رواية عشق القاسي الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم اسماء العمري
صحيت زينب بدري وكانت الساعة 6 الصبح
بصت على الكنبة كان طبعا إلياس غرقان في النوم
قربت منه كان مرهق جدا، حاولت تصحيه عشان ينام علي السرير لكنها خافت تقلقه وهي شايفة الإرهاق باين علي ملامحه جدا
قلبها مش مطاوعها تسيبه نايم كدا، هي عارفة انه اكيد مش متعود ينام كدا، لكنه بيحاول يحترم سكوتها ورفضها
ومع دقات قلبها من قربه بدأت تحس ان هي ملخبطة وهي شايفاه ادامها أد إيه هادي ولين جدا ويبدو لطيف ووسيم وهو نايم كدا لكن هي اللي عملت في نفسها كدا وبدل ما تكون فرحانة مع جوزها وان هو يكون أول راجل في حياتها عايشة حزينة وهي شايفة الحب بيكبر للإنسان الغلط
ايوة هي بتكن الحب لإلياس لكنها شايفة انها متستحقش حبه وحاجز الماضي هيفضل يفكرها دايما بعذابها وان هي مش هطول جنة الحب دا خالص لأنها هي اللي خطت غلط
كانت بتتأمله بحزن شديد لكنها عنفت نفسها ورفضت انها اعشم نفسها بأحلام كانت هتبقي من حقها لو كانت الظروف مش هي الظروف
اتنهدت وراحت علي الحمام وقررت تبدأ يومها بحمام منعش يمكن يحسن مزاجها ونفسيتها من اول النهار
بدأت تعاتب نفسها علي كل لحظة في الماضي ولكنها استغربت ان هي دايما بتعاقب نفسها كما لو إنها عملت جريمة اه هي غلطت لكن مفيش حياة من غير غلط المهم اننا منستمرش في الغلط واول ما ندرك خطأنا نصححه فورا طول ما في إيدينا نغيره قبل ما يسيطر الندم علينا ويبقي لا طولنا جنة ولا حتى طيفها
اه اتجوزت من ورا أهلها وخطفت خطيب أختها لكن الجانب الايجابي انها اتعلمت لكن هي مكانتش غلط هو كان جوزها امام الله وعلى سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
ايا كان نوع الغلط لكنها معاها قسيمة طلاقها وقسيمة جوازها يعني إثبات للجواز الشرعي والطلاق الشرعي
حسمت أمرها وقررت تقول لجوزها حقيقة ماضيها هي معملتش حاجة حرام هي غلطت صح بس صححت غلطها اول ما أدركت ده
حست ان دا القرار الصح
خلصت حمام وخرجت لبست إسدال ووقفت تصلي فرضها بقالها كتير مهملة فرضها، بقالها كتير موقفتش بين إيدين ربنا وفضفضفت باللي جواها كانت بتستسلم لخوفها وهواجسها دي لكن هتحاول تغير الروتين ده وتكسره أيوة اللجوء لله أول خطوة في طريق إصلاح الذات
فضلت تدعي تفضفض بكل اللي مضايقها مش لأي حد دا لربها وخالق الأكوان مين غيره يقدر يعفوا ويصفح عما بدر منا، بنغلط كتير وبتوصل غلطتنا قمم الجبال وبدعوة واحدة صادقة بتزاح كل الأخطاء دي وكإنها لم تكن موجودة من الأساس، ما أرحمك وألطفك بعبادك يا الله!
غيرت هدومها سريعا ونزلت جهزت فطار كان الجو يغلب عليه السكون والكل نايم
بدأت تسترجع ذكرياتها في الأيام الخوالي لما كانت بتصحي قبل الوقت وتخلص شغلها وتجهيز الأكل وبعدين تروح البنك أو حتي جامعتها قبل البنك
محستش بالعيون اللي كانت بتراقبها وكلها تمني وضحكة إنتصار مغلفة محياه
قرب منها بتملك وحضنها فإتخضت وغمضت عينيها تنطم أنفاسها بهدوء وتتمنى اللحظة دي تكون حقيقية لكنها انتفضت فجأة هو إلياس ماله؟ حصل إيه فجأة كدا؟
حاولت تبعد لكنه كان عايش اللحظة وحاضنها جامد زي اللي خايف تهرب منه
اتضايقت زينب وفي نفس الوقت مش قادرة تنطق
: إلياس! انت صاحي من امتي؟ وبعدين انت عمرك ما كنت بالتهور ده، لو سمحت ابعد شوية
ما ردش لكنها شمت ريحة خلتها اتنفضت اكتر وبصتله ودا خلاه إجباري يبعد عنها وبقي مواجهتها اتصدمت لما بصتله : انت؟ انت بتعمل ايه هنا؟ وفي الوقت ده؟
بصتله بقرف من فوق لتحت : وبعدين مش مكسوف وانت ريحتك فايحة منها الخمرة؟ ليك حق ما تركزش وما تعرفش لوجي من غيرها ، انا مش عارفة لوجي متمسكة بيك علي ايه؟ بتحب فيك ايه مش عارفة؟
كانت هتمشي لكنه مسك دراعها بحب وتمني أكتر وكل ما تحاول تبعده بيستميت وبيتمناها اكتر
بصت لإيده اللي ماسكة دراعها وبصتله بغيظ : انت يا انت ابعد عني
كان المشروب مأثر عليه أو زي اللي بيدعي ان المشروب مأثر عليه ومش واعي وقرب منها وحاول يشم ريحتها زي اللي بيحفظها وبيتنسمها
وهي كل ما تحاول تبعد عنه او تفلت يقرب اكتر وهي كارها وجوده وريحته المقرفة وبقت ندعي ربها انه عادل كريم ينقذها من الإنسان ده
كان قريب منها جدا بطريقة تخلي اي حد يحس انهم في حضن بعض وزينب مهما تحاول تفلت لكنها بتفشل وبدأت تشك انه سكران لأنها حاسة انه واعي وقبل ما تعمل الحركة يكون فاهم ويعطلها
زينب! سام!
منة جهزت شنطة لمجدي عشان يسافر لكنه اتفاجئ بشنطة اضافية….
بصلها بإستفهام كانت بتجهز فرحة الصغيرة اللي اتفاجئ انها صاحية بدري معاه وأول ما فرحة شافته جريت عليه حضنته بفرحة وحماس
ومجدي بدوره حضنها بحب أبوي : أميرتي الصغيرة صاحية بدري ليه؟ رايحة الحضانة النهاردة؟
رجع بص لمنة : مش قلتي انها مش رايحة الفترة دي عشان الدكتور قايل مناعتها متحسسة ومش لازم تروح الفترة دي؟
فرحة بصت لباباها بحب : لا يا بابي، ماما بتقول ان انت هتاخدنا مصر وتفسحنا
بصلها بصدمة ورجع بص لمنة وهو في دماغه سؤال ياترى منة بتفكر في ايه؟ ببرودها وغموضها الغير طبيعيين؟
ومنة بدورها بادلته ببإبتسامة باردة خوفته، لأن حرفيا حس ان منة بتخطط لحاجة
منة اتعمدت تسأل مجدي أدام بنتها بإستفزاز : عندك مانع نسافر معاك يا بابا؟
فرحة بحماس : انا فرحانة جدا يا بابا، انا بجد بحبك اوي وبحب ماما كمان
ابتسم مجدي شبه إبتسامة : أكيد يا قلبي وانا كمان بحبك
بص لمنة : لازم نتحرك خلال ربع ساعة، عشان مواعيد القطر قبل ما يتزحم
منة ببرود : مش هتأخر استنوني انت وفرحة لحظات انا جاهزة اصلا
سابته وراحت تجهز وهو واقف عاجز عن التفكير مش عارف يحدد هي بتفكر ازاي؟ او بتخطط لإيه وهي استخدمت طريقة جديدة معاه يا ترى هي بتخطط تقرب ولا تبعد ما هو طريقتها غريبة عليه شوية هي علطول بتطلب حقوقها وبتطلب انه يحبها علطول عيشتهم كانت في عراك مستمر لكن الهدوء ده هو مش متعود عليه بس أكيد لازم ياخد حذره منه أكيد مبقتش سهلة وطريقتها دي هتجي علي دماغه هو عارف
دخلت البنك وهي متوترة وحاسة ان جسمها متيبس من الخوف والتوتر حاولت تبان طبيعية لكن لغة جسمها خانتها المرادي
البنك كان في حالته الروتينية وكإن ما فاتش اكتر من شهر سايبه البنك مفيش حاجة اتغيرت كل حاجة فيه ماشيه بشكل روتيني بإستثناء اليوم اللي كان يعتبر اخر يوم قضته في البنك قبل الحادثة لكن غير كدا كل حاجة فيه ماشيه بشكل روتيني حتي الموظفين والموظفات روتينين جدا بإستثناء الوجوه الجديدة الموظفين الجدد
طلبت الأسانصير ومسافة ما دخلت كانت كإنها إستخبت وكإن العيون كلها كانت عليها حاولت تاخد نفسها وتستجمع شجاعتها وقوتها ولعنت الخوف ده اللي سيطر عليها
بس مش عارفة ليه البدايات كدا كإن دي إشارة ان شغلها ده منظور
ضحكت بسخرية وهي بتفتكر مروة وذكرياتهم سوا وذكريات مروة الجميلة معاها……
اول حد قابلها كانت ملك اللي استقبلتها بسعادة وباركتلها رجوعها وكمان ريم وتسنيم قربوا منها وهنوها على رجوعها وسطهم
ابتسمت وشكرتهم لدعمها فعلا كانت محتاجة دفعة لقدام
سابتهم وكله رجع شغله وهي طبعا دخلت لمديرها اللي اتفاجئ بوجودها و……
مروة في المنصورة حياتها من سئ لأسوء، فكرت انها هتقدر تدبر نفسها بنفسها لكن اللي حصلها كان غير التوقعات
عايشة في حياة مليانة بالبلطجة والخوف حياة أشبه بحياة العصابات
ولكن لم تكن هي النهاية فقد كانت بداية جديدة لحياة جديدة………
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عشق القاسي ) اسم الرواية