رواية عشق الملاك الفصل الثالث عشر 13 - بقلم علياء بطرس
قالت بأسى
"انا اسفة دخلت غيبوبة "
صرخ ادهم بالطبيبة
"يعني ايه دخلت غيبوبة انتي شغلانتك ايه هنا
انتي هتدخليلها تاني ومش هتخرجي الا عشان تقولي انها فاقت "
"اهدا يا ادهم مش كده خلينا نفهم منها كل حاجة "
ثم وجه أمجد كلامه للطبيبة
"طيب هي حالتها ايه بالضبط "
تنحنحت الطبيبة خوفاً من نظرات ادهم الحارقة المصوبة نحوها
"احممم ،،، احنا عملنا لها غسيل معدة وقدرنا اننا ننظف الدم الي فجسمها من خلال سحب كل الدم الى فجسمها ودخلنا دم جديد وهي دلوقتي دخلت غيبوبة وما نعرفش هتفوق امتى ،، خصوصاً انه التسمم الي كان معاها مش تسمم عادي واثر على وظائف القلب والمخ"
انتبه ادهم الى كلام الطبيبة
"هو التسمم الي كان معاها جالها ازاي "
اجابته الطبيبة بعملية
"التسمم بفعل فاعل لانه لما حللنا المادة الي فمعدتها لاقينا فايروسات وبكتيريا قاتلة بتيجي من المختبرات مستحيل تكون من اكل منتهي الصلاحية "
قالت جملتها وعادت مرة اخرى للملاك
أكددت الطبيبة ظنون ادهم واخرج هاتفه
"ايوه يا شريف ،،، عاوزك تجيبلي تسجيلات الكاميرات بتاعة الجامعة بتاعة النهاردة من ساعة ما دخلت ملاك باب الجامعة لغاية ما حصل الي حصل ،،مفهوم "
ادار جسده العريض باتجاه جدتها التي كانت تذرف الدموع على حفيدتها المدللة وما حصل بها
ركع ادهم على ركبتيه وامسك يدين جدتها وقال بصوت هادئ
"عاوزك تفتكري ملاك كلت ايه من امبارح لغاية الصبح"
نظرت اليه الحاجة فوزية بتعجب فهذه اول مرة يتحدث بهذا الاسلوب فدائماً ما يكون اسلوبه متعجرف مع الجميع
"والله يا بني هي امبارح كلت من الاكل الي كلنا أكلنا
منه وانتا كنت قاعد معانا ،،، والنهاردة الصبح كلت مربى الفراولة الي بتاكل منه كل يوم وشربت
النس كافيه بتاعها ،، وهي كل يوم بتاكل وبتشرب في الجامعة اول مرة يحصلها كده ،،، دي حتى معندهاش حساسية من اي اكلة "
قالت جملتها وانخرطت في نوبة بكاء مريرة
هز ادهم رأسه متفهماً وعيناه ازداد احمرارها من شدة الغضب ،،،، وقف واتجه الى الزجاج المطل على ملاك استند برأسه على الزجاج
كان ينظر اليها بألم وهي موصولة بالاجهزة وجهها شاحب يحاكي شحوب الاموات شعر وكأن نصل حاد اخترق قلبه على مظهرها تمنى لو انه مكانها ولا تشعر هي بالألم التي تشعر به الان
كان الحاج حسن يقرأ ايات من المصحف الكريم
رفع رأسه باتجاه ادهم الذي لم يفرقها
ولو لثانية واحدة
اقتربت منه زوجته الحاجة فوزية بعد ان لاحظت نظرات زوجها لادهم وفهمت مغزاها
"شوفت يا حج ادهم طلع بيحب ملاك إزاي ده بقى عامل زي العيل الصغير الي متشحتف على امه "
هز الحاج رأسه متفهماً فهو ادرك مقدار حب ادهم لملاك
وبعد عدة ساعات
خرجت الطيبة وهرع الجميع اليها
قال الحاج حسن بلهفة
"طمنينا يا بنتي "
ابتسمت الطبيبة لهذا الرجل العجوز وربتت على كتفه وقالت بابتسامه
"الحمد لله المؤشرات الحيوية بدأت تتحسن وان شاء لو فضلت كده هتفوق قريب "
سألها ادهم مستفسراً
"يعني ايه مؤشرات حيوية وضحي اكتر"
اجابته الطبيبة بعملية
"يعني نبضات القلب اتحسنت والحرارة بدأت ترجع لوضعها الطبيعي والتنفس بقى طبيعي
وكمان عاوزة اي شخص هي بتحبه يدخل يتكلم معاها بس بهدوء ويفكرها بحاجات حلوة حصلت لها ده هيسعدها انها تتمسك بالحياة الاكثر
عن اذنكم "
كان ادهم يود الدخول ورؤيتها والتحدث معها فالساعات القليلة التي قضتها في هذه الغرفة جعلته وكأنه لم يراها من سنين ولكنه فضل دخول جدتها
اشار ادهم لجدتها بالدخول لها فهو يعرف ان ملاك تحب جدتها وجدتها تعرف ايضاً ذكريات طفولتها التي يجهلها هو
دلفت جدتها للداخل بعد ان ارتدت الزي المناسب المعقم
اصطحب امجد ادهم للشرب القهوة في كافيتريا المستشفى وبصحبتهم الحاج حسن
جلسو على الطاولة كان ادهم مشغول التفكير بالذي حصل لملاك
بعد قليل جاء شريف وعندما رأه ادهم هب واقفاً ذاهباً اليه
"ها طمني ايه الي حصل معاك "
تنحنح شريف قبل ان يجيب
"كاميرات المراقبة ممسوح منها الجزء الي كانت باينة فيه داليا هانم والست ملاك قاعدين مع بعض مش موجود غير لما وقعت الست ملاك على الارض وبس"
ابيضت مفاصل يديه من كثرة الضغط عليها
"يعني ايه اتمسحت يعني ايه فهمني"
قالها بصوت مرتفع جعلت بعض
الجالسين يلتفتون اليه
"بس يا فندم كاميرات المداخل والمخارج جابت داليا هانم وهي داخلة وهي خارجة "
هز ادهم رأسه متفهماً
عاد مرة اخرى لامجد واخذ هاتفه من على الطاولة
وهتف باقتضاب
"امجد انا واصل مشوار ومش هتأخر اي حاجة تحصل تبلغني بيها بسرعة "
وترك المكان مسرعاً
بعد قرابة النصف ساعة كانت سيارة حرسه التي تشبه المدرعة العسكرية تحطم بوابة فيلا فريال هانم عمة أدهم
ترجل ادهم من سيارته وملامح وجهه الحادة لاتبشر
بخير اتجه حيث تجلس داليا مع صديقتها فريدة في حديقة المنزل امسكها من خصلات شعرها الشقراء القصيرة حتى كاد ان يقتلعها من جذورها جهر بها بصوته الغليظ
"عملتي كده ليه "
إجابته داليا بصوت مهزوز
"مممعملتش .....حاجة ...معملتش ...حاجة "
"امال مين الي عمل كده مش انتي الي كنتي معاها وبعد ما عملتي الي عملتيه مسحتي سجلات كاميرات المراقبة بس كاميرات المداخل والمخارج جبتك "
هتف بهذه الجملة ثم سحب مسدسه من خصره ووضعه غلى رقبتها هتف من بين اسنانه
"ورحمة امي لو عرفت انك شفتيها صدفة لكون مولع فيكي انا بس هسيبك عشان مفيش فإيدي دليل على الي عملتيه "
دفعها بقوة حتى تلقتها الارض المغطاه بالحشائش الخضراء دفعة جعلتها تتأوه بشدة
"ايه الي بيحصل هنا "
قالتها والدة داليا فريال هانم "
"هه ،، اهلاً بالست هانم " قالها مستهزئاً ثم اكمل "عقلي بنتك عشان انا زعلي وحش وانتي عارفة كده كويس مش عايز البسك اسود عليها "
قال جملته وركب سيارته المتبوعة بسيارات حرسة المدججين بالسلاح متجهاً الى المستشفى
وهو في طريقه الى هناك اتاه اتصال من امجد اجاب عليه بسرعة
"ايوة يا امجد في حاجة حصلت "
"ايوه .. ملاك فاقت وسألت عليك "
"طيب انا جاي حالاً "
اغلق الهاتف وامر السائق بزيادة السرعة
وبعد عدة دقائق كان يقتحم غرفتها ذهب نحوها
وركع على ركبتيه وامسك يدها المغروزة بها ابرة التغذية وقبلها بلطف
"حبيبتي حمد الله على سلامتك
كده تخضيني عليكي "
نظر الحاج حسن لزوجته الحاجة فوزية ليخرجو ويتركوهم على راحتهم قليلاً
نظرت اليه ملاك والتعب واضح على ملامح وجهها الفاتن
"هو انتا كنت فين "
"كان عندي حاجة خلصتها وجيتلك جري
قوليلي حاسة بحاجة في حاجة بتوجعك "
اجابته ملاك بوهن
"لأ ،، بس حاسة ان بطني بتوجعني وفي اشوية صداع
هو ايه حصل سألت تيتة وجدو ومحدش جاوبني ،، انا كل الي فاكراه اني حسيت بوجع وبعدين وقعت على الارض "
"ابداً يا حبيبتي انتي بس شكلك اكلتي حاجة مش نظيفة عملتلك تسمم "
تساألت ملاك بفضول
"طيب مين الي جابني هنا "
"ممكن تبطلي اسألة اشوية انتي لسا تعبانة
قوليلي عاوزة حاجة او نفسك فحاجة اعملهالك "
نظرت اليه ملاك وابتسمت بضعف
"عاوزة جمبري "
ضحك ادهم عليها
" دلوقتي يبقى عندك مطعم جمبري ...."
قطع حديثهم دلوف الطبيبة
قالت بابتسامة
"ازيك عاملة ايه حاسة بوجع "
"في اشوية مغص وصداع خفيف"
"دي حاجات طبيعية متقلقيش "
سألها ادهم
"هو ينفع تاكل جمبري "
"لأ طبعاً جمبري ايه الي تاكله مش عاوزين نعمل ارتباك للمعدة بس ممكن شوربة جمبري هتبقى كويسة"
خرجت الطبيبة ودلف جدي ملاك للداخل
اخرج ادهم هاتفه وحدث احدهم بصوت خافت
ثم دس هاتفه مرة اخرى في جيبه
نظر اليها وهي تبتسم لجديها فهي لاتستحق الاذى
ماذا لو اصابها مكروه وفقدها ،، ماذا لو انه لم يكلف احد بمرافقتها دون علمها ،،، ماذا لو استطاعت داليا الوصول لهدفها وقتلت ملاك زادت سرعة انفاسه فور تخيله لما ستؤدي هذه الاحتمالات
********************
عودة لفيلا داليا
"هو انتي اتجننتي ،،، برضو نفذتي الي فدماغك ده كان اشوية وهيقتلك ده باين انه بيعشقها مش بيحبها اسمعي مني يا داليا انسيه ده نابه ازرق خليهم يشبعو فبعض ده شكله وهو متعصب مرعب "
هتفت داليا بغضب
"هو ايه الي انسيه انا دخلت حرب يا اطلع منها كسبانة يا اخسر كل حاجة ،،، وبعدين مالك محموقة اوي عليها ليه ،،، دي متسواش قرش هو شوية وهيرميها في الحارة المعفنة الي جات منها ادهم انا اعرفه كويس بيزهق بسرعة "
تأففت فريدة
"بصي اسمعي مني ،،، انتي سبيهم شوية لحد ما هو يرميها بنفسه ويعرف انه مفيش وحدة تليق بيه غيرك انتي "
اعجبت داليا بالفكرة
"تصدقي انتي صح ،،، اول مرة تقولي حاجة صح
انا هسيبه يتجوزها واشوف هيحصل ايه ولو الموضوع احتاج اني اتدخل هتدخل "
**************
عودة للمشفى
دلف ادهم غرفة ملاك وهو يحمل عدة علب تحوي طعام فتح علبة وجذب الملعقة وجلس قبالة ملاك التي كانت تنظر اليه بتعجب فهي حتى الان لم تعرف ماذا سيطعمها ابتسمت للرائحة التي وصلت لانفها
"ممممم شوربة جمبري ،،،، جت فوقتها ،،، شكراً "
"شكراً بتاعتي عاوزها ان العلبة دي تخلص"
قالها ودس الملعقة في الشوربة وقربها من فمها
"هات ان هعرف اكل لوحدي مش عاوزة اتعبك "
هز ادهم رأسه بالنفي
"لأ انا عاوز اتعب "
فتحت فمها واخذ يطعمها
ظل يطعمها حتى اصبحت غير قادرة على المزيد
"ادهم انا شبعت مش قادرة اتنفس خلاص لما اجوع هبقى اكل "
اغلق ادهم علبة الشوربة على مضض
جال بنظره في الغرفة
"هي جدتك فين "
"دلوقتي افتكرت تسأل ده انتا ليك ساعة بتأكل فيا
تيتة راحت البيت عشان تجيبلي حاجة البسها "
هز رأسه متفهماً جلس عند قدميها متأملاً بشرتها التي بدأت تعود لطبيعتها ،، ارتبكت ملاك من نظراته المصوبة نحوها ارجعت خصلات شعرها خلف اذنها حاولت ان تبعد نظراتها عنه ،،، اقترب منها وامسك يدها وقبلها
قال بصوت هادئ
" تصدقي لو قولتلك اني اول مرة اخاف على حد كده"
ابتسمت بخجل على جملته وقالت بخفوت
"مكونتش اعرف اني غالية اوي كده"
اعاد تقبيل يدها مرة اخرى
"انتي اغلى حاجة عندي ..."
