Ads by Google X

رواية ملاك يغوي الشيطان الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم مايسة ريان

الصفحة الرئيسية

    

رواية ملاك يغوي الشيطان الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم مايسة ريان

كانت نائمة كالملاك فى ثوبها الأبيض ..
لقد سقطت نائمة على الأريكة بعد أن أنهكها البكاء حزنا على والدها وما مر بها وكان هو أكبر همها , حملها الى غرفته فأفاقت للحظة فزعة وهو يمددها على الفراش فهمس لها يطمئنها
– هششش .. لا تخافي .. نامي ولا تقلقي من شئ .
أغلقت عيناها من جديد وراحت في ثبات عميق وجلس بجوارها ينظر اليها .. أبتسم يسخر من نفسه .. من يصدق أن مثله يجلس هكذا يتحكم في رغبات جسده مرعاة لمشاعر امرأة .. ولكنها ليست أية امرأة .. أنها ملاكه الذي أقتحم عليه جحيمه وجعله يدرك أن لهيب نيرانه كانت تحرق روحه قبل أن تحرق جسده ..
فعل الشر لديه كان هواية ولم يقف لحظة من قبل كي يفكر .. ولكنه أصبح يفكر بعد أن كادت النار التي أشعلها من حوله أن تطال المخلوقة الوحيدة التي أراد أن يهديها الجنة ونعيمها زائد قلبه ..
مال عليها وهمس
– أعدك أنني سوف أتغير .. سوف أكون لك الزوج والحبيب الذي تتمنينه .. لن أكون السبب يوما في دمعة حزن تغرق بها عيناك .. سأجعل قلبك ينسى ذلك الرجل وأعود أنا لأحتل مكاني فيه .
قبلها برقة على جبهتها ثم تمدد بجوارها حريصا حتى لا يشعرها بوجوده .
****
أصبحت الساعة السادسة صباحا وحميد جالسا في حجرة الجلوس عاجزا عن النوم .. بحث عن زجاجة خمر يتجرعها لينسى بها الأذلال الذي لحق به ولكنه لم يجد . لا تسمح أمه بدخول الخمور الى البيت وهي فيه لذلك جلس يحدق أمامه عابسا ومتألما .. لقد ذهب الى المشفى بعد أن أستمرت الدماء تنزف من شفته وأدرك أنها كانت محقة ولم تكن تسخر منه عندما أخبرته أن الجرح يحتاج الى تقطيب .
سأله طبيب الطوارئ متعجبا عن سبب الأصابة فقال كاذبا أنه سقط فقال الطبيب
– سقطت على شفتك السفلى فقط .
كان كامل وجهه سليما فزمجر قائلا
– وهل هناك ما يمنع ؟
أبتسم الطبيب ولم يعلق وهو ينظف الجرح قبل تقطيبه وهنا لاحظ أن الممرضة كانت تخفي ضحكة بكف يدها .
خرج من المشفى واستقل سيارته متوجها الى البيت وشئ واحد .. شخص واحد يشغل عقله .. جنة .. تلك القطة المتوحشة التى لا يستطيع أن يجد طريقة لترويضها بها .. أعتاد أن تعجب به الفتيات ولكنه فى الأونه الأخيرة لم يعد حظه جيدا معهن .. أولا نيكول التى فجأة قررت أن تتركه هي ومن ثم زينة والأن جنة .. فما الذي حدث له؟!! مط شفته بأستياء فشد الجرح تأوه وقال
– يبدو أنني غير قادر على جذب غير النوع السئ من النساء ككاميليا وغيرها .
ولكن من هن مثل زينة وجنة ينفرن من أمثاله فهم بحاجة الى الحب والأخلاص وهذا ما لا يستطيع تقديمة أو هذه هي فكرتهم عنه .
وقف حميد وأخذ يتمشى جيئة وذهابا يفكر .. هل أنا قادر على الحب والأخلاص لمن أحب ؟
سمع صوت حركة بالخارج فتحرك نحو الباب ليرى من .
كانت جنة ترتدي ملابسها للخروج وتجر خلفها حقيبة سفر ضعف وزنها تقريبا , خفق قلبه وقال بحدة
– الى أين أنت ذاهبة ؟
رفعت اليه وجهها مجفلة ومن ثم شع الغضب من عينيها
– سأترك لك البيت .. فأنا لن أبقى تحت سقف واحد مع شخصا منحلا بلا أخلاق مثلك .
عض حميد على شفته السفلى غيظا وكان قد نسى الجرح بها فتغضن وجهه بألم
– أحسن .
قالتها جنة بتشفي فكاد للحظة أن يضحك ولكنه كان يخشى من أغضابها وقال برزانه
– هل أستطيع الحديث معك لدقائق من فضلك ؟
ثم أشار الى غرفة الجلوس وانتظر ردها وبعد لحظات من التردد هزت رأسها ايجابا وتركت حقيبتها وتقدمت الى الغرفة عابسة الوجه
ابتسم حميد لرأسها الشامخ وهي تمر به وبادرها قائلا
– أولا أريد أن أعتذر عما بدر مني وكما قلت أنا أستحق ما فعلته بي .
مشيرا الى شفته فعقدت حاجبيها بشدة وأحمر وجهها وكأنها كانت تتذكر ما حدث بينهما فتابع بحماس
– كانت ردة فعل غاضبة بعد ما تركتني وحدي فى ذلك الطريق .
قالت بعنف
– لقد تركتني قبلها فى نفس الطريق .
– ولكني عدت .. أردت فقط أن أخيفك قليلا فأنت تقومين بسبي طوال الوقت من دون سبب وقد مللت من ذلك .. والأن ما رأيك لو نعلن هدنة فيما بيننا .. أريد أن أتعرف عليك جيدا .
رفعت حاجبيها بدهشة
– تتعرف علي ؟ .. لا تقل أنك تريدنا أن نصبح أصدقاء ؟
كانت تسخر منه ولكنه قال بهدؤ متجاهلا سخريتها
– في الحقيقة أريد أن نصبح أكثر من صديقين .
ضاقت عيناها بحدة
– ماذا تعني ؟
ابتسم متجاهلا ألم الجرح
– لا أقصد أي شئ مشين .. فى الواقع أظن أنك تعجبينني كثيرا .
ووجد نفسه يقول
– هل تقبلين الزواج بي يا جنة ؟
لم يكن ينوي أن يعرض عليها الزواج بهذه السرعة ولكن ما دفعه لذلك أحساس داخلي ولم يندم عليه .
ألجمت المفاجأة لسانها للحظة قبل أن تنفجر ضاحكة بشدة بعدها فجاء دوره ليصدم
تمالكت نفسها أخيرا وقالت
– آسفة لأنني ضحكت فأنت تبدو جادا وهذا غريب ..
ثم تابعت بطريقة أكثر جدية
– طلبك مرفوض بالتأكيد .. أنا لست غبية لأقترن بشخص مستهتر مثلك .. حميد .. أنت لا حدود لأخطاءك وذنوبك .. أنا أعرفها كلها .. أنت غير قادر على الأخلاص بل أنت لا تعرفه .. أنت تخون عشيقاتك وتخون أصدقاءك .
شحب وجهه فتابعت تؤكد ما جاء على باله
– نعم .. قالت جليلة الكثير وما سمعته جعلني أحتقرك أكثر .. لن أعتذر عما قلت وان صدمك ولكنها حقيقتك ويجب عليك أن تواجهها .. والأن أسمح لي فقد حجزت لنفسي فى أحد الفنادق ل…
كانت متوجهة الى الباب فأستوقفها مقاطعا لها
– لن تذهبي الى أي مكان .
فتحت فمها لتعترض بغضب فرفع يده وتابع
– أنا من سيرحل .. أبقي حتى ينتهي العرس فلن أضايقك بوجودي بعد ذلك أبدا .
****
فتحت زينة عينيها بأرهاق وهي تشعر بجفنيها ثقيلين ومتورمين ..
للحظات لم تستوعب أين هي .. الأبواب والستائر السوداء جعلت قلبها ينقبض واصطدم عقلها بواقعها من جديد .. أدارت رأسها على الوسادة ببطئ ووجدت وجه خالد على بعد انشات من وجهها .. تسارعت أنفاسها قليلا ولكنها أطمأنت لأن كلاهما مازال بكامل ملابسه .. حتى هو نام ببذلته ولم يخلع سوى الجاكت ورابطة العنق .. كان وجهه الوسيم مسترخيا وانتبهت ان ذراعه اليمنى ترتاح على خصرها .. أرادت ان تبعدها عنها ولكنها تذكرت انه زوجها ويحق له أكثر من ذلك والليلة بعد أن ينفذ شرطها ستمنحه كل شئ .. غامت عيناها حزنا .. مات والدها وأمها الأن طريحة الفراش في احدى المستشفيات فلم تحتمل صحتها ما حدث .. فجأة تجد الأسرة التي رعتها طوال عمرها تتمزق بموت عائلها وضياع مستقبل أبنتها الوحيدة ومصير الأبنة التي تبنتها ورعتها أصبح مجهولا .
– صباح الخير زوجتي الجميلة .
رمشت زينة بعينيها فهي لم تنتبه له عندما استيقظ , ردت بصوت خافت
– صباح الخير .
رفع ذراعه عن خصرها ورفعها الى وجهها يلمس بأنامله وجنتها الموردة .. أحتبست أنفاسها فابتسم لها وعيناه تلمعان بابتسامة مماثلة
– تبدين كالطفل الصغير عندما تستيقظين .
قالت بجد وهي تتأمل ملامحه الوسيمة والتي أصبحت مدمرة عندما أبتسم
– أنت جميل جدا .
ضحك برقة وقال مداعبا
– أعلم .. ولكن ما يحز فى نفسي أنك لا تقوليها بقصد مغازلتي .
أكتئبت عيناها وقالت
– ليت الأمور لم تسر بيننا بهذا الشكل وما كنت أنت بهذا السؤ .. لكنت سعيدة جدا بوجودي معك .
فكرت .. وآدم .. لما قابلته وأحبته ومن ثم جرحته .. نظرة الألم والحزن في عيناه وهي تعلن قرارها له جرح قلبها عرفت أنه نادم بشدة على تركه لها وحدها فى مونت كارلو ولأنها تعرف شخصيته جيدا كانت ردة فعله متوقعه كما أن رجوعه اليها كانت متأكدة منه رغم ما كانت تعانيه وقتها .
حرك خالد ابهامه على وجنتها الناعمة برقة وقال بصدق
– أنوي أن أجعلك سعيدة .
– أريد أن أزور أمي بالمشفى وأطمأنها على مستقبل ابنتها .
أقترب منها مقبلا جبينها
– حاضر .
****
طلبت زينة من خالد أن لا يدخل معها الى حجرة أمها فهي لا تعرف كيف ستكون ردة فعلها على رؤيتها له ..
أستقبلتها أمها بالمزيد من البكاء ولم تتركها من بين ذراعيها الا بصعوبة
– أنت بخير يا زينة .. لم يحدث لك مكروه أليس كذلك ؟
– – أنا بخير أمي .. لقد وفقني الله ووجدت من ساعدني ووقف معي .
هزت أمها رأسها بلهفة
– أنه ذلك الرجل الذي قال أنك تعملين لديه لقد بدا شخصيا جيدا
تمتمت
– نعم .. أنه كذلك .
أراحها أن نبيلة سبقت وأخبرتها أن خالد والد طفلها سوف يتزوجها وأن زينة هي من طلبت منه ذلك ولم تخبرها أنها تزوجته قبلها .. أنها تكره الكذب ولكن الكذب فى تلك الحالة أفضل كثيرا فأمها لن تستوعب الأمر وسيزيد الأمر من بؤسها
– أنا السبب فيما وصلت اليه نبيلة .. أحببتها ودللتها وكنت أخفي أخطاءها عن أبيها كي أحميها من العقاب .. ليتني لم أفعل لكنت حافظت على كليهما .
ثم جففت دموعها وتابعت بأسف وهي تنظر الى عينا زينة
– دائما كنت أشعر بالذنب لأنني كنت احبها أكثر منك وعندما فعلت بك ما فعلته شعرت بالسؤ من نفسي وتمنيت أن ..
قاطعتها زينة وهي تحتضن يدها الى صدرها
– لا تقولي ذلك أرجوك .. أنها أبنتك ولك كل الحق لأن تحبيها أكثر من أي شخص بالعالم وهذا حقها ولن أسلبها اياه ولو كنت قد خصصت لي جزء صغير من قلبك فهذا منتهى الكرم منك .. أنا لم أشعر يوما بالحرمان من الحب والأهتمام بوجوك أنت وأبي .
سحبت أمها يدها وقبلتها
– جزاك الله خيرا على ما قلته وما فعلته لستر عرض أختك ولأراحة والدك في قبره .
سمح الطبيب لأمها بالخروج من المشفى ذلك اليوم وتم كتب الكتاب بمنزل والديها وكان صديق والدها المقرب وجارهم ولي أمر نبيلة ..
كان اشهار زواجها في المنطقة هو الهدف من ذلك حتى اذا ما ظهر حملها يكون الأمر مقبولا وحمدت زينة ربها لأن خطبتها لخالد لم تكن معلنة حتى لا يستغرب الجيران من تغير العروس وأوعز الحضور الحزن على الوجوه والعيون المبللة بالدموع على أنه بسبب حزنهم لعدم وجود والدهم .
عندما اخبرت زينة امها انها سوف تسافر عائدة الى عملها لانها غير قادرة على البقاء بكت امها ولكنها تفهمت دوافعها وقالت
– اتصلي بي باستمرار .. اريد ان اطمئن عليك .
ذهبت زينة دون ان تقول وداعا لنبيلة التى التزمت حجرتها بعد ذهاب المأذون ووجدت زينة خالد ينتظرها في سيارته امام باب البيت .
*****
وصلا الى البيت ..
ضمها خالد بين ذراعيه بشوق وأمطر وجهها بالقبلات وهو يسمعها كلمات العشق التي كان يحبسها بداخله حتى كاد ينفجر بها ..
جعلها الذعر تتخشب بين ذراعيه وأغلقت عيناها بقوة .. حان وقت تنفيذ جانبها من الصفقة .. تزوج نبيلة والأن هي له ليفعل بها ما يشاء .
– لن أؤذيك حبيبتي .. لن أوؤلمك .
تنهدت بأستسلام وهو يأخذها معه الى الفراش .
لم تعرف ما حدث ولكن فجأة فتح باب الغرفة وأمتلئت بالرجال .. رجال فريدريكا وزوجها خلفهم .. صرخت زينة بذعر واختبأت خلف خالد الذي حاول حمايتها بجسده ولكن بسرعة كان قد تم صعقه وكان آخر شئ فعله قبل أن يفقد وعيه هو أن نظر اليها بذعر شديد .
– أحضروها .
رفعت زينة وجهها المذعور تنظر الى زوج فريدريكا البارد وتقول
– لا .. أبتعد عني .
ثم صرخت بقوة ورجلين يسحباها من فوق جسد خالد الفاقد الوعي وبعد لحظة كانت تفقد وعيها مثله بصعقة كهرباء دست بظهرها .
**** 
google-playkhamsatmostaqltradent