رواية وسيلة انتقام الفصل الثامن والعشرون 28
البارت الثامن والعشرون من رواية وسيلة انتقام
تأليفي أول مرة
آدم بابتسامة وعينين لامعتين: أخيراً لقيتِك يا حبيبتي كنت حاسس إني هلاقيكِ قريب والحمد لله لقيتِك الحمد لله يارب الحمد لله
ثم أرسل فاكس هو الآخر لفرع إنجلترا قائلاً لهم بمضمونه: اقبلوها بس أجلوا مقابلتها لأخر اليوم لإني هاجي بنفسي إن شاء الله أجري معاها المقابلة بلغوها إنها اتقبلت بس المقابلة الساعة ستة بالليل لإن صاحب الشركة أمر بكده وياريت ما تقولوش لها اسمي
ثم اتصل بشخص وقال له بأمر: جهز طيارتي الخاصة هنسافر إنجلترا النهارده كمان نص ساعة إن شاء الله
وأنهى المكالمة وخرج من المكتب ومن الشركة بأكملها وقاد سيارته لمكان الطائرة بسعادة غامرة
بعد مرور نصف ساعة وصل آدم للمكان وصعد للطائرة التى حلقت في السماء بعد دقائق قليلة معلنة عن رحيل آدم عن أرض مصر
في إنجلترا بشركة الفاروق أعطت السكرتيرة لسيليا ال CV خاصتها وقالت لها بابتسامة: ألف مبروك يا باشمهندسة اتقبلتي بشكل مبدئي معانا بس مقابلة حضرتِك اتأجلت للساعة ستة بالليل إن شاء الله تقدري تتفضلي حالياً وترجعي لنا في ميعاد المقابلة لإن دي أوامر صاحب الشركة وهو إللى طالب يجري المقابلة معاكِ بنفسه
استغربت سيليا من تحدث السكرتيرة العربية بطلاقة وسألتها بخوف قائلةً: هو صاحب الشركة دي عربي أو بالتحديد مصري ؟
تذكرت السكرتيرة طلب آدم بعدم التعريف عن هويته لها فأجابتها بتوتر: أكيد لا يا باشمهندسة لو مستغربة لهجتي العربية فده لإني فعلاً عربية واتغربت عشان أشتغل
سيليا بارتياح: ربنا يرزقك
السكرتيرة بابتسامة: يارب اللهم آمين وإياكِ
ثم خرجت من الشركة واتجهت لمنزلها مرة أخرى
عند آدم
وصل لشركته في إنجلترا الساعة الخامسة مساءً بتوقيت إنجلترا ودلف لمكتبه وجلس على كرسيه بسعادة غامرة بانتظار مجيئها بفارغ الصبر
عند سيليا
قالت لنفسها بغضب: ما لِك يا سيليا خايفة لى ؟ مش السكرتيرة قالت لِك صاحب الشركة لا عربي ولا مصري أكيد مش آدم يعني هو مفيش غيره إللى شايل لقب الفاروق في العالم كله فوقي يا سيليا وما تضيعيش فرصة إنِك تشتغلي في أكبر شركة للمعمار في إنجلترا بغبائك وخوفِك صدقيني خوفِك ده إللى هيضيعِك وعشان أثبت لنفسي إني مش خايفة هروح المقابلة وخلاص وأمري لله
ثم أكملت بتردد وخوف: طب لو طلع آدم هتعملي إى يا سيليا هتكوني أنتِ إللى روحتي له برجليكِ لا يا سيليا أرجوكِ ما تدمريش كل إللى بنيتيه في السنة ونص إللى كنتِ بعيدة عنه فيهم عشان وظيفة
ثم نظرت في ساعة يدها لتجد الساعة السادسة إلا ربع فتقول بضيق وحيرة: يارب أنا مش عارفة أعمل إى أروح ولا ما روحش. خلاص هروح عشان ما خسرش فرصة كبيرة زي دي عشان أوهام في دماغي والسكرتيرة بنفسها قالت لِك صاحب الشركة مش مصري يعني أكيد مش آدم
ثم قامت بتجهيز نفسها وأخذت ال CV خاصتها وخرجت من منزلها واستقلت تاكسي واتجهت لشركة الفاروق ثم وصلت متأخرة عن موعد المقابلة بنصف ساعة فقالت لها السكرتيرة بخوف: حضرتِك جاية متأخرة عن الميعاد بنص ساعة لى ؟ سيادة المدير قاعد جوه مستنيكي بقاله كتير وكده ممكن ياخد انطباع وحش عنِك وبالذات ده أول لقاء ما بينكم ادخلي له بسرعة عشان هو مضايق أوى
سيليا بخوف: حاضر أنا آسفة جداً
ثم دلفت للمكتب وبمجرد دخولها أغلقت السكرتيرة الباب بالمفتاح خلف سيليا التى استغربت كثيراً من أن المدير يوليها ظهر كرسيه فقالت بخوف: Hello Sir, I am very sorry for the delay and I promise that this will not happen again (مرحباً سيدي أعتذر كثيراً عن التأخير وأعِدُك بأن هذا لن يتكرر مرة ثانية )
