رواية ورد الجبل الفصل الخامس 5 - بقلم نسمة مالك
بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
“جبل”..
عاد في الصباح الباكر لمنزله برفقة “ورد” زوجته التي غلبها النعاس و غرقت على كتفه في نومًا عميق أشبه بالغيبوبة، بعدما أطمئن قلبها أنها في حماية زوجها..
لم تشعر حتي بتوقف التاكسي بهم أمام البناية، و لا ب “جبل” الذي حملها على ذراعيه كأنها لم تزن شيئًا و صعد بها على الدرج خمسة طوابق، لحسن حظه لم يقابله أحد من الجيران، فهو في حالة يرثي لها و لا يحتمل سماع كلمة من أحد و لا يملك طاقة لتفسير وضعه هذا لمخلوق،
كانت “ورد” رأسها تتوسط صدره، اذنها على موضع قلبه، تنعم بالنوم على إيقاع نبضاته، و تهمهم بإسمه تارة، و تنتفض بفزع و تنكمش على نفسها داخل ضلوعه تارة أخرى..
وصل أخيرًا لغرفته المتواجدة بأخر البناية، و رفع قدمه على الحائط سندها بها، و أخرج المفتاح من جيب سرواله، و فتح الباب، و من ثم عدل وضعها و دلف بها للداخل غالقًا الباب خلفه..
اقترب من الفراش الوحيد الموجود بالغرفة، و وضعها عليه بكل ما يملك من رفق..
شعرت ببرودة تلفح جسدها فور ابتعاده عنها، فرمشت بأهدابها و همست بصوتٍ ضعيف بين النوم و اليقظة..
“جبل.. خليك جنبي”..
فك حجابها و أزاحه عنها، و من ثم فك عقدة شعرها لينسدل و يحيط وجهها كهالة سوداء يتوسطها وجهها الأبيض الحليبي بطالة كالقمر في ليلة تمامه رغم تعبها و إجهادها الظاهر على ملامحها، لم يستطيع مقاومة سحرها ، شدة لهفته و خوفه من فقدانها أجبروه يرفع راية الاستسلام و يمحي عناده و غضبه منها مؤقتًا،
خلع حذاءه و معطفه و قميصه، و بقي بكنزة حمالات سوداء اللون، مال على الفراش الصغير بجوارها و عدل وضعها فأصبحت كلها داخل بين ضلوعه كما لو كانت ضلع ثانٍ له، تعلقت هي فيه كالغريق الذي وجد منقذه..
قال “جبل” بهدوء مريب أثار الخوف في نفس “ورد” التي تصطنع النوم:
” نامي و أرتاحي أنا جنبك يا ورد”..
صمت لبرهةً قبل أن يتابع و هو يجز على أسنانه بوعيد مكملاً:
“هقعد جنبك لحد ما تصحي و بعدها هاكلك حتة علقة مخدهاش حمار في موقف!؟ “..
يتبع…..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ورد الجبل) اسم الرواية