رواية جعفر البلطجي الجزء (3) الفصل الثامن عشر 18 - بقلم بيسو وليد
«أفرحي يا ستي سراج ر دّك لعصـ ـمته تاني وجاي مع جعفر دلوقتي» نطقت بها بيلا مبتسمة التي دلفت مؤخرًا إلى الغرفة تنظر إليها، قفـ ـزت مها مِن جلستها وركضت نحوها تقف أمامها قائلة بتـ ـرقب «بجد يا بيلا ولا بتهزري؟»
ضحكت بيلا قائلة «بجد واللهِ، المهم دلوقتي تجهزي بسرعه عشان سراج بقى عنده جفـ ـاف عا طفي وهييجي دلوقتي ياخدك ويطـ ـير بيكي» قفـ ـزت مها بسعادة وهي تصفق لتُعانق بيلا بفرحة طابعة قْبّلة على وجنتها، قائلة «انا مبحبّكيش مِن فراغ واللهِ»
ضحكت بيلا مرة أخرى ونظرت إليها مبتسمة وقالت «أهم حاجه إنك تكوني مبسوطة دا اللي يهم جعفر غير كدا مفيش» أبتسمت مها قائلة «دا حبيبي»
وبعد مرور نصف ساعة توجهت بيلا إلى باب المنزل وفتحته بهدوء لترى جعفر وسراج أمامها، دلفا ليضم جعفر بيلا مطمئنًا عليها بعد أن مـ ـرضت في الآونة الأخيرة بينما توقف سراج يبحث عنها بعينيه فهو إشـ ـتاق إليها كثيرًا ولَم يصدق جعفر عندما أخبره أنه يجب عليه أن يقوم بـ ردّها إليه مرة أخرى
نظر إليه جعفر نظرة ذات معنى ثم نظر إلى بيلا التي فَهِمَت نظرته لذلك تركته وتحركت إلى الغرفة القا بعة بها مها حتى تأتي بها وتعود إلى زوجها، كان سراج وكأنه عريس جديد فاليوم بالنسبة إليه عيد، كان ممسكًا بباقة الورد الأحمـ ـر منتظرًا إياها على أحـ ـر مِن الجمـ ـر وكأنها المرة الأولى إليه، لحظات وخرجت مها تقف على باب الغرفة تنظر إليه مبتسمة أبتسامه جميلة ومشرقة إليه لتتسع أبتسامته عندما رأها أمامه كما أعتاد رؤيتها دومًا، جذابة
ركضت إليه مها دون تفكير وأرتمـ ـت بأحضانه تعانقه بقـ ـوة وسعادة وكأنه غـ ـاب عنها لسنوات عِدة، بينما ضمها سراج إلى أحضانه بقـ ـوة وهو الآن يشعر أنه قد أمتـ ـلك الدنيا أكملها عندما شعر بدفء أحضانها التي حُـ ـرِمَ مِنها
«وحشتـ ـيني» نطق بها سراج بنبرة تكاد تكون غير مسمـ ـوعة ولَكِنّ وصلت إلى مها التي شـ ـددت مِن عناقها إليه كـ ردّاً مِنها على تلك الكلمة التي تصف كم شـ ـوقه وحُـ ـبّه وعشـ ـقه إليها.
نظر جعفر إلى بيلا وهمس إليها قائلًا:انا مِن رأيي نخـ ـلع دلوقتي
نظرت إليه وابتسمت قائلة:مش كدا برضوا
أخذها جعفر وخرج حتى يعطيهما مساحتهما الشخـ ـصية، نظرت إليه بيلا وقالت:ولمَ خرجنا بقى هنفضل قاعدين على السـ ـلم
بدأ ينزل على الدرج ممسكًا بيدها قائلًا:لا طبعًا هنروح نرخـ ـم على فريد شويه أصله وحـ ـشني أوي وكمان مُنصف مو صيني عليه
«على أنهي مصـ ـيبة إن شاء الله؟» نطق بها لؤي الذي كان يجلس رفقة حسن في محل والدته لينظر إليه الآخر وقال:الفراخ إن شاء الله
ضحك حسن بخفة وهو ينظر إليه ليقول:ما تفـ ـكك مِنها ريـ ـشها كتير ومـ ـزعج
أبتسم جعفر وقال:محدش قالك إني بعشـ ـق الريش ولا إيه
لؤي:بقولك إيه بيخـ ـنق خلّي بالك
توقف جعفر ونظر لهُ وقال:عارف المقولة اللي بتقولك أتغدى بخصـ ـمك قبل ما يتعـ ـشى بيك .. هطبقها عملي دلوقتي
ضحك لؤي وقال:مفيش فايده فيك يا جعفر مبتحرمش اقسم بالله
تحدث حسن بعد أن نظر إليه وقال مبتسمًا:عارف الغـ ـلط اللي بيتـ ـلسع الإنسان مِنُه ومبيرجعش يكرره تاني .. جعفر بيروحله للمرة المليون
ضحك جعفر وقال:بحبّ المشا كل أوي يا حسن
نظر إليه حسن نظرة ذات معنى وقال مبتسمًا:وهي بتمـ ـوت فيك يا قلب حسن
تركهما جعفر وأكمل سيره بينما نظر لؤي إلى حسن وقال:تعالى يا عم نكمل اللي بنعمله عشان انا واثق إننا بعد خمس دقائق هنقوم نحـ ـوش فريد مِنُه
___________________
كانت شيرين تقف في الشرفة تقوم بوضع الملابس المبـ ـللة على الحبـ ـال لترى جعفر يتوجه إلى فريد، عقدت ما بين حاجبيها وقالت:إلا جعفر رايح لفريد ليه
لحظات وكان مُنصف يقف بجانبها ينظر إلى محل فريد ليبتسم قائلًا:هيمسي عليه
نظرت إليه شيرين نظرة ذات معنى وقالت:أزاي يعني عشان الكلمة عندكم ليها كذا مصطلح
أبتسم مُنصف وقال:هيمسي عليه عادي يا شيري مالك يا حبيبتي مفيش حاجه
نظرت إليه بشـ ـك وقالت:مبرتحلكمش أقسم بالله
ضحك مُنصف ليقول:وأنتِ مِن أمتى بترتاحيلنا يا شيرين
أبتسمت شيرين وقالت:كويس إنك عارف
حاول مُنصف أن يرى ما يحدث في الداخل ولَكِنّ كان دون أدنى فائدة، زفـ ـر بهدوء وقال:يا ترى جعفر بيعمل إيه جوه بيهـ ـدده .. ولا بيتو عدله .. ولا خلّـ ـص عليه على طول فـ السـ ـر
