رواية بكل الحب الفصل الرابع عشر 14 - بقلم ناهد خالد
” وكيف أبدأ من جديد والأمس مازال بداخلي ؟ ”
_سليم.
صرخ بها معتصم وهو يركض تجاهه ليفض الاشتباك بينه وبين المهندس..
اعترض سليم بغضب وهو يحاول إبعاد معتصم :
_اوعي يامعتصم، مش هسيبه غير لما يقول مراتي فين، أنا عارف إن ال*** ده عارف مكانها.
هتف معتصم بغضب :
_ياجدع اوعي ميصحش كده، اوعي ياسليم بقي واهدي ياخي.
_سليم.
قالها محمد الذي دلف للتو علي صوت الشجار العالي وأكمل بحده :
_سيبه فورًا.
زفر بغضب وهو يدفع بالأخير ليرتد للخلف، اعتذر منه معتصم ووالده وفر هاربًا قبل أن يثور عليه مره أخري..
اقترب منه والده حتي أصبح أمامه هتف بحده:
_هو أنت بقيت بلطجي علي آخر الزمن؟
زفر بعنف وهو يقول بغضب:
_بابا لو سمحت أنا علي أخري ياريت بلاش كلام معايا دلوقتي.
_هو ايه الي علي أخرك؟ أيه ذنب الناس عشان تطلع فيهم غضبك وتبهدلهم بالشكل ده..
رد بغضب مازال متمكن منه:
_اطلع فيهم ايه! ده عارف مكانها وأنا متأكد بس مش عاوز ينطق..
_وهو كده هينطق!، اسمع ياسليم أتحكم في أعصابك وفوق لنفسك ولشغلك.. اعتقد كانت رغبتك في الانفصال وسألتك إذا كان ممكن يبقي في فرصه تانيه بينكوا ولا لأ وأنت قولت لأ.. متلومهاش بقي أنها بعدت، واتحمل نتيجة كلامك الي قولته يومها.. لكن أنا مش هتحمل تصرفاتك الطايشه دي كتير، من بكره ترجع الفيلا مفيش قعاد في فنادق، وترجع تتابع شغلك زي الاول مش يوم كل اسبوعين! في شغل كتير متعطل لأنه تحت إدارتك، وهقولك تاني اتحكم في أعصابك وبلاش مشاكل.. مادام مش عاوز يقول مكانها يبقي اكيد دي رغبتها وياريت تحترمها.
ذهب محمد بعدما ألقي كلماته علي مسامع سليم الذي هتف بضجر وهو يقول بعد ذهابه:
_احترم رغبتها آه.. ده في المشمش..
هز معتصم رأسه بيأس وهو يقول:
_ياسليم لازم تهدي شويه مينفعش كده..
نظر له وهتف بلامباله:
_معتصم شوف أنت رايح فين..
زفر الأخير بيأس واتجه للخارج، ذم شفتيهِ بتوعد وهو يقول:
_هلاقيكِ حتي لو بعد سنين..وساعتها مش هسمحلك حتي تفكري في البعد تاني..
___________ناهد خالد _______
دلفت السكرتيره الخاصه بمكتبها وهي تقول :
_السيد أمير بالخارج يريد مقابلتك..
رفعت نظرها باستغراب وقالت:
_السيد أمير عثمان؟
_نعم.
قطبت حاجبيها باستغراب ما الذي جاء بهِ لهنا؟.
_دعيه يدخل..
ثواني ودلف أمير بابتسامه واسعه هتف ما إن رآها..
_اوووه.. هو القمر بيطلع بالنهار!
ابتسمت بمجامله وردت:
_مش شايف أن دي معاكسه قديمه شويه.
غمز لها وهو يجلس ويقول:
_مانا اخاف اقول الجديد تزعلي.
رفعت حاجبها بسخريه وقالت بجراءه لم تعهدها:
_يبقي اكيد فيها وقاحه.
ضحك بمرح وقال:
_لا كله إلا كده أنا مليش في الوقاحه.
ردت بسخريه :
_اه اومال.. لكن اي جابك من روما فجأه كده..
_أبدًا أنتِ عارفه إني جاي هنا الكام شهر دول اتابع الشركه الي بعملها هنا، خلاص بشطب فهرجع شهر كده مصر اتابع الي هناك وهاجي تاني، قولت اعدي عليكِ يمكن تحتاجي حاجه..
صمتت قليلاً تفكر، ثم قالت :
_لأ، مش عاوزه، بس هطلب منك لو اي حد سألك عني حتي لو صدفه.. أنت مشوفتنيش.
رغم عدم معرفته للسبب لكنه أومئ قائلاً :
_تمام، متقلقيش..
