رواية القاسي الحنين الفصل الرابع 4
الفصل الرابع
في المساء
تجلس فرح مع والدتها ، عندما تراهما يخيل لك أنهما يشاهدان التلفاز إنما في الحقيقة أن كل منهما يفكر في شئ ما، فرح تفكر في عملها وما جرى به حيث تفكر جديا في ترك العمل ، فهي لا تحب المكان حتى وإن تم فصل مديرها الذي كان يسبب لها مصدر إزعاج كبير ، وإذا تركته كيف ستعيش هى ووالدتها ، كل هذا كان يدور في تفكير فرح.
أما والدتها كان يشغل بالها شئ ما حدث ، شئ هام ، تفكر هل تخبر به فرح أم لا ، وإذا أخبرتها ماذا سيكون رد فعلها ، لا لا يجب ألا تعرف ولكن هذه أمانة .
أمل : إيه يا فروحتى الفيلم مش عاجبك ولا إيه ؟
فرح : ها ، بتقولى حاجة يا ماما؟
أمل : يااااااه، ده أنت مش هنا خالص ، مالك يا حبيبتي فيك إيه ؟
فرح : لا أبدا ، سرحت شوية .
أمل : خلينا نقفل التلفزيون الأول ونحكى مع بعض ، قوليلي بقى سرحانة في إيه ؟
فرح بتنهيدة : نفسي أعمل مشروع لوحدى .
أمل باستغراب : مشروع إيه ده ؟ أول مرة أسمعك بتقولى كده.
فرح : نفسي أبقى مصممة حفلات أفراح أعياد ميلاد سبوع وكده يعنى.
أمل : وأنت من امتى وأنت ليكى في الحاجات دى.
فرح : من ساعة ما اشتغلت في العلاقات العامة وبدأت أنسق للحفلات بتاعة الشركة وأنا لاقيت نفسي في المجال ده .
أمل : طيب وإيه إللى يمنع إنك تعملى المشروع ده أكيد بقى ليكى علاقات وخبرة في المجال ده.
فرح : من جهة علاقات وخبرة بقى عندى علاقات كتيرة وبقى ليا صحاب ممكن يساعدونى في البداية ، بس المشكلة في التمويل.
أمل وكأن الفرصة جاءت لها على طبق من ذهب حتى تتحدث معها في الموضوع الذي يؤرقها.
أمل بتردد : طيب، واللى عنده حل المشكلة دى.
فرح باستغراب : إزاى ، هو أنا مش عارفة ظروفنا عاملة إزاى ، أوعى تقولى نبيع العربية .
أمل : لا لا مفيش بيع .
فرح بنفاذ صبر : ماما ما تقولى بقى ما بلاش ال suspense ده.
أمل : بصي بقى باباكى كلمنى وحط في حسابك الوديعة اللى وعدنا بيها .
فرح بثبات : وبعدين؟
أمل : هو عاوز يشوفك .
فرح : ليه؟
أمل : هو إيه إللى ليه ؟ أنت نسيتى إنك بنته وهو باباكى ولا إيه ، وحقه إنه يشوفك.
فرح : من إمتى ؟
أمل : من إمتى إيه ؟
فرح بوجع : من إمتى وأنا بنته وهو بابا ، عمرى ما حسيتها منه ، لو نسيت طريقة معاملته معايا ومعاكى زمان ، إزاى هنسى إللى عمله الوقت ، جاى عاوز إيه يتأسف ويعتذر، خلاص بلغيه إن أسفه مقبول ، إنما مش عاوزة أشوفه.
أمل بدموع : يا بنتى اسمعيه بس ، شوفي هو عاوز إيه ؟
فرح : لا أسمع ولا أشوف .
أمل: طيب مش أنت لسه بتقولى إنك محتاجة فلوس عشان تمويل المشروع ، خلاص أهى الفلوس وصلت لعندك ، مش محتاجة تشتغل عند حد خلاص.
فرح : لو المشروع ده هو الحلم إللى حقق بيه طموحاتى ومش هيتحقق إلا بفلوسه مش عاوزه لا حلم ولا طموحات ولا مشروع ، أنا هبنى نفسي بنفسي .
قامت فرح وتركت أمها وحدها حزينة وفرحة ، حزينة على وجع ابنتها من والدها وفرحة بها بسبب قوتها واعتمادها على نفسها ، ماذا ستفعل ستبلغ والدها برفضها لمقابلته.
دخلت فرح غرفتها تشعر بغليان من والدها ، لماذا عاد الآن وماذا يريد ؟ وما نيته من إعطائها هذه الأموال ؟ وماذا يريد من هذه المقابلة ؟ أتذكرها الآن ؟ ألم يخطر على باله كيف تعيش هى ووالدتها طوال التسعة أشهر الماضية لولا رحمة الله بهما ؟ ألم يشتاق إليها ؟ هى ابنته الوحيدة ، دوما كانت تسمع عن تعلق البنت بوالدها وطالما استغربت لما لم تتعلق به مثل باقى البنات ،لا لن أقابله أبدا أبدا ، لن أحتاج إليه ولن أمد يدى على هذه الأموال ، سأكافح وأعمل حتى أحقق ذاتى.
قطع هذه الفكر صوت هاتفها ، إنها سمية صديقتها، نفضت رأسها من هذه الأفكار ، وردت عليها ، وكعادتها لم تظهر أى شئ .
فرح : سمسمة حبيبتى وروحى وقلبي.
سمية بضحك: أيوة يا بكاشة، اضحكى عليا بكلمتين.
فرح : طبعا أضحك عليكى ، ولو مضحكتش عليكي أضحك على مين ؟
سمية بضحك : ماشي يا حبي ، طمنيني عليكي مختفية فين؟
فرح : الشغل وسنينه.
سمية : لسه برده مديرك الرخم بيضايقك.
فرح : لا بيضايقك مين وحياتك ده أنا علمت عليه حتة علامة ، خليت وشه شوارع.
سمية بضحك : إزااااى ؟
فرح : لا لا بكرة نتقابل نتغدى واحكيلك.
سمية : اخص عليكي يا بايخة ، هفضل متعلقة كده لبكرة.
فرح : والله هلكانة هموووت وأنام، خليكي صاحبة جدعة وسيبينى أنام.
سمية : أمرى لله هسيبك .
فرح : حبيبتى والله ، ظبطى مع البنات ونقضى اليوم مع بعض.
سمية : أوووووك ، سلام.
فرح : سلام.
نامت فرح سريعا ، فهذه عادتها عندما تشعر بالضيق والضغط العصبي يشتد عليها تهرب بالنوم.
في النادى
تجلس الفتيات ويضحكن بشكل هستيري .
نهال : يالهوى عليكي يا فرح عملتى كل ده لوحدك؟
فرح : طبعاااااا ، لازم تخافوا منى بعد كده.
سلمى : يا مرعب أنت .
سمية : متخيلة منظر الراجل وهو مروح لمراته ومتبهدل يا ترى هيقولها إيه ؟
تضحك الفتيات بشدة على هذا الموقف .
وبعد فترة من الهزار والضحك المتواصل.
سلمى : و ناوية تعملى إيه دلوقت يا فرح ؟
فرح : مش طايقة الشركة والله بس هعمل إيه ؟
نهال : ليه مش طايقاها ما خلاص الراجل الزفت ده مشى.
فرح : ذكريات المكان بقت وحشة ، بس هعمل إيه مفيش مفر لازم أكمل ، مجبر أخاك لا بطل.
سمية : أنا شفت عالنت إعلان شركة جديدة في التجمع ، عاوزين موظفين في كل المجالات.
سرحت فرح قليلا في كلام سمية وبدأت تفكر جديا في التقديم لهذا العمل ، لن تخسر شيئا فهى محاولة.
سمية : ها رحتى فين ؟
فرح : معاكوا.
نهال : جربي ، بس اوعى تسيبي الشغل إلا لو الشركة الجديدة وافقوا عليكي.
فرح : أكيد.
سلمى : هتبقى قريبة منك ، يارب يقبلوكى يارب.
فرح بتفكير : ربنا يقدم إللى فيه الخير.
الكل : يارب.
وبالفعل قدمت فرح أوراقها ودعت الله كثيرا لكى تقبلها هذه الشركة.
في الشركة
حازم : كده باب التقديم اتقفل ، ، كل واحد فينا هياخد قسمين ويختار الأفضل ، فارس هتاخد الحسابات و hr.
فارس : تمام.
حازم : وأنت يا كريم هتاخد السكرتارية و العمال.
كريم : أوك.
حازم : وأنا هاخد الأمن و العلاقات العامة ، بس عاوزين في أسرع وقت يا رجالة ، وطبعا عارفين في كل قسم محتاجين عدد الموظفين قد إيه .
فارس : أكيد ، ربنا ييسر الأمور علينا.
وبعد أسبوعين من الفرز والاختيار تم اختيار مجموعة الموظفين ووافق الكل على هذه المجموعة وبالطبع كلهم رجال كما طلب حازم .
في يوم المقابلة وإمضاء العقود
فارس : الناس كلها وصلت ، أبدأ أدخلهم ولا إيه ؟
حازم : آه يلا ، وكمان بالمرة يمضوا العقود ونخلص عشان بدأ عالأسبوع الجاى إن شاء الله.
فارس : تمام ، هروح أدخل أول واحد.
وبالفعل تمت المقابلات ، والكل نجح حيث تم اختيارهم بعناية شديدة .
حازم : أنا هستأذن يا جماعة عشان المعاد بتاع شركة الأمن وكملوا أنتوا ، عامة كل إللى هيعملوا المقابلة أنا إللى مختارهم ، خليهم يمضوا العقود على طول .
فارس وكريم : أوك.
وبعد فترة
كريم بإرهاق: فاضل قد إيه ؟
فارس : واحد بس ، هقوم أجيبه.
خرج فارس مناديا : إسلام صالح فؤاد.
دخل إسلام على كريم وفارس وصدموا من هذا الشخص الذى دخل عليهم .
فارس : أنتى مين حضرتك؟
(أنا موظفة العلاقات العامة الجديدة )
كريم : إزاى ؟؟؟!!!! إحنا اخترنا راجل.
الفتاة بضيق : لا حضرتك أنا بنت واسمى إسلام بس ممكن تقولى يا فرح 😳
إيه ده بقى ده بقى ده ؟ إيه لفة الدماغ دى؟ يا ترى حازم هيعمل إيه لما يعرف إنه اختار بنت مش راجل ، فرحانة فيه أوووووى.
•تابع الفصل التالي "رواية القاسي الحنين" اضغط على اسم الرواية