رواية غيبيات الفيروز الفصل الثامن عشر 18
سارت مع زيدان و لكن فجأه حركت نفسها للخلف و قد امتد مشهد الكابوس أمامها بشكل مهيب كئيب،و عشرات الرجال يسحبون فادي من جسده أمام مرمي نظرها و قد بات أمامها كتمثال حجرى صم،تصلب أمام عينيها علي وضع شرس،يقسم لها بعينيها أنه سيجعلها في وضع الصارخه دائما،و عليها الاستعداد لقتال أخر هو الذي سيحزم نهايته،بينما يقف خلفهم زيدان و أثار ما افتعله بفادي باديه علي وجهه،حيث أصبح هزيل يسير ببطء كأنه يزحف لو لم يحالفه الحظ لكان فادي اقتاد منهم الاثنين،تسارعت أنفاسها في تيه و رعب،سريعا توجهت لتتبطأ ذراع زيدان الذي كان يبدو لها مثل المسكين عندما شعرت أنه يكاد يسقط أمامها.
********
كانت زينب بالأسفل تعبث في هاتفها لتسمع صوت أمها الممتغص قائله
-خليكي كده في الموبايل بتاعك و أنا أعصابي متوترة و أبوكي رافض ان أطلع،انتي ايه يا شيخه خلي عندك دم و حسي بينا شويه،ده وقته.
أنهت زينب رسايلها مع أخر رساله بعثتها لنور و ابتسمت ابتسامه خفيفه
-و الله يا ماما مفيش حاجه هتنفعني قدام غير نور،مش انتي رفضتي تطلعيه و بعتيه ورا طنط صفا أنا بقي بطمن عليه،أظن من حقي كفايه بقي.
ردت ريحانه بامتغاص
-هنشوف،شكله كده مقدرش علي صفا،أنا عارفه هي كمان سابت بنتها وراحه تهبب ايه عند ناشد،و الله أنا تعبت و نفسي أطفش من الكل.
ليرى اثنتاهم هبوط فادي و هو مكبل بالحديد لتهتف زينب بفرح
-أكيد فيروز نازله دلوقتي و معاها بابي،يالا يا مامي نروح نشوفهم،بابا مش هيقدر ينزل الأدوار دي كلها لوحده،الا هو طلع ازاي من غير أسانسير؟
ذهبت زينب نحوهم لتجد فيروز تبكي بحرقه و دموعها الحارة تغمر وجهها لتنظر الي والدها المتعب و تهنف بدهشه
-مالها فيروز يا بابا في ايه؟اوعي يكون الزفت ده عمل فيها حاجه،لا مستحيل يكون حصل حاجه،بس انتي لابسه ليه البالطو بتاع بابا؟تعالي.
دلفت فيروز لداخل السيارة تحت نظرات ريحانه الخائفه لتتحدث و هي تمسح دموعها
-مفيش يا جماعه حاجه حصلت أنا أغمي عليا و هو استني لما أفوق،فضلت كتير لغايه ما فوقت و بعدها جه عمو زيدان و لحقني،أرجوكم بلاش ريحان يعرف..
في هذه اللحظة جاء نور مع صفا التي ما ان رأتها حتي انتفضت بهلع ليخرج زيدان من السيارة و يبعد نور عن المحيط حتي لا يرى وضع فيروز المرذي،تحدثت صفا بغضب
-علشان تبقي تيجي هنا لوحدك،قلنلك ميت مرة متعمليش حاجه من ورايا،و انتي مفيش فايده،انتي مفكرة نفسك ذكيه أوى،افرضي الكل اتخلي عنك.
همست زينب بفضول و هي تمعن النظر بمعطف أباها
-برضه البالطو بتاع بابا لبساه ليه يا فيروز،فين بلوزتك يا حبيبتي؟للدرجه دي يعني لو بابا مكنش جه كان ممكن تضيعي مننا،مامتك معاها حق.
نظرت فيروز الي ريحانه لتفهم سريعا أنها لا تريد التحدث بتلك النقطه تهتف ريحانه لزينب بصرامه
-ما تسكتي بقي يا زينب،و بعدين مش ده نور اللي ملففك حوالين نفسك،ما تقومي تطمني عليه،و تشوفي لا يكون ناقص منه ايد و لا رجل.
أخذت زينب هاتفها بامتغاص مردفه بتذمر
أوف أنا خارجه و هروح معاه في عربيته و هسيبكم،مش فاهمه فيها ايه لما أطمن،هو أنا يعني مش زى أختها.؟
خرجت زينب من السيارة لتهمس صفا باستفهام
-البالطو علشان هو قطع هدومك صح،متزعليش و الله هرجعلك حقك،صحيح نور منعني النهارده بس محدش هيقدر يمنعني بعد كده و هتشوفي.
أومأت لها فيروز و بعدها عادوا جميعا الي المنزل لتجد ريحانه تخرج من السيارة و هي تحتضن فيروز قائله
-حبيبتي أنا عارفه انك تعبتي أوى علشان تجيبي براءة ريحان و لسه تتعبي،بس ارجوك سيبني أنا أتصرف و أحكي لريحان مكانك و في و قت أنا اللي هحدده.
عقدت فيروز ما بين حاجبيها باستنكار ثم هتفت بغضب
-تحكيله مكاني ايه ده؟ حضرتك ملكيش دعوةأنا فاخهمه هعمل معاه ايه كويس،أنا ما غلطتش جايز كان يبقي حظى وحش و مفلتش بس برضه فداه.
ابتعدت ريحانه عن فيروز قليلا و تحدثت بنبرة رجاء
-خليني أنا يا فيروز ده ابني و أنا اللي مربياه في أوقات معينه بيبقي مينفعش الكلام معاه و للأسف انتي ديما بتتكلمي في الوقت الغلط،افهميني.
لتتدخل صفا بينهم و ترد باصرار حتي تنجح خطتها في قتل ناشد
-أيوه يا فيروز،ريحانه لازم تساعدك،و بلاش عناد،انتي ايه عايزاه يسيبك؟انتي بتحبيه و عملتي كل ده علشانه،اتصرفتي غلط هي هتحاول تدرجله الموضوع.
تنهدت فيروز بقلة حيله ثم أردفت
-حاضر،بس أنا عايزة أشوفه بكره،اتصرفوا أنا ما شفتوش من يوم ما اتسجن،حتي يوم ما تقبض عليه أغمي عليا،أشوف و هرتاح بعدها.
ابتسمت ريحانه بفرح لنجاح اقناعها ثم أردفت و هي تتجه نحو الدرج
-أنا هنام بقي تصبحوا علي خير،معلش زيدان شكله مش مظبط،اقيس له الضغط و السكر و أنا كمان،اليوم كان طويل أوى،انتم كمان حاولوا ترتاحو.
ربتت صفا علي كتف فيروز قائله
-مش هتاكلي و تحكي ليا اللي حصل ليكي كله،انتي أخر مرة أكلتي فيها امبارح،كمان عايزاكي تحكي،زينب عندها حق لازم نعرف،و شكل زيدان مش يطمن.
هزت فيروز رأسها بالرفض
-لا يا ماما مليش نفس لا لأكل و لا حكايات،اطمني يا ماما،عمو زيدان تعب من كتر ما ضرب الزفت فادي،طنط ريحانه عندها حق احنا لازم ننام.
أومأت لها صفا لتتجه لغرفتها هي أيضا تستعد للتفكير في خطة للخلاص من ناشد.
*************************
عند سامر شقيق سمر التي كان قتلها بمثابه حالة استفاقه و وعي له ليعيد حساباته مرة أخرى و بالفعل ذهب الي المكان الذي يختبئ فيه والده،ليجد والدته تجلس معه و كأن الموقف برضاها،نظر الي حالة سامر والده بعد ما أخبره بقتل سمر،ليجد دعوة صريحه منه للتعاطف معه،هل سيتعاطف معه،لا و ألف لا ،و قطعا لن يفعلها مجددا،الأمر ما عاد يشكل فارقا بالأساس خاصه بعد نهاية تؤامه،،نقل نظراته بينه و بين والدته،ثم عاد يسترجع ثباته الانفعالي حتي لا يفتك بهم،مؤكدا لهم
-معدتش فارقه من بعد موت أختي،احنا أصلا اتعودنا علي كدا،تقدروا تقولوا كنا متأقلمين علي عدم وجودكم في حياتنا.
حقا هم ليس لهم أية فضل عليه و لا علي شقيقته مثل ريحانه و زيدان، بل و لا يذكر أنهم اهتموا الي أمرهم،و كأنهم أبناء علاقه محرمه،كأنهم لقطة،و كأن زيجتهم خاطئه.
**********
تركهم وذهب الي من افتعل بها الخطأ ليصلح خطئه و لأنه محرم عليه دلوف منزلها ،دلف من الشرفه بعد عناء،فقد وصل به الحال حد الجنون،وجدها نائمه هادئه،ملامحها أصابته بالندم،كل ذلك افتعله بها و هي كانت عاشقه متيمه به،و لكن هو لم يشعر بها،مد يده ليلتمس احدي خصلاتها بطرف أصابعه، ثم أخذ يقترب منها و هو غير واعي لما يفعله حتي اقترب من جبينها و قبلها، لتستيقظ بفزع حتي كادت أن تصرخ،ليشير اليها بأصابعه حتي تهدأ فأومأت له و دموعها تغمر وجهها لتؤثر به و دموعها لم تتوقف ليتركها سامر مبتعدا عنها قليلا ليتأمل ارتعاشها الشديد من الخوف منه و صوتها المبحوح و هي تتحدث من بين شهقاتها
-سامر !!!انت بتعمل ايه هنا؟جاي تقتلني زى ما سمر اتقتلت؟طب أنا ذنبي ايه؟أنا و الله بعيد عن نور و ريحان من زمان،و علاقتي بزينب اتقطعت.
ما زال شعور الندم يلاحقه بعد كلماتها يندم أنه جاء لها بهذه الطريقه ليحاول استعاده رشده فيتقدم للخروج من النافذه مثلما دخل.
هل الحب له وقت و عمر محدد؟و من يستطيع التحكم باحساسه و احساس الأخر سواء في افراط المشاعر أم اقتضابها،هل الحب وهم أم حقيقه؟لكي يكون حقيقه لا بد من تجربه حقيقيه يخرج منها المحب بالعديد من الندوب التي كلما رأيت أثرها علي روحه أدركت حقيقه شعوره جيدا.
لا يوجد قواعد أو مسلمات للحب و لا قوانين وضعها عشاق لشكل العلاقات،حتي الأن لا توجد اشارات عقليه تحدد من تحب و متي و أين.لأن الأمر بيد الله وحده مقلب القلوب يقلبها كيفما يشاء و كما يقولون مكتوب علي الجبين منذ الولاده ،فلو ظننتم أنكم اذا أعدتم الزمان للوراء ستتعدل اختيارتكم للأصح و الأفضل فأنت لم تعي الحياه جيدا، و لم تفهم شيئا مما يدور حولك من تجارب بشريه،لم ترى أدله كافيه لم تتعظ بأي عبرة شكلت أمامك.
***********************
كانت تقف العامله في مصنع ريحانه أمام وكيل النيابه تدلي بشهادتها الكامله
-أخر مرة كانت اعاده الكشف لاحظت باب الشقه مفتوح فضولي خلاني أدخل،بس اتسمرت في مكاني مكنتش عايزة ابني يشوف المنظر،لقيته اتسحب من ورا ضهرى لغايه ما لقي المرحومه سمر مرميه علي الأرض ،و أنا اللي بلغت علي فكرة،بس مقدرتش أستني كنت خايفه علي ابني كان شويه و هيصرخ،أنا ما اتكلمتش الا لما عرفت ان الظابط ريحان متهم،بس مش هو،أنا فاكرة شكل اللي كان بيبقي داخل و أنا داخله العياده كويس.
****************
بعد زيارته لها في غرفتها و الهلع الذي أصابها قررت السفر للساحل و يالا العجب فهو هناك أيضا حيث كان المنزل مضئ و صوت التلفاز بالرغم من أنه كان منخفض الا أنها سمعته و لكن الي الان لم تستطع تمييز من بالداخل،و كلما خطت خطوة الي الداخل ازادات الرؤيه وضوحا،ارتسمت بسمه تلقائيه علي وجهها و لم تخف منه لتأتيها كلمات علي الحصرى القيرواني في ديوانه الشعرى الذي كان من ضمن الداووين التي تقرأها لتبتعد عن ذكرياتها الأليمه
يا ليلُ الصبُّ متى غدُه. أقيامُ السَّاعةِ مَوْعِدُهُ. رقدَ السُّمَّارُ فأَرَّقه. أسفٌ للبيْنِ يردِّدهُ. فبكاهُ النجمُ ورقَّ له. ممّا يرعاه ويرْصُدهُ.
تذكرت أول مرة دلفت من هذا الباب و أول نظرة الي تلك الحجرة التي جمعتهم،اندهش لرؤيتها و ما ان جاء يبرر وجوده هنا حتي تصاعد رنين هاتفه ليرد دون النظر اليها
-ألو أيوه يا بابا،اسمعني كويس،أنا في مكان بعيد و مش راجع الا لما أكون انسان نضيف،بعيد عن العك بتاعك،كفايه عليا أختي اللي راحت.
ليرد عليه صوت أخر غير والده
-حضرتك تقرب حاجه لصاحب الرقم ده و مراته؟احنا ساكنين هنا جديد،و مش نعرفهم كويس،هو حضرتك ابنهم؟أصل احنا فجأه لقينا
و لم يكمل حديث حيث قاطعه سامر و هو ينظر بتمعن الي شاشة الهاتف ليتأكد أن الرقم رقم والده
-أه ده رقم والدي،هو في حاجه؟أكيد هو اللي كلفك تكلمني،قوله سامر معدش موجود،مات زى ما سمر ماتت،بلاش الملعوب الحقير بتاعه.
نظر الرجل الي الجثتين الهامدتين صوبه و ابتلع غصه مريرة قائلا
-البقاء لله حضرتك،الموضوع مش هزار،و هو في أب و أم هيمثلوا الموت علشان ابنهم يرجع؟أرجو ياريت تيجي بسرعه لأن في تحقيقات دي جريمه قتل الاتنين قتلوا بعض.
جحظ سامر بعينيه بعدم تصديق ثم صاح باستنكار
-انت بتقول ايه؟
ثم انهار علي ركبتيه
-ثريا أهلي كلهم ماتوا يا ثريا،ليه أنا بيحصل معايا كده؟أنا بقيت وحيد،و مليش حد،ممكن يكون ده ذنبك و ذنب ابني اللي أجبرتك تسقطيه صح؟
انحنت اليها و احتضنته بشده تحاول أن التهوين عليه
*****
علي الجانب الأخر عند فيروز لم تنعم بنومها فقد راودتها الكوابيس،شاهدت في منامها أنها تسير في مكان،يوجد به جميع أفراد العائله،الا فئه قليله لا تعلم بالتحديد هويتهم ،و لكنهم يحيطون بزيدان،و كأن ما يحدث هو مناسبه،كافتتاح مصنع جديد لريحانه أو شركه جديده لزيدان،في الظاهر يبدو الأمر جيدا،و في الباطن تشعر فيروز،أنه سيتم تحطيمها علي يد أحدهما،حيث وجدت نفسها بين فادي و ناشد،الا اذا كان لديها قاعده قويه تحميها منهم،حيث أنها الان تدعي فيروز الجمال،و لكنها لا تملك سوى حفنه من الاطمئنان و ليس الدائم،هي تحب أن تبقي في هذه العائله،و تكره الرجوع الي ناشد،نظرت من بعيد وجدت طاوله بيضاويه عليها مفرش صوفي باللون الأحمر الصارخ،حتي الأطباق بنفس اللون و الجميع ملتف حول المائده يتناولون الطعام بحماس لا تفهم سببه، تبحث هي بيأس عن ريحان و تشعر بتشنج رقبتها كأنها تبحث عنه طوال اليوم،لدرجه أنها اعتادت علي هذا التشنج ،لتشعر بمن يمتد يده من الخلف ليلوى رقبتها.
انتفضت بقوة من نومها حتي وقع الكأس الزجاجي الذي كان بجوارها ليتهشم الي ذرات صغيرة،هرعت اليها والدتها صفا تثبت كتفيها و تربت عليه و من ثم صاحت باستهجان
-مالك يا فيروز؟اتخضيتي كده ليه؟قلت لك احكيلي ،يمكن أقدر اشيل عنك الحمل،بس مش عارفه ليه مصرة تخبي عني اللي حصل،هو حصل ايه؟
هزت فيروز رأسها نافيه ثم أردفت بصعوبه
-أنا كويس،مفيش حاجه،ما تتخضيش،ليه مش مصدقه انه ما لمسنيش،أنا بس جالي كابوس،مش متخيله اني مش بشوف ريحان المده دي كلها.
ربتت والدتها علي ظهرها بحنان و لكنها ما زالت قلقه تستجمع خصلات شعر ابنتها خلف ظهرها لتجد العرق بين ثنايا ظهرها
-مالك يا فيروز؟و ايه العرق ده كله؟ما هو خارج بكره زى ما زيدان و ريحانه قالوا لينا،انت أكيد اتأثرتي لما سمعتي حادثه سامر و سمر.
ارتعدت أوصال فيروز عند ذكر والدتها حادثه سمر و سمر لتشعر صفا بخوف ابنتها
-ايه اللي حصل يا فيروز؟أهم ارتاحوا و ريحونا،عقبال ابنهم و فادي و ناشد.ما تخافيش حاسه ان كلهم نهايتهم قربت،بكره هنضحك علي الايام دي.
ابتلعت فيروز ريقها بقلق ثم أردفت و هي تلهث بشده
-ما فيش يا ماما أنا بس حلمت حلم وحش أوى،و ريحان مكنش موجود رغم ان كلكم كنتم موجودين،حتي فادي و ناشد،تفتكرى ريحان هيحصله حاجه؟
نظرت اليها صفا بشك
-يعني اللي عامل كل ده حلم؟عادي يمكن كلنا كنا متجمعين و هو خارج من السجن،ده حلم مش حقيقه عمر ما ناشد و لا فادي هيكون ليهم وجود تاني.
أومات لها فيروز ثم خرجت من الغرفه هاربه من نظراتها تردف بنبرة تحاول أن تكون متزنه
-أنا خارجه أغير جو في الجنينه،علشان حاسه اني مخنوقه،ياريت يا ماما متجيش ورايا،الا هو عمو زيدان فين؟عربيته مش موجوده ليه؟
رفعت صفا احدي حاجبيها باندهاش قائله في نفسها
-هي البت دي فيها ايه؟أكيد الزفت فادي عملها معاها،و هي مش راضيه تقول،طب هتعمل ايه مع ريحان ،و يا ترى زيدان عارف؟شكله عارف.
******************************
اعتذار الي الذي أخبرني يوما ألا أفتح نوافذ قلبي و عقلي و جرأتي أمام أحدهما،أن اجمعي ثباتك و ألا تندفعي ضد التيار،ها أنا اندفعت بجنوني ضد التيار و كدت أن أسحق ريحان،كنت أفتعل ذلك و أنا علي يقين أنك ستنقذني باللحظة الأخيرة و لكن يا أسفاه لم تكن موجودا في الأصعب،تدافعت ذكريات هذا اليوم في مخيلتها،قطعت هذا و هي تتحسس جسدها من أخر لمسات فادي لها،و تمرر يدها علي عنقها التي كاد يقتلعها،نعم هي خرجت من تحت يديه رغما عنه، و لكن،هل له من عوده
***************************
عاد سامر الي منزل والده و دلف و هو يشعر أن قدميه غير قادرة علي حمله من كثرة الاختناق و كأن أحد ما يقبض علي عنقه،شعور تفسيره الوحيد أنه بقي وحيدا شريدا،كيف له أن يتحمل ذلك؟،توقف تفكيره ما ان رأي نعشي والديه علي الأرض،ألمه روحه شعر أنها ترحل معهم،أه لو حاولوا الحفاظ عليه هو و شقيقته ما كان هذا الوضع أن يحدث أبدا،تم اجراءات الدفن في حضور العائله فالمتوفي شقيق ريحانه و المتوفيه قريبه زيدان،كانت فيروز تقف في الخلف حيث أصر زيدان علي جلبها لا يريدها وحيده في المنزل،انتهي المراسم و انصرف الجميع الواحد يلو الأخر لتجد فيروز من يقترب منها و الدموع ملتمعه بمقلتيه يهمس اليها بألم لدرجه أنها انتفضت و تذكرت الكابوس
-اطمني يا فيروز،أنا هجيب حق سمر و حقك علشان فعلا ريحان أنضف مننا كلنا،أسف علي كل حاجه صدرت مني،كنت غبي و أديني دفعت التمن.
رحل الجميع و تركوه وحيداعدا ثريا التي كانت تتابعه من بعيد و تريد الرحيل هي الأخرى لسببين،لأنه غدر بقلبها من ذي قبل،بعد ما أنعمت عليه بفيض من المشاعر لم تعطيها لجميع أفراد عائلتها و قابلها هو بالتمرد و الجحود،و لكنها ترجع السبب لها لأنها دائما ترى بنفسها النقص،و كانت تبحث عن الاكتمال عندما رأت عينيه و لكنه أفسد قلبها،بل ربما جعله يتوقف عن حب الأشياء البسيطه،خاصه عندما تأكدت أنه فعل معها ذلك لكي ينال أخرى،شعرت بنصل حاد يغرس في قلبها،و ما زالت تعاني من نزيف أخر قطرات منه
•تابع الفصل التالي "رواية غيبيات الفيروز" اضغط على اسم الرواية