Ads by Google X

رواية قدر و وصال الفصل الثالث 3 - بقلم هدير ممدوح

الصفحة الرئيسية

 رواية قدر و وصال الفصل الثالث 3

اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. 

اللهم  اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.

____________________

الفصل الثالث 

بقلمي هدير ممدوح 

رواية قدر ووصال


ألم الفقد لا يشفى أبداً يظل هناك شرخ بالقلب  لا يمكن شفاءه ولا يستطيع أحد رؤيته. 


مر يومان دون أي أحداث جديدة واليوم هو الثالث تأتي الجيران وكل من سمع بخبر العزاء، تجلس قدر بينهن بملامح باهتة ومقلتين محمرتين من أثر الدموع، متشحة  بالسوداء، تجلس على يمينها وصال التي لم تتركها طيلة هذه الأيام ومع آخر امرأة خرجت من المنزل احنت قدر رأسها على كتف وصال قائلة:

- الأيام دي تقيلة على قلبي أوي ياوصال

 وراح دمعها يهوى في صمتٍ ثقيل على النفس، ثم أتبعت تقول: 

-حاسة روحي بتنسحب مني بالبطيئ تلت أيام مرت وصوت أمي غايب حركتها واستقبالها لينا ضحكتها ومواقفنا الجميلة مابين يوم وليلة كل حاجة اتسرقت أحنا فعلاً مش بنعرف قيمة الحاجة دي غير لما تضيع من إيدنا. 


أجابتها وصال وهي تضمها إليها، تؤزرها في محنتها العسيرة : مش هقولك أنسي.. لأنك مش هتقدري أهلي أتوفوا من سنين وقتها حسيت نفس الإحساس ده خسارتهم صعبة ووجع عمره ما بينتهي الكل بيشوفني سعيدة وبضحك بس محدش بيشوفني فنص الليل وانا ببكي كل يوم على خسارتهم. 

ألقت عبارتها الأخيرة تلك وأجهشت بالبكاء فأعتدلت قدر بجلستها وعانقتها لعل يخف ألالام الاثنان ونطقت بأيمان نابع من قلبها: 

لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والله وحده قادر على ترميم هذا الألم. 


قاطع عانقهم رنين هاتف وصال فأبتعدت عنها قدر قائلة: 

-ردي يا وصال تلاقي أخوكي، أنا هطلع أشوف رهف. 


قالت وصال برفق: 

-متقلقيش على رهف هي نامت دلوقتي وأنتي خليكي. 

أومأت قدر دون النطق ببنت شفة بينما ردت وصال على هاتفها قائلة: 

-ألو يا أيمن 

جاءها صوت شقيقها الحاد : وصال النهاردة اليوم التالت أظن كفاية كده أنتي عملتي الواجب وزيادة عاوزك النهاردة تكوني في البيت. 


تحدثت وصال بصوت منخفض وهي تقف من مكانها مبتعدة عن صديقتها حتى لا تستمع لحديثها وقالت: 

_ أيمن أنا مستحيل أسيب قدر ورهف غير أما أطمن عليهم عشان كده هفضل كام يوم تاني هنا. 


أجابها أيمن في حنق مصحوب بالإمتعاض : يعني إيه كام يوم كمان، أنتي ناوية تفضلي هناك  العمر كله.. أسمعي النهاردة تكوني في البيت. 

أنهى أيمن المكالمة لتزفر وصال بغيظ من شقيقها، فكل ما يشغل بالها الآن هو حديث سيد 

"الحقي أشبعي من صحبتك الكام يوم دول علشان هتوحشك الأيام الجاية" 


لا تعلم ما المغزي  مما قاله هي فقط خائفة أن يصيب صديقتها أي مكروه فكيف تتركها بمفردها بهذا المنزل.. ومع ذاك الرجل الذي لا ينوي خيرًا. 


أحست بيد توضع على كتفها فأستدارت  لتتفاجئ  بقدر تهمس وهي تمسك بيدها واضعة إياها بين كفيها : 

_وصال حبيبتي وأختي الغالية التي ولدت من رحم الحياة لتكن لي سند وملجأ، شكراً ليكي على وقفتك معايا،ودلوقتي أنتي لازم ترجعي بيتك. 


ردت وصال بإبتسامة قائلة:

_ هو في بين الاخوات شكر ياقدر انا متأكدة لو الأدوار أتبدلت كنتي أنتي هتكوني بدالي، بخصوص رجوعي لأهلي لأ مش هرجع غير اما أطمن عليك....... 

كادت ان تكمل كلمتها الأخيرة ليستمعوا لذلك الصوت المشمئز "سيد": 

-أنا بقول أن كفياكي كده يا حلوة شوفي طريقك بقا خلينا نعيش حياتنا.  


هتفت وصال بتهديد: 

_أوعى تفكر أننا ضُعاف أنا في ثواني من أتصال واحد مني أوديك في داهية. 


تقدم سيد منها مبتسم بسخرية قائلاً في تهكم يثير الإشمئزاز: عال عال ياست وصال

 أمسك ذراعها وثناه خلف ظهرها لتصرخ هي بألم فقال مزمجرًا : 

_وداهية إيه بقا اللي هتوديني فيها؟ ها يا ست وصال عايز أعرف. 


تحدثت قدر وهي تحاول إبعاده عن صديقتها هاتفة بغضب:

 أبعد أيدك عنها أحسنلك وإلا قسماً بالله فوراً أروح على أقرب قسم وأبلغ عنك.

 

بدل سيد نظره إلى قدر تاركاً يد وصال وهو يقهقه بصوتٍ عال كأنما ألقى إليه احدهم نكتة قائلاً في سخرية: آنسة قدر بقا ليها صوت وتبدلت نبرة صوته متابعاً بشر: 

- أحسنلك ترجعي القطة الهادية اللطيفة من تاني متنسيش أختك الجميلة اللي نايمة فوق،  حطي  عقلك في راسك


ولوح بسبابته أمام وجه وصال ومازال نظره معلقاً بقدر وهو يصيح: وأنتي عاوز أرجع ألاقيكي مشيتي. 

تركهم وانصرف، لتلتفت وصال لقدر قائلة: 

-قدر خلينا نروح نقدم بلاغ فيه وهما أكيد هيتصرفوا. 


تراخى جسد قدر وأرتمت على أقرب أريكة منهم وقالت في إعياء: أنا تعبت يا وصال تعبت، دلوقتي المتحكم فيا هو الخوف وبس. 


أقتربت وصال منها قائلة وهي تقف امامها: 

_أنا معاكي وهوكل محامي كبير وهيتحبس 


نظرت لها قدر قائلة بإحباط:

_ مش بالسهولة دي يا وصال  انا مش معايا دليل يدينه حتى، هو هيكدب كل حاجه أنا هقولها مفيش حاجه هتحصل غير أني هتفضح وبس.  


جثت وصال على ركبتيها أرضا وهمست بنبرة ودودة وهي تضم كف قدر  بين راحتيها،  علها تبث في قلبها الأمان، وتغير من رأيها :

_على الأقل نخوفه ويعمل حساب لأي حركة هيعملها. 


أبتسمت قدر ساخرة، وقالت في مرارة :

_ أنا عارفة الشخص ده كويس هو عايزني ولو عملت زي كده هيأذي أقرب حد ليا. 

وصال وهي تشد على يدها: أوعك تخلي الخوف يسيطر عليكِ 


أبتعلت قدر لعابها وهي تغمغم : 

-الأحسن أنك تمشي من هنا ياوصال ده أفضل لينا كلنا 

فنفت وصال بإصرار: أنا مستحيل أسيبك مع الراجل ده 

نظرت لها قدر بأعين تفيض بالدمع وبنبرة متوسلة، وأردفت تقول: 

_أرجوكِ ياوصال أمشي من هنا أنا مش عاوزة غير كده. 

كادت وصال ان تعترض، لتقول قدر بنبرة توسل:

_ أرجوكي أمشي ياوصال. 


هزت وصال  رأسها بأستسلام وأستقامت من مكانها عازمة على ترك المنزل. 


  سبحان الله وبحمده 🌼سبحان الله العظيم 


صعدت قدر إلى غرفة رهف وجلست على طرف الفراش ببطئ كي لا تيقظ شقيقتها و نظرت إلي الطاولة الصغيرة التي كانت بجانبها ومدت يدها تلتقط برواز به صورة يجمعها مع والدتها ورهف وأمتلئت أعينها بالدموع  وهي تلامس وجه والدتها في الصورة بشوقٍ عظيم ملأ ثناياها، و ذرفت عينيها دموع الحنين إليها، فأستدارت رهف على جانبها ونظرت إلى قدر بحزن، ثم استوت جالسة على طرف الفراش بجوارها، و وضعت كفها على كتفها في هدوء، وانبعث صوتها الطفولي الحزين يهمس  : 

_ قدر، هو ممكن عمو سيد يتجوز ويسبنا في الشارع؟ 

فربتت قدر على ظهرها في رقة، وغمغمت بنحيب  : 

_ لو سابنا فـ ربنا ( سبحانه وتعالى)  معانا يا رهف. 

وأستطردت وهي تعتدل  : 

_ يلا تعالي كملي نومك يا رهف. 


" في منزل وصال "

صعدت للأعلى،  وبينما هي في طريقها لغرفتها، أوقفها  صوت زوجة أخيها   وهي تلفظ أسمها فوقفت خلف الباب تسترق السمع، 

وتناهى لمسامعها نجلاء تقول: 

_قولتلك الحل في وصال ، وأهو شوفت بعينك أخدوا مكانك في الشركة وأنت بقيت ولا حاجة،إيه هتروح تلف على الشركات عشان حد يشغلك، والفرصة دي تضيع من أيدك. 


 كانت واقفة هي أمامه وهو جالسا على طرف الفراش و رد قائلاً: 

قوليلي هنعمل إيه، أزاي هنخليها تمضي وأحنا عارفين كويس أنها ممكن تحس بكده وتقلب الدنيا علينا. 


أبتسمت نجلاء بخبث وانتصار، فقد  فكانت تحاول طيلة اليومين ان تجعله ينصت لها وها قد وصلت إلى مبتغاها فقالت بنبرة يغزوها الأرتياح: 

_هرن بـ أحمد يجيب معاه شابين يكتفوها ونمضيها على تنازل الأسهم بتاعتها ليك وبكده خلصنا، ومتقلقش هتاخد كمان قرصة ودن عشان لو فكرت تحكي لحد. 


شهقت وصال بذعر وفرت دمعة من عينيها بكل حزن، وصدمة.. هل ما أستمعته كان حقيقة، هل حقاً أخيها يحاول سرقة ميراثها وبأبشع الطرق، ركضت سريعاً إلي غرفتها تحتمي بداخلها، وأغلقت بابها و أستندت بظهرها عليه وأذنت لدموعها بالنزول ثم جلست بأنهيار تبكي على حالها. 


بغرفة أخيها أتسعت عينيه بصدمة على ما قالته زوجته،و نظر لها بأشمئزاز قائلاً:

_ اللي أنتي بتتكلمي عنها دي أختي شباب إيه اللي هتجبيها وبعدين  أنا هاخد الأسهم لفترة مؤقتة وهرجعهم ليها. 


لوت نجلاء فمها وقالت بحدة: 

_عندك حل تاني 

أعتدل أيمن واقفاً وقال: 

_أطلعي أنتي من الموضوع وأنا هتصرف، هروح أغير هدومي وأخد شاور تكون وصال رجعت وقولي لـ سهر "العاملة " تجهز الأكل.

ذهب هو من أمامها فنظرت هي لأثره بغيظ وهي تحاول السيطرة على غضبها. 


عند وصال لم تدع أنهيارها يدوم كثيراً فأخرجت حقيبة كانت بجانب خزانة ملابسها وضعتها على فراشها وفتحت ضلفتي الخزانة وأخرجت بعد الملابس وضعتها بعشوائية داخلها وأغلقت الحقيبة، واخذت حقيبة يد صغيرة بعدما وضعت بها بعض النقود وخرجت من الغرفة وهي تنظر بحذر على يمينها وشمالها حتى هبطت للأسفل وفتحت الباب الرئيسي وغادرت من المنزل بأكمله وهي حذرة من ألا يرآها أحد. 


خرجت نجلاء من غرفتها متوجهة لغرفة وصال وهمت بفتح الباب،عندما أوقفتها صوت  العاملة وهي تقول: 

_ست وصال طلعت من البيت يانجلاء هانم. 


نجلاء بدهشة: 

_وهي جات أمتى وخرجت أمتى.


سهر "العاملة ": 

_أنا شوفتها وهي بتفتح الباب الرئيسي وكان في أيدها شنطة سفر وخرجت. 


غمغمت نجلاء : 

_شنطة سفر. 