نظرت إليه شيرين نظرة ذات معنى وقالت:أقسم بالله انا الراجل دا صـ ـعبان عليا واقـ ـع فـ عصـ ـابة عليها أحـ ـكام بعدد شعر راسهم
أبتسم مُنصف ساخرًا وقال:ميصـ ـعبش عليكي كافـ ـر يا حبيبتي دا فريد دا سو سه بس مِن تـ ـحت لتحـ ـت وأنتِ هبلة عشان كدا صدقتيه
حركت رأسها برفق وقالت:صح انا اللي ساذجة
أنهـ ـت ما تفعله ثم تركته ودلفت قائلة بتهـ ـديد واضح وصريح:لو مسبتوش فريد فـ حاله انا هكلم طنط زينة وهقولها كل حاجه وبدل ما تقـ ـلب على واحد خلّيها تقـ ـلب على أتنين
رمـ ـقها مُنصف نظرة ذات معنى وقال:انا مبتهـ ـددش يا شيرين
أتاه صوتها مِن الداخل قائلة:انا قولت اللي عندي يا مُنصف
عاد مُنصف ينظر إلى محل فريد وهو يُفكر ماذا يفعل معها فهو يعلم أنها في بعض الأوقات لا تمزح وتنفذ تهـ ـديدها بالفعل ولذلك يجب عليه أن يفعل شيئًا قبل أن تسبقه هي وتفعل ذلك، أمّا عن شيرين كانت تجلس في المطبخ وتتناول حبات الفراولة ففي الآونة الأخيرة بدأت تشتـ ـهيها كثيرًا ولذلك بدأت في تناولها عندما تريد وتشاهد هذا الفيلم الأجنبي بإندماج بعد أن أنتـ ـهت مِن أعمال المنزل، لحظات وسَمِعَت طرقات على باب المنزل لتنهض بهدوء وتذهب كي تفتحه وهي تنظر إلى مُنصف الذي مازال يقف مكانه يتابع ما يحدث
فتحت الباب لترى بيلا أمامها، أفسحت إليها قائلة:تعالي كويس إنك جيتي قاعدة لوحدي زهقانة
عقدت بيلا ما بين حاجبيها بعد أن دلفت تنظر إليها قائلة:هو مُنصف نزل ولا إيه
أبتسمت شيرين أبتسامه ساخرة وقالت:مُنصف يا حبيبتي واقف بيتابع جوزك اللي عند فريد دلوقتي
نظرت إليها بيلا نظرة ذات معنى وقالت:جوزي ... جعفر طلع مشوار أصلًا وفريد لوحده تحـ ـت
نظرت إليها شيرين نظرة ذات معنى وقالت:أزاي دا مُنصف شايفه واقف بيهزر مع حسن ولؤي وبعدها دخل لفريد
بيلا:سلامتك يا شيرين جعفر ماشي بقاله عشر دقايق يا حبيبتي دا كان بيمسي على فريد مِن بعيد
شعرت شيرين بالتشو يش ولَكِنّها قالت:ما علينا خلّيه واقف كدا عشان هو اللي مصـ ـلط جعفر على فريد
جلست بيلا وهي تنظر إلى شيرين قائلة:هما لسه ناقـ ـر ونقـ ـير ولا إيه
شيرين:فقـ ـدت الأمل خلاص يا بيلا .. فـ ـكك مِن كل دا تشربي إيه
بيلا:لا مش عايزه أتعـ ـبك خلّيكي
شيرين:تعـ ـب إيه بس يا بت يا عبيـ ـطة قولي بس فيه فراولة ما تيجي تاكلي معايا
بيلا:واللهِ يا شيرين ما قادرة معرفش حاسه إني مش مظـ ـبوطة بقالي يومين كدا
عقدت شيرين ما بين حاجبيها وقالت:ليه كدا إيه اللي حصل
بيلا:معرفش بقيت حاسه بإرهـ ـاق فظـ ـيع ومكـ ـسلة أعمل أي حاجه حتى الأكل بقالي تلات أيام يعتبر شبه مباكلش
شيرين:ومروحتيش ليه للدكتورة وقولتلها
بيلا:مكسـ ـلة واللهِ يا شيرين مش عارفه في إيه
نظرت إليها شيرين نظرة ذات معنى ثم قالت بنبرة خا فتة:أنتِ متأكده يا بيلا ولا في حاجه تانيه
فَهِمَت بيلا مقصدها ولذلك قالت:لا يا شيرين في فلوس الحمد لله بس انا حقيقي اللي مش قادرة
شيرين:ما كدا مينفعش يا بنتي أنتِ مش المفروض هتولدي
بيلا:المفروض أروح عشان تحددلي ميعاد الولادة
شيرين:طيب إيه الدلع اللي أنتِ فيه دا بقى بقولك إيه أحجزي وروحي أتطمني وشوفي دُنيتك أزاي جعفر سا يبك كدا
نظرت إليها بيلا نظرة ذات معنى وقالت:ما هو ميعرفش أصلًا
نظرت إليها شيرين نظرة ذات معنى ثم رفعت حاجبها الأيمن وقالت:آه ... قولتيلي كدا بقى يا حلوة ... طب أديني رقم جوزك القمور يا حلوة يلا
ضحكت بيلا بخفة وقالت:لا قلبك أبيض انا قبل ما أجيلك كلمت الدكتورة وحجزت وهروح كمان ساعتين
شيرين بتساؤل:تحبّي أجي معاكي؟؟؟؟؟؟؟
حركت بيلا رأسها برفـ ـض وقالت:لا يا حبيبتي ملهوش داعي مش عايزه أتعـ ـبك وكدا كدا جعفر رايح معايا
شيرين:طب وبنتك
بيلا:هسيبها عند ماما لحد ما أرجع بقى ... قوليلي أنتِ أخبار البيبي إيه
شيرين:بخير الحمد لله كلها كام شهر وهنحصلك
أبتسمت بيلا وقالت:ربنا يتمملك على خير يا حبيبتي ويفرح قلبك أنتِ ومُنصف يا رب تستاهلوا كل خير
أبتسمت شيرين وربتت على يدها برفق وقالت:تسلمي يا حبيبتي
____________________
دلفت مها إلى منزلها مرة أخرى بعد أن غـ ـابت عنه لعدة أشهر وهي تنظر إلى كل ركن بهِ بأبتسامه، أغـ ـلق سراج الباب خلفه وتوجه إلى الغرفة وهو يحمل الحقيبة خاصتها، توجهت إلى غرفة المعيشة ثم جلست على الأريكة بهدوء وهي تنظر إلى كل ركن حولها وهي تشعر بالراحة التي سُـ ـلبت مِنها فجأة بدون وجه حق
