Ads by Google X

رواية العرافة العجوز الفصل الثاني عشر 12 - بقلم عادل عبدالله

الصفحة الرئيسية

  رواية العرافة العجوز الفصل الثاني عشر 12

الحلقة الثانية عشر
وفي عيادة الطبيب .....
وبمجرد أن رأي الطبيب صورة الأشعة والتحاليل حتي ظهر علي ملامحه الأنقباض ثم قال : يا أستاذ شريف أنت ليه مش أهتميت بتعبك وكشفت علي نفسك في بداية ما حسيت بالمرض !!!
فريد : خير يا دكتور ؟؟ شريف أخويا ماله ؟؟
الدكتور : الحقيقه مش هقدر اخبي عليكم الاستاذ شريف للاسف عنده ورم   في المخ وواضح أنه من فترة طويلة وهوه أهمل في نفسه .
 شريف : انت بتقول ايه يا دكتور ؟ انا عندي ورم في المخ ؟!!
لم يستطيع فريد تمالك اعصابه وجلس في مكانه ثم سأله : انت متأكد يا دكتور؟؟ 
الطبيب : أيوه ، واضح  جدا  في الأشعة .
شريف : الورم ده خبيث ؟ ولا ورم حميد ؟
الطبيب : لازم ناخد عينة من الورم ونحللها الأول علشان نتأكد ونحدد برنامج العلاج المناسب ، أو لو فيه أمكانية لعملية جراحية .

سمع فريد كلمات الطبيب وهو جالس وفجأة ظهرت أمامه العرافة العجوز وهي تبتسم ، ثم أختفت فجأة !!!
تذكر فريد تلك العرافة العجوز والتي أصبحت تطارده في أحلامه في الفترة الأخيرة ولكن تلك المرة كانت في اليقظة !!!!!

خرج فريد وشريف في صمت و كأن ألسنتهم  قد أصيبت بالشلل .
وبعد دقائق من الصمت الرهيب  قال فريد : أحنا نروح لدكتور تاني يشوف الأشعة وان شاء الله يكون مفيش حاجة .
شريف : الدكتور ده كويس جدا يا فريد  ، وانا كنت حاسس من كلامه المرة اللي فاتت انه كان شاكك وعايز يتأكد .
فريد : ان شاء الله يكون ورم حميد وبعمليه استئصال بسيطة هتخف بأذن الله .
نظر شريف لأخاه ثم  قال : ان شاء الله .
فريد : أنا مش عايزك تقلق يا شريف ، أطمن هتتعالج وتخف بأذن الله ، حتي لو أحتجت تسافر بره هنسفرك وتتعالج وتخف .
شريف : المرض ده علاجه غالي اوي سواء أتعالجت هنا أو لو سافرت .
فريد : متشغلش بالك بالفلوس يا شريف ، المهم تخف ، سلامتك بالدنيا ، وانشاء الله هيكون حميد .
شريف : أنا مش عارف أقول لأمي ولهند ولا أخبي عليهم ؟
فريد : بلاش تقولهم دلوقتي أحسن لما تخف ، أنت عارف أمك لوعرفت هتموت من الزعل والخوف عليك .
شريف : وهو أنا هخف يا فريد ؟
فريد : أن شاء الله هتخف بس أنت قول يارب 
شريف : يارب . 
فريد : أهم حاجة بكره تروح للدكتور ياخد العينة زي ما قالك علشان نبدأ العلاج او نستعد للعمليه لو الحالة أحتاجت .
في اليوم التالي ذهب فريد مع شريف صباحا عند الطبيب وتم عمل عمليه جراحية بسيطة لأخذ عينة من الورم . 
خرج شريف بعد العمليه بحوالي ٨  ساعات مربط الرأس فقال له فريد : لما نروح البيت كده أكيد هيسألوك طبعا فلازم هنقولهم أنك عملت عملية .
شريف : أيوه ، لكن هنقولهم أن عندي ورم بالمخ ولا هنقولهم ايه ؟
فريد : أنا شايف أننا لازم نقولهم مفيش مفر .
شريف : طيب خليك معايا وقولهم انت ، أنت بتعرف تتكلم أحسن مني ، مش عايزها تبقي صدمة .

رجع شريف وفريد الي المنزل وبمجرد أن رأته والدته سألته " بشغف " :  ايه ده ؟ مال رأسك يا شريف ؟
فريد : روحنا للدكتور وعمل عمليه بسيطة علشان موضوع الصداع اللي بيجيله بأستمرار .
الأم : عمليه في المخ وبتقول بسيطة ؟!!
فريد : دي عمليه أخذ عينة مش أكتر .
الأم : عينة من المخ !!! تبقي مش بسيطة !! أنتوا مخبيين عليا اي ؟؟
شريف : مش مخبيين حاجة يا أمي ، زي ما فريد قالك .
الأم : أنا قلبي متوغوش وحاسة أن فيه حاجة وأنتوا مخبيينها عني .
فريد : وهنخبي عليكي ايه بس يا ست الكل ، متقلقيش أول لما نطمن هنطمنك علطول .
الأم : لو خبيتوا عني حاجة أنا مش هسامحكم أبدا .
شريف : مفيش حاجة يا امي ،  أنا هطلع أرتاح يا ماما عشان البنج لسه مأثر عليا .

وبعد حوالي ساعتين دق فريد باب شقة أخاه شريف .
فتحت زوجته هند والدموع تكسو وجهها ففهم فريد أنها عرفت الحالة من شريف !!
فسألها : شريف صاحي ولا نايم ؟
هند : صاحي جوه ، أتفضل .
دخل فريد لأخيه وسأله : عامل ايه دلوقتي يا شريف ؟ 
شريف : الحمد لله علي كل حال .
فريد : لسه دايخ من البنج ؟
شريف : لأ ، أنا من أول ما خرجت من عند الدكتور والدوخة راحت ، أنا قولت كده لأمك علشان مش عايز أغلط وأتكلم قدامها .
فريد : وقولت لمراتك ليه ؟ 
دخلت هند وقالت : وأنت عايزه يخبي عليا حاجة زي كده أزاي ؟؟
فريد : كنا مش عايزين نقلقكم ، وكنا هنقولكم كل حاجة لما نطمن الأول ونعرف الحالة بالظبط .

فريد دخل شقته وكان واضح عليه الحزن الشديد !!!
سألته تغريد : مالك يا فريد في ايه ؟؟
فريد : مفيش حاجة .
تغريد : لأ شكلك بيقول أن فيه حاجة كبيرة مزعلاك !!
فريد : شريف أخويا .
تغريد : ماله ؟
فريد : أنا هقولك بس أوعي تقولي لأمي حاجة .
تغريد : حاضر مش هقولها .
فريد : شريف عنده ورم في المخ .
تغريد : بتقول ايه !!!!!! 
فريد : زي ما بقولك كده ، والدكتور أخد منه عينة النهاردة علشان يحللها ويعرف اذا كان الورم حميد ولا خبيث .
تغريد : و هند عرفت ؟
فريد : ايوه ، للأسف شريف مبيعرفش يخبي عنها حاجة .
تغريد : ان شاء الله هيكون الورم حميد ويخف ويرجع زي الأول وأحسن .
فريد : يارب ، أنا خايف أوي !!!
تغريد : متخافش أن شاء الله خير . فريد : فاكرة لما قولتيلي عايزاني أسافر ؟ كنت هسافر أزاي بعد ما ابويا مات واخويا مسافر والتاني مريض ؟؟!! هسيب العيلة كلها في الظروف دي أزاي ؟!!
تغريد : أحنا مش في مشكلة السفر دلوقتي ، المهم تطمن علي أخوك الأول .

مرت عدة أيام وفي ليلة بينما فريد وتغريد في نوم عميق يستيقظ فريد علي دقات عالية متسارعة علي باب الشقة !!
يقوم فريد من نومه مهرولا ليجد هند تبكي وتقوله ألحقني يا فريد أخوك شريف !!!
نزل فريد في خطوات قليلة قافذة ودخل لشريف ليفاجئ به جثة هامدة !!!
صعد فربد لشقته وأمسك بهاتفهه واتصل بصديقه الطبيب ولكنه لم يرد عليه !!
نزل فريد بملابس نومه الي الشارع و ذهب لمنزل الطبيب ( وطوال المسافة يتذكر كلمات تلك العرافة العجوز وكلماتها لأمه في طفولتهم وكلامها عن موت شريف بسبب مرض يصيبه بعد زواجه وانجابه !!! ) وصل للطبيب  وأيقظه من نومه ورجع معه الي المنزل ليجد جميع الأسرة محاوطين الفراش الذي يرقد عليه شريف !!!
كشف الطبيب عليه ثم قال : البقاء لله يا جماعة .
علت صرخات الأم والزوجة بينما أمتلأت عيون الباقين بالدموع .

جلس فريد في ركن وحده يتذكر ذكرياته مع شريف منذ الطفولة ، وتذكر كلمات العرافة وتسائل في ذهنه " هل موت شريف تصديقا لنبؤتها ام مجرد صدفة ؟؟ وان كان تصديقا لنبؤتها فهل ستصدق باقي النبؤة ؟؟؟ ) 
وبعد حوالي ساعة قالت الأم : اتصل بأخوك أسامة يا فريد لازم ييجي ويحضر جنازة اخوه .
فريد " باكيا " : يا أمي مش هينفع نأخر الدفن ، أسامة لو عرف وجه مش هيكون قبل دخول الليل يعني هندفن بكره الصبح .
الأم " باكية ":  اخوك لازم يكون موجود .
فريد : يا امي اكرام الميت دفنه ، ولو قولنا لأسامة دلوقتي هيكون غلط .

أنتهت اجراءات الدفن وعاد الجميع الي المنزل لتلقي العزاء في الفقيد .

الأم " ودموعها تتساقط "  : أنت عملت اللي في دماغك ودفنت أخوك وأخوك التاني مش موجود ، علي الاقل اتصل به ييجي يقف في عزا أخوه .
فريد : حاضر هطلع دلوقتي أتصل به .

صعد فريد شقته ودخل في غرفه وحده وأمسك بهاتفهه وحاول التماسك ثم اتصل بأسامة .....
أسامة : ايه يا فريد اخبارك ايه وكل اللي عندك عاملين ايه ؟
فريد : الحمد لله ، عايز اقولك حاجة وعايزك تمسك أعصابك .
أسامة : خير يا فريد ؟ فيه ايه ؟؟ أمك حصلها حاجة ؟؟
فريد : لأ ، أمك كويسة .
أسامة : أتكلم طيب فيه ايه وقعت قلبي .
فريد : أخوك شريف .
أسامة : ماله ؟
فريد : تعيش أنت .
لم يتمالك أسامة اعصابه وسقط مغشيا عليه ببنما كرر فريد مناداة أخاه : أسامة ، أسامة ،أسامة ..
عرف فريد بأن أسامة اصيب بأغماء نتبجة الصدمة !!!
أغلق فريد المكالمة وجلس والدموع تنهمر علي وجهه .
وبعد قليل جائه اتصال مرة أخري من أسامة : فريد ، رد عليا ، أخوك شريف مات ؟!! طيب أزاي ؟؟
فريد : ايوه مات الله يرحمه النهارده  الفجر .
أسامة : أزاي؟؟ أنا لسه سايبه من ايام كان كويس !!!!
فريد : لما روحنا بالأشعة والتحاليل عرفنا أنه عنده ورم في المخ والحالة كانت متاخرة اوي !!!
أسامة : طيب اقفل يا فريد أوعوا تدفنوه كلها كام ساعة وأكون عندكم .
فريد : اكرام الميت دفنه يا أخويا ومكنش ينفع نستناك و نأخر الدفن .
أسامة : يعني ايه ؟ شريف أتدفن ؟
فريد : أيوه ، كان حرام نأجل الدفن الوقت ده كله .
أسامة : طيب أنا جاي النهاردة علشان أخد عزا أخويا وأكون جنبكم ، أنا مش قادر أصدق !! شريف مات !!!!
فريد : تيجي بالسلامة يا أخويا .

أنهي فريد المكالمة ثم خرج لتغريد وقال لها : مش عايزك تسيبي أمي ولا هند الأيام دي لغاية ما يفوقوا من الصدمة .
تغريد : طبعا ، إكيد لازم أفضل جنبهم  في المصيبة دي .
فريد : طيب إنا هنزل لأمي دلوقتي وأنتي أدخلي عند هند اقعدي معاها هي والأولاد .

نزل فريد لوالدته وقال لها : أنا أتصلت بأسامة وقولتله وهو جاي علطول  مسافة ما يحجز الطيارة  .
الأم " باكية " : أنا مش مصدقة ، أكيد أنا في كابوس !! شريف مات !!!! كنت موتت انا وهو يعيش !! ده لسه شباب ومراته وعياله محتاجين له !!!
فريد : وحدي الله يا ماما ، ده قدر ربنا ولازم نرضي به ونقول الحمد لله .
زادت دموع الأم وقالت : الحمد لله ، الحمد لله علي كل شئ ، أنا مش مصدقه أني مش هشوفه تاني !!
فريد : شريف هيفضل معانا في قلبنا وعياله هيفضلوا في حضننا ويفكرونا به .
صمتت الأم قليلا ثم قالت : لما أخوك ييجي النهاردة انا هقوله ميسافرش تاني .
" تذكر فريد كلمات العرافة " ثم قال  : عندك حق يا ماما ، أسامة لازم يفضل جنبنا بعد كده .
وفي اليوم التالي عاد أسامة فجرا وما أن دخل المنزل حتي اصيب بنوبة بكاء شديدة .
مرت أيام العزاء الثلاث وفي اليوم الرابع طلبت الأم ابنها أسامة وقالت له : متسافرش تاني يا ابني ، أوعي تسافر ، أنت واخوك فريد دلوقتي ملكوش الا بعض ومش معقول كل واحد فيكم  يكون في بلد بعيد عن التاني .
أسامة : لكن يا امي ،،
الأم : من غير لكن ، اللي بقوله هو اللي يتنفذ مفيش سفر تاني .
أسامة : طيب حاضر ، مش هسافر ، المهم دلوقتي اهدي بس علشان صحتك .
الأم :صحتي هتكون كويسة لما تسمعوا كلامي أنت وأخوك فريد .
أسامة : حاضر يا ماما .

مشهد اخر .....
أسامة : أنا مش عارف أعمل ايه مع أمي !!
فريد : من ناحية ايه مش فاهم ؟!!
أسامة : مش عايزاني أسافر تاني !!
فريد : معلش أستحملها ،صدمة موت شريف جامدة أوي عليها ، وكمان هي لها حق يا أسامة ، أحنا خلال سنة واحدة مات بابا وشريف ومش باقي رجالة للعيلة الا انا وانت .
أسامة : لكن أنا لازم أسافر .
فريد : ليه لازم ؟؟؟
أسامة : أنا ليا فلوس هناك ومشارك واحد مصري هناك في تجارة ، يعني مش هعرف أرجع فجأة كده قبل ما أرتب أوضاعي وأخد كل فلوسي .
فريد : يا أسامة الفلوس تتعوض انما وجودنا جنب أمك في الوقت ده ضروري ولازم وميتعوضش .
أسامة : متنساش يا فريد اني كنت مستلف فلوس السفر ولسه مش  سددتها كلها ، يعني الفلوس اللي ليا هناك جزء كبير منها دين عليا .
فريد : يعني هتسافر في الظروف دي يا أسامة ؟؟
أسامة : اللي اقدر اعمله دلوقتي أني اقعد معاكم لحد لما أمك تفوق من صدمتها وبعدها أسافر أصفي شغلي وفلوسي هناك وبعدين أرجع .
فريد : وهنعمل ايه مع مرات شريف واولاده ؟
أسامة : مرات شريف هتعيش مع عيالها في ميراث جوزها عادي مفيش تغيير .

مرت الأيام وبدأ الجميع يستوعب الصدمة وبعد مرور حوالي شهر فوجئت الأم بأبنها أسامة يقول لها : عايز أقولك حاجة ومش عايزك تزعلي مني .
الأم : خير يا أسامة ؟ قول .
أسامة : بصراحة أنا لازم أسافر .
الأم : لأ ، أنا قولتلك مفيش سفر تاني .
أسامة : يا أمي أنا ليا فلوس شغل هناك ومبلغ مش صغير .
الأم : في داهية الفلوس ، المهم تفضل جنبي وجنب أخوك ومراتك وابنك .
أسامة : يا ماما أنا لسه مديون بجزء من مصاريف السفر ولازم أسدد الدين ده وباقي الفلوس شقايا وتعبي وأنا وأولادي أولي بالفلوس دي من الغريب .
الأم : ياحبيبي سيبك من الفلوس دي ، وأنا هتصرف وأسدد الدين اللي عليك .
أسامة : لأ ، حرام لما أسيب عرقي وشقايا للغريب ، ولو أنا مرجعتش مش هطول حاجة من الفلوس دي .
الأم : أنا قولتلك متسافرش يا أسامة وده أخر كلام عندي .
أسامة : يا ماما ،،، 
الأم : أنا قولت خلاص مش عايزة كلام في الموضوع ده تاني .

مرت الأيام وكانت الأم دائما بصحبة هند وابنائها الصغار وأحتضنتهم وحاولت تعويض غياب شريف .
بينما بدأ فريد ينشغل بعمله ، أما أسامة فكان دائم الاتصال بعمله بالخارج ليؤجل رجوعه ، ويتعلل لهم بمرض والدته نتيجة فقدان اخيه حتي يطيل فترة بقاؤه بجوارها !!
ومر علي وفاة شريف قرابة الشهرين حتي عاود أسامة طلب السفر من والدته ......
يتبع 
تفاعلو اكتر
google-playkhamsatmostaqltradent