رواية جعفر البلطجي الجزء (3) الفصل الخامس عشر 15 - بقلم بيسو وليد
بينما كانت أديتي مـ ـلقاه على الأرضية منكمشة على نفسها وتتأ لم بقـ ـوة وبشرتها شا حبة وبشـ ـدة وبجانبها ويسلي الذي كان جالسًا على الأرضية ويُحاول معرفة ما بها قائلًا بنبرة قـ ـلقة:أديتي ... أديتي ماذا حدث إليكِ أخبريني
ظّلت على وضعها تتأ لم ليقول هو بنبرة قـ ـلقة:أديتي أخبريني ماذا حدث بماذا تشعرين حبيبتي
تحدثت وهي تشـ ـهق بعـ ـنف قائلة:ويسلي ... أشعر أن قو اي تنسحب بقـ ـوة مِنّي أفعل شيئًا أرجوك جسدي يؤ لمني بشـ ـدة
شعر ويسلي بـ الحيرة لـ يسمع صوتًا ما يُخبرهُ أن ماري تتأ لم مثل أديتي، بينما كانت ماري مازالت كما هي يُحاولون إسعا فها بشتى الطرق دون فائدة وزاكش يقف بعيدًا يتابع ما يحدث بهدوء شديد دون أن يتحدث
وصل ڤيكتور وتقدّم مِنّ ويسلي وأديتي لـ يجسو على إحدى ركبتيه قائلًا:ماذا حدث إلى أديتي ويسلي
نظر إليه ويسلي وقال بنبرة قـ ـلقة:لا أعلم ڤيكتور ماذا حدث تقول أن جسدها يؤ لمها وقو اها تنسـ ـحب مِنها بـ القـ ـوة
نظر إليها ڤيكتور وبدأ يتفـ ـحصها أسفل نظرات ويسلي، تحدث ڤيكتور بعد القليل مِن الوقت وقال:يا إلهي
نظر إليه ويسلي وقال بتـ ـرقب:ماذا حدث
نظر إليه ڤيكتور وقال:لقد قامت ماري بـ ربـ ـط حياتها بـ حياة أديتي بدلًا مِن ليان ويسلي!
جحـ ـظت عينان ويسلي بصـ ـدمة واضحة وصـ ـريحة بعد أن نقل بصره إليه ليظّل يحدق بهِ بعدم إستيعاب بينما كان الآخر يحاول إنقا ذها ليصيح بنفـ ـاذ صبر بعد أن رأى الصمت وإطالة النظر الإجابة على ما يحدث قائلًا:ويـسـلـي أفـيـق يـا رَجـل الـلـعـ ـنـة هـذا لـيـس الـوقـت الـمـنـاسـب أديـتـي سـتـمـ ـوت
وكأنه إستفاق أخيرًا مِن شرودهِ على صر خاته لينظر إليه قائلًا:حسنًا أنا آسف
أقترب مرة أخرى مِن أديتي ليقوم بمَد يدهِ ووضعها على رأسها ممـ ـلسًا على خصلاتها الحريرية البُنية الداكـ ـنة بعض الشيء قائلًا:أهدأي أديتي ستكونين بخير حبيبتي الآن!
______________________
جلست شيرين بجانب مُنصف بحـ ـذر وهي تضع يدها على بطنها المنتـ ـفخة بعد أن أصبحت في شهرها الخامس، نظر إليها مُنصف وقال بتساؤل:أنتِ تعـ ـبانه ولا إيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
زفـ ـرت شيرين الهواء السا خن مِن جَوفها بهدوء وقالت بعد أن نظرت إليه:تعـ ـب خفيف بس ممكن أكون عشان وقفت كتير فـ المطبخ
أعتدل مُنصف في جلستهِ ينظر إليها قائلًا بنبرة حـ ـادة بعض الشيء:هو إحنا أتفقنا على إيه يا شيرين بخصوص الموضوع دا ... قولت بلاش تجـ ـهدي نفسك كتير وأي حاجه عايزه تعمليها قوليلي وانا هعملها
نظرت إليه شيرين ثم لانت معالم وجهها قليلًا لتضع كف يدها الحنون على وجههِ قائلة بنبرة رقيقة مستعطفةً إياه:مالك يا حبيبي تنـ ـشنت كدا ليه بس ... كل الحكاية إنك بتكون راجع مِن الشغل وأكيد محتاج تلاقي البيت نضـ ـيف وريحته حلوة والأكل جاهز ... وبعدين أنتَ بتكون جاي مِن الشغل أكيد مش هقولك أعمل يا مُنصف عشان انا تعـ ـبت ومقدرتش أكمل .. مش مستلطفاها نهائي
أبتسم مُنصف وأعتدل في جلستهِ ليصبح في مواجهتها مباشرةً، أمسك بـ كف يدها ذلك وطبع قْبّلة حنونة عليه وقال:مبدئيًا كدا انا متفق معاكي إن راحتك ثم راحتك ثم راحتك دي عندي أهم حاجه فـ التوقيت دا ومفيش مشـ ـكلة لمَ أرجع مِن الشغل وأعمل الأكل لنفسي عشان أنتِ ليكي عُـ ـذرك إنما متبقيش تعـ ـبانه بـ الشكل دا وانا أجي بدل ما أكحلها أعمـ ـيها خالص ... انا مِن النهارده هتفق معاكي إتفاق جديد بس توعديني تكوني قده
حركت رأسها برفق وقالت:إتفاق إيه
مُنصف:كل يوم على تلاته العصر هتصل بيكي هتطمن عليكي وأشوفك قدرتي اليوم دا تعملي حاجه سـ ـواء كان الأكل أو غيره ولا لا لو عملتي خلاص لَكِنّ لو تعـ ـبتي ومقدرتيش تعملي حاجه يبقى انا ساعتها هاجي وأعمل أي حاجه متعملتش سـ ـواء كان أكل أو تنضـ ـيف أتفقنا
حركت رأسها برفق وأبتسمت قائلة:أتفقنا
رفع مُنصف سبّابته أمام وجهها قائلًا بتحـ ـذير:بس عالله يا شيرين تستغـ ـفليني وتكوني تعـ ـبانه وتعملي حاجه هعرف فـ ساعتها وهقـ ـلب عليكي
أتسعت أبتسامتها وحركت رأسها برفق مرة أخرى وقالت:حاضر يا مُنصف .. أوعدك
أبتسم مُنصف برضا ثم طبع قْبّلة على جبينها بهدوء، صدحت طرقات عا لية بعض الشيء على باب منزله لينهض هو بهدوء متوجهًا إليه قائلًا:جايلك يا اللي بتخـ ـبط
على رنين جرس الباب بشكلٍ مـ ـزعج ليقول مُنصف بضـ ـيق وهو يفتح الباب:مـا قـولـنـا خـلاص إيـه مـبـتـفـهـمـش
نظر إلى الطارق ليرى لؤي أمامه ينظر إليه بـ أبتسامه واسعة، رفع مُنصف حاجبه الأيمن عا ليًا وقال:تصدق إنك بني آدم مسـ ـتفز وعايز تاخد عـ ـلقة حلوة
أجابه لؤي بنبرة بارده بعد أن أستند بنصف جسده الأيمن على الجدار قائلًا:فدايا يا مُنصف
أبتسم مُنصف بتهكم واضح وقال:عشان مبتدفعش حاجه يا حبيبي فـ هتقول كدا ... خير
لؤي:سراج كلمني دلوقتي وقالي إن ليان دخلت العمـ ـليات مِن نص ساعة
ظهرت الدهشة على معالم وجهه فور أن أستمع إلى عبارته تلك ليقول:محدش عرفني ليه إنها داخلة أصلًا!
لؤي:محدش كان يعرف حتى جعفر نفسه رمزي راح هو وسراج دفعوا الفلوس وهما راحوا جهزوها على طول وهو مكانش يعرف وأظن لسه معرفش لحد دلوقتي بس أعتقد بيلا فهمت الليلة
مسح مُنصف على خصلاته إلى الخلف وقال:طب انا هدخل أغيَّر هدومي بسرعه وأروحله
لؤي:تمام هستناك عند فريد تحت متتأخرش أهم حاجه
تركه لؤي وذهب بينما أغلق مُنصف الباب وتوجه مسرعًا إلى غرفته أسفل نظرات شيرين المتعجبة التي كانت تنظر إليه بعدم فهم لتقول:إيه اللي جراله مرة واحدة كدا؟
_______________________
كانت بيلا تجلس على إحدى مقاعد الإنتظار أمام غرفة العمـ ـليات القابعة بها طفلتها منذ قرابة النصف ساعة تنتظر خروجها وبجانبها هناء التي كانت تُمسد على ظهرها برفق تُحاول طمئنتها بشتى الطرق، بينما كان جعفر يقف بـ القرب مِنهما يستند بـ ظهره على الجدار خلفه شارد الذهن وبجانبه سراج ورمزي اللذان لَم يتركانه لحظة واحدة منذ أن دلفت ليان إلى غرفة العمليات يساندانه ويقومان بـ التهوين قليلًا وطمئناته
أقترب مِنهُ سراج بخطواتٍ هادئة ثم توقف أمامه ومَدَّ يده مربتًا على ذراعه برفق قائلًا:هَونها تهون يا صاحبي
رفع جعفر رأسه برفق ونظر إليه بـ عينان حمـ ـراوتين كالد ماء لـ يُشـ ـدد سراج على ذراعه برفق قائلًا:هتخـ ـف صدقني وتقوم وتبقى زَي الفُل ... متخافش عليها انا حاسس إنها هتكون كويسه انا عُمري قولتلك حاجه وطلعت غـ ـلط
حرك جعفر رأسه نافيًا بهدوء شـ ـديد ليبتسم سراج قائلًا:بس عايزك تهدى خالص وتريَح أعصا بك شويه وأدعيلها هي محتاجه دُعاءك جدًا دلوقتي
أقترب رمزي مِنهما وتوقف بجانب سراج ووضع يده على ذراع صديقه قائلًا:أدعيلها يا صاحبي .. أهم حاجه تعملها فـ التوقيت دا الدعاء ... ثم تهدى عشان تفضل واقف على رجلك وعشان مراتك برضوا زَيها زَيك دلوقتي
حرك جعفر رأسه برفق شـ ـديد ثم نظر إليهما قليلًا قبل أن يقول:هحاول حاضر ... انا عايز أسألكم سؤال .. مين اللي د فع الفلوس
نظرا إلى بعضهما البعض ثم نظر رمزي إلى جعفر وقال بنبرة هادئة:إحنا يا جعفر .. كلنا دافـ ـعين مبلغ معيّن
سراج:مقدرناش نشوف حاجه زَي دي ومنعملش حاجه .. ليان ليها معزّة خاصة فـ قلوبنا ولازم نعمل حاجه عشانها .. قسـ ـمنا المبلغ علينا كلنا
نظر إليهما جعفر نظرة ذات معنى وقال بنبرة هادئة:انا مش عارف أقولكم إيه بصراحة ... لولاكم بعد ربنا مكانتش عملت العـ ـملية وكُنْت خسـ ـرتها بجد
ربت سراج على كتفه قائلًا بـ أبتسامه:متقولش كدا يا صاحبي إحنا معاك مهما كان
نظر إليه جعفر نظرة ذات معنى ليتفهم سراج نظرته سريعًا ويبتسم إليه مقتربًا مِنهُ معانقًا إياه قائلًا:خلا فاتنا وقت الشـ ـدة تتركن على جنب ودا واجبي ناحيتك يا صاحبي .. أنتَ أخويا يا جعفر اللي مخلفتهوش أُمي
بادلهُ جعفر عناقهِ مربتًا على ظهره دون أن يتحدث ليبتسم سراج ويُمسد على ظهرهِ برفق قائلًا:تبقى أهـ ـبل لو فاكرني هتخلى عنّك
أبتسم جعفر بخفة وشـ ـدد مِن عناقهِ إليه، أبتسم رمزي وهو يرى العلا قة بين صديقيهِ عادت كما كانت مِن قبل ومثلما أعتاد رؤيتهما مع بعضهما البعض دومًا، أبتعد جعفر بعد لحظات ثم نظر إلى رمزي وأبتسم معانقًا إياه دون أن يتحدث ليبتسم رمزي أكثر ويُربت على ظهره قائلًا:إن شاء الله هتقوم بـ السلامة وهتطمن عليها يا صاحبي تفائل شويه
حرك جعفر رأسه برفق وقال بنبرة هادئة لـ الغاية:متفائل يا صاحبي ... متفائل دايمًا
ربت رمزي على ظهرهِ عدة مرات قائلًا:وهذا هو المطلوب يا صديقي.
