Ads by Google X

رواية نيران العشق و الهوى الفصل الاول 1 - بقلم هدير ممدوح

الصفحة الرئيسية

 رواية نيران العشق و الهوى (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم هدير ممدوح 

رواية نيران العشق و الهوى الفصل الاول 1

تعالت الزغاريد من ذاك المنزل الذي تحفه عقود الأنوار الملونة من كل جانب تعلن عن احدى المناسبات، وأصوات الموسيقى الصاخبة تصم الآذان، توقفت سيارة سوداء أمام المنزل وهبط منها شاب ببدلة سوداء، نصب عوده وهندم من جكت بدلته وطاف نظره حول المنزل، تقدم نحوه بهيبة ووقار، وخطا للداخل، كانت صالة المنزل ذات مساحة كبيرة اجتمع فيها الكثير من النسوة وقع نظره عليها كانت جالسة بين ذلك الحشد.. أدوات الزينة تغطي ملامح وجهها الجميل، ولكن لم تستطع اخفاء نظرة الحزن بعينيها.. ترتدي فستان براق ألتف على جسدها  فأظهر حُسنها، وبجوارها جالس شاب بوجه مبتهج، تكاظم غيظه بداخله، وطاف بنظره يبحث عن مصدر تلك الضوضاء، وأخيراّ وجد ضالته فتوجه إليها بخطى سريعة قام بالضغط على أحد الازرار فتوقفت الموسيقي همهم الجميع بين بعضهم وتقدم هو أمام العروسين قائلاً بصوتٍ حاد ونبرة غاضبة: 
_إيه المهزلة اللي بتحصل هنا دي.. 
وقعت أنظار الجميع عليه، ورفعت العروس رأسها ترمقه بسعادة وهمست قائلة: 
_أيوب...
 وروادها هذا السؤال:
_ أهل جاء حقاً من أجلها!؟ 

تقدمت منه أمرإة بأواخر قرنها الخمسون حتى وقفت أمامه وقالت بنظرات مشتاقة ولهفة: 
_ولدي.. 
ضمت وجهه بين راحتيها وقالت: 
_مش مصدچة ياضي العيون أنك واچف چدامي 

ابتسم ضاحكاً وهو يقول: 
_صدقي ياحبة الفؤاد، أبنك أيوب واقف قدامك. 
ومن ثم رفع أنظاره إلى العروس وقال بصوتٍ عال: 
_كله يروح على بيته، خمس دقايق وعاوز البيت كله يفضى. 
هرول النسوة مغادرين المنزل، وفضيت ساحة المنزل إلا من سكانه والعريس وعائلته.. 
رمقه أيوب بحدة قائلاً: 
_واقف عندك بتعمل إيه يا ابن العمدة، ولا مستني دعوة خاصة بخروجك من هنا. 
قال شاب بملامح مقتضبة:
_حمدالله على سلامتك يا أيوب نورت بلدك، بس شكلك نسيت الأصول.. 
قاطعه أيوب قائلاً: 
_الأصول دي أنت اللي نسيتها ياماهر، من أمتى هنخطبوا بناتنا من حريم البيت. 
تحدث المدعو ماهر: 
_وه، وعمك سلمان مش راجل ولا ايي. 
صدح صوت جهوري من خلفهم كان لـ إمرأة من بينهم قائلة: 
_راجل وسيد الرجالة، وبلاش تخبط في الحلل ياماهر. 
رد ماهر بفظاظة: 
_دلوجتي أنا اللي غلطان والحق عليا ياحجة بخيتة، مش سلمان ده عمها برضه. 
قال أيوب بحنق: 
_يلا ياعريس خد أمك واطلع من البيت معنديش بنات للجواز. 
هدرت والدة العروس بامتعاض قائلة: 
_كيف يعني مفيش بنات للجواز، حدش مالي عينك ياولد اعتماد ولا ايه. 
ردت والدة ايوب "اعتماد": 
_ايه يا فتحية حديت ولدي مش عاجبك ولا إيه. 
هتفت فتحية بحنق: 
_خطوبة بتي هتم وان كان ابوها ميت فـ عمها موجود واخواتها البنات و جوازهم  ومحدش ليه دخل بينا. 

دلف شاب بجلباب صعيدي وصدح صوته قائلاً وهو يتوقف بجانب أيوب ويضع يده على كتفه برفق وقال: 
_نورت ياولد عمي..وطاف نظره على أهل بيته واسترسل.. 
_إيه الغاغة بتاعتكم دي مش هنخلص منيها ولا اييه. 
كان الباقية واقفين يتابعون ذاك النزاع بحماس  منهم الشامت والحاقد ومنهم الهادئ الذي يتابع بصمت. 
تكاظم الغيظ بداخل فتحية وقالت بجمود: 
_أسمع ياولد وهدان وانت ياولد صابر بنتي غصباً عنكم هتتجوز ولد العمدة أنتو فاهمين. 

خرجت العروس عن صمتها قائلة: 
_لا يما أنا مش موافچة، وانا اللي حكيت ولد عمي عشان ينزل يشوف حل. 

هتفت والدة العريس قائلة بحدة: 
_هم بينا يا ولدي نعاود دارنا، وإلا الحريم دي هتاكل لحمنا مر، جولتك بت فتحية لا تنفعنا ولا ننفعها يلا يا ولد جدامي. 

صاحت فتحية بغيظ: 
_ومالها ياعطيات بت فتحية دي ميت واحد يتمناها ويروح قرد يجي غزال. 

لوت عطيات فمها وقبضت على يد نجلها ورمقتهم بغضب قائلة: 
_هم بينا كفاية قلة قيمة لحد أهنا. 
غادرت عائلة العريس تحت أنظارهم.. فقالت اعتماد بمكر: 
_تعيشي وتاخدي غيرها يافتحية، ونصيبها محفوظ. 
ردت فتحية بحدة: 
_نصيبها في إيه يا اعتماد، طول ما انتي چاعدة أنا وبناتي نصيبنا ضايع فالرجلين. 
قبضت اعتماد على يد أيوب بحنو قائلة: 
_مش هرد عليكي ابني جاي من الغربة بعد تمن سنين، جاي لاجل أمه ولازماً يرتاح دلوچ. 
تبسمت فتحية بشماتة وقالت: 
جصدك جاي لاجل عيون بنتي. 
أحس أيوب بشدة المعركة بينهم وقال ناهياً تلك الحرب: 
_يا أمي، أنا جاي من السفر تعبان خلينا نطلع حطيلي لقمة واريح جسمي ساعتين. 
  
قالت اعتماد وهي تتهادي في مشيتها: 
'يلا ياضي عيوني، وانتو يا ابنتة سمعونا الزغاريط كبير عيلة المنشاوية رجع من السفر، وتعالوا على شجتنا حبُه على يده. 
تعالت أصوات الزغاريد بين أحد الفتيات وصاعدوا خلفهم. 

                     ***********
بالطابق الثالث المخصص لـ أيوب ووالدته دلف هو والدته وخلفه سبعة من الفتيات بأعمار مختلفة وامرأة بالخمسون من عمرها.. 
ارتمى أيوب بجسده على اقرب أريكة وارتسمت على وجه ابتسامة بسيطة قائلاً: 
_أخباركم إيه يا بنات. 
تحدثوا جميعاً بصوتٍ واحد: 
_بخير ياخوي، حمدالله على سلامتك. 
لوت اعتماد فمها وقالت بحنق: 
_إيه مش هتسلموا على أخوكم زين ولا إيه. 
تقدمت منه احد الفتيات فصافحته باحترام وود: 
_حمدالله على سلامتك ياولد أبوي.. 
  قال أيوب بحنو: 
_الله يسلمك يا مفيدة، اومال فين اولادك؟ 
مفيدة: 
_تحت هيلعبوا يا خوي. 
أماء رأسه بتفهم وتوالت عليه فتاة أخرى قائلة بجمود: 
_نورت بيتك ياخوي. 
ردت اعتماد بتهكم: 
_ومالك يابت  نفيسة هتقوليها من تحت ضرسك ليه اِكـده..
اشاحت الفتاة وجهها للجهة الاخرى وقالت: 
_مش عاجبك ترحيبي بـ أيوب يامرت أبوي ولا إيه. 
اعتماد:-لا مش عاجبني. 
تنهد أيوب بنفاذ صبر قائلاً: 
_خلاص عاد يما، وانتي يا نورا البيت منور بوجودك يا غالية. 
وضعت اعتماد يدها بوسطها قائلة بتعنج: 
_يلا يابنات نفسية متشكرين ليكم، أرجعوا لبيوتكم. 
قبضت نورا على يد شقيقتها مفيدة وغادروا تحت أنظارهم، ورمق أيوب والدته بعتاب. 

تجاهلته اعتماد ونظرت للباقية قائلة: 
_وانتو محتاجين عزومة يابنات إسعاف.. 
تحدثت المدعوة إسعاف: 
_ده أخوهم يا اعتماد ليهم فيه أكتر ما ليكي. 

ابتسمت اعتماد بمكر وقالت بخفوت: 
_وماله.. 
 توالت عليه الفتيات واحدة تلو الأخرى يصافحونه بود إلا واحدة وكانت الأصغر بينهم وقالت بمرح وهي تعانقه بود: 
_انا بجى قلت أخليني أخر واحدة عشان أسلم عليك على راحتي.. 
ربتت اعتماد على ظهرة برفق قائلة: 
_أخوكي  ولد أمك وابوكي سلمي عليه كيف ما بدك.. ووجهت أنظارها لـ إسعاف والفتيات واسترسلت: 
_إيه يا إسعاف هتباتي عندك ولا اييه، خدي بناتك و يلا من أهنا . 
جزت إسعاف على أسنانها وقالت: 
_يلا يا بنتة مرات أبوكم طردتنا يلا. 
غادرة المرأة مع فتياتها.. وتبقا أيوة ووالدته وشقيقته الجالسة بجانبه.. قال هو: 
_مينفعش حديتك وياهم إكده غلط يما. 
هتفت شقيقته بلهفة: 
_كيف الچمر وأنت ع تتكلم زينا يا اخوي. 
ابتسم أيوب ضاحكاً لها وقال  
_الچمر هو أنتي ياغالية. 
قالت اعتماد: 
_أحب أغيظهم ياولدي واتسلى شوية.. ومسدت على وجهه بحنان وأردفت: 
_جوم غير خلجاتك أكون حضرتلك لقمة تاكلها. 

قبل ايوب يد والدته بتأدب قائلاً: 
_حاضر ياغالية،صحيح بكرة صاحبي جاي هيبات عندي ليلتين
اجابته اعتماد:
_يمرحب بيه ياولدي السرايا هتنور. 
ابتسم  أيوب برضا ووثب قائماً متوجهاً لغرفته. 
وصاحت اعتماد بالفتاة قائلة: 
_بت يا سهر جومي وياي يلا.. 
تأففت الفتاة بضجر وذهبت خلفها. 
 
                       **************
بغرفة العروس كانت تزيل أثار الزينة من على وجهها لتظهر بشرتها البيضاء وأعينها البندقية  المتسعة و خصلات شعرها السوداء التي أعطتها مظهر خاطف للقلوب.. 
دفعت والدتها الباب ودلفت صارخة بحدة: 
_عملتي اللي في دماغك يابت فتحية و خلتيه ينزل، أوعي اتفكري انا مش دريانة بحاجة عارفة أنك هتعشقيه.. 
هتفت "ندى" قائلة: 
_وطالما عارفة ليه عملتي اِكده، عاوزة ترميني لولد العمدة ليه.. 
قالت والدتها بحدة: 
_عشان ولد العمدة هيجدر يقف فوش اعتماد ويجيب حقنا واهو طار من بين أيدنا. 

قالت ندى باقتضاب: 
_وانا مش عاوزة اي حاجة، كل اللي عايزاه راحتي وفرحة قلبي وبس. 

رفعت سبابتها بوجهها قائلة: 
_اسمعي كويس ولد وهدان طلعيه من دماغك جوازك منه مستحيل. 

تلألأ الدمع بأعين ندى قائلة: 
_متعمليش في بتك كِده يما افهمي.

 خرج صوت فتحية وهي تجأر بشراسة : 
_نسيتي ان ابوه كان السبب في قتل أبوكي،  وبعد موته مراته العقربة اتحكمت في كل حاجه. 

هزت ندى رأسها قائلة: 
_لا يما غلطانة، ابوي ده كان قدره ومكتوب، موته بأزمة قلبية بسبب خانقته مع عمي؛ لا أنا ولا أيوب لينا ذنب فاللي حُصل..

دفعتها فتحية على الفراش قائلة: 
_اقعدي مطرحك نوحي لصبح، خروج مش هطلعك وولد اعتماد تنسيه. 
ألقت جملتها مغادرة وهي تغلق الباب من الخارج.. وجلست ندى على فراشها تبكي و تلوم حظها. 
                      **************  
طرقت اعتماد على باب غرفة أيوب قائلة: 
_غير خلجاتك ياولدي. 
رد ايوب: 
_أيوة يما افتحي البات وادخلي. 
ثنت اعتماد مقبض الباب ودلفت قائلة وهي ترمقه بعتاب: 
_سافرت من أهنة وأنت عندك 18 سنة عشان تتعلم فبلاد برة وتبجا مهندس كد الدنيا صُح

اجابها ايوب مندهشاً من حديثها: 
_صُح يما، عاوزة اتجولي ايه يا ام ايوب. 

استرسلت حديثها: 
_دلوقتي بجى عندك 26 سنة ياولد اعتماد، فالتمن سنين دول جيت مرة واحدة وهو يوم وفاة ابوك كان عندك عشرين سنة، خلصت تعليمك فضلت ألح عليك كتير تتدلى أشوفك، بس مفيش فايدة مقبلتش.. صمتت قليلاً تلتقط أنفاسها واستطردت: 
_ومكالمة واحدة من ندى بت فتحية قالتلك فيها أنزل، نزلت، هان عليك أمك ياولدي. 

ضم أيوب كتفها واجلسها على الفراش قائلاً:
_بتوثقي في ولدك يا ام أيوب. 
هزت اعتماد رأسها بنعم 
فتابع هو حديثه: 
_سواء ندى كلمتني او لا أنا كنت نازل؛ نازل أقولك على اللي عملته.. 
حدجته اعتماد بتعجب قائلة: 
_وإيه اللي عملته يا ولدي!؟. 
قال أيوب بفخر : 
_أبنك صاحب أكبر مطعم مصري فبلاد الغرب يما، بدأت الحكاية لم أتأخر أبوي عليّ في المصاريف، الاول أستأجرت مكان صغير وفتحته مشاريب، مرة على مرة كبرت مشروعي لحد ما بجا مطعم يا ام ايوب.
ضمته اعتماد قائلة: 
_مبروك ياولدي مبروك، ربنا يزيدك ويباركلك، بس تخبي على أمك اكده 
قال أيوب: 
_كنت مستني مشروعي يكبر ويثبت واقول للعالم كله. 
ربتت اعتماد على كتفه بفخر قائلة: 
_راجل ولد راجل ربنا يحفظك.. ومن ثم تنهدت بعمق قائلة: 
_خرج بت فتحية من قلبك ياولدي مش نصيبك. 
عقد أيوب حاجبيه قائلاً: 
_ع تقولي ايه بس يما. 

قالت اعتماد: 
_عيونك فضحاك ياولدي، وقلبك مايل للموت، أوعاك ياولدي تقع في بير غويط، وأنت عارف كويس مش هتلاقي اللي ينجدك. 

ابتسم ضاحكا وقال: 
_ربك كبير يا أمي ووحده المنجي. 
اعتماد بجمود : 
_أنا حذرتك، وجع القلب مش ساهل دي نار بتكوي الجلوب. 
ذرفت دمعه من جانب جفنه قائلاً: 
_رب القلوب موجود وعالم بالحال، قادر فلمح البصر يقلب الموازين ويجبر القلوب. 

ربتت اعتماد على كتفه بتريث قائلة: 
_عقلك مقفل ومش مستوعب، والنقاش مفيش منه فايدة معاك، هسيبك ياولدي، بس فكر  بعقلك، واقفل على قلبك بالضبة والمفتاح..ويلا جوم وياي عشان تاكل لقمة والصباح رباح..غادرت ولدته تحت أنظاره.  

فوضع يده موضع قلبه وقال: 
_كانت فاكر فالبعاد حل، بس مكنتش اعرف ان نار الشوق قاتلة. 

  •تابع الفصل التالي "رواية نيران العشق و الهوى" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent