رواية قبل فوات الأوان الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم رانيا الطنوبي
كان جالسا علي الكرسي الهزاز في شقة المعادي يزفر الدخان وهو يمني نفسه ان تنجح خطته كما ينوي ، لتعلو ابتسامة خبيثة من وجهه ويتمني لو رأي وجه حازم ووجه عصام بعد ما سينفذ خطته ، في نفسه كان يقول
اشرف بغل : ما هو مش بعد كل اللي عملتوه ده كله وفي الاخر الدنيا تديكم كل ده كل واحد يجوز واحدة كويسة وبتحبه ، لا وندي كمان حامل ، لا يا حلوين ياما كلنا ناخد من الدنيا ويا اما كلنا مناخدش ومدام انا شكلي كده مش حاخد حاجة يبقي زيكم زيي ، انتم مش احسن مني ، بكرة حاعرفكم مين هو اشرف ، واللي ناوي اعمله في ندي ونفيين ده قرصة ودن كده مش اكتر
ترجل من الكرسي الهزاز الي السرير لينام وهو يقول : عايز بكرة ابقي فايق ومصحصح حاكم نفيين دي مش اي حاجة
زفر مبتسما بغل وهو يقول : باي باي يا انسة نفيين
———————————————————-
اذان فجر يوما جديد يطل علي بولاق الدكرور ومن فيه ، لتفتح ندي عينها ثم تتوجه الي هاتفها لتتصل بحازم من اجل ان تقظه
لحظات كان حازم غارق في نومه ولكن صوت الهاتف اتاه بعيدا ، فتح عيناه بصعوبة ومسك الهاتف في يده ليغلق المكالمة ، ولكن ندي اصرت علي الاتصال حتي رد عليها اخيرا
حازم بتثاقل وهو يتاؤب : مين ————— ايوة عايز ايه
ندي مبتسمة من طريقة الرد : صباح الخير ، حضرتك لسه نايم
حازم وقد بدء يستوعب : ندي ، ايوة يا ندي ، معلش والله كنت رايح في النوم
ندي : ولا يهمك يا سيدي معلش انا قلت اصحيك تصلي الفجر
حازم مبتسما : انتي مبتنسيش ابدا ده انا قلت انا نايم في المنصورة انهاردة انام براحتي ، انتي ورايا ورايا حتي في المنصورة
ندي بهزار : بقي كده يا سي حازم ماشي انا غلطانة اني باصحيك يعني ، ده بدل ما تقولي وحشتني ولا صباح الخير يا حبيبتي وبعدين تعالي هنا كنت رايح في النوم وكمان عايز تنام براحتك امال بس امبارح بالليل كنت عمال تقولي مش عارف انام ازاي من غيرك ، كل ده ومش عارف تنام من غيري امال لو كنت عارف كنت حتعمل ايه
حازم مبتسما : انا عارف ان انا اللي حاجيبه لنفسي ، انا قايم خلاص اهو ، واسف واعتذر وبشدة عما بدر مني
ندي ضاحكة : خلاص عفونا عنك ، اتفضل روح صلي ولما ترجع من الصلاة تكلمي ، مفهوم
حازم ضاحكا : مفهوم يا فندم
—————————————————–
انهت صلاة الفجر وتوجهت لغرفة ابنتها لتتحدث اليها
شريفة : صباح الخير يا نفيين
نفيين وهي تقوم من علي سجادة الصلاة : صباح النور يا ماما
شريفة بقلق : انتي حتروحي الشركة انتي واختك انهاردة كمان
نفيين : ايوة ندي حستناني زي امبارح ونروح مع بعض
شريقة بضيق : انتي عاجبك اللي اختك بتعمله ده ، راحت قعدت مع الخادمة ، انا مش عارفة هي عايزة ايه بالظبط
نفيين : عايزة تفضل جنب جوزها اللي كان المفروض يبقي قاعد في بيتنا احنا بدل بيت الخادمة ، وبعدين هو لاقي حتة غير بيت دادا محاسن وقال لا ، هي الوحيدة اللي فتحت لهم بيتها
شريفة باستياء : هو انا يعني كنت طردتهم يا نفيين ، انا بس عملت كده من قلقي بس لو حازم ده انسان كويس انا يعني حاكره ان بنتي تعيش مرتاحة ، عموما لما حازم يرجع من المنصورة انا ناوية اقوله يجي يعيش معانا
نفيين : بجد يا ماما ، يعني مش ناوية ترجعي تفتحي ندي في موضوع الطلاق
شريفة بقلق : حتي لو كنت عايزة ، اختك خلاص حامل وحتي لو مش حامل اهي عايزة تكمل معاه ، يا رب بس يكون يستاهل
نفيين مبتسمة : هو ده الكلام يا ام ندي هي دي شريفة اللي انا عارفها ومربياها علي ايدي
ثم عقدت ذراعيها مازحة : انا كان قلبي حاسس ان اللي زراعته فيكي مش حيروح هدر
شريفة وهي تضربها علي كتفها : وعقبال ما اخلص منك انتي كمان ، بس اوعي يكون ابوه كان عارف ابن عمتي حاكم انا عارفكم يا بناتي العزيزات
نفيين مازحة : انتي فاكرة انك ممكن تخلصي مني بالساهل كده ابسولوتلي ، انا قاعدة علي قلبك لطالون و متسألينيش مين طالون ده لاني اصلا معرفش
———————————–
خرجت من غرفتها وهي تلقي نظرة اخيرة علي حقيبة يدها ثم اخرجت هاتفها لتمسكه بيدها ، نظرت الي دادا محاسن والتي كانت قد حضرت الفطار
محاسن : اقعدي كلي لقمة يلا يا ندي يا بنتي
ندي بتقزز : لا يا دادا ابوس ايدك بلاش فطار ، مش قادرة ، احط حاجة في بقي
محاسن : طب اعملك السندوتش ده كده كليه عشان لوجي كمان تأكل
لوجي : انا عايزة اجي معاكي الشركة انهاردة يا مامي
ندي للوجي : بصي يا لوجي لو مكتنش حاركب مواصلات كنت اخدتك معايا والله
محاسن : عارفة يا لوجي انتي حتيجي معايا حنروح السوق سوا وافرجك علي بولاق
ندي مبتسمة : حتفرجي لوجي علي بولاق
ثم ضحكت : لوجي في بولاق الدكرور ، والله ينفع فيلم
انهت ماكانت تأكل ثم تقدمت من لوجي قبلتها وهي تقول ان شاء الله نتقابل علي الغدا وكمان بابا راجع انهاردة عايزة اجيبلك حاجة وانا راجعة
لوجي : عايزة شيبسي
ندي : من عنيا يا ستي
ثم الي محاسن : مش عايزة حاجة يا دادا
محاسن : لا يا حبيبتي ، خالي بالك من نفسك بس يا ندي ومتتعبيش نفسك يا بنتي ، لا اله الا الله
ندي وهي تفتح الباب لتخرج : ماشي يا دادا ، محمد رسول الله
خرجت الي الطريق وهي لا تعلم ان هناك من يتتبع خطواتها وكان بانتظار خروجها من المنزل توجهت الي الطريق الرئيسي من اجل ان تذهب الي موقف المكيروباصات لاتزال تمشي باتجاه الموقف ، وهاتفها في يدها وقد همت لتجري مكالمة وماهي الا لحظة انطلق شاب علي احدي الموتوسيكلات باتجه ندي ، خطف الهاتف من يدها ثم دفعاها ارضا لتسقط وهي تصرخ
ندي صارخة : اه اه اه
ثم وضعت يدها فوق بطنها متألمة من قوة الدفعة وانطلق الموتوسيكل شاقا طريقه دون ان يستطيع ايقافه احد ، ليجتمع الناس حول ندي التي كانت تتألم وتصرخ من الالم و يبدأ كلا بكلماته
: انتي كويسة يا مدام
: استغفر الله العظيم ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاجة
ثم يتجه احد الواقفين الي محله ويحضر كرسي ، يحاول ايقافها البعض واجلسها علي الكرسي ، واخر يتجه ويحضر كوب ماء
: اتفضلي يا مدام ، اشربي
لتبدأ ندي بالبكاء من شدة الخوف علي حملها ، ظن الواقفون انها تبكي علي هاتفها
: معلش ان شاء الله تلاقيه ، متزعليش يا بنتي
ندي وهي تبكي متألمة : ربنا يستر
احد الحاضرين رد : انتي رايحة فين نركبك طيب
ندي وهي لاتزال باكية : لا انا حاروح ، بيتي كمان شارعين