______________________
"تهانينا يا رفاق لقد قامت ماري بـ ربـ ـط حياتها مع حياة أديتي بدلًا مِن ليان ولذلك ما ستشعر بهِ أديتي ستعيشه ماري على الجهة الأخرى"
نظر إليه ويسلي بهدوء مريب وقال:ماذا يعني ذاكَ .. ماري ألقـ ـت التعو يذة إذًا
حرك ڤيكتور رأسه برفق وقال:ألقـ ـتها ظنًا مِنها أن الد ماء تخص ليان وليست أديتي ولذلك لقد تبدل كل شيء الفتاة بخير وأديتي لا
زفـ ـر ويسلي بقـ ـوة ومسح على خصلاته إلى الخلف قائلًا بغـ ـضب:اللعـ ـنة يا ماري
نظر ڤيكتور إليهم جميعًا ليسمع إيميلي تقول:يا رفاق لقد رأيتُ شيئًا عجيبًا الآن
نظروا إليها جميعًا لتنظر إليهم هي قائلة:لقد قام زاكش بـ تبديل الد ماء .. عندما ها جمناه في المستشفى قام بتبديل زجاجة الد ماء خاصته .. لقد أعطانا الزجاجة الصحيحة بـ الفعل بينما أخذ هو الخاصة بـ أديتي .. لقد رأيتُ ذلك الآن
نظر إليها كيڤن وقال:ولِمَ سيفعل ذلك
رفعت كتفيها إلى الأعلى قليلًا ثم قالت بجـ ـهل:لا أعلم ما هو الغرض مِن ذلك ولَكِنّ ما حدث يؤكد لنا أنه لَم يكن ينتوي أذ ية ليان البتة .. كان يقوم بخد اع ماري
نظروا جميعهم إلى بعضهم البعض بهدوء شـ ـديد وتر قب، بينما تحدث ويسلي بغضـ ـب شـ ـديد قائلًا:هذا لا يعنيني إن لَم تَعُد أديتي إلى طبيعتها مثلما كانت في سابق عهـ ـدها سأقـ ـتله وأقتـ ـلها معهُ سأقوم بتد مير مملـ ـكتكم الحـ ـقيرة تلك
تركهم فور أن أنهى حديثه وذهب والغـ ـضب يعتلي معالم وجهه، نظرت إليه كاثرين وقالت بنبرة هادئة:أُشفـ ـق عليه بشـ ـدة يا رفاق
نظرت إيميلي إلى ڤيكتور نظرة ذات معنى ليتحرك ڤيكتور تاركًا المكان إليهم أسفل نظراتها الهادئة، توقف ڤيكتور يبحث عنهُ بعيناه في كل مكان حتى رآه يجلس على صخرة ضخـ ـمة بعض الشيء والمطلة على بحيـ ـرة كبيرة
شـ ـد خطواته إليه بهدوء بينما كان ويسلي يضع يديه على رأسه وينظر إلى الأرض بشرود، جلس ڤيكتور بجانبهِ بهدوء وأتكـ ـئ بمرفقيه على فخـ ـذيه قائلًا بنبرة هادئة:أعلم أنكَ تُحبّها .. كان هذا واضحًا وضوح الشمس أمام الجميع في الداخل ... ولَكِنّ ويسلي الغـ ـضب ليس حلًّا مناسبًا في تلك الأوقات العصـ ـيبة ففي مثل هذه المواقف نحتاج إلى الهدوء حتى نُفكر جيدًا فيما سنفعلهُ عدم سيـ ـطرتكَ على غضـ ـبكَ في مثل هذه المواقف خـ ـطأ كبير سيجعلك تخسـ ـر الكثير يا صديقي وأولهم الشيء الذي تُحـ ـارب مِن أجلهِ .. نحن حتى الآن لا نعلم لِمَ فعل زاكش هذا ولَكِنّ سنعلم عمَّ قريب وحينها سنرى هذا الحدث بشكلٍ آخر غير الذي رأيناه عليه أول مرة
مَد يده وربت على فخـ ـذه قائلًا:أهدأ يا صديقي .. ستكون بخير صدقني أنا أشعر بذلك وسنُفكر كيف ننقـ ـذها مِن هذه الكا رثة .. سنجد الحل قريبًا وستكون بخير يجب أن تكون هُناكَ طريقةٍ ما لـ إبطـ ـال هذه التعو يذة
ربت على كتفه برفق وقال:سنجد الحلّ صدقني
_____________________
كان جعفر يجلس قرابة الساعتين أمام غرفة العمـ ـليات ومعه بيلا وعائلتهم ينتظرون خروج الطبيب وطمئنتهم حتى تهـ ـدأ قلوبهم ويكُف عقلهم عن التفكير في العديد والعديد مِن الأفكار السـ ـوداء
أقترب فتحي مِنهم بهدوء لينظر إليه لؤي ويعقد ما بين حاجبيه وهو لا يُصدق ما يراه، نظر إلى رمزي ومُنصف اللذان كانا ينظران إليه كذلك بذهول وتر قب شـ ـديد، توقف أمام جعفر قائلًا:أزيك يا جعفر
رفع جعفر رأسه برفق ينظر إليه بهدوء لينهض ويقف أمامه دون أن يتحدث، بينما نظرت إليه بيلا التي كانت ساكنة بعد أن قاموا بتهدئتها لبعض الوقت بسبب هلـ ـعها على طفلتها، نظر إليه فتحي وقال:انا عارف إنك هتستغرب انا جاي ليه وبسأل على بنتك .. بس في الحقيقة الخلا فات اللي بينا تتركن على جنب فـ حضرة موقف صـ ـعب زَي دا .. عرفت مؤ خرًا مِن كلام الناس وقولت أجيلك بنفسي أتطمن على بنتك
أبتـ ـلع جعفر غصته بهدوء وقطـ ـع هذا الصمت الذي دام لدقائق معدودة بعد أن أنهى فتحي حديثه قائلًا بنبرة هادئة:شكرًا يا فتحي على سؤالك ... مكانش لُه لزوم
فتحي:أزاي بس ملهوش لزوم أومال الجيران لبعضيها أزاي ... انا عارف إنك مستغرب مِن تغيُري المفاجئ دا بس انا حابب أفتح معاك صفحة جديدة وننسىٰ كل اللي فات ... كفاية لحد كدا
أبتسم جعفر بجانبية وقال:أنتَ اللي بتقول كدا يا فتحي
أبتسم فتحي وقال:أيوه يا جعفر .. وبكامل قو اي العقـ ـلية كمان .. انا كُنْت غـ ـلط مِن الأول وكُنْت أنا ني وعايز أي حاجه تكون ليا وكُنْت عد واني أوي وبحبّ أعمل مشا كل كتير وأو قع الدنيا فـ بعض ... وياما عا ديتَك وياما جيت عليك وأتهـ ـمتك بـ حاجات أنتَ مَلَكش علا قة بيها .. انا مُعترف بكل دا وآه عملت كدا وند مان على اللي عملته وعشان كدا جايلك وبقولك حقك عليا ومش عايزك تكون شا يل مِني فات سنين على عد اوتنا اللي مش عارفلها نهاية وعشان كدا انا جاي دلوقتي وبقولك سامحني مش عايزك تكون شا يل مِني أو جواك حاجه ليا كلنا بنغـ ـلط وبنتعلم مِن غـ ـلطنا وانا أتعلمت كتير أوي عشان غـ ـلطي مكانش هَين ... ننهي خلا فاتنا ونبدأ صفحة جديدة مع بعض ونكون صحاب
ربت جعفر على ذراعه برفق وأبتسم قائلًا:إنك تكون فوقت فـ الوقت المناسب وتعترف بـ غـ ـلطك أحسن بكتير مِن إنك تطلب مِني نكون صحاب ... كفا رة يا فتحي
أبتسم فتحي وقال:لا الاتنين عندي مُهمين يا جعفر ... انا بقالي شهر عايز أخد الخطوة دي ومتر دد أوي .. بس وقتها جه خلاص
نظر إليه بنفس الأبتسامه وعانقه قائلًا:حمدلله على السلامة يا فتحي
أبتسم فتحي وبادله عناقهِ مربتًا على ظهره قائلًا:حبيبي يا صاحبي
نظرت بيلا إلى هناء التي كانت تجلس بجانبها لتبتسم إليها ممسدةً على ذراعها برفق، أبتسمت بيلا بخفة إليها ثم نظرت إلى جعفر مرة أخرى، لحظات وأبتعد جعفر عنهُ لينظر فتحي إلى لؤي وأصدقاء جعفر قائلًا:خلا في مع جعفر خلص ومعاه خلا في معاكم أنتوا كمان ... مش عايزكم تكونوا شا يلين مِني انا عايز كله يكون صافي مِن جواه ليا ومفيش أي تا تش حتى لو كان صغير حتى
أجابهُ رمزي بنبرة هادئة وهو ينظر إليه قائلًا:انا مكانش فيه بيني وبينك حاجه عشان تخلّيني أشيـ ـل مِنك يا فتحي
أبتسم إليه فتحي ثم نظر إلى لؤي قائلًا:عد وانيتي كانت أكتريتها لـ جعفر ولؤي ... متزعلش مِني يا لؤي وسامحني ... سامحوني كلكم
تحدث جعفر بنبرة جا دة وهو ير مقهم بطرف عينه قائلًا:سامحوك فـ التوقيت اللي انا سامحتك فيه يا فتحي أتطمن ... محدش شا يل مِنك وكلنا متراضيين
مُنصف:طالما أدى كلمة يبقى محدش يقدر يعا رضه وانا مسامح
نظر جعفر إلى سراج الذي كان غير راضٍ عمَّ يحدث ولَكِنّهُ سامحهُ في الأخير، نظر إلى لؤي أخيرًا والذي قال:انا قولتلك إني معاك فـ أي حاجه مهما كانت إيه هي
أبتسم جعفر برضا وقال:كدا فُل أوي مبروك يا فتحي عملت المستحيل
ضحك فتحي بخفة وقال:عندك حق
وضع جعفر يده على كتف فتحي وقال:تعالى عايزك
سار فتحي معهُ بـ الفعل أسفل نظرات أصدقائه المتعجبة والمتسائلة أيضًا عن السبب الذي يريده إليه، وقف جعفر بعيدًا عن أصدقائه ووقف فتحي أمامه عاقدًا ما بين حاجبيه قائلًا بتساؤل:خير يا جعفر في إيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه جعفر ومسح على خصلاته إلى الخلف وقال بنبرة هادئة:عايزك فـ حوار
فتحي:قول يا جدع انا رقـ ـبتي سدّاده
أخذ جعفر نفسًا عميقًا ثم زفره وقال:كُنْت عايزك تراقـ ـبلي حديده
عقد فتحي ما بين حاجبيه مرة أخرى وقال متعجبًا:حديده .. أشمعنى
جعفر بجدية:حوار طويل حركاته كترت الفترة دي ونَوَ شه في الحارة زاد
فتحي بتعجب:حديده ... أنتَ متأكد!!!!!!!!!!!!!!!!!!
جعفر بتـ ـرقب:مالك .. أنتَ عارف حاجه ولا إيه
فتحي:حديده بقى غريب أوي الفترة دي ... خروجاته زادت وبيقعد مع عصفورة كتير وبقوا أحباب فجأة وزَي السمنة على العسل
عقد جعفر ما بين حاجبيه وقال بتعجب:حديده مع عصفورة .. أنتَ متأكد!!!!!!!!!
فتحي بصدق:أقسم بالله زَي ما بقولك كدا .. وبعدين انا مبرتاحش لقعدتهم مع بعض نهائي بحس إن وراها حاجه مش صح مصـ ـيبة بمعنى أصح
صمت جعفر قليلًا قبل أن يقول مرة أخرى:طب عايزك تراقـ ـبهولي وتعرفلي الحوار إيه مِن غير ما حدّ يشُـ ـك فيك يا فتحي
أبتسم فتحي وقال:عيـ ـب عليك ... دا انا فتحي الجـ ـزار يا بلطجي
أبتسم جعفر وقال:هثـ ـق فيك مع إن دا فـ حدّ ذاته صعـ ـب
فتحي:وانا هكون قد الثـ ـقة دي يا صاحبي
_______________________
"في المساء"
دلف فتحي إلى محله حيثما كان فتوح جالسًا على مقعد المكتب يتكـ ـئ بمرفقيه على سطح المكتب ينظر إليه نظرة ذات معنى، أقترب مِن إحدى الصناديق يتفحـ ـصها أسفل نظرات فتوح إليه
لحظات مِن الصمت دامت لحظات ليقطـ ـعها فتوح بقوله:كُنْت فين يا فتحي مِن الصبح
أجابه فتحي بهدوء قائلًا:مشوار
فتوح:ويا ترى بقى المشوار دا يستاهل أوي كدا
فتحي ببرود:آه يستاهل
أستند فتوح بـ ظهره على ظهر المقعد الذي يجلس عليه ووضع قدمه على سطح المكتب قائلًا:روحت وصالحت جعفر
ألتفت فتحي إليه ينظر إليه بتـ ـرقب قائلًا:عرفت منين
فتوح:يعني حصل
أنهى حديثه ونهض أسفل نظرات فتحي المتر قبة إليه قائلًا:حلوة معا هدة الصُلح اللي تمت دي
فتحي بهدوء:عرفت منين
فتوح:عرفت زَي ما عرفت
فتحي بحـ ـدة:يعني بتراقبني
فتوح بحـ ـدة مماثلة:آه يا فتحي برا قبك ... نظراتك لـ جعفر الفترة اللي فاتت دي مكانتش مر يحاني وعمال أكـ ـدب نفسي بس لا ... أكتشفت إني مينفعش أكـ ـدب نفسي فـ حاجه تجاهك خصوصًا لو كانت مع جعفر يا فتحي
ترك فتحي ما كان يفعله وأقترب مِنهً أسفل نظرات الآخر الحا دة إليه بهدوء ليقف أمامه ينظر إليه نظرة ذات معنى قائلًا:عايز إيه يا فتوح مِن الآخر ... آن الأوان إني أصـ ـلح علاقتي معاه .. كفاية عد اوة لحد هنا
ضحك فتوح عا ليًا وقال بسخـ ـرية لاذ عة:المفروض أصدقك صح ... بس للأسف يا خويا مش هعرف ... أنت مبقتش فتحي اللي أعرفه يا فتحي .. ضحك عليك ولحـ ـس مخك بالسهولة دي
صاح بهِ فتحي بغـ ـضب وقال:انا محدش ضحك عليا ولا أستـ ـغلني يا فتوح .. فتحي الجـ ـزار بيعمل اللي هو عايزُه واللي على كيفه .. محدش بيتحـ ـكم فيا ولا بيمشـ ـيني على مزاجه وانا رايحله بكيـ ـفي وبكامل قو اي العقـ ـلية ... كل واحد حُر يا فتوح يا خويا انا عايز أصفـ ـي عد اوتي معاه دي حاجه تخـ ـصني انا إنما أنتَ انا مليش علا قة دي حاجه بتاعتك أنتَ ... آن الأوان نكبر ونعقل شويه بقى
ضحك فتوح بسخـ ـرية واضحة ردّاً على حديث فتحي إليه بينما كان فتحي ينظر إليه بحـ ـدة دون أن يتحدث، بعد لحظات هدأ فتوح ونظر إليه مبتسمًا وقال:مش بقولك لحـ ـس مخك يا فتحي .. عمومًا تمام دي حاجه تخـ ـصك فعلًا وانا مليش علا قة بيها بس متجيش تحا سبني على عد اوتي معاه بعد كدا وتلو مني .. عشان ساعتها هنسى إنك أخويا يا فتحي وهنز عل مِن بعض أوي ساعتها
أنهـ ـى حديثه ثم تركه وذهب، ألتفت فتحي ينظر إلى أثره بمعالم وجه جا دة وصار مة، نظر فتحي أمامه وهو يُفكر في حديث أخيه إليه ليجلس على المقعد وهو يقول:ماشي يا فتوح ... أنتَ اللي بدأت والبادي أظـ ـلم
______________________
خرجت نورا مِن باب بِنْايتها وهي تحمل صغيرتها لتنظر إليها ثُريا قائلة:نورا
نظرت إليها نورا وأقتربت مِنها قائلة:نعم يا ماما
ثُريا:إيه يا بنتي رايحة فين كدا
نورا:رايحة أزور ماما قبل دخلة رمضان
ثُريا بتـ ـرقب:لوحدك
نورا:آه
ثُريا:لا أستني أكلم حسن ييجي يوصلك
نورا:خلّيه يا ماما مش عايزه أعطـ ـله عن شغله
ثُريا بجدية:شغل إيه أستني بس
وضعت الهاتف على أذنها وأنتظرت لحظات ثم قالت:الو أيوه يا حسن أنتَ فين ... مراتك عايزه تزور أمها ورايحة لوحدها ... يعني إيه سيبيها دي هتروح لوحدها بليل كدا وأنتَ فين ... بقولك إيه تسيب اللي فـ أيدك وتيجي حالًا توصل مراتك وتزور حماتك وتجيبها وتيجي سامع .. يلا متتأ خرش هتقعد تستناك معايا فـ المحل تحت .. مع السلامة
أغـ ـلقت معه وأشارت إليها قائلة:أقعدي يا نورا حسن جاي دلوقتي
جلست نورا على المقعد قائلة:كُنْتي سبتيه يا ماما طالما مشغـ ـول وانا كُنْت روحت وجيت
ثُريا:تروحي وتيجي فين لوحدك يا بت أنتِ عبـ ـيطة أخـ ـاف عليكي حدّ يضا يقك كدا ولا كدا اللي بيعمله مش هيطـ ـير يعني الأهم أنتِ
أبتسمت نورا قائلة:تعرفي يا ماما ... انا كُنْت متخيلة إنك هتكوني حما حما بقى وشـ ـديده والكلام دا كله يعني زَي ما بيقولوا شغـ ـل الحمـ ـوات بس لقيتك عكس كدا خالص ولقيتك طيبة وبتخا في عليا
جلست ثُريا على المقعد خاصتها وأبتسمت قائلة:طبعًا يا بت دا أنتِ بنتي مش مرات أبني
أبتسمت نورا إليها ولَم تتحدث لتنظر إلى صغيرتها التي أستيقظت مؤخرًا، دلف حسن إلى محل والدته بعد مرور الوقت قائلًا:سلام عليكم
نظرت إليه كلًا مِن والدته وزوجته لتردا عليه السلام وتتحدث والدته قائلة:كل دا يا حسن انا مش قولتلك متتأخرش
أنحنى حسن بجـ ـذعه ينظر إلى صغيرته التي كانت تنظر إليه طابعًا قْبّلة على يدها الصغيرة قائلًا:كُنْت عند جعفر بتطمن على ليان
ثُريا بتساؤل:هي خرجت مِن العمـ ـليات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حسن:آه
ثُريا بتـ ـرقب:طب هي عامله إيه دلوقتي يا حسن
أعتدل حسن في وقفته ونظر إليها قائلًا:دخلت العنا ية المركزة
ظهر الهـ ـلع على معالم وجهها ونبرة صوتها حينما قالت:ليه
حسن بهدوء:لازم تدخل يا أمي
ثُريا بتساؤل:وجعفر أخباره إيه دلوقتي
حسن:أحسن الحمد لله لمَ شافها وأتطمن عليها هدي شويه
زفـ ـرت ثُريا بهدوء وقالت:الحمد لله .. ربنا يطمنه عليها وتقوم بالسلامة
أنحنى بجـ ـذعه مرة أخرى وحملَ صغيرته ضاممًا إياها إلى أحضانه قائلًا:يلا يا نورا
نهضت نورا قائلة:يلا
نظر إلى ثُريا التي قالت بتحـ ـذير:تخلّي بالك مِنها وعينك عليها ولو أحتاجت حاجه تجيبهالها على طول متقولهاش لا
أبتسم حسن وقال بعد أن نظر إليها:مِن غير ما تقولي يا ثُريا واللهِ
ثُريا:انا بأكد عليك بس لحسن تنسى
أخذ حسن نورا وذهبا أسفل نظرات ثُريا التي كانت تنظر إليهما قائلة:ربنا معاكم ويجعل لكم في كل خطوة سلامة ويكفيكم شـ ـر الطريق يارب
____________________
"يا بنتي كفاية كدا هتتعـ ـبي"
أبتسمت تسنيم قائلة:ولا تعـ ـب ولا حاجه يا ماما
زفـ ـرت والدة رمزي قائلة:خلاص كدا حلو أوي سيبي كل حاجه بقى وتعالي أقعدي
تسنيم:حاضر بس ثواني
نظرت إلى ما تفعله لتقول:يا بنتي أسمعي الكلام بقى
دلف رمزي في هذه اللحظات قائلًا:سلام عليكم يا أهل الدار
نظرت إليه والدته قائلة:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تعالى يا رمزي شوفت مراتك اللي وجـ ـعتلي قلبي
أغـ ـلق رمزي الباب خلفه وأقترب مِنها قائلًا:مالها تسنيم عملتلك إيه
تحدثت والدته قائلة:عمالة أقولها مِن الصبح يا بنتي أقعدي كفاية تنضـ ـيف هتتعـ ـبي وأنتِ حامل مفيش فايدة
تحدثت تسنيم وهي تُرتب الأغراض قائلة:بنضـ ـفلك البيت
نظرت إليها والدته وقالت:يا بنتي خايفه عليكي قولها يا رمزي
ربت رمزي على ذراعها برفق وقال:متخا فيش يا ماما محصلش حاجه يا حبيبتي وبعدين تسنيم متعودة حتى على كدا فوق أهم حاجه متعملش حاجات كتير مرهـ ـقة بس إنما كل دا عادي
نظرت إليه والدته وقالت:يا ابني دي مِن الصبح تخلص الأكل تروح مرو قة الشقة تخلص الشقة تنشـ ـر الغسيل وتشيـ ـل غيره مقعدتش مِن الصبح حتى تاخد نفسها انا خايفه عليها
طبع رمزي قْبّلة أعلى رأسها وقال:خلاص يا حبيبتي انا هتكلم معاها متخا فيش
نظر إلى تسنيم وقال:خلاص يا تسنيم كفاية وأقعدي
نظرت إليه تسنيم لترى نظرة هادئة مِنهُ لتترك ما كانت تفعله وتجلس بـ القرب مِنهما، نظرت إليها والدته وقالت:قومي تعالي جنبي هنا
نهضت تسنيم بالفعل وأقتربت مِنها وجلست بجانبها لتضمها والدته إلى أحضانها قائلة:انا خا يفه عليكي واللهِ أنتِ مِن الصبح مقعدتيش يا تسنيم وكدا غـ ـلط يا حبيبتي
أبتسمت تسنيم وقالت:عارفه يا ماما وانا أكيد مش هزعـ ـل عشان خا يفه عليا
طبعت والدته قْبّلة على رأسها وقالت:حبيبتي يا تسنيم أنتِ بنتي اللي مخلـ ـفتهاش
أبتسم رمزي ونهض قائلًا:انا هدخل أرتاح شويه يا أمي
نظرت إليه والدته قائلة:مش هتتغدى الأول
حرك رأسه نافيًا وقال بنبرة ناعسة:لا انا جـ ـعان نوم مش قادر
تحدثت والدته قائلة:طيب خش أرتاح يا حبيبي شويه شكلك مـ ـرهق
ذهب رمزي إلى غرفته بينما أبتعدت تسنيم عنها ونظرت إليها عندما سمعتها تقول:قومي روحي لجوزك يلا وانا هدخل أرتاح فـ أوضتي شويه
دلفت تسنيم إلى غرفة رمزي وأغـ ـلقت الباب خلفها ونظرت إليه لتراه يستعد إلى النوم، أقتربت مِنهُ بهدوء حتى وقفت بجانبهِ وقالت:هتنام
تثائب رمزي وقال:آه مش قادر بصراحة اليوم كان طويل ومُـ ـرهق
حركت رأسها برفق ولَم تتحدث بينما صدح رنين هاتفه عاليًا لينظر إليه ويأخذه مجيبًا على المتصل قائلًا:سلام عليكم ... أيوه انا الشيخ رمزي مين معايا ... أهلًا وسهلًا بحضرتك .. الله يكرمك .. آه بإذن الله الأسبوع دا ناويين نعمل صدقة جارية وحملة إطعام ... لا مش شرط مبلغ معين اللي تقدر عليه ... تمام انا موجود على طول هناك تنور فـ أي وقت .. وعليكم السلام
أغـ ـلق مع المتصل ثم ترك هاتفه واستلقى على الفراش قائلًا:هريح شويه يا تسنيم
حركت تسنيم رأسها برفق وقالت:ماشي
جلست تسنيم بجانبهِ بهدوء ثم أخذت هاتفها ونظرت بهِ بهدوء.
_____________________
"في اليوم التالي"
عاد جعفر إلى حارته والنعاس يسيطر على عينيه، أوقفه لؤي قائلًا:جـعـفـر
توقف جعفر والتفت ينظر إليه ليقترب مِنهُ لؤي قائلًا:حمدلله على سلامتك يا صاحبي
أبتسم جعفر وقال:الله يسلمك يا صاحبي
لؤي:طمني على بنتك
جعفر:كويسه الحمد لله خرجت الصبح مِن العنا ية المركزة والدكتور طمني عليها وهتفوق فـ أي وقت
أبتسم لؤي وقال:الحمد لله يا حبيبي حمدلله على سلامتها
أبتسم جعفر وقال:الله يسلمك يا صاحبي
لؤي:أنتَ راجع ولا إيه
مسح جعفر على وجهه وقال:آه قولت أجي أرتاح شويه وأخد شاور حاسس إني عفـ ـنت
ضحك لؤي بخفة وقال:فعلَا ريـ ـحتك طا لعه والموضوع صـ ـعب أوي
رمقه جعفر بحـ ـقد ليضحك لؤي مرة أخرى قائلًا:بمزح معاك يا ولد
وكـ ـزه لؤي قائلًا بمرح:يا واد مالك بقيت قفـ ـوش كدا ليه بهزر يخـ ـربيتك
أشاح جعفر بيده قائلًا بعدم إكتراث:يا عم بقى مش فايقلك أقسم بالله
ضحك لؤي وقال:خلاص أطلع مش هر خم عليك
تركه جعفر وذهب إلى بِنْايته بينما تذكر لؤي شيئًا هامًا لينظر إليه قائلًا بنبرة عا لية:يـا جـعـفـر هـات عـشـريـن جـنـيـه فـلـوس الـزيـنـه
دلف جعفر إلى منزله وأغـ ـلق الباب خلفه ثم ترك مفتاح منزله على سطح الطاولة ودلف إلى غرفته نا زعًا معطفهِ ملقـ ـيًا إياه بإهـ ـمال ثم أتجه إلى المرحاض
خرج بعد مرور الوقت وهو يجفف خصلاته سريعًا، سَمِعَ رنين جرس المنزل يعلو في الخارج، فتح الباب ليرى سمير جاره أمامه، نظر إليه جعفر بينما قال سمير:أزيك يا جعفر
جعفر بهدوء:كويس الحمد لله .. أدخل
سمير:لا انا جيت أتطمن على بنتك .. صابرين شافتك طالع بالصدفة فـ قالتلي قولت أجيلك على طول قبل ما أروح الشغل أتطمن عليها وعليك
أبتـ ـلع جعفر غصته بهدوء وقال:الحمد لله كُنْا فين وبقينا فين
سمير:الحمد لله كله خير يا جعفر الله أعلم لو مكانش دا حصل كان إيه حصل ... كل حاجه بتحصلنا بتكون خير وبتكشفلنا حاجات إحنا كُنْا فـ غفـ ـلة عنها
جعفر بهدوء:عندك حق .. طمني عليك وعلى الولاد
سمير:بخير الحمد لله .. كُنْت عايز أكلمك فـ موضوع كدا لو رايق تمام
أشار إليه جعفر قائلًا:تعالى
جلس سمير على المقعد وجلس جعفر أمامه بهدوء وقال:تشرب إيه الأول
سمير:لا تسلم لسه شارب قهوة عشان أعمل دماغ لـ صـ ـداع الشغل
أبتسم جعفر وقال:لـ الدرجة دي
سمير:وأكتر مِن كدا وحياتك أنتَ متعرفش حاجه دا مهرجان يا عم عايز واحد دماغه تقيـ ـله وانا مش بتاع الكلام دا انا بتخـ ـنق بسرعه ... قولي مدورتش على شغل
أبتـ ـلع جعفر غصته بهدوء وقال:لا .. أغلبهم محتاج شهادة وأنتَ عارف
سمير:طب مدورتش على أي شغل مش محتاج شهادة ليه
جعفر:دورت بس مرتباتهم مش كويسه خالص .. مفيش حدّ بيعيش بـ ألف ونص دلوقتي يا سمير وخصوصًا لو فيه أطفال صعـ ـب ... مش عارف أعمل إيه بجد تعـ ـبت مِن الحوار دا
سمير:أنتَ مش كُنْت بتشتغل فـ شركة برضوا
جعفر:سيبتها ... لأسباب كتير مقدرتش أكمل فيها بسببها
زفـ ـر سمير بهدوء ثم قال:طب بقولك إيه انا سمعت حدّ مِن صحابي يعني محتاج موظفين وبمرتب كويس وشركة محترمة ماشيه بـ سيستم معين ومِن غير شهادة كمان
جعفر بإهتمام:حلو أوي شركة إيه
سمير:شركة برفانات رجالي شغل عا لي ومرتبات حلوة ومضمونة صاحبها يبقى عم صاحبي وكان قايلي مِن فترة إنهم محتاجين موظفين جُدد بدل اللي مشيوا إيه رأيك
دام الصمت بينهما قليلًا قبل أن يقول جعفر بهدوء:حلو .. أديني مُهـ ـلة أفكر وأرد عليك بعدها
أبتسم سمير وقال:تمام بس متتأخرش أهم حاجه عشان تلحقها
___________________
كانت بيلا تجلس أمام غرفة صغيرتها بهدوء شاردة الذهن وحيدة بعد أن رحلت والدتها لتأخذ قسطًا مِن الراحة، صدح رنين هاتفها يعلنها عن أتصال هاتفي، نظرت إليه لترى رقمًا مجـ ـهولًا، أجابت على المتصل قائلة بنبرة هادئة:الو
"بيلا فارس عوض معايا مش كدا !"
