رواية سدفة الفصل السادس 6 - بقلم اية شاكر
خيم الصمت عليها وابتلعت ريقها عدة مرات كانت مترددة وحائرة وأخذت تتسائل أتنطق باسمها أم تقول له أي اسم أخر! انتشلها صوته حين قال:
“إيه يا باشا…. إنتِ معايا ولا…؟!”
تلعثمت وقالت:
“أ… أيوه معاك…”
ابتلعت ريقها وأردفت:
“أ… أعتقد مش لازم تعرف اسمي دلوقتي”
مط شفتيه لأسفل متعجبًا لا يعلم ما تخشاه! فلو أراد معرفة كل معلوماتها لعرفها من رقم جوالها بمنتى البساطة، لكنه لن يفعل تنفس الصعداء و قال مطمئنًا:
“على راحتك يا باشا”
ابتسمت وقالت:
“أنا اتعودت انك تقولي يا باشا… فقولي يا باشا… اتفقنا يا عقابي؟”
قال بضجر:
“لأ متفقناش ومن هنا ورايح متقوليش يا عقابي اسمي رائد العقيد…”
قالها وهو يضغط على أحرف اسمه ثم أردف:
“وبالنسبه لإسمك اللي مش عاوزه تقوليه فأنا هسميكِ بنفسي…”
أطلقت ضحكة كالزفرة وسألته بتعجب:
“ويا ترى هتسميني إيه بقا؟!”
صمت لبرهة وقال:
” نداء… هسميكِ نداء”
أجفلت حين نطق اسمها دار رأسها، انتفض قلبها وتسارعت أنفاسها وأخذ صدرها يعلو ويهبط بعنـ…ف فقد نطق اسمها لتوه! تسائلت تُرى من أين عرف باسمها؟! أم أنها صدفة!!
وحين طال صمتها سألها:
“سكتِ ليه!! لو الإسم معجبكيش نغيره عادي”
سألته بارتباك:
“اشمعنا الاسم ده؟!”
صمت لبرهة حين تذكر «نداء» وابتسم ثم قال:
“مش عارف هو ده الإسم اللي جه في بالي”
تنفست الصعداء وزفرت الهواء من فمها لتهدأ، وقالت:
“مـ… ماشي…”
صمتا لفترة ولم يظهر سوى صوت أنفاسهما…
كان كلاهما يهيم في فكرة هو يتذكر «نداء» وابتسامتها وفستانها ونظراتها، وهي تفكر فيما قاله وتحاول طمئنة حالها وإقناع نفسها أنها ليست إلا صدفة..
استلقى «رائد» على فراشه ووضع إحدى ساعديه أسفل رأسه ثم ناداها بصوت أجش:
“نداء”
خفق قلبها مجددًا ووضعت يدها على صدرها تهدئه، أردف يسالها:
“إيه الحاجه اللي نفسك فيها ومستحيل تحصل؟!”
كان يسألها ليجيب هو على هذا السؤال بعد أن تنتهي فصمتت لوهلة ثم تنهدت بعمق وقالت:
” نفسي في حاجات كتير لكن أكتر حاجه كان نفسي فيها إن يكون ليا أخ كبير أو حتى أخت عشان لما ماما وبابا يزعلوني أروحلهم…. أنا بجد حاسه بالوحده أوي”
قالت أخر جملة بمرارة وقد تملكها الحزن والأسى، فقال:
“طيب إيه رأيك تعتبريني أخوكي؟!”
رددت بتعجب:
“أخويا!!!”
أومأ وهو يقول:
“أيوه أخوكي”
زمت جفونها مفكرة في عرضه، ولم لا؟! فليكن بمثابة أخ وصديق!
فقد سمعت من الكثيرين بأن صداقة الشباب أقوى من البنات فلتجرب بنفسها، أخذت تقنع حالها بأنه ما المشكلة فلن تفعل شيء خاطئ هي فقط ستُحدثه كأخ وصديق بمعنى أنه لا مشاعر ولا هذيان بكلمات الحب تلك!
ستتحدث بمنتهى الإحترام والجدية، سولت لها نفسها بأنها لن تخطئ هي تعرف حدودها جيدًا وفي لمح البصر أخذت قرارها ودعست بقدمها أول خطوة لتجازف وتسير في طريق غريب لا خريطة له ولا دليل…
ومنذ ذلك اليوم نشبت بينهما صداقة توطدت بمرور الأيام كان موعد كلامهما يوميًا في سدفة النهار بعد أن يصلي كلاهما الفجر ويقرأ الأذكار والورد القرآني فيا له من تناقض غريب!!
كانت «نداء» تحكي له كل ما حدث باليوم السابق وترتيبات يومها الحالي، وعرفت بأنه من نفس محافظاتها لكن لم تتجرأ على إخباره بمعلومات عنها إلا أنها هي الأخرى من نفس بلدته…
أما عن «رائد» فكان يعاملها باحترام وينتقى ألفاظه معها بعناية ولكنه كان دائم الشعور بتأنيب الضمير وتتلوى بحلقه غصة حين يتخيل وئام أو هيام مكانها أو تتحدث أي منهما إلى شاب! ولكنه يقنع حاله بأنه ليس كباقي الشباب هو يعرف حدوده ولن يتخطاها!
******
مرت خمسة أشهر وانتهت امتحانات الثانوية العامة وفي تلك الفتره لم يرها رائد سوى مرتين صدفة إحداهما قبل ثلاثة أشهر عند عودتها مع دعاء من الدرس الخصوصي وحينها تظاهرت بأنها لم تره، والأخرى قبل شهر عندما صادفت وئام وهيام في درس خصوصي، وكان رائد ينتظرهما بالسيارة وأصر أن يوصلها هي ودعاء لموقف سيارات الأجرة الخاص بهما..
استغفروا❤️
بقلم آيه شاكر
★★★★★
وذات يوم استيقظ «رائد» على دوي رنين هاتفه وإضاءة شاشته برقم نداء ابتسم فقد أصبحت منبهه لصلاة الفجر، وقبل أن ينهض طرق والده باب غرفته وهو يقول:
“الفجر يا رائد”
أجاب بصوت أجش:
“حاضر يا بابا قايم أهوه”
وبعد دقيقة ارتفع أذان الفجر وخرج «رائد» مهرولًا ليلحق بوالده…
وكانت «ريم» تتابع دخوله للمسجد كعادتها وقفت لفترة تتابع الشارع الخالي عبر نافذة غرفتها وغمرتها السعادة حين رأت شابًا يدلف للشارع ويجر وراها حقيبة سفره، تهلل وجهها واتسعت ابتسامتها وأخذت تعدو نحو الشرفة وقفت تنتظره حتى مر أسفلها نادته بلهفة ونبرة خافتة وصلت إليه:
“رامي!…”
نظر الشاب لأعلى وعلى شفتيه ارتسمت ابتسامة عذبة، قال بشوق وبنبرة خافتة:
“ريم! وحشتيني”
تجاهلت كلمته وقالت بتلعثم:
“ر… رغده هتفرح أوي… لما تعرف إنك رجعت”
فدائمًا تحاول جذب انتباهه لأختها «رغدة» وهو يفهم ما ترمي إليه لكنه يتظاهر بالغباء ولا يطيق تلك الرغدة!
عقد حاجبيه وزم شفته ببغض ثم قال بضجر:
“رغده!! الصراحه أنا معرفش ازاي السكر يبقا أخو السم.. اسمعي يا سكره متقوليش لحد إن أنا جيت وبذات أختك دي مش ناقص استفزاز”
قالت بضحك:
“ليه بس دي بتعزك أوي و…”
قاطعها واضعًا سبابته على فمه وقال بحزم:
“هوووش اسكتي.. يلا ادخلي مش عايز أحسس حد إني جيت”
لوح لها بيده وقال بابتسامة وبخفوت استطاعت سماعه:
“يلا باي يومين كده هنخرج سوا يا مسكر”
اومأت رأسها بابتسامة وهي تردد:
“باي”
تنهد «رامي» وسار عدة خطوات قبل أن يدلف لبيته، فتنفست ريم الصعداء وأخذت تقرض شفتيها بتوتر وهي تلتفت حولها ثم تنفست بارتياح فلم يستيقظ أحد!
أخذت تتذكر طفولتها وكيف كان رامي أكثر من يهتم بها ويدافع عنها حتى أمام والديها ومازال…
تنهدت ثم همست لنفسها:
“والله المفروض كنت وقعت في غرامك إنت بدل رائد التقيل ده! بس هنقول ايه القلب ميحبش إلا معذ**به”
بقلم آيه شاكر
صلوا على خير الأنام ♥️
★★★★★
دلف «رائد» للبيت مع والده فأثار انتباههما ضوء غرفة رامي! تبادل نظرات الدهشة هو ووالده وهرولا إلى الغرفة وما أن فتح بابها حتى شقت ابتسامتهما طريقها وابتهجت ملامحهما وهما ينظران لحقيبة السفر أعلى الفراش وصوت خرير المياه الصادر من المرحاض، قال رائد بابتسامة:
“رامي رجع يا بابا”
اومأ دياب رأسه مبتسمًا وهو يردد:
“أيوه رامي رجع… رجع بالسلامة”
طرق «دياب» باب المرحاض وهو يقول بلهفة:
“واد يا رامي مقولتش ليه إنك جاي ياد”
أجاب رامي بضحك:
“ثواني وطالعلكم”
قال رائد بمرح:
“مستنينك يا شيف…”
دياب بضحك:
“شيف إيطالي”
ضحكا وأخذ «رائد» يفتش حقيبة أخية حتى رأى دفتره القديم فتحه في لهفة فقد اشتاق لقراءة كلماته، وأخذ يقرأ ما كتبه رامي وهو يسبح في بحر أحرفه..
“يا لها من سَدَفة رائعة!!”
قالها الصبيّ بابتسامةٍ وهو ينهض ببطئ بعد أن تحدث بالكثير مع تلك الفتاة التي كانت تجلس جواره.
وقفتْ هي الأخرى في سرعةٍ مقطبةً جبينها الأبيض باستغراب وأخذت تُربت على ظهر الطفل الصغير الذي تحمله على كتفها وهي تستفهم قائلة:
“أتقصد صُدفه؟!”
“كلا!… بل أقصد سدفه بالسين المفتوحه..”
“و… وما معناها؟!”
“يُمكنكِ أن تبحثي عنه وتعرفي…”
تركها تفكر وولاها ظهره ليرحل متحسسًا الطريق بعصاه؛ تلك التي لم تفارقه منذ أكثر من عام، سمعته يقول دون التفات إليها:
“وداعًا أيتها الأميرة الصغيرة”
ابتعد عنها عدة خطوات فصاحت بنبرة مرتفعة:
“ألن تسألني عن اسمي؟!”
توقف عن السير وقال دون التفات:
“إن تقابلنا مرة أخرى حينها سأسألك”
ابتسمت الفتاة الصغيرة وهي مازالت تُربت على ظهر الطفل المستند برأسه على كتفها وقد غلبه النُعاس، وأخذت تُبدل نظرها بين مكان الصبيّ الذي كان يملأه للتو وظهره المستقيم وهو يغادر حتى اختفى حين دخل بشارع جانبيّ، وقبل أن تغادر المكان جذب انتباهها أنسيال باللون الذهبيّ، حدقت به لبرهة واستنتجت قائلة بذهول:
“يا إلهي! لقد وقع منه هذا!”
هرولت مسرعةً خلف الصبيّ لكنها لم تجد له أثرًا….
إلى هنا وانتشله من الغوص أكثر خروج «رامي» من المرحاض بادر الده بعناقه وأخذ يطبع القبلات على وجنتيه ورأسه ويخبره عن مدى اشتياقه له، حتى جاء دور رائد الذي ألقى الدفتر من يده ولمعت عيناه بالدموع وهو يتأمل ملامح أخيه التي اشتاق لرؤيتها؛ عيناه السوداويتين الواسعتين ونظراته الدافئة وابتسامته العذبة، ولحيته وشاربه اللذان نبتا قليلًا، عانقه رائد بحرارة وهو يردد:
“وحشتني يا رامي… وحشتني أوي… حمد الله على السلامه يا حبيبي”
عانقه رامي وهو يقول:
“الله يسلمك يا غالي… كلكوا وحشتوني أوي… عشان كده أنا قاعد معاكم لحد ما تزهقوا مني”
خرج رائد من بين ذراعيه وهو يقول:
“أنا هسافر معاك المره الجايه الشغل هنا مش جايب همه”
رامي بابتسامة:
“عين العقل يبني والله”
تدخل الأب قائلًا بضجر:
“عقل ايه!!! هو أنا قادر على غياب واحد لما هقدر على غيابكوا انتوا الاتنين!”
جلس «رامي» يروي لهما ما حدث في سفره وهما يرهفان السمع وحين وقع بصره على دفتره المفتوح، ابتسم وأغلقه متجاهلًا الأمر ومستطردًا حديثه عن عمله مع خاله وكيف قضى ذلك العام بعيد عنهم، وأخيرًا أخبرهما ألا يخبرا أحد بقدومه إلا بعد العصر لينام أولًا ويرتاح وخلد للنوم…
بقلم آيه شاكر
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ♥️ طين
★★★★
وبمجرد أن دلف «رائد» لغرفته طلب رقمها وبعد السلام قال ببهجة:
“عايز أقولك إن النهارده أسعد يوم في حياتي… رامي أخويا رجع من السفر”
قالت بابتسامة:
“حمد الله على سلامته”
“الله يسلمك يا باشا… ها ناويه تعملي ايه بقا بعد ما خلصتِ امتحانات!”
“ناوية أخرج أتمشى مع صاحبتي بكره او بعده وأشتري سنامكي و…”
قاطعها متعجبًا:
“سنامكا! ليه؟… عندك امساك ولا إيه؟”
تلعثمت حرجًا وقالت:
“لـ.. لا… اه… قصدي لأ بس…”
صمتت لبرهة فقال:
“ما هي السنامكي دي ملين طبيعي عايزاه ليه بقا؟!”
أطلقت ضحكة صغيرة وقالت:
“متوقعتش إنك تعرفها… بيقولوا بتنزل الدهون وبتخسس وكده وأنا…”
قاطعها نافيًا:
“لا لا لا مين دول اللي بيقولوا!!! يا بنتي الأعشاب دي بتنزل المايه من الجسم مش الدهون ومنصحكيش بيها للتخسيس… لو عاوزه تخسي يبقا تظبطي أكلك وتلعبي رياضه وتشربي مايه كتير لكن بلاش العشبه دي ولا اي أعشاب اصلًا”
ضحكت وقالت بتصميم:
“الحقيقة مقتنعتش أنا هجيبها وأجربها الأول وبعدين…”
قاطعها قائلًا:
“إنتِ حره بس افتكري اني قولتلك بلاش”
صمتا لبرهة وقالت بابتسامة:
“بس أنا مكنتش متوقعه انك تعرف السنامكي!”
“لأني يا سيدتي قرأت كتير عن الأعشاب بفضل بابا لأنه دائمًا يبحث عن الأعشاب وبيعمل وصفات علاج وكنت بساعده”
تنفس الصعداء وأردف:
“أنا بقا اللي مكنتش متوقع إنك تخينه كنت متخيلك كتكوته صغتوته”
تنحنحت وقالت بخجل:
“ما أنا مش تخينه أوي برده… أو مش تخينه خالص بس بحافظ…”
صمتا مجددًا فقالت:
“أنا هقفل بقا عشان عايزه أنام..”
“ماشي يا باشا سلام”
اغلقت نداء هاتفها واستلقت على فراشها تنظر لأخيها القابع أعلى الفراش المقابل لها فلو لم يكن أصم لما استطاعت فعل ما تفعله!
استغفروا♥️
★★★★
وقبيل العصر استيقظ «رامي» على صوت عصابة البيت بعد أن انتهى الحصار على غرفة! فتح جفونه على قبلات المشاكسان عمروا وعامر، قال بنعاس:
“وحشتوني وحشتني ياد يا عمرو”
ضمه عامر بحرارة وهو يقول:
“أنا مش عمرو أنا عامر”
اعتدل رامي جالسًا وهو يقول:
“وحشتني يا عامر”
عانقه عمرو وهو يقول:
“أنا مش عامر أنا عمرو”
ضحك رامي وأخذ يعانق أخواته ووالدته واحد تلو الأخر بشوق جارف وكانت والدته قد أعدت أصناف الطعام التي يفضلها مذ أن أخبرها دياب بمجيئه…
جلس معهم وأخذ يحكي ما فعله في الغربة وكيف كان يأكل وينام ويعمل وحال تلك البلدة وهم يترقبون حديثه بانتباه وكأن على رؤسهم الطير…
★★★★
خرج رامي من بيته فقد طلب منه والدة تولي مسؤولية محل العطاره اليوم…
أخذ يصافح كل من يقابله من جيرانه ويعانق أخرون حتى وصل قبالة بيت «ريم» نظر للشرفة فوجدها تقف مستندة بمرفقيها وقد زينت الإبتسامة محياها فغمز لها مبتسمًا وكاد أن يُحدثها لولا خروج والدتها «فاطمة» التي كانت تخاطبها بامتعاض:
“إنتِ يا زفته بتعملي إيه عندك؟!”
وحين رأته «فاطمة» رمقه بغل وهي ترفع إحدى حاجبيها وتحدث نفسها لم َ فلح هو وأخوه ولم يفلح أولادها بشيء!
تلاشت ابتسامته وقال:
“ازيك يا مرات عمي؟”
ردت بتهكم:
“أهلًا يا رامي… إنت جيت؟”
رد بنفس التهكم:
“اه جيت”
سار في طريقه وهو يهز رأسه مستنكرًا أن تكون ريم من أفراد تلك العائلة التي لم يرى منهم أي خير، تنهد بعمق فتلك الفتاة تمتلك قلبًا أبيض كاللبن في صفائه، ونابضًا حيًا بذكر الله وخشيته أما والدتها وباقي إخوتها متجمدي المشاعر وقد نزع الله القبول من وجوههم! ردد:
“الله يصبرك”
بقلم آيه شاكر
سبحان الله وبحمده🌹
★★★★
خرجت «نداء» مع «دعاء» بعدما انتهت من تنظيف البيت وغسيل الأطباق وأوامر والدتها الشتى.
ارتدت ذلك الأنسيال وكانت تُطالعه بيدها بابتسامة وإعجاب فقد يأست أن تُعيده لصاحبه وقررت أن تتزين به….
من ناحية أخرى كان «علي» يتابعها ينتظر فرصة مناسبة ليتحدث معها بعدما اطمئن أن شيئًا لن يحدث ولم تخبر والدتها رشدي بما رأته وحتى وإن كانت قد أخبرته فلم يبدي هو أي رد فعل؛ لذا تربص لـ نداء وتبعها حين خرجت مع دعاء عازمًا ألا تعود لبيتها حتى يشتري قلبها مقابل كلمتين ونظرتين اعجاب وبعض الابتسامات مع هدية صغيرة.
وبعدما ارتجلت نداء من سيارة الأجرة قالت:
“تعالي يا دعاء نروح العطاره الأول ونشتري السنامكي بعدها نقعد في أي مكان نتكلم شويه”
وافقتها دعاء، وكانت نداء تتمنى أن تراه وأن يراها…
★★★★
وفي محل العطارة
كان «رامي» يجلس على المكتب و«رائد» قبالته يتبادلان أطراف الحديث حتى سأل رائد بابتسامة:
“مش ناوي تكمل الروايه الي بدأتها ياسي رامي”
رامي بنظرة جانبية:
“المفروض إنت اللي تكملها”
تركه رامي ونهض ليساعد العمال بالبيع حين زاد عدد الزبائن وعندما انتهي وقف يحكي للعمال عن ايطاليا وعمله هناك، ورائد يتابع كلامه مبتسمًا حتى جذب انتباهه «نداء» التي وقفت قبالة العطارة تزحف ببصرها عن أحد العمال فأقبل نحوها مبتسمًا وقال:
“اتفضلي محتاجه إيه؟”
قالت بتلعثم:
“عايزه…..”
وقبل أن تُكمل صاح رامي:
“هتتغدى معانا يا رائد؟!”
فالتفت له رائد ولم تسمع أي كلمة بعد اسمه! توقف الزمن ودق قلبها، كانت تلك هي المرة الأولى التي تسمع اسمه لطلما تسائلت بين نفسها عن اسمه لشهور عدة ولم يحالفها الحظ لتعرف به إلا الآن!
عادت خطواتين للخلف ورفعت رأسها لأعلى لتقرأ الافته «عطارة العقيد» وأدركت أنها في ورطة كبيرة…
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية سدفة ) اسم الرواية