فاستدار آدم بكرسيه ونظر لها بابتسامة واشتياق قائلاً: وحشتينى أوى يا سيليا وحشتينى أوى يا عمري بتعتذري على إى يا حبيبتي استنيتِك سنة ونص من غير يأس وكنت دايماً متمسك بأمل إني في يوم هلاقيِك وأهو الحمد لله جه اليوم إللى كنت بتمناه وبحلم بيه مش هقدر يعني استناكي نص ساعة أنتِ تعملي فيا إللى أنتِ عايزاه يا روحي أنا ملك إيديكِ معاكِ شيك مفتوح لعقابي بس ما تبعديش عني تاني يا عمري ده أنا ما صدقت لقيتِك
سيليا بصدمة: آدم ؟! أنت بتعمل إى هنا ؟
ثم أكملت بدموع وقد فهمت أن ما يحدث حقيقة مرة لابد لها من أن تتقبلها: أنا كنت حاسة إنها شركتك بس سألت السكرتيرة وقالت لي إن صاحب الشركة مش مصري
آدم بحزن وهو يضمها إليه بشدة: أنا إللى طلبت منها تعمل كده يا سيليا أنا آسف لإني كنت الغلطان الوحيد في حكايتنا وأنا بكامل قوايا العقلية بعترف بده سامحيني
سيليا بخوف وهى تبعده عنها: ابعد عني يا آدم أرجوك أنا خايفة أوى منك سيبني
آدم بحزن وهو ما زال يضمها إليه: ليكِ حق يا سيليا تقولي لي أكتر من كده بس أنا مش آدم بتاع زمان إللى كنتي تعرفيه صدقيني أنا اتغيرت
سيليا بغضب ودموع وهى تدفعه بكل قوتها بعيداً عنها: بقول لك ابعد عني أنت ما بتفهمش أنت إى يا أخي ما تسيبني في حالي بقا وتخليك في حالك
آدم بدموع وهو يمسك بيديها ويقبلهما: أنتِ حالي إزاى عايزاني أبعد عن حالي
سيليا بغضب وهى تسحب يديها: صدقني لو بكيت قدامي ألف مرة مش هتأثر لحظة وعمري ما هقع في نفس فخ إنك اتغيرت لإن إللى فيه طبع عمره في حياته ما هيغيره
ثم ذهبت عند باب المكتب وحاولت فتحه كثيراً فتجده موصد من الخارج فتقول له بغضب: خليها تفتح الباب بقول لك
آدم بحزن: مفيش خروج من هنا يا سيليا غير لما نسمع بعض ونتكلم
سيليا بغضب وهى تصفعه على وجهه بقوة: الكلام إللى ما بينا خلص من ساعة ما خسرت ابني بسببك
آدم بحزن: ما هو ابني أنا كمان يا سيليا وصدقيني ده كان أسود يوم في حياتي لإني خسرتكوا فيه أنتم الاتنين لى مش حاسة بيا يا حبيبتي وبإني اتوجعت زيك بالظبط ويمكن أكتر
سيليا بسخرية: وبتقول لي اتغيرت ! لو سمحت يا آدم باشا افتح الباب أحسن ما أصوت وألم عليك الناس وأخليك عبرة لمن يعتبر
آدم بحب: صوَّتي كده كده محدش هيسمعِك
ثم نظر لها طويلاً واقترب منها واحتضن وجهها بيديه قائلاً بشوق: وحشتينى أوى يا قطتي
شعرت سيليا بأنها مكعب ثلج يذوب بين يديه ولكنها سرعان ما تمالكت نفسها مرة أخرى وقالت بغضب وهى تبعد يديه عن وجهها: وأنت ما وحشتنيش ممكن تخلي الهانم إللى بره دي تفتح الباب وحضرتك تبطل تستخدم أسلوب السجّان والسجينة بتاعك ده معايا عشان بقا هايف أوى وبيكرهني فيك أكتر
آدم بحزن: حاضر يا سيليا
ثم اتجه للمكتب وضغط على جرس ففتحت السكرتيرة الباب وخرجت سيليا بلحظتها من المكتب وركضت لخارج الشركة واستقلت تاكسي واتجهت لمنزلها مرة أخرى
أما عن آدم فبمجرد خروج سيليا من المكتب ركض خلفها ورآها تركب التاكسي فركض لسيارته وسار خلفه إلى أن وقف التاكسي أمام منزل بسيط جداً فأدرك أنه منزلها فنزل من السيارة ونزلت هى من التاكسي أيضاً ونظرت له بغضب وصعدت الدرجتين الموجودتين أمام المنزل وقبل أن تفتح الباب بمفتاحها الذى بيدها سمعته يقول لها بحزن: ممكن نتكلم وتسمعيني الوقتي يا سيليا إحنا في طريق عام مش في أوضة أو بيت أنا حابسِك فيهم
سيليا بحزن وهى تجلس على الدرجة الثانية أمام منزلها وتشير له بالجلوس بجانبها: أيوا تعالى اتفضل اقعد
آدم بابتسامة وهو يجلس بجانبها: ممكن أسألِك شويه أسئلة وتجاوبيني عليهم
سيليا بجدية: أيوا اتفضل اسأل
آدم بابتسامة: مين إللى ساعدِك تهربي من المستشفى ؟ وروحتي لمين بعد ما هربتي ؟ ومين إللى ساعدِك تسافري إنجلترا ؟
سيليا بسخرية: كل دي أسئلة ؟! على العموم أنا هجاوبك إللى ساعدني أهرب من المستشفى هى فاطمة صاحبتي. بعد ما هربت روحت لجدتها أما بقا إللى ساعدني أسافر إنجلترا هو الظابط أدهم
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية وسيلة انتقام" اضغط على اسم الرواية