Ads by Google X

رواية حطام القلب والنصر الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم سلمى السيد

الصفحة الرئيسية

 رواية حطام القلب والنصر الفصل السادس و العشرون 26

حِطام القلب و النصر 🦅 البارت ٢٦ .


مصطفي غمض عيونه و خد نفسه بهدوء و فتح عيونه تاني و لف بهدوء و هو بيرفع عيونه في عيون نور ، نور أول ما شافته ملامحها في لحظة أتغيرت لملامح مش مفهومة !! ، هل هي ملامح صدمة و لا خوف !!! ، لكن كانت و كأنها جسد بلا روح ، كانت بصالهم بعدم وعي و قبل ما تعمل أي رد فعل أغمي عليها ، مصطفي و العميد جريوا عليها و مصطفي شالها حاطها علي الكنبة و هو بيقول : أكيد طبعاً لازم يغمي عليها دي شافت ميت قدامها .

العميد قال : بس أنت مش ميت .

مصطفي بحزن : بس في نظرها و نظر الكل ميت و مجرد ذكري .

العميد أتنهد و بدأ يفوق بنته ، مصطفي كان واقف متوتر من اللحظة الي هتفوق فيها و هيتكلموا ، نور مفاقتش بسرعة ، و بعد دقايق بدأت تفوق و تفتح عيونها براحة لحد ما فتحتهم كويس و عيونها جت في عيون مصطفي ، قامت بسرعة و هي بتبصله و بتبص ل أبوها و غمضت عيونها و قالت : بابا أنا في حلم صح .

العميد أبتسم و مسك إيديها و مع ماسكة إيده هي فتحت عيونها و قال : لاء يا حبيبة بابا مش في حلم ، مصطفي عايش بجد .

نور بصت ل مصطفى و دموعها بتنزل بصدمة و مكنتش عارفة تنطق بكلمة حتي ، شخص كان هو كل حياتها و ضاع منها ، و فضلت شهور عارفة إن روحه مش في الدنيا ، و أخرها تمسك صوره تبصله منها و تشوف اسمه علي قبره ، و فجأة الشخص دا يبقي عايش !!! ، بعد ما فقدته للأبد و حست إن حياتها خلاص وقفت و نقص جزء من روحها كل دا يرجع تاني ، فرحتها كانت تكاد توقف قلبها ، معملتش حاجة غير إنها فضلت تعيط جامد و هي حاطة إيديها علي وشها ، مكنتش عارفة هي بتعيط من صدمتها و لا فرحتها و لا خوفها من إنها تكون في حلم جميل و هتصحي منه ، مكنتش مصدقة إنها شايفاه واقف قدامها بجد !!! ، مصطفي نزل علي ركبه قدامها و بقا في مستوي قعدتها و مسك إيديها شالها من علي عيونها وعيونه دمعت باس إيديها و قال بدموع : أنا آسف ، عارف إني وعدتك إني عمري ما هسيبك بس دي كانت مهمة .

العميد كان واقف هيطق من حركة مصطفي و كان نفسه يمسكه يبعده عنها و ينزل فيه ضر*ب ، القائد خد باله من ملامح العميد و نظراته ل مصطفى الي تكاد تكون كأنها زي السيف ، القائد أبتسم و كتم ضحكته في موقف فعلاً غريب و التصرف فيه مش معروف هو اي !!! .

مصطفي بدموع : بس و الله كنت معاكوا لحظة بلحظة ، كنت عارف كل أخبارك ، و عمرك ما غبتي عن عيوني ثانية ، مكنتش بحلم غير بيكوا ، كان نفسي أجري عليكوا و أقولكوا أنا عايش بس المهمة كانت بتمنعني و الله ، كان لازم أبقي في نظر الكل ميت عشان حمايتي من مراد و أعوانه .

نور كانت ما زال بتعيط و قالت : لما كنت مخطوفة أنت الي كنت معايا صح ؟! .

مصطفي هز راسه بالإيجاب في صمت .

