Ads by Google X

رواية قدر و وصال الفصل السادس 6 - بقلم هدير ممدوح

الصفحة الرئيسية

 رواية قدر و وصال الفصل السادس 6 

اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. 

اللهم  اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.

___________________

واية قدر ووصال 

الفصل السادس 

بقلمي: هدير ممدوح 


كنت أخشى الغد، وتلك الحياة، التي في غمضة عين تغدر بنا وتقلب موازينها، فنحيا نُحن في دوامة الخوف منتظرين المجهول..... 


كادوا أن يخطو حتى شعرت قدر بيد أحد على كتفها توقفها، وفي نفس اللحظة توسعت أعين وصال   بعدما دب الرعب بقلبها وهي ترى أحمد على مسافة قريبة منهن يقف يتحدث مع شاب فأستدارت هي وقدر في نفس اللحظة إلى الوراء فرأت قدر إمرأة تبتسم بوجهها وقالت: 

_الادناء بتاعك في قطع على كتفك، عدلي خمارك يابنتي وغطي الجزء ده. 


هزت قدر رأسها بتفهم، وهي تجيبها ببسمة ممتنة: 

_شكراً لحضرت....... 


لم تستطع ان تكمل جملتها حتى أمسكت وصال بيدها  ساحبة إياها بعيدة تحت أنظارها  المستغربة . 

جاءهم صوت رهف الطفولي وهي تتمسك بيد شقيقتها قائلة: 

_براحة بقا أنا كنت هقع. 


بينما وصال وضعت يدها على قلبها وأخذت نفسًا عميقا وتحدثت: 

_الحمدلله مالحقش يشوفنا. 


تسائلت قدر بدهشة:

_ هو مين ده؟ 

ردت وصال بأنفاس متلاحقة من شدة الأنفعال : 

_أحمد كان هنا، أكيد هما اللي باعتينه يدور عليا. 


ربتت قدر على كتفها قائلة: 

طيب الحمدلله،وأخرجت دبوسًا من حقيبتها واسترسلت قائلة:

_عاوزاكي تداري القطع ده لحد ما نتصرف.


أخذته منها وصال ووقفت خلفها تعدل من ثيابها وقالت:

_ القطر خلاص هيطلع، اظبطه ونطلع. 

هزت قدر رأسها دون أن تنبس ببنت شفة. 


بقلمي هدير ممدوح ✍🏻


في مكان اخر كان هناك رجالان يتحدثان بالهاتف 

وأحدهما يقول: 

_أيوة يباشا متقلقش أنا على المحطة دلوقتي وهما تحت عيني، نظري مش هيغيب عنهم. 


آتاه الرد من الجهة الأخرى قائلاً: 

_خليك وراهم وقولي أول بأول كل اللي هيحصل معاهم أنت فاهم. 


أجاب الرجل قائلاً: 

_عاوزك تطمن يباشا ، وهبلغك بكل خطوة . 


جاءه الرد مرة أخرى: 

_انت لوحدك ولا معاك حد. 


الرجل: 

_مش لوحدي يباشا معايا اتنين كمان. 


غمغم الأخر قائلاً: 

_تمام.

 ونهى المكالمة دون إضافة أي شيء. 


            💝صلي على محمد💝


في منزل وصال جالسة نجلاء زوجة أخيها بصالون المنزل  واضعة ساقٍ فوق الأخرى متكئة بظهرها على الأريكة وتتحدث بالهاتف بأريحية وقالت بإبتسامة عاشقة: 

_أيوة ياحبيبي، ايمن دلوقتي فالشركة مستلم الشغل بدل وصال، هو كده دايمًا في دراستها بيستلم الشغل بدالها. 


أتاها رد الطرف الآخر، قائلًا: 

_طيب إيه ياحبيبتي مش هنعمل مشروع عمرنا بقا خلينا نبدأ لحد ما نحط أيدنا على فلوس وصال. 


علا صوت نجلاء وقالت بحدة: 

_وائل، أوعك تنسى أن الفلوس دي أنا اللي تعبت لحد ما بقت تحت أيدنا ، ولعبت في راس ايمن لحد ما فهمته أنه لو استثمرهم هيكسب الضعف والناس اللي بعتها من ضمن لعبتي وأن احنا اللي نصبنا عليه تمام. 


أجابها وائل بصوتٍ مهزوز: 

_طبعاً ياحبيبتي أنا بس قلت نبدأ نشغل جزء منهم ونجرب حظنا. 


همهمت نجلاء بإمتعاض: 

_وقتها بقا هتشوف وشي التاني وهنسى فيوم اني حبيتك وهبلغ ايمن ان صديق عمرك بيخونك وبيحبني ومش بس كده انا هقلب، الترابيزة كلها عليك وهفهمه إنك أنت اللي، نصبت عليه. 


هتف فيها وائل بحدة: 

_جرا إيه يانجلاء ما أحنا دفنينه سوا ولا نسيتي لو انا ضعت فأنتي كمان معايا، انجزي أنتي في موضوع وصال ده وبعدها نهرب من هنا ونبدأ حياتنا. 


غمغمت نجلاء بمكر: 

_انا بس حبيت أفكرك ومن ناحية موضوع وصال ده كمان هيتحل فأسرع وقت يلا بقا سلام ياحبيبي. 


غمغم وائل قائلاً: 

سلام. 


🌼سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم 🌼


توقف القطار بمحطة الإسكندرية،و هبط الفتيات منه فتحدثت قدر قائلة: 

_دلوقتي هنروح فين 

أجابتها وصال: 

_هناخد تاكسي وهنروح على عنوان خالتي سامية. 


مضى لما يقارب الساعة وهما ينتظرون سيارة أجرة، فكلما مرت واحدة يعطون سائقها العنوان فينظر لهم بوجهاً مقتضب ويرحل. 


فقالت وصال بتذمر:

_أوف أنا تعبت من الواقفة دي ولا تاكسي راضي يوصلنا. 


هزت قدر رأسها وقالت وهي تنظر ليمينها:

_ في تاكسي جاي أهو خلينا نوقفه. 


 اومأت وصال وأشارت بيدها لسيارة الأجرة فوقفت أمامهم،و مالت بحزعها وأملت العنوان للسائق فأجابها قائلا: 

_ماشي يا أبلة أطلعي. 

صاعدن الفتيات بجانب بعضهم وحملت وصال حقيبتها على قدمها، ساد الصمت بينهم فمضى حوالي نصف ساعة، حتى توقف السائق بشارع أمام عمارة تبدو  قديمة بعض الشيء، وتحدث السائق: 

-دي العمارة المكتوبة فالعنوان يا أبلة ومع أخر كلمة غمز بعينه. 

نظروا له الفتيات بإشمئزاز، وأخرجت وصال المال من حقيبتها التي تعلو كتفها وألقته بوجهه فسقط على قدمه. 

فأردف هو قائلاً: 

_براحة يا أبلة، عامةً انا بيتي في أخر الشارع كده على أيدك اليمين لو عوزته حاجة أنا موجود وقهقه بصوتًا عال وغادر من أمامهم. 


فتحدثت قدر بنبرة متوترة: 

_وصال أنا قلبي مش مرتاح للمشوار ده. 


ردت وصال بتريث: 

_متخافيش ياقدر، مش هيحصل حاجة خلينا نطلع يلا. 


دلفوا داخل العمارة تحت أنظار سيارة بها ثلاث شباب تقف بالقرب منهم تحدث أحدهم:

_إيه هنلحقهم ولا هنستنى هنا. 


رد الجالس أمام المقود: 

_هنستنى شوية وبعدين نطلع نشوفهم عملوا إيه. 

 أتاهم صوت الاخر: 

_العمارة مفيش جمبها بيوت كتير حاسس إنه وراها حاجة. 


هتف الشخص الثاني بحدة: 

_هيكون في إيه يعني نصبر شوية ونشوف. 


                     ***************


وقفوا الفتيات أمام باب شقة العمارة فحصوا المكان بإعينهم فوجدوا هناك باب أخر مقابل الذي يقفون أمامه. 

فتحدثت قدر: 

ساكنة فالدور الكام هي. 

ردت وصال: 

_مش عارفة بس هنخبط أهو وهنشوف. 

طرقت وصال عدت مرة ولكن دون جدوى لما يأتيها صوت فقالت قدر: 

_أظهر أن مفيش حد ساكن  فالشقة دي ياوصال. 


وصال مؤيدة حديثها:

_عندك حق،طيب نطلع فوق نشوف الشقة اللي بعدها.


كادت قدر ان ترد حتى أستمعوا إلى صوت فتح الشقة المقابلة أستدروا للخلف ليجدوا أمرأة سمينة الجسد ذات بشرة بيضاء واضعة حجاب على رأسها بعشوائية فتمرد منه بعض الخصل الشقراء التي تظهر عليها اثار الصبغة وكانت تلوك بفمها لبانة تحدثت قائلة: 

_عاوزين مين يا حلوين.


ردت وصال:

_الحجة سامية كانت ساكنة هنا ه......


قاطعتها المرأة قائلة: 

_وفري ياحلوة باقي الكلام، الست سامية  سافرت مع عيالها، والشقة اشتريتها وفتحاهم على بعض، وصمتت قليلاً وهي تنظر لهم من رأسهم للكاحل وأسترسلت حديثها: 

_شكلكم كنتو جايين ليها زياردة و ناويين على قُعاد. 


نظروا الفتيات إلى بعضهم فردت وصال عليها: 

_أه فعلاً، وطالما هي مش موجودة يبقا مفيش داعي لوجودنا عن أذنك. 


وكادوا ان يخطوا حتى تحدثت المرأة : 

_لا على فين كده أنتو بنات لوحدكم وأنا أخاف عليكم تعالوا قضوا الليلة عندى والصباح رباح. 


همست قدر بأذن وصال قائلة: 

_وصال انا مش مرتاحة للست دي خلينا نمشي من هنا بسرعة. 


رأتهم المرأة يتهامسون فقالت: 

_تعالوا متقلقوش مفيش حد عندي تقدروا تتأكدوا بنفسكم، وعلى راحتكم طبعاً أنا مش هغصب عليكم بس الليل خلاص داخل وانا شايلة همكم وولاد الحرام كتير. 


مالت وصال قليلا على قدر وقالت بصوت خفيض: 

_هي عندها حق هنروح فين يعني خلينا نبات عندها النهاردة ونمشي الصبح. 


أخذت قدر نفسًا عميق وهزت رأسها عدة مرات دلالة على موافقتها. 


فقالت وصال: 

_تمام ياخالتي هنبات عندك النهاردة. 


ابتسمت وداد وقالت: 

_لا كده أزعل منكم خالتي إيه، انا اسمي وداد قالولي يادود آه مبحبش حد يكبرني. 


همست قدر بغيظ قائلة:_دودو بقا عاوزانا  نبات عند واحدة أسمها دودو.

صدرت ضحكة طفولية من رهف 

فتقدمت وداد منهم و أمسكت بحقيبة قدر وقالت: 

_انتو لسة بتتهماسوا يلا أدخلوا. 

دلفوا الفتيات خلفها بصمت وتوقفوا بمنتصف الشقة ينظرون إلي أثاثها فكانت هناك ركنة دائرية ملفوفة بدقة وأمامها  أكثر من طاولة صغيرة غمغت وداد قائلة وهي تلاحظ تفحصهم للشقة:

_اتفضلوا اقعدوا، وانا هنزل اقفل باب العمارة تحت، أصل العمارة دي مفهاش حد ساكن غيري وانا بخاف على نفسي. 


جالسوا الفتيات وسألتها وصال في حيرة: 

_حضرتك متجوزة ولا عايشة لوحدك. 


إجابت وداد وهي تمضغ العلكة بفمها قائلة: 

_لا مش متجوزة، بيني وبينكم الجواز ده غم، وانا ست فرفوشة ماليش في جو النكد ده، يلا هسيبكم انا بقا. 


أختفت المرأة عن أنظارهم فتحدثت قدر بنبرة تسودها القلق وهي تنظر لطاولة أمامها: أنا قلبي مش مطمن بصي لشقة كويسة وكل مكان قدامه ترابيزة ده غير ان العمارة كلها مفيهاش حد. 


صمتت وصال ولم تدر بما تجيب، وبين جوانحها خافق ينبض بالقلق هي الأخرى ولكن ما باليد حيلة ومن ثم أردفت: 

_وصال أهو سقف يحمينا أحسن من بلاش العشا خلاص هيأذن واحنا مكناش هنعرف نروح وأول ما الشمس تطلع نمشي على طول تمام. 


اومأت قدر برأسها وغمغت: 

_تيجي الست اللي تحت دي وانا أقوم أصلي كل الفروض اللي فاتتني دي. 


قاطعهم صوت وداد وهي تؤشر، على شمالها الحمام: هناك أتوضي وخدوا راحتكم كأنه بيتكم، وانا هحضر العشا ناكل سوا. 


اعترضت وصال قائلة: 

_لا شكرا، احنا أكلنا فالقطر. 


تابعت وداد بإصرار: 

_لا مفيش إعتراض انا ما صدقت ما لقيت ونس اصل الوحدة قاتلة يابنات. 


دب الامان قلوبهم قليلاً بعد حديثها فأومأت وصال: 

_تمام،بس هنصلي الاول.


هزت وداد رأسها وتمتمت:

_خدوا راحتكم.


با لأسفل وصل أحمد وصديقه بهاء أمام العمارة أخذ يدفع الباب الحديدي بيده فتحدث صديقه قائلاً:

_أظهر أن مفيش حد ساكن هنا.


تحدث احمد بحدة:

_اكيد فيه الباب مقفول من جوة.


وعلى القرب منهم مازالت السيارة واقفة فتحدث احد منهم:

_هنتصرف ازاي دلوقتي.


تحدث الاخر وهو يهبط من السيارة:

_انا هتصرف.

 وتقدم منهم حتى أصبح أمامهم وقال:

_ايوة يا كابتن عايز مين هنا.


  استدار أحمد ليصبح أمامه مباشرةً: 

_كنا بنسأل عن ست هنا اسمها سامية ياريس.


رد الشاب وقال:

_الست سامية أتنقلت ومفيش حد ساكن فالعمارة.


هز أحمد رأسه متفهمًا وهو يقول: 

_تمام ياريس تشكر أنت. 


وقف الشاب بضع ثواني حائراً فهو ظن انه سيغادر فور ما يخبره ولكنه ظل واقفًا، فلم يجد حل غير مغادرته. 


نظر أحمد حتى اختفاء الشخص عن أنظاره ودفع الباب بيده فقال إيهاب:

_يابني ماهو قال مفيش حد،يعني ده يعرفنا عشان يكدب عليك.

 

أجاب أحمد بضيق: 

_تعالى ندور على اوتيل نبات فيه ونكلم نجلاء نقولها، أحنا كده منعرفش هنعمل إيه. 


مضت الساعات حتى جاءت الثانية منتصف الليل، غادرت وداد من غرفتها وأتجهت إلى غرفة الفتيات، مالت بأُذنها لتسترق السمع من وراء الباب فلم تجد صوتاً، لتبتعد متجهة إلى المطبخ كي لا يحس أحد عليها  حملت هاتفها بيدها وضغطت عليه لتضيئ شاشة الهاتف واخرجت احد الأرقام تهاتفه انتظرت قليلاً لتجيب الجهة الأخرى،فأجاب شخصاً بصوت رخيم: 

_أهلا ياوداد، أنا سمعت أنه أتقبض عليكي أنتي والبنات اللي معاكي. 


أجابته هي: 

_أيوة ياخويا واتبهدلت بهدلة، بس الباشا الكبير خرجني منها زي الشعرة من العجينة. 


غمغم الشاب بحنق: 

_وعايزة إيه فالوقت ده. 

قالت بخبث: 

_عاوزة ارد للباشا جِميله. 

قال الشاب مبتسمًا: 

_شكلك لاقيتي قطة جديدة. 

ردت هي: 

_قطتين ياخويا وواحدة تالتة صغيرة.


هتف الشاب:

_وإيه حلوين.

قالت وداد  : 

_حلوين وبس دول فلقة قمر، واحدة اسمها قدر ودي عينها عسلي وبيضة، والتانية مش أقل منها عين بني واسعة وبياض إيه. 


رد بتهكم: 

_فرحيني وقولي التالتة ليا. 


قالت بإمتعاض: 

_ياخويا بقولك صغيرة دي يدوب عشر سنين. 


لوى فمه قائلاً: 

_طيب، بكرة هقول لسامح بيه ومن الصبح نكون عندكم. 


_ماشي، هستناكم، بس ابقا بلغ الباشا سعرهم غالي شوية. 


قال بحدة: 

_مش لما يشوفهم الأول يا وداد، روحي عشان بكرة تبقي فايقة للي هيحصل، ولم ينتظر منها رد لينهي المكالمة. 


نظرت هي للهاتف و ألقت السباب عليه. 

يتبع..... 

دمتم بخير♥

  •تابع الفصل التالي "رواية قدر و وصال" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent