رواية العرافة العجوز الفصل التاسع عشر 19
الحلقة التاسعة عشر
فريد : طيب حاضر خمس دقايق وأنزل .
نزل فريد ثم أستأذنت سمية وتركته مع هند وأنصرفت !!!
حاولت هند اخفاء خجلها ، ثم قالت له : أنا عارفة كويس أن وقفتك معايا في تعبي حاجة كبيرة جدا ودين عليا ليك ، لكن أحنا كنا متفقين أنك مش هتنام هنا !! ولا أنت نسيت اتفاقنا ؟!
فريد : لا لا مش نسيت ولا حاجة ، لكن أنتي عارفة أنك لازم يكون حد جنبك طول ال٢٤ ساعة ، ومش عايزك تقلقي خالص و أعتبريني مش موجود .
هند : أزاي يعني اعتبرك مش موجود وأنت موجود فعلا معايا في الشقة ؟؟
فريد : أنا قصدي مش عايزك تقلقي ، وعموما أنا هدخل اوضة الأطفال ونامي انتي وخدي راحتك ولو احتجتي أي حاجة نادي عليا وصحيني .
هند : لكن انا كده مش ،،،،
فريد : ارجوكي بلاش كلام كتير خصوصا أنك تعبانه ، أنا هروح أنام جنب الولاد وأنتي أطمني خالص ، تصبحي علي خير .
ثم نظر الي الدواء الذي بجانبها ثم خرج الي الغرفة الأخري .
ظلت هند مستيقظة ولم تستطع النوم رغم شعورها بالاعياء الشديد !!
نام فريد في غرفة الأطفال وسلم عينيه للنوم تعبا بعد ان ضبط منبه هاتفهه !!!
استيقظ فريد علي صوت جرس المنبه ، فنظر فيه فوجد الساعة الثالثة فجرا ، فقام ودق باب غرفة هند التي ردت عليه سريعا " بخوف " : في ايه ؟؟
فريد " من خلف الباب " : ميعاد الدوا بتاعك ، بصحيكي علشان تاخديه .
هند : طيب شكرا ، أنا اخدت الدوا خلاص من شوية .
فريد : انتي منمتيش لحد دلوقتي ؟!!
هند : ايوه .
فريد : طيب بعد اذنك نامي ومتخافيش ، أنا مش هصحيكي تاني ، لكن لو انتي أحتجتي اي حاجة نادي عليا علطول .
هند : طيب ، شكرا .
عاد فريد الي غرفة الاولاد ونظر البهم بعين الرحمة او ربما " الأبوة " التي حرم هو منها وحرموا منها هم بموت أبيهم .
ثم استغرق في النوم حتي فوجئ بصوت مزعج يوقظه من النوم ، فنظر في الهاتف فوجد الساعة السابعة صباحا .
فقام وأطمئن علي الأولاد ثم نادي علي هند ليعرفها بأنصرافه الي عمله ، يا أم حمزة .... يا هند ، يا هند ..... ولكنها لم ترد عليه !!!
وظل يفكر .......
" ده اكيد هند نامت دلوقتي "
" أكيد نامت من التعب والسهر ، طبعا معرفتش تنام وهي عارفة انها معاها راجل غريب في البيت "
" غريب !!! غريب ازاي ؟!! ده انا جوزها !!"
" أيوه لكن متنساش انكم متفقين يبقي جواز صوري !! "
" أنا أحسن حاجة أخرج واقفل الباب بدل ما اصحيها وهي اكيد لسه نايمة من شوية " .
خرج فريد وبدل ملابسه في شقته ثم ذهب الي عمله .
أستيقظت هند بعدها علي صوت الام حينما صعدت لتوقظها لتتناول معها الافطار وتعطيها الدواء .
وظلت هند نائمة طيلة ساعات اليوم نتيجة عدم نومها في الليلة السابقة !!
وظلت الام تجلس مع احفادها وتلاعبهم ومن بعدها سمية حتي جاء الليل ونزل فريد الي شقة هند .
هند : أنت هتبات هنا بردو النهاردة ؟؟
فريد : اكيد .
هند : لكن أنا حاسة أني كده ملخبطة حياتك !! ياريت تطلع تنام فوق ولو أنا أحتجت أي حاجة هتصل عليك .
فريد : بالنسبالي مفيش اي مشكلة ، انتي عارفة أني قاعد لوحدي فوق ، لازم افضل قريب منك علي الأقل لغاية ما نطمن عليكي وتستردي صحتك وعافيتك .
هند : انا كده تاعباك معايا .
فريد : تعبك راحة ده واجب وفرض عليا .
هند : علشان يعني انا مراتك قصدي علي الورق يعني ؟
فريد : وحتي لو مش مراتي لازم اقف جنبك .
هند : أنا مش عارفة اقولك ايه ؟! انا متشكرة جدا .
فريد : مفيش داعي للكلام ده ، قوليلي بقي أنتي اخدتي العلاج كله النهارده في مواعيده ؟؟
هند : ايوه ، الصراحة طول اليوم مامتك وسمية مش سبوني لحظة واحدة وبصراحة نمت اغلب الوقت لأني معرفتش أنام بالليل .
فريد : معرفتيش تنامي طبعا علشان أنا موجود في الشقة ؟؟
" شعرت هند بالحرج " وقالت : للأسف أنا مبعرفش أكدب ، بصراحة ايوه .
فريد : طيب أنا هدخل أوضة الاولاد ولو عايزة تقفلي الباب عليا مفيش مانع.
هند : لا لا مفيش داعي .
فريد : طيب أنا هدخل اوضة الأولاد أنام شوية لأني فاصل نوم من البارح ، وعايزك تطمني ومتخافيش خالص .
هند : حاضر .
فريد : وعلشان متخافيش انا ظابط المنبه علي وقت العلاج وهاجي اصحيكي ، انا بقولك علشان متخافيش زي البارح .
هند " ابتسمت " : طيب تمام .
دخل فريد غرفة الأولاد ونام واستغرق في النوم .
جلست هند تتصفح هاتفها وبجوارها ابنائها وبعد حوالي ساعتين نام الاولاد بجوارها فأيقظتهم ليدخلوا لفراشهم .
وبعد ان أدخلتهم غرفتهم واطمئنت عليهم شاهدت فريد يغوص في نوم عميق .
خرجت من غرفة الاولاد وذهبت للحمام وعند خروجها شعرت بدوار شديد حتي أنها لم تستطيع الوقوف فجلست في مكانها وبعد دقائق ارادت أن تقوم ولكنها لم تستطع !!!
فنادت علي فريد عدة مرات بصوت عال حتي سمعها فريد وخرج مسرعا فوجدها جالسة علي الأرض !!! فذهب اليها مهرولا .
فريد : أنتي قومتي ليه من سريرك ؟؟
هند : دخلت الحمام ولما خرجت دوخت ومش قادرة أقوم !!
فريد : طيب معلش ، هاتي ايدك وقومي وحاولي تسندي عليا .
هند : مش هينفع ، أصل انا ،،،،
فريد : لازم تسندي عليا علشان تقومي والا هضطر اشيلك وادخلك اوضتك !!!
هند حاولت أن تتوكأ عليه لتقوم من مكانها ولكنها لم تستطع !! فحملها فريد علي يديه وأدخلها غرفتها وأراحها علي فراشها ، بينما لامست يده اجزاء منها عن غير قصد و كانت هي في قمة خجلها !!!
فريد : مادام تعبانة بلاش تقومي لوحدك ولو أحتجتي اي حاجة نادي عليا ، أنا هفتح باب الأوضة علشان أسمع علطول .
خرج فريد ودخل غرفة الأولاد بينما بقيت هند تبتسم وتتذكر ليلة عرسها الأول حين حملها شريف ليدخلها غرفة نومها .
هند " تخاطب نفسها " ....
" والله فريد ده طلع حاجة تانية خالص غير ما كنت متوقعة "
" انسان شهم وراجل بجد ويعتمد عليه "
" لو أي حد تاني مكانه كان ممكن يكون تصرفه معايا مختلف خصوصا في لحظات زي دي "
" فعلا هو كبر في نظري جدا "
وفي تمام الثالثة فجرا دق منبه هاتفهه ليوقظه ، فقام فريد وذهب ودق غرفة هند فردت عليه بسرعة : ايوه يا فريد أنا صاحية ولسه واخدة الدوا حالا .
فريد : طيب ممكن افتح الباب أطمن عليكي ولا مش هينفع ؟
هند : ثواني طيب ، افتح الباب .
فتح فريد وسألها : عاملة ايه دلوقتي ؟
هند : الحمد لله احسن كتير .
فريد : طيب الحمد لله ، متخاوليش تقومي لوحدك ولو أحتجتي اي حاجة نادي عليا هجيلك علطول .
هند : تسلملي يارب ، ربنا يخليك لينا .
أنصرف فريد وأغلق الباب خلفة ودخل غرفة الاولاد ليكمل نومه .
أستطاعت هند أن تنام ليلتها بعد ذلك في طمأنينة حتي أنصرف فريد الي عمله صباحا دون أن تشعر .
في اليوم التالي أنتهزت هند فرصة أنشغال والدة فريد وأتصلت بأمها وأخبرتها بمرضها .
جاءت والدتها سريعا ،،،،،
أمها : مالك يا هند يا حبيبتي ؟ ألف سلامة عليكي .
هند : الله يسلمك يا ماما ، تعبت شوية ولما روحت المستشفي قالولي أني كنت داخلة علي جلطة .
أمها : جلطة ؟!!! ده أنتي لسه صغيرة يا بت علي الحاجات دي !!!
هند : معرفش بقي ، الدكتور هو اللي قال كده .
أمها : طبعا ، لازم تتعبي ، ما أنتي شيلتي الهم و أنتي لسه يا حبيبتي صغيرة !!
أم فريد : أنتي اتصلتي بمامتك ليه وقلقتيها عليكي ؟ هو أحنا قصرنا معاكي في حاجة ؟؟
هند : الصراحة كلكم مش قصرتوا معايا في أي حاجة ومش سايبني لوحدي ولا حتي دقيقة واحدة .
ظلت أمها معها وقررت المكوث بجوارها حتي تتعافي تماما !!!
لاحظت أم هند عدم وجود فريد !!!
فسألتها : بت يا هند هو فريد جوزك فين ؟
هند : في شغله يا ماما ، ليه ؟
أمها : اخص عليه ، يسيبك تعبانه كده ويروح الشغل !! بدل ما يقعد جنبك !!!
هند : حرام عليكي يا ماما ، ده والله مش سابني خالص و هو اللي وداني المستشفي وفضل جنبي لحد ما رجعت البيت وبينزل يبات هنا لحد ما يروح شغله الصبح ، ده حتي البارح كنت خارجة من الحمام ودوخت وهو شالني ودخلني هنا علي السرير ومش رضي يروح ينام الا لما اطمن عليا .
أمها : بتتكلمي بجد ؟؟
هند : ايوه ، بصراحة وقفته معايا كبرته في نظري اوي خصوصا اهتمامه بيا وبيصحي في عز نومه علشان يديني العلاج بنفسه .
وبعد وقت قصير عاد فريد من عمله ودخل شقة هند ليطمئن عليها ففوجئ بوجود امها !!
فريد : اهلا وسهلا ازي حضرتك عاملة ايه ؟
ام هند : الحمد لله يابني ، بقي كده يا فريد تسيب مراتك تعبانه وتروح الشغل ؟!
فريد : بالعكس والله ، حتي أسأليها أنا وماما وسمية مرات أخويا اسامة بنبدل نقعد جنبها ومش مخلينها محتاجة حاجة .
هند : ايوه يا ماما ، مش انا لسه بقولك أن فريد ومامته وسمية مش مخليني محتاجة حاجة !!
فريد : واتصلتي بمامتك ليه تقلقيها و تتعبيها ، كنتي استنيتي لما تخفي وتعرفيها بدل ما تقلقيها بالشكل ده !!
هند : كنت لازم أعرفها ، الصراحة حسيت أني تعبتكم أوي معايا اليومين اللي فاتوا .
فريد : أوعي تقولي كده تاني ، أنتي في رقبتي وملزومة مني في كل حاجة في حياتك .
هند " ابتسمت " : ربنا يخليك لينا .
فريد " ابتسم " : أظن انا النهاردة بقي مفيش لزوم أنام هنا مادام طنط هتكون معاكي ، بس عرفيها مواعيد العلاج كويس .
مشهد أخر " في منزل أهل تغريد " ،،،،،
تغريد : شوفتي يا ماما الندل اللي كان بيقولي ليل ونهار بحبك ومقدرش اعيش من غيرك !!! واحد غيره لما أنا عرفت المصيبة اللي عملها كان المفروض طلقها ووطا وباس ايدي ورجلي علشان اسامحه .
الأم : ويعمل كده ليه وهو شايفك هبلة ومهما يعمل فيكي في الأخر بتسامحيه عادي !! أنا متأكدة أنه لو جالك دلوقتي واعتذرلك هتسامحيه بردو وكأن مفيش حاجة حصلت .
تغريد : أنا أسامحه !!! ده مستحيل أبدا ، بعد ما كسر قلبي وخاني وخلاني المغفلة اللي كلهم بيضحكوا عليها .
الأم : يعني أنتي فعلا مش عايزة ترجعي له تاني ؟؟
تغريد: أيوه ، انا اللي هيجنني مش أني عايزاه يصالحني لأ ، اللي هيجنني أنه مش اهتم انه حتي يفكر يعمل اي خطوة يصلح بيها غلطته .
الأم : ده حتي لما خالك توفيق كلمه وقاله يطلقك مفكرش بعدها يعمل اي خطوة ، معرفش جاب البرود ده ازاي !!! ده هو طول عمره بيحبني وميقدرش يزعلني أو يبعد عني يوم واحد !! ايه اللي حصله ؟!!
الأم : خلاص نسيكي يا حبيبتي ، احضان العروسة الجديدة نسته تغريد وحبه لتغريد .
بمجرد أن سمعت تغريد تلك الكلمات حتي انهارت باكية !!!
فقالت لها امها : بتعيطي ليه يا خايبة ؟ ما أنا كنت قايلة من الاول أن فريد ده مينفعكيش ابدا ، وأنتي اللي اتمسكتي به !!
تغريد : خلاص يا ماما أنتي كان معاكي حق ، أنا لازم أحرق دمه وأعصابه زي ما حرق دمي واعصابي ، قولي لخالي يرفع ضده قضية خلع !!!
الأم : لو رفعتي قضية خلع يبقي هتتنازلي عن حقوقك ومش هتاخدي الا شوية العفش اللي في القايمة .
تغريد : يعني ايه ؟
الأم : يعني هنرفع قضية طلاق ولما المحكمة تحكملك هتاخدي كل حقوقك .
تغريد : مش كفاية أني أطلق منه لازم أكسر قلبه زي ما كسر قلبي
يتبع
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية العرافة العجوز) اسم الرواية