ردت سهر: 

_أيوة وكمان أول ماجات، شوفتها واقفة قدام أوضة حضرتك وغالبا سمعت حاجة وجريت لأوضتها وهي بتبكي. 


نجلاء بصدمة: 

_يانهار أسود، لتكون سمعت حاجة. 

ألقت جملتها تلك وهرولت إلى غرفتها.  


" بمنزل قدر" 

حاولت النوم لتهرب من واقعها المؤلم تشعر بأنقباض قلبها كأن شيء سيء سيحدث هذا ما يخبرها به حدسها اللعين، أستمعت إلى صوت باب المنزل يفتح فهي تعلم كل العلم من القادم أزدادت ضربات قلبها وكأنها طبول تقرع الخوف يسيطر عليها، أعتدلت واقفة و قامت بفتح  ادراج التسريحة تبحث عن مفتاح لتقفل الغرفة ولكن دون جدوى فهي لا تعلم أين يتواجد أستمعت إلي صوت خطوات تقترب منها، فنظرت بين أختها النائمة والطاولة الصغيرة فأخذت تسحب الطاولة بكل قوتها لتضعها خلف الباب نجحت بذلك ووضعت يدها أعلى صدرها وتنفست الصعداء وقد شعرت بالراحة قليلا فظنت أن الطاولة هي خلاصها، ولكن لم يدوم طويلا هذا الشعور لتستمع إلى صوت طرقات على الباب قوية أخذت ترجع إلى الوراء بخوف الذعر يظهر على ملامح وجهها الشاحب  وحبيبات العرق أخذت تتجمع،  فاقت رهف وهي تنظر لها قائلة: 

_قدر هو في إيه من بيخبط كده 


كانت قدر بعالم آخر تتنفس بصوت عالي كغريق بنهر أمواجه هائجة تلقيها إلى منتصف المحيط لا تعلم كيف النجاة . 

وبمن تستغيث.. 

ومن ذا ينجدها! 


نزعت رهف  الغطاء من عليها و أقتربت من قدر وأمسكت بيدها وهي تنظر لها قائلة: 

_قدر مالك أنتي كده بتخوفيني. 


سارع سيد من الخارج بدفع الباب لينجح بذلك و ولج للداخل وهو ينظر لهم بإبتسامة مشمئزة تقدم منهم بخطوات بطيئة كا الأسد الجائع الذي يستعد للهجوم على فريسته بدلت رهف نظرها بينه وبين أختها المذعورة وقالت: 

_عمو سيد أنت بتعمل إيه هنا أنت كده بتخوفنا. 


تحدث سيد الذي تفوج منه رائحة كريهة فعلموا إنه ليس بوعيه وأنه شارب الآن، تحدث وهو يخطو مترانحًا: 

_أطلعي أنتي برة ياحلوة أنا وأختك ليلتنا صباحي.

 كاد ان يتعثر بطريقه ليجذب يد رهف التي تعلقت يدها الأخرى بيد شقيقتها فسارعت قدر بإمساك يدها بقوة قائلة:

_أبعد عن أختي يا سيد أحسنلك،لحسن والله أصوت وألم عليك كل أهل الحارة.


قهقه سيد بسخرية وسحب رهف بقوة حتى وقعت أرضا ليقول لها:

_أطلعي برة الأوضة ياحلوة. 


سارعت قدر قائلة: 

_أطلعي أطلبي مساعدة يارهف من أي حد بسرعة. 


آتاهم صوت سيد مقهقهاً وهو يخرج المفتاح من جيب بنطاله قائلاً: 

_أنا قفلت الباب ياحلوة، من النهاردة أنتي ملكي أنا ولوحدي، وحتى لو صرختي الساعة دلوقتي 12 والجيران في سابع نومة. 


وعلى حين غفلة منه مدت قدر يدها وسحبت منه المفتاح وألقته لشقيقتها قائلة بلهفة : 

_بسرعة يارهف بسرعة 

اخذت  شقيقتها المفتاح والدمع ايضاً اخذ طريقًا على وجنتيها ركضت للأسفل وهي تستمع لصراخ شقيقتها... ودموعها راحت تسيل ببطء مميت، وهي لا تدري ما يحدث، لكن ثمة شيء يحثها على مساعدة أختها. 

قلبها يُنبئها إن شقيقتها تواجه خطرًا..... 



يتبع...... 

رأيكم توقعاتكم.

  •تابع الفصل التالي "رواية قدر و وصال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent