رواية العرافة العجوز الفصل الثالث والعشرون 23
الحلقة الثالثة و العشرون
هند : لا كفاية لعب النهاردة ، الساعة ٩ دلوقتي ، يلا بقي هاتوا بوسة لمامي وبوسة لعمو فريد وادخلوا ناموا في سرايركم علشان مامي تحبكم وكمان عمو فريد يحبكم ويلعب معاكم كل يوم .
حمزة ورودينا " في نفس الوقت " : حاضر يا مامي .
دخل الاولاد الي غرفتهم ودخلت هند لتطمئن عليهم حتي يناموا ، ثم عادت لتجد فريد يجلس ويلعب في هاتفهه .
وفي نهاية الليل وقبل النوم مباشرة سألته هند : قولي بصراحة أنت مبسوط معانا يا فريد ؟؟
فريد : أنتي شايفة ايه ؟
هند : أنا بسألك أنت ؟ عايزة اعرف منك أحساسك انت ؟؟؟
فريد : أنا فعلا مبسوط جدا معاكم .
هند : خليك جنبا يا فريد طول ما تغريد مش موجودة .
فريد : ولو تغريد رجعت ؟؟؟
هند " تضحك " : خليك جنبنا بردو .
يضحك فريد وهند ثم يسألها : أنتي بتتكلمي بجد ؟؟
هند : أنا فعلا عايزاك جنبنا علطول ، أنت رجعت لحياتنا تاني الروح اللي كانت ضاعت .
أسامة يضمها ثم يقول : أنا جنبكم متخافيش مش هبعد عنكم مهما حصل .
ابتسمت هند ابتسامة هادئة لطيفة .
ثم قال لها : يلا ننام علشان بكره الصبح هنروح مشوارمهم مع بعض .
هند : هنروح فين ؟
فريد : بكره الصبح هتعرفي .
هند : أنت مش هتروح الشغل بكره ؟؟
فريد : لأ ، المشوار اللي هنروحه اهم من الشغل .
وفي صباح اليوم التالي أخذ فريد زوجته هند واولادها حمزة ورودينا وذهبا لمقابر العائلة عند قبر شريف أخيه !!!
بمجرد ذهابهم الي هناك بدأت تنساب الدموع من عيون هند بينما أقترب فريد من قبر شريف وقال " بصوت خافت " : متخافش يا شريف هند واولادك في عينيا متخافش عليهم .
ثم وقفوا جميعا يقرأون الفاتحة ويدعون لشريف بالرحمة والمغفرة .
عادوا جميعا الي المنزل بينما كانت هند شاردة الذهن .
لاحظ فريد شرود هند وصمتها طيلة طريق العودة !!!
فسألها : مالك يا هند ؟؟ ساكتة ليه طول الطريق ؟
ابتسمت هند " ابتسامة مصطنعة " : لا ابدا مفيش حاجة .
فريد : أتكلمي لو فيه حاجة مضايقاكي أو شغلاكي اتكلمي
هند : لا مفيش حاجة .
فريد : أحساسي بيقول أنك متضايقة !!!
هند : ممكن اعرف ليه النهاردة بالذات أخدتنا نزور قبر شريف الله يرحمه ؟؟؟؟
فريد :انا ذات نفسي معرفش ، يمكن حبيت اطمنه عليكم معايا وأعرفه أنكم في امان معايا .
هند : انا عايزاك تفهم حاجة مهمة اوي يا فريد .
فريد : حاجة ايه ؟
هند : أني لما كنت مرات شريف عمري ما شوفتك ولا فكرت فيك الا كأخ ليا .
فريد : وده كان نفس احساسي بالنسبالك .
هند : حتي بعد موت شريف و أصرار والدتك أننا نتجوز بردو نظرتي لك مش أتغيرت كتير ، صحيح بقيت مش بشوفك كأخ ليا لأننا المفروض متجوزين قدام الناس ، وأستمر الحال علي كده لغاية ما أنت اللي أجبرتني .
فريد : أنا !!!! أنا أجبرتك علي ايه ؟؟
هند : أجبرتني أني أحبك .
كانت كلمات هند كالسهام التي أخترقت ما بقي من دفاعات وحصون قلبه المنيعة !!!
أصبحت هند ذات مكانة كبيرة في قلب فريد فهي كزوجة وأم تعد نموذج لزوجة جميلة هادئة مطيعة مريحة لزوجها وكأم تعتني بأبنائها أشد العناية وتضحي من أجلهم بكل ما تملك حتي بنفسها .
شعر فريد بأن هند هي التعويض عن تغريد التي احبها من كل قلبه ولكن كان جزاؤه منها الاهمال والمعاملة السيئة له ولعائلته .
مرت عدة أيام وأصبح فريد مقيم اقامة شبة كاملة في شقة هند معها ومع ابنائها .
يعود كل يوم من عمله ويجلس يلعب باستمتاع شديد مع الاطفال بينما كانت تبدو في تلك الأيام كعروسة جميلة في بداية حياتها !!!
حتي جاء اتصال هاتفهي لفريد من أخيه أسامة ،،،،،،،
اسامة : عامل ايه يا فريد طمني عليك ؟
فريد : الحمد لله تمام ، أنت اخبارك ايه ؟
أسامة : قولي انت الأول أتصالحت مع تغريد ولا عملت ايه ؟
فريد : لا لسه ، هي رفعت قضية طلاق وانا وكلت واحد صاحبي محامي يتعامل معاهم .
أسامة : ربنا يصلح الحال ويعمل اللي فيه الخير .
فريد : يارب ، المهم قولي أنت اخبارك ايه وناوي ترجع ولا لسه ؟
أسامة : أنا متصل بيك علشان كده .
فريد : قررت ترجع خلاص .
أسامة : ايوه بدأت اظبط اموري علشان أرجع بأذن الله خلال شهرين .
فريد : بتتكلم بجد ؟؟ ولا زي كل مرة ؟؟
أسامة : لأ ، المرة دي بجد ، وبالمناسبة كمان بدات ارتب شوية أمور كده وعايزك تساعدني فيها .
فريد : خير يا أوس اوس تحت امرك .
أسامة : أنا بصراحة مش عايز لما ارجع أضيع وقت كتير ، فهبعتلك فلوس تشتري بيها مكان كويس ينفع مطعم .
فريد : فهمني أكتر ناوي تعمل ايه ؟
أسامة : أنا عايز افتح مطعم أسماك ومشويات ، هبعتلك الفلوس وأعملك توكيل وتاخد سمية معاك تختاروا مكان كويس علشان أول لما انزل اجهز المكان بسرعة وأشتغل علطول .
فريد : فكرة حلوة يا اخويا ، أتوكل علي الله وأنا تحت امرك في اللي انت في اي حاجة لحد لما مشروعك يقوم و يقف علي رجله .
أسامة : وده عشمي فيك يا اخويا ، أنا هعملك التوكيل في السفارة علشان تشتري المكان باسمي وهبعتلك رقم التوكيل واتوكل علي الله بس اهم حاجه تاخد سمية معاك لأنها بتفهم كويس في الحاجات دي .
بعد ايام ارسل أسامة رقم التوكيل لفريد .
و اتفق مع سمية انه هيبحث عن المكان المناسب عن طريق السماسرة وفي يوم معاينة المكان سيأخذها معه .
بدأ فريد يتتبع اعلانات العقارات حتي استقر علي عدة اماكن واتفق مع السماسرة عبر الهاتف للذهاب للمعاينة .
اتفق فربد مع السماسرة للذهاب للمعاينة في يوم الاجازة .
تعجبت هند حين رأت فريد يتجهز للخروج من المنزل يوم اجازته !!!
هند : انت خارج ولا ايه ؟
فريد : أيوه .
هند : رايح فين ؟
فريد : أسامة كلمني علشان عايز يشتري مكان يفتحه مطعم لما يرجع وكلمت السماسرة والنهاردة هروح اشوف مكانين .
هند : هو عملك توكيل ولا هيشتري المكان باسمك ولا باسم مراته ؟؟
فريد : هو عملي توكيل هشتري المكان باسمه .
هند : هتروح لوحدك ؟؟
فريد : لا ، هاخد سمية معايا علشان تشوف المكان .
هند : سمية !!!! يبقي لازم اروح معاكم .
تعجب فريد من رد فعلها عندما علمت انه سيذهب مع سمية !!
فقال لها : ليه ؟
هند : كده ، عايزة اروح معاكم ، فيها حاجة دي ؟؟!
فريد : لا مفيهاش حاجة طبعا ، لكن انا عايز اعرف اشمعني لما عرفتي ان سمية هتروح معايا طلبتي تبجي معانا ؟!!
هند : عادي يا فريد ، مفيش سبب .
فريد : والاولاد هيروحوا معانا كمان ؟؟
هند : أيوه وفيها ايه ؟؟ كأنهم بيغيروا جو ويتفسحوا .
فريد : يتفسحوا !!!! لكن ده مشوار متعب عليهم !!!
هند : مش متعب ولا حاجة ، انتوا هتروحوا أمتي ؟
فريد : المفروض دلوقتي .
هند : طيب استني ربع ساعة بالظبط هنكون جاهزين .
فريد " بتعجب شديد " : حاضر .
دخلت هند تجهز نفسها وتجهز الاولاد للخروج بينما فريد يفكر باندهاش " هي هند عملت كده ليه لما عرفت أن سميه رايحة معايا المشوار ده ؟؟!! ثم ضحك ، معقول هي كمان بتغير من سمية ؟!! ايه السر اللي مخليهم كلهم يغيروا منها بالشكل ده ؟!! يمكن علشان حاسين انها اجمل واحدة فيهم ؟؟؟ "
بعد دقائق ،،،،،
هند كانت جاهزة مع الاولاد ونزلوا جميعا ومعهم سمية التي اتضح علي معالم وجهها التعجب من ذهاب هند معهم ولكنها لم تعلق علي ذلك وفضلت الصمت !!!
وبعد معاينة فريد وسمية ومعهم هند ارسلوا صور الموقعين لأسامة ثم أتفقوا جميعا علي أحدهما لشراؤه .
وبالفعل في خلال أيام قليلة أرسل اسامة المبلغ المطلوب وقاموا بشراء المكان المختار وقاموا بتسجيل جلسة الشراء بالفيديو وارسالها لاسامة .
في كل تلك الخطوات كانت هند معهم خطوة بخطوة حتي أن فريد قرر أن يواجهها اخيرا .
فريد : الحمد لله اشترينا المطعم خلاص لاسامة ، ممكن اعرف بقي سر أنك كنتي بتصممي تكوني معانا في كل خطوة ؟؟
هند : عادي ، مفيش سر ولا حاجة .
فريد : هند ، انا عارف انك عمرك ما بتكدبي ، ممكن تقوليلي بقي الحقيقة ؟
هند : حقيقة ايه ؟
فريد : حقيقة السبب اللي خلاكي تكوني معانا أنا وسمية في كل خطوة في شرا المطعم .
سكتت هند ولا تعرف ماذا تقول !!!
فريد : أنا قولتلك اني متعود منك علي الصراحة ، ياريت تتكلمي بصراحة .
هند : بصراحة بغير عليك .
فريد : أنتي اتجننتي !!! تغيري عليا من سمية ؟؟! ده سمية دي زي أختي !!!
هند : انا كمان كنت زي اختك ودلوقتي بقيت مراتك وانا بحبك ومن حقي اغير عليك .
فريد " يضحك " : صحيح انتوا كلكو مجانين !! انا عايز افهمك حاجة مهمة اوي ، أنا عمري ما ابص ل.....
تقاطعه هند قائلة : من غير ما تكمل كلامك أنا عارفة كويس اخلاقك لكن دي غريزة جوايا مقدرتش اتحكم فيها علشان زي ما قولتلك اني بحبك .
فريد : ماشي يا هند هعديها ، بس ياريت بعد كده تكبري دماغك ويكون عندك ثقة فيا أكتر من كده .
ضحكت هند وقالت : ماشي يا حبيبي .
فريد : طيب بالمناسبة بقي انا فيه سر عندي مفيش حد يعرفه الا انا وأسامة وأنتي دلوقتي مادام بقيتي مراتي بجد لازم تعرفيه .
هند : سر !!! سر ايه ؟؟
فريد : أنا عملت تحاليل وعرفت أني عندي مشكلة في الانجاب وحاليا انا بتعالج منها علشان أقدر أخلف .
هند : مشكلة في الانجاب ؟!!!
فريد : أيوه ، والدكتور قالي أني ممكن أخلف وممكن لأ ، لكن العلاج هيحتاج وقت طويل .
هند : والسر ده مش هيغير حاجة ما بينا ، ولادي هما ولادك وأنا مراتك علي اي حال سواء خلفنا او لأ .
فريد : يعني مش نفسك في طفل مني ؟
هند : نفسي طبعا ، لكن لو ربنا مقدرش أننا نخلف مش هيغير حاجة من ناحية حبي لك وعلاقتنا مع بعض .
فريد : أنا كنت متأكد من ان رأيك هيكون كده .
هند : تغريد تعرف بالموضوع ده ؟
فريد : لأ .
وفجأة يرن هاتف فريد فيلتقط الهاتف فيجد أن المتصل صديقه أحمد المحامي !!!
يرد عليه فريد : ازيك يا حماده اخبارك ايه ؟؟
احمد المحامي : عندي لك أخبار جديدة بالنسبة لتغريد مراتك !!!!
يتبع
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية العرافة العجوز) اسم الرواية