رواية الملك النمر الفصل الخامس عشر 15 - بقلم بيتر نيدفيد
(15)
شوفت كائن أسود ضخم يشبه النمور بانياب حادة طويلة وبعيون غاضبة بلونها الاحمر الناري
وليه ديل غريب يشبه ذيول التماسيح مهما قولت عن مواصفاته مش هقدر اوصفه زي ماشوفته بعيني
..
الكائن اللي يشبه النمور ده دخل في معركة مع الافعى ذات الثلاث رؤوس وقدر يسيطر عليها بقوة وثقة وقطع رؤوسها التلاته وحولها جثة هامدة ..
ايه اللي ممكن يقدر يعمله شخص غلبان زيي قدام كائن بالقوة المهولة دي ، مخي وقف عن التفكير واعصابي كانت بتترعش من الخوف ماكنتش قادر اسيطر على نفسي ، لكن استغليت انشغاله بالافعى اللي كان ابتدا ياكل من لحمها وقومت من مكاني وجريت ..
جريت بكل قوتي وبقدر استطاعتي ويمكن فوق استطاعتي كنت بجري وبس بدون توقف ، لكن حسيت بزلزلة الارض تحت مني ، واصوات جايه من ورايا واكتشفت لما بصيت انه الجامون ، بيجري ناحيتي ، وسبقني ووقف قدامي ودب برجليه على الارض فوقعت تحت منه ،قرب بوشه ناحيتي وفحصني بعينيه بشكل مرعب ، انكمشت في جسمي وغطيت وشى بايدي وكنت منتظر انه يبلعني في اي لحظة ، وكنت بتمنى ماحسش باي الم واموت بسرعة ، لكن سمعت صوت بيقولي :-
" أنت مين ، وبتعمل ايه في مملكتي ؟ "
اتصدمت لما سمعت صوته وانه قادر يتكلم زيي وبقيت مستغرب هو ده حيوان ولا شيطان ولا انسان ماكنتش قادر استوعب انه بيكلمني فمردتش عليه فدب برجليه ع الارض بغضب مرة تانية والارض اهتزت من غضبه ، فنطقت بسرعة وقولت
" انا ليبو تاجر غلبان جيت في مهمة من اجل الحب والعشق "
رد الجامون بنبرة اقل حدة وقال :
- احكيلي قصتك وحذاري تكدب في حرف ، ايه مهمتك هنا وايه علاقة الوادي بالحب والعشق "
= حظي وقعني في حب اميرة بنت ملك جبار ، اتسجنت بعد محاولات كتير اني اشوفها او اسمع صوتها وكان الملك هيقطع رقبتي لما طلبت اتجوزها ، ولما فهم ان بنته موافقه على الجواز طلب مني اجي لهنا واقطع راسك واسلمها ليه وساعتها هيوافق ع الجواز من بنته الأميرة فاريا
ضحك الجامون وقال :
- يعني انت جي تقطع رقبتي انا ؟
= كنت فاكر اني ممكن اقدر اقتلك ، لكن بعد ماشوفتك عرفت ان ده استحاله يحصل ومصيري دلوقت يا مقتول يا اما هرجع للاميرة مكسور
- وانا مش هقتلك عشان صارحتني بالحقيقة بدون الاعيب البشر لكن هتخرج من هنا بجسم نمر وعليك تنفذ مهمة جديدة ليا ووقتها هترجع تاني بجسم انسان لو نجحت فى تنفيذها ، وهرجعك منصور للملك وتتجوز من الاميرة
= وايه المهمة المطلوبة
- زهرة الجحيم موجودة على قمة جبل الحياة زهرة وحيدة واوراقها مزيج بين اللون الاحمر والاسود هتجبها لعندي وهتكون خدمة قصاد خدمة حققلي طلبي واحققلك مهمتك
= انا مش فاهم ازاي هتحقق مهمتي ، هتسبني اقطع رقبتك ؟
- ده مش جسمي ، انا ابن ملك من ملوك الجن واتحبست في الجسم ده بلعنة من الملك واتمنعت أني اخرج من الوادي من مئات السنين ومافيش حاجة هتحررني من اللعنة والعقاب غير زهرة الجحيم ساعتها هسلمك الجسم تقطع رقبته وتسلمها للملك
كانت فرصة بالنسبالي اني انفذ طلبه واجيبله زهرة الجحيم وساعتها بس هرجع للملك منتصر واستحق الجواز من بنته فاريا ..
وفي خلال لحظات انتبهت ان جسمي اتحول لشكل النمر وودعت الجامون الى لقاء لما ارجعله بالمطلوب ، وجريت من الوادي بسرعة وقوة عجيبة ، جسم النمر خلاني اسرع واقوى ومرعب للكائنات التانية ، ولكن وقعت في فخ صيد قبل وصولي جبل الحياة واتحطيت هنا فى قفص السجن واتقفل عليا ، ولا قدرت ارجع لجسم أنسان زي ماكنت ولا قدرت انفذ طلب الملك عشان اتجوز من الاميرة ولا نفذت مهمة الجامون فكرت كتير انطق واتكلم مع الحراس لكن خوفت يقتلوني لما يعرفوا اني مسحور ومش نمر طبيعي ، ودلوقت ياهرماس وبرغم ان سنك لسه صغير لكن اوعدني تفضل فاكر قصتي وترددها على نفسك كل يوم ، ووقت ماتخرج من هنا تربي نمر وتسميه ليبو على اسمي عشان ماتنسانيش ابداً ، وتنفذ المهمة مكاني وتسلم الجامون زهرة الجحيم وتحرره وتحررني من سحره ، ولو بقيت الملك تخرجني من سجني
وهنا انهى النمر ليبو حكايته من وقت ماسمعت قصته وبقيت ارددها في نفسي كل يوم واصريت اربي نمر برغم اعتراضات الملكة صوفيا وسميته ليبو عشان افضل فاكره ، وبقيت مرتبط بالنمور كأني واحد منهم بفهمهم ويفهموني ومستني الوقت اللي انفذ فيه مهمة زهرة الجحيم ومن بعدها الوادي المسحور
استغربت لوسيا من حكاية هرماس عن النمر ليبو المسحور وبعد دقايق من الصمت ردت وقالت :
- بس ده يامولاي معناه انك هتجازف بروحك عشان تنقذ ليبو ويمكن يكون مات لان القصة دي بقالها سنين ، ثم انه حتى لو لسه عايش واتحول لإنسان وهو لسه في قفص السجن ممكن الحراس تقتله ، لما يشوفوا قدامهم أن النمر اتحول لإنسان
= دي مهمتي التالته اولا زهرة الجحيم من جبل الحياة ومن بعدها تحرير الجامون من الوادي المسحور والمهمة التالته تحرير ليبو من السجن
- مستقبلك يامولاي يمنعك انك تخاطر بحياتك في مهمات بالشكل ده ، والملكة صوفيا لا يمكن هتقبل تخاطر بنفسك وتهدد ملكك
= انا وعدته ، وعشت سنين منتظر اللحظة دي وجه الوقت اللي هحقق فيه وعدي بانقاذه ، بعد الحرب اللي هتكون خلال ايام واذا خرجت منها منتصر هبدأ رحلتي لجبل الحياة وللوادي
- خدني معاك وقتها أرجوك ، لان قلبي مش هيتحمل يعيش قلق الانتظار ولا هيتحمل شدة خوفه عليك
= لو خدتك معايا هفشل ، لاني هبقى خايف عليكي في كل خطوة ، وده هيأثر على تحركاتي وممكن يعجزني انتي هتنتظري هنا واوعدك أني هرجعلك بخير
*************
•تابع الفصل التالي "رواية الملك النمر" اضغط على اسم الرواية