لتعود ندي ادراجها الي المنزل بخطوات بطيئة ومملوءة بالخوف ، استندت علي الباب باكية و هي تطرق علي دادا محاسن الباب ، لتفتح محاسن الباب فتصعق من بكائها
محاسن منزعجة : مالك يا ندي ، ايه اللي حصل يا بنتي
ندي باكية : واحد سرق موبايلي وزقني جامد وقعني علي الارض ، خايفة يكون حصل حاجة للحمل ، ده احنا ملحقناش نفرح
محاسن : وهي تربط علي كتفايها : طب ادخلي مددي علي السرير دلوقتي ولما ترتاحي نروح للدكتور وان شاء الله مفيش حاجة
ندي : طب ونفيين ، زمانها مستنياني
محاسن : كلميها و قوليلها انك مش جاية
ندي : ما انا مش حافظة النمرة ومسجلها بس علي الموبايل ، والموبايل اتسرق ، لو كنت كاتبها معايا كان زماني عرفت اكلمها ، حتي تليفون البيت بقاله مده خارج الخدمة ، اعمل ايه دلوقتي
محاسن : طب ادخلي ارتاحي وهي يمكن تروح ولا حتي يمكن تكلمك
لتستند ندي الي محاسن وتدخل لتتمدد علي السرير
في هذه الوقت كانت نفيين تقف منتظرة ندي لتأتي ، ولكنها اتنظرت وانتظرت وانتظرت ولم تأتي ، اتصلت بها ولايزال هاتفها لا يرد
نظر اشرف الي هاتف ندي في يده وتعالت ابتسامته وهو لايزال يرن ولا تزال نفيين هي المتصلة ابتسم ووضعه جانبا ثم نظر لمن اتي به
اشرف : زقتها ولا لا
ليرد عليه من سرق هاتف ندي : انا اخدت الموبايل وزقتها زي ما انت قولتلي بس مش عارف اللي انت عايزه حصل ولا لا ، انا جريت بالموتوسكيل قبل ما حد يشوفني هه تمام كده يا باشا
اشرف وهو يخرج مبلغ من المال من خزنته : تمام ، فلوسك اهه
ثم ينظر اشرف الي الهاتف ثانيا والي اسم نفيين علي شاشته : حنتقابل يا جميل
—————————————
علي مدد بصره نظر لتتعالي ابتسامته الي ارضه ، رغم انها لم تكن ارضا كبيرة الا ان شعوره بامتلاك شيئا حلال كان شعورا مريحا ، زفر وهو ينظر الي صديق والده
حازم : هو في ناس وضعه ايدها علي الارض
كمال : هو في ناس حطين في دماغهم الارض ، بس انا السنة اللي فاتت جيبت طوب وسورت الارض بسور عشان محدش يفكر يخدها هما ملاك الارض اللي جانبك هما اللي عايزين يشتروها ويمكن يعملولك شوية مشاكل لو فكرت تبيعها بس احنا ممكن نقول للمحامي ونشوفهم الاول لو حيثمنوا الارض بسعرها المظبوط ممكن يخدوها، لو لا يبقي حناخد كل الاجراءات اللي ممكن تأمينا وتبيع الارض ومحدش حيقدر يعمل حاجة ، انا مش عايزك تقلق يا ابني
زفر حازم ثم رد : عموما كده حلو اوي ان في ارض اصلا ، وممكن ابيعها وانا حقيقي مش عارف اقولك ايه ، انا اتبسطت اوي بمعرفة حضرتك وان شاء الله اجي ازورك وتجي القاهرة تزورني
كمال : طب مش حابب تشوف المنصورة وبيتكم القديم قبل ما تمشي
حازم بحنين : بيتنا القديم
كمال : انت مشيت من المنصورة وانت عندك 5 سنين ، فاكر ولا ناسي
حازم متنهدا : حتصدقني لو قولتلك ان في حاجات افتكرتها ، عموما انا مش حاقدر اتأخر انا عايز اروح علي طول يا عم كمال يعني فرجني وبعد كده اتوكل علي الله اروح بقي
كمال : اوام كده زهقت من المنصورة واهل المنصورة ، طب حتي نتغدي سوا وبعدين امشي ده فاضل حاجة بسيطة علي اذان الضهر
حازم : معلش والله يا عم كمال ، مش حاقدر اقعد اكتر من كده يدوبك امشي
كمال : طب يا ابني انا مش حاضعط عليكي ، وان شاء الله انا مع المحامي نخلصلك موضوع الارض
حازم وهو يركب معه السيارة : ان شاء الله يا عمي
—————————————-
في مكتبها وهي تشعر بفرط التوتر علي اختها ، اذن الظهر والي هذه اللحظة لا تعرف عنها شيئا ، بدأت تفكر في محاولة منها للاتصال باحد
نفيين بتوتر وقلق في نفسها : طب حازم مسافر وهي مش بترد وانا مش معايا موبايل دادا محاسن ، مش عارفة اكلم عصام اخد منه الموبايل بتاعها ولا يفكر ان عاملة الموضوع حجة عشان اكلمه
وما هي الا لحظة ودق هاتف نفيين ، اندفعت نحوه لتلتقطه واخيرا ندي تتصل بها
نفيين بلهفة وقلق : ايوة يا ندي انتي فين
لترد عليها امرأة لا تعرف صوتها : ايوة يا بنتي انا مش ندي ، انا ممرضة من عيادة دكتورة مني عبد السلام
نفيين بانزعاج : دكتورة مني عبد السلام ، هو في حاجة ، هي ندي جرالها حاجة
لترد من اتصلت بنفيين : متتخضيش كده ، اختك كويسة بس هي كان مغمي عليها عندنا في العيادة من الحمل والدوخة وهي اللي قالتلي اتصل بيكي عشان حد يجي يوصلها البيت عشان تعبانة ومش حتقدر تروح لوحدها
نفيين : طب فين عنوان العيادة انا حاجي اخدها
لترد المرأة : في المعادي
نفيين : فين في المعادي
لترد المرأة علي نفيين بعنوانا مفصل لشقة المعادي ، بينما تكتب نفيين خلفها العنوان
نفيين : طب ممكن اكلمها اطمن بس عليها
لترد المرأة : حبيبتي هي جنبي ومعلقة محلول في ايدها ويمكن متعرفش تكلمك
نفيين بتوتر وقلق : طب انا جاية حالا
—————————————–
في شرفته وقف يحتسي كوبا من الشاي ،ظل علي شروده يفكر في نفيين ، يشعر بالقلق ناحية اشرف ونظراته لها ، يريد ان يتصل بها ليطمئن عليها ولكنه متردد ، لايزال يحتسي ما بيده ليقطعه من شروده صوت هاتفه فينظر ليرد ولكنه رقم لا يعرفه
عصام : سلام عليكم
اميمة : مستر عصام يا تري عرفت صوتي انا اميمة
عصام باستغراب : ايه يا اميمة خير في حاجة
اميمة : مش عارفة جايز ميكنش خير بس في حاجة عايزة اعرف حضرتك عليها تخص اشرف
عصام وهو لا يزال مستغربا : ايه ماله اشرف
اميمة : بصراحة هو كان طالب مني CV نفيين قبل ما امشي من الشركة ومش عارفة كان عايزه ليه ، ممكن يكون كان عايز معلومات منه عنها او كده انا قلت اقولك
عصام بقلق : طب وهو طلب منك انت كده ليه
اميمة : لانه كان فاكر اني ممكن اساعده واجيبهوله
عصام : طب يا اميمة ماشي ، شكرا
اغلق الهاتف وهو يشعر ببعض القلق ، ظل يطأطأ قدمه بتوتر في الارض وهو يفكر في شقة المعادي
عند هذه اللحظة لم يجد في نفسه بدا الا ان يكون الي جوار نفيين بغض النظر عن ما ستظنه او تفكره التقط هاتفه ليتصل بنفيين ، كانت نفيين قاب قوسين او ادني من الوصول ، نظرت الي هاتفها والي المتصل ، لم تستطع الرد لانها وصلت امام العمارة وبات عليها ان تنزل
ليحاول عصام مرة واخري وهو يشعر بتوتر يطأطأ قدمه وهو يقول : ردي بقي يا نفيين
امسكت نفيين هاتفها وتوجهت للرد وهي تدخل الي مدخل العمارة
نفيين وهي متوترة وتبحث عن الشقة : ايوة يا مستر عصام
عصام بتوتر : ايوة يا نفيين انا متصل اسأل عليكي انتي في الشركة
نفيين وهي تصعد السلالم : لا انا رايحة عيادة عند دكتورة في المعادي ندي تعبت عندها رايحة اخدها
عصام وقد علت ضربات قلبه وهو يسحب مفاتيح سيارته بقلق : فين في المعادي
نفيين وهي تقريبا قد وصلت الدور الثالث : عمارة اسمها عمارة الزهور
ليضرب اسم العمارة في قلب عصام فيصرخ فيها : انزلي حالا يا نفيين اوعي تطلعي سمعاني
سحب مفاتيح سيارته وكان يصرخ بصوته فانزعج كل من كان في منزله ليأتيه صوت امه
مني بخوف : في ايه يا عصام
لم يسمع عصام فتح باب شقته وهرول جاريا علي السلالم ولا يزال علي صراخه في نفيين
عصام صارخا : سمعاني ——- سمعاني يا نفيين
كانت نفيين امام باب الشقة وهي لا تفهم شيئا من عصام تسمعه يصرخ وتريد ان تفهمه ان ندي بالداخل ولكنه لا يفهم تقدمت خطوة وطرقت جرس الباب
ليصرخ عصام مرة اخري وهو يدير محرك السيارة منطلقا الي المعادي باقصي سرعة
فتح باب الشقة ولايزال الخط مفتوحا بين عصام ونفيين ، نظرت نفيين الي داخل الشقة وهي تنادي : سلام عليكم ———– عيادة دكتورة مني —————- ندي —————- ندي
تقدمت خطوتين للدخول وهي تنظر بترقب وتنادي مرة ثانية : ندي ——— ندي
وما هي الا لحظة جذبت نفيين من ذراعيها لتدفع الي داخل الشقة ثم صفع الباب خلفها
ليسمع عصام صرخة نفيين تأتيه لتخترق اذنه وعقله وقلبه ثم يسمع صوت اشرف
وهو يقول لها : منوراني يا انسة نفيين ولا بلاش انسة دي
ليطلم عصام وجهه بكف يده وهو ينادي بصراخ : يا نفيين —————- يا نفيين
ولكن هاتفها سقط من يدها وصمت
—————————————–
ممسكا بها بين ذراعيه ومتشبثا بها حتي لا تتفلت منه وهي لا تزال علي صرخاتها فيه
نفيين وهي باكية : سبيني يا حيوان بقولك سيبني
اشرف بغيظ : انا حاوريكي الحيوان ده دلوقتي حيعمل ايه
حاولت نفيين استجماع كل قوتها لتدفعه بعيدا عنها فسقط علي الارض ، فجرت ناحية الباب تحاول فتحه ، لكنه كان قد اغلقه بالمفتاح والمفتاح معه ، وقف من علي الارض واتجاه نحوها وهو يجذبها نحوه مرة اخري
لتحاول نفيين دفعه عنها لكن هذه المرة تشبث بها اقوي واقوي حتي لا تنفلت منه ، باتت تنظر حولها لتبحث عن شيئا تدافع به عن نفسها وهي تحاول افلات قبضته بها بينما هو يحاول احاكم قبضته عليها
اشرف بغيظ وعصبية : انتي لسه بتعفري معايا ، انتي مفيش قدامك حلول يا حلوة يا اما برضاكي يا اما غصب عنك فاهمة
نفيين وهي تبكي بين يديه ولكنها ردت بتحدي : والله لو حاموت يبقي اكرملي من ان واحد نجس زيك يلمسني
اشرف وقد ازادت الكلمة عصبيته : انا بقي حاوريكي يا نفيين
لتحاول نفيين دفعه مرة اخري صارخة وهي تضرب باب الشقة بكل قوتها : يا ناس يا ناس حد يلحقني ——————— يا ناس
ليمسكها اشرف من حجابها ثم يضرب رأسها في الحائط ، لتشعر نفيين بدوار من اثر الضربة وهي لا تعلم ماذا تفعل ، ليلتفت اليها فيعاود صفعها مرتين حتي تسيل الدماء من وجهها ثم لكمة في انفها لتخور قوها وتشعر بدوار شديد ثم تسقط امامه مغشيا عليها فتعلو ابتسامته وهو ينظر لها : ما انا قلتك من الاول يا حلوة لازم تتعبيني معاكي
حينها كان عصام يقف بسيارته امام باب العمارة ، هرول جاريا باتجاه صعود السلالم
حمل اشرف نفيين بين يديه واتجاه بها الي غرفة النوم المعدة ، وضعها علي السرير وقد نزع عنها حجابها ام عبائتها فكانت ممزقة بما يكفي ، اعدل الكاميرا الموضوعة فوق التسريحة واتجاه الي نفيين
حينها كان عصام يكسر باب الشقة بكل ما اوتي من قوة ، دفع الباب بقدمه كاسرا اياه ودخل جاريا الي غرفة النوم كسر الباب ليجد اشرف امامه سحبه من رقبته وامسك الكاميرا وبات يضرب فيه وهو يكسر الكاميرا فوق رأسه وبكل ما اوتي من قوة جلس فوقه ظل يصفعه ويضربه ويلكمه وهو لا يشعر بشئ الا انه لايزال علي قيد الحياة ، شعر ان الشئ الوحيد الذي من الممكن ان يشفي غليله هو قتله
لحظات كان وجهه بل وكل جسده مخضبا بالدماء ، ليجد عصام رقبة اشرف بين يديه
بدأ عندها يشد عليها الخناق وهو لا يسمع استغاثات اشرف
اشرف مستغيثا : حاموت ——— حاموت يا عصام
لم يسمعه حتي صرخت نفيين : بلاش يا عصام
ليرفع رأسه ليراها علي حالتها وما كانت عليه ،افلت يده من رقبته لينظر لها ، كانت تمتلكها هستريا من البكاء من شدة ما كنت تشعر به من خوف ، خلع عصام جاكته الذي كان يرتده ووضعه عليها واخرج من جيبه منديل ليمسح الدماء في وجهها
ليبكي امامها علي حالها : انا اسف ، اسف يا نفيين
نفيين باكية : اسف علي ايه ، انا اللي اسفة اني مسمتعتش كلامك
التفت الي اشرف ليسحبه خارج الشقة ، دافعا به الي الخارج علي السلم ثم اغلق الباب الذي لم يحكم اغلقه لانه كسر
ليحاول اشرف الترجل الي سيارته بفرط غيظه وهو لايزال يتمتم : حاوريك يا عصام والله لاوريك
فتح اشرف باب سيارته وجلس يستريح فيها وقد قرر ان يعود الي بيته وان يحضر مسدسه
التقط عصام هاتفه وهو يلتفت عند المدخل ليري هاتف نفيين الذي سقط علي الارض اتجاه ليضعه علي منضدة كانت جنب الباب ليجد الي جواره هاتف اخر لم يعرف لمن
لتجيب اخيرا من اتصل بها
عصام : دادا محاسن ، ايوة يا دادا ارجوكي تجيلي دلوقتي في العنوان اللي حاقولك عليه
محاسن : في ايه يا ابني مالك خضتني
عصام : ارجوكي يا دادا هاتي عباية وطرحة من بتوع ندي وتعالي علي العنوان اللي حاقولك عليه
محاسن : ندي تعبانة يا عصام مش حاقدر اسيبها
عصام : ارجوكي يا دادا ابوس ايدك اتصرفي وهاتي الهدوم دي وتعالي
محاسن : طب يا ابني حاضر ، قول العنوان
عصام : بس اوعي تقولي حاجة لندي ، اقولها لست غلبانة ، ماشي يا دادا متتأخريش
محاسن : حاضر علي طول
—————————————–
في شقته جهز حاله ووضع الفلاشة في جيبه واتجه الي سيارته في طريقه الي شركة الدريني
وقف امام الشركة وتقدم باتجه موظف الامن طالبا الصعود لانه يبحث عن وظيفة
هشام : كنت عايز احط الCV بتاعي
موظف الاستقبال : اتفضل ، الدور التالت
توجه الي المصعد وسأل عن مكتب عم منة لحظات وكان امام السكرتيرة
لم يكن قد رأي اميمة من قبل ولكن بالتأكيد كانت اميمة تعرفه
هشام لاميمة : لو سمحتي ممكن تسلمي الظرف ده للممدوح بيه
اميمة وهي تحاول ان تخفي انزعاجها : مين حضرتك
هشام : مش مهم تعرفي المهم تسلمه ، واعتبرني فاعل خير
وضع الظرف امامها وانصرف لتنطلق مسرعة باتجه مكتب ممدوح اطرقت الباب ودخلت
اميمة : ممدوح بيه هشام كان هنا وكان جايب الظرف ده لحضرتك
ممدوح بعصبية : وليه مخلتنيش اقابله
اميمة : ساب الظرف ومشي علي طول وقالي اقولك انه فاعل خير
ممدوح وهو يفتح الظرف : فيه ايه الظرف ده ، ايه الفلاشة دي
اميمة : طب شوفها يمكن حاجة تخص منة وكانت عنده وعايز يساوم عليها
ممدوح وهو يضعها في حاسوبه ثم يحاول فتحها : لو عايز يساوم كان استني كان —————————-
ليقفا الاثنين امام صور منة وحازم وهم ينظران بعضهم لبعض
اميمة بانزعاج : معقول مش ممكن
ممدوح بغيظ وعصبية : الواطي الحقير الزبالة ، مفبرك صور بنت اخويا وجاي يضحك عليا بيهم ، ماشي يا هشام ان ما وريتك مبقاش انا ممدوح الدريني والله لادفعك تمن ده غالي وغالي اوي
اميمة وهي غير مصدقة : ده شيطان ———– ده مش ممكن يكون بني ادم ابدا
ممدوح ولا يزال علي عصبيته : فين الزفت اللي اسمه هيثم ، شوفيهولي فين
اميمة منزعجة : حاضر بس اهدي يا ممدوح بيه ——- اهدي
ممدوح : انا مش حاهدي غير لما اشرب من دمه
—————————————-
قاب قوسين او ادني من دخول القاهرة ولا يزال هاتف زوجته مغلقا ، حازم بقلق في نفسه : راحت فين بس ، هي مش عارفة اني راجع ولا ايه ، يادي التلفون المقفول يا ندي
عندها كانت محاسن تتوجه الي العنوان بعد ما طلبت من ندي عبائة وطرحة لتصل بهم الي عصام
كان اشرف لا يزال في سيارته بينما عصام جلس بصالون الشقة وهو يسمع صوت بكاء نفيين الذي كان يمزقه ، لم يكن يريد ان يقف امامها وهي بدون حجاب ترجل نحو الغرفة التي كانت بها ووقف بجوار الباب حتي لا يراها ليتحدث اليها
عصام وقد ترقرقت الدموع في عينه : ممكن تبطلي عياط بقي يا نفيين
نفيين وهي تبكي بنحيب : حاضر
عصام باكيا علي بكائها : ليه مسبتنيش اموته يا نفيين ، اللي زي ده يستاهل الحرق بجاز
نفيين باكية : انا خايفة عليك انت يا عصام ، اشرف ميستهلش انك تضيع نفسك عشانه
عصام باكيا : يا خسارة يا نفيين ، يا ريتني كنت الراجل اللي يستهلك ، ساعتها مكنتش حضيعك من ايدي ابدا ، يا ريتني ما عرفت قبلك حد يا ريتني ما عرفت هشام ولا نيرة ولا اشرف يا ريت يا ريت
كانت محاسن تصعد السلالم باتجه شقة المعادي لعصام حينها كان حازم يفتح باب سيارته لينزل امام شقة بولاق ، طرق الباب لتتجه لوجي لتفتح الباب
لوجي بسعادة : بابي حمدلله علي السلامة
حازم مبتسما : حبيبة بابي وحشتني اوي يا لوجي ، امال فين مامي ودادا محاسن
لوجي : مامي نزلت الصبح وبعدين رجعت تعبانة بتقول في واحد زقها في الشارع وقعها
حازم مضطربا وهو يتجه الي غرفتها فتح الباب ثم اسرع نحوها : ندي مالك يا حبيبتي في ايه
ندي وهي تحاول القيام من تمددها علي السرير : مفيش حاجة يا حازم ، حمدلله علي السلامة يا حبيبي
حازم باضطراب : انتي وقعتي في الشارع ، حاجة حصلت للبيبي
ندي باكية : مش عارفة ، واحد سرق موبايلي وزقني وجري
حازم بعصبية : الحيوان ، استغفر الله العظيم ، طب البسي وانا حاخدك اوديكي للدكتور
ندي : لا ملوش لزوم ان شاء الله مفيش حاجة وبعدين حتي لو حنروح استني لما دادا محاسن ترجع
عندها كانت محاسن تبكي امام عصام وهي تمسك بيدها الهاتف الاخر
محاسن باكية : الموبايل ده بتاع ندي ، ده اتسرق من ايدها الصبح واللي سرقوا زقها
لتخرج نفيين اليهم وهي لا تستطيع الوقوف وقد بدلت ملابسها
عصام لنفيين : انتي مين اللي كلمك
نفيين وهي تستند علي محاسن : واحدة كلمتني من تليفون ندي وقالتلي اختك عندنا في العيادة ومغمي عليها
لترد محاسن : تليفون ندي اتسرق الصبح واللي سرقوا زقها ووقعها وهي حامل
لترد نفيين : اشرف كان عارف ان ندي حامل ، سمعنا امبارح
ليضرب عصام يده في يده وهو يتمتم : ماشي يا اشرف
نظر لمحاسن ونفيين : انا حاوصل نفيين علي بيتها وبعدين اوصلك علي الفيلا
لتتلعثم محاسن بينما كانوا ينزلون السلالم : ما احنا مش في الفيلا يا ابني احنا كلنا في بولاق
عصام باستغراب وهو يفتح لهم باب السيارة : بولاق
نفيين لعصام : ممكن توصلني انا كمان مع دادا محاسن بولاق انا حاقول لماما اني عند ندي ولوجي شبطانة فيا مش عايزة ماما تشوفني كده
لحظات واوصل عصام محاسن ونفيين الي بولاق ولم يسأل عن السبب ، نظرت نفيين لعصام قبل ان تدخل مع محاسن : ارجوك يا عصام بلاش تأذي نفسك
نظر لها عصام ولم يرد ولن يرد و ادار محرك السيارة باتجه شقة اشرف
لتدخل محاسن التي كانت لا تعلم ان حازم قد رجع وكان في الحمام دخلا الاثنين الي غرفة ندي ، لتنظر ندي الي اختها بانزعاج
ندي منزعجة : مين اللي عمل فيكي كده ، دي حادثة ولا ايه يا نفيين ردي عليا
نفيين لم تنطق وانما ارتمت تبكي بين يدي اختها، لتخرج محاسن هاتف ندي من حقيبتها
محاسن وهي تبكي بغيظ : تليفونك يا ندي ، منك لله يا اشرف ربنا ياخدك يا رب تكون ساعة اجابة وربنا يولع فيك بجاز
ندي بانزعاج : في ايه يا دادا ، في ايه يا نفيين
محاسن لندي : الزفت اللي اسمه اشرف هو اللي سرق تلفونك وبعتلك واحد يزقك عشان يسقطك وكان عايز ————————
ندي وهي غير مصدقة ما تسمع : عملك حاجة يا نفيين
لتعاود نفيين البكاء بانهيار ليدخل عندها حازم فيقف لينظر الي نفيين
حازم بحدة : عاملك ايه اشرف يا نفيين
لتصعق محاسن وتنظر ندي بانزعاج : حازم
ليقترب حازم من نفيين : ردي عليا يا نفيين
نفيين باكية : عصام لحقني
زفر بشدة وضرب يده بيده وهو ينظر بغيظ : والله لاوريك يا اشرف عايز تموت ابني وتعتدي علي اخت مراتي يا جبان
خرج مسرعا وسحب مفاتيح سيارته واتجه اليها واصوات الثلاثة تصرخ فيه : حازم ————— حازم
ولكنه لم يسمع ولن يسمع و ادار محرك السيارة باتجاه شقة اشرف
————————————-
اوقف سيارته امام باب شقته ونزل مسرعا باتجه الشقة ، فتحها ثم توجه الي غرفته الخاصة ليفتح خزنة صغيرة عنده ويخرج منها مسدسا ، فتح المسدس ليتأكد انه يحتوي الرصاصات ، تمم عليه وهو يتمتم : انا اللي حاوريلك يا عصام
اتجه ليخرج مرة اخري من باب الشقة ليستوقفه صوت نيرة تدخل ضاحكة من باب الشقة وبرفقتها هيثم ، اقترب اشرف من باب الشقة ليتأكد من الصوت ليقع نظره علي زوجته وعشيقها ليتسمر في مكانه وهو مذهول
اشرف بذهول : نيرة ———————– هيثم
نيرة بذهول : اشرف
————————————————-
كانت ممسكة بفرشة الحمام وهي تحك الارض بيدها ، تحاول كتمان الدموع في عينها وهي تعمل في تنظيف المراحيض والاحواض ، اخيرا انهت عملها لتتجه الي المدير مترجية اجازة من اجل الذهاب بابنها المريض الي المشفي كانت تتجه الي غرفة المدير بينما كان هشام يتجه الي مصعد المستشفي من اجل التغيير علي جرحه ،لحظات وصلت منة امام باب غرفة المدير ، بينما وصل هشام امام باب غرفة الطبيب
اطرقت الباب لتدخل فأتها صوت من خلفها : المدير بيلف علي العنابر دلوقتي
حينها اطرق هشام الباب ليدخل فاتاه صوت الممرضة : اتفضل في معادك يا استاذ هشام
وضع ما كان في جيبه علي المكتب وتقدم نحو السرير من اجل الغيار ،حينها كانت منة تلف ارجاء المستشفي باحثا عن المدير ، بينما كان الطبيب يلف الشاش فوق القطن لينهي اخيرا غيار هشام علي جرحه
اعتدل هشام من مكانه وهو يعدل ملابسه ، لتجد منة اخيرا المدير امامها علي بعد خطوات من المصعد
زفرت بشدة وهي تتقدم نحو المدير من اجل طلب الاجازة ، كان هشام يخرج من غرفة الطبيب باتجاه المصعد
لتقف منة مترجية المدير مرة اخري : ارجوك ، ابوس رجلك ساعة واحدة بس ، ساعة واحدة وارجع علي طول ، ابني لو متنظمش في العلاج ممكن يموت
المدير : ما يموت هو من بقية اهلي ، انتي فاكرة اننا فاتحنها جمعية خيرية ، اسمعي يا بت انتي لو طلبتي اجازة تاني اقسم بالله علي برة فاهمة ولا لا وان كان عاجبك مش عاجبك يجي احسن منك يشتغل هنا
ليتركها المدير ويرحل فتقف مكانها باكية ، حينها لم يلتفت هشام اصلا لما كان يسمع فقط التفت لامرأة لم يراها الا من خلفها تبكي امام المديرة ، اشاح بوجهه بعيدا ليكمل طريقه الي سيارته ولكنه حين وصل الي السيارة لم يجد هاتفه ، فاضطر الي الصعود مرة اخري ، وصل الي الدور الخاص بغرفة الطبيب ليجد المرأة الباكية تقف الي جوارها احدي الممرضات توسيها
ليسمع حينها منة باكية وقد بدي صوتها مسموعا له : منه لله اللي كان السبب ، ربنا ينتقم منه ، ربنا ينتقم منه
لتستوقف هشام الكلمات والصوت وقف للحظة كمن يحاول استيعاب ما سمع ، توجه الي غرفة الطبيب ليجد الممرضة قد وجدت هاتفه فاعطته اياه ليعود مرة اخري باتجاه المصعد وقد ركز بصره باتجاه المرأة التي كانت تبكي ، ضغط علي زر المصعد بانتظار مجيئه
لترد الممرضة مواسية منة : معلش يا منة معلش يا حبيبتي ، بكرة ابنك يخف ويبقي كويس ، ياما عيال كان عندها سرطان وخفت
ليتسمر هشام في مكانه ملتفتا للاسم الذي سمع ،فيلتفت لينظر مرة اخري باتجاههم غير عبئ بالمصعد الذي وصل
شعر بضربات قلبه متلاحقة وهو غير مستوعب هل من الممكن ان تكون هي وما هي الا لحظة التفتت منة واستندت علي الحائط واكملت بكائها و هي مغمضة عيناها
ليقع وجهها امام بصره فيستشعر رجة في قلبه زلزلت عقله وضميره بل وكل كيانها ، تسمرت قدمه في مكانها وحاول ان يبتلع ريقه ولكنه جف بالكلية ، لم يشعر بقلبه من شده الخفقان ولم يشعر بعقله من توقف التفكير بل لم يشعر بزمن وكأن الدنيا كلها توقف ، لم يستطع التحرك من مكانه من هول ما شعر ، حاول استيعاب الكلمات له ابن ، الان هو اب ولا تزال زوجته علي قيد الحياة لتتجمع الدموع في عين هشام وتتساقط امامه وكأنه كان ميتا واليوم عاد الي الحياة شعر وكأنه كان مريضا في غيبوبة واليوم فاق ، فاق لتصفعه الحياة اول صفعاتها منة علي قيد الحياة بل ابنه علي قيد الحياة
تقدم منها لينطق اسمها بشفتيه مرة اخري ، ليشعر ان كيانه كله قد تزلزل لمجرد خروج الاسم
هشام وهو واقف امامها باكيا : منة
لتفتح منة عيناها لتنظر امامها وقد تسمرت مكانها من شدة شعورها بالخوف
ليعاود نطق الاسم مرة اخري : منة
ليمتلك منة كل الخوف بمجرد ان رأته وكأن شريط الذكريات يمر سريعا امامها بكل ندالته وقذارته وغدره
لتصرخ خائفة : لا مش انا مش انا
لتلتفت جارية باقصي سرعة كمن تريد الهروب باي ثمن ، هرولت علي سلالم المشفي وهو يجري خلفها كان لا يستطيع ان يجري من الم قدمه ولكنه كان يصرخ ليستوقفها : استني ————- استني يا منة
لتزيد من سرعتها اكثر فاكثر حتي تهرب منه ، هو لايزال يحاول اللحاق بها باي ثمن
هشام جاريا وقد المته قدمه : يا منة ابوس رجلك استني
لتخرج خارج المشفي وهي تنزل السلالم لتجري باتجه احدي الشوارع الجانبية وهو لايزال يجري خلفها ، من شدة خوفها تلبكت لتسقط ارضا ، حينها استطاع اخيرا الاقتراب منها
وقف امامها وصدره يعلو ويهبط من شدة جريه ليجدها علي الارض باكية وقد امتلكها كل الخوف منه ، نزل علي ركبته لينظر اليها باكيا
هشام باكيا : منة ———– انتي خايفة مني للدرجة دي
منة باكية : انت عايز مني ايه
هشام : الولد اللي عنده سرطان ده يبقي ابني
منة وهي لا تزال علي بكائها : معرفش مش جايز يكون ابن اشرف
هشام باكيا : يعني انا ليا ابن انا عندي ولد ، ليه مقولتلش
منة باكية : عشان تفكر ازاي تقتله
هشام : انتي شايفني كده يا منة —————– شايفة اني حاقتله
منة : ما انت قتلت امه ، قتلتها يوم ما سبيتها توجه اللي حصل قدام الدنيا كلها لوحدها مع اني كنت مراتك
ليقرب منها هشام : كنت غبي كنت غبي —————- انا حاعوضك عن كل ده ، حنبدأ صفحة جديدة مع بعض ، حاتوب عن ذنوبي واكفر عنها واعالج ابننا بس سامحيني
منة وهي تحاول القيام : بعد ايه يا هشام ما خلاص فات الاوان
هشام مترجيا وقد قام هو الاخر : لا يا منة لسه مفاتش الاوان ، لسه في فرصة حتي لو صعبة بس موجودة
لم ترد منة تركته خلفها وهو لا يزال يستجديها : والله حتغير يا منة والله
لتلفت منة اليه وهي تنظر له : انساني زي ما انا نسيتك
ليتقدم نحوها خطوة فتنظر منة لتجد رجلا يرفع سلاحا باتجاه هشام ليقترب هشام ناحيتها فتصرخ فيه وهو تحتضنه لتفاديه : حاسب ياهشام
لتنطلق طلقة من مسدس باتجهاها وهي بين يديه لينظر الي من فدته وهو اول من غدر بها وينظر الي الدماء في يده فيصرخ فيها
هشام وهو محتضنها باكيا : ليه يا منة عملتي كده ، انا مستهلش منك كده
ليخرج صوتها خافتا بين يديه : ابننا ابننا يا هشام خالي بالك منه
ليصرخ هشام وهو يحتضنها : لا يا منة لا يا منة متموتيش يا منة لا يا منة متموتيش ، انتي الفرصة اللي ربنا بعتهالي قبل فوات الاوان ، لا يا منة انا كنت ميت من يوم ما كنت فاكر انك موتي لا يا منة ابوس ايدك
منــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــة
لتصفعه الحياة وتذيقه نفس اللحظة التي ترك فيها حازم بين الحياة والموت امام باب الشالية ، ذق ما كنت تذيقه لغيرك ، ذق يا من نسيت ان للكون رب وانك اضعف من ان تفعل شيئا ، ذق يا من تجبرت وتجبرت وتجبرت ، ذق من نفس الكأس ولا تنسي يوما
( افعل ما شئت ولكن كما تدين تدان )
******************************************
جابت شقتها يمنها ويسرها من فرط القلق الذي باتت تشعر به انها الخامسة ولم تسمع اليوم صوت نفيين ولا ندي وتأخرت نفيين وهاتفها مغلق اما ندي فهاتفها لايزال مغلقا من الصباح لم تعرف ماذا تفعل او كيف سبيل التصرف ،فكرت حتي وجدت نفسها مضطرة للاتصال بفريدة
كانت فريدة تجلس في شرفة منزلها تحتسي الشاي لم تفكر ان تذهب الي اي مكان ، كانت تشعر بالضيق ولا تريد ان تتحدث لاحد ليقطعها صوت الهاتف فتجد شريفة المتصلة
شريفة بقلق : مساء الخير يا مدام فريدة
فريدة وقد شعرت بالقلق من صوتها : مساء النور يا مدام شريفة ، اهلا
شريفة ولا يزال صوتها متوتر : انا اسفة علي الازعاج ممكن اخد منك رقم تليفون محاسن
فريدة باستغراب : ليه هو مش مع حازم وندي ، حضرتك عايزاه ليه
شريفة : اصل ———— اصل —————- ندي —————- اصل ندي وحازم قاعدين عند محاسن وانا كنت عايزة اطمن عليهم وكل ما اكلم حد منهم موبايله يا اما مقفول يا اما مش بيرد
فريدة بانزعاج وقد همت من مكانها : قاعدين عند محاسن ، حازم قاعد في بولاق
شريفة : انا مش عارفة عنوانها ، كنت اخدت بعضي وروحت ، يا ريت لو تقوليلي العنوان او رقم التليفون يا مدام فريدة
فريدة وقد شعرت بالضيق لما سمعت : طب ثانية واحدة يا مدام شريفة
اتجهت الي غرفتها واخرجت من مفكرتها الخاصة عنوان محاسن وهاتفها لتمليهم علي شريفة ، اغلقت مع شريفة المكالمة لتنصب امام عيناها صورة لوجي وصورة حازم وهم في بولاق لتشعر بالقلق وهي لا تعلم ، كيف يعيشون هناك علي الاقل كيف تأكل لوجي وتعيش في بولاق ، توترت اكثر ولكنها حاولت اخفاء التوتر ، لحظات وسحبت هاتفها ومفاتيح سيارتها وقررت ان تذهب الي بيت محاسن لا لشئ الا لانها تريد ان تعيد لوجي الي الفيلا
——————————————————————
عند هذه اللحظة كان هذا هو حال هشام
هشام وهو محتضنها باكيا : ليه يا منة عملتي كده ، انا مستهلش منك كده
ليخرج صوتها خافتا بين يديه : ابننا ابننا يا هشام خالي بالك منه
ليصرخ هشام وهو يحتضنها : لا يا منة لا يا منة متموتيش يا منة لا يا منة متموتيش ، انتي الفرصة اللي ربنا بعتهالي قبل فوات الاوان ، لا يا منة انا كنت ميت من يوم ما كنت فاكر انك موتي لا يا منة ابوس ايدك
منــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــة
ليجد انفاسها تتباعد وهو لا يعلم ماذا يفعل ، رغم ان قدماه كانت لاتزال مجروحة ولم تلتئم الا انه حملها بين ذراعيه وجري بها عائدا في اتجاه المشفي ، تحامل الالم وهو يضغط علي اسنانه من الم قدمه ولكنه اسرع خطواته حتي يستطيع ان ينقذها ، هرول صاعدا علي سلالم المشفي ثم صرخ في الواقفين امامه : معايا واحدة بتموت
وكأن نفس سيناريو ما فعله بحازم يكرر نفسه مشهدا مشهد
ليجري نحوه من حملها عنه ووضعوها علي الترولي الخاص ليسمع صوت احد الاطباء : دخلوها اوضة العمليات فورا ، ليجد من يحملها من يده ويضعها فوق الترولي ليجروا بها الي غرفة العمليات وقد تعلق بصره بها ظل معلق بصره بها حتي اختفت الي داخل غرفة العمليات ليهوي الي اقرب مقعد ناظرا الي يده المخضبة بالدماء انه دماها الذي سال بسببه لتزرف الدموع من عينه وبقوة اليوم تبكي عيناه عليها بل قلبه وعقله وضميره اليوم عرف قيمتها وقيمة الحب الذي احبته له كم كان يشعر عند هذه اللحظة بحقارته امام نفسه ، ليقطع هذا الاحساس صوت احدي الممرضات مملوءا بالحزن : يعني عليكي يا منة ، جوزها طلع واطي وطلقها ورمها بابنها ، وابنها بين الحياة والموت وهي بين الحياة والموت
وقف من مكانه وتقدم باتجاه الممرضة متسألا رغم انه ظل علي بكائه : انت تعرفي عنوان منة
الممرضة مستغربة : هو حضرتك تعرفها
هشام : ايوة ، انا جوزها
الممرضة باضطراب وهي تنظر له: جوزها جوزها
هشام : ايوة
الممرضة : طب كويس انك رجعت ، عشان زين عنده بكرة جالسة العلاج الكيماوي ومنة مكنتش عارفة مين حياخدوا يوديه
هشام : ممكن تجبيلي العنوان لو سمحتي
الممرضة : طيب
———————————————
قبل ساعتين تقريبا
اوقف سيارته امام باب شقته ونزل مسرعا باتجه الشقة ، فتحها ثم توجه الي غرفته الخاصة ليفتح خزنة صغيرة عنده ويخرج منها مسدسا ، فتح المسدس ليتأكد انه يحتوي الرصاصات ، تمم عليه وهو يتمتم : انا اللي حاوريلك يا عصام
اتجه ليخرج مرة اخري من باب الشقة ليستوقفه صوت نيرة تدخل ضاحكة من باب الشقة وبرفقتها هيثم ، اقترب اشرف من باب الشقة ليتأكد من الصوت ليقع نظره علي زوجته وعشيقها ليتسمر في مكناه وهو مذهول
اشرف بذهول : نيرة ———————– هيثم
نيرة بذهول : اشرف
تسمرا الثالثة في مكانهم ليراشق كل منهم الاخر بنظرات حادة ليستشعر اشرف معني فتاة حاول بكل ما اوتي من قوة ان يغتصبها ولم يستطع بينما شرف زوجته اسهل علي غيره من شربة ماء
ليقطع اشرف الصمت ولا يزال علي ذهوله : ممكن اعرف مين ده يا هانم
نيرة ببرود وهي تقعد ذراعيها امام صدرها غير مبالاة برؤيته : ده هيثم
اشرف بغيظ وقد جذبها من ذراعها : لا يا شيخة وبيعمل ايه سي هيثم هنا ، ايه اللي جابه بيتي والمفروض اني مسافر
ليقطعه هيثم بلهجة باردة ويرد عليه نفس رده الذي يوما ما قاله لمنة : جاي اشتري جبنة ، حاكون جاي اعمل ايه
يشعر اشرف بغيظ بالغ يملئ قلبه كان يتوقع علي الاقل ان تشعر زوجته بالخوف منه لكن حتي ذلك لم يجده
اشرف بغيظ : يعني يتخونيني وعلي علاقة مع صاحبي وكمان مش همك انت ايه البرود والسفالة اللي انتي فيها دي
لترد نيرة وهي لا تزال محتفظة ببرودها : انت اخر واحد تكلم عن السفالة ، وبعدين اخونك بلاش المصطلحات البلدي دي ، دي صداقة بريئة وطاهرة ، ولا هو مفيش غير الافكار القذرة اللي في دماغك وبس
لتقترب وهو تنظر له نظرة تحدي : وبعدين مش لما ابقي مصاحبة صاحبك مش احسن من حد غريب ولا ايه يا شيري
ليجد نفسه ببالغ ضيقه وغيظه يصفعها علي وجهها صفعة تسقطها ارضا
عند هذه اللحظة كان عصام يركن سيارته ويصعد باتجاه شقة اشرف ، لاحظ ان الباب مفتوحا وبدي او هناك صوت شجار
ليضع اشرف يده علي الزناد وهو يصوب باتجه نيرة ، لتقف نيرة امامه وهي تنظر له بتحدي : راجل اوي وفاكر نفسك حتقدر تضرب ، انت اكتر واحد جبان يا اشرف ولا تقدر تعمل حاجة
ليلتف اشرف الي هيثم ثم يجذبه من ملابسه : امشي اطلع بره اتفضل يلا
ليدفع هيثم ببرود اشرف عن ملابسه : هو ده كده اخرك ، طب اقولك انا هنا ليه يا اشرف انا كنت داخل مع نيرة جواه ، في اوضه نومك وعلي سريرك ، ايه مفيش دم خالص ولا اي حاجة بتستفزك ، طب اقولك حاجة تانية يمكن تستفزك ، فاكر منة ، منة الدريني معقول تكون نسيتها ، عموما احب اقولك ان منة تبقي بنت عمي ، واحب اقولك اني مكنتش علي علاقة بمراتك غير عشان ارد نفس اللي اتعمل في بنت عمي زي ما ابتزتوها انت واخو الهانم بصورها احب اقولك ان صور الهانم وفيديوهتها معايا بردوا ، ها استفزيتك ولا تحب استفزك اكتر
ليدفع عندها عصام الباب ليدخل عند هذه اللحظة دون ان يحدث ضجة فيظل واقفا بصمت ، بينما تهرب الكلمات من نيرة وهي تهوي الي اقرب مقعد غير مصدقة ان هيثم كان يستغلها من اجل الانتقام من هشام واشرف
لترفع نظرها باتجه هيثم وقد تجمعت الدموع من عيناها : يعني انت عرفتني عشان تنتقم من هشام واشرف
لتقترب منه وهي تبكي وتضرب بكلتا يديها علي صدره وهي تصرخ فيه : كداب كداب وجبان وزبالة كلكم زبالة كلكم زبالة
ليخرج صوت عصام باسي وهو ينظر لنيرة : وانتي ايه اللي جبرك علي الزبالة يا نيرة ليه محفظتيش علي نفسك
لتنظر نيرة بذهول لعصام الذي كان يسمع بينما يلتفت هيثم علي اثر الصوت وهو يقول : عصام ————- قصدي مستر عصام ، ده الحبايب كلهم هنا اهم انا لو اعرف كده كنت قولت لاميمة تيجي
ليقف اشرف وهو ينظر بذهول لعصام ثم لهيثم : وانت تعرف اميمة كمان
هيثم وقد ملئ عينه بنظرة التحدي : طبعا ، ايه ما انا نسيت اقولك اميمة تبقي —————– تبقي صاحبة منة وعلي فكرة هي ساعدتك عشان تعرف تاخد منك مفتاح شقة المعادي لما طلبت منها تحط الميموري لنفيين و حازم عشان يشوفوا نيرة هي وعصام متصورين ————-
لتنظر نيرة بذهول ناحية اشرف وهي تشعر بضربات قلبها تعلو وتهبط ، بينما حازم يقف خلف باب الشقة ليسمع بنفسه براءة صديقه
نيرة لاشرف بغيظ : انت طلعت الفيديو اللي بيني وبين عصام ووراته لحازم ، اه يا واطي يا اشرف ، وريت الفيديو لنفيين وحازم انت عايز تفضحني
ليقاطعها عصام بغيظ : يعني انتي مكنتيش تعرفي انه بعته لحازم ونفيين ، ما انت من الاول اللي جيتي البيت وهددتني انك حتوريه لنفيين
نيرة بعصبية : انا قلت كده من غيظي منك كنت عايزة ابوزلك جوازتك من نفيين مش اكتر ، لكن انا مش ممكن افضح نفسي ، اوزع فيديو المفروض ان اللي حيشوفه يفتكر ان حصل بينا حاجة
عصام وقد استوقفته الكلمات فتوجه نحو نيرة وجذبها من ذراعها وهو بنظر لها بغيظ : يعني ايه اللي يشوفه حيفتكر هو مش حصل فعلا
نيرة بعصبية : لا محصلش
اشرف بعصبية : اخرسي يا نيرة
عصام بعصبية : يعني ايه محصلش ، يعني انا مخنتش حازم
ليمكسها من كتفها ويصرخ فيها : انطقي ، انا مخنتش حازم
لترمق نيرة اشرف بنظرة احتقار وهي ترد بعصبية : لا مخنتوش ، انا محصلش بيني وبينك حاجة محصلش محصلش محصلش ، ولا انت ولاغيرك
ليجذبها اشرف نحوه وهو يمسكها من كتفيها يصفعها علي وجهها وهو يردد : اخرسي باقولك اخرسي اخرسي
لترفع نيرة وجهها من صفعته وتدفعه بعيدا عنها فيسقط علي اقرب كرسي فتعاود النظر اليه وهي ترمقه باحتقار ويعلو صوتها بعصبية : لا مش حاخرس مش حاخرس ، ان اوان الكلام ودلوقتي عصام لازم يعرف الحقيقة وحازم وهشام وكلهم
لازم الكل يعرف انك اصلا مش راجل يا اشرف مش راجل مش راجل
ليندفع نحوها و يمسك برقبتها وهو يصرخ فيها : انا حاموتك يا نيرة حاموتك واخلص منك واخلص الدنيا من اقرفيك يا خيانة يا زبالة
لتتشبث نيرة بعصام من اجل ان يدافع عنها وهي تصرخ و تنظر له : هي دي الحقيقة يا عصام اشرف اصلا عنده عجز بيعوضه بضرب البنات اللي كان بيخدهم معاه او يخدرهم ويصورهم في الفيديوهات عشان يحسس اللي حواليه انه كويس ومفيش عنده مشكلة انا مخنتش حازم معاه ومحصلش بيني وبينه حاجة ولا هو لا غيره صدقني يا عصام صدقني
اشرف وقد شعر بالمهانة : انا راجل غصب عنك يا قذرة يا سفلة انتي عايزة تقولي كده عشان تبرري لنفسك الخيانة مع هيثم
نيرة وهي لا تزال علي عصبيتها : لا دي الحقيقة تنكر انك خليت معتز راح لعصام البيت ومعاه ويسكي ومخدر حطهوله في الخمرة عشان لما اوصل البيت يكون متخدر
عصام بذهول : انتم اللي بعتوا معتز
نيرة : ايوة ، اشرف اتصل بمعتز وقاله يروحلك البيت و يديلك حبوب تغيبك عن الوعي وكمان سكرك وبعدها انا طلعتك شقتك واخر حاجة انت فاكرها اني دخلت بعدها اشرف طلع سحبك علي اوضة النوم وحطك في السرير بعد شال هدومك وقالي انام جانبك والصبح لما صحيت افتكرت ان انا وانت حصل بينا حاجة وقالي الطريقة دي اللي حتخلي عصام يسكت وميقولش لحازم اني كنت باخونه بس انا اصلا مكنتش باخون حازم ، لان نفس اللي عمله اشرف معاك هو اللي عمله معايا اول مرة اروحله فيها بيته قالي ان هشام عنده وانه عايز فلوس ضروري رحت اديله الفلوس ساعتها قالي هشام لسه نازل وبعدها حطلي مخدر في العصير وسحبني علي اوضة نومه وصورني معاه وفضل يبتزني علي فلوس في الاول عشان ميوريش حازم الفيديو وفي الاخر كان الابتزاز اني اروحله البيت وكل مرة كان يتعمد يحطلي حاجة في مشروب عشان افتكر ان في حاجة حصلت ولما اجوزنا عرفت انه عاجز
لتجلس الي اقرب كرسي وقد شعرت بالانهيار : انت اللي عملت فيا كل ده يا عصام
كان هيثم ينظر لنيرة بشئ من الشفقة وكان اشرف يكتم غيظه ، اما حازم فلم يدخل الشقة واكتفي بما يسمع ، بينما عصام ونيرة واقفين امام بعضيهم البعض لتبكي نيرة وهي تسأل عصام : ليه طلقتني يا عصام ليه غدرت بيا بعد ما صدقتك واجوزنا ليه
عصام وقد رق قلبه لحالها : انتي اللي خنتني يا نيرة ، انتي اللي كنتي عملاني سلم عشان حازم يغير انا وقتها وصلتني صور تخصك انت وحازم ومكنش ينفع افضل بتفرج وانا شايف خيانتك ليا مع صاحبي ، حازم ساعتها مكنش يعرف انك مراتي واننا اتجوزنا عرفي ، انا كنت متعقد من كل الستات عشان امي سابت بابا واتجوزت راجل تاني وانا فضلت عايش مع جدي لحد ما مات ، كنت فاكر ان انتي مش حتعملي فيا كده لكن لقيتك بتعملي زي ما امي عملت سيبتني وروحتي لصاحبي عشان اغني مني
نيرة باكية : كل ده محصلش يا عصام وانا معرفش حاجة عن الصور دي
ليقف اشرف وقد شهر مسدسه باتجاههم ليصرخ بملئ عصبيته : انا اللي فبركتهم عشان كنت عارف ان عصام متجوزك عرفي وكنت عايز اوقع بينكم ، زي ما كنت عايز اوقع بينك وبين حازم وزي ما وهمت هشام ان منة حامل مني بعد ما كان ناوي يجوزها بجد ويعترف باللي في بطنها ، انا ايوة انا ، انا اللي كنت باغلي كل يوم وانا شايف كل واحد فيكم عايش حياته وبيحب ويتجوز وانا عارف نفسي كويس مولود عاجز ومليش علاج كنت عايز اعوض النقص ده عشان انتم مش احسن مني ودلوقتي يا عصام انا مش حاسيبك تتهني عرفت الحقيقة عرفت ان انا اللي فبركت الفيديو ، وماله معدش فارق معايا لازم تبقي حياتكم زي حياتي
لحظة و شهر المسدس ناحية عصام وصوبه باتجهه لتخرج منه طلقة رصاص ولكن نيرة دفعت عصام لتتلاقي هي الطلقة نيابة عنه ليصرخ عصام بينما نيرة سقطت بين يديه غارقة في دمائها : نيرة نيرة
ليتوجه حازم علي اثر صوت الرصاص الي ضرب اشرف علي رأسه فيسقط عنه المسدس بينما يتوجه هيثم لاشرف متسألا وقد امسكه من ملابسه : يعني هشام كان عايز يعترف باللي في بطن منة ويجوزها بجد ، اه يا جبان يا زبالة
لينظر اشرف الي نيرة التي كانت قد تلقت ضربته باكيا عليها وهو يردد : للدرجة دي حبتي عصام يا نيرة ، طب وانا ليه محستيش حبي ليكي ، انا عمري ما حبيت غيرك ، انا عملت كل ده عشان كنت عايزك ليا
ليقترب حازم وهيثم من نيرة التي كانت تلفظ انفاسها الاخيرة
هيثم متأثرا : سامحيني يا نيرة انا كنت فاكر ان اخوكي غدر ببنت عمي عشان كده كنت عايز اردله القلم ، انا اسف يا نيرة اسف
لتحاول نيرة الكلام بصعوبة : حازم ، حازم ، اوعي في يوم تقول للوجي حاجة وحشة عليا اوعي تقولها عني حاجة تخليها تكرهني ، انا عمري ما خنتك يا حازم صدقني لوجي بنتنا وصدقني عمري ما خنتك
حازم باكيا : متخافيش يا نيرة ان شاء الله حتعيشي وتشوفيها عروسة
عصام باكيا : نيرة اوعي تموتي ارجوكي يا نيرة ارجوكي
هيثم وهو يتوجه الي هاتفه : انا باطلب الاسعاف حيجوا دلوقتي
ليلتفت الثلاثة علي صوت طلقة رصاص خرجت من مسدس اشرف ولكن في رأسه ، شعر اشرف انه لا يراه احد وقد انهمكوا في نيرة فلتقط مسدسه واقترب من رأسه ثم ضغط علي زناد المسدس لتخرج طلقة منه ترده ارضا ليلقي اسوأ خاتمة علي الارض قتل نيرة ثم قتل نفسه
لحظات واتت سيارة الاسعاف وسيارة الشرطة علي اثر ما حدث لتحمل نيرة الي سيارة الاسعاف ويحمل اشرف ايضا ويتجه هيثم و حازم وعصام الي المشفي املين فقط ان تبقي نيرة علي قيد الحياة
————————————–
اوقفت السيارة ونزلت امام شقة محاسن ببولاق لتتقدم خطوات وهي تشعر بالتقزز ، اقدمت الي شقة محاسن لتتجه محاسن لتفتح الباب باكية
فريدة بانزعاج : في ايه يا محاسن
لتقف شريفة وهي تتجه لفريدة : انا حاخد بنتي علي اقرب مستشفي دلوقتي ، انا مش حاسيب ندي بتموت
لتنظر فريدة بقلق بينما كانت لوجي تبكي : في ايه يا جماعة
وقبل ان يرد احد خرجت ندي من الحمام وقد كانت تتسبب عرقا وهي تشعر بدوار شديد لتنظر لهم : انا عندي نزيف اظاهرالحمل نزل
ثم تسقط مغشيا عليها لتصرخ امها ونفيين : ندي
لتنظر فريدة الي زوجة ابنها الملاقي علي الارض فتصرخ فيهم ناسية فريدة بكل كبريائها : انتم مستنين ايه هاتوها علي العربية يلا
ليجروا جميعا الي سيارة فريدة فتركب شريفة ونفيين علي المقعد الخلفي بينما ندي تتمد عليهم ولم تعبئ فريدة ان محاسن قد جاوراتها هي ولوجي
ادارت محرك السيارة وانطلقت بقلب ام تخشي علي حفيد ولدها وزوجته بغض النظر عن ما كان من ابنة السنهوري او من ابنة غيره
————————————-
لحظات وصل حازم وعصام وهيثم الي المشفي لتدخل نيرة الي غرفة العمليات بينما هشام لا يزال واقفا امام غرفة العمليات منتظرا ان يسمع خبرا يفيده عن منة ، وجد عصام وحازم وهيثم الثلاثة امامه لينظر اليهم
هشام باستغراب وقد بدي باكيا : انتم عرفتوا منين
حازم مستغربا : انت اللي عرفت منين
هشام وهو لايزال علي استغرابه : عرفت ايه ، انا لسه شايفها من شوية ومكنتش اعرف انها لسه عايشة
عصام : هي لسه داخلة دلوقتي وان شاء الله نطمن عليها
هشام ولا يزال علي استغرابه : لا دي بقالها تقريبا ساعتين جوه
هيثم باستغراب : ساعتين ازاي احنا لسه جايبنها دلوقتي
هشام انتم يتتكلموا عن مين ، انا باكلم عن منة ، منة الدريني طلعت لسه عايشة
ليصعق هيثم من ما سمع : انت بتقول ايه يا هشام منة عايشة ، بنت عمي عايشة
حازم بدهشة : منة الدريني عايشة
عصام بدهشة : ايه
هشام مستوقفا : انتم كنتم بتقولوا علي مين
لينظروا الثلاثة الي بعضهم وهم لا يعلمون ما الرد ليرد عصام : اشرف انتحر وحاول يقتل نيرة
هشام وقد صعق مما سمع : نيرة ————- نيرة اختي
ليخرج الطبيب ليبلغ الواقفين : البقية في حياتكم يا جماعة
ليقف هشام ممسكا بيد الطبيب وهو يسأل وقد تعالت ضربات قلبه : مين
الطبيب : اللي لسة جاية دلوقتي
ليهوي هشام الي اقرب كرسي باكيا : نيرة ماتت ،نيرة ماتت يا عصام ، نيرة ماتت يا حازم ، سامحني يا اختي سامحني نيرة
ليشهق اكثر باكيا ويبكي ويبكي : اه ————– اه يا نيرة
لتزرف الدموع من عين عصام وحازم وهيثم
فيهرول هيثم خارج المستشفي باتجه عمه ليبلغه ما علم بينما كانت اسرة حازم تتجه لتدخل المستشفي لتدخل ندي الي غرفة العمليات هي الاخري ليستوقف حازم ما رأي فيجري باتجه محاسن
حازم بانزعاج : ايه اللي جابكم هنا يا دادا
محاسن باكية : ندي تعبت اوي
حازم مضطربا : فين ندي يا دادا
ولحظة ويجد ندي امامه علي ترولي متجه الي غرفة العمليات ، ليمشي الي جوار الترولي وهو يبكي حالها وربما فقدانه طفله لكن المهم عنده هي زوجته ، لحظات واختفت ندي الي داخل غرفة العمليات ليقف حازم امام باب الغرفة لتأتي لوجي وتقف امامه باكية
فينزل ويقف امامها وقد تأكد انها ابنته
لوجي باكية : هي مامي حتموت يا بابي
لينظر حازم الي لوجي وهي يمسح دموعها : لا مامي مش حتموت يا حبيبتي
لحظات اقتربت فريدة من ابنها ليرفع رأسه فيجدها واقفة امامه
حازم باستغراب : ماما
فريدة وقد دمعت عيناها : وحشتني اوي يا حازم ، البيت من غيرك ملوش طعم ، الحياة كلها يا ابني
لتفتح ذراعها لتحتضه وهو يبكي : نيرة ماتت انهاردة يا ماما
لتضمه الي صدرها وقد بكت : احنا كلنا كنا ميتين من زمان يا حازم
لحظات وخرج الطبيب لهشام الباكي ليطمئنه : استاذ هشام
ليرفع رأسه وهو يرتجف خوفا : ايوة
الطبيب : مدام منة حتنزل دلوقتي اوضة عادية ، ان شاء الله الصبح تكون فاقت
هشام ببعض الامل : يعني لسه عايشة
الطبيب : ايوة
ليهوي ساجدا علي الارض وقد كانت اول سجدة له في حياته وهو يتمتم : الحمد لله
وقد علم اليوم ان زوجته لاتزال علي قيد الحياة ، اما اخته فقد فارقتها
انها الحياة علي صدقها ، انها الحياة بمختصرها المفيد بين لحظة لاتزال علي قيد الحياة ولحظة سيدركك فيها الموت ———————– لحظة لا تعرف اين او متي ولكنها لحظة سندركها لا محالة ——————– انها لحظة الفراق —————————- لحظة التفاف الساق بالساق —————— انه الموت
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قبل فوات الأوان ) اسم الرواية