«وحشـ ـتي البيت وصاحب البيت» نطق بها سراج بعد أن جلس بجانبها ونظر إليها، نظرت إليه مها وأبتسمت قائلة:وأنتَ والبيت وحشتـ ـوني أوي .. مصدقتش جعفر لمَ قالي إنك هتر دّني تاني
أبتسم سراج وقال:واللهِ انا ذات نفسي مصدقتش لمَ هو قالي .. كُنْت طـ ـاير مِن الفرحة أقسم بالله وكأنها أول مرة .. انا كُنْت ضا يع أوي مِن غيرك يا مها بجد .. كُنْت تا يه ومش عارف انا فين ومين .. مش ببا لغ واللهِ بس متو قعتش حاجه زَّي دي تحصل انا متعود أقوم كل يوم ألاقي مها فـ المطبخ بتعملي الفطار وتكون مجهزالي هدومي وحاجتي كلها .. متعود أرجع أشوفها وأحكيلها تفاصيل يومي .. متعود أفضفـ ـضلها وأحكيلها اللي جوايا حتى لو كان الكلام مش مفهوم هي بتفهمه .. متعود على حاجات كتير أوي يا مها فـ يوم وليلة ملقتهاش كُنْت هتجـ ـنن بجد ... سراج خد على مها تكون معاه على طول ومستنياه فجأة مبقتش موجوده وسا بتني لوحدي
أبتسمت مها وهي تنظر إليه بعد أن ألتمعت عينيها متأثرةً بحديثه، أعتدلت في جلستها ونظرت إليه قائلة:ومها نفس الشيء يا سراج .. مها مكانتش كويسه خالص وكانت عامله زَّي العيلة الصغيرة التا يهة ... مها كانت هتتجـ ـنن بجد مِن غيرك يا سراج وكُنْت مش عايزه أتعامل مع حدّ نهائي ... صـ ـعبت عليا أوي نفسي وانا واثـ ـقة ثـ ـقة عمـ ـياء إنك مش هتطلـ ـق وفجأة ألاقيك باعتلي ورقة طلا قي .. متتصورش قلبي أتكـ ـسر ساعتها أزاي يا سراج وأتو جعت أوي
سراج:انا أتجـ ـبرت على كدا على فكرة ... هاشم عمل أكتر حاجه صـ ـدمتني فيه يا مها وخلّاني مصـ ـدوم ومش عارف أنطق كلمة واحدة ... أنتِ مـ ـدركة إنه بيخيرني بين أطلـ ـق وأبعـ ـد ولا إنه يقتـ ـلني أنتِ عارفه العجـ ـز كان متمـ ـلك مِني أزاي ... انا كان عندي إستعداد أختار المـ ـوت لأجلك بس على الطرف التاني في طفلة أملها كله عليا وصاحبي اللي محتاجني ومش هيثـ ـق فـ حدّ غيري .. لا يا مها الوضع صعـ ـب أوي بجد انا مش عارف انا عملت كدا أزاي انا أول مرة أحس إني تحـ ـت التهـ ـديد قولًا وفعلًا
أمسكت كف يده وشـ ـددت عليه برفق وقالت بنبرة هادئة:انا مصدقاك وعارفه إنك كُنْت فـ موقف صعـ ـب ومش سهل عليك نهائي وانا أول ما عرفت الحقيقة عذ رتك وقـ ـلبت عليه .. ولمَ لقيت الند م بيا كل فـ جعفر وبيحاول يعمل أي حاجه عشان يصالحني سامحته دا مهما كان أخويا الكبير والإنسان بيغـ ـلط وواجب عليه يعترف بغـ ـلطه مش عـ ـيب ولا دي حاجه تقـ ـلل مِنُه بالعكس وانا حبّيت جعفر أكتر وسامحته ساعتها ولامـ ـستله العـ ـذر دا مهما كان أخويا وملناش غير بعض وكمان مليش غيرك
أبتسم سراج إليها ليضمها إلى أحضانه طابعًا قْبّلة عميـ ـقة أعلى رأسها قائلًا:ولا انا ليا غيرك يا حبيبتي ... ربنا يبعـ ـد عننا شـ ـر العين ويخليكي ليا ومشوفش فيكي أي حاجه وحـ ـشة أبدًا
أبتسمت مها ومسَّدت على ظهره برفق وقالت:آمين يارب ... بقولك إيه موحـ ـشكش أكلي
أبتعد عنها سراج ينظر إليها قائلًا بأبتسامه:انا وحـ ـشني كل حاجه واللهِ يا مها مش أكلك بس
أتسعت أبتسامتها لتقول:حلو قوم غيَّر هدومك بقى وانا هجهزلك الغدا وناكل سوى
نهض سراج وقال بنبرة سعيدة:حلو أوي الكلام دا يلا بينا خمس دقايق أجي الاقي الأكل جاهز
أبتسمت مها وقالت:عيوني
أبتسم سراج وقال:تسلم عيونك يا جميل
______________________
«أخس عليك يا لؤي .. كدا تسيبني كل دا نايمة على و دني معرفش حاجه ... يرضيك يعني» نطقت بها فاطمة التي كانت تجلس أمامه وهي تنظر إليه بعينين ملتمعتان وعـ ـتاب، أبتـ ـلع لؤي غصته وقال بنبرة هادئة:انا مقولتلكيش غير لمَ لقيت التـ ـعب بدء يظهر عليا يا فاطمة
سقـ ـطت دموع فاطمة التي كانت تُحاول كبـ ـحها بكل الطرق قائلة:وليه حطيت فاطمة قدام الأمـ ـر الوا قع دلوقتي .. محطتهاش ليه مِن الأول ... وانا أقعد كل يوم أأنـ ـب نفسي وأقول أنتِ زعـ ـلتيه فـ إيه يا فاطمة ... عملتيله إيه يا فاطمة ... قولتيله إيه يا فاطمة ... وبعد دا كله طلعت فاطمة نايمة على ودا نها أصلًا ومتعرفش حاجه
أنهـ ـت حديثها ووضعت يدها على جبينها وأنخـ ـرطت في البكاء بعد أن أخبرها لؤي بهذا الخبر القا سي، زفـ ـر لؤي ونهض ليجلس بجوارها ضاممًا إياها إلى أحضانه لتعانقه هي بلهفة تد فن نفسها داخل أحضانه وكأنه سيتركها ويذهب، مسَّد على ظهرها برفق وطبع قْبّلة عمـ ـيقة على رأسها وفضَّل أن يظّل صامتًا لبعض الوقت حتى تهـ ـدأ هي قليلًا
كان يُفكر أيُخبرها أم لا وإن أخبرها ماذا سيكون ردّة فعلها، كان يُفكر في الكثير والكثير فهذا ليس سهلًا عليه البتة، كيف سيكون عليها هي، تحدثت فاطمة بنبرة باكية قائلة:انا زعـ ـلانة مِنك أوي يا لؤي
ألـ ـمه قلبه ليطبع قْبّلة على رأسها ويقول:حقك عليا يا فاطمة متزعـ ـليش مِني ... حقك عليا
ظّلت تبكي لوقتٍ ليس بالقليل وهو فقط يمسّد على ظهرها برفق ويهدءها حتى هدأت هي بالفعل وتوقفت عن البكاء بعد أن أرهـ ـقها، نظر إليها وقال:هـ ـديتي
حركت رأسها برفق وهي مازالت على وضعيتها لَم تتحدث، زفـ ـر بهدوء وقال:وهتفضلي ساكتة كدا لحد أمتى طيب ... مش هتتكلمي تقولي حاجه .. طب مش هتطمنيني
لحظات ورفعت رأسها تنظر إليه بهدوء لتقول:انا عايزه اللي يطمني دلوقتي يا لؤي ... انا حقيقي محتاجه إنك تقولي هبقى كويس يا فاطمة ... انا خا يفه عليك أوي
سقـ ـطت دموعه بعد أن لَم يستطع التحـ ـكم بها ليقول:متخا فيش يا فاطمة .. متخا فيش هبقى كويس وزَّي الفُل
نظرت إليه فاطمة وسقـ ـطت دموعها مرة أخرى لتعانقه مشـ ـددةً على عناقها إليه، أبتسم هو وتركها حتى تهدء تمامًا ثم يتحدث معها مرة أخرى بشكلٍ أفضل
____________________
كان يجلس على الأريكة يُحرك حبات سبحته بهدوء وهو ينظر إلى الأرض بهدوء، بينما كانت تلك الصغيرة اللطيفة بجانبه تُحرك يديها وقدميها الصغيران في الهـ ـواء وهي تنظر إلى أبيها
خرجت تسنيم مِن المطبخ لتنظر إليها وتبتسم عندما رأتها تنظر إلى رمزي الذي كان لا ينتبه إليها، نظرت إليه وقالت:حلو التُقـ ـل دا على بنتك
أنتبه إليها رمزي لينظر إليها ثم ينظر إلى صغيرته التي كانت تنظر إليه ليبتسم إليها سريعًا ويمُد يديه نحوها ليحملها بهدوء ضاممًا إياها إلى أحضانه قائلًا:وانا أقدر أتقـ ـل عليك يا جميل برضوا
أنهـ ـى حديثه وهو يطبع قْبّلة على خدها الصغير لتتحرك الصغيرة بلهفة تعبيرًا عن لهفتها وسعادتها بقْبّلة أبيها تلك، أبتسم رمزي وقال:فرحتك البو سة
أنهـ ـى حديثه ومنحها أخرى لتزداد سعادتها وهي تنظر إليه لتتسع أبتسامته ويقول:إسم على مسمى يا قمر
كانت تسنيم تنظف المنزل وتنظر إليه بين الفينة والأخرى تتابعه لتراه يلا عبها تارا ويقْبّلها تارا وكانت الصغيرة تستـ ـجيب إليه وتضحك تارا وتصـ ـرخ تارا، صدحت طرقات على باب المنزل لتترك تسنيم ما تفعله وتتجه إلى الباب وهي تضع الحجاب على رأسها بإحـ ـكام، فتحت الباب لترى طفل صغير يمُد يديه بصحنٍ مليء بالحلوى قائلًا:تيتا نجلاء بعتالك الطبق دا وبتقولك كل سنة وأنتِ طيبة
أبتسمت تسنيم وأخذته قائلة:تسلم يا حبيبي قولها طنط تسنيم وعمو رمزي بيقولولك كل سنة وأنتِ طيبة
أغـ ـلقت الباب خلفه ثم نز عت حجابها وتركته وعادت إلى الداخل لينظر إليها رمزي ويقول:دا طبق ماما
أبتسمت تسنيم وقالت:بعتهولنا أصلها عارفه إني بحب صو ابع زينب أوي فأتو صت بيا أوي المرة دي
أبتسم رمزي وقال:وريني كدا باعته إيه
أقتربت مِنهُ تسنيم لتجلس بجانبه وهي تمُد يدها بالطبق إليه ليحمل هو صغيرته على ذراعه الأيسر وينظر إلى محتويات الطبق قائلًا:الله عليكي يا نوجة وعلى دلعك
أبتسمت تسنيم ليأخذ هو قطعة حلوى "صو ابع زينب" وتناولها بإستمتاع ليقول بعد أن أبتـ ـلعها:حلوة أوي دوقي
أخذت قطعة أخرى وتناولتها بعد أن سمت الله وبدأت تتذوقها، لتقول بعد ثوانِ معدودة:الله حلوة أوي فعلًا ... ماما شاطرة أوي فـ الحلويات بجد كل مرة بتبهرني عن المرة اللي قبلها
أبتسم رمزي وتناول قطعة أخرى قائلًا:الزلابية دي عشـ ـق واللهِ
كانت الصغيرة تنظر لهما تراهما يتناولان الحلوى لينظر إليها رمزي ويبتسم قائلًا:تحبّي تحلي معانا
نظرت إليه الصغيرة وأبتسمت لتتسع أبتسامه رمزي ويطبع قْبّلة على خدها الصغير قائلًا:إيه الجمال دا كله مصنع حلويات يا اخواتي
نهضت تسنيم وتوجهت إلى المطبخ حتى تُكمل ما كانت تفعله وتركته مع صغيرته يلعـ ـب معها دون مـ ـلل
___________________
«جاهزة يا بيلي؟» نطق بها جعفر الذي كان يستعد لـ الخروج ليأتيه صوت بيلا مِن الداخل قائلة:جاهزة يا جعفر أديني خمس دقايق