نور أبتسمت وسط عياطها و قالت : كنت متأكدة ، كنت عارفة إن دي نظراتك ، أنا عمري ما أنساها أبدآ ، مصطفي أنا حاسة إني بحلم مش مصدقة ، أنت عايش بجد صح ؟؟ ، يعني مش هتمشي تاني ؟؟ .

مصطفي أبتسم بدموع و إيديها لسه بين إيديه و قال : و الله أنتي شيفاني بجد قدامك ، و لاء مش هسيبك تاني أبدآ ، (كمل بضحكة خفيفة و قال ) إلا بقا لو مت بجد مش خطة .

نور ضحكت بخفة وسط عياطها ، و العميد فضل باصص علي مصطفى نظرات حادة ، هو عارف إن تصرف مصطفي غلط و حرام و إن النية متصلحش العمل الفاسد لكن كان عذره هو و بنته لأنهم عاشقين لبعض و الي مروا بيه مش سهل ، و هو أكيد حاسس هما حاسيين ب اي دلوقتي لأنه جرب الحب ، لكن مع ذلك كان هيولع ، سيف كمان خد باله من العميد و بص ل مصطفى و قال : أحم أحم ، أحم .

مصطفي بص ل سيف و سيف شاور علي العميد بعيونه و مصطفي فهم و كان نفسه يقوم يجري من قدامه لكن الموقف مش بإيده و ساب إيد نور و حمحم و هو بيقوم و بيبص للعميد الي نظراته كانت حادة و جدية و مصطفي مبصش في عيون العميد ٣ ثواني علي بعض و شال عيونه تاني ، العميد أتنهد بهدوء و قعد جنب نور بإبتسامة و قال : الحمد لله ربنا طمنا علي مصطفى ، زي ما قالك دي كانت مهمة حتي أنا و كل صحابه مكناش عارفين بيها .

Salma Elsayed Etman .


نور بدموع و فرحه : كيان !!! ، كيان يا بابا أكيد لسه معرفتش إنه عايش ، مصطفي يله نروحلها ، كيان دلوقتي محتاجاك  جانبها أوي ، عبد الرحمن تعبان جدآ و الدكاترة بيقولوا لو قام هتبقي معجزة لأن حالته متأخرة أوي ، كنت بتكلم مع الدكتور قبل ما أجي و قالي إنهم إحتمال يشيلوا الأجهزة من عليه لأنها ملهاش فايدة ، بس لو أتشالت عبد الرحمن هيموت ، و أنا أترجتهم يسيبوها لأن و الله عندي أمل في كرم و رحمة ربنا ، و تميم الحمد لله فاق ، اه حالته مش كويسة أوي بسبب نزيف كتفه لكن فاق و نوعاً ما كويس .

مصطفي دموعه كانت هتنزل من الي نور بتقوله لكن حاول يتكلم بتماسك و قال : لا لا إن شاء الله هيقوم منها أنا واثق ، سيادة العميد تسمحلي أروح المستشفى دلوقتي ، عاوز أشوف أختي .

العميد أتنهد و قال : دخولك عليها فجأة كده مينفعش ، لازم حد يمهدلها الأول ، الموضوع مش سهل .

مصطفي : أنا عارف .


في المستشفي كانت كيان قاعدة في أوضة عبد الرحمن و هو قدامها و حالته زي الميت ، نفسه بس الي كان طالع و خارج ، و بعد لحظات دخل العميد و كيان مسحت دموعها و قامت وقفت و قالت : أزيك يا عمو أتفضل ، (غير أنه العميد ف يبقي حما أخوها ) .

العميد دخل و أبتسم بدموع و هو بيبص علي عبد الرحمن و بعد كده بصلها و قال : عاوز نتكلم شوية يا كيان برا معلش .

كيان : ماشي أكيد .


خرجوا الأتنين و قعدوا في الأوضة و بدأ العميد بالكلام و قال : أنتي عارفة يا كيان البلد دي خسرت أرواح أد اي ، و طلعت شهداء ميتعدوش من كترهم .

كيان بدموع : أكيد .

العميد : و أكيد بردو أنتي تسمعي عن مهمات سرية زي الي بتشوفيها في الأفلام و المسلسلات ، إن البلد تحاول تحمي ظابط مهم من الموت عشان يستمر في شغله و يفيد وطنه بعلمه ، و يظهر للكل إنه ميت و في نهاية الفيلم تلاقيه عايش ، يمكن دا يبان لعقول بعض الناس إن دا عمره ما يحصل لكن البلد فعلاً بتحاول بقدر الإمكان تحمي شبابها .

كيان بإستغراب : أيوه فاهمه حضرتك ، بس ليه بتقولي الكلام دا أنا مش فاهمه حاجة .

العميد بهدوء : عمرك ما تخيلتي إنك تواجهي مصير زي دا !!! ، يموت شخص عزيز عليكي أو حد أنتي بتحبيه أوي لكن يطلع عايش في الآخر ، عشان مثلآ مهمة أمرته بكده ، أو عشان نحميه من أعدائه و يكمل في مسيرته هو ، عمرك مثلآ ما قرأتي و قابلتي حاجة زي كده بالصدفة ؟! .

كيان بدموع و عدم فهم : قابلت ، و كنت ساعتها ببقي مش مصدقة إن ممكن حاجة زي كده تحصل فعلاً .

العميد أبتسم و قال بهدوء : بس هي ممكن تحصل فعلاً ، بل إنها حصلت ليكي أنتي شخصياً .

كيان فضلت عدة ثواني ساكتة بتحاول تفهم الي بيقوله ، أزدرءت ريقها بصعوبة و قال بدموع : ب...بس أنا مليش حد ، يعني أقصد مكنش ليا غير مصطفى بس هو الي كان ظابط و...عبد الرحمن جوزي ، و....... أنت قصد حضرتك اي ؟؟؟ .

العميد بإبتسامة : مصطفي يوم الحادثة بتاعته بالفعل هو عمل الحادثة و كان جوا العربية ، بس الي ورا الكواليس بقا دا الي محدش عرفه غير اليومين دول ، مصطفى نط من العربية قبل ما تنف*جر يا كيان ، و قدر إنه ينجي ، لكن المخا*برات أصدرت أمر بإظهار مصطفي ميت قدام الكل ، لكن هو عايش ، و قايم بمهمته زيه زي أي ظابط في الدنيا دي لكن بطريقة سرية ، مكنش حد عالم ب دا غير ربنا بس ، حتي أحنا و الله مكنش حد يعرف ، و دلوقتي حان الوقت الي مصطفى يظهر فيه ، هو دلوقتي عاوز يشوفك ، حتي نور بنتي كمان شافته ، و أنا شوفته بعيوني من شوية .

كيان كانت ساكتة !!! ، و كلمة مصدومة كانت قليلة علي حالتها ، لو كانت فيه كلمة أكبر من كده للوصف كانت هتعديها كمان ، مكنتش عارفة تستوعب الي قاله ، ضحكت جامد و دموعها بتنزل بغزارة علي خدها و قالت : أنت قصدك تقول إن مصطفي أخويا عايش و موجود دلوقتي !!! ، لحظة لحظة أنت قصدك تفهمني إنه دلوقتي موجود و لو أنا عاوزه أشوفه هشوفه عادي و هتكلم معاه !!!! ، لا لا لا لا أنت أكيد بتهزر ، (كملت كلامها بعياط و صدمة ) يعني مش ميت ؟! ، مصطفي أخويا عايش دلوقتي و موجود و لو عاوزه أشوفه هشوفه عادي ، يعني مش هبص في صورته و أنا عند قبره لاء أنا هشوفه بجد واقف قدامي !!! .

العميد أبتسم بدموع و قال : أيوه و الله .

