رواية القاسي الحنين الفصل الثامن 8
الفصل الثامن
في منزل فرح
تجرى أمل وراء فرح لكى تطعمها بيدها ، فهى ليس لديها وقت لتناول الإفطار .
فرح بفم ممتلئ: يا ماما خلاص كفاية كده ، أنا أكلت فطار وغدا بالطريقة دى.
أمل : بالهنا يا حبيبتى ، أصل مش كل يوم تنزلى من غير أكل وترجعى متأخر وتنامى على طول من غير غدا ولا عشا.
فرح : معلش والله مفيش وقت عندى ، وخلاص بكرة إن شاء الله الحفلة ، ادعى لى بس تطلع زى ما أنا عاوزة.
أمل : إن شاء الله تطلع من غير ولا غلطة ، ربنا يوفقك يا حبيبتى.
فرح : تسلمى لى يا أمولتى ، يلا بقى سلام مؤقت.
أمل : مع السلامة يا حبيبتى ، خدى بالك من نفسك.
فرح : حاضر ، بااااااى.
فى فيلا والد حازم
تجتمع عائلة حازم والفرحة بادية على وجوههم ، لقد عاد على الأخ الأصغر من السفر ، فهو دائم السفر مع زوجته ، فهى تعشق التنقل من بلد لآخر.
نبيلة : نورت البيت يا حبيبي .
ياسمين زوجة على : وأنا مفيش نورتى يا طنط.
نبيلة : لا إزاى ده أنت النور كله.
على مقاطعا : وحشتيني يا بلبلة.
صلاح بغيرة: ولد متدلعش مامتك قدامى.
على: يا حج أصل أنا شايفك مش بتدلعها فقلت أقوم أنا بالطلعة دى.
صلاح: ملكش دعوة أنت بس.
على : حاضر يا حج، مقدرش على زعلك أبدا.
ضحك الجميع على صلاح بالرغم من تقدمه في العمر إلا أنه مازال يعشق زوجته ويغار عليها ، فهو يراها جميلة الجميلات كما يلقبها دوما .
أحمد: استعد بقى يا أستاذ ورانا شغل كتير.
على : أمرك يا فندم.
حازم : اعمل حسابك أنت وياسمين بكرة افتتاح الشركة ولازم تبقوا موجودين .
على: ألف مبروك يا زومى.
نظر له حازم نظرة حادة فهو يكره الدلع ويكره هذه الطريقة في الكلام ، ولكنه اكتفى بهذه النظرة حتى لا يعكر صفو هذه الجلسة العائلية.
تدخلت ياسمين في الحوار ، فهى لابد وأن تعك مزاج أى فرد في هذه العائلة ، فهى تحقد عليهم لطالما وجدت كل الاهتمام بأروى وأولادها ، وهى حتى الآن لم ترزق بأطفال ودائما تتحجج بأنها لا تريد في الوقت الحالى ، فهى تشعر بالنقص دوما مع العلم أن الكل يعاملها معاملة طيبة حتى أروى صاحبة القلب الطيب تتجاوز كثيرا عن كلامها الجارح والحاد معها.
ياسمين : معلش يا حازم مش هقدر أحضر ، لسه راجعة من السفر ومرهقة.
حازم وهو مدرك تفكيرها وطريقتها فهو ليس لديه القدرة على مجاراتها في حواراتها : براحتك.
صعد على وزوجته غرفتهما
على منفعلا: ليه إللى أنت قلتيه لحازم ده ، الراجل بيعزمنا تقومى تحرجيه كده ، ومرهقة إيه من السفر على أساس راجعي على جمل.
ياسمين: أنت بتتريق عليا، طيب والله ما أنا رايحة.
على : يكون أحسن برده بدل ما تعكننى علينا.
ثم تركها وذهب لكى يكمل باقي سهرته مع عائلته.
في صباح يوم الحفلة
كان يوم الجمعة هو موعد إقامة الحفلة ، عاد صلاح وأولاده من المسجد بعد أداء صلاة الجمعة ومعهم أولاد أحمد التوأم ( زين وزياد ).
صلاح : تقبل الله .
الكل : منا ومنكم.
حازم : طيب هستأذن أنا يا حج هطلع أغير هدومى عشان أروح أتأكد إن كل حاجة تمام في القاعة.
صلاح : تمام ، بس متتأخرش على الغدا.
في القاعة
وصل حازم وكالعادة وجد فرح ، وكالعادة تضايق من رؤيتها.
حازم بضيق لنفسه : هو أنا كل لما آجى ألاقيها هنا ، هى مبتروحش ولا إيه ، حاجة تخنق.
لم تره فرح حيث كانت تعطيه ظهرها ، تحرك حازم ناحيتها فاليوم لا مجال لأى خلافات ، الأهم مصلحة العمل.
حازم: يا أستاذة .
انتفضت فرح من مكانها ، فالبفعل فزعت حيث كان المكان خاليا ولا يوجد به أى أحد.
فرح بصرخة : يا ماما.
ابتسم حازم على منظرها الطفولى ، فهى حقا طفلة بداية من ملامحها وحجمها وطول قامتها وملابسها حيث كانت ترتدى ملابس عليها رسومات كرتونية وحذاء رياضي .
حازم بضحك : إيه اتخضيتى؟
استفزت فرح من ضحكه عليها .
فرح :آه طبعا ، المكان فاضي فطبيعى اتخض.
حرك حازم رأسه يمينا ويسارا وتركها ومشى يتابع شكل القاعة.
فرح بغيظ: بنى آدم مستفز ، بس حلو، شكله مختلف النهارده ، لبس كاجوال وحركات، بس عليه لسان أعوذ بالله.
حازم مناديا عليها : يا أستاذة.
فرح : نعم .
حازم: كل شئ جاهز للنهاردة.
فرح: كله تمام.
حازم : كويس.
استدار حازم لكى يمشى ثم وجه حديثه لها : بلاش النهاردة لبس الحضانة إللى بتلبسيه ده.
نظرت فرح لنفسها ثم ردت عليه بسخرية مماثلة : على الأقل لبس الحضانة أحسن من لما ألبس بدلة جدى.
نظرت له نظرة انتصار وتركته وتركت المكان بأكمله.
حازم بذهول : أنا بلبس لبس جدى؟!!!!!!
في الحفلة
نجد فرح وقد ارتدت فستانا في غاية الروعة يظهر جمالها وأنوثتها كأنها تتحدى حازم ، كان الفستان لونه أحمر تميز بالبساطة والاحترام أيضا، تركت شعرها منسدلا على ظهرها ، مع مكياج هادئ يظهر جمالها ، فكانت آية من آيات الجمال بحق.
وصل فارس وكريم معا ، ثم لحقهم حازم.
حازم: هى الأستاذة فرح موصلتش، مش المفروض تبقى أول واحدة.
كريم : دايما سيئ الظن ، موجودة من بدرى بس بتطمن على البوفيه.
فارس : أهى جاية هناك.
أدار حازم رأسه ناحيتها ، ذهل من هيئتها وجمالها ، لأول مرة يراها هكذا ، فهى دوما بملابس طفولية مثلما أطلق عليها ، إنما اليوم هى أنثي بمعنى الكلمة ، تابعها حازم بنظرات ذهول و إعجاب حتى وصلت عندهم.
فارس: إيه الأخبار ؟
فرح : كله تمام الحمد لله، مستر حازم حضرتك جهزت الكلمة إللى هتقولها.
حازم أين حازم ؟ حازم في دنيا أخرى ، فقط شارد في جمالها ورقتها ، اليوم نظر لها بمنظور آخر ، نعم أعجب بجمالها الهادئ ، أفاقه صوت فارس .
فارس: إيه حازم رحت فين؟
حازم: ها ، بتقولوا حاجة؟
فارس: لااااا، ده أنت في دنيا تانية ، فرح بتسألك جهزت الكلمة إللى هتقولها؟
حازم وقد عاد لطبيعته القاسية: أيوة ، أكيد يعنى مش هنسى.
تركهم حازم وابتعد عنهم لكى يرحب بالحضور الذين بدأوا في التوافد .
وصلت عائلة حازم لمكان الحفل، جلسوا على الطاولة المخصصة لهم ، وبدأت أروى ونبيلة في البحث عن فرح.
نبيلة : يا ترى هى فين فرح دى ؟
أروى : أكيد هتظهر الوقت.
أحمد متدخلا: حاطين دماغكوا في دماغ بعض كده ليه؟
أروى بارتباك: لا لا أبدا بسأل ماما على مكان الحمام ، هقوم أدور بنفسي يا ماما .
أحمد: مش مرتاح لكوا.
نبيلة : خليك في حالك.
غمزت لها أروى حتى تفهم أنها ستبحث عن فرح بنفسها ، وبالفعل قامت أروى تبحث هنا وهناك حتى لمحتها فخمنت أنها هى، اتجهت أروى ناحيتها.
أروى : لو سمحت الحمام منين ؟
فرح بود: من هنا حضرتك.
أروى : حضرتك فرح إللى منظمة الحفلة صح؟
فرح بابتسامة: أيوة أنا.
أروى: بصراحة تنظيم هايل واختيار المكان ممتاز.
فرح: شكرا لذوقك ، نورتى الدنيا .
أروى: نسيت أعرفك بنفسي ، أنا أروى مرات أخو حازم.
فرح: أهلا أهلا ، سورى مكنتش أعرف حضرتك .
أروى بضحك: وأنت تعرفيني منين أنا على طول في البيت مبخرجش عشان الولاد.
فرح: ربنا يخلى و يعينك.
أخذت الفتاتان يتجاذبان الأحاديث واندمجتا سريعا ، فشخصية أروى الطيبة النقية تجذب الكل لها.
أروى : كفاية كده بقى أنا عطلتك عن شغلك .
فرح: أبدا ، أنا مبسوطة بمعرفتك أوى.
أروى : وأنا أكتر ، تعالى لما أعرفك على بقية العيلة.
ذهبت أروى ومعها فرح ناحية الطاولة التى تجلس عليها العائلة ، بمجرد ما اقتربت حتى تهللت أسارير نبيلة.
أروى : تعالى يا فرح ، أحب أعرفكوا بفرح مسؤلة العلاقات العامة في الشركة عند حازم .
الكل : أهلا وسهلا بيكى.
أروى : ده عمى الحج صلاح والد حازم ، ودى ماما نبيلة والدة حازم ، وده أحمد أخو حازم وجوزى ، وده على أخو حازم الصغير.
فرح : أهلا وسهلا بيكوا نورتوا الحفلة .
نبيلة بفرحة: أنت إللى منورة يا حبيبتي.
فرح: ميرسي جدا لحضرتك.
صلاح بوقار : مبروك عليكوا الشركة وإن شاء الله تكون فتحة خير للكل .
فرح : يارب ، مبسوطة جدا إنى اتعرفت عليكوا ، بعد إذنكوا.
استدارت فرح لكى تتابع باقي عملها.
فرح لنفسها : معقول العيلة اللطيفة دى تخلف واحد غتيت زى حازم ده ؟؟ !!!
بينما تبتعد فرح عنهم ، وقع نظرها على أكثر شخص تكرهه في حياتها ، وصدمت عندما وجدته هنا.
•تابع الفصل التالي "رواية القاسي الحنين" اضغط على اسم الرواية