها ويساعدها على النزول 
وقف ينظر إليها بسعادة وكأنها شئ مقدس استطاع الوصول إليه بعد عناء فتمتم بلوعة وهو ينظر إلى شفتيها
_ لما سألت عن الخمرة وليه الناس بتحبها كدة ومتعلقة بيها قالوا انها كل ما تشرب منها كل ما تعطش لها أكتر، زي ما حصل من شوية لما دقتهم عطشت ليهم أكتر بس للأسف هتحمل شوية 
اندهشت من حديثه وفجأة جذبها ودلف بها للمنزل 
كان الجميع نيام فأخذها وسار بها لغرفة الملحق في حديقة المنزل سألته بدهشة
_ احنا جايين هنا ليه؟
سحبها من يدها ودلف بها للداخل وهو يقول 
_ اصبري ومتستعجليش.
لكن قبل أن يفتح الباب قام بأخذ عصابة بيضاء موضوعة على مقبض الباب وكأن من وضعها يعلم ما فائدتها ووقف خلفها تحت نظراتها المندهشة ليقوم بوضعها على عينيها وهي تسأله بريبة
_ سليم انت بتعمل ايه؟
أخذ بيدها بعد أن فتح الباب وجذبها للداخل وهو يقول بهدوء
_ براحة كدة وأدخلي 
دلفت الغرفة وهي تتشبث بيده حتى وقف بها في منتصفها وأدارها بين يديه ليرفع تلك العصابة عن عينيها فتتفاجئ بالغرفة التي فرشت بالورود على الأرضية وعلى الفراش الوسير والشموع التي أضاءت المكان بهالة تخطف الأنفاس
لم تجد الكلمات التي تصف بها مدى سعادتها وشعرت بيديه تحيطها من الخلف لتقربها إلى صدره العريض وقال بوله
_ حبيت اول ليلة تكون عوض عن ليالي العذاب اللي عشتها في المكان ده.
التفت بين يديه لتنظر إليه بعيون عاشقة تناجي عينيه التي تلتهمها بشوق وتمتمت بهيام
_ أي مكان هيجمعنا هيكون بالنسبة لي جنة حتى لو عشنا مع بعض في الجحيم، الماضي ده صفحة وانقطعت من عمرنا ودلوقت هنملى صفحاتنا بادينا من غير ما حد يدخل يدمرها
ابتسم بشغف وتمتم بحبور
_ وانا أوعدك إني مش هسمح للحزن يدخل بينا وهعيش عمري كله عشان أسعدك.

لم يعد يطيق صبرًا أمام تلك المشاعر التي فرضه وجودها أمامه فترك لها العنان وهو يقربها منه ليلتقف ثغرها بقبله بث فيها مدى اشتياقه وولعه بها 
وكلما ارتوى من شهدها كلما شعر بالظمأ أكثر وهي مستكينه بين يديه ترحب بتلك المشاعر التي تجتاحها 
 
❈-❈-❈

عاد مهران إلى غرفته بعد أن اطمئن على زوجة جاسر وترك أخته مع زوجها واسرع بالعودة إليها

وجدها نائمة على الفراش كالملائكة وخصلاتها التي تعذبه بلا رأفة متناثرة على الوسادة وتسقط بعضًا منها محياها العاشق لملامحه
خلع جلبابه وألقاه على المقعد ثم استلقى على الفراش بجوارها ورفع أنامله ليبعد تلك الخصلات بعيدًا عن وجهها الذي يعشقه 
شعرت به ورفعت جفنيها بتثاقل فينشق ثغرها عن ابتسامة ساحرة ارهقت قلبه وتمتمت بصوتها الأسر
_ رجعت أمتى؟
ابتسم لها بحب وتمتمت بعشق
_ لسة راجع دلوقت.
غاصت في أحضانه ليحتويها أكثر ويزرعها داخل ضلوعه فتظل داخلها لا تبعد عنها مهما حدث
لكن لم يكن هذا ما يريده بل يريد هو الغوص في شموسها المضيئة وينعم بدفئهما الذي لم يرى له مثيل 
ابعد وجهها عن صدره وتمتم باحتواء
_ مش عايز العيون دي تبعد عني لحظة واحدة
عايزهم ديمًا قدام عينيا ميغبوش لإنهم لو غابوا هتسود دنيتي من تاني.
تطلعت إليه بهيام ولذلك الرجل الذي أبدل حياتها كلها وأنقذها من ضياع محتم وأمسك بيدها لتسير معه في طريق مليء بالورود
_ مهران انت الحاجة الحلوة الوحيدة اللي صادفتها في حياتي وأجمل عوض ربنا عوضني بيه عن العذاب اللي شوفته.
ملس بابهامه على وجنتها وتمتم بحبور
_ نفس احساسي يمكن اكتر بكتير، اقتحمتي حياتي وصحيتي قلبي اللي حكموا عليه بالموت عشان يكون بالقسوة اللي كان عليها
بس انتي غيرتي كل ده وبدلتي دنيتي ورجعتيني من طريق نهايته دمار
والأهم من كل ده انك رجعتيلي ثقتي بنفسي.
_ طيب وبناتك؟
هز كتفيه ببساطة وتمتم بجدية مصطنعة
_ لأ دي عادي لأن لو واحدة غيرك هتعملها، سهلة يعني.
ضحك باستمتاع عندما وكزته في كتفه وقالت بغيظ
_ تصدق انت رخم.
اتسعت عينيها بصدمة وهو ينظر لمكان ضربتها وغمغم بحدة مزيفة
_ انتي قد الضربة دي؟
هزت رأسها بتأكيد
_ اه قدها هتعمل ايه يعني؟
تمتم بتوعد
__ لاااا في دي بقا هعمل كتير بس انتي اتحملي عقابك.
مال عليها يقبل تلك الشفاة التي ارهقته ولم يعد يتحمل البعد عنها اكثر من ذلك
عافرت معه فمازالت مستاءه منه لكنه استطاع ترويضها وجعلها تستسلم لتلك المشاعر التي فرضها العشق عليها فتجد نفسها تبادله قبله وتغوص معه في ذلك العالم الذي لا يدخله سواهم.

❈-❈-❈

حمل جاسر ابنه بسعادة بالغة وتقدم من سارة ليضعه بين يديها كي تطعمه ونظرت إليه بلهفة وهي تتأمل ملامحه التي شابهت كثيرًا ملامح والدها بل نقول صدقًا ملامح منصور وكأنه نسخة أخرى خلقت له
لكنها لم تقول ذلك بل تمتمت بترقب 
_ فيه شبه كبير منك.
صحح لها
_ لا وحياتك ملامحه اكتر لمنصور، زي ما يكون انكتب عليا.
نظرت بحنين لملامحه وصورة والدها لا تفارق مخيلتها وشعور جارف بالحنين إليه
مهما فعل سيظل والدها ويظل ذلك الحنين يربطها به مهما فعل.
وقد شعر جاسر بما يعتمل في داخلها فجلس بجوارها ليضم كلاهما إلى صدره وتحدث بثبات
_ هنقضيها نكد.ولا أيه أنا روحتهم كلهم عشان نعيش الفرحة دي مع بعض بلاش نضيعها.
ضيقت عينيها بشك وسألته 
_ فرحتك بالولد يعني؟
ابتسم لها بحب وتحدث بصدق
_ فرحتي بمولود جديد نور حياتنا مش قصة ولد ولا بنت، فرحتي بأنك قمتي بالسلامة 
والفرحة الأكبر بعيلتي اللي بتكبر شوية بشوية 
ولد بنت دي حاجة بايد ربنا ملناش دخل فيها، المهم انتي وبس
انتهت من اطعام طفلها فأخذه جاسر ليضعه في مهده ثم عاد إليها ليستلقي بجوارها.
وضع رأسها على صدره ليقبل جبينها بحب وشوق 
وتمتم باحتواء
_ بحس إن الدنيا كلها بين ايديا وانتي في حضني
اخفت وجهها في تجويف عنقه وتمتمت بخفوت
_ وانا بحس بالأمان اللي معرفتوش إلا وانا معاك وفي حضنك

❈-❈-❈

خرجت من المرحاض وتقدمت من المرآة لتمشط شعرها وهو مستلقي على الفراش ينتظرها 
تقابلت اعينهما في المرآة ونظرات العتاب التي تطلعت إليه بها ارهقته فنهض ليدنو منها كالمسحور بذلك الجمال الذي يراه أمامه 
ازدرد لعابه بصعوبة وهو ينظر لأكتافها العارية وتلك المنشفة تحيط خصرها بتملك 
وضع يده على اكتافها يقربها من صدره ويميل على عنقها يستنشق عطرها النادي ويطبع قبله عليه جعلت نبضاتها تزداد بعنف ونظرات العتاب تحولت لعشق لن تغيره السنين
ببطئ وهدوء أخذ منها الفرشاة وبدأ هو بتمشيط شعرها وعينيه لا تفارق عينيها 
كان يمشط خصلاتها ببطئ وهدوء ويضع قبله على كتفيها بين الحين والآخر حتى انتهى والقاها باهمال على الطاولة وأدار حلم التهائه في بحوره بين يديه وغمغم باعتذار
_ آسف.
كانت كلمة واحدة لكن أظهرت مدى تأثره بفراقهما فلم تعد تستطيع الثبات أكثر من ذلك و جدت ذراعيها تحيطه بحب وتمتمت بوله
_ سامحتك من أول ما جيت عشان ترجعني مع إنك كنت مجبور، بس سامحتك لإني عارفاك أكتر من نفسي وعارفة إن الحب اللي جواك مستحيل يتحول من لحظة شك، وإن الغيرة اللي دفعتك لكدة
لكن كان لازم اعاقبك على الكلمة دي….
وضع يده على ثغرها يمنعها من المواصلة وتحدث برفض
_ مش عايزين نفكر في أي حاجة غير رجوعنا تاني لبعض واوعدك إن اللي حصل مش هيتكرر تاني.

توقفت الألسن عن الكلام وبدأ حوار النظرات والتي لم تدوم طويلاً ومال عليها يقبلها بشفاه تحكي لها عن مدى اشتياقه لها
قبله اختلفت كثيرًا عن ما قبلها 
كانت يديه تقربها إليه كأنه يريد زرعها بداخله لكنه خففها قليلًا عندما صدرت منها أهه خفيفة وترك لفمه التعبير عن اشتياقه وولعه بها.

❈-❈-❈

 ظلت وسيلة تزرع الغرفة ذهابًا وإياباً حتى تهدئ الصغيرة و لكن لافائدة 
تنهد جمال بيأس ونهض من فراشه وتقدم منها ليأخذ الفتاة
_ هاتي انا أنيمها 
أخذها جمال في احضانه لتستكين بين يديه أخيرًا وتنام فيضعها جمال في فراشها وهو يغمغم بغيظ
_ هو يخلف وانا أربي.
ضحكت وسيلة وتقدمت منها ليحتويها بذراعيه وتمتم بغيظ
_ ماشي اضحكي براحتك.
اوقفت ضحكتها بصعوبة وقالت بدلال
_ اصلك محسسني إننا لسة صغيرين ياحبيبي انت بقيت جد.
رفع حاجبيه متسائلًا
_ يعني انتي شيفاني عجزت وخلاص اتركن على بقا الرف؟
هزت كتفيها وتمتمت بغنج
_ لأ مش باين عليك بس انا اللي عجزت خلاص.
جال بعينيه على ملامحها التي لم يظهر عليها الكبر سوى من بعض الخصل الرمادية والتي زادتها جمالًا وتمتم بحبور
_ مين اللي يقدر يقول كدة! انا لسة شايفك البنت اللي خطفت قلبي وعلقتني بيها وعمر السن ما يغير فيها حاجة
قبل عينيها وتمتمت بوله
_ عينيكي اللي بغرق فيهم كل ما ابصلهم
وخدك اللي بيحمر بخجل كل ما اغازلهم
وشفايفك اللي بتغريني وبتخليني افضل عطشان ليهم
يبقى ايه اللي اتغير 
كان يتحدث وهو يقبل كل ما تقع عليه عيناه حتى وصل إلى شفتيها التي لم يستطيع تركها وغرق بهما يبث لها مدى ولعه بها 

تمت بحمد الله

google-playkhamsatmostaqltradent