رواية القصر ذو الشرفة الواحدة الفصل الثاني 2 - بقلم اسماعيل موسى
قبل أن يدخلو القصر انغلق بابه من تلقاء نفسه مما دفعهم للتيبس بمكانهم برعب، كانت لحظه واحده كفيله بركضهم تجاه السكن الجامعي، عندما لاحظ الحراس هلعهم سمحو لهم بالدخول، بالغرفه بعد أن بدلو ملابسهم راحو يتناقشون في ما حدث، كانو متأكدين انهم لم يرو اي شخص بالداخل يغلق الباب ، ولم ينكرو انه كان غير مرحب بهم، عندما توصلو لتلك النتيجه ضحكو، هناك شخص يعيش في القصر على الأقل!!
وليس شبح يتجول داخل قصر مجهول يختطف البنات العذراوات
غرفتهم بالطابق الأرضي وكان التسلل منها نحو السياج سهل، فعلت ذلك سماح ومن احدا الشرفات راقبت ردهة القصر، تلصصت ربع ساعه قبل أن تعود بوجه مختلف، هناك شخص ميت بالقصر، قالت، كان جالس على مقعد فخم ولم يتحرك ابدا ! آبدآ، نصف ساعه، ساعه، لم يحرك طرف !!
ربما كان نائم قالت امنيه !؟
كيف نعرف ذلك سألت مروه؟
ليس من عادتي ان اغض طرفي عن الأسرار التى تحيط بي، قالت سماح، بالغد، سأدخل القصر وحدي اذا أضطررت !
وانا
وانا
وافقت مروه وامنيه، جعلو يستمعون للموسيقى من داخل القصر حتى نامو
هناك موسيقى تنبعث من داخل القصر كل ليله، موسيقى عميقه، بعيده وتعيسه واحيان مجنون، الموسيقى مرآه لحالة الانسان
بعد أن انهو فروضهم الدراسيه تلكعو في العوده، كمنو خارج القصر حتى اختفت الحركه،
عبرو سياج الحديقه ومشو فوق ممر الجص الأحمر المؤدي للقصر بين صفى أشجار مشذبه بشكل مثالى ، كان باب القصر مفتوح تلك المره ولم يغلق !!
ولا تخشى فى حياتك سوى الأبواب المفتوحه سواء كان منزل او شخص أو حتى……
بحذر ارتقو الدرجات السبع من الرخام واصبحو داخل القصر، كان المطر ينهمر بالخارج لم يتوقف بعد، وكانت ملابسهم مببتله، ألم اخبركم ان هناك شخص ميت؟ قالت سماح وهي تشير لشاب جالس على مقعد فخم يعتمر قبعه تغطي وجهه.
جسده رشيق، طوله معتدل، شعر رأسه ولحيته اصفر
وقفو بمكانهم يعاينون الرواق الفخم ذو أرضية الرخام الفاخره والتي يغطيها سجاد إيطالي نادر، لوحات رائعه معلقه على الجدران، ثريات اثريه، مكتبه عملاقه، مائدة طعام ملكيه، تماثيل لاقزام وحوريات وكائنات خرافيه
فجأه ارتفع صوت الموسيقى الافتتاحية لسيمفونية كارل اَوروف كارمينا بورانا، اجفلهم الصوت الصادح وخبلهم والذي كان ينبع من جهاز موسيقى تاريخي، جارماموف.
موسيقى حماسيه هادره ، بداية ملحمة
تقدمت سماح خطوتين نحو ذلك الشاب ولكزته في كتفه انت؟؟
ليس من الذوق ان تفعلى ذلك
ميت؟ سألت مروه ، بينما تحسست مروه نبضه، حي نطقت مروه اخيرآ.
حى ؟ كيف حى، ينام اربعه وعشرون ساعه؟
كان الشاب يرتدي زي رسمي كامل، بذه ايطاليه، ساعه ماركت سواتش، حذاء اسود أنيق، تنشقو عطر سوفاج الذي يفوح منه.
يبدو لي كونت من العصور الوسطى وضحكت سماح !؟
ببطيء رفعت مروه قبعته ليظهر لهم أجمل وجه يمكنك أن تراه، شاب وسيم له لحيه صفراء، عيون زرقاء ، شعر ناعم طويل.
اللعنه يبدو كنجم سقط من السماء،
هل هو نائم؟ سألت سماح.
مررت امنيه أصابعها فى لحيته، ان كان حقيقي لابد أن له دهر لم يهذب لحيته.
لماذا لا يتحرك سألت سماح بريبه؟
جذبت سماح مقعد وجلست قرب المدفأه، لا يمكننى ان افكر وانا ارتعش من البرد
ولا انا وجلست مروه بجوارها، كان الحطب يقرقر في المدفأه وغمرهم الدفيء ونسو تماما انهم في قصر غريب وهناك شاب يجلس خلفهم.
احتاج فنجان قهوه !! ثلاثه يا مروه، ثلاثه، لست خادمتكم الفلبينيه، دعونا نبحث عن المطبخ.
عبرو الرواق ببطيء، في نهاية الرواق كان هناك مطبخ من خشب الماهونغي الأحمر مطرز بازهار النرجس والفوفتان، كان ديكوره بغاية الروعه مما جعلهم يفرغون فاه !
كانت كل قطعه من المطبخ تنطق بالفخامه حتى الفناجين ذاتها والتي كانت غريبه ومزخرفه، صنعو فناجين القهوه وجلسو حول الشاب والذى كان لم يتحرك بعد، هل يمكنني أن اقبله؟ قالت مروه !
اتلمي، حذرتها سماح، لا تنسو اننا في أكثر الأماكن رعب في تلك المنطقه، كانت الموسيقى تبدلت الان وارتفعت نغمات لمودزرات .
يبدو كالأمير النائم، انظري لقسمات وجهه؟
ما رأيك أن نشذب لحيته؟ قالت امنيه دون تفكير.
نظرو ثلاثتهم تجاه بعض وابتسمو، لحظه واحده قالت سماح وهرعت تجاه نهاية الرواق وعادت بماكينة حلاقه حديثه، ربطو قماشه حول صدره وسندت امنيه رأسه وهي تحدق بوجهه المبتسم !
هل كان مبتسم عندما حضرنا؟
لا ادرى، قالت مروه، لم انتبه، ولا انا اكملت سماح !.
أشعر أن ما نفعله خطيء لكنى أرغب بذلك.
لماذا لا يتحرك، قالت سماح ووضعت اصبعها تحت ذقنها !
واقع تحت جرعة مخدر على ما يبدو !
بعد انتهو من تشذيب لحيته بدا وجهه اكثر بهاء وجاذبيه، لن اتحمل أكثر من ذلك سأقبله؟
ابتعدي يا رعناء صرخت سماح .
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية القصر ذو الشرفة الواحدة) اسم الرواية