_تمام توصل بالسلامه.
_شكرًا.
_______ ناهد خالد ____
ثماني أشهر كامله مرت…
كم كانت صعبه علي الجميع.. وأقصد الجميع بالفعل..
فسليم أصبح أكثر عصبيه وأسرع غضبًا، وأكثر إهمالاً في عمله بشكل أو بآخر.. لم يعد يهتم بنفس القدر الماضي، تشتعل النيران بداخله كلما هاتفه من كلفهم بالبحث عنها وأخبروه بعدم إيجادهم لها.. وأخيرًا ومنذ شهر واحد فقط جعلهم يتوقفون عن البحث فثمانية أشهر ونصف لم تأتي بأي نتيجه.. قاربت علي العشرة أشهر منذ قررت الهجر.. حاول كثيرًا بعث أي رسائل لها علي شريحة الموبايل ولكن لم يُفتح الخط مره أخري من وقت أن بعثت له بالرساله..
وبالطبع معتصم و أبيه يعانون من غضبه الذي يسبب لهم الكثير من المشاكل.. فيوميًا تقريبًا يتشاجر مع أحد الموظفين ويقفون هم بينهما لفض الشباك..
أما عن داليا فالعشرة أشهر لم يكونوا كافيين لها كي تنساه.. كانت تتسلل لمواقع التواصل الإجتماعي كي تتابع آخر أخباره خلسه , لا تعلم متي ستكف عن هذا ومتي ستساعد ذاتها للخروج من قوقعة سليم المنشاوي , تمر الأيام وتشعروكأنها تركت موطنها بالأمس القريب .
____( ناهد خالد )_______
منهمك بين أوراق عمله فهو لم يأتي بالأمس فتراكم العمل عليهِ وللأسف يجب أن ينتهي من التصميم ليبدأو بتنفيذه , ووالده ترك له التصميم ولم يقبل أن يصممه غيره , كأنه يعجزه ليرضخ للعمل مُرغمًا , ولا يصدق أنه الآن يقول مُرغمًا ألم يكن هذا عمله الذي يكن له الكثير من الشغف …ولكن الحقيقه أن شغفه ذهب معها .
– بشمهندس سليم .
– في ايه يافاتن ؟
– في واحده بره عاوزه تقابل حضرتك .
– مين؟
– مش عارفه يافندم بتقول عاوزه حضرتك في شغل مهم .
تأفف وهو يقول :
– وديها لمعتصم .
– بس هي مصممه تقابل حضرتك .
رد بزهق :
– دخليها خلينا نخلص .
دلفت امراءه في كامل أناقتها , جميله لحد جاذب , مرتديه بنطال طويل أبيض وكنزه سوداء مكتوب عليها بالأبيض وحذاء أسود ذو كعب وحقيبه يد بيضاء , وشعرها الأسود الذي عصقته علي شكل ذيل حصان , ومكياج بسيط جدًا .
– أهلاً .
قالها باقتضاب وهو يمد يده ليصافحها , صافحته بجمود وهي ترفع رأسها بشموخ تقول :
– أماني نصار , hotel manager ( مديرة فندق ) رويال .
( بطلة الحكايه الجديده ) .
– أهلاً اتفضلي .
أردفت بحده :
– الحقيقه أني أصريت أقابل حضرتك لأن عندي شكوي من الشركه .
رد بجديه :
– شكوة ايه اتفضلي .
سردت له بعض التفاصيل التي أزعجتها من تعامل الشركه معها أثناء تجديد ديكور الفندق المسؤله عنه وختمت حديثها :
– أنا مش أول مره اتعامل مع حضراتكم , بس الحقيقه اتضايقت من الأخطاء الي حصلت .
رد بضيق :
– حقك طبعًا , بعتذر عن الي حصل , وبكره إن شاء الله هيوصلك ربع المبلغ الي دفعتيه كاعتذار منا .
ردت بجديه :
– بشمهندس أنا آخر حاجه تهمني الفلوس ومش هقبل بالي حضرتك بتقوله أنا بس جيت أبلغك عشان تاخد بالك من الي بيحصل عشان ميكونش آخر تعامل بيني وبين الشركه .
رغم أنه شعر بنبرة تهديد تبطن حديثها لكنه تغاضي عنها وهو يقول بجمود :
– تمام , أوعدك أن ده مش هيتكرر .
وقفت تأخذ حقيبتها وهي تتجه للخروج :
– شكرًا لتفهمك .
