Ads by Google X

رواية قدر و وصال الفصل الخامس 5 - بقلم هدير ممدوح

الصفحة الرئيسية

 رواية قدر و وصال الفصل الخامس 5 

اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. 

اللهم  اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.

___________________

الفصل الخامس 

رواية قدر ووصال 

بقلمي هدير ممدوح 


أتى الصباح بنوره والشمس تتوسط عِنان السماء تبعث الدفء لما أسفلها، ها هو يومًا جديد بداخله العديد من الأحداث التي لا نعلم عنها شئ.   

دقت الساعة السابعة صباحاً وقف عبدالله أمام محله وطرق أولاً على الباب قبل أن يفتح، حتى يستعدوا الفتيات، ففاقت رهف على إثر الصوت، وأعتدلت في جلستها، وتلفتت حولها حتى استدركت أين تكون، وما حدث بالأمس، وضعت يدها على كتف شقيقتها وهزتها ببطء وهي تُردد اسمها، فأنتفضت قدر برعبٍ دب في أوصالها وهي تعتقد إنه سيد، فأتاها صوت رهف الطفولي، وهي تسألها في خوفٍ:

_ دي أنا ياقدر خوفتي ليه؟! 


تسلل الأمان إلى قلبها و أومأت بصمت، بينما فاقت وصال على سماع صوتهم وقالت وهي تضع يدها على فمها وتتثأب: 

صباح الخير يا بنات. 

كادت قدر ان ترد فقاطعها صوت طرقات العم عبدالله فمدت قدر يدها وألتقطت خمارها واستقامت واقفة وهي تقول:

_صحينا أهو يا عم عبدالله. 


فرد عبدالله من خلف الباب: 

_على مهلكم يابنتي انا قلت أخبط الأول اشوفكم صاحيين ولا لأ بدل ما افتح عليكم  كده. 

هزت قدر رأسها من خلف الباب قائلة: 

_جزاك الله خيراً يا عمي أستأذنك دقيقتين وافتح. 


فاجابها  عبدالله بصوتٍ رخيم :

_حاضر يا بنتي. 


نظرت قدر إلي وصال ورهف وقالت بغضب طفيف: 


_يلا قوموا أنتو لسة قعدين خلينا نلم الفرشة دي عشان الراجل يشوف رزقة. 


وقفت رهف ووصال وقاموا بتطبيق الفرش ووضعهم جانباً. 


فنادت قدر من الداخل:

_ أفتح ياعم عبدالله. 

فمال عبد الله واضعًا صينية الطعام جانبًا، ومال معالجًا مزلاج الباب، ثم سحبه لأعلى فقد كان الباب من المعدن الذي ينفتح من أسفل إلى الأعلى والعكس إذا أُغلق. 

 ومال مرة أخرى يلتقط الصينية، ودلف للداخل وقال بوجهٍ بشوش: 

_الحجة أرزاق لما عرفت أن عندنا ضيوف حلفت أنكم مش هتمشوا من غير فطار . 


كادت قدر ان تتحدث لتسبقها وصال قائلة: 

_كده كتير ياعم عبدالله وكفاية أستقبالك لينا  مش عاوزين نتقل عليك أكتر من كده. 


مال عبدالله بجزعه ووضع الصينية أمامهم وقال: 

_دي أقل حاجة يابنتي ومش عاوز أسمع أعتراض من حد فيكم. 


فتبسمت قدر  لهذا الرجل الطيب، قائلة : 

_تسلم ياعم عبدلله، بس الأول هناخد قزازة مية نغسل وشنا منها.  


أومأ عبدالله برأسه قائلاً: 

_أنا ومكاني البسيط تحت امركم. 


غمغت قدر قائلة: 

_الأمر لله ياعم عبدالله، ومرت من أمامه وخلفها  وصال ورهف . 


وألتقطت زجاجة مياه من الثلاجة المليئة بالعصائر  والمشروبات الباردة، ووقفوا  خارجاً فصبت وصال المياه بيد قدر التي نثرتها على وجهها وتكررت الحركة مع ثلاثتهم ومن ثم دلفوا للداخل وتناولوا بعض اللقمات وبعد الأنتهاء وضعوا الأطباق جانباً، فقالت قدر بود: 

_ربنا يبارك في عمرك أنت والحجة أرزاق وربنا يجعل عملك الصالح ده في ميزان حسناتك جعلك الله من أهل الجنة. 


رد عبدالله بوجه بشوش مبتسم: 

_والله يابنتي بعد دعواتك الجميلة دي مش عاوز حاجه من الدنيا تاني، ربنا يسعدكم ويحفظكم، وكمان انتو ممكن تقعدوا هنا لحد ما أموركم تدبر. 


ابتمست قدر قائلة: 

_لا أحنا هنمشي تسلم ياعمي. 


أخذت كلاً منهم حقيبتها، وابتعدت قدر ووقفت جانباً وهي تنظر داخل حقيبتها فأخرجت فئة من المئتان ولفتها،  أقتربت منها وصال وقالت بصوت منخفض كي لا يصل للعم عبدالله: 

_أنا عاملة حسابي لكده ومدت يدها بورقات المال لقدر وتابعت: 

_خلي اللي طلعتيه معاكي. 


فهمست قدر بنفي : 

_لا يا وصال حتى لو مش معايا كتير فأنا لازم أطلع كفاية وقفته معانا. 


أومأت وصال تؤكد قولها، وغمغمت بتريث: 

_تمام وخدي دول برضه أديهم ليه. 


أخذتهم قدر وأمسكت وصال بحقيبتها  ليقفوا أمام عبدالله الذي كان واقفا خلف طاولة صغيرة ممسك بدفتر وقلم فنطقت قدر اسمه جاذبة انتباهه  :

عم عبدالله

رفع الرجل وجهه ناظراً لها. 

فأسترسلت قائلة وهي تمد يدها بالمال له: 

_دي حاجة بسيطة مننا. 

تحدث الرجل بنظرات معاتبة قائلاً: 

_برضه كده يابنتي، أنا مش هقبل بكده. 


 فقالت قدر بإصرار : 

_ربنا جعلنا أسباب لبعض ياعم عبدالله ودول بعتهم ليك ربنا فأرجوك مترفضش. 


عبدالله بإعتراض : 

_بس يابنتي..... 


قاطعته وصال قائلة بمرح: 

_متحاولش ياعم عبدالله قدر أعند شخص فالدنيا ومش هتمشي ولا تتنازل غير لما حضرتك تاخد المبلغ البسيط ده.  


نظر الرجل ليد قدر الممدودة ورفع نظره لها، فأماءت هي برأسها تحثه على أخذهم، فألتقطهم الرجل من يدها بإحراج تبسمت له قدر وألقت السلام وخرجن الفتيات بعدما رد عبدالله السلام عليهن، أبتعدوا الفتيات عن أنظاره فأخذ يعد المال الذي بيده بأعين دامعه وقال وهو رافعا نظره للأعلى: 

_سبحانك ربي أنا كل اللي طلبته منك ٥٠٠ عشان أدفع إيجار الدكان وأنت أكرمتني بألف و مائتين  ورفع يده بالمال يقبله ويحمد الله على ما أعطى. 


"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"

 


هبط سيد من سيارة الأجرة امام منزل وصال واعطى السائق اجره وتقدم بأتجاه الفيلا وهو يغمغم بهوس: 

_هاخدك يقدر ونبعد عن هنا، أنا بعت البيت والهايبر والفلوس اللي معايا ياحبيبتي كلها ليكي  وأنتي ليا. 


أمام فيلا وصال كان يجلس رجل بجلباب صعيدي على كرسي  بجانب الباب و رأى سيد وهو يتقدم نحوه وشفتاه تتحرك يحدث نفسه. 


فضرب كفٍ بكف وهو يقول: 

_ده شكله مجنون ولا إيه، لا وكمان جاي عليا ربنا يستر. 


أصبح سيد أمامه وقال بصوت اجش: 

_عاوز أشوف وصال هانم روح قولها. 


أعتدل الرجل واقفًا أمامه، وهو يقول بتحفز: 

_الانسه وصال مفيش، أقولها مين. 


سيد بأسلوب فظ:

_هي اللي قالتلك تقول كده، أدخل قول لها سيد مش هيسكت على عملتك وهاخد قدر يعني هاخدها. 


غمغم الرجل بحنق: 

_لا اله الا الله، ياعم قولنا مفيش الست وصال ولا قدر صحبتها جات هنا ليها فترة. 


فدفعه سيد  من أمامه وهو يهتف: 

_أنا هدخل بنفسي أتأكد ان كانت هنا أو لأ. 

قال عبارته وانطلق للداخل، فلحق به الرجل مناديًا:  

 يا أستاذ أنت ميصحش كده. 


