رواية العرافة العجوز الفصل الخامس والعشرون 25
بارت كمان
لان وصلنا 1000 تعليق
الحلقة الخامسة و العشرون
بدأ الجميع بالأنصراف من صالة الأنتظار بالمطار في أنتظار ورود أخبار مؤكدة عن ركاب الطائرة !!!
قامت سيارة أسعاف بالمطار بنقل والدة فريد الي أقرب مستشفي .
أما هند فأخذت سمية وعادوا الي المنزل وهما في حالة بكاء لا ينقطع !!!
وفي صباح اليوم التالي كانت انباء سقوط الطائرة القادمة من ايطاليا تملأ القنوات والمواقع الأخبارية في كل مكان في العالم .
وبعد عدة ايام تم العثور علي حطام الطائرة وتأكيد موت جميع ركابها وطاقم الطائرة بالكامل !!!!
ظل فريد طيلة أيام العزاء في حالة صمت كامل لا يتكلم !!!
ظل فريد في حالة حزن شديد و لعدة أيام دون النطق بأي كلمة .
وتدهورت الحالة الصحية للأم بشدة !!
مرت ايام عصيبة علي هذه العائلة المنكوبة وتأكد فريد أن كلام العرافة العجوز له ولأخوته منذ الصغر حقيقة وواقع يعيشه الان !!!
اذن فهو لن ينجب ابدا ولد من صلبه كما أنه سيتزوج ايضا سمية وسيربي أبناء أخوته جميعا !!!
وعندما بدأ فريد ينطق ويتحدث لم يتحدث ابدا الا عن العرافة العجوز !!!
كلما بدأ أحدهم الكلام معه لا يترك فرصة الا للكلام عن العرافة العجوز وصدق نبؤتها !!!
أصبح كل ما يشغل تفكير فريد هو أنه يريد مقابلة هذه العرافة مرة أخري مهما كلفه ذلك من مال أو وقت او جهد ، فمن الممكن أن يسافر الي أبعد مكان بالعالم حتي يقابلها ، فقد اصبح عنده يقين بأن نبؤتها كانت حقيقية وعن علم وانها تستطيع أخباره بما سيحدث له في المستقبل !!!!
عندما سمعت منه هذا الكلام والدته عنفته وقالت : ايه اللي بتقوله ده يا فريد ؟!! حرام عليك ، اللي بتقوله ده شرك بالله ، أستغفر يابني ، ميعلمش الغيب الا ربنا سبحانه وتعالي .
فريد : يعني أنتي مش شوفتي بنفسك كل اللي قالته حصل بالحرف .
الأم : صدف يا بني ، ياما الدنيا مليانه بالصدف .
فريد : صدفة أنها تقول أن شريف هيموت بعد ما يتجوز ويخلف ويموت مريض وأهو حصل !!! وصدفة كمان انها تقول ان أسامة هيموت لكن هيموت غريب وأهو حصل !!!! وصدفة كمان انها تقول أني هتجوز نسوانهم وهربي عيالهم علشان عمري ما هخلف !!!
الأم : والله يا حبيبي كل ده صدف ، أستغفر ربك من الكلام اللي بتقوله ده .
فريد : استغفر الله العظيم ، لكن أنا لسه بردو متأكد من كلام الست دي وعارف أني عمري ما هخلف وهربي عيال اخواتي ، نفسي دلوقتي أشوفها علشان أعرف منها هيحصلي ايه في مستقبلي .
الأم : احنا كلنا حالتنا النفسية صعبة لكن واضح أن انت حالتك النفسية أثرت علي تفكيرك ، استهدا يابني بالله وأعقل وأهدا خالص ، أنا خلاص مش بقي حيلتي غيرك !!!
فريد : أنتي فاكراني اتجننت ولا ايه ؟
الأم : لأ ، لكن حاسة أن دماغك متلخبطة وأفكارك بقيت مش طبيعبة .
فريد : بالعكس أنا كل كلمة بقولها قدامها دليل ، لازم نعترف ان كلام العرافة طلع حقيقي ومش موضوع صدفة ، والا هنكون بنضحك علي نفسنا .
الأم : طيب ممكن تشيل من دماغك موضوع العرافة ده دلوقتي لأن عندنا اللي أهم منه .
فريد : فيه ايه يا أمي ؟
الأم : أحنا مفيش عندنا شهادة وفاة لأخوك لحد دلوقتي .
فريد : وشهادة الوفاة دي هطلعها أزاي اذا كان مفيش جثة أساسا .
الأم : معرفش ، لكن اللي اعرفه أن لازم يكون معانا شهادة وفاة ضروري جدا .
فريد : ليه ؟ فيه ايه ؟
الأم : علشان فلوس اخوك الله يرحمه والمطعم اللي اشتراه ابن أخوك ومراته مش هياخدوا منه جنيه واحد طول ما مفيش شهادة وفاة .
فريد : انا الصراحة مش فاهم في المواضبع دي كويس ، لكن اعتقد اكتر واحد ممكن يفيدنا هو احمد المحامي .
الأم : طيب بالله عليك يا ابني شوفو هيقولك ايه وأسعي في الموضوع ده في اقرب وقت .
ذهب فريد لصديقه المحامي وسأله : دلوقتي يا أحمد أنا عايز أطلع شهادة وفاة لإخويا ومش عارف اعمل ايه ؟
أحمد المحامي : قصدك اخوك أسامة ؟؟
فريد : أيوه .
المحامي : أخوك اسامة في نظر القانون الي الان لسه عايش .
فريد : بتقول ايه ؟ لسه عايش ؟؟؟
المحامي : أنا بقول في نظر القانون ، مادام مفيش جثة لغاية دلوقتي يبقي لسه عايش قانونا .
فريد : وبعدين يا أحمد ، فلوسه وحاجاته هتفضل كده ؟! مراته وابنه مش هيستفيدوا منها و تضيع عليهم ؟؟؟
المحامي : لأ مش للدرجادي ، أحنا لازم نرفع قضية علشان نستصدر حكم محكمة يفيد بموته ، بعدها تصدر شهادة وفاة وبعدها كل الأمور بتمشي طبيعية .
فريد : وحكم المحكمة ده ممكن ناخده أمتي ؟
المحامي : في حالة الغياب بدون سبب واضح بيصدر الحكم بعد مرور فترة غياب ٤ سنين بدون أي أخبار عنه .
فريد : ٤ سنين !!!!! كتير اوي !!
المحامي : ده في الأحوال الطبيعية أما في الحالات اللي زي حالة أخوك لما يكون في طيارة وقعت او علي سفينة غرقت في الحالات دي بيصدر حكم المحكمة بعد الحادث ب ٣٠ يوم بس .
فريد : طيب ده كويس جدا .
المحامي : لكن اللي له الحق في رفع الدعوي دي هم الورثة الشرعيين له في حالة وفاته .
فريد : اه فهمت ، يعني لازم مراته قصدي أرملته هي اللي ترفع الدعوي دي باسمها وباسم ابنها مصطفي لأنه قاصر وهي الوصيه عليه .
المحامي : بالظبط كده ومعاهم والدتك كمان .
فريد : طيب امي وارملته طبعا الايام دي تعبانين جدا فأنا ممكن أمشي في الأجراءات دي معاك بالنيابة عنهم .
المحامي : ممكن لكن لما نحتاج ناخد منهم توقيع لازم يحضروا بنفسهم ويوقعوا ، واول حاجة لازم يروحوا معايا مكتب التوثيق علشان يوكلوني بتوكيل قضايا علشان أمشي في الأجراءات .
فريد : طيب انا هقولهم ونتفق علي ميعاد نعملك فيه التوكيل .
المحامي : بالمناسبة عايز أقولك خبر معرفش اذا كنت تعرفه ولا لأ .
فريد : قول .
المحامي : فيه خبر نزل انهم لقوا جثث ل ٦٣ شخص من أصل ١٤٠ شخص من ضحايا الطيارة .
فريد : بجد ؟؟ والباقيين ؟؟
المحامي : دي الاجزاء اللي لقوها لحد دلوقتي وكل ما هيجد جديد هتعرفوا ، والمفروض انكم هترسلوا عينة من تحليل DNA لأي حد من قرايب اخوك للطب الشرعي يعني مثلا عينة منك انت أو من ابنه علشان يضاهوها مع الجثث اللي لقوها .
فريد : مفيش مشكلة ، ارسلهم عينة مني انا ، لكن انا عايز اعرف ليه ؟
المحامي : أنا اسف يا فريد علي اللي هقوله ، الجثث مش بتكون زي ما انت متخيل ، دي بتكون عبارة عن اجزاء مفيهاش اي معالم ممكن التعرف من خلالها علي صاحبها الا بالطريقة دي .
فريد " بحزن " : اه فهمت .
عاد فريد الي المنزل فوجد أمه فأخبرها بما قاله المحامي .
الام : أنا هعملك توكيل يا ابني تمضي انت علي اي حاجة بالنيابة عني ، وتبقي تروح مع سمية علشان طبعا مش هينفع نسيبها لوحدها مع راجل غريب .
فريد : طيب قوليلها تجهز نفسها علشان نروح بكره الصبح نعمل التوكيلات ، وتبقوا ترجعوا انتوا الاتنين وانا هروح اعمل تحليل DNA علشان ارسله يمكن نلاقي جسمانه الله يرحمه .
بعد عدة ابام عرف فريد أن عينته لم تتطابق مع اي عينات !!!
فسأل صديقه المحامي : العينة بتاعي مش اتطابقت مع اي جثة من اللي لقوها ، معني كده أن اسامة ممكن يكون لسه عايش ؟؟
المحامي : يا فريد يا صحبي الجثث اللي اكتشفوها لحد دلوقتي لأقل من نص عدد الضحايا !! يعني لسه جثث كتير مش اكتشفوا مكان وجودها أو ممكن تكون اتحللت بالكامل أو أكلها سمك البحر .
فريد : أنا كنت فاكر أن فيه امل !!
المحامي : الامل في الله يا صديقي ، لكن ده شئ مستحيل يحصل الطيارة وقعت في منطقة في عمق البحر أقرب ساحل منها علي بعد ٤٠٠ ميل ومفيش فيها جزر علشان يكون فيه اي امل !! يعني مفيش أمل لأي حد من اللي كانوا علي الطيارة للنجاة ولو حتي بنسبة واحد في المليون .
جلس فريد حزين فقد قطعت كلمات المحامي اخر امل ربما يكون قد تجدد لديه !!!!
عاد فريد الي المنزل الذي يكسو الحزن كافة أرجاؤه فوجد هند جالسة حزينة ومهمومة فقال لها : يا ريت يا هند كفاية حزن خصوصا قدام الاطفال الصغيرين ، هما ملهومش ذنب في حالة الكأبة دي .
هند : هحاول .
وبعد فترة طويلة من الصمت قالت له هند : فريد انا عايزة اسألك سؤال وعايزاك تجاوبني بصراحة .
فريد : ما انتي عارفة اني عمري ما بكدب أبدا .
هند : لو مامتك طلبت منك تتجوز سمية هتتجوزها ؟؟
يتبع
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية العرافة العجوز) اسم الرواية