Ads by Google X

رواية اولاد الجبالي الجزء (3) الفصل السادس عشر 16 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

 رواية اولاد الجبالي الجزء (3) الفصل السادس عشر 16 - بقلم شيماء سعيد

أولاد الجبالى 3
الحلقة السادسة عشر 
....................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
إن الغدر صفة تدل على خسة النفس و حقارتها، بل هو خصلة من خصال النفاق التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: "أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا؛ ومن كانت فيه خصلة منهنَّ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر"
........
قام جاسر فور دخوله إلى المنزل بالنداء على حسنية قائلا : أنتِ يا بت فينك يا مهلبية يا وش الخير .
سمعت حسنية صوته من الداخل فتأفف وتجعد وجهها من العبوس مردفة : هو إيه جابه دلوك ، ملياش نفس لدلعله الماسخ خلاص .
_ مبجتش أشوفه فى عينيه راچل يملى العين زى حمدى كده ، حاچة چامدة ودوبنى من نظرة واحدة  من عينيه التنين. 
_ ثم تنهدت بحرارة مستطردة : ياااه ميتى أشوفه تانى بس ؟

كرر جاسر النداء ، فاستجابت حسنية على مضض مردفة : چاية أهو يا چاسر .
ثم زفرت بضيق : مش جادرة صراحة أطلع لخلقته اللى تسد النفس ولا جادرة يلمسنى ،مبجتش طايقه نفسه حتى .
فكرر جاسر النداء : أنتِ يا بت ، مش سمعانى ولا إيه عاد ؟
أطرشتى إياك .
فزمجرت حسنية بغضب : تتعمى فى عيونك يا أبو لسان زف..ر .
ثم لم تجد مفر  سوى الذهاب له ورسمت إبتسامة صفراء على وجهها ، حتى لا يشك فى أمرها .
وعندما رآها جاسر إبتسم لها بحب صادق وخطى إليها بشوق ولهفة  مردفا : أتوحشتك يا بت الشوية دول .
حدثت حسنية نفسها : يوحشك عذرائيل يا بعيد .
لتستطرد بقولها : ها طمنى عملت إيه فى موضوع اللى ما يتسمى أخوك چابر ؟
أجابها جابر بعد أن أبتعد عنها : خلاص يا بت حصل البلاغ وزمانهم دلوك فى طريقهم للمحروس أخوى ، عشان يقبضوا عليه متلبس .
_ ونخلص بجا منيه ومن نصايحه فى الروحه والچاية ،إعمل ده  ومتعملش ده .
_ وكإنه أتنصب عليه شيخ .
فظهرت الفرحة على وجه حسنية وحدثت نفسها : أكده يبجا قريب عشوف حمدى وأمتع عينى بشوفته .
يااااه حاسه إنى عتطير فى السما ، ودى أول مرة أحس الإحساس ده .
_ وحشتنى جوى يا أسمك إيه .
حسنية بشماتة : أحسن خلينا نخلص منيه ونفوق بجا لشغلنا .
جاسر : ايوه ، بس ربك يستر والمعلم حمدى يكون جد كلمته .
عشان لو مطلعش قد كلمته ، أكده يبجا خسرنا كل حاچة .
فدافعت عنه حسنية : لا ده راچل وسيد الرچالة كمان وبكرة تشوف .
جاسر بغيرة : وأنتِ محموجاله كتير جوى كده ليه يا بت ؟

ما تحترمى نفسك جدام چوزك ، مش شيفانى راچل جدامك ولا إيه!!
فابتسمت حسنية بتهكم وحدثت نفسها : شايفاك جرد عيتنطط جدامى .
ولكنها إجابته بقولها بإصطناع لترضى غروره : كيف ده !
_ هو انا عينى عتشوف غيرك يا جلب حسنية .
فحمحم جاسر وابتسم مردفا: وأنتِ روح الروح يا بت .
******
الوسيلة الوحيدة لأن تحمي نفسك من الخذلان، هي ألا تثق بأحد ثقة مطلقة .
تنفس براء الصعداء حين خرج من مديرية الأمن بعد أن تخلص من تلك المهمة التى أثقلت كاحله ولكن ما يؤرقه الأن هو الخوف أن يكون البلاغ ضد جابر صادق وهو الذى لن يتحمله .
_ ربنا يسترها ، معقول يكون إتخدعت فى چابر هو كمان !!
لا إكده هيكون كتير جوى عليه وسمعتى عتتأثر اكتر من إكده .
وشكلى همشى أحط راسى فى الطين .
_ يارب يكون بلاغ كيدى وأرجع مصر راسى مرفوعة .
ثم وجد يد محمود تربت على كتفه بحنو مردفا:
_صلى على النبى يا عمنا ، متخفش أكيد بلاغ كيدى ، لأن فعلا جابر إنسان فوق الوصف ويستحيل يعمل كده .
ابتسم براء على مضض ، لإنه يشعر بنغصة فى قلبه لا يعلم مصدرها .
ثم توجه معه  حيث القوة الخاصة التى ستشارك فى تلك الحملة إلى سيارة الشرطة ومنها إلى المصنع .
وأثناء ذلك كان جابر فى المصنع يتفقد العمال ، ويوزع إبتسامته العذبة على الجميع ويخاطبهم بإحترام وأدب .
ويتفقد أحوالهم ويشاطرهم أحزانهم وافراحهم ويساعد المحتاج منه .
حتى بات الجميع يعشقه لدماثة خلقه وتمنوا لو أن لديهم ابنا أو أخا مثله .
ثم عاد إلى مكتبه ، التى يلحق به حجرة صغيرة ، ينام بها هو وجاد الصغير .
حيث تطرق لأذنه منها صوت فتاة فتعجب وتجهم وجهه وتسائل من التى تجرئت وأتت الى هنا دون إستئذان .
ثم توجه إلى مصدر الصوت بخطوات خفيفة حيث لا يشعر به أحد ، ليستكشف ما يدور حوله دون علمه .
وكلما أقترب سمع صوت الفتاة يقول : كل بس دى من يدى يا جاد ، متغلبنيش كيف ما عمران أخوى مغلبنى فى البيت .
جاد بإمتنان : لا خلاص شبعت ، الحمد لله .
_شكرا جوى يا سلسبيل على الوكل الحلو ده ، تصورى بجالى كتير مأكلتش إكده .
الله يسامحها مرت أخوى جاسر ، كانت عتحرمنى من اللقمة الحلوة ومش تسبلى غير العيش والچبنة الجديمة.
سلسبيل بحزن : يا عينى عليك يا جاد ، والله عمران لما حكالى جطعت جلبى .
وكويس إنك جيت إهنه مع جابر بيه ، هو انسان كويس جوى عن أخوك التانى ده ربنا يهديه .
ثم أمسكت بالكيس الذى بجانبها وأخرجت منه جلبية وقدمتها إلى جاد قائلة : خد الجلبية دى بتاعة عمران موصينى أجبهالك عشان ترتاح وتنام بيها .
وبيجولك لما تيچى المدرسة عاد ، عيكون حوش من مصروفه وچبلك هدوم المدرسة .
جاد بفرحة : ربى يخليه عمران ، ده كيف إخوى جابر فى حنيته .
_وانا هستأذن من اخوى جابر وهروح ألعب معاه شوى .
سلسبيل : ماشى ، ده هيفرح جوى لما يشوفك .
ودلوك عسيبك أروح اشوف شغلى ، عشان جابر بيه ميزعلش منى ، وانا محبش ابدا أشوفه زعلان 
( وهل أخبرتك بأنك زرعت بي شيئاً أعمقُ من أن يحكى )
ثم تنهدت بحرارة وحدثت نفسها : يارب انا خابرة إنى غلطانة ما جلبى مال لواحد مچوز  بس غصب عنى عاد .
حبيته من أخلاقه واتمنيته مع إنى خابرة إن ده فى الأحلام ، عشان عيحب مرته جوى وانا يستحيل أعمل اى حاچة تخليه يميل ليه ويهملها ، حرام .
_عشان أكده ، يارب جدرنى واقدر أنساه وأخرجه من تفكيرى عشان متعبش اكتر من أكده .
ربنا يهدينى لنفسى ويصلحله الحال يارب .

لتلتفت بعد ذلك لتغادر ، فوجدت جابر أمامها ، فتخشبت مكانها من الحرج ووقفت الكلمات فى عنقها ثم حاولت التحدث فخرج صوتها مهزوزا متلعثما : جااابر بيه ، أنا آسفة بس كنت ...