وخرجت نجلاء على سماع صوتهم فقالت وهي تتفحصه من قمة راسه لأخمص قدمه: 

_إيه اللي بيحصل هنا، إيه الشوشرة دي يا إسماعيل.

 

هتف إسماعيل: 

_ياست هانم  الراجل ده عاوز يشوف الست وصال وقولتله مش هنا، قال هدخل أتأكد بنفسي. 


فصرفته نجلاء وهي تؤشر بيدها، قائلة: خلاص روح أنت.

 

غادر إسماعيل إلي الخارج بينما وقفت نجلاء تحدج سيد بنظرات نارية وقالت:

_وياترى أنت تعرف وصال منين. 


أجابها سيد بإمتعاض:

_بقولك إيه ياست أنتي أنا جاي اخد قدر وماليش دعوة بوصال ولا غيرها روحي هاتيها من جوة بدل ما ادخل أنا.

 

ضيقت نجلاء حاجباها وقالت: 

_عاوز تفهمني أن وصال مش عند قدر دلوقتي. 


هتف سيد بحدة : 

_لأ وصال جات امبارح وخدتها. 


صمتت نجلاء، تفكر اين قد تكون ذهبت تلك الفتاه، فقطع سيد شرودها وقال بصوتٍ عال: 

_انتي ياست  أنا الحد دلوقتي واقف وبتكلم بحترام غير كده هغلط فيكي. 


نظرت له نجلاء بإشمئزاز قائلة: 

_تغلط في مين أنت أتجننت، لا وصال ولا قدر هنا وأمشي من هنا بدل ما ابلغ عنك واقولهم إنك خاطفهم. 


رفع سيد سبابته أمام وجهها وقال بتهديد: 

_همشي بس لو عرفت ان قدر جوة لا هرحمك ولا هرحم وصال سلام ياقطة. 


ألقي جملتع تلك وغادر تحت أنظارها، فتقدم منها إسماعيل وهو يقول: 

_ست نجلاء الراجل ده جوز والدة الانسة قدر وصلها فمرة لهنا والحقيقة شكله كان بيدايقها و.... 

نجلاء بضيق:

_خلاص،خلاص انت هتحكيلي قصة حياتها.

قالت جملتها تلك وأولته ظهرها وولجت للداخل.


سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ♥


عند قدر ووصال مازالوا يسيرون هائيمين دون وجهه في الطرقات فقالت قدر بصوتٍ ضعيف :

_هنروح فين يا وصال و هنعمل إيه أحنا بنات و الوحدنا  

إجابت وصال قائلة: 

_هنروح عند خالتي سامية في اسكندرية. 


ابطئت قدر في سيرها ونظرت لها وأردفت: 

_بس أنتي قولتي ان والدتك كانت وحيدة أمها وأبوها 


أومات وصال: 

_أيوة فعلاً، خالتي سامية هي اللي كانت بتهتم بيا بعد وفاة ماما وبابا وهنروحلها وهي عايشة لوحدها. 


هزت قدر رأسها : 

_فهمت بس أنتي عندك عنوانها وكلمتيها الأول. 


اردفت وصال : 

_ايوة أنا عارفة عنوانها بس الحقيقة رقمها ضاع من عندى ومش هنعرف نتواصل معاها بس أطمني ومتقلقيش تمام. 


بزفير التوتر وقلة الحيرة أردفت قدر : 

_ماهو للأسف مفيش حل تاني فتمام خلينا نروح على المحطة. 


فتلك اللحظة كانت ستمر أمامهم سيارة أجرة فأوقتها وصال بإشارة من يدها وصعدوا بها بعدما املت السائق العنوان. 


     صلِّ على محمد🌼🤍


عند أحمد كان واقفا أمام منزل قدر عازمًا على العودة بعدما أخبره أحد الجيران بأن المنزل قد تم بيعه، علا صوت رنين هاتفه فأخرجه من جيب بنطاله وهو ينظر لشاشته ليجد اسم "نجلاء " أستقبل المكالمة واجاب قائلاً: 

_أنتي بتشتغليني يانجلاء وصال مفيش هنا وبيت صاحبتها ده اتباع بعد وفاة والدتها. 


نجلاء بنبرة حادة: 

_عشان كده انا رنيت عليك جوز والدة قدر كان هنا من شوية جه يدور عليها عند وصال.


أحمد بحدة:

_يعني إيه الكلام ده 


نجلاء  وقد هدئ صوتها: 

_يعني قدر ووصال هربوا مع بعض. 


هتف احمد قائلاً: 

_وايه العمل دلوقتي. 


