رواية لم يكن تصادف الفصل الخامس عشر 15
عمر رد عليها من غير ما يلف و قال:
- يعني لو مش بتحبيني عادي، متعود على كدا.
ميريهان قالت بتكشيرة:
- لاء، مش بحبك..... بس أنا......
عمر منعها تكمل و قال ببسمة حزينة:
- مفيش داعي تبرري، أنا محترم ردك و مشاعرك، تصبحي على خير.
مريهان دخلت الشقة و عمر نزل فقال أحمد اللي كان راجع من بره و يشاء القدر إنه يسمع رفض ميريهان لعمر، ف احمد قال بشماته:
- مش عارف ايه حظك ده، كل ما تحب واحدة ترفضك و متقبلش حبك!
عمر بصله بطرف عينه و متكلمش فأحمد تابع:
- قبل كدا يارا سابتك عشاني، و النهاردة ميريهان قالت مش بتحبك و يا عالم عشان مين.
عمر بهدوء:
- معاك حق، يارا اخترتك في الأول بس يا تري لو كانت تعرف إنك حبيت شكلها كانت وافقت تتجوزك؟ لو عرفت إنك رفضتها من قبل ما تشوفها، كانت قبلت تتجوزك؟...... وبردو دي حاجة متخصنيش، بس اللي لازم تعرفه إن ميريهان مش يارا و مختلفة تمامًا عنها في التفكير و في الشخصية، يعني لو يارا سابتني عشانك، ف ميريهان اللي عيونك مش بتنزل من عليها عمرها ما هتختارك.....
أحمد بحقد و غيظ:
- مش مشكلة، المهم انك خسرت الاتنين، ألف سلامة علي قلبك المكسور.
قال جملتها الأخيرة بسخرية، ف عمر سأله بحزن:
- أحمد هو أنت بتكرهني ليه؟ عملتلك حاجة زعلتك مني؟ اخدت منك حاجة؟
أحمد سكت لثواني و هو بيفكر بس مكنش عنده إجابة، عمر دايمًا كان بيحبه،و بالرغم من إن أحمد هو الكبير إلا أن عمر كان هو اللي بياخد باله منه في المدرسة و كان بيتخانق مع الطلبة عشانه.
عمر اتنهد بحزن و طبطب على كتف احمد و قال:
- تصبح على خير يا أحمد، يا ابن عمي.... يا أخويا.
عمر تخطاه و نزل عشان ينام، ف حين أحمد قعد على درجة السلم و هو بيبص على أثره و بيفكر في إجابة يقنع بيها نفسه قبل ما تكون رد على عمر، لكن حرفيًا مكنش في حاجة عشان تخليه يحقد كدا عليه، دا حتى و هما صغيرين كان لما أحمد يكسر حاجة أو يعمل مشكلة كان أحمد بيشيلها عنه، و كان علطول بيرفض ياكل أي وجبة غير بمشاركة احمد، و لما كان يخرج مع والده و يشتري حاجة حلوة كان لازم يسيب منها عشان أحمد، حتى لما كان أحمد بيتعب كان دايمًا عمر يبات جنبه بالرغم من وجود هدى مع ابنها،مواقف كتير اوي و بالرغم من كونها في الطفولة إلا إنها بتثبت قد إيه عمر كان بيحب أحمد و متعلق بيه.
على الطرف التاني كانت ميريهان قاعدة على السرير و بتعيط، مسحت دموعها لما فونها رن برقم مريم، فردت و قالت:
- ايوه يا مريم.
مريم بمرح:
- هو من لقى أحبابه فعلاً و لا ايه يا ميري، مش قولتلك طمنيني إنك دخلتي البيت؟
ميريهان بأسف:
- معلش يا مريم و الله نسيت، بس متقلقيش انا خلاص دخلت اوضتي و هنام اهو.
مريم باهتمام:
- كل حاجة بخير يعني؟؟
ميريهان غمضت عيونها بحزن و قالت:
- كله تمام، متقلقيش.....متقلقيش....خلوا بالكم من نفسكم و انتوا راجعين.
رمت الفون بعيد بعد ما المكالمة خلصت و قالت بهمس من بين دموعها:
- مفيش اي حاجة تمام، كل حاجة باظت.
اتنفست بحزن، و رجعت تعيط تاني و بشدة و هي بتلوم نفسها عشان زعلته، بس بالنسبة لها كدا احسن ما تعلقه بيها دلوقت و ترجع تكسر قلبه، هي ايوه بتحبه و بتموت فيه و متقدرش تعيش من غيره، بس هي مش شايفة نفسها تقدر تشيل مسؤولية زوج و عيلة، و لو كانت اعترفت بمشاعرها كان اكيد هيطلب منها الزواج لو مش دلوقت ف أكيد بعد كام يوم، و هي كانت خلاص هتعترف بمشاعرها بس لوهلة افتكرت كل اللي حصل و حياتها اللي كانت هتدمر عشان كدا تراجعت في آخر لحظة قبل ما تقرر الغلط نفسه مرة تانية.
عمر طول الليل مقدرش ينام لحظة واحدة، و لأول مرة عيط على نفسه و على إحساسه بإنه مش مقبول من اللي حواليه، تظاهر قدام أحمد إن الموضوع مش فارق معاه، لكن في الحقيقة الموضوع فارق و فارق أوي كمان، و لحد دلوقت هو مش قادر يتخطي اللي حصله من يارا، هو ايوه صح مبقاش يحبها بس الغدر اللي حس بيه مش ممكن ينساه طول عمره و خصوصًا الخذلان و السكينة اللي رشقت في نص قلبه و كانت من إيد اقرب ما ليه.
خرج من اوضته كانت الساعة داخلة على تسعة، كان عايز يعمل قهوة لعل و عسى الصداع دا يروح، لكنه قبل ما يوصل المطبخ سمع صوت الجرس بيرن، فقرب و فتح و كان شخص مش متوقع خالص،.....و هو علاء اللي سأله مباشرة بجدية و قلق:
- فين ميريهان؟؟
عمر بصله باستغراب و قال:
- فوق، مش تسلم عليا الأول!
علاء بأسف:
- معلش يا عمر بس أنا قلبي كان هيقف من كتر القلق.
عمر باهتمام:
- قلق!! خير حصل حاجة و لا ايه؟؟
علاء باستعجال:
- هحكيلك بس مش دلوقت، لازم اخدها و نمشي فورًا، ناديلها معلش و أنا مستني في العربية.
عمر باعتراض:
- و تستني في العربية ليه يا ابني ما تدخل، و بعدين فى ايه قلقتني و الله.
علاء بإصرار:
- هحكيلك يا عمر، بس بعدين.
عمر اختفي على الدرج و رجع بعد شوية و هو بينده على
والدته بقلق شديد، ف سمية طلعت من المطبخ و هي بتقول:
- خير يا عمر في ايه؟ صوتك مش مطمن!
عمر باندفاع:
- ميريهان فين؟؟
سمية باستغراب:
- يا ابني مش هي بايتة عند صاحبتها!
عمر بنفي:
- لاء رجعت بالليل بعد ما نمتوا و طلعت ادور عليها مش موجودة، و برن عليها فونها مغلق.
سمية حست بقلق و قالت:
- أنا صاحية أنا و مرات عمك من الساعة سبعة و ميريهان منزلتش، اللي خرج أحمد بس.
عمر بحيرة و هو بيمسح على وشه بضياع:
- يعني هتكون راحت فين! محصلتش قبل كدا وقفلت فونها.
سمية بقلق:
- طب اهدي يا حبيبي و هي دلوقت ترجع، ممكن تكون راحت مشوار أو خرجت تجيب حاجة.
عمر بعصبية سببها القلق و الخوف:
- اهدي ازاي و أنا مش عارفة هي فين و لا مع مين و لا بتعمل ايه؟ و هقول ايه لاخوها إللي مستني برا؟؟!
على الطرف التاني كانت يارا نازلة على السلم و عقلها شارد و بتفكر في الوضع اللي وصلتله و اختارته بنفسها، و فجأة و هي بتحط رجلها حطتها على الهوا، و قبل ما تمسك فى درابزين السلم وقعت و أخدت السلم كله تدحرج لحد ما وصلت لآخر درجة و هي حاسة بألم شديد، و بالرغم من صوت صريخها العالي إلا إن محدش سمعها بسبب ضجت السوق اللى قدام العمارة اللي هي عايشة فيها، كان فونها معاه و لما وقعت هو اتحدف بعيد عنها، ف زحفت من بين دموعها لحد ما وصلت للفون اللي شاشته و الكاميرا اتكسروا، و أول حد خطر على بالها هو أحمد، فرنت عليه و هي بتستخدم الفون بضعف، لكن مع الأسف مردش عليها، و كأن موقف عمر بيعيد نفسه تاني، لما جربت كتير ترن عليه لكن أحمد كان بيفصل الفون و مش عايز يرد عليها.
•تابع الفصل التالي "رواية لم يكن تصادف" اضغط على اسم الرواية