Ads by Google X

رواية ملاك يغوي الشيطان الفصل الرابع عشر 14 - بقلم مايسة ريان

الصفحة الرئيسية

    

رواية ملاك يغوي الشيطان الفصل الرابع عشر 14  - بقلم مايسة ريان

عادت زينة الى المركب وشعرت بأنها تعود الى بيتها …
أقلهما بيدرو من الميناء ووجدا حميد وفراس ونيكول فى أستقبالهما وكان أستقبالا حافلا جعل زينه تضحك بسعادة .
لحقت بها نيكول الى غرفتها وعانقتها وأعتذرت منها
– أنا آسفه جدا زينة .. أنها غلطتى عندما تركتك وحدك.
قالت زينة بتسامح
– لا عليك .. حصل خير .
جلست نيكول على طرف الفراش وقالت بتجهم
– أعتقد أن جليلة وكاميليا قصدا أن تفوتك الطائرة .
نظرت اليها زينة بدهشة
– حقا ؟
– نعم .. عندما أتصلت بى جليلة ونحن معا أخبرتنى أن الأمر ضرورى وأنها فى حاجة الى مشورتى لشراء شئ ما ولكننا قضينا الوقت فى التسكع بين البازارات ولم نشترى شيئا ثم أخذنا سيارة أجرة الى المطار مباشرة وعندما قلت لهما ماذا عن زينه ؟ قالت أنك ذهبت برفقة الباقيين الى المطار .. كان آدم وفراس وحميد غاضبيين بشده وكنت أنا المذنبه من وجهة نظرهم وكان عندهم الحق ما كان يجب أن أصدق جليلة وكاميليا .. أنهما تكرهانك وتغاران منك .
حملقت زينة فى وجهها بذهول
– تغاران منى أنا ؟.. ولماذا ؟
أبتسمت نيكول بحزن
– لا تصدمى بتلك الطريقة .. أنا أيضا أغار منك ولكنى لا أكرهك مثلهما .
ضحكت نيكول بمرارة لعدم التصديق البادي على وجه زينة وتابعت
– يا الهى يا زينة .. أنت تبخسين نفسك حق قدرها .. أنت تملكين ما نعجز نحن عن أسترجاعه ولو ملكنا مال الدنيا كله .. تملكين الطهر والبراءة .. طيبة القلب والوفاء .. نقيه كالملاك .. كل واحدة منا ضحت بالغالى والنفيث لتحقق أحلامها .. جليلة وبرغم ثراء أسرتها الفاحش باعت نفسها لرجل بعمر جدها لتحصل على لقب .. سجنها وعذبها وحطم روحها وحصلت على اللقب فى النهاية وفى المقابل بماذا ضحت ؟ .. ضحت بشبابها وبحب عمرها .. كان آدم يحبها بشدة وحطمت قلبه عندما تركته والأن تحارب كى تسترجعه .. أما كاميليا فهى عاهرة مع ورقة زواج .. هدفها المال وتبحث عن اللذة مع أى رجل يعجبها .. الخيانة تسرى فى دمها ولم يعد للشرف وجود فى قاموس أخلاقها .. وأنا .. أنا أبنة فلاح فقير من قرية صغيرة بلبنان كرهتها منذ صغرى لبعدها عن الحضارة .. كنت أرى نفسى أرفع مقاما وأجمل من أن أضيع شبابي فيها فتركت عائلتى وأصدقائى وذهبت الى باريس .. كذبت وتحايلت وأنكرت أهلى وقطعت صلتى بهم جميعا حتى أدخل الى عالم الأضواء والشهرة .. كنت أصاحب المنتجين وأتعلق فى أذرع المخرجين والرجال الأثرياء .. كلما رأيت فرصة لأرتفع درجة لم يكن يهمنى فوق من سأخطوا وأنا أعتليها حتى قابلت حميد .
أنسابت الدموع من عينى نيكول , جلست زينه بجوارها تربت على كتفها تواسيها
– هل أحببته ؟
– أحببته كثيرا .. أعرف بما تفكرين .. الجميع هنا يظن أننى أسعى وراء المال , عارضة الأزياء المغموره التى تسعى لتصبح عشيقة ملياردير ليرفع من شأن مهنتها وينفق عليها ببذخ .
قالت زينه بصدق
– لكنى لم أعد أفكر مثلهم .. يكفى أن أرى نظراتك اليه لأعرف بمشاعرك تجاهه .
أبتسمت نيكول بحزن وقالت
– أنت طيبه جدا يا زينة ..
– ألم تخبريه بأنك تحبينه ؟
– كان بيننا أتفاق .. علاقه دون ألتزام .. ولا أمل لى فى أن يغير رأيه .. هو لم يحبنى ولن يفعل .. رآنى فى حفل أزياء بباريس وأعجبته ولم أكن أعرفه ولم أسمع عنه من قبل وبعدها جاءنى عرض للعمل مع دار أزياء مشهورة وعرفت من وكيلى أن رجل أعمال مغربي هو من رشحنى لهذا العمل وقال لي أسمه وبدأت البحث عنه على شبكة الأنترنت ووقعت فى حبه بمجرد أن رأيت صورته ورحت أحلم بلقاءنا وأصنع فى خيالى مئات السيناريوهات بيننا .. وفى يوم العرض وأنا أسير على الكات وواك كنت أدير بصرى بين الحضور أبحث عنه ورأيته ينظر الي وعيناه تلمعان وتضحكان لي كدت أطير وألقى بنفسى بين ذراعيه وأخبره كم أحبه .. وبعد آخر ظهور لى وجدته ينتظرنى خلف المسرح وقام بالشئ الذى تمنيته وحلمت به .. أخذنى بين ذراعيه وعانقنى وطلب منى أن أخرج معه .. تماما كما يحدث فى الأفلام الرومانسية وقضينا معا أسبوعا رائعا فى باريس وعندما قرر العودة الى بلاده وعمله طلبت منه أن يأخذنى معه .. فوضع الشروط التى أخبرتك بها ووافقت أنا عليها بدون تردد ..
قالت زينة بحزن
– وافقت أن تكوني عشيقة ؟
ردت نيكول بخزي
– كان عندى أمل أن يغير رأيه وتتحرك مشاعره تجاهى ويقع فى حبى بدوره .. وها أنا الأن أعطيته كل ما يمكن أن أعطيه وفى المقابل لم أحصل على شئ مما أملت .. ربما كلمة وداع لطيفة ووعد بأن نظل أصدقاء هذا ما سأجنيه فى نهاية علاقتنا فالرجل وخاصة الرجل الشرقي لا ينظر لعشيقته بأحترام كافي ليتزوجها ولا مجتمعنا يقبل بذلك.
قالت زينه بشفقة
– معك حق .. ولكن ماذا ستفعلين .. ستنتظرين حتى يقول لك هو وداعا .. لم أعد بحاجة الى خدماتك بعد الأن ؟
نظرت نيكول اليها برعب حقيقى وقالت
– ماذا تقترحين ؟.. أن أتركه أنا ؟.. لا أستطيع .. لوتبقى لى ثانية واحدة أقضيها معه سأبقاها ولن أفوتها .
– أفعلى ذلك من أجل كرامتك .. من أجل أحترامك لنفسك .
– سأموت لو فعلت
– ستموتين فى كلتا الحالتين .. ولكن لو أنهيت أنت علاقتك به ستموتين وكبريائك محفوظ.
هزت نيكول رأسها بأسى
– معك حق .. وأنا أشعر بأن هذا اليوم سيأتى قريبا فحميد قد تغير من ناحيتى وينتظر فقط حتى يجد بديلة عنى أو حتى تنتهى الرحلة .
وقفت نيكول وكفكفت دموعها ثم قالت بحزم
– سنبحر الليله الى موناكو .. وستكون محطتى الأخيرة مع حميد فلدي عقد عمل ينتظرني مع احدى دور الأزياء الباريسية كنت قد أجلته من أجله .
أبتسمت لها زينه وقالت
– ألم تشتاقى الى عائلتك وأصدقاءك ؟.. ان رؤيتهم خير من تضمد الجراح .
ضحكت نيكول ولمعت عيناها بحنين
– نعم صحيح .. فكم أشتاق اليهم .. تصنع أمى أحلى فطائر التوت .. وأخى جان لديه الأن طفلين لم أراهما الا فى الصور .
ثم نظرت الى زينة وتابعت بحماس
– هل ذقت من قبل جبن الماعز يا زينه ؟
– لا لم أفعل .
– مزرعتنا تصنع أروع جبن ماعز .. لدينا معمل صغير لصناعته .
– أتمنى لو أزور مزرعتكم لأتذوقه .
– سأترك لك رقم هاتفي وعنوانى فى باريس وعنوان مزرعتنا بلبنان .. فقد تأتين لزيارتى يوما ما فستجدينى فى أى منهما .
******
علاقة زينه بكاميليا وجليلة أصبحت محفوفة بالمخاطر .. تشعر بنظراتهم مسلطة عليها كالخناجر التى تسعى الى طعنها طوال الوقت ولكنها كانت تشعر أيضا بأنها بأنها محميه ولولا ذلك لفتكا بها منذ زمن بدليل محاولتهم الخائبة للتخلص منها فى ميلانو وأصبحت نيكول مقربة أكثر من زينة وراحت تتجاهل جليلة وكاميليا كما أنها أخذت بنصيحتها وأبلغت حميد بقرار تركها له بمجرد أن يصلوا الى موناكو وقابل حميد قرارها بذهول شديد فهو لم يعتاد أن تقوم أى أمرأة بتركه .. هو من يفعل ذلك عندما يمل منهن ولاحظت زينة أنه كان ينظر أحيانا الى نيكول بحيرة عندما تكون غير منتبه له وحاولت كاميليا أستغلال ما حدث بين نيكول وحميد لصالحها وكان نتيجة ذلك مشاجرة عنيفة وقعت بينه وبين آدم .
كانت زينة تقوم بتحضير أبريق من القهوة عندما مر بها آدم خارجا من غرفته وطلب منها أن تصب له كوبا وتحضره له فى كابينة القيادة وعندما لحقت به بالقهوة أصطدمت بكاميليا وهى تخرج مندفعة من الكابين بوجه شاحب وشعر مشعث وبعدها تعالى صراخ آدم الغاضب على حميد ووقفت زينة تتابع المشهد بوجه شاحب مصدوم
– أليس لقذارتك هذه حدود .. ألا تخجل من نفسك ؟
– حاول حميد يائسا أن يدافع عن نفسه
– أنا لم أفعل شيئا.
– هل تنكر وقد رأيت ما رأيت بأم عيني ؟
أحتد حميد بالقول
– لا يحق لك أن تحكم على الأشياء من وجهة نظرك أنت فقط .
لكمه آدم بقوة فى وجهه فنزفت الدماء من أنفه وسقط الى الخلف على الأرض فشهقت زينة مصدومة فى مكانها ومازالت بيدها صينية القهوة عاجزة عن التصرف , ظهر فراس بجوارها وعلى وجهه أمارات القلق وكان شعره مبتلا وملابسه غير مهندمة دليلا على أنه خرج مسرعا من غرفته على صوت الشجار , قال فراس وهو ينظر الى الدماء التى تسيل من أنف حميد بفزع
– ما الذى تفعلاه بالله عليكما ؟.. تتشاجران بتلك الطريقة ؟..
وأقترب من حميد وربت على كتفه ويساعده على الوقوف
– هل أنت بخير يا حميد ؟
أطرق حميد برأسه وأنكمش بعيدا عنه ورجحت زينة بأنه يشعر بالخجل مما قام به فى حق صديقه الذى يقف الأن ملهوفا وقلقا عليه , نظر فراس الى آدم الذى يقف بجسد متوتر من الغضب وينظر الى حميد وكأنه يهم بضربه مرة أخرى وقال بغضب يعنفه
– ما الذي فعله لك لتضربه بتلك الطريقة .. ألن تتعلم أبدا السيطرة على غضبك ؟
أغلق آدم عينيه بقوة وأشاح بوجهه بعيدا فى حين سقط حميد على الأريكة ودمعه تنساب على وجنته أخفاها بسرعة وهو يطرق برأسه , نقل فراس نظره بينهما وقال بحدة
– ألن يخبرنى أحدكما عن سبب ما حدث للتو ؟
– أنا ..
ألتفت الثلاثة الى زينة بحدة عندما تكلمت وتابعت وهى تبتلع ريقها ووجهها محتقن
– أنا السبب فى الواقع وأنا آسفه لذلك .. ان سيد حميد كان يمازحنى .. و .. وأنا لست معتادة على هكذا مزاح .. فظن سيد آدم أنه .. أنه ..
تلجلجت زينه فى كلامها ولم تستطع المتابعة وودت لو يصدقها فراس الذي أقترب منها وأخذ الصينية من يدها ووضعها على الطاولة ثم أخذ يديها بين يديه وقال برقة
– لا عليك يا زينة .. لا تخافى .
ولدهشتها نظر الى حميد بغضب وقال
– تستحق تلك اللكمة .. ألم نحذرك من عدم الأقتراب من زينة ولو على سبيل المزاح ؟
تمتم حميد مجاريا لكذبتها
– أنا آسف .. لم أقصد أن أضايقها .
ربت فراس على يد زينة
– أذهبى أنت يا زينة الأن .. ستكون الأمور على ما يرام وأعدك أن لا يعود حميد لمضايقتك مرة أخرى والا ضربته بنفسي هذه المرة .
ألقت زينه نظرة تجاه آدم وحميد قبل خروجها ووجدتهما ينظران الى فراس بقلق وبشئ من الريبة وكأن به خطب ما .
خرجت زينة وهى تشعر بالراحة .. كانت خائفة من أن يعرف فراس السبب الحقيقى وراء الشجار الذى وقع بين صديقيه فهذا كان كفيلا بأن يحطم صداقتهما الى الأبد , وجدت زينه كاميليا تقف فى وسط غرفة الجلوس شاحبة الوجه تنظر الى الباب المؤدى الى السطح بخوف وكانت تتوقع أن ترى أى أحد ماعدا زينه لهذا أنقلب وجهها الى الكره الشديد وسألتها بصوت حاد
– ما الذى حدث هناك بالأعلى ؟
نظرت اليها زينه بأزدراء ثم أشاحت بوجهها قائلة
– أطمأنى .. سيد فراس لم يعرف شيئا .
علت الراحة محياها وزفرت بقوة , دخلت زينة الى المطبخ بعصبيه وهي تهز راسها باشمئزاز وكانت تود لو تلقى بشئ قاسى فى وجهها , فراس رجل طيب ورقيق المشاعر وتلك الخائنة الدميمة القلب لا تستحقه .
شعرت كاميليا بالغضب من طريقة زينة فى النظر اليها فهاجمتها وهى تجذبها من ذراعها من فوق البار
– من تظنين نفسك أيتها الخادمة الغبية لتنظرى الي هكذا .. هه ؟
سحبت زينه زراعها منها بحده
– أبعدى يدك عنى وأنا لست خادمتك … ولا أفهم كيف لم يكتشف السيد فراس حقيقتك القذرة .
ضحكت كاميليا بقبح
– ومن قال بأنه لا يعرف .. لماذا تزوجني فى رأيك ؟ .. هذا لأنه يريد أمرأة قادرة على اسعاده وليست فتاة خرقاء مثلك ومثل زوجته الأخرى لا تعرف شيئا عن فن الأغواء .
لم تكن تعرف أن لفراس زوجة أخرى فقالت بأنفعال
– أنت أمرأة سافلة .
لم تغضب لنعتها لها بالسافلة وقالت ضاحكة بأستهزاء
– والرجال يفضلون السافلات .. الرجال يبحثون عن المتعة بأستمرار .. حتى وان تزوج الرجل من فتاة بريئة لتنجب له الأولاد وتكون الواجهة الوقورة أمام الناس كما فعل فراس فهو يبحث بعدها عن امرأة حقيقية مثلي .. تجعل لياليه حمراء بلا ألتزام كامل وبلا وجود للأطفال .. زواج هدفه الوحيد المتعة والأستمتاع .
أحتقن وجه زينة بشدة وهي تستمع الى ضحكة كاميليا الساخرة والتى أستمرت تتردد فى اذنها حتى بعد انصرافها .
هذا بابا آخر فتح فى وجهها ليريها جزءا جديدا وقبيحا من العالم
كم أن الشهوة والرغبة تقود صاحبها الى الدرك الأسفل من النار .. أن يستبدل ما هو حلالا طيبا بما هو حراما فاسدا .. ما الفرق بين العلاقة التى تجمع بين كاميليا وفراس والعلاقة التى بين نيكول وحميد وتلك العلاقات الشائنة التى كانت تحدث على يخت فريدريكا .. كلها علاقات للمتعة كما أن هذا زواج للمتعة وهو أسوأ بأن تتحايل على الشرع والدين لتبرير الزنا .
– زينة ؟
أدارت زينة رأسها بحدة ونظرت بغضب الى حميد الذى أقترب منها بوجه متجهم ومازالت أنفه دامية ويضع عليها محرمة ورقية , قال بأندفاع
– أقسم لك أنني لم أبدأ معها ذلك .
قالت بغضب ومازالت مواجهتها مع كاميليا حية فى رأسها
– ولكنك كالعادة لا ترفض عرضا من أمرأة جميلة .
زفر بقوة وقال متجهما
– معك حق أن لا تثقي بي .. ولكنني هذه المرة برئ حقا .. هي من حاصرتني هناك ورفضتها ولكنها كانت لحوحة وعندها دخل آدم ورآنا .
أرادت زينة أن تصدقه فيصعب عليها تصديق الخيانة أو تقبلها خاصة عندما تكون من أقرب الناس اليك .. كما حدث معها فقد تعرضت للخيانة من أقرب شخصين اليها .. أختها وخطيبها .
– زينة .. أحتاج حقا الى تصديقك لي .. أنت فقط من أهتم لرأيها بي .
نظرت اليه بدهشة فتابع بنظرات جادة
– أظن أنني أكتفيت من العبث والعلاقات التى بلا معنى وأحتاج الى من تحمل أسمي وأثق من أنها ستصون عرضي .
فتحت فمها بذهول فتابع بسرعة
– أعرف أنك تفاجات .. كما أعرف رأيك بي وقد يدفعك ذلك الى رفضي ولكن لا تتسرعي وفكري جيدا بالأمر .. أنت بحاجة لمن يحميك ويوفر لك مستقبل آمن وأنا قادر على فعل ذلك .
صوت خطوات ثقيلة على الدرج جعلته يقول بسرعة
– فكري أرجوك .
ثم أنصرف الى غرفته .
ظهر آدم أمامها متجهم الوجه وأقترب منها قائلا
– شكرا لما فعلته بالأعلى .. أحيانا أفقد أعصابي فتسؤ الأمور .. فراس لم يكن ليغفر لحميد فعلته لو علم بما حدث منه .
هزت رأسها متفهمة فتابع بتثاقل
– كم أتمنى أن تنتهي هذه الرحلة فقد أكتفيت من تلك الحماقات .
ثم أبتسم ساخرا وقال بنظرات مازحة لزينة
– منذ بدايتها وهي مليئة بالأحداث المثيرة .
حاولت أن تبتسم له وهي تقول
– وأنا على رأس هذه الأحداث .
ضحك فأتسعت أبتسامتها وقال
– لن أنكر ذلك .
ضحكا معا فتبدد التوتر من داخلهما , تنهد آدم ثم قال بجدية
– هل تعلمين شيئا ؟
– ماذا ؟
– وجودك غير كثيرا من ما كنا نعتبره من المسلمات .. جميعنا أصبحنا نسير على جمر من نار ..
لم تستوعب تماما ما كان يقول وعيناه راحت تتأملها بأمعان وتابع بجدية شديدة
– نعم .. هذا هو .. جمر من نار قد يحرقنا ويحرقك معنا .. أو قد يحرقنا نحن وتسلمين أنت فقد سبق وسلمت منه من قبل .
تغيرت أبتسامتها لأبتسامة قلقة وقالت بحذر
– أنا لا أفهم .. ماذا تعني ؟
– لا أريد أن أخيفك .. أبقي كما أنت فيكفي ما عايشته .. هذه مشكلتنا نحن .. فالعيب فينا نحن لا فيك أنت .
ثم ربت على وجنتها برقة ثم تركها وانصرف
وقفت زينة مبهوتة تنظر فى أثره تفكر فى كلماته الغامضة بقلق .
– أنت .. ماذا حدث هناك بالأعلى ؟
أنتفضت زينة مجفلة فهي لم تشعر بخروج جليلة ووقوفها أمامها .. نظرت اليها زينة
– ماذا ؟
كررت جليلة بنفاذ صبر
– سألت ما سبب الشجار الذي حدث ؟ لقد كنت حاضرة على ما أظن .
يبدو أن جليلة قد فشلت فى معرفة ما حدث من الأخرين لذلك أضطرت أن تلجأ اليها ولكن زينة ما كانت لتخبرها بشئ رفض أصحاب الشأن اطلاعها عليه فقالت بهدؤ يغلب عليه الأدب
– للأسف وصلت متأخرة ولم أفهم حقيقة ما حدث .. فقط ما رأيته هو أنف السيد حميد وهو ينزف .
ضاقت عينا جليلة عليها بغضب وقالت
– فهمت .. أنت لن تقولي شيئا فربما كنت السبب فيما حدث .
أحمر وجه زينة وقررت أن لا ترد عليها فتابعت جليلة بحدة
– منذ ظهورك بيننا والخلافات التى تحدث كلها بسببك أنت .. بداية من تغيير مسار رحلتنا ليتوافق مع ظروفك .. الشقاق الذي حدث بين نيكول وحميد وكاميليا وفراس .
شهقت زينة بأستنكار وأرادت أن تنكر ولكن طلب حميد للزواج منها والذي نسيته عاد الى ذهنها وجعلها تعود لأغلاق فمها … ولكن ما علاقتها بكاميليا وفراس ؟
تابعت جليلة بحقد
– وآدم .. أصبح شغله الشاغل أن يحول دون وقوع المشاكل ولكنه لن يحميكي كثيرا فقد فاض بنا الكيل وأنا خاصة فقد أصبحت لا أطيقك لدرجة لا تعلمينها .
ثم ذهبت تدب الأرض بقدميها بغضب ..
نظرت زينة حولها بيأس تدعو أن لا يظهر أحد آخر ليزيد من حيرتها وبؤسها وألقاء المزيد من الهموم على رأسها .
****
 

google-playkhamsatmostaqltradent