رواية ابالسة الانس الفصل الخامس 5 - بقلم هنا عادل
خلصنا الغدا وكانت طول الوقت بتتكلم بسمة فى كلام كتير تقريبا مكنتش سامعاه، كنت مركزة فى اللى جاي وهي بتقولي فى ودني:
– متقلقيش، هيحصل.
مكنتش فاهمة تقصد هيحصل ايه بالظبط؟ هل هتتخطب؟ ولا تقصد هيحصل اللى انا عايزاه وتبوظ فكرة الخطوبة؟
لكن وانا واقفة بفكر شوفتها…او شوفته مش عارفة بالظبط، كان خيال واقف ورا بسمة بالظبط اللى كانت واقفة قصادي، مش عارفة هل هو اللى اسود ولا هو لابس حاجة سودا، كل اللى خدت بالي منه ان وشه مش باين منه غير عيون سودة مخيفة جدا وجزء من وشه لكن مش باين منه اي ملامح تانية او علامات، اتخضيت للحظة لكن تماسكت علشان ملفتش انتباه بسمة، كان واقف ثابت وعنيه مركزة مع بسمة اللى فجأة من غير مقدمات فار الزيت اللى كان على النار بعد ما اخدت منه البطاطس اللى كانت فيه وطار من الطاسة على وشها وايديها وهدومها، انا مش عارفة ده حصل ازاي، ولا كان فيه فرصة افكر لأن صريخ بسمة لم علينا كل اللى فى البيت، الزيت كان والع نار طبعا وعملها حروق كتير فى وشها وفي ايديها وفى جسمها، طبعا كلهم مخضوضين وانا كمان معاهم، اتلمينا عليها وكل واحد فينا حاول يفتي بأي حاجة تهدي نار الزيت اللى على جسمها ووشها لحد ما لقيت نفسي بسرعة طالعة على الشقة عندنا فوق من الادوية اللى عندنا سحبت نوع معين، انا ولا فاهمة ولا عارفة بعمل ايه، لكن نزلت بيه بسرعة وقولتلهم:
– تقريبا ده كويس.
مرات خالي بخوف وثقة فيا للأسف اخدته مني بسرعة وابتديت تدهن بيه مكان الحروق، طبعا كانت بتصرخ بسمة من الالم، لحد ما اتكلمت ايمان وقالت:
– لازم نروح على اى مستشفى، بدل ما نحط حاجة تعمل التهاب.
مرات خالي بخوف ودموع:
– هلبس عبايتي، حطي عليها عباية يا هند بسرعة.
احنا بينا عشم الحقيقة وبنتعامل فى شقتهم زى شقتنا ويمكن اريح كمان، فعلا جيبت عبايتها وايمان اختي لبست وامي منفعش تنزل علشان البيت ميبقاش فاضي عندنا وعندهم لأن مفيش حد موجود، نزلنا نجري على المستشفى وفى طريقنا شوفته…احمد، اللى عايز يخطب بسمة، كأني اول مرة اشوفه، مش عارفة ايه اللى شدني ليه بالشكل ده، واول ما عينه جت علينا جه يجري وهو بيقول لمرات خالي اللى عارفة موضوعهم:
– خير يا طنط؟ في ايه؟ رايحين فين؟ مالها….
قاطعته ايمان وقالتله:
– الزيت اتقلب عليها ورايحين على المستشفى.
بسرعة قال وهو سايبنا وبيجري:
– استنوا هجيب عربية واجي اوديكم.
سابنا وقبل ما نوصل لأول الشارع لقيناه داخل علينا بعربية باباه، ركبت مرات خالي جنبه علطول وانا وايمان قعدنا جنب بسمة اللى موجوعة وعمالة تعيط وكل ما دموعها تنزل على وشها الجرح يألمها اكتر، كان سايق بينا كأنه راكب طيارة محسيتش الطريق اخد وقت قد ايه، دخلنا على المستشفى والدكتور شاف الحالة واول ما عرف اني حطيتلها على وشها الدوا اللى انا حطيته انفعل وقال بصوت عالي:
– انتم ازاي تتصرفوا كده؟ ده يزود التهاب الجروح وحتى المُسكّن مش هيعمل معاها مفعول.
مرات خالي بعياط:
– يعني ايه؟ يعني وش البنت باظ؟
الدكتور بأنفعال:
– يا جماعة مليون مرة ننصح بلاش اي ادوية قدامنا وخلاص، مش فكرة باظ يا مدام، الفكرة ان الموضوع هياخد وقت اكبر من اللى كان ممكن ياخده فى العادي.
رديت ومن جوايا سعادة رهيبة:
– يعني هيسيب اثر فى وشها؟
الدكتور:
– مش هيروح بسرعة، هياخد وقت.
طبعا ابتدا الدكتور ينضف الحروق وهي بتتألم وبتعيط، ومرات خالي طبعا دموعها موقفتش، حتى ايمان كانت زعلانة، وانا من برة زعلانة، لكن من جوايا برقص من الفرحة، احمد كان معانا وزعله عليها غاظني اكتر، طلعت من الاوضة انا وايمان واحمد واستنيت مرات خالي مع بسمة، وقفت وقولت قدام احمد بقصد:
– وشها باظ كده، الحروق هتسيب علامات، انا مش عارفة ازاي ده حصل.
ايمان بزعل:
– بس بقى بلاش تقولي كده، هيخف اكيد يعني مع الوقت.
احمد بزعل:
– الحمد لله انها جت على قد كده، وبعدين دلوقتي كل حاجة ميؤوس منها بقوا يلاقولها حلول، ان شاء الله ميبقاش فيه اثر.
رديت وانا متضايقة من التفاؤل اللى عنده:
– دى حروق يا احمد، وبعدين وشها وجسمها، حتى لو مسابتش اثر كبير كفايا انها هتعمل بقع مكان الحروق.
كنت بحاول اوصله ان المنظر بتاع الحروق هيكون شكله مش لطيف، لكن هو وايمان كانوا بيحاولوا يبسطوا الموضوع، طلعت مرات خالي مع بسمة والاتنين لسه بيعيطوا، محاولات ايمان واحمد فى انهم يهدوا كانت بتزود حقدي عليهم، لكن من جوايا مبسوطة ان بسمة اتشوهت، حتى لو بصورة مؤقتة لكن على الاقل وشها اتشوه لفترة والعلامات هتكون ظاهرة فيه، رجعنا على البيت وطبعا القلق عليها كان باين على الكل، ابويا رجع فكان لازم نطلع بقى البيت، دخلنا الشقة واستغربت امي اول ما دخلت وقالت:
– ايه ده؟ راح فين البرواز اللى كان هنا؟
قالتها وهي بتشاور على مكان برواز لأية قرأنية كان فى الصالة، رديت انا وقولتلها:
– لما صحيت وقبل ما انزلكم سمعت حاجة هبدت جامد، الأزاز كله اتكسر لميته ورميته بقى ماهو اكيد مش هيتصلح.
امي بتضرب كف على كف:
– مش عارفة ايه اللى جرى انا؟ الواحد حاله مقلوب، انا مركعتهاش من امبارح.
ابويا:
– طيب تعالي اقفي جنبي فى المطبخ عايزك فى موضوع.
ده مش الطبيعي بتاع ابويا لكن تقريبا عمل كده علشان يلهي امي عن الكلام عن الصلاة، ولأني عارفة ايه الحكاية انا كمان لهيتها لما اتكلمت فى موضوع بسمة من تاني وفضلت متأثرة وبتاخد وتدي فى الكلام لحد ما ابويا قالها:
– خلونا بقى واقفين نرغي وخلاص ومنتغداش، يلا ياست تعالي ساعديني.
دخلت امي المطبخ وروحت انا على اوضتي ووقفت قصاد المرايا بضحك ضحكة مخيفة وفجأة لقيت طيف بيخرج من جسمي….متخيلين المنظر؟ اه جسمي زى اللى خرج منه جسم تاني، كانت هي اللى وقفت تبتسم جنبي فى المرايا وهي بصالي وبتقولي:
– مش قولتلك هيحصل؟ طول ما انتي الكره اللى جواكي بيزيد كل ما هساعدك فى اللى انتي عايزاه، كرهك للي حواليكي هيساعدني.
ابتسمت وانا بقولها:
– مش عايزاها تفرح.