جلس جعفر على المقعد ينتظرها وبدأ يعـ ـبث في هاتفه حتى تنتـ ـهي هي وتخرج، بينما كانت هي تقف أمام المرآة تنظر إلى إنعـ ـكاس صورتها بها تتأكد لـ المرة الأخيرة مِن أن ثيابها متنا سقة ولا تحتاج إلى أيا تعديلات، ابتسمت برضا لتخرج إليه قائلة:يلا يا جعفر
رفع رأسه ونظر إليها لينهض بهدوء مغـ ـلقًا هاتفه واضعًا إياه بجيب بنطاله قائلًا بأبتسامه:إيه الحلا وة دي كلها طب براحة شويه عليا مش كدا
أبتسمت بيلا وقالت:إيه رأيك حلو مش كدا
نظر جعفر إلى الفستان وقال بإعـ ـجاب:حلو أوي فعلًا مش حلو بس
جلس على إحدى ركبتيه وبدء بإلبا سها الحذاء خاصتها لتسمعه يقول متسائلًا:ليان عند مامتك مش كدا
أجابته بنبرة هادئة وقالت:آه وديتها وقولت لماما تخلّي بالها مِنها لحد ما نرجع ... إلا قولي يا جعفر هو لسه مفيش أي جديد فـ الموضوع إياه
أجابها بنبرة هادئة وقال:لسه لحد دلوقتي مفيش أي حاجه أول ما أعرف حاجه أكيد هقولك عليها
بيلا بهدوء:انا بس خا يفه الموضوع يطول ويتعـ ـبها فيما بعد
رفع جعفر رأسه ونظر إليها نظرة ذات معنى ثم أبتسم وقال مطمئنًا إياها:متخافيش مفيش أي حاجه خطـ ـر عليها ليان كويسه
أنهـ ـى حديثه ونهض قائلًا:يلا بينا عشان نلحق ميعاد الدكتورة
نهضت هي كذلك وقالت:يلا انا جاهزة
______________________
كانت ليان تجلس أمام التلفاز تشاهد الفيلم الكرتوني وهي تتناول الحلوى بهدوء، بينما على الجهة الأخرى كانت تجلس كايلا وبجانبها هناء التي كانت تنظر إلى شاشة التلفاز بهدوء، لحظات مِن الصمت دامت لتقطـ ـعها هناء قائلة بنبرة هادئة:لسه مُصّرة تطـ ـلقي يا كايلا
نظرت إليها كايلا وقالت بنبرة هادئة:آه
هناء بتعجب:انا مش عارفه بصراحة إيه اللي جرا لكم مرة واحدة كدا ... أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
أجابتها بنبرة هادئة وهي تنظر إلى التلفاز قائلة:إللي حصل بقى .. وهفضل عند قراري مش هغيَّره
صدح رنين هاتف هناء عا ليًا لتنهض هي بهدوء وتتوجه إليه، نظرت إلى أسم المتصل لتراه صلاح ولذلك توجهت إلى غرفتها وأجابته، نظرت كايلا إلى ليان التي كانت تجلس بجانبها وتتناول الحلوى وبصرها مثـ ـبت على شاشة التلفاز لتقول:انا البت أمّ شعر برتقالي دي
أبتسمت ليا بعد أن نظرت إليها وقالت:لا دي انا مُمكن تاخدي أمّ شعر أسود أحلى أو أمّ شعر أصفر
نظرت إليها كايلا بطرف عينها وعكصت شفتيها قليلًا وقالت بعدم رضا:لا مش حلوه ... انا عاجبني أمّ شعر برتقالي
أبتسمت ليان وقالت:بس دي بتاعتي
كايلا:مليش دعوة
نظرت الأخيرة إلى شاشة التلفاز لتنظر إليها كايلا بطرف عينها وتضمها إلى أحضانها طابعةً قْبّلة أعلى رأسها وعادت تشاهد التلفاز معها مرة أخرى دون أن تتحدث
______________________
خرج وهو يحمل صغيرته على ذراعيه متجهًا لشراء بعض مستلزمات المنزل إلى زوجته وقد قرر أن يأخذ صغيرته معه، كانت ثُريا تجلس في محلها تشاهد التلفاز حتى سمعته يقول:سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبتسمت إليه بعد نظرت إليه وقالت:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أتفضل
أبتسم رمزي وقال:يزيد فضلك
نهضت ثُريا قائلة:قولي عايز شكل تسنيم مدياك قايمة بعرض الحارة
ضحك رمزي بخفة وقال:يعني نوعًا ما
أبتسمت ثُريا قائلة:عيب عليك دا انا حافظة كل واحدة هنا ... قول عايز إيه وانا أجيبهولك
مَد يده بالورقة إليها قائلًا:لا بُصي انا مِن رأيي تاخدي الورقة أهيه شوفي اللي فيها بقى لحد ما أخد انا لَـ ـفتي وأرجع تكوني أنتِ جهزتيهم
ضحكت ثُريا بخفة وأخذت الورقة مِنهُ قائلة:ماشي يا رمزي روح شوف هتعمل إيه لحد ما أشوف طلبات الأميرة تسنيم
أبتسم رمزي ثم تركها وذهب لينظر إلى صغيرته التي كانت تلعـ ـب في لحيته التي أصبحت مؤخرًا لُعـ ـبتها المفضلة، أبتسم إليها وقال:خلاص دقني بقت لـ ـعبة بعد دا كله
نظرت إليه قليلًا ثم أبتسمت بعفوية لتتسع أبتسامته ويطبع قْبّلة على خدها الصغير قائلًا:حبيبة أبوها
______________________
«هل عُدت رانڤير؟» نطقت بها سيهار متسائلة ليأتيها ردّه قائلًا «نعم»
خرجت سيهار مِن غرفتها ونظرت إليه قائلة:أين كُنْت لقد تأخرت كثيرًا هذه المرة
نظر إليها نظرة ذات معنى وقال:أهذا سؤال أم تحـ ـقيق
«مجرد سؤال عادي» نطقت بها بهدوء وهي تنظر إليه ليتوجه هو إلى غرفته أسفل نظراتها قائلًا:أقوم ببعض الأعـ ـمال الها مة
عقدت ما بين حاجبيها وقالت بإستنكار:أعـ ـمال ها مة؟!
«سأنام لا تزعـ ـجيني» نطق بها بنبرة عا لية صا فعًا الباب خلفه دون أن ينتظر ردّاً مِنها ليزداد تفاجؤها قائلة:ما بهِ رانڤير أصبح غريب الأطوار في الآونة الأخيرة!
______________________
دلف إلى شقته مرة أخرى وخلفه بيلا التي أغـ ـلقت الباب خلفها ونز عت حذاءها ليتوجه هو إلى الداخل قائلًا بنبرة هادئة بعد أن وضع الهاتف على أذنه:أيوه يا بشير فينك ... طب وأنتَ راجع عدي على أمك هات ليان معاك وأنتَ را جع ... آه لسه را جع انا وبيلا دلوقتي .. متتأخرش عشان تاكل معانا .. سلام
أنهـ ـى مكالمته مع بشير ثم ترك هاتفه على الفراش ونز ع قميصه ثم أخذ ثيابًا نظيـ ـفة كي يذهب ويأخذ الشاور خاصته، كانت بيلا تجلس وهي تستند بمرفقها على يد الأريكة بجوارها وتستند برأسها على يدها، خرج جعفر ونظر إليها قائلًا بتعجب:مالك!
نظرت إليه وقالت بنبرة هادئة:مفيش مـ ـرهقة شويه بس
تحدث جعفر وهو مازال واقفًا أمامها ينظر إليها قائلًا:طب أرتاحي شويه بشير قدامه ربع ساعة أول ما يجيب ليان وييجي هناكل وبعدها لو عايزه تنامي نامي عشان شكلك مـ ـرهق فعلًا
حركت رأسها برفق ليتركها هو ويتوجه إلى المرحاض، وضعت هي رأسها على الوسادة وأستلقت على الأريكة بهدوء وهي تنظر في نقطة فا رغة تُفكر في يوم ولادتها الذي حددته الطبيبة والذي أيضًا بعد أسبوع مِن اليوم، نعم ليست المرة الأولى لها ولَكِنّ مِن الطبيعي أن تشعر بالخـ ـوف والتو تر وبعض القـ ـلق فهي في الأخير إنسانة وتشعر مثل بقية البشرية، أغمضت عينيها بهدوء محاولةً الهدوء حتى تستطيع أن تحظى بقيلولة خفيفة هادئة حتى يحين موعد قدوم بشير
هذا الشاب الذي يمنحها الراحة والطمأنينة دومًا، هذا الذي كان بجوارها دومًا يمنحها الحُبّ والراحة والطمأنينة، نعم مدة إقامته معهم ليست طويلة ولَكِنّها أحبّته بشـ ـدة وتعـ ـلقت بهِ وأصبح رجـ ـلها الصغير مثلما أطلـ ـقت عليه مؤخرًا، نعم شـ ـقي في بعض الأوقات ولَكِنّ حنون ويُحبّها كثيرًا ويهتم بها في أي وقت وأي مكان
تغـ ـلب عليها النعاس لتسـ ـقط في بحوره بعـ ـمق جاعلًا إياها لا تشعر بمَن حولها، بعد مرور القليل مِن الوقت خرج جعفر ليراها نائمة بعمـ ـق، أبتسم بخفة وتوجه إليها بعد أن أخذ الغطاء الخفيف ووضعه عليها ليتركها تحظى بالقليل مِن الراحة فهو يعلم أنها متـ ـعبة وتحتاج إلى الراحة التا مة حتى تستعد لموعد ولادتها
جلس على المقعد المجاور إليها وأمسك هاتفه يعـ ـبث بهِ قليلًا حتى يمُر الوقت سريعًا بهِ ويأتي بشير، لحظات ورأى رقمًا مجـ ـهولًا يزين شاشة هاتفه، عقد ما بين حاجبيه وأجابه قائلًا بتساؤل منتظرًا سماع إجابة الآخر:أيوه مين معايا؟
«جعفر عدنان مش كدا؟» نطق بها هذا الشاب متسائلًا عن مالك هذا الهاتف ليتعجب جعفر ويقول:أيوه انا جعفر مين معايا
أبتسم الآخر عندما جاءه الردّ الذي كان يتمنى سماعه ليقول «أخيرًا يا عم انا بدور عليك بقالي سنين على أمل إني ألاقيك وأهو الحمد لله حصل»
عقد جعفر ما بين حاجبيه وقال بتساؤل:أنتَ مين؟؟؟؟؟
«سوري نسيت أقولك انا مين .. انا مؤمن إبن عمك راضي»
تفاجئ جعفر كثيرًا حتى أنه قال:عمي مين انا معرفش حدّ
«يا ابني أسمعني بس انا هفهمك كل حاجه بس أكيد مش في التليفون محتاج أقابلك ونقعد نتكلم مع بعض وهتفهم كل حاجه»
أبتـ ـلع جعفر غصته بهدوء وقال:تمام بكرا إن شاء الله على خمسة
«حلو أكيد عندك واتساب على الرقم ده هبعتلك اللوكيشن .. هستناك»
أنهـ ـى جعفر مكالمته معه بهدوء ثم زفـ ـر بهدوء وترك هاتفه وهو يُفكر في أمر ذلك "المؤمن" ومِن أين جاء إليه ولِمَ الآن، أسئلة كثيرة تدور داخل عقله الآن يحتاج إجابة عليها، أهو حقًا مِن المتوقع أن يكون لديه عائلة بعد كل تلك السنوات التي مَرت!