أجابت نجلاء بتريث وتفكير : 

_قعدت شوية افكر ممكن يكونوا راحو فين و....


قاطعها أحمد ساخرًا:

_ها وعرفتي. 


جزت نجلاء على أسنانها وقالت بغيظ: 

_اه عرفت مفيش غير سامية دي كانت دادة وصال ومشيت بعد ما اتجوزنا أنا وايمن  متأكده انها هناك. 


لوى أحمد فمه قائلاً: 

_وإيه الثقة دي العصفورة جات قالتلك . 


نجلاء بحدة: 

_أحمد انا متأكدة من كلامي وصال ما تعرفش  حد وصاحبتها دي كمان تعتبر مقطوعة من شجرة دلوقتي. 


 أستطرد أحمد حديثه قائلاً: 

_وإيه الحل دلوقتي.


اردفت نجلاء قائلة: 

_تنزل  أسكندرية والنهاردة ومترجعش غير وأنت فأيدك ست وصال فاهم،وهبعتلك العنوان بالتفصيل على الواتس . 


أحمد بإمتعاض: 

_هعمل كده، بس كل مليم هصرفه هاخده منك الضعف. 


زفرت نجلاء بعمق قائلة: 

_تمام يا أحمد تمام. 


أغلق أحمد الهاتف بوجهها دون ان يتفوه بحرف أخر. 


أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه 🌼


كان سيد عند صديقه إسلام ماسكًا كأس من الخمر جالسون مقابل بعضهم على إحدى الطاولات فقال وهو يحاول فتح عينه من شدة أثر المشروب: أصبلك كاس . 


إسلام بإشمئزاز: 

_لا يعم مش بشرب أنا، بس اتفجأت لما لاقيتك رجعت قلت جاي يرجعلي الفلوس ويقول مش عاوز أبيع بعد ما خلاص مضينا العقود. 


رد سيد مترنحًا: 

_معرفتش أروح فين فرجعت. 


إسلام بشك: 

_أنت مش على وضعك ياسيد انت خبط بابي على ستة عشان تمضي وتاخد فلوسك، هما بنات مراتك فين. 


سيد بدون وعي: 

_هربوا بس هلاقيهم، انا كل ده عملته عشانها، بس برضه مش هتكون لحد غيري.  


حدجه إسلام بنظرات مليئة بالشك ووثب واقفًا وهو يقول : 

_طيب همشي أنا يا سيد ورايا شغل البيت بيتك. 


هز سيد رأسه وهو يحتسي الكأس الذي بيده على دفعة واحدة، بينما غادر إسلام منزله. 


وضع سيد الكأس الذي بيده أعلى الطاولة وألتقط الزجاجة واعتدل في جلسته ليلقي بجسده كاملاً على الأريكة وقال وهو يتحدث إلي الزجاجة كأنها كائن حي: 

_كالخمر أنتي تجعلينني مسطولًا أن نظرت لكِ فكيف حالي إذا أرتشفت منك القليل ياقدري. 


اللهم أغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب🤍


أمام محطة القطار واقفة قدر تشتري بعض المأكولات لرحلتهم وبجانبها رهف، فتقدمت منهم وصال قائلة وبيدها ثلاث تذاكر: 

_عشر دقايق والقطر هيطلع. 


هزت قدر رأسها: 

_وأنا أشتريت شوية حاجات ومية عشان الطريق هيبقا طويل علينا. 


 في نفس الوقت وصل أحمد  أيضاً وكان واقفا بالقرب منهم فتقدم منه شاب بنفس عمره قائلاً: 

_مفيش تذاكر والقطر هيطلع على تسعة، بس في قطر تاني هيطلع على 12 حجزت فيه 


لوى أحمد فمه قائلاً: 

_تمام تعالى يا بهاء نستنى في الكافتيريا لحد ما يجي. 

غمغم بهاء: 

_تمام يلا بينا. 


عند وصال هتفت قائلة: تعالوا نقعد على جنب لحد مايجي. 

وكادوا ان يخطو حتى أحست قدر بيد أحد على كتفها... 

فتوسعت أعين وصال قائلة وقد دب الرعب بقلبها: 

أحمد....... 

لايك وكومنت وانت معدي، لو فيه تفاعل هنزل كل يوم فصل بدل تلاتة فالأسبوع. 


يتبع 

رأيكم توقعاتكم 

دمتم بخير 🤍

  •تابع الفصل التالي "رواية قدر و وصال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent