Ads by Google X

رواية اختلاج روح الفصل التاسع عشر 19 - بقلم لولي سامي

الصفحة الرئيسية

   

 رواية اختلاج روح الفصل التاسع عشر 19  -  بقلم لولي سامي



البارت التاسع عشر
بمنزل جودي دخل والديها عليها فور ذهاب اسر بهذا الشكل الغاضب وجدوها تزرف الدموع دون صوت وعيونها تدور هنا وهناك فزعت والدتها من شكلها وضمتها في حضنها ووقف والدها يتعجب للأمر وانتظر حتى أفرغت ابنته نوبة بكاءها ثم بدأ بسؤالها هو ووالدتها/ ممكن افهم ايه اللي حصل بالظبط؟ وايه اللي يخلي آسر يخرج بالشكل ده حتى من غير ما يسلم ؟ وقبل كل شيء ليه مكنتيش عايزة تفتحيله اصلا؟
استنشقت جودي كم كبير من الهواء استعدادا لسرد ما احتارت به على والدها فلم تستطع أن تخفي شئ كهذا فهي تحتاج من يرشدها للتفكير الصواب فسردت لوالديها كل ما سمعته عن مكوث آسر بمنزل فتنة بدون زواج .وإنكار آسر للأمر برمته وهي على يقين من اخلاق آسر التي تمنعه من فعل هذا العمل المشين ولكن لم تستطع التحكم بغيرتها عند سماع ذلك .
توقفت عن الحديث عندما وجدت والديها يحدقون بها وكأنها تهزي فسالتهم/ انتوا بتبصولي كده ليه
سمية بعين غاضبة / بنبصلك كدة ليه كمان غبية ومبتفهميش انتي ازاي تصدقي الكلام ده على جوزك ابوا ابنك اللي قضيتي معاه سنين للدرجة ده مش عارفه تميزي لو اي حد قالك اي حاجه هتصدقيها على طول؟؟؟
اشرف بتروي/ استني يا سمية قوليلي يا جودي انتي قولتي الكلام اللي وصلك بس مقولتيش مين اللي قاله وده عندي اهم من الكلام نفسه.
استغربت جودي من ثقة والدتها بأسر برغم عدم التوافق الدائم بينهم ونظرت إلى والدها وتهتهت لسؤاله / بصراحة يا بابا انا لما سمعت…
أوقفها والدها مكررا/ انا مقولتش سمعتي ايه ولا حسيتي بايه ؟ انا بسأل مين قالك الكلام ده؟ وياريت الاقي إجابة من غير تهرب.
نظرت جودي الي الاسفل وقالت بصوت متحشرج / أ.حمد
ردد والدها الاسم خلفها بدهشه .! احمد اللي قالك على جوزك اللي عرفاه اكتر من نفسك وصدقتيه!
صمتت جودي ثم رفعت نظرها الي والدها واستطردت بالبكاء مرة أخري وبين شهقاتها قالت / المشكلة أن آسر زعل ومشي وقالي مش هيجي تاني الا لو انت اتصلت بيه وقولتله اني موافقة نرجع يا كدة يا ….. وأخذت في البكاء بشده وتنتحب وهي تقول/ يا يطلقني بجد وارتمت بحضن والدتها تبكي وتنتحب ووالدتها تهدهدها حتي نطق اشرف /طب اهدي كدة النهارده وان شاءبكرة ابقي اتصل بيه .
لترد عليه جودي في وسط بكاءها بحديث متقطع حروفة كما تقطع نياط قلبها / مانا …… مش ….عايزاك…….تتصل بيه…….يا بابا.
ليعقد أشرف حاجبيه سائلا/ يعني مش عايزاه وهتطلقي.
تهز جودي رأسها يمينا ويسارا مما زادت من حيرة أشرف ناطقا/ يا بنتي حيرتينا عايزة ايه انتي؟
لترد عليها والدتها الحاجة سمية بعد أن مصمصت شفاهها/ عيني فيه واقول أخيه ما تقولي يا بت عايزة ايه؟
تنتحب جودي ومن بين شهقاتها ترد عليهم/ انا تقريبا متأكدة أن كلامكم صح وان آسر مهما غلط لا يمكن يوصل للمرحلة ده بس عقلي عايز يطمن ويتأكد زي قلبي على الأقل علشان أكد احساسي ده علشان بصراحة مبقتش واثقة فيه الثقة الكاملة ولازم قبل ما ارجع له اطمن من ناحية قلبي وعقلي.
أشرف/ طب هنعمل ايه دلوقتي يا بنتي وانتي مفيش قدامك مهله احنا النهارده الاحد وهو مديكي مهلة لآخر الاسبوع!
ردت جودي وهي في حيرة من أمرها/ مش عارفه….مش عارفه يا بابا بس اللي انا عارفاه كويس اني لو متاكدتش من احساسي أنه مظلوم مش هقدر ارجعله .
لتعود للبكاء مرة أخري ويخرج أشرف بالصالة يحاول التفكير والوصول لحل دون أن يقلل من شأن ابنته وبالداخل تحاول والدتها أن تهدأها حتي استجابت لها وهدأت قليلا لتذهب في سبات عميق من أثر ثورة المشاعر التي كانت بها.
لتخرج سمية الي أشرف قائلة/ نامت بأعجوبة انا مش عارفه في ايه كل لما تبدأ تتصلح تتعقد تاني .
يتنهد أشرف ويستقيم ليدخل غرفته قائلا/ ربك هيفرجها يا حاجه ربك هيفرجها أن شاء الله.
………………………………………….
اتي صباح يوم جديد يحمل معه بدايات جديده ويشرق نور الامل على كل ياأس.
استيقظ اسر بشركته التي أصبحت مقر عمله ومكوثه وبدأ يومه بالتفكير هل سينتظر كثيرا حتى يأتيه الفرج سيتغلب الغباء على جودي ويمنعها من رؤية الحقيقة ولكن إذا حدث هذا هل سيقف مكتوفي الأيدي وضع رأسه بين يده وامله الوحيد في يزن أن يصل لطريقة يحاول بها توصيل المعلومة لجودي ولكن هل ستصدقها؟
وعند هذا السؤال عنف نفسه كثيرا فهو من اوصلها لهذا القدر من قلة الثقة بغباءه وانسياقه دون التفكير في توابع الأمور ولكنه عليه أن يحاول مجددا ويقدم كل الرهانات لمحاولة بناء جسر الثقة مرة أخري يعلم أنه سيبذل مجهود مضاعف لجعلها تراه كما كانت تراه انسان كبير بنظرها ولكنها تستحق هذه المحاولات.
كما أنه فكر في اللجوء إلي عمه والد جودي ليحاول من جهته باقناعها أنه لا يستطيع العيش بدونها ولكن ما الحال لو قصت جودي هذه الاكذوبه لوالدها هل سيصدق به هذا الهراء هل سيحتقره كما ذكرت جودي ولكنه قرر أن ينتظر فيجعل باب والدها اخر أبوابها ربما يحاول أن يريها حقيقة الأمور ويفتح بصيرتها بطريقة أخري وان لم يكن سيتصل هو بعمه ويحاول معه الوصول بها لبر الامان مقررا لم ولن يتركها مرة أخري لعبة بايدي المجهولين داعيا الله أن يقرب البعيد .
………………………….
خرجت جودي في الصباح مبكرا قبل ميعاد عملها هبطت الدرج وانتظرت بالشارع آمله أن يأتي آسر. الم يؤكد عليها أنه لن يتركها ؟ قضمت جودي شفتيها وغضبت من عدم حضوره واستشعرت جدية قراره الذي ابلغها به ولكن الم يطلب منها أن لا تترك يده حتى لو تركها هو حسناً ستحاول جاهدة التأكد من المعلومة كما قالت لها زميلتها نهي وكما يروا والديها ولكن كيف ستصل لحقيقة الأمر والأهم من هذا بدون أن يعرف هذا الأسر أنها تبحث خلفه فهي تريده أن يهرول خلفها لا أن تظهر العكس .
استقلت سيارة الأجرة وتوجهت إلى عملها قابلت زميلتها نهي والتي سردت لها ما حدث بالأمس من مواجهتها لأسر فقالت لها/مش انتي قولتيلي اسأليه اديني سألته ومطلعتش بحاجة ولا رد عليا حتى ده كمان عمل فيها أنه زعلان ازاي أكلمه كدة !
ضحكت نهي وقالت لها/ مانتي اللي غبية يا حبيبتي انا قولتلك اسأليه مش اتهميه !
بذمتك ده طريقة سؤال ولا قرار انتي بتسأليه وانتي بتقولي الإجابة كمان وبتاخدي قرار البعد عايزاه يرد عليكي ازاي!؟
تعصبت جودي لنقل بنبرة غاضبة/ يعني اعمل ايه يا نهي لما اسمع كلام زي ده وخاصة اني شفته قبل كدة في موقف زبالة يعني ، هو كان المفروض يقدر موقفي ويقدر غيرتي يعني لو سمع عني كلام زي ده هيسمي عليا !؟
اخذت نهي أنفاسها وحاولت تهدأة الأمر وتهدأة زميلتها فهي تعلم كم تحب زوجها وتغير عليه فربتت على كتفها وقالت/ طب اهدي بس معلش انتي طبعا معاكي حق اكيد لو سمع عنك نص الكلام بس مش هيسمي عليكي انا معاكي جدا انا بس اللي مشككني في الموضوع أن المعلومة جاية من مصدر انا وانتي عارفين هدفه وعارفين هو اتغير ازاي بعد ما اتطلقتي ، طب مسالتيش نفسك هو عرف منين يعني مثلا كان بيراقبه ولا ممكن ست زفته ده قالتله مثلا؟ عايزين نفكر براحه ومتخافيش انا هجبلك حقك وأساس الموضوع كمان بس لازم نهدا شوية.
بدأت جودي بالتفكير بكلام نهي وعقدت حاجبيها قائله/ تصدقي مفكرتش في اللي بتقولي فيه ده !
بس برضو مقاليش هو على علاقة بزفته ده ولا لا مأكدش الكلام ولا نفاه.
نطقت بها جودي وهي تدبدب بالأرض لتضحك نهي فاستشاطت منها جودي لنقل لها/ بتضحكي يا اختي طب تعالي بقي قوليلي هتعرفي ازاي أساس المعلومة زي ما قولتي ولا هتجبيلي حقي ازاي بقي فهميني يا هولمز هانم ؟
لتتحدث نهي من بين ضحكاتها لتقول / طب بصي يا ستي انا بصراحة يعني ومن غير زعل اخدت نمرة يزن علشان اخليه يسأل عن الموضوع يعني يشوف آسر بيبات فين وراح لفتنة امتي ورحلها اصلا ولا لأ؟ كدة يعني .
لتعقد جودي حاجبيها معنفة نهي قائلة/ ليه يا نهي كدة هيفتكر أن انا اللي بعتاكي ويقول لآسر كمان .ده غير أن ممكن يزن يداري عن آسر ده ابن خالته برضه.
– مفكرتش كدة يا جودي والله انا فكرت اني احاول اساعدك بس والله واعتقد يعني أن يزن مش بالعملية ده ومش هيرضي أن ابن خالته يخدعك ولا ايه .
ردت بها نهي محاولة تبرئ حالها لصديقتها فهدات جودي وتفهمت محاولة صديقتها في مساعدتها فردت عليها قائلة/ خلاص اللي حصل حصل بقي .
ثم انقطع حديثهم على صوت رنين هاتف نهي والذي يوضح اتصال يزن في هذا التوقيت ليسرع قلب نهي بالخفقان وظهر عليها الاضطراب والتوتر لتلاحظ ذلك جودي وتتعجب من عدم استجابة نهي علي الهاتف لتسالها/ في ايه يا بنتي مبترديش ليه ؟ اهو قفل ومتصلش تاني.
لتهمس نهي قائلة/ ما هو بارد .
لتعلق جودي مستفسرة/ بتقولي ايه؟
تتنهد نهي وترد باقتضاب / مبقولش حاجه بقول مش عايزة ارد دلوقتي علشان فكرت في كلامك فقولت نتقل شوية علشان ميفكرش أننا وفين.
لتدب جودي باقدامها وترد بصوت اكثر عصبية/ بس انا ملهوفة فعلا وعايزة اعرف يا نهي.
تومأ نهي برأسها وتقول لها/ متقلقيش لو متصلش هو النهارده هتصل انا يا ستي بس لازم نتقل شوية.
اخذت جودي نفس عميق وقالت/ ماشي يا ستي ادينا صابرين.
وحاولت كلا منهم الاندماج بعملها محاولة التهرب من الأفكار التي تعبث بفكر كلا منهم.
…………………………………….
بمنزل مهرة استيقظت مهرة وحاولت القيام من مخدعها ولكن لم تستطع مع دخول والدتها عليها لتوقظها لتجدها مستيقظة ولكن يبدو عليها الإرهاق فاقتربت منها للاطمئنان عليها / صباح الفل حبيبتي يالا قومي علشان تفطري معايا عملالك فطار حكايه
مهرة بارهاق واضح / مش قادرة يا ماما حاسة اني تعبانة اوى.
جست ام مهره جبين ابنتها وجدت حرارتها مرتفعة جدا فزعت الام وذهبت لتجلب إليها بعض الكمادات والأدوية المناسبة وعادت إليها أعطتها خافض حرارة وجلست بجوارها لعمل كمادات حتى هدأت الحرارة قليلا فقالت/ الحرارة نزلت شوية هروح اعملك عصير ليموناته واجبلك سندوتشين واجيلك .
تحدثت مهرة لتخبرها بعدم رغبتها بالطعام /مليش نفس يا ماما ،مش قادرة بجد .تحدثت والدتها بصرامة / مفيش حاجه اسمها مليش نفس لازم تأكلي ومتعمليش في نفسك كل ده علشان حته ورقة لو على الشغل خليكي متروحيش تاني بس متعمليش في نفسك كدة.وتركتها الام وذهبت لجلب الطعام وعادت مهرة لحالة جلد الذات التي انتابتها مؤخرا
…………………………………….
ذهب احمد لشركته وهو يشعر أن ليلته الماضية انقضت بمكاسب هائلة فقد زرع روح الشك بقلب جودي ووصل بينهم الأمر الي نتيجة ترضيه ولكن مطلوب منه بعض المحاولات لاستمالتها نحوه .
بعد قليل أتصل بمكتب معتز ولكن دون اجابه فرفع هاتفه المحمول ليطلبه ويعرف سبب تغيبه حتى الآن فوجد معتز يعتذر عن حضوره وسيبلغه السبب فيما بعد.اغلق احمد الهاتف متذكرا ما وصل إليه مع جودي وقرر أن يتركها اليوم دون ضغط منه حتي يترك لها فرصة للصدمه التي فعلها بها فكم هو رحيم وعطوف القلب وهنا أطلق ضحكة عالية وعاد لينتهي من بعض أعماله .
………………………………………
منذ أن استيقظ معتز وهو يحاول الاتصال بمهرة مرارا وتكرارا ولكن دائما يعطية إجابة أن الهاتف ربما يكون مغلق أو غير متاح الآن .فكر في أن يذهب إليها ولكن هو يعلم أنها تمكث مع والدتها فكيف سيقابلها ولكنه قرر الذهاب إليها ومقابلة والدتها بحجة ما حتى يستطيع الوصول إليها لمعرفة كيف حالها والاعتذار لها بما بدر منه. وصل معتز لمنزل مهرة حسب البيانات التي جمعها عنها من ملفها بالشركة وجد أنها تقيم بمنطقة شعبية شئ ما تنهد وركن سيارته الفارهه سائلا أحد المارة عن رقم العقار أو عن منزل باسم والدها حتى أخبره أحدهم وأشار له على المنزل ولكنه سأله عن من يكون بالنسبة لهم ؟ فأجاب معتز أنه قريب لوالدها من بعيد وجاء للاطمئنان عنهم وزيارتهم .ترجل معتز من سيارته متجها حيث البناية المشار إليها صعد الدرج وهو يسأل حاله كيف لاناس طبيعين أن يقطنوا بهذه الأماكن حتى وصل إلى الشقة والتي تحمل لوحة باسم والدها فطرق الباب وانتظر قليلا حتى سمع صوت سيده من الداخل/ أيوة جاية ياللي على الباب .
فتحت أم مهرة الباب وعقدت حاجبيها متسائله/ أيوة يا حضرت عايز ايه؟
تنحنح معتز ليسأل بوجه بشوش / مش ده شقة مه‍…. الأستاذة مه‍رة؟
ردت أم مهرة / أيوة شقتها حضرتك مين وعايز ايه؟
معتز بقليل من التعجب / طب مش هتقوليلي اتفضل.
أم مهرة بقلة صبر/ لامواخذة يا ابني احنا ولايا لوحدنا وانا معرفش انت مين اساسا هدخلك ازاي لمواخذه يعني؟
معتز باضطراب/ طب يا حاجه انا معتز النمري مدير الأستاذة مهرة بالشغل.
انفرجت شفتاه أم مهرة مرحبه به وفتحت الباب على مصراعيه / يا اهلا وسهلا .داحنا زارنا النبي ،اتفضل اتفضل .
دخل معتز وهو يوزع بصره على المنزل ليستكشف حاله وجلس على اول اريكه بالصاله .
تحدثت أم مهرة بشجاعتها المعهودة/ لمؤاخذة يا ابني هنسيب الباب مفتوح ،انت عارف أننا لوحدنا والناس مبترحمش . يا اهلا وسهلا تشرب ايه بقي؟
معتز براحة لترحيبها به وهذا يشير أن مهرة لم تسرد شئ لوالدتها مما ارتاح قلبه قليلا.
ثم رد عليها/ الف شكر يا حجة انا بس كنت جاي اقابل الآنسة مهرة.
جلست ام مهره بالكرسي المقابل له تشكو له حال ابنتها وكأنه أحد أقاربهم /مهرة يا عيني عليها والنبي يا ابني ما كانت تقصد انتوا بس لو دورتوا كويس هتلاقوها اكيد بس تلاقيها تايهه بالزحمه .
قضب معتز حاجبيه لا يعلم عن ماذا تتحدث وسألها / حضرتك قصدك ايه؟


google-playkhamsatmostaqltradent