عقدت بيلا ما بين حاجبيها وقالت:أيوه انا مين حضرتك
"انا يوستينا ثروت انا مِن طرف خالد العميل اللي عملتيله ديكور شقته"
بيلا بهدوء:أهلًا بحضرتك
أبتسمت يوستينا وقالت:أهلًا بيكي انا أتفرجت على شغلك على الطبيعة وعلى البيدچ بتاعتك اللي على الفيس بوك والأنستجرام وحقيقي انا مبهورة بشغلك وكل ما أحبّ ديكور وأختاره ألاقي الأحلى مِنه لحد ما أحتارت مِن جمالهم كلهم حقيقي أنتِ شاطرة جدًا وشغلك تحفة انا حقيقي مبهورة بيكي
أبتسمت بيلا وقالت:شكرًا ليكي بجد كلامك فرحني ومبسوطه إنه عجبك
يوستينا:بصراحة انا كُنْت عايزه أغيَّر ديكور شقتي ومكتبي ولمَ خالد قالي عليكي وشوفت شغلك قولت محدش هيعملهم غيرك ومترددتش لحظة وخدت رقمك مِنه وقولت أكلمك وأشوف السيستم بتاعك إيه
بيلا:مفيش مشـ ـكلة انا بس عندي ظـ ـروف دلوقتي وموقفة شغل لحين تتحسن شويه فـ دلوقتي مش هعرف خالص أشتغل
يوستينا:آه خالد قالي ومش مشـ ـكلة وقت ما ظـ ـروفك تتحسن وترجعي تاني بلـ ـغيني انا مصدقت لقيت مصممة ديكور شاطره زَيك يا بيلا
أبتسمت بيلا وقالت:أكيد هبـ ـلغ حضرتك أول ما أرجع تاني إن شاء الله وشكرًا على كلامك وثقـ ـتك وإن شاء الله أكون قد ثقـ ـتك
أنهـ ـت المكالمة معها ثم تركت هاتفها مرة أخرى ورأت بشير يقترب مِنها لتنظر إليه وتعتدل في جلستها، طبع قْبّلة على رأسها وقال:صباح الجمال يا حلو يا مسمسم أنتَ
جلس بجانبها لتنظر إليه مبتسمة قائلة:صباح الفُل يا حبيبي عامل إيه
أبتسم بشير وقال:بخير الحمد لله يا حبيبتي ... طمنيني عليكي وعلى ليان
بيلا:الحمد لله بخير
بشير:مفيش جديد
حركت رأسها نافيةً وقالت:لسه يا بشير أدعيلها
بشير:مببطلش دُعا يا بيلا واللهِ ... أبشري خير إن شاء الله ... انا قولت أجي أتطمن عليكي وأقعد معاكي شويه
نظرت بيلا إلى هاتفها الذي أُنير لترى تاريخ اليوم لتقول بعد أن تذكرت زيارة والدها:ميعاد الزيارة
عقد بشير ما بين حاجبيه ونظر إليها قائلًا بتعجب:زيارة إيه
نظرت إليه بيلا وقالت:زيارة بابا ... المفروض أروحله
بشير:لا مش فاهم تروحيله ليه
بيلا:دا موضوع يطول شرحه يا بشير هقولك بعدين
____________________
كان يجلس مرتديًا ملابس السجـ ـن ينتظر قدومها وهو ينظر إلى الباب مِن الحين إلى الآخر وهو يشعر بنبـ ـضات قلبه التي كانت تتعا لى كل دقيقة خيـ ـفةً أن لا تأتي، ظل نظره مثبتًا على الباب لبعض الوقت حتى رأها تدلف رفقة جعفر لتتـ ـهلل أساريره فرحةً بقدومها وتلبية طلبه بعد أن كان قد بدء يفـ ـقد الأمل
نهض فارس وهو ينظر إليها بـ عينين دامعتان يريد أن يضمها إلى أحضانه، أن يستشعر بهذا الدفء الذي حَـ ـرِمَ نفسه مِنه عمدًا، ولَكِنّ لَم يتحقق ذلك ليرى بيلا تجلس على المقعد المقابل إليه بهدوء دون أن تنظر إليه أو تتحدث لتتلا شى تلك الأحلام الورية سريعًا
جلس مرة أخرى بينما جلس جعفر بجانب بيلا التي أصّرت على مجاورته إليها، نظر إليها فارس وأبتسم قائلًا:أزيك يا بيلا
تحدثت بيلا دون أن تنظر إلى وجهه قائلة بنبرة جا فة:قول اللي عايز تقوله على طول لو سمحت عشان أمشي
شعر فارس بـ الحـ ـزن ليقول:يــــاه يا بيلا .. لـ الدرجة دي
بيلا بجـ ـمود:بسرعة بعد إذنك ... ورايا حاجات تانيه مهمة لازم أعملها .. كان فـ إيدي أر فض زيارتك بس انا مبكـ ـسرش خا طر حدّ .. مع إن الحدّ دا تحديدًا هـ ـان عليه خا طري وكسـ ـره ألف حتة
شعر فارس بـ الحـ ـزن الشـ ـديد وهو ينظر إليها بينما أدمعت هي عينيها لتُكمل حديثها قائلة:كسـ ـرتني كسـ ـرة وحـ ـشة أوي عُمري ما كُنْت أتخيلها مِنك ... كُنْت عايز تجوزني لواحد أكبر مِني بـ تَمَن سنين ... لمجرد إنه لعـ ـب فـ دماغك وقالك كلام أهـ ـبل أي أب عاقل وواثـ ـق فـ بنته مس هيصدقه .. كُنْت عايز تجوزني واحد مبحـ ـبهوش أتقدم مرة ورفـ ـضته عشان مش حـ ـبّاه ولا قبـ ـلاه .. قولتلي وقتها الحُبّ مش كل حاجه يا بيلا وفي حاجات تانيه أهم والحُبّ بييجي بعد الجواز .. بسببك أتجبـ ـرت على حاجات كتير عشان أبعـ ـد عنك وأكون فـ أمان .. بهـ ـرب مِن الشخص اللي المفروض يكون داري وأماني تَخَيَل ... هـ ـربت وبعدها أتجوزت الراجـ ـل اللي هـ ـربني مِنك وكان أحنّ عليا مِنك .. الراجل اللي هـ ـربت معاه دا وكان خا يف عليا أكتر مِن نفسه وعمل المستـ ـحيل عشاني حافظ على ثقـ ـتي فيه أكتر ما حافظت عليها أنتَ ... دا انا مَكُنْتش حـ ـبّاه آه كان قدامي على طول وبيتمنالي الرضا أرضى بس حاولت أديه فرصة وأجرب أحـ ـبّه ... دلوقتي مبقتش قا درة أعيش مِن غيره ... بقى النَفَـ ـس اللي بتنفـ ـسه وعشان هو طيب وراجـ ـل بجد وحافظ على مشاعري وأحترم رغـ ـبتي حبّيته .. عكس الراجـ ـل اللي عملت معايا المستـ ـحيل عشان تجوزهولي الاتنين ميتحـ ـطوش فـ مقارنة مع بعض أصلًا عشان مينفعش يتقارنوا ببعض ... جنة جعفر ولا نا ر فتحي ... وبرضوا مسكتش وعملتله مشا كل وشو هت سُمـ ـعته قدام الناس كلها وقدام بنته وبرضوا كان بيسكوت عشان خا طري ... أنتَ كُنْت بتعمل كدا ليه إيه الغرض مِن كل دا قولي ... د مرت حياتنا كلنا دا حتى بشير اللي مَكُنْتش أعرف عنه حاجه غير لمَ جالي البيت وحكالي كل حاجه مسلمش مِن جحـ ـودك عليه ... خَبيت علينا إن لينا أخ صغير وحتى كايلا ... توأمتي اللي بدعي كل يوم لربنا وأعيط على سجادة الصلاة إنها ترجع على مدار التسع سنين كانت كل السنين دي فـ غيـ ـبوبة بسببك ... عملت فيها إيه وعملت فينا إيه وأستفادت إيه ... أنتَ د مرتنا كلنا بدون أستثناء .. كُنْت بتعا ير جوزي فـ الرايحة والجايه وتنصـ ـحه بـ نصا يح أنتَ نفسك مبتعملش بيها ورايح تتجوز سميحة اللي مِن دور بنتك .. أنتَ خلاص وصلت بيك إن مبقاش فارق معاك أي حاجه وروحت سَخَـ ـنت خالي على أمي وعلى جوزي اللي أتهـ ـان برضوا مِنه وسكت عشاني .. وحليم اللي أنتَ برضوا عارف إني مبحـ ـبهوش رايح تخـ ـربها أكتر وتو همه إني بحبّه وانا على ذ مة راجـ ـل .. أنتَ إيه .. مفيش حدّ عاقل بيعمل اللي بتعمله دا حـ ـرام عليك
أنهـ ـت حديثها ودموعها السا خنة تأخذ خطًا على وجـ ـنتيها وهي تنظر إليه لينظر إليها جعفر ويَمُدَ يده ويضعها على يدها مشـ ـددًا عليها بخفة ثم نظر إلى فارس الذي كان لا يعلم ماذا يقول والحـ ـزن مسـ ـيطرًا عليه، تحدثت بيلا بنبرة باكية قائلة:ويوم ما أتجـ ـوزت سميحة طـ ـردت أبنك بـ ـره بيته عشانها .. وجالي وهو تعـ ـبان وحالته حالة .. قلبك جابك تعملها أزاي وأنتَ بتـ ـرمي أبنك الكبير عشان واحدة مِن دور عيالك
أبتـ ـلع فارس غصـ ـته بعد أن سقـ ـطت دموعه لينظر إليها قائلًا:انا فعلًا كُنْت عايز أجـ ـوزك فتحي بعد ما كان بيجيلي كل يوم المحل ويزن عليا ... كان بيشوف نظرات جعفر ليكي ويضا يق ويجيلي يطـ ـلبك مِني وانا كُنْت بقوله إنك لسه صغيره وبتدرسي ولسه عايزه تشوفي حياتك .. بس هو مكانش بيشوف كدا وكان كل اللي عايزُه أزاي ياخدك ويقهر جعفر .. مؤخرًا بدء يقولي دا نظراته مبقتش عادية وبقى يضا يقك ويبعتلك رسايل وانا مِن كتر ما الشيـ ـطان عما ني نسيت إنه يعني مبيعرفش يقرأ ويكتب وصدقت فتحي مَكُنْتش أعرف إن فتوح ساعتها هو اللي باعتلك الرسالة دي مِن على تليفونه ... فتحي هو اللي كـ ـرهني فيك يا جعفر وخلّاني مش طا يقك وعايز أبعـ ـدك عن بنتي بـ أي طريقة .. بس اللي عمله دا قرّبك مِن بنتي أكتر لدرجة إنك إتجوزتها .. بس انا برضوا مهـ ـدتش وحاولت أبو ظ كل حاجه وأر جع بنتي لـ طو عي تاني ... حاولت أبعـ ـدك عنها بكل الطرق الممـ ـكنة بس كانت كلها بتفشـ ـل وبلاقي بيلا بتتعـ ـلق بيك أكتر وتحبّك أكتر وأكتر ودا كان بيجـ ـنني .. ولمَ خـ ـلفت مِنك جـ ـناني زاد يعني إيه تخـ ـلف مِنها وتبقى حفيدتي بنت بلـ ـطجي ... برضوا الشيـ ـطان فضل يلعـ ـب فـ دماغي أكتر وفجأة لقيتني بخـ ـسر بنتي ومراتي وأبني وبهـ ـد م بيتي اللي ببني فيه سنين بـ إيدي
سقـ ـطت دموع بيلا أكثر وهي تنظر إليه وبجانبها جعفر الذي كان ينظر إليه بجـ ـمود دون أن يتحدث، أكمل فارس حديثه بعد أن نظر إليها وقال:انا السبب فـ غيـ ـبوبة كايلا ... انا آه مش الفا عل بس شـ ـريك فـ الليلة دي ... كايلا كانت تعرف إني أعرف واحدة على أمها .. اللي هي أم بشير ... وقالت وقتها إنها هتقول لـ هناء على كل حاجه وطبعًا هناء بتصدق كايلا دايمًا عشان بتقول الحقيقة .. انا وقتها خو فت ومبقتش عارف أعمل إيه .. فـ يوم كايلا كانت عايزاني أروح معاها حفلة مدرستها عملاها .. وأنتِ كُنْتي معانا ساعتها بما إنكم كُنْتوا فـ مدرسة واحدة ... فـ نص الحفلة كايلا راحت الحمام وبعد ما خرجت انا مشيت وراها مِن غير ما تحـ ـس ... كُنْت بر اقبها مِن غير ما أحـ ـس ... كانت قايلالي إنها هتقول لهناء على كل حاجه بعد الحفلة وعشان كدا انا كان لازم أعمل حاجه بعد ما كل حاجه فشـ ـلت يُعتبر
"Flash back"
كانت كايلا في المرحاض بينما كان فارس يقف خلف إحدى العمدان يقوم بمـ ـراقبتها بعد أن ترك بيلا مع صديقتها هنا، أنتظرها لمدة خمسة دقائق حتى رأها أخيرًا تخرج مِن المرحاض وتتجه إلى الدرج ليسير خلفها دون أن تشعر هي
في ذلك الوقت كان الطابق المتواجدة بهِ كايلا فا رغ لذلك أنتهز فارس الفرصة وقرر إنقـ ـاذ نفسه، وصلت كايلا إلى الدرج وعندما حانت مِنها لحظة النزول توقفت عندما سَمِعَت فارس يقول:كايلا
ألتفتت تنظر إليه متعجبة لتراه يقترب مِنها حتى توقف أمامها وقال:لسه مُصّرة تقولي لـ هناء
كايلا:آه وهقولها يعني هقولها
فارس:بس أنتِ كدا بتد مري بيتنا
كايلا بتهـ ـكم:لا واللهِ دلوقتي بقى بيتنا وانا اللي وحـ ـشة يا بابا لا واللهِ براڤو بجد حلو دور الضـ ـحية دا
نظر إليها دون أن يتحدث لتقول هي بحـ ـدة:انا هقولها يعني هقولها ووريني هتمـ ـنعني أزاي وهتصدقني
أنهـ ـت حديثها وألتفتت حتى تنزل الدرج لينظر إليها فارس ولَم يشعر بنفسه إلا وهو يد فعها مِنّ أعـ ـلى الدرج بكل قو ته لتصـ ـرخ هي عا ليًا وتسـ ـقط على الدرج بعد أن أرتطـ ـمت رأسها في الر خام
وقف فارس يشاهدها دون أن يفعل شيء حتى سقـ ـطت في نها ية الدرج أخيرًا فا قدة الو عي وعندما رأى الد ماء التي أنتشـ ـرت على الأرضية أسفـ ـلها عَلِمَ أنها قد فا رقت الحياة ولذلك هـ ـرب سريعًا دون أن ينتبه إليه أحدّ.
"Back"
أكمل فارس حديثه وهو ينظر في نقـ ـطة فا رغة أمامه قائلًا:عشان كدا لمَ شوفتها قدامي أول مرة أتصـ ـدمت ... لأني كُنْت فاكر إنها ميـ ـتة ... بس مَكُنْتش أعرف إنها عا يشة طول السنين دي
أنهى حديثه وهو ينظر إلى بيلا التي كانت تنظر إليه في هذه اللحظة بـ عينين متسعتان والصـ ـدمة هي عنوانها الآن، تحدثت بيلا بصـ ـدمة وعدم أستيعاب وهي تنظر إليه قائلة:يعني أنتَ حاولت تقتـ ـل أختي!
________________________________
#جعفر_البلطجي 3
#الحاكمة_الصغيرة 15
بقلمي:بيسو وليد
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية جعفر البلطجي ) اسم الرواية