رواية وسيلة انتقام الفصل الثامن 8
البارت الثامن من رواية وسيلة انتقام
تأليفى أول مرة
نظرت له سيليا بصدمة لدرجة شعورها بأنها فقدت النطق آنذاك
قام آدم من الفراش بغضب وخرج من الغرفة ومن القصر بأكمله
عند سيليا
أخذت تلقى الوسائد على الأرض بغضب قائلة: ياريتنى هربت ياريتنى ما اختارت أفضل جنبك ياريتنى سمعت كلام عقلى حتى لو هعيش فى الشارع عمرى كله لييييي ألقيت بيدى إلى التهلكة لييييي ضيعت بغبائي أهم فرصة ممكن تيجي لي من آخر شخص كنت أتخيل أنه يساعدنى ثم جلست على الأرض تبكى بحرقة حتى غفت مكانها
عند آدم
كان يتمشى على الكورنيش فى ليلة باردة ممطرة بغزارة ودموعه الحارة تسيل على وجنتيه رغماً عنه قائلاً: يارب أنا تايه وضايع أكيد الكابوس دا إشارة إن ما أتهاونش في إنى أجيب حق أبويا ليسمع صوت آذان الفجر ويذهب لأقرب مسجد يقابله ليتوضأ ويصلّى ثم غفا مكانه
عند سيليا
استيقظت على صوت آذان الفجر لتدلف للحمام وتتوضأ وتصلّى وتدعو الله أن يهديها للطريق الصحيح لتقوم من الصلاة وتنظر حولها قائلة بقلق: الجلاد لسه ما رجعش لى كمان ؟ هو الموضوع مستحمل قلق
لتوبخ نفسها قائلة: أنتى متخلفة يا بت يا سيليا بقا يعمل فيكى كل ده ولسه بتقلقى عليه والله أنتى لو كاسبة كرامتك فى كيس شيبسى مش هتعملى فيها كدا ثم تفتح التلفاز لتجد المعروض سبونج بوب
فى الساعة السادسة والنصف صباحاً يدلف آدم لغرفته بتعب ليسمع سيليا وهى تقول بحماس: من يسكن البحر ويحبه الناس سبونج بوب سكوير بانتس ليحمحم آدم حتى تعلم سيليا أنه بالغرفة لتلتفت إليه وتنظر له بغضب وتغلق التلفاز وتنام على الأريكة معطية له ظهرها ليبتسم آدم قائلاً بداخله بمكر: هعرف إزاى أخليكى تتكلمى
ليذهب باتجاه الخزانة ويخلع تيشيرته المبلل بالمطر فيصبح عارى الصدر أمامها لتقوم سيليا بفزع من على الأريكة وهى تغطى وجهها بيديها قائلة: أنت بتعمل إى الظاهر إنك نسيت إن في واحدة معاك في الأوضة
آدم باستفزاز: هى فين أه قصدك أنتى. أنتى بالنسبالي ولا حاجة يبقى هعمل لك حساب على إى
سيليا وهى تزيح يديها من على وجهها ناظرة له بتحدى قائلة: وأنت كمان بالنسبالي ولا حاجة
لتمشى باتجاه الأريكة وهى تقول بداخلها بغضب: بنى آدم حقير مستفز وتجلس عليها
أحضر آدم ثياب له من الخزانة ودلف للحمام ليستحمّ وخرج مرتدياً حُلَّة (بدلة) باللون الرمادى وقميص باللون الأسود ومشّط شعره وارتدى ساعة يده ووضع القليل من عطره وارتدى حذاء باللون الأسود وخرج من الغرفة ليجلس مع والدته ويفطر ويأمر الخادمة بتحضير فطور سيليا ويذهب للشركة
بعد مرور ساعتين عاد آدم للقصر غير قادر على الوقوف أو المشى ليتحامل على نفسه ويصعد لغرفته ويدلف إليها لتفزع سيليا من رؤيته بتلك الحالة وتركض لعنده وتمسكه بكل قوتها محاولة إسناده عليها قائلة له بقلق ولهفة: مالك يا آدم ؟
آدم بتعب وصوت مرتجف: مش قادر حاسس إن الدنيا تلج هموت
سيليا بخوف: يبقى جالك نزلة برد شديدة وسخونية داخلية
دلفت به للحمام وفتحت له المياه وضبطت حرارتها بحيث تكون باردة قليلاً بدرجة أقرب للفاترة وقالت له برجاء: حاول تمسك نفسك أنا هروح أجيب لك هدوم وهحطهم لك هنا وهستناك قدام الباب على ما تخلص
خرجت سيليا لتنتظره أمام الباب فيخرج بعد قليل وتسنده للفراش بكل ما تملك من قوة وتغطيه جيداً وتخرج من الغرفة وتنزل لتحضر كمادات ماء باردة قليلاً بدرجة أقرب للفاترة وتضع الشازلونج الموجود بالغرفة لتجلس عليه بجانب فراش آدم الذى تجده نائم فتضع الكمادات على رأسه مراراً و تكراراً لتسمع رنين هاتفه وتجد المتصل السكرتيرة
ترددت فى البداية أن تجيب ومع تكرار السكرتيرة الاتصال قررت سيليا بالنهاية أن تجيب على اتصالها لترد سيليا: ألو
السكرتيرة: أيوا يا آدم باشا محتاجين التصميم إللى في بيت حضرتك ضروري لإن معاد تسليمه بعد ساعتين والناس إللى إحنا متعاقدين معاهم عليه زمانهم على وصول وإذا ما لقوش التصميم هنا وجاهز هيبقى نقطة سودا فى تاريخ الشركة
سيليا بخوف: أنا مرات آدم باشا ممكن تعطينى تفاصيل عن التصميم ده بسرعة الله يخليكي عشان آدم تعبان أوى ونايم ومش هيقدر ييجي
السكرتيرة: تمام يا هانم هبعتلك كل التفاصيل على الواتساب بتاع آدم باشا
سيليا: تمام
أنهت سيليا المكالمة مع السكرتيرة وفتحت رسالة السكرتيرة فوراً لتطلع عليها لتركض باتجاه المكتب الموجود بالغرفة لترى ما إذا كان التصميم الموضوع عليه هو نفسه أم لا وتأكدت بأنه هو لتقول بضيق: أنت ما عملتش غير نصه يا آدم
وتحدّث السكرتيرة بسرعة قائلة لها: ساعة وابعتي حد من الشركة ييجي ياخده بس قولي لي اسمه إى إللى هتبعتيه
السكرتيرة: تمام يا هانم اسمه**** بس في مشكلة كمان إن لازم آدم باشا إللى يقابلهم
سيليا برجاء: هو مش هيقدر ييجي النهارده خالص للأسف وياريت لو أقدر أنا آجي مكانه مش هتردد ولا أتأخر ثانية بس مش بإيدى أرجوكى حاولى تخلى حد ييجى مكانه
السكرتيرة: صدقينى يا هانم مش هينفع
سيليا بحزن: طب هو مش له أصدقاء عمل
السكرتيرة: غابت عن بالى إزاى دى أيوا يا هانم له عاصم باشا هتواصل معاه وهحاول أخليه يحضر مكان آدم باشا
سيليا بارتياح: اعملى كل إللى تقدرى عليه بس أهم حاجة آدم ما يتضرش
أنهت المكالمة مع السكرتيرة وجلست على المكتب بسرعة ترسم بسرعة ودقة ومهارة عالية لتنهى التصميم خلال ساعة ويرن هاتف آدم لتجد المتصل أحد الحرس فتجيب فوراً
سيليا: ألو
أحد الحرس: أيوا يا هانم ممكن تعطي التليفون لآدم باشا
سيليا: آدم باشا تعبان أوى ونايم لو بخصوص حد اسمه**** من الشركة فأنا هبعت التصميم مع الخدامة تعطيه له
أحد الحرس: تمام يا هانم
أنهت سيليا المكالمة معه وخرجت لتنادى على إحدى الخادمات وتعطيه لها قائلة: في واحد من شركة آدم باشا واقف قدام بوابة القصر وصلي له الحاجة إللى هعطيها لك بسرعة
الخادمة: حاضر يا هانم
دلفت سيليا لغرفتها بسرعة ومن ثَم لشرفتها لترى الخادمة تعطى التصميم لذلك الموظف لتزفر الهواء من فمها بارتياح قائلة: الحمد لله يارب
هاتفت السكرتيرة قائلة لها: أنا بعت التصميم مع الموظف دلوقتى حالاً
السكرتيرة: تمام يا هانم ما تقلقيش كله خير إن شاء الله وعاصم باشا وافق يحضر مكان آدم باشا. يا بخته بيكى والله
سيليا بابتسامة: إن شاء الله الحمد لله تسلمى
أنهت المكالمة مع السكرتيرة وجلست بجانب آدم لتجد حرارته لا تنخفض مطلقاً لتخرج وتنادى على إحدى الخادمات قائلة لها: معاكى رقم دكتور باطنة
الخادمة: كل أرقام الدكاترة إللى نعرفها على تليفون آدم باشا
سيليا: طب اسمه إى دكتور الباطنة إللى تعرفوه وأكلمه أنا
الخادمة: اسمه****
سيليا: تمام
دلفت لغرفتها بسرعة وهاتفت الطبيب ليجيب: ألو
