رواية حب صالح الفصل التاسع 9 - بقلم الاء هشام
يقول محمود درويش:
هناك من يرَى الحبَّ حياة، وهناك من يراه كذبة، كلاهما صادق: فالأوَّل التَقى بروحه، والثاني فقدها.
دائما مختلفون حتى في الحب فتاره يكون الحب عذب و تاره يكون عذاب و لكن المشكله ليست بالحب بل بأختيارتنا كبشر .
♡——————-‐—-‐——‐——-‐—————♡
كانت تنظر الى السقف و الدموع تنهمر من مقلتيها كانت بعالم اخر….عالم ترى فيه ابنها و هى سعيده معه، و هى تعلمه كل شيء، وهو ينطق اسمها بصعوبه لاول مره ، و لكن رأت ايضاً زوجها وهو يعنفها و يحاول قتلها اغمضت عيونها و قالت لنفسها .
_ يارب انا مش معترضه كل اللى يجي منك خير…كان اى اللى هيحصل لما ابنى يجي الدنيا و يشوف ابوه بيضرب امه ليل و نهار و ممكن يبقي بيضربه.
انهت كلامها عند سمعت طرقات الباب،اذنت لمن في الخارج بالدخول و كان يوسف جارها الذي انقذها،سحب كرسي و جلس بجانبها و هو يقول.
_ عامله اى يا مدام جميله .
_ الحمدلله .
كانت تقولها و هى تحاول ان تبين الثبات و الجمود؛فهي لا تحبذا البكاء امام شخص بالذات إن كان رجل،حمم يوسف و قال .
_ انا اسف ليكى اسف لو كنت السبب في اللى حصل حقيقي انا بعتذرلك .
_ انت معملتش حاجه و مش انت السبب انا السبب يا استاذ يوسف .
فلاش باك قبل بضع ساعات .
خرجت جميله خارج شقتها و هى تضع الزباله بالسله التى خارج شقتها و لكنها رأت جارها الذي امامها وهو يحاول ان ينادى على بواب العمارة ،عندما رأها ابتسم و قال .
_ السلام عليكم انا يوسف جارك هنا في الشقه دى…. و كنت محتاج البواب لو حضرتك معاكي الرقم ممكن تدهولى لانى محتاجه .
لكنها لم تلحق بالرد عليه بسبب طلوع زوجها على السلم و قال بعصبيه شديده.
_ ما تديله الرقم و لا معجبكيش…ها .
كان يقول كلامه بعصبيه و غضب شديد كان يوسف يحاول ان يفهمه الامر و لكنه لم يعيره اى اهتمام بل امسك بذراع زوجته التى كانت ترتعش من الخوف ؛ مِن الذي سيحدث .
افاقت من ذكرياتها على صوت يوسف وهو يقول بحزن .
_ طيب حضرتك بتعيطى ليه .
وضعت يدها على خدها و هى لا تعلم متى دموعها غدرت بها و هطلت…اغمضت عيونها و قالت بهدوء .
_ هي ماما فين..روحت؟
_ لا هى هنا بس راحت تجيب هدوم ليكى و جايه.
اومأت له رأسها بهدوء و قالت بتردد .
_ هو فين دلوقتى .
نظر لها يوسف بعدم فهم.
_ اقصد عصام جوزى راح فين .
اخذ يوسف نفس عميق و ثم بدأ بالكلام .
_ محدش يعرف راح فين هو من بعد ما عمل اللى عمله و هو جري لدرجه انه كان فاتح باب الشقه عشان كده انا اصلا عرفت ادخلك و اساعدك .
اومأت راسها بتفهم ثم قالت .
_ شكرا ليك من غيرك كنت ميته .
_ بعد الشر عنك و انا معملتش حاجه .
بعد ان انهي كلامه،خرج من الغرفه ؛ لان كانت الدكتورة التى عالجتها تريد التحدث اليها .
♡—————–‐————————————-♡
كانت جالسه بغرفتها علي فراشها و سرحانه قليلا بما يحدث معاها و مع صالح فكيف تغيرت الامور هكذا كانت تبتسم عندما تتذكر كلامه المعسول لها و الذي جعل قلبها يبنض بشده افاقت من تفكيرها على صوت طرقات باب فقالت بهدوء.
_ ادخل يا صالح .
دخل صالح لها ببتسامه وهو يقول .
_ حبيت اسمع اسمى منك فجيت .
ضحكت نور على كلامه ثم قالت .
_ يعنى انت جاي عشان تسمع اسمك بس.
جلس امامها و هو يقول .
_ لا طبعا كنت جاى اطمن على رجلك بقيتى احسن .
ضحكت نور على كلامه ، ثم قالت بخبث.
_ على فكرة انا سيباك بتاع نص ساعه بس انا ملحقتش احس بالوجع حتى .
رد عليها صالح باستغراب مصطنع .
_ اي ده فعلا مخدتش بالى خالص .
ثم قال بحب .
_ النظرة ليكي بتنسينى الدنيا باللى فيها.
ابتسمت بخجل من نظراته…جلس بجانبها قليلا وهو يقول ببرائه مزيفه.
_ انا مش عارف اقعد هناك ممكن اقعد جمبك .
كانت لا تفهم ما يريده و لكنها استجابت لكلامه و بدأت بالابتعاد عنه قليلا و لكنه مسك يدها و قال.
_ قوليلى يا نور اي اللى طلعك عند ماما .
تذكرت نور سبب ذهابها الى الحجه سعاد .
فلاش باك .
قررت نور الخضوع لكلام جهاد و هى ان تسأل الحجه سعاد عن “حبيبه” ذهبت الى شقتها و طرقت الباب، فتحت لها الباب بأبتسامتها البشوشه التى تحبها نور كثيرا، حضنتها نور بشده فهي كانت تشتاق اليها فعلاً،جلست الحجه سعاد ثم قالت بفرحه .
_ عامله اى يا عروسه و صالح مضايقك في حاجه قوليلى انا زى ماما .
ابتسمت نور على قلقها و حبها الظاهر لها ثم اردفت و قالت ببتسامه كاذبه.
_ بالعكس يا طنط، صالح ده زى ما كنت بدعي و اكتر يمكن فى الاول لا لكن هو بيعاملنى كأني بنته مش مراته و ده اللى انا عاوزاه .
انهت كلامها و هي تنظر للحجه سعاد ببتسامه مصحوبه بحزن ؛ فهي كانت تتمني ان كل ما قالته يكون واقع و حقيقي.
_ ولو انى مش مصدقه بس صالح طيب و الله و مفيش منه و هتفهمي ده اكتر و اكتر بالمعاشرة .
كانت تقولها الحجه سعاد التى لم تصدق نور ، اومأت نور رأسها ثم قالت بتردد .
_ هو صحيح يا طنط هو في حد في العيله اسمها حبيبه .
استغربت الحجه سعاد من سؤالها و لكنها ردت .
_ لا يابنتى احنا معندناش واحده اسمها حبيبه في العيله ان كان من نحيتى او من ناحيه ابوه .
و كأنها كانت تأكد لنور ان شكّها في محلّه و لكنها بدت ان لا تبين للحجه سعاد اى شيء و لذلك قضت معاها بعض الوقت و رجعت الى بيتها .
باك .
_ كانت وحشاني فقولت اروح اطمن عليها .
وضع صالح يده تحت عنقه وهو يقول .
_ طب و بالنسبه لأبنها .
قالت نور وهى تنظر لعينيه .
_ ماله ابنها .
نظر لها بشغف و امل .
_ يعني مش عاوزة تقوليله حاجه .
تظاهرت نور بالتفكير ثم قالت .
_ ايوة انه يسيبنى عشان تعبانه و عاوزة انام .
نظر لها بإشمئزاز و لكنه قبل ان يخرج قالت له نور ببتسامه .
_ تصبح على خير يا سيبويه .
نظر لها باستغراب و قال.
_ يا اي يعني اى مش فاهم .
_ بعدين بعدين .
ثم غاطت نفسها بالبَطّانّية و غاصت بنوم عميق .
استيقظت بطلتنا على مداعبه الشمس لعيونها حتى بدأت ان تفتحها ببطء ثم قامت على صوت رنين الهاتف بازعاج؛ ردت و كان المتصل او بمعني ادق المتصله هي جهاد .
_ انتى فين يا هانم في حد يفضل نايم لحد ٨ الصبح انتى عبيطه .
كانت تقول كلامها بغضب و صوت عالي حتي ان نور ابعدت الهاتف عنها ثم قالت بتأفف .
_ الناس تقول صباح الخير السلام عليكم لكن انتى لازم زعيق.
_ من بعد ما عندكم يا عينيا .
ابتسمت نور عندما تذكرت هذا الموقف، ثم قالت لجهاد.
_ خير اى اللى حصل يا عروسه وافقتي و لا اى .
كانت تقولها بسخريه و لكن ردت عليها جهاد باستغراب .
_ و انتى عرفتي منين .
ضحكت نور من قلبها و قالت .
_ يخرب عقلك انتى فعلا وافقتى ده انا حسيت يعنى و انتي عارفه احساسي .
_ اه ما ده اللى جايبنا ورا .
كانت تقولها بسخريه منها و لكنها عادت للجديه و هى تقول .
_ انا مش مصدقه انى وافقت انا تقريباً امبارح كنت هتجوز .
استغربت نور حديثها و لكنها قالت .
_ تتجوزى طيب احكي اللى حصل.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حب صالح ) اسم الرواية