رواية بكل الحب الفصل السادس 6 - بقلم ناهد خالد
– في اي يا معتصم أنا مش رايقلك دلوقتي !
رد معتصم بصوت لاهث مصطنع :
– سليم , حصلني علي مستشفي *****.
رد بقلق :
– في اي يا معتصم مستشفي لي ؟
قال بحزن :
– عمي تعب جامد وأنا واخده علي المستشفي .
جحظت عيناه بصدمه وهو يردد بخوف :
– بابا !.
______
– عمي أنت واثق أن الحوار ده هينفع أصله اتهرش في مية فيلم عربي قبل كده …
– هو مش سليم ده ابني ! أنا بقولك عمره ما هيتوقع أن الحوار لعبه متقلقش , المهم فهمت الدكتور هيقول اي ..
دلف الطبيب مقاطعًا حديثهما :
– طبعًا يا محمد بيه فهمت كل حاجه ومتقلقش هبهرك .
ابتسم محمد برضا وقال :
– عال اوي .
______
– بابا ..
قالها سليم وهو يركض لوالده المُسطح فوق الفراش مغمض العينان ومتصل بهِ جهاز قياس ضربات القلب , التف لمعتصم يقول بخوف :
– حصله اي ؟
رد الأخير بحزن أجاده :
– تعب بعد ما مشيت ووقع مني جبته هنا .
– هو عنده اي يا دكتور ؟
قالها سليم موجهًا حديثه للطبيب الذي قال بعمليه :
– الحقيقه الوضع ميطمنش وبرضو مش خطير , يعني هو كان عنده انخفاض في ضربات القلب ولقدر الله لو مكنتوش لحقتوه كان داخل علي ذبحه , بس الحمد لله هو حاليًا تمام .
وصمت الطبيب ! ..نظر معتصم له ينتظر أن يُكمل حديثه لكنه لم يفعل !
قال بغيظ وهو ينظر له :
– سليم الدكتور قال أنه ممنوع عنه أي إجهاد أو زعل الفتره الجايه لاحسن ممكن الحاله تتدهور …ولا اي يا دكتور !؟
تنحنح بارتباك يقول :
-آه آه طبعًا .
أخذه معتصم من كتفه يقول بخنقه وابتسامه صفراء :
– اتفضل حضرتك عشان تشوف شغلك متشكرين .
أومئ الطبيب سريعًا وهو يخرج من الغرفه , تمتم معتصم بضيق :
– هي ناقصه أمك ! قال هبهرك قال !.
عاد ينظر لسليم واقترب منه يقول بحزن :
– هتعمل اي سليم ؟
رد وهو ما زال ينظر لوالده :
– هعمل الي هو عاوزه أنا مش هستني لما أخسره .
ابتسم معتصم بخبث من خلفه وهو يري نجاح خطتهم كما أرادوا تمامًا .
عادوا من شرودهم بالماضي القريب وقالت داليا بقلق :
– عمي أنا خايفه اوي لو سليم عرف كل الي حصل ده ..
تنهد محمد بحزن يقول :
– سليم لو عرف أننا كل ده بنخدعه وعاملينه زي اللعبه في أيدنا مش هيسامحنا وإن سامحني أنا عشان أبوه , هيبقي مسامحه ظاهريه وهيبقي شايل مني , لكن أنتِ ومعتصم …. عشان كده مش لازم سليم يعرف حاجه .
نظرت له وهو تومئ بصمت فليس هناك حل سوي دفن الماضي ….
_______( ناهد خالد ) ______
– اي يا سليم اللي قولته ده ! أنت كده محلتش الموضوع ..
– ملهاش حل تاني يا حسن , فكرت كتير ومعنديش حلول , يبقي مفيش غير أني أخرص لسانهم وأنهي اي كلام في الموضوع ده .
– وأنت اي الي يضمنلك أنهم يسكتوا ؟
– يابني أنا سليم المنشاوي , مفيش ولا جريده هتقدر تكتب حرف عن الموضوع تاني ,….( قالها بكل غرور وثقه في آنً واحد ) وأكمل …. وبالنسبه للسوشيال ميديا كلها كام يوم وهيتلهوا في حكايه جديده أنت عارف الناس مورهاش غير الكلام .
رد حسن بسخريه مُبطنه بحـــقد خفي :
– خف غرور شويه يا عم , أحسن الشركه تــولع بينا .
رفع سليم حاجبه باستنكار وقال بمرح :
– جرا اي يا ابو علي أنت مش عارف صاحبك ولا اي , مش غرور بس واثق في نفسي وواثق أن محدش هيحب يعاديني .
” حسن ” رفيق سليم منذ عشر سنوات , تعرف عليهِ سليم في العام الأول الجامعي , ” معتصم وسليم و حسن ” ( مثلث الصحاب ) كما اتفقوا أن يطلقوا عليهِ ,معتصم وسليم تعرفوا علي بعضهما في المدرسه الثانويه أي منذ ثلاثة عشر سنه , وعندما دلفوا للجامعه تقابلوا مع حسن , وحينما تخرج سليم أخذهما معهِ للعمل في شركة والده , ولكن بدلاً من أن يحمل له حسن جميل صنعته , أخذ يحقد عليهِ لامتلاكه ما لا يمتلكه هو , هناك بعض البشر إن أعطتهم قطعه من الكعكه يطمعون بالباقيه ولا يكفيهم ما أخذوه …
دلف معتصم عليهم في هذه اللحظه يقول :
– والله قولت سليم هيطلع يقول الي محدش يتوقعوا .
ابتسم سليم بغرور وقال :
– طبعًا يابني أنا محدش يتوقعني , المهم عملت اللي قولتلك عليه ؟
غمز بآخر جملته ليهتف حسن بفضول :
– هو اي ؟
رد معتصم :
– تمام يا سيمو كله جاهز .
وقف يلملم أشيائه واتجه للخروج قائلاً :
– طب يلا ياشباب تعالوا معايا .
ردد حسن بتساؤل وهو يسير مع معتصم بالخلف :
– هو في اي يابني ؟
ربت علي كتفه يقول:
– اصبر علي رزقك .
_____( ناهد خالد ) _____________
وصلوا أمام المكان المنشود ترجل سليم ومعتصم وحسن الذي هتف :
– اي ده ؟ ده النادي الي كنا بنلعب فيه كوره أيام الجامعه ….
ابتسم سليم بحنين لتلك الذكريات وقال :
– معتصم أشتراه النهارده …
رد معتصم بتصحيح :
– قصدك أشتريته ليك ..
نفي برأسه يقول :
– لا , النادي ده أنا اشتريته عشان بيجمع ذكريتنا احنا التلاته , يعني بتاعنا احنا التلاته , وأصلاً اي حد هيلعب فيه متاخدوش مقابل خليه for fun ( للمتعه ) , أنا مش واخده استثمار .
أومؤا بصمت فنظر لهم سليم بمكر وقال :
– بقلكوا أي تعالوا جوه أنا عامل مفاجأه هتعجبكم .
رد معتصم بصدمه :
– أنت لحقت ده أنا لسه مخلص عقد الشراء .
دلف للداخل وهم معه وهو يقول :
– دي كلها شكليات يا روني ( أسم لاعب كورة قدم انجيلزي مشهور ) .
ابتسم معتصم بحنين يقول بشجن :
– ياااه , فكرتني الأسم ده مسمعتوش من ييجي خمس سنين يا دونا ( اسم لاعب آخر يُدعي مارادونا ) .
ابتسم سليم بمرح يقول :
– أدينا جينا نسترجع الذكريات , ولا اي يا بيليه ( اسم لاعب برازيلي )
كانت تلك عادتهم منذ أن تعرفوا علي بعضهما وبدأوا بلعب كرة القدم سويًا , فلقبوا بعضهما بألقاب نسبةً إلي درجة تقارب لعب كل منهم بلعب اللاعب الملقب بهِ , وقد كانوا الثلاثي الأكثر احترافًا لكورة القدم في الجامعه .
أبدلوا ثيابهم لثياب رياضيه ملائمه , ونزلوا أرضية الملعب يلعبون مع الفريقان اللذان كانوا يحجزون أرضية الملعب للعب بالفعل ورحبوا بهم كثيرًا , وبدأوا اللعب , كان أروع وقت قضوه بمرح وشغف وحماس , حتي أنتهت المباراه بفوز الفريق الذي يلعبون بهِ بالطبع ….
– بقلكوا اي تيجوا سباق يلا ؟
قالها سليم مقترحًا عليهم , فرد معتصم بضيق :
– أنت ياعم مبتتهدش , ده أنا مش قادر أرفع رجلي , وأوعدك أن بكره هنصحي كلنا شد عضلي إنما أي عنب .