مسـ ـح على وجهه ثم نهض وتوجه إلى الشرفة ليقف بها ينظر إلى الأسفل يشاهد الما رين بهدوء وعقله منشغـ ـل فيما قيل لهُ فهو لا يعلم ماذا ستكون ردّة فعله إن عَلِمَ أن لديه عائلة وليس وحيدًا كما يظّن، دومًا كان بجوار مها هي وحدها مَن تربت معه منذ الصغر وعندما جاءت إلى الدنيا كان سعيدًا بها وهو يُعتبر مَن رباها وأعتنى بها
رأى بشير يسير في الأسفل ممسكًا بيد ليان التي كانت تنظر إليه وتضحك فقد كان يتحدث إليها ويقول ما يجعلها تضحك وبيده الأخرى يحمل العديد مِن الحقائب البلاستيكية، دلف جعفر بهدوء وتوجه إلى باب المنزل ليفتحه بهدوء ووقف منتظرًا كلاهما، لحظات وسَمِعَ قهقهات صغيرته وركضها على السُلم ومعها صوت بشير الذي كان يُخبرها أنه سيقوم بإمساكها
فتح الباب لتدلف صغيرته وهي تنظر خلفها وتضحك ليظهر بعد لحظات بشير الذي دلف وهو ينظر إليها مبتسمًا، أغـ ـلق جعفر الباب ثم أقترب مِنهما ليرى صغيرته تُعانقه، أبتسم هو بدوره وانحـ ـنى قليلًا بجـ ـذعه نحوها ليحملها على ذراعه طابعًا قْبّلة على خدها الصغير، لتطبع هي كذلك قْبّلة على خده
تحدث بشير بعد أن وضع الحقائب على الطاولة وقال:بيلا مالها مقتـ ـولة كدا ليه
أنهـ ـى حديثه وهو يُشير نحوها لينظر إليه جعفر قائلًا:محتاجه تنام وترتاح شويه
حرك رأسه برفق ثم نظر إلى ليان وقال:يلا يا لولو روحي غيَّري هدومك وأغسلي إيديكي ووشك ورجلك يلا بسرعة
أنزلها جعفر لتركض هي إلى غرفتها سريعًا صا فعةً الباب خلفها، نظر جعفر إلى بشير الذي نظر إليه ومَد يده إليه ممسكًا بحقيبة بلاستيكية قائلًا:أمسك يا صاحبي
عقد جعفر ما بين حاجبيه وقال:إيه دا
أشار إليه بشير قائلًا:يا عم أمسك بس وشوف بنفسك هي شنطتي ولا شنطتك
أخذها جعفر بهدوء ونظر إلى ما بداخلها ليخرج ما بها ليرى قميصًا أسـ ـود اللون يرافقه بنطالًا مِن نفس اللون وساعة سود اء كذلك، نظر إليه جعفر مرة أخرى وقال:دول بتوع مين
نظر إليه بشير وقال:بتوعك أكيد
«بتوعي؟!» نطق بها جعفر مستنكرًا ليبتسم بشير قائلًا:أيوه دي هدية بسيطة كدا ليك يارب بس تعجبك
جعفر بتساؤل:أنتَ أكيد بتهزر صح؟؟؟؟؟
بشير بجـ ـدية:لا واللهِ بتكلم جَد دول ليك ومش هيرجعوا
رمـ ـقه جعفر نظرة ذات معنى ليقول:لا مش هاخدهم
رمـ ـقه بشير كذلك نظرة ذات معنى وقال:أقسم بالله ما هاخد حاجه ولا حاجه مِنهم هترجع .. إيه يا جدع أخوك جايبلك هدية مش هتقبلها دا النبي قبل الهدية
جعفر بهدوء:يا بشير أفهمني
قا طعه بشير قائلًا:لا أفهمك ولا تفهمني هتاخدها غـ ـصب عنك إيه مش بتعتبرني أخوك الصغير برضوا ولا دا مجرد كلام وخلاص
صمت جعفر ولَم يتحدث ليبتسم بشير قائلًا:خُدها يا جعفر دي حاجه بسيطة يعني مش حاجه ما أنتَ مش قليل برضوا ودي حاجه تستاهلها كفاية جدعنتك معايا ووقوفك جنبي معقولة كل دا ميتقدرش
أبتسم جعفر وزفـ ـر بهدوء وقال:انا حقيقي مش عارف أقولك إيه يا بشير ... بس شكرًا على الهدية الحلوة دي
أبتسم بشير وربت على ذراعه برفق وقال بحنان:مفيش بين الإخوات شُكر يا خويا
ترك جعفر الحقيبة وفتح ذراعيه إليه قائلًا بأبتسامه:طب بمناسبة الكلام الحلو دا هات حضن لأخوك
عانقه بشير ليربت جعفر على ظهره برفق قائلًا بأبتسامه:أخوك موجود فـ أي وقت يا بشير
ربت بشير على ظهره وقال مبتسمًا:طبعًا يا جعفر أنتَ أخويا الكبير مفيش كلام
أبتعد عنه قليلًا لينظر إلى بيلا قائلًا:يلا صحي بيلا بقى وانا هدخل أحضَّر الأكل عشان تاكل على طول وترتاح
حرك رأسه برفق ليتركه جعفر ويدلف إلى المطبخ، بينما توجه بشير إلى بيلا التي كانت نائمة ليجلس على طرف الأريكة ونظر إليها قائلًا:بيلا ... بيلا فوقي يلا انا رجعت وجيبتلك هدية قومي شوفيها
مسّد على خصلاتها برفق قائلًا:بيلا قومي يلا
فتحت بيلا عينيها بإرهاق وهي تنظر إليه لتقول:أنتَ جيت يا بشير
أبتسم بشير وقال:أيوه قومي يلا جيبتلك حاجه معايا قومي شوفيها
خرجت ليان في هذه اللحظة مِن المرحاض بعدما فعلت ما طلبه مِنها بشير لينظر هو إليها قائلًا:تعالي يا لولو
تقدمت ليان مِنهُ لتنهض بيلا بهدوء وهي تتأ وه بخفة لتنظر إليه قائلة:جبت إيه معاك
أخذ بشير الحقائب ونظر إليها بعد أن مَد يده بـ إحدى الحقائب لها قائلًا:دي بتاعتك
أخذتها بيلا بتعجب لتراه يُعطيها واحدة أخرى قائلًا:ودي بتاعت الشـ ـقية لين
إزداد تعجب بيلا ثم أخذتها لينظر هو إلى ليان ويقول:ودي بتاعتك يا لولو
أنهـ ـى حديثه وهو يمُد يده بحقيبة لتأخذها ليان مبتسمة تنظر إلى ما بداخلها، نظر إلى بيلا التي كانت تنظر إلى ما بداخل حقيبتها لترى فستانًا أسـ ـود اللون رقيقًا وهادئ ومعه حجاب مِن اللون البيچ وحذاء أسـ ـود اللون وبعض الاكسسوارات
نظرت إليه بيلا وقالت:إيه دا يا بشير
أبتسم بشير وقال:دي حاجه بسيطة كدا مِني ليكم
نظرت بيلا إلى الحقيبة الخاصة بصغيرتها لين لترى نفس الشيء، نظرت إليه مرة أخرى ليبتسم إليها قائلًا:لقيت شغل بمرتب تحفة وثابـ ـت ومِن فرحتي حبّيت أفرحكم بأي حاجه ومحسـ ـتش بنفسي بقى غير وانا راجع بالشنط دي
أتاه صوت جعفر الذي كان يقف في المطبخ يقوم بتجهيز الطعام قائلًا وهو ينظر إليه بين الفينة والأخرى:قول كدا بقى طب ما تقول يا راجـ ـل بدل اللـ ـفة دي كلها .. ألف مبروك يا بيشو أتمنى يكون خير ليك
أبتسم بشير وقال:الله يبارك فيك يا جعفر
أبتسمت بيلا وقالت بنبرة هادئة حنونة:ألف مبروك يا حبيبي يارب يكون خير ليك ويعوضك عن اللي فات وتبقى بداية خير
أتسعت أبتسامه بشير وقال:الله يبارك فيكي يا حبيبتي أدعيلي
ربتت على يده برفق قائلة:بدعيلك يا حبيبي مِن غير ما تقول واللهِ
نظرت ليان إلى بشير وقالت بسعادة:حلو أوي يا خالو
أبتسم بشير بعد أن نظر إليها وقال:عجبك
حركت رأسها برفق وهي تنظر إلى الفستان ليضمها بشير إلى أحضانه مربتًا على ظهرها برفق قائلًا:تتهني بيه يا حبيبتي
نظر بشير إلى جعفر لينهض ويذهب إليه بخطوات هادئة، جلست ليان بجانب بيلا وهي تشاهد فستان شقيقتها الصغيرة بأبتسامه، نظر بشير إليه وقال:أساعدك فـ إيه يا ولدي
نظر إليه جعفر وقال:فـ أي حاجه لسه متعملتش قدامك يا ولدي
أبتسم بشير وثنـ ـى أكمام ساعديه قائلًا:حلو أوي انا هقـ ـطع السلطة
_____________________
«مرحبًا كين» نطق بها بنبرة هادئة وهو ينظر إلى ظهره، ألتفت إليه كين ينظر إليه نظرة ذات معنى ليرى زاكش يقف خلفه، مسح على خصلاته برفق وأقترب مِنهُ بهدوء حتى وقف أمامه
«هل أخبركم مارسيل ما حدث؟» نطق بها زاكش وهو ينظر إليه ليتحدث كين قائلًا بنبرة هادئة:نعم أخبرنا
«وما قولك»، أجابه كين بهدوء وقال:صدقته
أبتسم زاكش وقال:كُنْتُ أثق أنك ستصدق هذا
«وماذا تُريد الآن؟» نطق بها كين وهو ينظر إليه بهدوء منتظرًا إجابة زاكش الذي أبتسم وقال:دارين
أنتبه إليه كين لينظر إليه بتـ ـرقب ويقول:دارين
حرك زاكش رأسه برفق وقال مبتسمًا:نعم عزيزي ... أعلمت الآن ما جئتُ إليك مِن أجله
_____________________
كانت تجلس على الأريكة بعد أن مَر ثلاثة أيام ولَم يتبقى سوى أربعة أيام على ولادتها، كانت تجلس بجانبها صغيرتها ليان تقوم بعمل واجباتها وهي تتابعها بهدوء، حتى شعرت ببعض الأ لم الذي بدء يز داد مع مرور الوقت
أنكمـ ـشت معالم وجهها قليلًا وتأ وهت عدة مرات، نظرت إليها ليان لتقول بنبرة هادئة:مالك يا ماما
تأ وهت بيلا بنبرة عا لية قائلة بأ لم:هولد ... فين جعفر يلـ ـحقني ... آاااه
ركضت ليان إلى باب المنزل وفتحته لترى أبيها أمامها، نظرت إليه وقالت بخـ ـوف:ألحـ ـق يا بابا ماما بتعيط وبتقول هتولد
ترك جعفر ما بيده وركض إليها ليقول بعد جلس بجانبها:في إيه مالك
نظرت إليه وقالت بأ لم:الطـ ـلق جالي يا جعفر ألحـ ـقني حاسه إني هولد بسرعة
______________________________
#جعفر_البلطجي 3
#الحاكمة_الصغيرة 18
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية جعفر البلطجي ) اسم الرواية