وأثناء خروجها اصطدمت بالسكرتيره التي كادت تدق الباب أفسحت لها المجال وخرجت لتجد رجل يجلس أمام مكتب السكرتاريه وما أن رآها حتي طالعها من رأسها لقدميها , كادت تتجه للخروج لكنها توقفت حين استمعت لهمسه الوقح :
– مهلبيه بالقشطه ياناس .
قطبت حاجبيها بغضب وهي تلتفت له بأعين مشتعله , وبجرأتها التي اكتسبتها مؤخرًا اتجهت له وقالت بحده :
– بتقول ايه ؟
وقف ببرود وهو يضع كفيهِ في جيب بنطاله :
– مقولتش .
رفعت زاوية فمها وهي تقول بسخريه :
– طب مادام مش قد الكلام بتقوله ليه ؟
حسنًا استطاعت استفزازه ونجحت :
– قلت مهلبيه بالقشطه .
أما عنها فاحتل الغضب كيانها وردت بحده :
– مين دي ؟ أمك !.
كادت عيناه أن تخرج من محلها وهو يستمع لما قالته , اشتعل الغضب بهِ وهي تطالعه بقوه ولم تهتز شعره منها , كاد يقترب منها حين قاطعته السكرتيره تقول :
– بشمهندس سليم منتظرك يا أستاذ أمير .
التف لها وحين التف للتي تجرأت عيلهِ لم يجدها واقفه , نظر للسكرتيره وقال بغضب :
– مين دي ؟
– مش عارفه مقالتش اسمها .
جز علي أسنانه بضيق ودلف لسليم …
بعد دقائق …
– تمام هتستلم الشركه آخر الأسبوع .
– طيب كنت عاوز أعدل حاجه في الوجهه الخارجيه .
– ايه هي ؟
سأله سليم بغيظ فهو بالكاد يتحمل هذا السمج !
أخرج هاتفه وأراه لسليم وهو يقول :
– عاوز أعمل التصميم ده .
نظر للتصميم لتتسع عيناه بشده وهو يدقق بهِ , أنه لها , لن يخطأ بهِ , من المستحيل أن يفعل , هو يعلم شكل تصاميمها جيدًا ومازاد تأكيده ال DM التي تكتبها دومًا في اي تصميم .
وقف سريعًا واتجه لأمير يسأله بلهفه :
– هي فين ؟
وقف أمامه يسأله بجهل :
– هي مين ؟
رد بغضب :
– داليا , هي الي عملالك التصميم هي فين ؟
توتر أمير قليلاً وهو يسأله :
– عرفت منين إن هي ؟
زفر بغضب :
– مش وقته , هي فين ؟
رد الأخير بهدوء :
– معرفش.
اقترب منه سليم بغضب :
– أنت كداب ولو حلفت من هنا لبكره مش هصدقك , هي فين …
علم سليم أن هذه الطريقه لن تأتي نفعًا مع العنيد الذي أمامه فهدأ من نبرته يقول :
– بجد محتاج أعرف مكانها , بقالها 10 شهور مختفيه ومعرفش عنها حاجه , بسبب مشكله حصلت بينا بس هي فهمتها غلط ولما روحت افهمها ملقيتهاش .
نظر له أمير بتردد وقال :
– وأنا ايه الي يضمنلي أن كلامك صح وأنه مجرد سوء تفاهم يعني مش أذيتها في حاجه كبيره .
-تعالي معايا .
أخذه واتجه لمكتب والده الذي أكد علي حديثه فهو يريد أن يُلم الشمل مره أخري يكفي كل هذه المده .
وقف أمير محتارًا بينهما حتي قال سليم بغضب خفي :
– اعتقد راجل كبير زي بابا مش هيكدب !
تنهد أمير بهدوء وقال :
– إيطاليا , ميلانو .
قال سليم بلهفه طاغيه :
– العنوان بالضبط ..
_______( ناهد خالد )______
بعد ثلاثة أيام …
كانت جالسه مساءً في مكتبها تراجع أخر أعمالها قبل الانصراف حتي دلفت السكرتيره تقول :
– مهندسه داليا , يوجد شخص بالخارج يريد مقابلتك .
– من ؟
– يقول أنها مفاجئه .
قطبت حاجبيها بتفكير وقالت :
– دعيه يدخل .
عادت للعمل بأوراقها حتي استمعت لصوت الباب يُفتح ببطئ , رفعت نظرها لتري الزائر .
شهقت واقفه وعيناها متسعه بعدم تصديق وهي تراه أمامها بعد كل هذا الغياب وتمتمت بدهشه :
– سليم! .
زفر أنفاسه طويلاً وكأنه كان يحتبسها كل هذه الأشهر وقال بتعب ونبره معاتبه :
– الله يسامحك طلعتِ عيني .
يتبع…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية بكل الحب ) اسم الرواية