رواية خطأي انني احببته الفصل الخامس عشر 15
..
على قد ما القرب بيدفي القلوب ، على قد ما بيخلق مساحة ضعف كبيرة .. بتخلي الفراق مؤلم !!... الفراق بيوجع بس بيتنسي لما نبعد انما فراق القرب مؤلم وموجع ؛ مش بس القلب .. لا الفراق وجع جسدي حقيقي ملموس .. بيوصل للعضم ..ممكن يحني الضهر .. ممكن يطفي نور العيون
ممكن يخطف الفرحة .. و يسرق السعادة.. وهكذا اصبحت حياه ياسين وجعه جسدي احني ضهره ووجع قلبه.. بعد حبيبته عنه سرق فرحته وسعادته فاصبح هو والتعاسه رفقاء.. حاول ياسين اكثر من مره ان يتقرب منها ولكنها اصبحت امامه كالجثه لا تشعر به ولا تراه.. فهي من الاساس فقدت احساس الامان وما ان تفقده الانثي تفقد روحها.. كان اكثر مايعذبه انها لا تنظر اليه وهيا تكلمه ولا يري عينيها والعجيب انها تكلمه بطريقه عاديه مهذبه امام الجميع وتعامله كزوج امام امها والخدم.. كانت تحافظ علي شكلهم الاجتماعي وكان هذا يمزقه واكثر من ذلك فنو مها بجواره كان كالجحيم بالنسبه اليه.. كيف فقدها وهيا ملامسه له واحيانا تلمسه وهو نائم غصبا عنها فيشتعل ويشعر بالقهر ان حبيبته بجواره بقربه ولا يستطيع ان يلمسها كان يفتقد حنانها.. فقد تعود علي عطائها المفرط ولكنه فرط فيه بسهوله.. اخطأ وعاقبه الله اشد عقاب.. فالانسان لا يدرك مافي يده الا بعد الفقد.. ففاقد الشئ يوجعه بشده ويتمني ان يعطيه.. فقد حبها فتمني ان يغرقها حبه الذي فاض عن كيله فلا يعرف اين يذهب بمشاعره المكبوته..
اما هيا فكانت وديعه لا تصدر اي رد فعل تجاهه كأنه مات بنظرها.. كانت لا تراه من الاساس ولا تحس به وكان هذا الشعور قويا عندها في البدايه ولكن مع الايام وجوده بقربها مقهورا اوجس في قلبها بعض الحنان اليه ولكنها تقاوم ذلك وتنهره بشده.. فقد قررت ان تلفظه من حياتها فلن تعيد خطأها لثالث مره.. خطأها ان ياسين حبيبها ولا تحس ان ياسين اصبح شخصا اخر تأدب معها ومع الله واصبح قريبا منه فكانت هيا السبيل لهذا والسبب الاساسي فلم يجد ياسين منها رجاء الا ان يطلبها من رب العباد فياسين وجعه فاق الحدود.. كيف يمنع نفسه عنها وهيا نبض قلبه.. كيف تريده ان يغض الطرف عنها وروحه ممتلئه بها كيف يقنع نفسه بكل هذا فهي بالنسبه امنيه عنيده تظن انها ليست له ولكنه لن يكل ابدا فهيا حياته وبعدها اماته حيا.. مرت الايام والاسابيع وتلاها شهور حتي اصبح الوضع مميتا له وهيا كما هيا
وفي احد الايام كانت ذاهبه للنوم ليقترب منها ويهمس لها.. ممكن بس تبصيلي.. هموت واشوفك.. انا قلبي اتوجع كفايه..
كانت ترتب السرير وتقول ياسين اظن احنا عايشين كويس من غير مشاكل فبلاش الله يخليك انا كفايه عليا كده..
ليهتف بحنق.. انت عايشه من غير مشاكل داحنا مغروقين فيها انا تعبان يا مرام نفسي اشوف عنيكي شهور وانا مستحمل واقول هتهدا وتسامح بس انت ازاي قاسيه كده..
لتهتف انا قاسيه يا ياسين.. تصدق فعلا طب ايه اروح اسهر واتحضن من الرجاله وساعتها تبقي الدنيا بيس واجي اقلك وتنقهر واجي أقلك انت ازاي قاسي كده.. انت بجد بتسال..
ليقول يعني هتعاقبيني العمر كله عشان غلطه انت بتحبيني وانا عارف ليه واقفه قصادي ومحسساني اني ولا حاجه..
لتهتف انا لا وقفت قصادك ولا عايزه اقف انا عايزه تسيبني في حالي.. اتجوز يا ياسين هترتاح صدقني وهتنشغل عن كل ده.. ومشاكلك هتتحل..
ليصرخ.. عايزاني اتجوز.. اتجوز ايه وزفت ايه انت هتستحملي اني اتجوز للدرجادي هنت عليكي ليجلس قهرا علي السرير ليوجعها قلبها ليكمل انا هموت وانت مراتي وبس حتي لو مارضتيش ومسامح في حقي اللي انت خيرتيني ياتجوز يا اسامحك بس مش قادر بتوجع يا مرام ارحميني...
كانت تنظر اليه بوجع وكانت اول مره تنظر الي وجهه فقد حنت اليه وشعرت باشتياقها اليه ليرفع نظره ودموعه تنزل ليجدها تنظر اليه فخفق قلبه وقام علي الفور لا يصدق انه اخيرا رأي عينيها وراي فيهم ذلك الحنان لترتبك وتزيح وجهها ليمسكها ويهتف بلهفه لا والنبي خليكي بصالي. شهور وانت مش معايا شهور وانا ميت بصيلي يا مرام.. بطلتي فعلا تحبيني بصيلي يا قلبي.. كانت تصارع قلبها كانت تعشقه ولكنه دبحها.. كانت لا تريد ان تعود لشخصيتها القديمه كانت تريد ان تدفنها حيه.. ليرفع عينها لتنظر اليه ويري حبيبته القديمه امامه ويري تجمع الدموع في عينها ليهتف بحبك.. انا بحبك اوي وخايف منك اوي خايف من اللي بتعمليه فيا.. انا شايف في عنيكي مرام بس خايف تروح في لحظه مسك يدها ووضعهم علي قلبه.. انا موجوع يا مرام حبيبك موجوع.. حبيبك بيقلك انه بيموت.. هتسيبيه كده كتير كانت عينيه مليئه بالدموع.. ليهمس والله قلبي الوجع هيشقه نصين ماعتش مستحمل تبقي جنبي وبعيده.. عيونك بتقول اني لسه حبيبك اه والله بتقول كده.. قلبي يا ناس هيخرج من مكانه كانت دموعها تنساب ليقرر ان ياخذ خطوه ويجرب حظه في قربها ليضمها اليه لتستكين في احضانه من فرط مشاعره التي الهبها بها واظهار ضعفه لها فهو له عنفوان وكبرياء سقط تحت قدمها.. كان هو كأن قلبه سيقف من استكانتها كان يشعر بالرعب من ان يأتي بحركه لينهار تحمله اكتر من ذلك ويشدها اليه بشده ويدفن راسه في شعرها ويتلمسها بحب شديد وهيا اصبحت لينه بين يديه كان عقله قد توقف ايكمل ام ماذا سيفعل كان قلبه سيقف من فرط ما فيه هل ستسامحه ام انها حاله ضعف. لتستجيب له غصبا عنها فهيا لم تعد قادره علي صد تلك المشاعر كان يحتضنها ويتلمسها بحب ويقبل راسها وعنقها بشغف كان كانه جن احس بها مرام حبيبته بين ضلوعه ليشدد عليها ويهيم بها ليهمس والله مافيه غيرك.. كانت في دنيا غير الدنيا لتجد نفسها في احضانه وهو مستلقي وهيا معه ولم تحس بنفسها وميف استلقيا علي السرير وهو ينهل من جمالها بحب الا ان قلبها وقف فجأه.. وما ان سمعت تلك الجمله حتي تشنجت وابتعدت بعنف واجهشت بالبكاء كانت تحس انها رخيصه وانه يريدها لذلك الغرض وهو ابدا لا يريدها الا حبيبه.. حاول ان يلمسها فصرخت وانتحبت ليبتعد بغلب شديد ويجلس ينظر اليها ودموعها تنزل علي ما فعله بها وما اوصلها اليه فهو السبب في تلك الحاله. كان يشعر بالخزي والعار ولكنه شعر في نفس الوقت ان حبيبته موجوده ومازالت ومازال هو حبيبها فقرر ان يصبر ويصبر حتي يستعيدها حتي لو قضي عمره في ذلك
اما هيا فنامت حزينه نادمه علي لحظه ضعفها عازمه ان تتجلد اكثر فرؤياه يتعذب امامها يوجعها رغم انه هو سبب ذلك.. لتنام هيا حزينه.
ليتشجع ياسين ويقترب منها وياخذها في حضنه ويمسد علي جسدها الذي كان ينتفض.. شهورا لم يلمسها وهيا الان بين احضانه كان وجعه قد فاض و كال وزاد.. ليهمس لها بكلمات الحب ووعود الدنيا ان ينتظرها حتي تأخذ كل الوقت الذي يعالج روحها ويطبب جرحها وهيا نائمه لا تحس بوجع خبيب فقد روحه وينتظرها ان تعيدها..
في الصباح تململت مرام لتجد نفسها في احضانه وهو يشدد عليها بقوه كانها روحه وملتصقا بها بشده.. نظرت الي وجهه فقد اشتاقت اليه بشده رغم وجعها وسالت دموعها ودون شعور رفعت يدها تتلمس وجهه ليفتح عينه لتشعر بالزعر لتحاول ان تبتعد ليمسك يدها ويضعها علي وجهه ويهتف ليه بتعذبيني وتعذبي نفسك.. لتحاول ان تبتعد ليشدد عليها.. لا اتكلمي قولي حاسه بايه وانت في حضني.. نسيتيني.. كرهتيني.. مش عايزاني.. طب انا هموت عليكي وبعشقك انت وحشاني اوي وبتعذب اوي يا قللبي بالله عليكي ماتبعدي كفايه شهور مت فيهم والله . كانت تنظر اليه ودموعها تسيل فهذا فوق طاقتها لينحني ويحتضنها بشده لتستكين وهيا تكبت عقلها الذي يصارعها ويمزق احشائها لتعود.. اما هو احس ان قلبه سيقف من رده فعلها فكان يعانقها بحنان ولكنه لم يتجاوز حتي لا تتشنج بين يديه ارادها مشاعر مفرطه لتحس به فقط الي ان انهكه العشق وضمها اليه واسند راسه عليها وهيا تشعر بالعار والخجل لفقد سيطرتها..
لتحاول اخيرا ان تبتعد ليتركها علي الفور لتجلس واضعه يدها في قدميها ولم تتحرك كأن الدنيا توقفت بها.. اما هو فكان ينظر اليها ملتهبا ينتظر اي اشاره منها ولكنها متصنمه لا تعرف ماذا تفعل فبداخلها مشاعر طاحنه ..لتقوم من سكات وتتجه تلي الحمام وتغلق علي نفسها لتنفجر في البكاء من شعورها بالوجع والاشتياق اليه في نفس الوقت..
اما هو فسيطر الهم والقهر عليه وجلس محني الراس ووضع راسه بين يديه يحس ان الدنيا ضاقت عليه فشهور وهو يتركها لحالها لا يقترب وصمت مطبق منها لم يعد يحتمله ولكنه احس ان بداخل زوجته بدات تظهر بادئه امل تخرج من داخلها تجاهه وما حدث هو في حد ذاته. معجزه فهيا كانت كالصنم طول الشهور الماضيه لياتي في باله فكره قرر ان ينفذها لعلها تلين من جانبه.. خرجت من الحمام شاحبه اثار البكاء عليها..
ليقول بمرح.. ممكن والنبي بس عشان اتاخرت تحضريلي هدومي وقام ولم يترك لها فرصه الرد لتذهب هيا مستسلمه لتحضر هدومه ليحصلها علي الفور وكان عاري الصدر فارتبكت هيا ووضعت الاشياء وهمت ان تنصرف ليقف امامها ولم يتكلم كان يريدها ان ترفع عينها لتهتف انا حضرتهم خلاص.. فلم ينطق فرفعت عينها لتعرف مابه لتجده ينظر اليها بهيام فاحمر وجهها لتتسع ابتسامته ويقول يسلم ايدين القمر دا اسعد يوم والله.. حبيبي شوفت عنيه القمر اللي وحشوني.. بموت عليك يا قمر يا ملوعني يا نشقق قلبي.. لترتبك وتتركه بسرعه وترحل وبداخلها نيران تأججت من فرط مشاعره التي اصبحت تحس بها فجأه وظنت انها ماتت من شهور.أحيانًا تمرّ عليك ظروف تشعر أنّها لن تنتهي من شدّتها و قسوتها ! و مع مرور الأيّام تتلاشى بلطف الله و طريقته و تدبيره لا بطريقتك و تدبيرك ، فعندما يغلق الانسان علي شعوره السّيّء يرتاح ، و كلّما تأخّر عليك شيء وطال انتظاره سيأتيك الخير أجمل ممّا كنت تتخيّل فمرام كانت تظن انها دخلت الجحيم ولكن مع عوده مشاعرها نزل عليها لطف الله ليبدا في تطبيب نفسها... .يجب ان يثق الانسان بربّه فلن ينساك أبدًا..
اكمل هو لبسه سعيدا.. ليقرر الذهاب الي والدتها لعلها تساعده فيما هو فيه ليدخل عليها لتهتف سعيده اهلا يا حبيبي العيال وراك..
ليدخل ويسلم عليها لا يا طنت انا جاي لوحدي هما في البيت..
لتشعر بالقلق.. خير مرام فيها حاجه.. تاليا فيها حاجه..
ليهتف لا. الله يا طنط بس كنت جايلك وقاصدق في حاجه كده..
لتقول عيني يا حبيبي انت تؤمر فيه ايه..
ظل يفرك لا يعلم ماذا يقول ولا من اين تبدا وهيا تنظر اليه
لتبتسم وتقول انت زعلان مع مرام مش كده.. ليحني راسه ولم يعرف ماذا يفعل واحس بالخجل ماذا يقول..
لتقترب منه وتمسك يده. تجلسه وتقول.. انت زعلان من بنتي. هيا َمخشبه دماغها وجايلي ألينهالك صح بنتي وانا عارفاها قطر.بس يابني مابنش عليكو حاجه دانتو بتيجو زي الفل وتمشي وتسيبها وتقعد هيا مابتفتحش بقها..بس اقول ايه بنتي عندها عزه نفس ماتعدمهاش.. صعبه انا عارفاه.
ليقول لا يا ماما انا مش عايزك تكلميها انا اللي غلطت واعتذرت الف مره واستحق زعلها.وهيا مش عايزه تبين حاجه عشان شكلنا َكده. بس كنت يعني اتمني انك تيجي تقعدي معانا شويه جايز قدامك تلين شويه ماهي مش هنقول قدامك اننا متخانقين..وساعتها هحاول اخليها تسامحني
لتهتف.. بص يا ياسين انا مش عايزه اعرف انتو متخانقين ليه ولا من حقي بس كل اللي حساه انك خايف علي بنتي ودا بالدنيا وصحيح بنتي طيبه بس لما بتقلب بتبقي صعبه.. يبقي خلاص يا حبيبي هساعدك واجي وكتر الزن هيجيب معاها بس انت خليك حبيبي كده البت بتحبك وبتموت فيك انت اكيد زودتها وزعلتها بس خلاص طالما ندمان كده معاك يا حبيبي وربنا يهديهالك ويهديك ليها.. بس هاجي كده من غير سبب.. ليهتف... لا انا هكلمها واقلها بعد الشر انك تعبتي وانا جبتلك الدكتور وجيت خدتك ايه رايك..
لتقول ماشي يابني وانا هعمل عبيطه وربنا يسهل ويسرلكو اموركو.. ياما بيحصل بين الست وجوزها بس المهم يعرفو ان مالهمش الا بعض..
ليهتف والله يا ماما دا دنيتي كلها وانا فعلا غلطت وندمت والله بس هيا قفشه قفشه سوده وانا عارف انها بتتعذب وبتعذبني معاها دانا اتمنالها الرضي ترضي.. ..
لتقول يقطع الكرامه وسنينها بنتي وانا عارفاها ممكن تموت نفسها عشان كرامتها.. بس مش هكذب عليك ولا هضغط عليها انا ماليش دعوه مش هقهر البت انا جايه اساعدك انها ماتبقاش خشبه قدامي انما غير كده بنتي برده ومش هضغط عليها.. انا عارفه انك طيب وممكن تكون عملت حاجه طايشه بس بنتي هتسامحك انا عارفه..
ليرجف قلبه ويقول يا رب يا طنط يا رب يسمع من بقك ربنا.. ودخلت لتستعد لتحضر اشيائها ليذهبا الي الفيلا معا ويدخلا علي مرام التي تفاجأت بوجود والدتها لتشعر بالخوف وتجري عليها لتعرف ماذا جري بها فجاه... ..
..
•تابع الفصل التالي "رواية خطأي انني احببته" اضغط على اسم الرواية