رد حسن بتأكيد :
– فعلاً ده احنا بقالنا ييجي أربع سنين أو خمسه ملعبناش , بس أنا معاك في السبق علي فكره .
قال سليم لمعتصم :
– ها معانا ؟
رد معتصم باستسلام :
– يلا منكم لله , شد عضل ب شد عضل بقي كده كده أنا أوت من الشغل بكره .
هتف سليم بسخريه :
– ابقي استغطي كويس وأنت نايم يلا .
تمتم معتصم بضيق :
– حسبي الله .
– يلا .
قالها سليم باستعداد فاستعدوا مثله وبدأ الركض , كانت ضحكتهم تتعالي ك أطفال صغار انطلقوا يستقبلون الحياه , كان معتصم يمسك بذراع سليم تاره وبذراع حسن تاره أخري حتي يوقفهما أو يسحبوه معهما وهما يضحكان بانطلاق , حتي أنتهت الجوله بفوز سليم ..
هتف حسن بغضب وهو يضرب معتصم الذي يضحك بصراخ :
– الجحــش ده الي خسرني , عمال يمسك دراعي يلا يا غشاش .
رد سليم بضحك :
– خلاص يا ابو علي أعتبر أنك كسبت أنا وأنت واحد يا جدع , يلا بقي عشان نغير ونمشي .
وانتهوا من تبديل ثيابهم وخرجوا من بوابة النادي …
معتصم علي اليمين وحسن علي اليسار وسليم بالمنتصف يتمازحون بالأيدي وضحاكتهم تتعالي كفتاه ترقص علي أنغام مبهجه …..ولكن هكذا تبدو الصوره من الخارج , والحقيقه أن عزيزي سليم هو الدميه التي يتلابعان بها الأثنان الأخران , باختلاف النوايا وباختلاف المقصد , ولكن تبقي النهايه أن الأثنان يتلاعبان بهِ وهو …هو الأحمق البرئ بينهما …
( وياريت محدش يقول يستاهل أو…. , كفايه ظوولم بقي الراجل معملش حاجه وعمال ياخد علي قفاه )
_________( ناهد خالد )____
عاد لمنزله ليبحث عنها بعينيهِ لكن لم يجدها , استمع لصوت يأتي من المطبخ دلف ليجدها تقوم بالطبخ , استند علي باب المطبخ يتابعها بابتسامه وهو يستمع لها تندن بصوت ناعم تسلل لأذنه فاستمتع بهِ…..
كل واحد عنده سر جوه منه ومداريه
ميت حقيقه ومداريها عن اقرب الناس ليه
وانت اقرب حد ليا
يا حبيبى لو عليا كنت اقولك
بس خايف ايوه خايف واعمل ايه
كل ماجى عشان اصرحك فجاه انا بيمنعنى شوقى
ده اللى انا بنيته فى ليالى كل ده يتهد فوقى
كل ما اتقدمت خطوه فى لحظه برجع خطوتين
خايف احكيلك حقيقتى تيجى تسالنى انت مين
نفسى اشوف نفسى فى عينيك ان انا صعبان عليك
واللى فات من عمرى مات واتولدت انا بين ايديك
تنهدن بعمق وهي تنتهي من كلمات أغنيتها , التفت بفزع علي صوت تصفيق يأتي من خلفها , وضعت يدها علي صدرها تهدأ أنفاسها وهي تقول بعتاب :
– حرام عليك يا سليم كنت هتموتني من الخضه ….
اقترب حتي وصل أمامها فقال بابتسامه :
– بعد الشر عليكِ يا دودو .
أخفضت بصرها بحرج وهي تري نظراته مسلطه عليها وجاء سؤال أحمق في عقلها فتمتمت تقول :
– خوف ….هو الخوف كان الدرجه الكام !
تسائل سليم وهو يعقد حاجبه :
– بتقولي اي ؟
رفعت نظرها له وقالت بنفي سريع :
– مبقولش , تاكل , أنا بعمل أكل اهو …
– آه ياريت أصل جعان جدًا كمان الجري جوعني أكتر .
عقدت حاجبها تقول بقلق :
– جري ! كنت بتجري من مين ؟
ضحك بشده وهو يقول لها :
– بجري من مين بس يادود ! يعني لو بتخانق مع حد هجري ! اعملي بس الأكل وأنا هغير وهقعد احكيلك كان يوم لطيف اوي …..
عن اي لطف يتحدث هو ! , تقسم أنها لم تري ألطف من ضحكاته التي تستمع لها وتراها للمره الأولي , ذهب من أمامها وهي مازالت في هيمها …استفاقت فجأه تقول :
– اي ده هو قال اي ؟
حقًا لم تستمع سوي لآخر جمله قالها , جذبتها ضحكته ورمت بها في بئر عميق وللعجب أنها كانت أكثر من مرحبه فليت كل الآبار مثل بئر حبهِ …
_____( بقلم ناهد خالد )______
– يخربيتك ياحسن عيل مسطول .
هتف بها معتصم بضجر وهو يتجه بسيارته لمنزل حسن فقد نسي الآخر مفاتيح منزله في سيارة معتصم التي أخذوها بعد أن استندل سليم ورفض توصليهم في طريقه , فاكتفي بإيصالهم للشركه لكي يأخذ معتصم سيارته , ونظرًا لتعطل سيارة حسن وذهابها للتوكيل أخذه معتصم بطريقه , هاتفه أكثر من مره لكن هاتفه مغلق فقرر الذهاب له فلم يكن قد ابتعد سوي شارع واحد فقط حتي اكتشف أمر المفاتيح …
علي صعيد آخر وصلت ريهام أمام منزل حسن بسيارتها , خرج لها حسن وهو يسب بضيق وقال بغضب :
– أنتِ اللي جابك هنا ؟ أنتِ اتجننتي مش في زفت شقه بنتقابل فيها !
ترجلت من السياره تقف أمامه تهتف بغضب :
– سيادتك تلفونك مقفول بقاله 3 ساعات اعملك اي ؟
– تليفوني متزفت فاصل شحن , وعربيتي في التوكيل عطلت مني الصبح , وعشان اليوم يكمل نسيت مفاتيح الشقه في عربية معتصم وكنت هاخد شاحن من البواب اشحن الفون عشان اكلمه يجبهالي , أنتِ بقي اي الحاجه الرهيبه الي متسنتاش !
– شوفت الي سليم قاله في المؤتمر , ده مجابش سيرتي !
زفر بضيق يقول :
– أنا مبقتش فاهمه , بس أكيد مش هنتكلم هنا , يلا …
سحبها من ذراعها وأدخلها السياره واستقل هو القياده …
وعلي بُعد بضع مترات قليله , أنزل هاتفه الذي أخرجه سريعًا يصور ما يحدث تحت فجعته مما يحدث , أنزل الهاتف بأعين جاحظه وهو يردد :
– ريهام وحسن ! أي علاقتهم ببعض ! ؟
انتبه لتحرك سيارتهما , فتحرك ورائهم دون أن يلاحظوه , توقفت السياره بعد فتره أمام مبني سكني , وترجلا منها , وصعدوا المبني .
هز رأسه بصدمه وهو ينفي بذعر :
– لا , مستحيل يكون حسن هو الي ناديه ( صاحبه ريهام ) كانت تقصده .. مستحيل .
ترجل سريعًا واتجه لحارس العقار وبعد محاولات وإغراءه ببعض الأموال قال له :
– بص يابيه دي شقه لا مؤاخذه كل الي بيسكنوها مش تمام , والبيه الي طلع ده أجرها من حوالي سنتين والست دي عطوال بتجيله بس أول مره ييجوا مع بعض دايمًا هو بييجي قبلها , وأول مره تيجي من غير نقاب .
ردد باستغراب :
– نقاب !
– آه يابيه شكلها كانت بتداري فيه من حد والله أعلم .
– وأنت عرفت منين أن هي نفس الست ؟
– كانوا بيطلبوا مني حاجات من السوبر ماركت أو لما كنت بطلع عشان اخد فلوس الكهربا كانت بتبقي قاعده من غيره .
– يعني مش أول مره ؟
– لا يابيه دول بقالهم كتير اووي بييجوا بقول لسعادتك أكتر من سنتين .
عاد لسيارته وجلس بها وعقله يكاد ينفجر , حسن ؟ مستحيل …..ولماذا ؟ أيعقل أن يكون علي علاقه غير شرعيه بها وهو يعلم أنها زوجة صديقه ! ومن قبل حبيبته ! , عامان ! لم يكن قد عرفها سليم بعد ! إذًا علاقتهما سابقه …ما معني كل هذا ! ؟
يتبع…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية بكل الحب ) اسم الرواية