رواية اختلاج روح الفصل الخامس عشر 15 - بقلم لولي سامي
خرج اسر من مقر شركته متوجها إلي منزل جودي لمحاولة مقابلتها بعيدا عن أهلها وعن مقر عملها فجلس بداخل سيارته منتظرها من الجهة المقابلة للمنزل في ميعاد رجوعها من العمل وبعد قليل من الانتظار فوجئ بخروج احمد من البناية يستقل سيارته فخرج اسر مسرعا من سيارته وعبر الشارع مسرعا ليلحق به ليشبعه ضربا فكيف له أن يتجرأ ويقترب من زوجته الم يكفيه ما فعله بالأمس ولكنه لم يستطع اللحاق به فقد أدار احمد سيارته وانطلق بها فلم يستطع آسر اللحاق به فانطلق اسر متوجها حيث شقة جودي وأخذ يطرق على الباب بصورة جنونية ففتح اشرف الباب مرة أخري ودخل اسر لمنتصف الشقه باحثا عن جودي وبصوت جهوري / هي فييييين ؟ الهانم فييين ؟ امسكه اشرف من عضده واداره إليه/ انت ازاي تتهجم علينا بالشكل ده ؟ انت اتجننت ؟
اسر بصورة جنونية / انا هتجنن لو معرفتش احمد كان هنا بيعمل اييييه؟ وازاي واحد حقير بالشكل ده يدخل هنا؟
اشرف بلهجة صارمة/والله انت السبب لدخول الاشكال ده هنا وفي حياتكم من الأساس.
اسر بنهجان من مشاعره الثائرة / لو سمحت يا عمي عايز اكلم جودي حالا.
اشرف بغضب محاولا حماية ابنته من غضب اسر / اسف جودي مش هتطلع تكلمك وانت بالحالة ده عايز تشوف ابنك اهلا وسهلا نطلعهولك غير كدة تبقي نورت.
جودي/ بس انا يا بابا عايزة اتكلم معاه بعد اذنك
وعند سماع صوتها وكأنها البلسم التي داوت روحه هدأ اسر وذهب عنه غضبه ونظر إليها نظرات محملة بشوق عالي وابتسم لرؤياها وبصوت هادئ نوعا ما / ازيك يا جودي؟
استشعر اشرف هدوءة ورغبة ابنته في التحدث إليه فتركهم بمفردهم ودخل الي سمية .
جودي بنظرة قوية/ عايز ايه يا اسر؟ جاي ليه؟
اقترب اسر منها ونظر إلى عمق عينيها وبصوت حاني مشتاق / وحشتيني… وحشتيني اوي.
نظرت جودي إليه ثم التفتت لتهرب من نظراته محاولة عدم الضعف وتوجهت لتجلس على الأريكة جلست متصنعة القوة ووضعت ساق فوق الأخري وتسألت/ عايز ايه يا اسر ؟ احنا اتفقنا على الطلاق جاي ليه دلوقتي؟
توجه إليها اسر وجلس في مقابلها / بس انا مش عايز أطلق يا جودي انا جاي اعتذرلك واتاسف واقولك سامحيني.
وكأنه ضغط على الجرح مرة أخري ليفتح بمرارته والمه. جودي والدموع ترقرق في عينيها/ اسامحك على ايه ولا ايه ؟ اسامحك على خيانة ثقتي فيك ،ولا علي أن عينك شافت غيري ،ولا على تضحيتك بحبنا وذكرياتنا،ولا على اهمالك اللي كنت بلتمسلك فيه العذر وانت كنت مع غيري .ولا على ابنك اللي حتى محطتهوش في حسبانك وقت ما حبيت نبعد ؟ اسامحك على ايه ولا ايه ؟
ثم مسحت بكفها دمعة تمردت على صمودها أمامه.واستطردت قائلة مستدعية لغضبه مرة أخري قاصده إثارة غيرته لتزيقه مما ذاقته من قبل/ ودلوقتي جاي تسال احمد كان هنا بيعمل ايه؟ اقولك انا كان بيسأل على ابنك لو عايز حاجه او لو هنحتاج حاجه.
فعلا نجحت في إثارة غضبه مرة أخري وتحولت عينيه العاشقه الي عين غاضبة تملأها التوعد وبصوت جامد/ملكيش دعوة باحمد يا جودي انتي متعرفيش هو قذر لاي درجة ومن بكرة تقدمي استقالتك عنده ،ده إنسان حقير لابعد الحدود والكلب ده انا هعرف اشوف شغلي معاه .
جودي بتحدي صارخ وكأنها تسكب البنزين على النار حتى تشتعل اكثر/ والله انت متقوليش اعمل ايه ومعملش ايه انا المسؤول عني حاليا والدي وبالنسبة لاحمد انا مليش دعوة لبيه ولا بغيره انا ليا ابني وشغلي وبس.
اشرف وهو يمسك ذراعها /انا قولتلك تسيبي الشغل من بكرة ولو عايزة الشغل شركتي موجودة بس احمد لا سامعه احمد لا.
سحبت ذراعها من يده بقوة ورفعت رأسها متحدية قراراته ومتجاهلة ما قاله وسألته/مقولتليش هتبدا في إجراءات الطلاق امتي؟
نظر لها وكأنه يبلغها بقراره الذي لا رجعة فيه/ مفيش طلاق وهترجعيلي وبارادتك سامعه يا جودي بإرادتك. انا هسيبك دلوقتي ترتاحي بس هرجع تاني وهتلاقيني في كل مكان تروحيه مش هسيبك يعني مش هسيبك . ثم انطلق خارجا من الشقه مغلقا الباب خلفه
تنفست جودي الصعداء وكأنها كانت بحرب فهي بالاصل كانت تجاهد نفسها وروحها لتظهر أمامه قوية لم تنكر فرحتها بعدولة عن قرار الطلاق ولكن يجب أن لا تضعف سريعا فيجب أن يذوق من نفس الكأس فكم حاولت معه وترجته للرجوع عن قراره ولكن لم يفعل فالان وقتها لتذيقه من نفس كأسها.
………………………………….
هبط اسر من عند جودي متجها إلى احمد متوعدا له بالكثير حتى وصل إلى مقر شركته ودخل يسأل عنه ولكنه لم يجده ولا احد يعلم الي اي جهه ذهب لها فتوقع ذهابه لفتنة وبالفعل استقل سيارته وتوجه حيث شقة فتنة ووصل بوقت قياسي حيث كان غضبه من يقوده وصل إلي شقة فتنة وأخذ يطرق عليها بقوة حتى خرج الجار المقابل لشقتها وتحت نظراته المشمئزة لأسر قال له/ مفيش حد هنا يا استاذ .مش هترحمونا بقي من الأرف ده ونظر له من أعلاه لاسفله واغلق الباب بوجهه.
هبط اسر الدرج وهو مشمئز من حاله كيف لم يفكر حتى في السؤال عنها من جيرانها ؟ كيف كان يأمن لها هكذا ؟ ثم تنفس الصعداء وكأن جبل أزاح من على صدره وأخذ يحمد ربه على انكشاف أمرها مبكرا ويدعوه أن يلين قلب جودي عليه
…………………………………….
بمنزل جودي جلست مع والديها وقد تغير حالها للنقيض قبل مجئ اسر فالان أصبح وجهها تزينه الابتسامة بعد أن كانت مقتضبة دائما فعلقت والدتها/شايفاكي مبسوطة يعني مش كنتي مضايقة من شوية ولا حنيتي خلاص اول ما قالك ارجعيلي
جودي بابتسامة حالمه وتنهيده / مش موضوع حنيت يا ماما موضوع أن اسر لسه بيحبني لسه بيغير عليا انا في فترة اتحايلت عليه علشان يكون معايا علشان ابنه بس تخيلي لما يجيلي النهارده ويحاول يصالحني ويكون شايط من الغيرة وكلامنا يبدأ ويخلص في حدود حبنا يااااااه احساس جميل اوي.
تشدقت سمية ونظرت لها بعين الاستغراب/ شوفي ازاي طب يا اختي هتعملي ايه يعني؟ خلاص كدة نتكل احنا على الله ونسيبكم تتصافوا.
هنا تدخل اشرف/ في ايه بس يا حاجه مالك البنت بتقولك حاسه بايه تقومي تقوليلها نتكل احنا على الله لا طبعا اللي عمله مادام وصلني انا يبقى لازم قبل ما يرجع كمان يقولي انا ويستأذني كمان، مينفعش يغلط ويرجع ولا أكن حاجه حصلت ده ينفع لما يكونوا متخاصمين عادي متضايقين من بعض زي ما كنت سايبهم مع بعض في البداية يمكن الموضوع يتلم بينهم ساعتها يحلوا مشاكلهم بينهم وبين بعض لكن لما توصل للطلاق الفعلي ويبلغني انا بيه يبقي مادام اتدخلت يبقي مينفعش الموضوع يتعدي كدة ولا ايه يا بنتي؟
جودي بنفس الابتسامه/ انت صح يا بابا انا برضه مش عايزاه يخلص على اسف وخلاص لازم يستوي شويه.
سمية باقتضاب/ طيب مادام فيها ولا ايه يا بنتي، وانت صح يا بابا ،يبقي أخرج انا منها بقي واسيبكم انتوا مع بعض.
وهمت بالقيام فأمسك كفها اشرف / رايحه فين يا حاجه انا اقدر استغني عنك برضه
ثم وجهه نظره لجودي ليقول لها/ قومي يا بت يا جودي قومي اعمللنا فنجانين قهوة انا وامك يالا.
جلست سمية منتفخة الصدر وابتسامة المنتصرين تزين وجنتيها /طيب وادي قاعدة لما اشوفك عايز ايه يا اشرف يالا يا جودي وابقي وطي النار على القهوة عايزاها بوش على مهلك يعني.
استقامت جودي وهي تنظر لوالديها والسعادة تغمرها وقبلت والدها ووالدتها ودعت لهم / ربنا يخليكم ليا ويديكم الصحة ويديم الحب بينكم يا رب وتوجهت الي للمطبخ لتعد فنجاني القهوة بعد غسل الصحون حتى تترك لهم الوقت الكافي للانفراد.
…………………………………………
رجع اسر الي شركته بعد أن دار بالسيارة بغير وجهه وذهنه شارد في كيفية الاعتذار لجودي وكيف يقنعها بالاستقالة من شركة احمد ومحاولة أبعادها عن طريقه فهو يشعر أن احمد ينوي على التقرب منها ولكن كيف ذلك فقرر محاولة محاصرتها حتي يتسني له رؤيتها ومحاولة الاعتذار مرارا وتكرارا وايضا يكون على علم بكل خطواتها .
انقضي اليوم وأسر بشركته فالان ليس له مكان آخر يتوجهه إليه وقد أصبح وجهه باهتا بعد ملامح الاشراق التي كانت تزينه دائما ،كما أن الوهن ظهر عليه فهو في ثورة هذه الأحداث لم يأكل إلا قليل القليل بعد أن كان مهنئ بطعام زوجته وبيته المستقر حتى طعام والدته لم يهنأ به لعتابها له دائما.
اي لعنة جلبها إليه بنفسه أخذ يستغفر مرارا وتكرارا لعل الله يستجيب لندمه ويزيح هذه الغمه.
اما احمد بعد أن حاول الاتصال بفتنة لقضاء بعض الوقت معها حتى تنسيه ضيقه ولكنه لم يجدها حتى الهاتف لم ترد عليه.
توقع أنها من الممكن أن تكن مع غيره ولكنه لا يبالي بهذا فهو يقضي وقت للاستمتاع ويعلم انها تفعل مثله . فتوجه إلي الوكر الذي يخرج فيه طاقته يرقص ويلهو ويختار احداهن للاستمتاع لينسي ما ضايقه بعد رفض والد جودي لمقابلته لها.
………………………………………..
في الصباح الباكر استعدت جودي للذهاب الى عملها بعد ما ودعت والدها ووالدتها واطمئنت على ابنها هبطت من البناية لتجد اسر يقف مرتكزا بظهره على السياره عاقدا ساقيه وينظر بالهاتف الذي بيديه رقص قلبها بداخلها فلم تكن تتوقع أنه سيأتي مرة أخري وسريعا هكذا فابتسمت ثم حاولت اخفاء هذه الابتسامة وسارت تعبر من أمامه وكأنها لم تراه تنبه اسر لعطرها قبل خيالها أو صوت أقدامها فتطلع إليها ثم ناداها بصوت رقيق وقف امامها /جودي رايحه فين؟
استغربت جودي من سؤاله وحركت كتفيها/ رايحه الشغل اكيد.
اسر مشيرا لها تجاه سيارته/ طب اتفضلي اوصلك بدل مرمطة المواصلات.
جودي باقتضاب/ مرمطة المواصلات……انا هاخد تاكسي عادي يعني مش انت كنت لما تتاخر تسيبني وتنزل وتقولي خدي تاكسي عادي يعني دلوقتي بقت مرمطة مواصلات!
يغلق اسر عينيه ثم يفتحها وابتسامة معتذرة / حقك عليا يا ستي… وانا دلوقتي بقولك اعتبريني التاكسي الخاص بيكي ثم نظر لها بعين وقحة من أعلاها لمخمصها ثم اقترب منها/ ثم اني مش هسيبك تركبي تاكسي لوحدك وانت بالجمال ده .
خجلت جودي من نظراته وكلامه الذي أسعدها كثيرا وذكرها بايام الخطوبة وما احلاها من ايام فتراجعت للخلف حفاظا على مظهرهم بالشارع وحاولت تذكيره بمكان تواجدهم /اسر عيب ميصحش كدة احنا في الشارع.
اقترب مرة أخري منها محاولا استغلال الأمر/ يبقي تتفضلي تركبي مادام مش عايزة نفضل كدة بالشارع.
حاولت جودي اخفاء ابتسامتها وبالفعل توجهت إلى السيارة وركبت فابتسم اسر علي ابتسامتها وخجلها وتنهد ثم توجه راكبا خلف عجلة القيادة وأدار المحرك متجها الي مقر عملها محاولا السير ببطئ وهدوء والنظر إليها بين الحين والآخر ثم حاول كسر حاجز الصمت بينهم فقال / الطقم ده ….حلو عليكي اوي .
نظرت جودي الي نفسها وما ترديه ثم وجهت نظرها لأسر باستغراب/الطقم ده بلبسه على طول وده أول مرة تقولي كدة.
غضب اسر من نفسه فالواضح أنها ليست هي من كانت تهمله ولكن هو من لم يكن يراها من الأساس ثم امسك يدها وقربها من فمه وقبلها وقال وهو يوزع نظراته بين الطريق وبينها / حقك عليا يا جودي انا فعلا قصرت في حقك جامد بس خلاص أنا بجد مبقتش شايف غيرك يا حبيبتي.
سحبت جودي يدها من يده محاوله تذكيره أو بمعنى أدق إثارة غضبه/ متنساش يا اسر أننا مطلقين ومينفعش كدة، وكمان مالك كدة ماشي على قشر بيض سرع شوية هتاخر كدة.
وبالفعل وصلت لما ترنو إليه وتحدث اسر بعصبية ظاهرة/جودي لو سمحت متجبيش سيرة الزفت الطلاق ده تاني، قولت كانت غلطة وهصلحها على فكرة أنا ممكن اردك ببساطة جدا بس انا حابب نرجع لبعض وانتي موافقة مش غصب عنك بس لو ملقتش قدامي غير كدة هتضطريني ارجعك غصب عنك.ثم تنهد ليهدأ من حاله ويلعب معها نفس لعبتها ويتلاعب بالالفاظ/أما بالنسبة لسرعة العربية يا ستي فأنا لاقيت أن في السرعة الندامة وقولت لازم امشي على مهلي وبراحتي ومتسرعش تاني ولو على شغلك فإنتي تروحي بمزاجك وفي الوقت اللي تحبيه ولو مش عاجبه تستقيلي انتي مش محتاجة حاجه ولا ايه؟؟
ابتسمت جودي وادارت رأسها تجاه نافذة السيارة حتى تخفي ابتسامتها وسعادتها التي تظهر على محياها ولكن استشعر اسر سعادتها وامسك يدها مرة أخري محاولا توصيل رسالة لها/ تاني مره متسحبيش ايدك من ايدي حتى لو انا سيبتها خليكي انتي ماسكة فيا سامعة يا جودي .
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية اختلاج روح) اسم الرواية