حدقها جابر بنظرات شك مردفا : كنتِ عتعملى ايه إهنه ؟
فصمتت سلسبيل وازداد لعابها من الحرج بعد أن وقفت الكلمات فى حلقها .
فخرج جاد على صوت جابر فأجابه بالنيابة عنها : سلسلبيل يا اخوى أخت عمران زميلى فى المدرسة وصاحبى .
_وانا كنت عحكيله كل حاچة ، فصعبت عليه ووصى سلسبيل تچبلى وكل وچبتلى منيه چلابية كمان .
_ معلش يا اخوى متزعلش ولا تزعلها عشان سابت الشغل وچت عندى .
_دى هى خمس دجايج بس ، وسلسبيل فى مقام أختى الكبيرة كويسة جوى معايا كأنها أمى اللى اتحرمت منها بدرى .
ثم دمعت عيناه فتأثر جابر بدموعه لانه مثله فقد أمه مبكرا فى وقت كان يحتاجها جدا .
فأقترب منه جابر واحتضنه بحب قائلا : بس يا اخوى ، معلش دى أعمار .
_وانا جنبك أهو مش عسيبك ابدا .
ثم نظر بإمتنان إلى سلسبيل قائلا : وأنتِ تشكرى يا بنت الناس على اللى عملتيه ، وأنا مش زعلان إنك سبتى شغلك وچيتى عشان توكلى جاد .
فابتسمت سلسبيل بعد أن هدء قلبها قليلا بعد أن طمئنها جابر  وقالت  : مفيش شكر يا جابر بيه ، وجاد أنا هعزه كيف عمران أخويا واكتر .
جابر بحرج : خابر ، بس يا بنت الناس ، ميصحش تطلعى أكده إهنه لحالك كل شوى ، الناس إهنه أنتِ خابرة كلامهم ودماغهم عتودى لبعيد .
فشهقت سلسبيل : يا حومتى ، مجاش فى بالى حاچة زى دى ، معدتش أعملها تانى يا جابر بيه. 
_ الواحد أصلا ميملكش فى الدنيا دى غير سمعته الطيبة .
جابر : أنا آسف إنى بجولك أكده  ، بس أنا خايف عليكِ. 
_ ولو على جاد ، أنا عخليه ينزل ليكِ تحت ، وكمان بفكر ينزل يتعلم وفرصة فى أجازة المدرسة ، عشان بعد أكده يكون دراعى اليمين .
ثم أشار إلى جاد : صوح يا جاد .
ابتسم جاد بحب : صوح يا چابر .
سلسبيل بحرج : ربى يخليكم لبعض ، واستأذن أنا دلوك أشوف شغلى .
ثم خرجت مسرعة  لينظر جاد فى أثرها ثم إستطرد  : سلسبيل دى ، بت چدعة أحسن من مليون راچل والله .
_هى اللى عتصرف على عمران لحالها بعد ما أمها اتجوزت وهملتهم بعد ما أبوها مات .

تمعض وجه جابر حزنا فاردف : لا حول ولا قوة الا بالله ، أكده لازم أزود لها المرتب عاد .
ربنا يكرمها ويرزقها الزوج الصالح اللى يتكفل بيها وبأهلها .
ثم فجأة سمع سرينة الشرطة ، فتعجب قائلا : خير يارب .
ليتوقف الصوت فجأة  ، ليسمع بعدها صوت أقدام تقترب من مكتبه .
ثم وجد عوض يدخل عليه وعلى وجهه علامات الفزع قائلا : مصيبة يا جابر ، مصيبة .
إتسعت عين جابر وشعر بأن أنفاسه تنسحب منه قايلا بصوت منخفض : جول يا عوض ، فيه ايه ؟
وقبل أن يجيب عوض عليه ، وجد جابر قوة من الشرطة  تقتحم مكتبه و على رأسهم براء ومحمود .
طالعهم جابر بريبة وشعر بقشعريرة تجتاح جسده وحدثه قلبه أن الأمر جلل ولكن لا يدرى ما فى الأمر .
ولكنه حاول الترحيب ببراء قائلا : أهلا بسيادة المقدم ، اتفضلوا إجعدوا ، نورتونا والله.
ليجد رد صادم من براء قائلا بصوت عالى أفزعه : أنت هتستهبل يا جابر ، هو إحنا جايين نضايف حضرتك .
إبتلع جابر إهانة براء بمرارة سرت فى حلقه وتحدث بخفوت : براء أنت عتكلم معايا بالطريقة دى ليه ؟
ضيق براء حاجبيه ثم نهره بشدة  قائلا :  عامل نفسك مش عارف !!
_ إخص عليك يا چابر ، حتى أنت طلعت أكده ، وأنا اللى كنت مستعد أبصم بالعشرة إنك غير أى حد .
_ خسارة فعلا يا جابر ، هانت عليك نفسك ، طيب مفكرتش فى بانة أختى وولدك غيث .
_ ليه تعمل أكده ، كان ناجصك إيه !
_ أنت عنديك مصنع شغال والحمد لله ، ومجوز بانة الجبالى وساكن فى جصر .
_ليه عملت أكده ، حرام عليك ، خليت رقبتى جد السمسمة .
طالعه جابر بإندهاش وارتجف جسده ليخرج صوته ببطىء : أنا مش فاهم حاچة خالص ، أنا عملت ايه لده كلاته .
ليصيح محمود فى وجهه هادرا بقوة : مش فاهم يا روح أمك عملت إيه ، هتستهبل يلا !!
_ صراحة خيبت أملى فيك وكنت فاكر إنك غير كده خالص بس للأسف طلعت شبه أبوك للأسف .
وهنا لم يتحمل جابر وشعر بفوران دمائه ليقول بصوت عالى مكبوت : والله العظيم ما فاهم حاچة ، وليه الأسلوب ده معايا .
انا عمرى ما حد أتكلم معايا بالأسلوب ده ، ده الصغير قبل الكبير بيحترمنى .
ليستطرد براء بإنفعال : ده فى  الأول عشان كانوا مخدوعين فيك زيينا لكن دلوك لما يعرفوا إنك عتاجر فى المخدرات كيف أبوك يا چابر عيستجلوا بيك ويكرهوك .
جابر بصدمة : اناااااا ، اتاجر فى المخدرات ، يستحيل .
_انت بتقول إيه !!
ليصيح براء فى العسكرى خلفه : هات الشوال يا عسكرى.
ليأتى العسكرى بالشوال ويامره براء أن يفرغه بيت نظرات جابر المبهمة مردفا : ايه ده وايه جابه إهنه ؟

ليضحك محمود ساخرا : ده هيروين يا جابر ولقيناه فى المخزن عندك تحت .
فصرخ جابر : لاااا يستحيل ، أنا معرفش حاچة عنيه ، صدجونى .
ثم نزلت دموعها الحارقة على وجنتيه قائلا : حسبى الله ونعم الوكيل.
_ أنا طول عمرى بعرف ربنا وحافظ كتابه وكنت ديما بأمر بالمعروف وانهى عن المنكر ، فأجى فى الآخر واعمل أكده ، لا يستحيل .
_ أنا معرفش إيه اللى جاب ده عندى  ، فى المخزن صدجونى .
اوجعه براء دموعه وللحظة شعر أنه يصدقه ، لانه لم يجد فعلا منه غير كل خير ولكن للأسف هو أمام القانون مُدان ولا يستطيع فعل شيئا له .
لذا قال بحزن : حاول تثبت ده قدام النيابة يا جابر ، وياريت تشوف محامى بسرعة .
_ودلوك أتفضل معانا على القسم نكمل الإجراءات ولازم تعرف إنى مش هقدر أساعدك خالص فى الموضوع ده للأسف .
بالعكس أنا هاجى عليك عشان صلة القرابة اللى بينا وده خلى موقفى حساس أوى .
أخفض جابر برأسه بخزى وقال بحزن : ربى إنى مغلوبا فانتصر .

ثم أمر العسكرى براء  بتقييده والذهاب به إلى سيارة الشرطة .
وحينها صرخ جاد الصغير وحاوط بذراعيه جسد جابر باكيا بقوله : لااااا محدش ياخد اخوى ، جابر إخوى معملش حاچة حرام عليكم .
ليبدء العمال فى التجمع غير مصدقين ما حدث ، ومنهم سلسبيل التى ولجت سريعا إليهم باكية بقولها : لا يا سيادة الظابط ، يستحيل جابر يعمل أكده ، ده اكيد حد دسسها عشان عيغير منيه .
الكل هنا عيحب جابر بيه ، عشان مفيش زييه فى طيبته وأخلاقه ، ويستحيل نصدق أنه عمل أكده .
فطالعها جابر بنظرة إمتنان وكأنه يقول لها : مش عنسى أبدا اللى جولتيه عليه ، تشكرى يا بنت الناس .
ليقف بعد ذلك جميع العمال فى وجه براء ومحمود ليقول أحدهم : محدش هياخد جابر بيه منينا ، ومش هتاخدوه إلا على جث..تنا كلنا .
فدمعت عين جابر من حب الناس له وتمتم : الحمد لله.
وهنا نظر محمود إلى براء نظرة يؤكد له إنه فعلا رجل لا غبار عليه والدليل أمامهم وهو حب الناس له .
_ ولكن ما الذى جاء بتلك المواد المخدرة فى مخازنه؟
كما عليهم تنفيذ أمر القانون ولا مجال العواطف فى عملهم .
لذا أشار براء إلى جابر بقوله : لو سمحت يا جابر ، كلم عمالك ، لأن إحنا جايين ننفذ القانون ، وكده يعتبر تعدى على أفراد الشرطة وعقوبته حبس لكل فرد فيهم .
فخاف جابر على عماله فتوجه لهم بالحديث :
_ صراحة مش جادر أقولكم ايه فى وقفتكم چمبى دى ، ربنا يجزيكم خير ولا يوقعكم فى ضيقة ابدا .
_ بس معلش سيبوهم يعملوا شغلهم عشان محدش يتأذى بسببى وده اللى انا مستحملهوش ابدا .
_ وان شاء الله ربنا هيظهر الحق ،ده أملى فيه .
_ ومش عايز غير دعواتكم وبس .
ليجهش الجميع بالبكاء بين إندهاش براء ومحمود .
فحدث نفسه براء : للدرجاتى الكل عيحبك يا جابر !! 
امال ايه اللى حوصل ده ؟
ليشير جابر إلى براء : انا جاهز يا سيادة المقدم ، شوف شغلك .
فيطالعه براء بأسف مردفا : انا اسف فعلا ، بس زى ما قولت ده شغل ، ولازم فعلا تقوم محامى عشان تثبت برائتك .
جابر : هسبها على الله يا براء بيه .
ثم تلى قوله تعالى بصوته الشجى (  ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
ليأخذوه بعد ذلك إلى سيارة الشرطة ، ليحاول جاد اللحاق به ، صارخا ببكاء : ليه مين بعدك يا اخوى ، هروح فين دلوك ؟
ليلتفت له جابر وعينيه تملؤها الحزن على أخيه أكثر من نفسه قائلا : عنديك ربنا يا اخوى ، هو أحن وأكرم و هو هيتولاك برحمته  .
لتقوم سلسبيل بجذبه إلى أحضانها وتربت على ظهره بحنو قائلة : أنا اهو عنديك أختك يا جاد ، مش عسيبك أبدا ودلوك عتروح معايا على بيتنا ، ده عمران عيفرح جوى .
عندما  ولج جابر لسيارة الشرطة ، أمر براء أحد أفراد القوة بغلق المصنع وتشميعه .
فردد جابر بقوله تعالى (((وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)).
وعندما أمر براء سائق السيارة بالٱنطلاق نحو قسم الشرطة ، استمع لأصوات العمال :
_ شد حيلك يا جابر بيه ، واعرف أن وراك رچالة مش عيسبوك واصل ، وعنيچى كلنا وراك وان شاء الله نبيت جدام القسم لغاية ما تطلع بالسلامة لينا يا غالى .
أصاب محمود وبراء الذهول من هذا الحب الجارف لرجل بسيط مثل جابر .
فحدث محمود براء بقوله : كده يا براء  الموضوع فيه إن بجد .
ومن اللى شوفناه ، أن يستحيل الراجل ده يعمل كده .
ولازم نعمل تحرياتنا ونشوف مين اللى عمل كده .
براء : ياريت فعلا يكون حد غيره ، ده أنا دماغى هتنفجر من التفكير .
_ بس مين يقدر يعمل كده وانت شايف الناس عنده بتحبه ازاى !
محمود : فعلا ، وده اللى محيرنى .
******"
لم تنم ملك فى تلك الليلة التى عادت بأغلى ما تملك من المستشفى.
عادت بروح صغيرة تؤنس وحدتها ، روح تمنتها كثيرا وشاء الله أن يعطيها لها بعد  هذا الحرمان الموجع .
فضمتها لصدرها بحنو وأخذت تردد الدعاء : يارب أحفظها وأرزق كل مشتاق الذرية الصالحة.
ثم وجدت الصغيرة تتملل فى حضنها ، لتطالعها بحب وأخذت ضاربات قلبها تزداد كلما رأتها تبحث بفمها عن مصدر طعامها وتلوى شفتيها يمينا ويسارا ثم بدئت فى بكاء خفيف .
لتبتسم ملك مرردة بلطف : عدورى على ايه يا رورو يا ريحانة جلبى ، على المم ، عيونى يا حتة من جلبى .
لتخرج لها ملك مصدر غذائها ، لتطعم تلك الصغيرة من لبنها ، وباليد الآخرى تلمس شعرها الحريرى بحنو .
ووظلت هكذا حتى غفت الصغيرة مرة أخرى ، فلم تشىء أن تضعها فى الفراش ، ولكن ظلت على صدرها ، حتى نامت ملك وهى تحملها على المقعد ورأسها تستند على ظهر المقعد .
*****
لم تستطع زاد النوم فى تلك الليلة أيضا حتى الصباح وأخدت تارة تؤنب نفسها بقولها : هو إيه اللى أنا بعمله مع براء ده !
_ هو ليه انا مش زى الستات اللى عتعرف تُبرم چوزها وتتمسكن وتتدلع كيف البت نهلة أيام المرحوم منصور الچبالى .
_ دى كان عليها ماشية جدامه ،كانت تخلى عنيه عتبظ منيه وميبجاش شايف غيرها .
_ وكان عيتمنالها الرضا ترضى ، وانا اللى خايبة ومش خابرة أكل عينيه وكمان عطفشه منى .
_ لا انا أكده لزملى جعدة مع البت نهلة وأخليها تدينى دروس فى جـ ..لة الأدب دى والدلع عشان الراچل ميطفش منى عاد .
_ ده أنا إكده السبل إنى خليته يجول عليه قردة  كمان ...
ثم تلون وجهها بحمرة الغضب مردفة : أه صوح أفتكرت ، ده جال عليه قردة ، أكده يا براء ، والله بتشوف منى الويل يا بصباص يا بتاع النسوان .
ثم عادت مرة أخرى بعد أن وجدت نفسها تبتسم حين تذكرت ملامحه التى تعشقها .
لا بس أنا عحبه ولزمن ولابد أخليه يحبنى كيف ما أنا عحبه وأكتر .
‏آهٍ كم أودُّ أن أخترعَ لُغةً جديدةً لكَ وحدكَ
‏أُصيغ لكَ منها شِّعرًا وحُبًّا .
فأنا مغرمة بك برائى .
*****
وصل الخبر إلى جاسر إنه تم القبض على جابر ، وتم إغلاق المصنع فتهلل وجهه فرحا وقام بالنداء على حسنية : أنتِ يا بت ، بلى الشربات خلاص أتقبض على الشيخ جابر وأخيرا خلصت منيه .
فتنهدت حسنية بحرارة مردفة : يعنى أكده عيشرف سيد الرچالة عندينا 
_ اه يا حمدى ، أتوحشتك جوى جوى يا روح الروح.
حبيبي
الشوق إليك يقتلني
دائماً أنت في أفكاري 
وفي ليلي ونهاري 
صورتك 
محفورة بين جفوني 
وهي نور عيوني 
***
وصل الخبر أيضا عن طريق زرارة إلى حمدى ، بالقبض على جابر .
فظهرت على محياه ابتسامة واسعة ونفث سيجارته بتلذذ ليردف بمكر : أكده الموضوع ماشى زى الفل .
وقريب جوى هيحصله .....؟؟؟
ليتحقق مقولة 
( من حفر حفرة لأخيه وقع فيه ) 
ولكن كيف سيحدث هذا ، سنعلم فى الحلقة القادمة بإذن الله
نختم بدعاء جميل ❤️ 
🌺 دعاء حفظ الذرية 🌺
🌺اللهم إني أستودعك ذريتي فاحفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين 
🌺اللهم إني أستودعك دينهم وأبصارهم وسمعهم وأفئدتهم وجوارحهم وأعراضهم فاحفظهم بحفظك ياعلي ياحفيظ 
...
google-playkhamsatmostaqltradent