رواية القاسي الحنين الفصل السادس 6
الفصل السادس
في صباح اليوم التالى
نهض الجميع من نومه مبكرا كعادة عائلة حازم ، هبط حازم لكى يتناول طعام الإفطار معهم ، وجد والده على رأس المائدة وعلى يمينه والدته ،وبجانبها أحمد وزوجته أروى .
حازم : صباح الخير عليكوا.
الكل : صباح النور.
نبيلة : أقعد يلا يا حازم ، مستنينك.
توجه حازم ناحية والده وقبل رأسه ويديه.
حازم معتذرا: سامحنى يا حج ، أنا آسف، مكنش قصدى أنفعل في وجودك ، حقك عليا.
صلاح : خلاص يا حازم محصلش حاجة .
حازم : يعنى مش زعلان منى.
نبيلة متدخلة: لا يا حبيبي مش زعلان هو يقدر يزعل من حد منكوا، ده أنتوا روحه.
صلاح مشاكسا: خلاص يعنى أنت قررتى بالنيابة عنى إنى مزعلش، طيب يا ست نبيلة أنا زعلان بقى.
نبيلة بدلع: قلبك طيب يا حج.
ضحك الجميع على هذا الثنائي ، كلما تقدما في العمر كلما زاد حبهما .
حازم: أقوم أنا على شغلى.
أحمد: وأنا كمان ، إلا صحيح هو علي ناوى يرجع من السفر امتى؟
نبيلة : نهاية الأسبوع إن شاء الله.
أحمد : يوصلوا بالسلامة ، يلا سلام عليكم.
الكل : وعليكم السلام.
صلاح : ها يا أروى ساكتة ليه ؟
أروى: أبدا يا عمى بس بفكر في حاجة كده.
صلاح : خير ، أوعى الواد أحمد يكون مزعلك.
نبيلة: هو فى زى أحمد ، ده بيحبها وبيموت فيها.
صلاح: يا ستى بطلى تطبيل لعيالك بقى، سيبيها تتكلم.
أروى بضحك: ماما عندها حق ، مفيش زى أحمد.
صلاح: طيب في إيه؟
أروى : أصل الحكاية بتاعة حازم دى شاغلة بالى من امبارح.
صلاح: هى صدفة غريبة فعلا.
أروى : مش مسألة صدفة دى ترتيب من عند ربنا والبنت دى هتغير من حازم ومن تفكيره.
نبيلة بفرحة: إزاى ها إزاى؟
أروى : بصى يا ماما.....
صلاح مقاطعا: يالهوى عليكوا يا ستات ، أنا هقوم أحسن.
نبيلة: احكى قوليلى هتغيره إزاى؟
أول يوم لفرح في شركة حازم
وصلت فرح عند الشركة ووقفت تركن سيارتها ، قطع حازم بسيارته عليها حتى يركن هو ، اغتاظت فرح منه بشدة واضطرت أن تركن بعيدا ، إنما هو لم يعط لها أى اهتمام من الأساس.
فرح محدثة نفسها : ده أنت معندكش ذوق خالص.
دخلت فرح الشركة حتى تستلم عملها ، وبدأت في التعارف على زملائها ، واندمجت سريعا مع الكل ،فهى شخصية مرحة اجتماعية.
تقف فرح مع مجموعة من زملائها الجدد.
يوسف : بس الشركة إللى كنت فيها دى شركة كبيرة أوى ، إيه إللى خلاكى تسيبيها.
فرح : مكنتش مرتاحة والشركة هنا قريبة من بيتى ، بس قولى أنا شايفة إن الموظفين هنا كلهم رجالة هى إيه شركة للرجال فقط.
ضحك الكل بشدة على خفة دم فرح ، وأثناء هذا الضحك كان حازم يمر على الموظفين لكى يتابع أحوال أول يوم في العمل، لاحظ حازم هذا التجمع وصوت الضحك كان عاليا ، واقترب منهم.
حازم : أقدر أفهم إيه إللى بيحصل هنا؟
لم يرد أحد عليه ، إلا فرح التى قطعت هذا الصمت.
فرح: كنا بنضحك أكيد واضح ليك يعنى.
استغرب حازم من جرأتها ، وتحرك ناحيتها واقترب منها ونظر داخل عيونها بحدة أربكتها.
حازم : مين حضرتك؟
همت فرح أن ترد عليه إلا أنه لم يعطها فرصة للرد.
حازم: آه ، أستاذ إسلام ، صح؟
فرح بانفعال: اسمى فرح ، وبعدين مين أنت عشان تكلمنا كده أصلا.
يوسف مهدئا: اهدى يا فرح ، ده مستر حازم صاحب الشركة.
نظر حازم لها نظرة ترقب لردة فعلها ، فهو توقع أنها سوف تخاف منه ومن مكانته ، ولكن هى فاجأته.
فرح بقوة: وإيه يعنى صاحب الشركة، حضرتك تلوم علينا لو معطلين الشغل، إنما احنا أول يوم ومفيش شغل لسه، وبقالنا ساعة مستنين اجتماعنا مع حضرتك.
تفاجأ حازم من جرأتها ،و هم أن يرد عليها ولكن أوقفه كريم وأخذه بعيدا .
كريم : ما تهدى يا حازم مش من أول يوم خناقات.
حازم: أنت شايفها بترد عليا إزاى؟
كريم : بس هى عندها حق.
حازم : نعم ، عندها حق إزاى؟
كريم : يا حازم إحنا لسه أول يوم ، بلاش شدة كدة الناس هتخاف منك وتكره المكان.
حازم: ما أنا عاوز أكرهها في المكان.
كريم : يا أخى حرام عليك ، أنا سألت عليها في الشركة إللى كانت شغالة فيها وكانت ممتازة ، خسارة كبيرة تضيعها مننا.
حازم : ولا خسارة ولا حاجة ، وبعدين أنت معايا ولا معاها.
كريم : مع مصلحة الشركة، وبعدين هنضيع وقتنا في كلام ملوش فايدة ، يلا على الاجتماع.
وفي غرفة الاجتماعات
حاول حازم تجنب النظر لفرح ، لكن رغما عنه ينظر لها وهى أيضا تنظر له بعيون حادة ، استغرب منها بشدة ، لطالما خافت منه النساء ومن قسوته معهن ، أما هذه الفتاة لا تهابه، حاول على قدر الإمكان تجاهل هذه النظرات ، وبدأ فى توجيه الكلام للموظفين الجدد.
حازم بجدية : سلام عليكم .
الكل : وعليكم السلام.
حازم: في البداية أحب أعرفكوا بنفسي ، أنا حازم صلاح الدين مدير الشركة، والأستاذ كريم والأستاذ فارس شركائى في الشركة ، كل واحد من حضراتكوا قدامه ملف عليه اسمه ، كل ملف فيه اختصاص حضراتكوا بالتفصيل، وكل شئ هتحتاجوه تبلغونى بيه ، عاوز الشركة تبدأ كبيرة ، ومش هبتدأ كبيرة إلا بيكوا ، بحب الالتزام والدقة ، مش بحب الاستهتار والدلع.
ومع الجملة الأخيرة وجه نظراته ناحية فرح ، فابتسمت له بسماجة😏
أخذ حازم يشرح سياسة الشركة وطبيعة العمل وتحدث معه كريم وفارس ، أنهى حازم الاجتماع بعد أن وضع الخطوط العريضة للعمل وأساسيات التعامل فى الفترة القادمة ، سمح لهم بالمغادرة إلى مكاتبهم إلا أنه نادى على فرح.
حازم: أستاذة إسلام ، استنى عاوزك.
شعرت فرح بالغيظ الشديد منه لأنه يتعمد مضايقتها، فنظرت له ولم تتحدث.
حازم : عاوزك تنظمى حفلة للتعريف بالشركة.
أمسكت فرح ورقة وقلم حتى تدون ما يطلبه منها.
فرح : تمام ، تحب الحفلة يكون فيها إيه ؟
حازم بسخرية : هو إيه إللى يكون فيها إيه ؟ هو أنا بطلب منك تحضرى لى الغدا.
اغتاظت فرح بشدة منه على هذه السخرية، خصوصا عندما لمحت كريم وفارس يضحكان ، فقررت أن ترد له هذه السخرية .
فرح بقوة: لا غدا ولا عشا ، واضح إن حضرتك لسه جديد في موضوع الإدارة فسؤالى صعب عليك ( في منتصف الجبهة يا عم حازم ).
أنا أقصد الحفلة كبيرة ولا صغيرة ، شكل القاعة إللى هتتعمل فيها الحفلة، مكان القاعة ، فقرات الحفلة ، أسماء الناس إللى تحبهم يحضروا ، وأسماء الناس إللى مش عاوزهم يحضروا، كده يعنى.
حازم بضيق : هبعتلك التفاصيل على الميل.
فرح : وأنا هبعتلك احتياجاتى من العمال وال materials على الميل.
لم يرد حازم عليها ، واكتفى بالإشارة لها بأن تغادر ، وتظاهر بالانشغال بقراءة ملف أمامه.
خرجت فرح وهى مغتاظة جدا من طريقة كلامه معها.
فرح وهى تحدث نفسها بصوت عال : أنا يكلمني كده ، هو فاكر نفسه إيه ، هو فاكرنى شغاله عنده ، إيه إللى بقوله ده ما أنا شغاله عنده ، بس برده مش معنى إن شغاله عنده إنه يكلمني كده ، طيب هتشوف منى وش يا حازم يا صلاح بس اصبر عليا.
الله يسامحك يا حازم جننت البنت 😂، تفتكروا فرح هتستحمل طريقته دى ، ومين اللى هينتصر حازم ولا فرح ؟
•تابع الفصل التالي "رواية القاسي الحنين" اضغط على اسم الرواية