قام فتح الباب و شاور ل مصطفى ، كيان كانت باصه للباب بترقب مستنية ظهوره و أول ما جه و ظهر قدامها بصتله ب ذهول كبير !!!! ، الدموع مكنتش مفارقة خدها ، إيديها أترعشت و هي بتزدرء ريقها بصعوبة و واقفة مكانها زي التمثال متحركتش ، مصطفي دموعه نزلت و قرب منها و مسك إيديها الي شاف رعشتها و قال بإبتسامة : وحشتيني يا كيان .

كيان كانت علي نفس وضعها و فجأة عيطت جامد بطريقة متتوصفش و حضنته بقوة و قالت : أنت عايش يا مصطفى !!! ، عايش يا روح قلبي .

مصطفي ضمها أكتر لحضنه و قال بعياط : أيوه ، حقك عليا و الله أنا آسف إني خليتك تعيشي وقت زي دا بس و الله العظيم غصب عني ، غصب عني و الله .

كيان كانت ماسكه فيه جامد و كأنها خايفة يخرج من حضنها و يبعد عنها و بتعيط جامد أوي و قالت : أنا مش قادرة أصدق إنك في حضني و بتتكلم معايا ، مصطفي أوعي تكون بتكدب عليا ، أوعي تكون مجرد خيال قدامي أنا بتخيله ، أنا تخيلتك كتير و كل مرة كنت بفوق علي الواقع المؤلم في عدم وجودك ، أوعي يا مصطفى تمشي زي كل مرة .

مصطفي خرجها من حضنه و مسك وشها بين كفوف إيديه وقال بإبتسامة و دموعه علي خده : لاء مش همشي ، و أنا مش خيال ولا حاجة أنا حقيقة واقفة قدامك ، عارف دلوقتي إنك مصدومة و مش مصدقة ، بس معلش هتفوقي .

كيان من كتر فرحتها و عدم تصديقها للموقف مكنتش عارفة تقول اي و لا تتكلم أكتر من كده ، كانت عمالة تعيط بس ، و حست إن بالمعني الحرفي روحها رجعت للحياة تاني بشوفة أخوها ، حضنته و هي بتتنفس بروح و كأنه هو سبب نبض قلبها ، قعد معاها و حكلها كل حاجة ، و هي شاركته كل همومها .

و بعد ما خلصوا كلام مصطفي سابها و دخل أوضة عبد الرحمن ، دموعه نزلت بمجرد ما شاف عبد الرحمن بالمنظر دا ، الأجهزة عليه و شكله كأنه تعبان بقاله سنيين ، قرب منه و هو بيحاول يمنع شهقاته ، شد الكرسي و قعد قدامه و مسك إيده و قال بدموع : شايل جزء من الي أنت فيه دا ك ذنب يا عبد الرحمن ، يمكن لو أنا كنت ممشيتش ورا مراد و أستنيت حد فيكوا مكنش حصل أي حاجة من دي ، بس أنت لازم تقوم ، لسه بدري يا عبد الرحمن أرجوك ، كيان محتاجالك ، و أبنكوا كمان هيبقي عاوز يشوفك و يقولك يا بابا .

و قبل ما ينطق الجملة التانية جهاز القلب وقف !!! ، مصطفي مسح دموعه بسرعة و أتفزع و جري علي برا بيقول بصوت عالي : دكتووووور ، بسرعة .

و في لحظات الدكتور جه و معاه ممرض و بدأوا بإسعاف عبد الرحمن ، مصطفي كان واقف خايف و متوتر و باصص ل عبد الرحمن ، كيان دخلت بخضة و لهفة و كانت لسه هتصرخ مصطفي حط إيده علي بوقها و قالها : إياكي أسكتي .

و خدها في حضنه و هو حاطط راسها في صدره و باصص هو علي عبد الرحمن بدموع .

الدكتور بلهفة : زود علي ٢٥٠ بسرعة .

و بدأ الدكتور يصعق قلب عبد الرحمن الي وقف !!! ، مرة و أتنين و تلاتة و مفيش أي رد فعل !!! ، كانوا في موقف صعب جداً عليهم و ميتحملهوش حد ، الدكتور كان يكاد هيفقد الأمل لكن قلب عبد الرحمن دق في المحاولة الرابعة .

و لما شافوا الجهاز بدأ يشتغل تاني كيان عيطت من خضتها و مصطفي خدها و خرج برا بيها ، و كانت لحظة صعبة أوي متتوصفش بالكلام .


في الوقت دا الفريق كان في مهمته الخاصة و كانوا في قمة التعب و الإرهاق .

و كانوا ماسكين واحد مهم من رجالة جلال ، يونس كان ماسكه بيخ*نقه و بيقوله : أقسم بالله لو منطقتش هكون فاصل دماغك عن رقبتك ، متحلمش إننا نضيع مجهود كل الأيام دي بعدم إعترافك ، (كمل بزعيق و قال ) أخلااااااص ، قول مكانه فين ؟؟؟ .

الشخص بخوف : و الله يا باشا معرف ، كل الي أعرفه إنه دلوقتي قاعد مع مدام وفاء و جلال العيسوي في مكان بعيد عن هنا لكن معرفش هو فين و الله .

أسامة بشر : قول أي معلومة عشان متحصلش الجثث الي جانبك دي .

الشخص بخوف : هقول هقول ، فيه واحد اسمه بدر ، بدر دا بيكرهه مراد جدآ ، و حالياً بيخطط ل موته ، و الي نعرفه إنه علي وشك الوصول ليه ، يعني لو عاوز توصل ل مراد أوصل ل بدر الأول .

أحمد : دا كان الناقص ، طلعلنا منيين بدر دا .

نجم : دلوقتي مينفعش نتحرك أكتر من كده ، بلاش نخاطر لأن لو عملنا حاجة تانية أنتو عارفين اي الي هيحصل .

آمن : إعت*قال .

يونس : أربطوا الكلب دا ، أحنا فعلاً لازم نرجع .


و في نهاية اليوم الفريق كله رجع المقر ، الكل كان واقف مذهول من دخولهم ، وقت دخولهم كان نزول مصطفي علي السلم ، الفريق و مصطفي أتقابلوا فجأة وشهم في وش بعض !!! ، كلهم أتخضوا !!! ، خافوا من ظهوره فجأة لأنه ازاي !!!! ، كانوا مصدومين و مذهولين بطريقة متتوصفش ، واحد صاحبهم ميت من فترة وفجأة شافوه واقف قدامهم !!! ، كلهم كانوا باصين ليه و ساكتين .

يونس قرب خطوة و قال بتوتر : مصط.... مصطفي !!! .

أحمد بصدمة : ازاي ؟! .

أسامة بذهول : أحنا دفناك .

مصطفي دمع و أبتسم و قال : أنا كان نفسي أشوفكوا من بدري .

نجم أزدرء ريقه و قال : أنت ازاي عايش ؟! ، أنا مش مصدق حاسس إني بحلم .

آمن غمض عيونه و فتحها و رمش كذا مرة بيحاول يستوعب الموقف و قال : أنت اي الي حصلك و ...و ازاي و يعني بس ازاي !!! .

و قبل ما مصطفي ينطق نزل العميد و كان عليه غضب ميتوصفش و أنف*جر في وشهم بالكلام أول ما شافهم ، لكن الفريق كله مكنش مركز و كان في عالم تاني بسبب ظهور مصطفي ، كانوا يكاد يكونوا هيفقدوا عقلهم من الصدمة ، و لما مصطفى أتكلم هما مكنوش مصدقين إنه واقف قدامهم أصلآ ، فاقوا كلهم من صدمتهم علي جملة العميد لما قال بزعيق : مبسوطين دلوقتي و أنتو مطرودين من الجيش ؟؟ ، مبسوطين و أنتو خارجين مطرودين بدل ما تخرجوا شهداء و راس أهاليكوا مرفوعة ؟؟؟ .

كلهم طبعآ كانوا عارفين العقوبة ، لكن حزنوا أوي و كانوا ساكتين ، رد أسامة و قال بشجاعة : سيادة العميد ، أنا عارف إننا غلطنا ، و عارف إن دي أقل عقوبة لينا ، بس لازم حضرتك تعرف حاجة ، و هي إننا معملناش كده عشان مصالح شخصية ، بس أحنا ألمنا و جرحنا كانوا أكبر من ما أي حد يتخيل ، عبد الرحمن و تميم هما كمان أتطردوا و أحنا مكناش هنبقي مبسوطين إنهم عملوا كده عشانا و عشان البلد و نخليهم يدفعوا التمن لوحدهم ، أحنا الي عملناه دا محدش ندمان عليه أبدآ ، بالعكس ، أحنا لينا الفخر ، جبنا معلومات كتير جدآ في أقل من أسبوع ، قت*لنا أكتر من ١٠٠ إرها*بي ، أعتق*لنا أكتر من ١٠ ، و متصرفناش معاهم لوحدنا بالعكس ، دا أحنا سبناهم في مكان معين و بلغنا المخا*برات .

العميد : بردو مش مبرر ، الغلط هيفضل طول عمره غلط حتي لو الكل عمله ، و أظن أنت عارف إن مفيش مفر من حاجة زي كده .


و بعد لحظات من الصمت طلعوا كلهم فوق في الأوضة الي بيقعدوا فيها ، و مصطفي طلع وراهم ، و أول ما دخل كانت لحظة جميلة و كمان صعبة جدآ ، قربوا منه و كلهم حضنوه و رغم إنهم كانوا في أشد حزنهم من الي حصل لكن رجوع مصطفي كان مفرح قلوبهم ، دموعهم كانت مسابقة كلامهم من الموقف ، مصطفي خرج من حضنهم و قال بإبتسامة و بدموع : أنا كنت مستني اللحظة دي من بدري .

يونس أبتسم بدموع و قال : و هنتفرق بدري بردو .

أحمد : النصيب ، أهم حاجة دلوقتي عبد الرحمن يقوم بالسلامة .


في أوضة تميم كان سيف قاعد معاه و بيوضح ليه قرار المخا*برات ، تميم كان هادي لأنه عارف إن دا هيحصل و مع كلام سيف أتصدم لما عرف إن مصطفي عايش ، هو لا عمره شافه و لا كان عارفه لكن الفكرة نفسها صدمته ، رد و قال : كنت خمنت حاجة زي كده مع عبد الرحمن و مصدقنيش ، قالي ساعتها دا خيال .

سيف : لاء مش خيال ، الحمد لله إنه عايش .

تميم بحزن : هو عبد الرحمن لسه مفاقش ؟؟ .

سيف : لاء ، حالته متأخرة .

تميم دمعة نزلت من عيونه و سكت .


عدي شهر علي كل الأحداث دي و عبد الرحمن كان ما زال في الغيبوبة و الأجهزة عليه ، مصطفي و الفريق الجديد إنجازاتهم كانت كبيرة ، لكن دايمآ كان ناقص مصطفي صحابه و وجودهم معاه ، و طبعآ أهله عرفوا إنه عايش و كان رد فعلهم لا يقل عن رد فعل كيان بشئ ، و في يوم الفريق كان متجمع كله و قاعدين مع بعض في بيت تميم ، كانوا بيشاركوا أحزانهم مع بعض ، و بيسترجعوا ذكريات وجودهم في الفريق ، و قطع كلامهم رنة تليفون يونس و كان العميد !!! ، كلهم أتنفضوا و يونس فتح الإسبيكر و العميد قال : يونس ، تيجي فورآ أنت و الفريق علي المقر ، لازم تكتبوا أنتو النهاية .

  •تابع الفصل التالي "رواية حطام القلب والنصر" اضغط على اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent