رواية حواديت عمران الفصل الثاني 2
«2» ♡
: أنا مش بخلف.
بصلها بعدم فهم وهي معطتوش فرصة للكلام، تقدمت في جلستها لقُدام وكملت: عارفة ردك كويس جِدًا على كلامي ومش عايزة اسمعه، تشرفت بيك جِدًا وربنا يرزقك ببنت الحلال.
وقفت ولتاني مرة قبل ما يتكلم، ومن بعيد متابعينهم مامتها وخالها وهند صاحبتها.
طرح عليها سؤال خلاها تقف في مكانها: وأنتِ عرفتِ ازاي إنك مش بتخلفي بقى؟
فكرها بأسوء ذكرى في حياتها، ذكرى بتحاول من سنين تنساها لكن بسؤاله دا هترجع من جديد تفتكرها.
لفت بصتله: أيًا كان، أنت ملكش إنك تعرف حاجة زي كدا، وجوابي مش هيغير حاجة.
لفت وهو لتاني مرة وقفها وهو بيقف: عمومًا أنا هجيب اهلي وآجي على بعد بكرة، تكون رتبتي حساباتِك وعرفتي إن مش كل الناس بتفكر من منظورك أنتِ..
بصتله فابتسم نفس الإبتسامة وهو بيوطي ياخد تلفونه ومفاتيحه من فوق الطرابيزة: متكلمناش في حاجة ولا عرفنا حاجة عن بعض، لكن الأيام جاية كتير يا زهرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قعدت فوق سريرها بعد جدال طويل مع مامتها بتحاول فيه تقنعها إنها تمنع إنه يجيب أهله ويجي، هي متعرفش هو بيفكر في إيه! حتى لو حاولت تخمن فكل التخميات بتودي لطريق واحد؛ الا وهي رفض الجميع لمرضها.
سندت راسها على ضهر السرير وهي بتفتكر اليوم اللي عرفت فيه، كانت في العربية مع خطيبها السابق ومعاهم مامتها، ماشي بيهم في الطريق ميعرفوش هو رايح بيهم على فين وكل الل بيقوله "ماتقلقوش يا جماعة".
لحد ما وقف بيهم قصاد المستشفى، بصوله باستغراب فلف بصلها وكلامه موجه ليها ولمامتها: اللي هنعمله دا حاجة زي تقليد في عيلتنا، مقدرش اعارض اهلي فيه.
بصت زهرة للمستشفى ثم ليه وهي مش فاهمة معنى كلامه، وريحتها مامتها من السؤال: حاجة ايه يعني يا كريم يابني؟
اخد نفس: تحاليل وكشف نعرف بيه زهرة بتخلف ولا لأ، أنا عملته قبل كدا هعمله تاني معاها، صدقيني دا حاجة أساسية في عيلتنا ولو أطول اغيره هغيره لكن ما باليد حيلة!
بصتله "نهلة" مامتها بعصبية: طب ودا كلام يا كريم؟ ولا حتى عرفتنا ولا قولتلنا حاجة وجايبنا على مَلى وشنا عشان حاجة زي كدا! زهرة مش هتعمل حاجة ولو مش عاجبك كل واحد يروح في حاله.
وكانت زهرة في عالم تاني بعيد عن الصوت العالي، محتارة وتايهة ومش عارفة تقرر، لأ وتسيبها لربنا ولا آه وتعرف النتيجة؟ طب يترى لو آه هيسيبها كريم ولا هيكمل معاها ومش هيفرق معاه؟
كانت تايهة ... وخايفة.
- تمام يا كريم أنا موافقة.
متعرفش قالتها إزاي، لحد النهاردة وبعد مرور ٣ سنين على هذا الحوار متعرفش طلعت منها إزاي! ولا ازاي راحت عملت التحاليل دي واللي من بعد ظهورها أثبتلها كريم وبجدارة إنه مجرد ذكر لا يستحق لقب الرجولة ككثير من أمثاله.
بمجرد ما عرف إنها عندها عيب ومش هتخلف تخلىٰ عنها بكل بساطة، نِسىٰ الأيام الحلوة والعِشرة اللي بينهم.
- أنا من حقي أكون أب يا زهرة.
بصتله بدموع ونظرات مليانة رجاء: يعني ايه يا كريم؟ هتسيبني عشان حاجة مش بايدي؟
بصت حواليها بتيه: فين وعودك ليا؟ أنت لسة قايلي إمبارح بعد ما جبنا التحاليل إنك هتفضل معايا وإن دي حاجة بايد ربنا ايه اللي جَدّ؟
اخد نفس وفضل ملتزم الصمت، وهي ابتسمت بسخرية وهي بتكمل بعد ما الدموع غرقت وشها: أهلك! تقاليدهم الغبية؟!
هزت راسها مرات كتير ورا بعض قبل ما تخلع الخاتم في ايدها وتحطه بقوة على العربية اللي كانوا واقفين يتكلموا قصادها: وأنا ميشرفنيش اتجوز واحد كلمة من اهله توديه وكلمة منهم تجيبه، بالسلامة.
سابته ومشت وقلبها مع كل خطوة بتبعد فيها بيتكسر حتة، عكسه هو كان عنده ثبات انفعالي رهيب!
كان أول شخص حسسها إنها فراشة، أول شخص عاشت معاه مشاعر مراهقتها وعيشها أحلام كتير كان نفسها تعيشها، كان فارس أحلامها اللي خططت لحياتها معاه، وفي لحظة كل دا إتهد!!
مسحت زهرة وشها بعد ما نفضت ذكرياتها المؤلمة وهي بتحمد ربها، حسبتها من جهة تاني - رغم وجع قلبها والندبة اللي سابها فيه - يمكن ربنا عمل كل دا عشان يوريها حقيقة الشخص اللي شايفاه مثالي، عشان لما تيجي تختار بعد كدا تختار اللي يكون عايزها عشان هي زهرة مش مجرد واحدة والسلام.
دخلت "نهلة" مامتها وقعدت جنبها على السرير: هتفضلي مكشرة كدا لحد امتى؟
جاوبت بدون ما تبصلها: لحد ما تبعتي للي اسمه عمران دا تقوليله ميجيش تاني، أنا مش عايزة واحد اعيش معاه لمجرد إنه مشفق عليا.
- لا إله إلا الله! ومين قال كدا أصلا يا زهرة؟! هو الواد لحق يقعد معاكِ حاجة عشان تقولي كدا.
- أنا حسيت.
- يابنتي الواد بسم الله ما شاء الله فيه قبول كبير، وطالما قالك كدا يبقى شاريكِ، واحد تاني كان مصدق بعد كلامك وطريقتِك يجري، إنما هو اللهم بارك شكله عاقل وفهم سبب أفعالِك، دا لو واحد طايش كان قام ومرجعش.
سكتت زهرة وهي بتقلب كلام مامتها في دماغها، بالإضافة لدا شعورها بالراحة تجاهه عمرها ما حست بيه، ملحقتش تحبه من مجرد نظرة بس الراحة في قلبها مع القبول في وشه خلىٰ جزء جواها عايز يشوفه تاني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- واضح من هيئتِك إنك لسة على مبدأك يا زهرة.
بصتله: أنا شايفة إنك ماسك فيا ومتبت أوي ولا كأنك تعرفني من سنين مش من كام أسبوع، وبعدين واخد عليا أوي كدا ليه وكل شوية زهرة زهرة زهرة، متبقاش عِشَري أوي عشان أنا بياعة.
ابتسم وهو بيجاوبها بهدوء: لأ طبعًا مش واقع في دباديبك، دانا يدوب لسة شايفك من كام يوم، مش في فيلم هندي إحنا عشان أقع من أول نظرة والكلام البايخ دا، ماسك فيكِ ومتبت لأني ببساطة مرتاح وحاسس بقبول، ودا سبب إني زي ما قولتي عِشَري معاكِ ... يا بياعة.
ختم بهزار فاتكلمت مباشرةً بدون أي تعابير: وبعدين! جايب الناس دي كلها وجاي ليه؟ وعلى أي أساس وأنا مقولتش إني موافقة عليك!
رفع أكتافه: ومقولتيش إنك رافضة، أنتِ قولتيلي إنك مش بتخلفي وكنتِ متوقعة مني رد معين، وعلى أساس توقعك الخاطئ طبعًا رافضة إنك تدينا فرصة.
ابتسمت بسخرية: ايه! مانفسكش تكون أب؟؟
بصت ناحية اهله اللي بيضحكوا مع مامتها برة: أهلك لما يعرفوا مش هيقولوك سيبها؟
- أهلي عرفوا..
-
بصتله بصدمة وهو كمل: بس اللي مش فهمه هو ايه دخل عيلتي بحاجة زي كدا؟ يعني دي هتكون حياتي وطالما أنا موافقة فهم ملهمش حق الرفض، أنا وعيلتي مؤمنين إن دا شيء بايد ربنا وحده؛ فإحنا مين عشان نحكم على الناس بحاجة ربنا عايزها؟!!
سكت وهي سكتت، ملقتش كلام تقوله قصاد ذوقه وأدبه وتفكيره اللي يدل قَد ايه هو شخص مسؤول.
وأمام سكوتها رجع اتكلم مرة تانية: أنا حقيقي مش بكذب عليكِ بس الراحة اللي قلبي حس بيها لما شافك محستهاش قبل كدا أبدًا، مش ببالغ ولا بحاول أكون ملزق بس أنا صادق معاكِ.
ومرة تانية التزمت الصمت فرجع يتكلم ببسمة وهو متفهم شعورها: تيجي نقرأ الفاتحة؟؟ الناس اللي برة دي زمانهم تعبوا من القاعدة! أنا جايب الشوكولاتة دي عشان اضايف بيها بعد الفاتحة خُدي بالك.
بصتله بشيء من الاستنكار فاتسعت ابتسامته وظهرت أسنانه: ها!
أخدت نفس واتكلمت: أنا مقدرش اديك عشرة في المية ثقة، كل اللي قعدوا مكانك ووافقوا بوضعي كان عشان مصلحة، منهم اللي وافق عشان متجوز أصلا وعايزني تانية ومنهم اللي كان عايز يتجوزني عشان اخدم أمه، وحاجات اسوء بكتير، أنت تاني شخص يقول إنه عايز يتجوزني عشاني أنا.
•تابع الفصل التالي "رواية حواديت عمران" اضغط على اسم الرواية