رواية العرافة العجوز الفصل الحادي والعشرون 21
الحلقة الحادية و العشرون
ولكنها ظلت معلقة ذراعيها في عنقه فيحاول الأبتعاد بهدوء ولكنها أغمضت عيناها وتمسكت به بقوة وقالت له " خليك كده شوية " .
وفي ثواني معدودة تتحرك عنده رغباته الذكورية فلا يجد مفر الا أن يلبي ندائها !!!!!!!!!
بعدما انتهيا لم يستطع فريد المكوث طويلا في المكان وأرتدي ملابسه سريعا وأنصرف الي شقته دون النطق بكلمة واحدة !!
بينما كانت هند في فراشها تنتابها مشاعر متناقضة ببن الحب والندم !!!
أسلمت هند عيونها الي النوم ومر وقت ليس بالطويل حتي شعرت بجرس الباب .
بمجرد أن فتحت هند عينيها تذكرت ما حدث وبدأت تفكر ولكن دقات الباب المستمرة جعلتها تنهض لتفتحه .
فوجدت أمامها أم فريد ، فأدخلتها وجلستا وظلت أم فريد تتكلم ولكن هند لم تستمع لكلمة واحدة منها !! فكل حواسها كانت تتذكر ما حدث !!
وظل صراع الحب والندم يستعر داخلها !!!
بين اعجابها وحبها لفريد الذي هو زوجها بالفعل ، وبين الندم علي كسر القيد الذي وضعته علي نفسها بعد موت زوجها الأول شريف بعدم الحب او الزواج !!!
أم فريد : مالك يا هند ؟ أنتي تعبانة ؟
هند : لأ الحمد لله انا كويسة .
أم فريد : انا بكلمك من بدري ومش بتردي عليا ليه ؟
هند : لأ ابدا ، كنت بسمعك .
أم فريد : أنتي مشغولة بحاجة ؟
هند : لأ خالص .
مشهد اخر ،،،،،،،
بعدما صعد فريد الي شقته دخل ليغتسل ويشعر بتأنيب الضمير بينما يري في خياله صورة أخاه شريف !!!
فتهاجمه الأفكار ......
" نهار اسود !! أنا ازاي أعمل كده !! "
" معقول أخون شريف أخويا !! "
" ازاي تقول دي خيانة ؟!! شريف أخوك مات الله يرحمه وأنت أتجوزتها علي سنة الله ورسوله ، يبقي فين الخيانة دي ؟! "
" يعني لو شريف كان عايش دلوقتي وعرف اللي حصل كان ممكن يكون سعيد ومبسوط ؟!! "
" أكيد لأ طبعا لكن شريف مش عايش وأنا لما اتجوزتها كان علشان أرضي أمي وأراعيها هي وعياله "
" أنت هتضحك علي نفسك ولا علي مين ؟؟ أنت عارف أن أكيد كان هييجي يوم ويحصل بينكم كده !! "
" لأ ، أنا من البداية وافقت أتجوزها ومش في دماغي ان في يوم من الأيام يحصل حاجة بينا "
" أيا ما كان ، أنت أزاي تعمل كده ؟؟!! "
" أنا رجل و عندي رغبات زي اي انسان وعندي لحظات ضعف ، وبعدين أنا ضعفت مع مين ؟!! دي مراتي يعني حلالي ومش حاجة حرام او عيب "
" و بعد اللي حصل ده هتقدر تواجهها وتتعامل معاها ازاااي ؟؟ "
" أتعامل معها عادي جدا ، هي نسيت أنها مراتي ولا ايه !! "
" ايه الهمجية اللي بفكر بيها دي !! أنت ناسي انها انسانة ولها مشاعر واحاسيس وأكيد أنت صدمتها لما عملت معها كده !!! "
" صدمتها !!! هي كان مش ظاهر عليها أبدا اي صدمة !! بالعكس انا حسيت أنها متجاوبة ويمكن كانت سعيدة كمان !! "
" يعني معقول هي نسيت شريف خلاص وحبتني أنا ؟!! "
كل تلك الأفكار راودت تفكير فريد حتي انتهي من الاغتسال وذهب الي عمله ، وطيلة اليوم كان يراقب هاتفهه أنتظارا أن يأتي منها أتصال أو رسالة ربما تكون لوم أو عتاب عن ما فعله معها !!
مر اليوم وفريد لا يشغل باله الا هند وما حدث معها ورد فعلها المتوقع !!
وقبل أنصراف فريد من عمله جاؤه اتصال هاتفي !!!
فريد " دي اكيد هند هي اللي بتتصل " .
أقترب فريد من هاتفهه ليجد المتصل والدته !!!
تعجب فريد وأمسك بهاتفهه ورد عليها : ألو ، ايوه يا ماما ، خير فيه حاجة ؟؟
الأم : عدي عليا وأنت راجع من الشغل .
فريد : ليه ؟ فيه حاجة ؟
الأم : مفيش حاجة ، بس ابقي عدي عليا ضروري قبل ما تطلع شقتك .
فريد : حاضر .
بعدها أنصرف فريد من عمله وعاد الي المنزل وعندما رأته والدته قالت له : تعالي اقعد .
جلس فريد وسألها : خير يا ماما ، فيه ايه ؟
الأم : أنت ناوي ترجع لتغريد ولا خلاص هتطلقها ؟
فريد : مش قررت لحد دلوقتي .
الأم : طيب خد الورقة دي .
فريد : ورقة ايه ؟
أمسك فريد بالورقة وبدأ يقرأها وفوجئ فريد بأنها أنذار من المحكمة بدعوة طلاق ودعوة خيانة الأمانة ومطالبة تغريد بقائمة منقولاتها !!!
كاد فريد أن يجن من هول الصدمة ووقف مكانه وهو يقول : مش ممكن !! تغريد رفعت عليا قضيتين قضية طلاق والتانبة بالقايمة !!!
الأم : طيب أهدا يا ابني واقعد .
فريد : اهدا أزاي ؟!! أنا عمري ما توفعت انها تعمل كده !!! أنا حتي لما فكرت انها تكون عايزة تطلق مش هتوصل الموضوع للمحكمة !!!
الأم : معلش ، كل واحد بيبان أصله مع الوقت ، وأديك شوفت بنفسك أن اصلها طلع واطي .
فريد " غاضبا " : ورحمة ابويا وأخويا لأخليها تشوف وتعرف أن مش أنا اللي يتعمل معايا كده .
ثم قام من مجلسه مسرعا ، فسألته والدته : أنت رايح فين ؟
فريد : هكلم واحد صاحبي محامي شاطر علشان نبدا نتعامل معاهم بنفس طريقتهم .
الأم : الجلستين ميعادهم امتي ؟
فريد : بعد حوالي شهرين .
الأم : طيب ما تحاول تصالحها يا بني أو تتفاوض معاها لو عايزة تطلق وتطلقها بهدوء بعيد عن المحاكم .
فريد : هروح لصاحبي المحامي وأشوف هينصحني اعمل ايه .
أنصرف فريد ثم صعد الي شقته و أتصل علي صديقه أحمد المحامي وقال له : ازيك يا أحمد أنا واقع في مشكلة وعايزك تفف معايا .
احمد المحامي : انا معاك أطمن ، فيه ايه يا فريد أتكلم ؟
فريد : تغريد مراتي رفعت عليا قضية طلاق وقضية تانية بالقايمة .
احمد المحامي : ياااه للدرجادي الدنيا أزمت بينكم ؟ ايه اللي حصل لكل ده ؟
فريد : هقولك بأختصار ، بعد موت شريف اخويا أمي صممت أني أتجوز أرملته ولما تغريد عرفت مشيت من البيت
المحامي : عندها حق ، أي واحدة مكانها لازم كانت تعمل كده .
فريد : أنت معايا ولا معاها ؟
المحامي : انا بقول الحقيقة .
فريد : أنا قولتلها ان جوازي انا وهند صوري وهي مش صدقتني .
المحامي : كنت حاول معاها مرة واتنين وتلاته قبل ما المواضيع تتطور بالشكل ده .
فريد : علفكرة يا احمد دي مش بداية المشاكل بينا ، معاملتها معايا ومع اهلي وغرورها وتكبرها واهمالها لأمي وقت تعبها كل ده كان السبب اني اقفل معها ومشاعري تتغير تجاهها .
احمد المحامي : يعني انت خلاص قررت تنهي حياتك معاها ولا لسه فيه فرصة للصلح ؟؟؟
فريد : بصراحة انا لسه عايزها لكن لو كانت دي النهاية مش هتفرق كتير .
المحامي : طيب بص من ناحية المحاكم والقضايا دي لعبتي وممكن أدوخها واخليها تقعد سنة واتنين وتلاته تجري ورا القضايا وتصرف فلوس اكتر من اللي هتاخدها منك ، أنما انت صحبي ويهمني مصلحتك وراحتك ياريت تحاول تصطلح معاها ، أو لو لا قدر الله فيه طلاق يكون بشكل ودي وده في صالحكم انتوا الاتنين ، سيبني يا فريد أنا هحاول أدخل وأصالح بينكم .
فريد : وأنا معنديش مانع ، أنا هسيبلك الموضوع ده وانت صحبي ومش هترضالي الضرر .
أحمد المحامي : ماشي يا فريد متقلقش .
أنهي فريد المكالمة وجلس وقد بدأ يهدأ قليلا بعد استيعابه للصدمة و كلام صديقه احمد المحامي .
جلس فريد يفكر في مستقبل حياته بعد كل ما يحدث فيها !!
هل سيوفق صديقه المحامي في الصلح بينه وبين تغريد ؟؟ أم ان مصير تلك العلاقة هو الفشل والطلاق ؟؟
وماذا عن علاقته بهند ؟؟ وماذا عن علاقته بها بعد ما حدث ؟؟ هل موقفها منه تغير ورضت به كزوج وسيكمل حياته معها كزوجين طبيعيين ؟؟ أم أنها سترفض أستكمال حياتها معه وينتهي زواجه منها ؟؟
الان هو متزوج من اثنتين ولكنه لا يشعر بالراحة أو الأستقرار !! تبا لهذه الظروف التي تقوده خلفها مسلوب الارادة !!!!!
وجلس هكذا يفكر حتي غلبه النوم بعد العشاء بفترة وجيزة !!!!
غاص فريد في نوم عميق ولم يشعر الا حينما أستيقظ وفوجئ بأن الساعة أقتربت من الثانية بعد منتصف الليل !!
أنتبه فريد أن هند تبيت ليلتها وحدها مع أطفالها وأنها لم تتعافي نهائيا من مرضها !!!
كان من الواجب عليه ان ينزل لها كما اعتاد منذ مرضها !! ولكن كيف سيواجهها بعد ما حدث ؟!!
ربما يكون نومه قد انقذه من هذا الموقف !!!
الان عليه ان يستكمل نومه !!!
ولكنه يشعر بالجوع ، فقام والتقط بعض ثمار الفاكهة التي دائما ما تشبع جوعه ليلا .
ثم عاد الي فراشه ليستكمل نومه .
أغلق عينيه وبعد وقت قصير شاهد تلك العرافة العجوز تظهر أمامه عند باب حجرته وتقول له
" مبتتصلش بأخوك أسامة ليه ؟؟ أمسك تليفونك وكلمه يمكن تكون أخر مرة تكلمه فيها " !!!!!
فريد : أنتي عايزة مني ايه يا ست أنتي ؟ حرام عليكي !!! أنتي دخلتي هنا أزاي ؟؟ اتكلمي يا ست انتي وقولي أنتي دخلتي هنا أزاي ؟؟ خليكي واقفة مكانك انا هجيبلك البوليس " .
ألتفت فريد ليمسك هاتفهه ثم أعاد النظر اليها ليجدها قد اختفت نهائيا !!!
كاد عقل فريد ان يطير !!! الست دي كانت لسه واقفة هنا حالا !!! معقول كنت بحلم ؟!!! أنا خلاص هتجنن !!! أنا مش عارف انا شوفتها بجد ولا ده حلم ؟؟؟
يتبع
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية العرافة العجوز) اسم الرواية