Ads by Google X

رواية العرافة العجوز الفصل الثامن عشر 18 - بقلم عادل عبدالله

الصفحة الرئيسية

  رواية العرافة العجوز الفصل الثامن عشر 18

الحلقة الثامنة عشر

ورغم احساسه بالأرهاق النفسي والبدني ألا أنه جلس بملابسه كما هو أمام التلفاز وشرد بذهنه يفكر حتي أستغرق في نوم عمييييق ، لم يستفيق منه الا حين رأي العرافة العجوز تقف أمامه ولكن هذه المرة كانت ملامحها غاضبة وأقتربت منه وقالت : اوعي يا ولدي تطلق هند !! لو طلقتها ولاد اخوك هيضيعوا وهتكون أنت السبب !!  


فتح فريد عينيه ليجد أنه قد نام مكانه كثيرا وقد طلع نور الصباح !!

" معقول الست دي تاني ؟!!! الست دي عايزة مني أيه ؟!!! ايه ده ؟!!! النهار طلع وأنا نمت مكاني ؟!!! " 

دي المرادي بتحذرني أني اطلق هند !! وهند نفسها عايزة تطلق وانا كمان عايز اطلقها علشان احاول اصلح اللي حصل ده كله !! طيب وبعدين اعمل ايه ؟؟


نزل فريد وذهب الي عمله ، و خلال ساعات اليوم اتصل به الأستاذ توفيق " خال تغريد " !!!!

فريد : السلام عليكم .

توفيق : وعليكم السلام ورحمة الله ، أنا عايزك يا فريد النهاردة ضروري .

فريد : خير ؟؟

توفيق : لما تيجي نتكلم .

فريد : اتفضل انا سامع حضرتك .

توفيق : بأختصار يا ابني أحنا زي ما دخلنا بالمعروف عايزين نخرج بالمعروف .

فريد : يعني ايه ؟؟؟

توفيق : كلامي مفهوم ، يعني تطلق تغريد بنت أختي وكل واحد يروح لحاله .

فريد : ياااه !! ببساطة كده ؟!

توفيق :  ده طلبها هيه .

فريد : وهي تبيعني كده بسهوله ؟!!

توفيق : زي ما أنت أتجوزت عليها بسهولة .

فريد : يا عمي انا مش أتجوزت بغرض الجواز ، أنا ....

توفيق : أيا ما كان السبب اللي أتجوزت بسببه ، أنا بنت أختي مش ممكن تجيلها ضرة !!! أنت يابني كده نهيت كل حاجة وأحنا عايزين نخرج من بعض بالمعروف بدل المحاكم .

فريد : ياااه ، هي كمان ممكن توصل للمحاكم ؟!!!

توفيق : ان شاء الله مش هنحتاج نوصل للمحاكم ، أنت تديها كل حقوقها ومش هنحتاج نوصل للمحاكم بأذن الله .

فريد : لكن انا بحبها ومتمسك بيها .

توفيق : وهي خلاص مش عايزة تكمل معاك أو بمعني أصح كرهتك بعد اللي عملته فيها ومش عايزاك .

فريد : وانا يا عمي مع احترامي لك مش هتطلق ، أستأذنك بقي علشان عندي شغل ، مع السلامة .


أغلق فريد المحادثة بينما يتصبب عرقا غضبا من تلك المحادثة !!!

" معقول تغريد تكون بتفكر فعلا في الطلاق ؟!! بعد كل الحب ده ؟!! طيب يا تري لو فهمت ان جوازي انا وهند صوري هتفضل ثابتة عند موقفها ولا ممكن تعذرني وترجعلي تاني ؟؟ يا تري لو طلقت هند ده هيرجعلها كرامتها وترجعلي تاني وننسي اللي حصل ؟؟ ولو رجعتلي بعد طلاق هند هتتعامل معايا أزاي ؟؟ لكن المشكلة أن العرافة قالتلي في المنام أني لو طلقت هند ولاد أخويا هيضيعوا !!! أنا حاسس اني تايهة ومش عارف اعمل ايه ؟؟ " 


وفي عز تفكيره جاؤه اتصال اخر من أخيه أسامة !!!!!!

فريد : أزيك يا أسامة عامل ايه ؟؟

أسامة : أنا الحمد لله كويس ، قولي أنت ايه اللي حصل ده ؟؟

فريد : أنت عرفت ؟؟

أسامة : أيوه ، كنت بكلم سمية من شوية وعرفت منها ان تغريد مراتك عرفت بجوازك انت وهند وخربت الدنيا ومشيت !!

فريد : ايوه ، حصل .

أسامة : وأنت هتعمل ايه دلوقتي ؟؟

فريد : مش عارف اخد قرار لدلوقتي ، لكن الجديد اللي انت لسه متعرفوش أن خالها لسه مكلمني من شوية وبيطلب مني أطلق تغريد في هدوء و كلامه كان فيه شبه تهديد باني لو مش طلقتها وأديتها كل حقوقها هترفع عليا قضية في المحكمة .

أسامة : ياااه للدرجادي ؟!!

فريد : أيوه ، شوفت كلام أمك وعمايلها وصلتني لفين ؟!!

أسامة : معلش يا فريد ، لازم تعذر أمك من حقها تطمن علي احفادها بعد موت أبوهم .

فريد : وأنا ذنبي ايه ؟ أنا عملت ايه علشان حياتي تدمر بالشكل ده ؟!!

أسامة : معلش يا فريد ،مفيش دمار ولا حاجة وحياتك هترجع زي الأول وأحسن بأذن الله ، وأتقل انت بس علي أهل تغريد ومتطلقهاش وحاول معاها مرة تانية وفهمها أن جوازك ده كان ضروري ودخل وسيط يصلح بينكم . 

فريد : أنا فعلا هعمل كده .

أسامة " يضحك " : و متخافش ياعم أنت مش هتقعد عازب يعني !!

فريد : أزاي ؟؟

أسامة : عندك مراتك التانية ، ولا أنت ناسي انك لك زوجة تانية ؟!

فريد : يا عم دي مجرد زوجة بالاسم بس جواز صوري زي ما قولتلك .

أسامة : انت حر بقي في نفسك ، المهم أنك متستعجلش وتطلق تغريد علي الأقل دلوقتي خالص .

فريد : غريبة يعني ، ده أنت يا أسامة كنت من الرافضين أني أتجوزها من البداية ودلوقتي مش عايزني اطلقها !!!

أسامة : يا فريد أنا غرضي مصلحتك ، اولا لأني عارف أنك بتحبها وثانيا لأنك لو طلقتها هي هتاخد كل حاجة في الشقة يعني هتدفع دم قلبك اللي قبل الجواز ودم قلبك دلوقتي في المؤخر يعني خراب بيوت من جميع الجهات .

فريد : طيب المهم مفيش اخبارك انك  هترجع أمتي ؟

أسامة : لسه شوية يا فريد .

فريد : طيب المهم خلي بالك انت من نفسك يا خويا .

أسامة : حاضر ، وأنت خلي بالك من نفسك اللي عندك .


فريد أغلق المحادثة مع اخيه وعاد الي منزله في نهاية اليوم يحمل همومه .

ومرت عدة أيام حتي اتصلت به والدته ولكنه تردد كثيرا قبل الرد عليها ،،،،،  وسألته : عامل ايه يا فريد ؟؟

فريد : الحمد لله .

الأم : أنت زعلان مني ولا ايه ؟؟

فريد : أنتي عارفة ومش لازم أتكلم .

الأم : يابني مش عايزاك تزعل مني ، سيب موضوع تغريد ده عليا أنا هقدر أقنعها أن جوازك من هند ضروري وانه مش هيأثر عليها في حياتها معاك وهقدر أرجعهالك تاني .

فريد : خلاص يا ماما بعد أذنك بلاش تتدخلي في الموضوع ده لأن تغريد طلبت الطلاق فعلا وخالها كلمني في الموضوع ده .

الأم : وأنت هتطلقها ؟؟

فريد : يا ماما بعد أذنك قولتلك بلاش تتدخلي في الموضوع ده دلوقتي  أنا هحاول أحل مشكلتي بنفسي .

الأم : طيب أنا عرفت أنك مش بتنام او بتاكل عند هند !!!

فريد : عرفتي أزاي ؟

الأم : عرفت وخلاص .

فريد : هند اللي قالتلك ؟؟

الأم : لأ ، أنا عرفت وخلاص .

فريد : لازم أعرف عرفتي ازاي؟؟

الأم : مش مهم عرفت ازاي ، المهم دلوقتي كنت عايزاك تقفل شقتك اللي فوق وتنزل تعيش مع مراتك هند علشان تعملك أكلك وتغسلك هدومك وتشوف طلباتك بدل ما تعيش لوحدك فوق !!

فريد : بعد أذنك يا ماما أنا عملت كل اللي طلبتيه مني ، مش عايزك تتدخلي في حياتي أكتر من كده .

الأم : بقي كده يا فريد ؟

فريد : أيوه يا ماما بعد اذنك .

الأم : حاضر يابني ، طيب علي الاقل بلاش تاكل لوحدك ، أبقي أنزل كل معايا بدل ما تاكل لوحدك .

فريد : سبيني براحتي يا ماما بعد أذنك .

الأم : طيب يا فريد أنت مش طايق كلام مني ، خليك علي راحتك .


مرت ايام وفريد يعيش في برودة وملل الوحده يأكل وينام ويغسل ملابسه وحده وكأنه يعيش في غربة ، وظل السؤال الذي يطارد تفكيره " كيف لرجل مثله في ريعان شبابه متزوج من سيدتين يعيش في حالة عزوبية كاملة وكأنه يعيش في غربه بين أهله وفي بيته ؟؟!!! " .

وذات ليلة بينما هو نائم فوجئ بهاتفهه يرن عدة مرات متتالية وجرس الباب يرن رنات متتالية !!!

يستقظ فزعا ويقوم ليفتح الباب سريعا فيجد والدته تقول : تعالي يا ابني ألحقنا !!

فريد : فيه ايه ؟؟

الأم : هند تعبانة أوي وعايزينها تروح للدكتور دلوقتي حالا .

فريد : الساعة كام دلوقتي ؟

الأم : اربعة ونص .

فريد : طيب خليها تلبس اي حاجة علي ما البس واتصل بعربية تيجي تاخدنا .

دخل فريد وارتدي ملابسه سربعا واتصل بسيارة اوبر ثم نزل لشقة هند فوجدها شبة فاقدة للوعي والأطفال الصغار يبكون خوفا علي أمهم !!

جاءت السيارة فأخذ هند وأمه وترك الاطفال بصحبة سمية .

وذهبوا لأحدي المستشفيات الذين استقبلوا الحالة وأدخلوها للطوارئ ، بينما جلس فريد ووالدته بالخارج في الأنتظار .

بعد حوالي نصف ساعة خرج احد الأطباء والذي سألوه عن حالة هند فقال لهم : الحمد لله أنتوا جبتوها في الوقت المناسب ، هي كانت في بداية حالة جلطة دموية علي المخ ولو كنتوا أتأخرتوا شوية كانت حالتها هتكون صعبة جدا والمضاعفات كانت هتبقي خطيرة .

فريد : الحمد لله ، و هي دلوقتي حالتها ايه ؟

الطبيب : لازم تبقي في الرعاية المركزة مش أقل من ١٢ ساعة بعدها لو الحالة أستقرت ممكن تخرج وتروح معاكم ، أنما قبل كده صعب جدا .

الأم : ممكن نشوفها ونطمن عليها ؟؟

الطبيب : دلوقتي صعب جدا ، لما الحالة تستقر ممكن نسمح بالزيارة .

اتصلت بهم سمية : ايه يا ماما هند عاملة ايه دلوقتي ؟

الأم : الدكتور قال أنها كانت علي وشك جاطة لكن الحمد لله لحقناها في الوقت المناسب .

سمية : يا ساتر يارب ، جلطة !!!

الأم : الحمد لله أننا لحقناها .

سمية : وهتتحجز في المستشفي ولا هتخرج ؟

الأم : هتتحجز ١٢ ساعة وبعدها يقرر اذا كانت هتخرج ولا هتقعد في المستشفي .

هند : ربنا يقومها بالسلامة ، وأنتوا هترجعوا ولا هتفضلوا عندكو ؟؟

الأم : لسه هسأل فريد واشوف هنعمل ايه .

أنهت الام المحادثة مع سمية ثم سألت ابنها : هنعمل ايه دلوقتي يا فريد  هنروح ونرجعلها تاني ولا هنقعد هنا ؟؟

فريد : احنا هنرجع البيت دلوقتي لأن النهار بدأ يطلع وأنتي اكيد مش نمتي كويس وعايزة ترتاحي وكويس ان النهاردة الجمعة ، انا هفطر واشرب قهوتي وأصلي الجمعة وارجعلها انا تاني .


وبالفعل عاد فريد مع والدته للبيت فوجد حمزة ورودينا ناموا مع سمية بعد تعبهم من البكاء .

وقبل أن يصعد فربد لشقته قالت له الأم : تعالي أفطر معايا يابني بدل ما تفطر اوحدك  .

نظر لها فريد في صمت ثم صعد  شقته وتناول افطاره " وحيدا " وجلس حتي ذهب لصلاة الجمعة .

وبعد صلاة الجمعة ،،،،،

الأم : استني يا فريد اروح معاك المستشفي أطمن عليها .

فريد : خليكي انتي وانا هطمنك من هناك .

الأم : لأ ، دي هند ربنا يشفيها مش سابتني وانا تعبانه ، أنا لازم اروح معاك .


أخذ فريد والدته وعاد الي المستشفي ، وهناك قال لهم الطبيب : الحمد لله حالتها أستقرت وممكن تروح معاكم ، لكن لازم الراحة التامة والرعاية الكاملة وتاخد العلاج لمدة أسبوع علي الأقل ولازم حد يقعد جنبها بأستمرار ، وبعد أسبوع تجيلي ونشوف تطورات حالتها .


وخرجت هند معهم وكان واضح عليها الأعياء الشديد .

عادت هند الي منزلها وظل بجوارها ابنائها وسمية والأم وفريد .

هند : بعد أذنك يا سمية أتصلي بماما وعرفيها اني تعبانه .

الأم : لأ ، بلاش نقولها دلوقتي علشان مش تتفزع وتتخض عليكي ، لما تتحسني وتبقي أحسن نقولها .

هند : لكن أنا عايزاها تيجي تقعد معايا .

الأم : أحنا كلنا هنا جنبك ومعاكي .

هند : مش عايزة أتعبكم معايا .

الأم : يا بنتي مفيش تعب ابدا ، أنتي  مش عارفة انك مش مرات ابني بس ، ده أنتي بنتي ، ولا ايه ؟!!

نظرت هند لفريد ثم قالت : ربنا يخليكي يا ماما لكن ،،،

الأم : مفيش لكن بقي ، احنا كلنا هنا جنبك وكمان يومين هنبقي نتصل بوالدتك .

ثمبدأوا توزيع ساعات اليوم للجلوس والمكوث جنبها .

الأم قالت : أنا هقعد مع هنوده من ٩  الصبح للعصر تكون سمية خلصت شغل البيت .

سمية : وانا هقعد معاها من العصر لغاية ما يرجع فريد من شغله كل يوم واجهزله العشا واقعد معاكم لحد الساعة ٩ أو ١٠ وبعدين أدخل شقتي .

الأم : وفريد طبعا هيسهر مع مراته ويبقي معاها طول الليل لغاية ما يروح شغله الصبح .

فريد " يشعر بالحرج " : لكن أنا مش هينفع ،،، 

فتقاطعه الأم : أنت مش هينفع تسيب مراتك لوحدها .

ضحكت سمية : وأنا مش هينفع اسهر معاها طبعا .

الأم : ولا أنا هينفع أسهر جنبها .

تنظر هند لهم وتشعر بأرتباك وحرج وتقول لهم : لأ ، مش هينفع .

الأم : أنتي اللي مش هينفع تتكلمي وأنتي تعبانه كده .


صعد فريد الي شقته وهو يفكر في كيف سيقضي الليل في شقة هند ؟ أم أنه سيتنصل من مسئوليته ويتركها تبات وحدها دون احد يرعاها ؟؟؟؟


وظل طوال ساعات اليوم يفكر في كيفية الخروج من ذلك المأزق ؟!!

حتي جاءت ساعات الليل واتصلت عليه سمية وقالت له : أنت مش هتنزل يا فريد بقي علشان عايزة ادخل شقتي؟

فريد : طيب حاضر خمس دقايق وأنزل .

نزل فريد ثم أستأذنت سمية وتركته مع هند وأنصرفت !!!

نظرت هند في الأرض ثم قالت له : أنا عارفة أن وقفتك معايا في تعبي كبيرة جدا ومقدرة تعبك ده كويس لكن أحنا كنا متفقين أنك مش هتنام هنا !! ولا أنت نسيت اتفاقنا ؟!

يتبع

تفاعل و5 تعليقات

google-playkhamsatmostaqltradent