ردت وقالتلي:
– ولا اي حد هيشوف الفرح بعد دخولي هنا، خليكي معايا وكل اللى انتي عايزاه هيحصل.
قولتلها:
– بس انا بحس اوقات بخوف كده.
ردت ناعوووودي وعنيها بتتحول من البياض المميت ده للسواد المخيف وقالتلي:
– لازم تتعودي على وجودي، كل اللى هتشوفيه معايا جديد، لكن طول ما انتي معايا متخافيش، شيلي الخوف من عقلك، لأنك هتشوفيني كتير، وبأشكال كتير.
ابتسمت وقولتلها:
– هتطفشي احمد ازاي؟
قالتلي وهي بتضحك:
– عايزاه يطفش ازاي؟
قولتلها:
– سُمعتها…عايزاه يشك فى سلوكها ويبعد عنها بسبب ده.
ضحكت وقالتلي:
– حااااااضر.
وفجأة مشيت من جنبي وفى المرايا شوفتها من ضهرها وهي خارجة من اوضتي بهيئة جسم بسمة… الموضوع رهيب جدا، اه اللى خرجت من الاوضة دلوقتي كانت بسمة مش ناعووودي، مش عارفة هي رايحة فين ولا هتعمل ايه، لكن اللى عرفته انها اتجسدت فى هيئة بسمة…لأيه بالظبط لسه هعرف، طلعت من اوضتي على صوت ابويا اللى قال:
– تعالي يا هانم الاكل جهز.
قعدت على الترابيزة مع ابويا وامي وكان اخويا خالد وصل، طبعا المكرونة والبطاطس المقلية وجبتنا الاساسية، كان قاعد ابويا بيراقبنا تقريبا وانا عيني معاه وعارفة اللى بيدور جواه، هو اكيد مستني يحس او يشوف نتيجة للي عمله وبدأ فيه، قعدنا ناكل ولسه اخويا خالد هيسمي قبل ما ياكل لقيت نفسي من غير تفكير بهبد بأيدي على الترابيزة لدرجة ان الاطباق اترفعت من على الترابيزة واتقلب منها الاكل… وقولت بعصبية:
– انا ززززهقت بقى.
كلهم بصوا ليا واستغربوا جدا، خالد اتكلم بأنفعال:
– انتي اتهبلتي ولا ايه يا هند؟ ايه اللى انتي….
قاطعه ابويا وقال:
– انتي بتقلبي الاكل يا بت الكل…..، بتغوري اللقمة من وشنا، طيب ايه رأيك بقى انتي مش هتطف….
برقت لأبويا وصوتي كان عالي وانا بقوله:
– زهقت وعايزة اشتغل، انا مش هفضل قاعدة كده مستنية اللى يديني منكم جنيه.
امي باستغراب:
– وانتي حد قالك متشتغليش ياختي؟ وبعدين انتي ايه اللى بتعمليه ده يا هند؟ انتي بتكبري وتخيبي؟ اللى زيك كان زمانها ام دلوقتي.
ابويا:
– انتي اللى فاشلة ياختي، مبتفلحيش…
قاطعته تاني وانا ببص له بنظرة هو مش فاهمها:
– لاء، بفلح…بفلح اوي كمان وهتشوف، انت بالذات يا بابا هتشوف اني بعرف افلح…حتى اسأل عمتي إلهام.
فى اللحظة دي عينه كانت هتخرج من مكانها والأكل وقف فى زوره وهو بيقولي:
– إل…إلهام؟! عمتك!! أسألها على…
قاطعته وانا بضحك وبقعد فى مكاني بهدوء:
– مالك بس يا بابا؟ اتخضيت كده ليه؟ ده انا بقولك عمتي، مش بجيبلك سيرة العفاريت يعني…ههههههه.
ضحكت وقعدت اكل الاكل اللى وقع على الترابيزة وامي وخالد بيبصوا ليا بأستغراب وابويا عنيه متعلقة معايا ومستني يسمع مني اي كلمة تانية، انفعاله اختفى وفضل ساكت، وانا قعدت اكل ومسمحتش لحد يتكلم بكلمة تانية فى اللى عملته، وكلهم اكلوا من غير ما يسموا حتى وده اللى كنت عايزاه من البداية.
يتبع……
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية ابالسة الانس ) اسم الرواية