سيليا: أيوا يا دكتور آدم جوزى تعبان أوى عنده نزلة برد شديدة وسخونية داخلية مش بتنزل ممكن تيجى عندنا تكشف عليه وتكتب له على علاج
الطبيب: حاضر يا مدام ثوانى وأكون عندكم
أنهت سيليا المكالمة معه وأخذت تضع الكمادات على رأس آدم إلى أن علمت بمجيء الطبيب الذى استقبلته الخادمة من باب القصر حتى غرفة آدم وطرقت بابها لترتدى سيليا أول فستان وخمار وجدتهما سريعاً وتفتح الباب للطبيب ليدلف وعند هذه اللحظة خرجت إلهام بالصدفة من غرفتها لترى الطبيب بغرفة آدم لتدخل بسرعة وتجده مستيقظ والطبيب يفحصه لتقول بقلق: ابنى ماله يا دكتور؟ ليرد الطبيب عليها قائلاً: ما تقلقيش يا هانم هو بس عنده نزلة برد وسخونية وأنا عطيت له حقنة تنزل السخونية مع المواظبة على الكمادات زى ما المدام كانت بتعمل والعلاج وسوايل دافية
سيليا: تمام يا دكتور
طلبت سيليا من الخادمة إيصال الطبيب للخارج وأعطت لها الروشتة لإحضار الأدوية لتسمع إلهام تقول لآدم: والله ما عرفت يا حبيبي غير دلوقتى أصل فى ناس مش بتقول عشان ترسم لنفسها دور البطولة
لم تعلق سيليا على كلامها واكتفت بالصمت وجلست على الأريكة
آدم:ولا يهمك يا أمى أنا كويس ما تقلقيش
إلهام: أنا راحة أوضتى لو احتاجت حاجة يا حبيبي قول لي
آدم بابتسامة: تمام يا حبيبتي
خرجت إلهام من الغرفة وأغلقت سيليا الباب خلفها وجلست على الشازلونج ووضعت الكمادات على رأس آدم الذى ظل ينظر لها باستغراب كأنه يحاول اكتشاف حل للغز لتكسر سيليا حاجز الصمت قائلة: ممكن أعرف بتبص لي كتير كدا لى؟
آدم: بحاول أعرف أنتى بتعملى معايا كدا لى برغم إللى بعمله فيكى بس لسه واقفة جنبى بحاول أعرف أنتى إنسانة طبيعية
سيليا بضحك: لا قيصرية
آدم بضحك: أنتى بتجيبى الكلام دا من مين
سيليا بضحك: من بتاع الميلامين
ليضحك آدم بشدة على حسها الفكاهى العالى وقبل أن يرد عليها سمعا صوت طرقات على الباب لتفتح سيليا وتجدها الخادمة ومعها الروشتة والأدوية لتأخذهم سيليا وتشكرها وتغلق الباب خلفها وتعطى لآدم دوائه لينام وتظل بجانبه طوال الليل تضع على رأسه الكمادات
ليستيقظ آدم فى الصباح ويجد سيليا نائمة على الشازلونج بجانبه واضعة الكمادات فوق رأسه وفوقها يدها ليبتسم ويأخذ الكمادات من يدها ويضعها فى الماء ويحملها بين ذراعيه ويضعها على الفراش ويغطيها جيداً ويدلف للحمام ليستحمّ ويخرج مرتدياً حُلَّة (بدلة) سوداء اللون وقميص باللون الأبيض ويمشّط شعره ويرتدى ساعة يده و يضع القليل من عطره ويرتدى حذاء باللون الأسود ويخرج من الغرفة ويفطر ويأمر الخادمة أن لا تصعد لسيليا حتى لا تزعجها وتنعم بنوم هادئ ويذهب للشركة ليجد السكرتيرة تقول له: حمد الله على سلامة حضرتك يا آدم باشا حرم سيادتك ردت عليا إمبارح وبعتت لي التصميم إللى مفروض كان يتسلم إمبارح و قالت لي شوفي حد يحضر مكانه عشان هو تعبان أوى ومش هيقدر ييجي وقولت لها مش هينفع يا هانم اقترحت عليا فكرة إن صديق عملك يحضر مكانك قولت لها مفيش غير عاصم باشا وقعدت تقولى اعملى كل إللى تقدرى عليه بس آدم باشا ما يتضرش بجد يا بخت حضرتك بيها ربنا يخليكم لبعض
آدم بصدمة: التصميم اتبعت كامل ؟
السكرتيرة: أيوا يا فندم وعجب العملاء جداً
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية وسيلة انتقام" اضغط على اسم الرواية