Ads by Google X

رواية من الجاني الفصل الثالث 3 - بقلم هدى مرسي

الصفحة الرئيسية

  

رواية من الجاني الفصل الثالث 3  -  بقلم هدى مرسي





اللغز الثالث
دخل ياسين هو ومصطفى إلى حديقة المنزل، عبس ياسين قائلا:
– يعني احنا اثنين طوال عراض كده جاين نحقق في قتل كلب، بالزمه ده كلام.
اخفى مصطفى ابتسامة تحاول الفرار من بين شفتيه وتنحنح قائلا:
– معلش يا ماهو شغل، وخلص بقا.
اقترب منهم رجل اربعيني يبدو عليه الغضب والحزن واردف:
– لو سمحتوا عايز اعرف مين اللى قتل الكلب بتاعي، انا مش هعديها لهم ولازم اسجن المجرم ده.
زفر ياسين بضيق:
– مش شايف حضرتك انك مزودها شويه ده كلب يعني مش بني ادم.
جز الرجل على اسنانه من استهانة ياسين بموت كلبه وقذفه بنظرة غاضبه:
– انا مش هقولك ده واحد من الاسره وبعتبره عيل من عيالي، لان واضح انك مش هتفهم ده، لكن هقولك ان ثمنه فوق المائتين الف جنيه، يعني مش مجرد كلب عادي.
شعر ياسين ببعض الحرج فرك في مؤخرة رأسه مردف:
– تمام بعتذر لو كلامي ضايقك، ممكن تقولي شاكك في مين يكون قتله، واصلا اتقتل ازي؟
اخذ الرجل نفس وزفره قائلا بحزن شديد:
– حد حطله برجر وفيه سم، بس واضح انه نوع قوي جدا، لانه اكل منه جزء صغير ومات على طول.
نظر يمنة ويسرة قائلا:
– طب لو لسه موجود باقي الاكل ده خلي مصطفى يشوفه هو الطبيب الشرعي، وقولي مين اللى انت شاكك فيهم.
اشار الرجل على مكان سكن الكلب وهي حجرة صغيره بالقرب من الباب، بجوار سور الحديقه، ذهب مصطفى الى هناك استرسل الرجل:
– انا شاكك في جيراني الثلاثه مدام حنان، عشان ابنها بيخاف منه وجت اتخاقت معايا من كام يوم بسببه، وعم ادم عشان هو راجل مخه مش تمام، وكل يوم يقعد بزعق عشان الكلب هوهو وقت ماهو خارج، رغم ان الكلب هنا في الجنينه مخرجش منها، واخر واحد عماد اللى ساكن في البرج اللى جنبي، لانه رعب اخوه الصغير وقالي انه هيقتله لو مبعدتوش من الفيلا.
– حد منهم بيقرب من الكلب او بحاول يلعب معاه مثلا؟
– لاء بتعاملوا معاه كانوا وحش.
ساله ياسين عن اماكن سكن كل شخص ممن ذكرهم، وذهب اليهم لسؤالهم هو ومصطفى بعد انهي فحص اللحم، ذهبا لمنزل صغير بجوار الفيلا ودقا الباب خرجت منه سيده ثلاثنيه سالتهم:
– في حاجه يافندم.
ياسين:
– حضرتك مدام حنان؟
– ايوه انا؛ خير في حاجه؟
تنحنح ياسين واردف:
– جار حضرتك استاذ سعيد بيتهمك انك قتلتي كلبه، ايه تعليقك على الاتهام؟
زفرت بضيق:
– كنت اتمنى اقتله بصراحه لانه مزعج جدا، وكلمنا اكثر من مره يشيله لكنه مصر يخليه، وبصراحه لو اقدر كنت سميته وخلصت.
فكر ياسين:
– طب وايه اللى منعك؟
ترددت:
– ده روح مهما كان ومقدرش اشيل ذنبه، وبصراحه معرفش السم بيتباع فين ولا اعرف اجيبه منين.
نظر على يافطة معلقه على الباب وبها اسمها قائلا:
– حضرتك مدرسه في كلية علوم يعني تصنيع السم ده سهل بالنسبه لكِ.
زفرت بضيق:
– قولت اني مش ممكن اقتله عشان ده روح، هو صحيح فزع ابني بس مش معقول اقتله، وبعدين انا عارفه انه نوع نادر وسعره غالي جدًا، وهو قال انه هيخلصنا منه.
تركها الاثنين بعد ان اخذا جوابها وذهبا الى البرج المجاور فو ما يسكن به الاثنين الاخرين، طلب من البواب استدعاؤهم، لحظات وحضر الاول، عماد رجل خمسيني وقف امامه قائلا:
– خير يا فندم؟
زفر ياسين:
– جارك استاذ سعيد بيتهمك بقتل الكلب بتاعه؟
اشاح بوجهه بعيدًا:
– وده كلام بردوا يعني يعطل الشرطه عشان حتة كلب، ايه التفاه دي؟! وعموما انا مقتلتش حاجه.
فكر ياسين:
– بس ده روح مهما إن كان وعموما مفيش اتهام ده مجرد سؤال.
زمت عماد على شفتيه واردف:
– طب يعني ممكن ارجع شقتي بقا ولا لسه في اسئله ثاني؟
نظر إليه ياسين مردفًا:
– تعرف الكلب ده سعره كام، يعني لو متكلمناش كروح، فهو مبلغ من المال ولازم ترد على الاتهام، هل لك يد في قتله؟
زفر وجز على اسنانه:
– انفي اي صله لي بقتله، وبعدين هو اصلا مش ممكن ياخد حاجه من ايدي، يعني مش ممكن اكون انا اللى حطيت له سم في الاكل.
– تمام اتفضل حضرتك.
تركهم الرجل وصعد بالمصعد، واتى ادم رجل كبير تخطى الستين من عمره، ساله ياسين نفس السؤال، زفر الرجل قائلا:
– ده راجل مجنون عامل قلق على كلب مات وخلاص ريحنا، طول اليل ينبح وعامل ازعاج، وقلنا له يمشيه من هنا بس مفيش فايده يستاهل الموت اصلا.
ابتسم ياسين متسائلا:
– يعني انت اللى قتلته؟
نظر إليه برفض:
– لاء مقتلتوش ولو اني كان نفسي بس معرفتش، بس كويس انه مات وخلصنا بقا.
– لاء مخلصناش الكلب ثمنه غالي جدا واللى قتله هيدفع ثمنه.
غضب ادم مردفًا:
– يدفع ايه ده حتة كلب مينفعش كده، وبعدين ماهو كان عامل ازعاج، يعني يستاهل مش هيقرفنا بيه حي وميت كمان.
وتركهم وصعد نظر ياسين الى مصطفي قائلا:
– انا كده عرفت اللى قتله واعتقد انت كمان عرفته.
ابتسم مصطفى :
– والقرئ كمان عرفوه
الحل
نادى ياسين على حارس البرج وسأله قائلا:
– في اي كلب من اللى في الشارع مات انهارده او امبارح؟
– ايوه يا بيه الصبح لقينا كلب من اللى بتاكل في صندق الزباله اللى على نصية الشارع.
هز ياسين راسه بالموافقه وتحرك هو ومصطفى، الذي كان كاصم في حفل زفاف، زفر بضيق مردفًا:
– ممكن تقولي بقا مين اللى قتل الكلب؟
تنحنح ياسين:
– فكرتك لماح وهتفهما وهي طايره.
عبس مصطفى :
– قول بقا وخلاص مفياش دماغ للهزار ده.
ابتسم ياسين:
– طبعا انت فاكر اللى قتل الكلب عماد، وهو فعلا كان هيقتله بس زي ما قال، الكلب خاف منه ومرضيش ياخد الاكل فهمت.
هز مصطفى راسه:
– اه كده فهمت يعني مش هو اللى قتله لكن كان ناوي فعلا.
– ايوه اللى قتله هي الدكتوره، لانها ببساطها ممكن تعمل سم قوي جدا يموته من مجرد قطمه واحده، وكمان ميكنش له ريحه تنفره ولا اثر في الاكل، وده اللى هياكده المعمل الجنائي.
– بس معنى كده اننا مش هنقدر نثبت عليها حاجه.
– غالبا كده وعشان كده كانت بتتكلم بثقه.
– وعموما انا شايف ان المتهم الاول هو سعيد نفسه لانه أزى جرانه بالكلب بتاعه، ولما اشتكوا مهتمش فهو مراعاش حق الجيره، وهما كمان عملوا زيه يعني كل واحد فيهم مرعاش حق الجار، وعموما انا هكتب الكلام ده في المحضر وهسيب الموضوع للقضاء.
– عندك حق كل واحد منهم مشترك في الجريمه بخطأ ارتكبه، صحيح الدكتوره هي اللى قتلته وحط له السم بس كل واحد منهم شايل ذنب .
يتبع…..

  
google-playkhamsatmostaqltradent