رواية ابالسة الانس الفصل الثالث 3 - بقلم هنا عادل
رد ابويا بخوف من الموقف:
– ودي اعملها ازاي؟ مش هينفع اروح اقولهم يعملوا كده.
قالتله بصيغة الأمر:
– أنت اولهم، مش عايزة حد له علاقة بالدين فى بيتك، ايا كانت ديانتكم ايه..والورقة اللى تحت ايديك دي تحطها فى مياه وتردد عليها(سمنار،لعننننااتناعووودي،،ممرررضنااعودي)
– وكل اللى فى بيتك يشرب منها بعد ما تشيل الورقة من المياه، وتتحط المياه على اي حاجة علشان لونها يختفي.. ومش عايزة اسمع ردود او اسئلة تانية.
قالت الجملة الاخيرة وابتديت عمتي ترجع لطبيعتها تاني بهدوء، ارتجفت لحظة وعنيها رجعت زى ماكانت وصوتها كمان رجع طبيعي، لكن مقدرتش تسأل ابويا على حرف واحد من اللى اتقال، بس هو اللى سألها:
– انتي ايه اللى عملتيه……
قاطعته وقالتله:
– مش انا ومش عايزة اعرف ايه اللى دار بينكم، انت طلبت حاجة وانا ساعدتك فيها، اللى جاي اتحمل نتيجته لواحدك، امشي يا مجدي.
ابويا كان عنده كلام كتير لكن عمتي اتكلمت بحدة:
– قولتلك امشي دلوقتي، ومتقلقش لو حسيت ان انت مش لواحدك.
كان لسه هيتكلم وشاورتله عمتي على باب الشقة علشان يخرج من غير ما تتكلم تاني بعد ما مديت ايديها بالورقة اللى اخدها من غير ما يقول كلمة تانية، خرج فعلا من البيت وهو حاسس بخوف، لكن لسانه تقيل مش قادر يذكر اي اية تطمنه او حتى يستعين بيه يساعده ويريح قلبه من الخوف اللى فيه، انا مش فاهمة هو خايف من ايه؟ ولا حتى على ايه؟ ده جاحد… كان ماشي ابويا فى الشارع ولأن الوقت متأخر كان الطريق والشوارع هادية، لكن صوت الخطوات اللى وراه خلاه مش مطمن، كان كل شوية يبص وراه لكن هي مش باينة قدامه، رجع على البيت وكان من جواه مرعوب، كانت امي صاحية واول ما شافته سألته لأنه مش متعود يتأخر كده:
– كنت فين لحد دلوقتي؟ مش عادتك يعني!
رد ابويا:
– كنت عند إلهام بطمن عليها.
ضحكت امي بتريقة لان ده كمان مش الطبيعي:
– لاء فيك الخير، وصاحي ولا هتنام؟
ابويا:
– هنام.
امي:
– خلاص، هصحيك على الفجر بقى.
ابويا:
– لاء، عايز انام لأني تعبان، متصحنيش ومش عايز دوشة، اسمعي التليفزيون على قد ودنك.
كانت امي لسه هتتكلم لكن ابويا سابها ودخل غير هدومه ورمى جسمه على السرير، كان مش حاسس بانه مرتاح ولحد ما غمض عينه فصل عقله عن الدنيا وابتدا يدخل معاها فى الاحلام، شافها قدامه مخيفة ومرعبة بعيون بيضا ميتة وملامح مُقبضة وهي بتقوله:
– نفذ المطلوب، علشان تنول المرغوب.
وفى الحلم قدرت تمثل لبابا الطريقة اللى هيشربنا بيها السحر اللى اتعمل، وكأن اللى عملته كان منبه لأبويا اللى قام من نومه وبيتحرك زى الانسان الألي، وبرغم ان اذان الفجر كان بيأذن الا انه مش صاحي علشان يصلي، كنا كلنا فعلا قاعدين اليوم ده برة فى الصالة بنتفرج على التليفزيون، ما انا قولتلكم احنا نهارنا ليلنا والليل عندنا نهار، دخل ابويا على المطبخ علطول واحنا باصين ومستغربين انه مدخلش على الحمام يتوضا، امي قالت:
– تلاقي المياه جنبه خلصت داخل يشرب.
كبرنا دماغنا وكملنا اللى بنتفرج عليه لحد ما لقيناه خارج بعد شوية ومعاه صنية عليها عصير…. غريبة، غريبة جدا، انتم فاهمين يعني ايه ابويا يدخل بنفسه يعمل عصير لينا كلنا؟ عارفين ده يوجع قلبه ازاي على الموارد اللى استخدمها؟ كنا كلنا متنحين للصنية ونسينا الفيلم وداليا قالتله:
– فى ايه يا بابا انت عيان ولا ايه؟ لمين العصير ده؟
ردت امي وقالت بتريقة:
– انت هتسمنا ياراجل انت ولا ايه؟ مش مرتحالك.
رد اخويا وقاله:
– منتهي الصلاحية ده يا بابا؟
كان قبل ما اتكلم انا ولا اخويا التاني رد ابويا وقال:
– اشربوا بلوا ريقكم، واخلصوا بدل ما اشيله من قدامكم ارميه فى الحوض.
طبعا لأن احنا مش متعودين على كده، ولأن فرصة ان الواحد يشرب فى البيت ده حاجة تبل الريق، فكانت فرصة بالنسبالنا تقريبا كلنا شربناه مرة واحدة علشان ميرجعش فى كلامه ويفوق لنفسه، كان فى منتهى الهدوء والغرابة لكن طبعا ده كان له تفسير عندنا قولناه لبعض بعد ما اخد الصنية من قدامنا دخل غسل الكوبايات اللى فيها وزى ما خرج من اوضته زى ما رجعلها وقفل وراه الباب وكمل نومه من تاني، قالت امي:
– الراجل بيحلم، ده لو عرف لما يصحى اللى عمله ده مش بعيد يروح فيها.
ضحكت داليا:
– متبقيش مفترية يا ولية انتي، انتي مش عاجبك حاجة؟
رديت وانا مستغربة:
– غريبة اصلها يا داليا، ابوكي يصحى من نومه علشان يعملنا عصيرررررررررررررررررررر!! ده حتى مش شاي ولا مياه سخنة، عصيرررر يابنتي.
قالت امي:
– محدش يفكره بقى لما يطلع النهار احسن يطلع العصير ده علينا، يلا لما اقوم اصلي بقى، صحيح لما هو صحى ايه اللى خلاه ميصليش؟
داليا:
– سيبيه بقى ينام احسن، بدل ما يفتكر اللى حصل ده ويطلع كان فاكره حلم وتبقى حفلة.
ضحكت امي ودخلت تتوضا، وطلعت دخلت على اوضتها ومطلعتش منها غير تاني يوم، قعدت مع داليا واخواتي سحبوا نفسهم واحد ورا التاني لحد ما طلع النهار، انا كمان مش عارفة ايه اللى منعني اقوم اصلي، وفاتت الليلة دي عادية، اغرب ما فيها اللى عمله ابويا، تاني يوم صحينا كل واحد مشي يومه زى ما بيمشي كل يوم، محدش فينا ركع ركعة واحدة حتى والغريبة ان محدش فينا علق على ده، اتعاملنا وكأن ده الطبيعي، ودي كانت الليلة اللى نزلت سهرت فيها مع بسمة، ودى الليلة اللى امي نزلت زعقتلي فيها، وطلعت لقيتها نايمة جنبي، ومن هنا جت كل الاحداث بقى، صحيت وحصل اللى حصل وعرفت من ابويا ان امي مقامتش من السرير، دخلت على غير العادة نامت بدري ومصحيتش غير تاني يوم، فى الوقت ده حسيت من جوايا ان فيه حاجة غلط، انا مش معقول بيتهيألي..بيتهيألي ايه بالظبط؟؟؟؟ انها نزلت زعقتلي، ولا انها كانت فى سريري؟ ولا انها نامت جنبي لحد ما انا نفسي نمت؟ كنت عايزة اتكلم واقول اني متأكدة من اللى بقوله، لكن مرضيتش اقاوح علشان مش عايزة عكننة على الصبح، قولتها لنفسي علشان اقنع نفس اسكت:
– يلا يمكن كنت بحلم بقى، ما علينا.
دخلت الحمام واخدت دش بس مكنتش حاسة اني لواحدي فى الحمام، الحمام بارد جدا على غير العادة، حاسة ان فيه عيون مرقباني لكن انا مش شايفاها، مجرد احساس اول مرة احس بيه الصراحة، برغم اني بحب الافلام الرعب وعالم الروحانيات بخيره وشره الا اني اول مرة احس بكده، برغم محاولاتي فى اني اوصل لحاجة خاصة بيهم الا اني دايما بفشل، ويمكن بسبب رغبتي فى الوصول ليه من الاساس مكنتش حاسة بخوف من تخيلاتي دي، اتعاملت عادي جدا وطلعت دخلت اوضتي مسكت تليفوني وابتديت اكلم صحابي بقى ويبدأ يومي كالعادة، طبعا داليا مبتشغلش بالها بحد غير نفسها، الا لو بس حابة توقع الدنيا فى بعضها دي الحاجة اللى تخليها تتكلم مع اللى حواليها، ايمان كانت قاعدة عند خالي مش بايتة معانا فى البيت، وانا قاعدة بتكلم جه لداليا تليفون وسمعتها بتقول:
– خلاص تمام، هنزل انا اقابلك، المهم حضرلي حاجة كويسة.
عرفت ان داليا نازلة، وطبعا امي نزلت تقعد مع مرات خالي شوية..اصل الخير كله عند خالي تحت وتقريبا هو زى البيت الكبير كده كله بيتجمع فيه، لقيت نفسي قاعدة فى البيت لواحدي بعد ما كله نزل واخيرا مبحسش بالهدوء غير وانا لواحدي، وفى اللحظة دي انطفى النور فى اوضتي بس وطلعت وقفت قصادي:
– كنتي بتدوري علينا كتير.
اتخضيت ولزقت فى الحيطة من الخوف وانا بحاول استعيذ بالله لقيتها قالت بتحذير:
– دورتي ليه لما انتي بتخافي؟
كنت بتنفض حرفيا، فكرة ان حد يظهرلي فجأة كده بالملامح المرعبة دي بالصوت المخيف ده، حاجة مش طبيعية ولا ينفع البني ادم يتعامل معاها على انها طبيعية، ضحكت بصوت عالي جدا مش عارفة ازاي محدش سمعه ولقيتها بتقولي:
– انتي انسب سبيل ليا، انتي جواكي اكبر طاقة غل وحقد وكره ناحية كل اللى حواليكي، وعلشان كده انتي سبيلي.
كنت بحاول افرك عيني، بحاول اسلك وداني يمكن انا سامعة وشايفة حاجة مش حقيقة، لكن هي واقفة بتتفرج عليا، وانا مش قادرة اقول حاجة، لكن هي قالت:
– انا ناعوووودي، خادمة العالم السفلي، وجاية هنا فى مهمة انتي هتكوني تابع ليا فيها.
كنت عايزة اتكلم لكن هي قالتلي:
– خلاص، انا هخليكي تتكلمي.
وفي اقل من لحظة لقيت شكلها اتحول وفى وسط بخار اسود ظهر واختفى فجأة كانت هي بتتحول من الصورة المخيفة دي لصورة…لصورة داليا اختي…اه اللى كانت واقفة قدامي فى اللحظة دي داليا اختي مش هي، اخدت نفسي بصعوبة وانا بقولها بتوتر:
– داليا!! انتي اتجننتي؟ انتي ازاي عملتي…
قاطعتني وقالت:
– نااااعووودي، كده تقدري متحسيش بالخوف وتتكلمي وتسمعي علشان نعرف الخطوات الجاية، شئتي ام ابيتي انتي السبيل ليا فى العالم بتاعكم.
هزيت رأسي بالموافقة على انس اسمعها لكن صوتي مش طالع، اتكلمت هي وابتديت تحكيلي كل اللى حصل وقولته ليكم فى البداية، قالتلي ان هي اللى كانت بايتة جنبي الليلة اللى فاتت وقالتلي فى النهاية:
– الشر اللى جواكي اللى بتقدري تداريه بمظهرك وكدبك هما اللي هينهوا المهمة بسرعة، انتي واللى جواكي اسوأ من كل اللى حواليكي، وعلشان كده لقيت ان انتي اسهل طريق.
حاولت انفي واقول:
– شررر…انااا جووو…جووواي..اااا..شرر؟؟ لا..لللالا.
قاطعتني وقالت:
– جواكي، وانتي عارفة، انتي خدّاعة، وخاينة، ومذنبة، وحتى الكبائر مش بتمر من تحت ايديكي، يبقى انا هحتاج مين غيرك يساعدني فى عالم البشر ما دمتي بتجمعي كل الصفات اللى بحتاج ليها؟
كلامها استفزني على قد ما انا خايفة لكن حاولت اهاجمها واعارضها فى اللي بتقوله، اول ما اتحركت وبعدت من عند الحيطة علشان استعد لمواجهتها حسيت بقوة دفعتني لمكاني تاني دماغي اتخبطت فى الحيط محسيتش بنفسي غير وهي…..
يتبع……
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية ابالسة الانس ) اسم الرواية