قاطع جملته دلوف الطبيبة ومعها الممرضة
ابتسمت الطبيبة لملاك ووجهت كلامها لادهم
"لو سمحت ممكن تخرج برا"
رفع ادهم حاجبه مستنكراً
"لأ مش هخرج برا"
جحظت عينا الطبيبة من جرأته
"لو سمحت إحنا هنغير لها هدومها مينفعش تفضل بلبس العمليات وكمان مينفعش حضرتك تفضل موجود"
نظر ادهم لملاك التي تراقب الموقف بصمت
وقال بخبث
"هو انا ماسكك غيرلها مش ضروري اخرج"
اصبطغ وجه ملاك بالحمرة
قالت الطبيبة بحدة
"لو سمحت انا الي اعرفه انكم مخطوبين مش متجوزين عشان كده متحرجهاش اكتر من كده واخرج برا عشر دقايق وبس "
وافق ادهم على مضض وخرج
استند على الشباك الزجاجي المطل على غرفتها
وجد الطبيبة تنظر اليه ثم توجهت واغلقت الستارة فاصبح لايرى شيئاً
"ايه الراجل ده الحاجة الي مش على هواه مش عاوزها تحصل "
قالتها الطبيبة عندما اغلقت الستارة في وجه ادهم
ثم وجهت كلامها لملاك التي شرعت الممرضة في مساعدتها في ابدال ملابسها
"هو انتي بتحبي فيه ايه "
اجابتها ملاك بخفوت قد بدأ عليها النعاس
"والله ادهم طيب هو بس عصبي شوية "
ضحكت الطبيبة بخفة
"سيدي يا سيدي الحب ولع في الذرة ،،، بس باين انه بيموت فيكي
ده فضل قاعد جنب الباب ،،، ولا لما قلتله انك دخلتي غيبوبة شوية وكان هيقتلني "
انهت ملاك ابدال ملابسها الؤقتة لحين وصول جدتها خرجت الطبيبة وجدت ادهم يقف بجانب الباب
سألها باقتضاب
"ها خلصتي "
هزت رأسها بالايجاب وذهبت
دلف للداخل وجد ملاك قد بدأت تغفو
تذكر حديث الطبيبة عندما قالت ان الادوية التي تأخذها تجعلها تنام كثيراً حتى لا تشعر بالالم المصاحب لانسحاب السم من الجسم
اخفت الانارة ودثرها جيداً بالغطاء وخرج وجد جديها قد وصلا ،،،سألته جدتها
"ملاك كويسة "
"اه الحمد لله هي بس نايمة من تأثير الدواء ومش هتصحى غير بكرة الصبح "
دلفت الحاجة فوزية الى ملاك
وبقي ادهم والحاج حسن في الخارج
تنحنح ادهم بارتباك
"احممم ... انتا النهاردة تعبت متروحش الشغل بكرة انا هبلغهم انك اجازة "
"شكراً .. يا ادهم بيه "
"لأ مش ادهم بيه انا دلوقتي زي ابنك
خلينا ننزل نشرب قهوة تحت وبعدين اوصلك البيت عشان الحاجة فوزية هتنام مع ملاك النهاردة مينفعش تفضل لوحدها "
تعجب الحاج حسن من هدوء ادهم ولين حديثه معه
ولكنه كان سعيد بهذا الشئ
******************
بعد يومان
كان أدهم يطعم ملاك التي امسكت الملعقه واعادتها في الطبق قالت بامتعاض
"خلاص يا ادهم مش قادرة آكل اكتر من كده "
وضع الطبق على الطاولة المجاورة له
"هو انتي اكلتي حاجة ده يدوب كام معلقة "
شهقت ملاك بصدمة
"كام معلقة.... طبق كبير قد كده وتقول كام معلقة وكمان انا مش عاوزة افضل فالمستشفى دي اكتر من كده انا بقيت كويسة وعاوزة ارجع البيت "
"لو الدكتورة قالت ينفع تخرجي هخرجك دلوقتي ولو قالت لأ مفيش خروج "
قالها بنبرة لا تحمل النقاش
ربعت يداها امام صدرها بغضب وهتفت بحدة ليست معتادة عليها
"لو ادهم السيوفي عاوز حاجة هيعملها ومش هيهمه كلام حد ،،، بس انتا الي عاوزني افضل هنا "
قالت جملتها الاخيرة بصوت اشبه بالبكاء
اقترب منها ادهم وقبل يدها وقال بصوت هادئ
"يا حبيبتي انا عاوز اتطمن عليكي خلينا نسمع كلام الدكتورة وخلاص لو دلوقتي قالت تقدري تخرجي والله لخرجك من هنا ،،، اضحكي بقى "
قال الاخيرة وقرصها من خدها
سمع ادهم طرقات على الباب واتجه لفتحه وجد مها وشقيقتها هبة تقفان قبالة الباب ازاح جسده العريض ليسمح لهن بالدخول
ابتسمت ملاك لمها وقالت بعبوس
"دلوقتي افتكرتي تسألي عليا ،،، انا زعلانة منك انا هسلم على هبة وانتي لأ "
احتضنتها مها
"والله غصب عني ابني الصغير كان تعبان شوية وكمان هبة حلفت الا تيجي معايا وانتي عارفة هبة يومها بسنة "
تدخلت هبة وقد نسيت وجود ادهم الذي كان يتابع الموقف من الزاوية
"حمد لله على السلامة يا عسل انتي ،،، هو في كده حتى وانتي تعبانة زي القمر ،،، مع انك خسارة في الي اسمه ادهم ده "
جحظت عينا ملاك ومها سوياً ووجها نظرهما الى ادهم الذي رفع حاجبه مستنكراً من الذي وصل لمسامعه
تنحنحت مها باحراج
"لأ خالص يا هبة دول لاقين على بعض جداً "
قالتها بصوت مرتجف
ولكن هبة اكملت ما كانت تتحدث به
" هو ايه الي لايقين على بعض ظي بلاش كدب
هي السكر محلي على كريمة دي زي ابو لهب الي فتح لنا الباب ده حتى مهانش عليه يقولينا اتفضلو جاته داهية فشكله .... اكملت بحالمية ... هو لو يبقى زي ابن عمه العسل ده ححححح هو كان اسمه ايه .. اه امجد يا لهوي ده حتى اسمه يجنن زيه ... جعدت وجهها بتقزز ... مش ادهم يععع ... متزعليش مني يا ملاك بس انتي تستاهلي واحد غير ادهم ده "
كانت مها شبه مغيبة من الخوف ونظراتها مصوبه على ادهم الذي بدأت عيناه تحمر وعروق رقبته تظهر دعت بالرحمة سراً على شقيقتها فأدهم لن يرحمها
امت عند ادهم لم يستطيع ان يتمالك نفسه عند هذا الحد فهي تحاول اقناعها برجل غيره ذهب اليها التفتت هبة لصوت خطوات اخرى في الغرفة
جحظت عيناها بذعر عندما شاهدته ينظر اليها بغضب تيقنت انها على حافة الهاوية لعنت لسانها الذي دائماً يجلب لها المشاكل
وقفت مها بين ادهم وبين شقيقتها التي التصقت بها من الخوف قالت مها بارتباك
"حقك عليا انا اسفة ،،، عيلة صغيرة متفهمش حقك عليا انا اسفة انا اسفة"
كانت نظراته مصوبة على اختها هبة التي تطالعه بذعر
وقبل ان يسحبها من خلف مها
صرخت ملاك متصنعة الالم لتنقذ هبة من الموقف الذي وضعت نفسها به اقترب منها ادهم
"حبيبتي مالك ،، حاسة بايه انده الدكتورة"
اجابته ملاك متصنعة الوجع
"لأ يا حبيبي انا بس حسيت بحاجة وجعتني وخلاص راحت انتا بس خليك قاعد جمبي"
اقترب وجلس في جانبها وقد نسي موضوع هبة
لكزت مها شقيقتها وقالت لها بخفوت
"اخرجي برا الاوضة قبل ما يفضالك وساعتها محدش هيلحقك وتبقي موتي بدري يا عيني "
تسحبت هبة بهدوء وخرجت دون ان ينتبه لها ادهم الذي كان مشغولاً مع ملاك
تنفست الصعداء عندما اغلقت الباب خلفها وما ان استدارت حتى اصطدمت باحد رفعت رأسها وابتسمت ببلاهة
قال امجد بهدوء وعيناه مسلطة على عيناها
"انا اسف ،، انتي كويسة"
هزت رأسها بالايجاب وظلت تنظر اليه وكأنها مغيبة
اقترب منها امجد
" انتي متأكدة انك كويسة "
اجابته بغباء
"لما شوفتك بقيت كويسة "
عقد امجد حاجبيه بتعجب من اجابتها
تركها ودلف للداخل جلست هبة على الكرسي تنهر نفسها على غبائها حدقت نفسها بخفوت
"يقول عني ايه دلوقتي ،، بس يخربيت حلاوة أمه هو في كده "
اخرجت هاتفها واخذت تعبث به حتى وجدت من يجلس بجانبها فلم يكن سوى امجد
"هو انتي فسنة كام "
شعرت هبة وكأن الارض تدور من تحتها من قربه
اجابته بخفوت وانفاسها اصلحت لاهثة وهي تحاول تمالك نفسها
"سنة ثالثة ادارة اعمال "
هز امجد رأسه وعيناه تجوب وجهها الابيض الجميل شعرها البني المنسدل على ظهرها عيناها الزرقاء المظللة برموش كثيفة انفها المنحوت الصغير شفتيها المرسومتان بدا وكأنه يحفظ تفاصيل وجهها افاق على رنة هاتفه اخرجه من جيب بدلته فكانت والدته تتصل
"ايوه يا حبيبتي ... "
قالها واحست تلك التي تجلس بجانبه كأنها وقعت من على جرف عالي ولكنها انتبهت لباقي جملته...
"لأ يا ماما انا دلوقتي هرجع الشركة ،، انتي خلي السواق يوصلك عند ملاك في المستشفى وانا لو خلصت شغل بدري هعدي عليكي نروح مع بعض ماشي يا حبيبتي ... سيدنا محمد رسول الله "
اغلق هاتفه ودسه في جيبه التفت للجالسه جانبه كانت تنظر لساعتها
"هو انتي مش عند ملاك ومها ليه "
ارتبكت هبة من السؤال
"ها .... ااااصل .... اه انا كنت عندهم بس في موضوع خاص بين مها وملاك بيتكلمو فيه عشان كده انا خرجت وسيبتهم على راحتهم"
عقد امجد حاجبيه بتعجب
فهو رأى ادهم فالداخل هل يعقل ان ادهم يعلم ما هو الموضوع الخاص لم يهتم بالامر كثيرا
"هو انتي اسمك ايه"
"انا اسمي هبة "
قالتها بابتسامة بلهاء
خرجت مها ووسلمت على امجد وسحبت شقيقتها من يدها وما ان ابتعدت عن امجد جهرت بها
"هو انتي مش هتبطلي اسلوبك ده ... ده كان شوية وهيقتلك لولا ان ملاك عملت نفسها تعبت ولا كان الله اعلم ايه الي كان حصلك امسكي لسانك ده شوية "
- تبع الفصل التالي اضغط على (رواية عشق الملاك) اسم الرواية