رواية جعفر البلطجي الجزء (3) الفصل التاسع عشر 19 - بقلم بيسو وليد
كانت تجلس على الأريكة بعد أن مَر ثلاثة أيام ولَم يتبقى سوى أربعة أيام على ولادتها، كانت تجلس بجانبها صغيرتها ليان تقوم بعمل واجباتها وهي تتابعها بهدوء، حتى شعرت ببعض الأ.لم الذي بدء يزداد مع مرور الوقت
أنكمـ ـشت معالم وجهها قليلًا وتأ'وهت عدة مرات، نظرت إليها ليان لتقول بنبرة هادئة:مالك يا ماما
تأ'وهت بيلا بنبرة عا'لية قائلة بأ'لم:هولد ... فين جعفر يلحـ ـقني ... آاااه
ركضت ليان إلى باب المنزل وفتحته لترى أبيها أمامها، نظرت إليه وقالت بخـ ـوف:ألحق يا بابا ماما بتعيط وبتقول هتولد
ترك جعفر ما بيده وركض إليها ليقول بعد جلس بجانبها:في إيه مالك
نظرت إليه وقالت بأ'لم:الطـ ـلق جالي يا جعفر ألحـ ـقني حاسه إني هولد بسرعة
نهض جعفر وحملها على ذراعيه وخرج قائلًا:أقفـ ـلي على نفسك يا ليان وانا هخلّي كايلا تنزلك دلوقتي
وقفت ليان على الباب تنظر إلى أثره بهدوء ثم دلفت وأغلقت الباب خلفها وذهبت إلى إحدى المقاعد وجلست على واحدٍ مِنهم بهدوء وهي تنظر حولها بهدوء وخـ ـوف فهي لَم تعتاد على الجلوس وحدها البتة، لحظات وسَمِعَت طرقات على الباب تعـ ـلو يليها صوت كايلا تقول:أفتحي يا لولو انا خالتو
فتحت ليان الباب لتنظر إليها كايلا قائلة:أتأ'خرت عليكي
حركت رأسها برفـ ـض وقالت بخـ ـوف:هي ماما كويسه
أبتسمت إليها كايلا وقالت:كويسه يا حبيبتي متخا'فيش عليها .. تعالى بقى نقعد نتفرج على كرتون حلو لحد ما ترجع هي وبابا
أنهـ ـت حديثها وهي تُمسك بيد ليان وتتجه بها إلى غرفتها قائلة:عندك كارتون حلو ولا لا
نظرت إليها ليان وقالت:آه عندي ... بتحبّي روبانزل
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليها بعد أن جلست على الفراش لتقول ليان:خلاص هشغله ونتفرج عليه
أبتسمت كايلا وقالت:ماشي يلا بينا
___________________
أقترب مُنصف مِن جعفر الذي كان يقف وحده أمام إحدى الغرف وبرفقتهِ شيرين التي كانت تحمل طفلتها التي تبلغ أشهر فقط وبخصوص طفليهما دعونا نعود إلى الخلف قليلًا وأخبركم ما حـ ـدث في السابق
**********
كانت شيرين تجلس في منزلها تشاهد إحدى المسلسلات العربية والتعـ ـب والإرهـ ـاق باديان على معالم وجهها فقد أخبرتها الطبيبة أنها ستضع طفلتها في أيا لحظة ويجب عليها عند الشعور بالأ'لم يز'داد أن تذهب إليها في أسرع وقت، ولذلك كانت بدأت تشعر ببعض الأ'لم والذي مع مرور الوقت بدأ يز'داد ولذلك هاتفت مُنصف سريعًا وأخبرته أن يترك العمل ويأتي إليها في الحال
وها هي تجلس وتنتظره، بدأ الأ'لم يزداد مع مرور الوقت لتبدأ في التأ'وه والتأ'لُم، حاولت قدر المستطاع أن تتمالك نفسها حتى يصل مُنصف ثم يأخذها ويذهب فهي لا تستطيع أن تستنـ ـجد بـ بيلا فهي أيضًا حبـ ـلة وفي أشهرها الأخيرة وفاطمة منهمـ ـكة في منزلها وأولادها وتسنيم معها رضيعة لا تستطيع أن تتركها وتكون بجوارها وكذلك نوران التي كانت منهمـ ـكة مع طفلها ولذلك جميعهم منشغـ ـلين في معتقداتها هي ولذلك لَم تستطع أن تشغلهم عن أعمالهم وأستعانت بزوجها الذي أخبرها أنه سيكون معها في الحال
سَمِعَت الباب يُفتح تليه صوت مُنصف الذي قال بنبرة عا'لية بعض الشيء:شيرين
«هنا يا مُنصف!» نطقت بها بنبرة مجهـ ـدة وهي بالكاد قد فـ ـقدت القدرة على التحـ ـمُل ولذلك أقترب هو مِنها مسرعًا وقال بنبرة هادئة بعض الشيء:أهدي يا شيرين نص ساعة بالكتير ونكون هناك معلش أستحـ ـملي شويه كمان يا حبيبتي
أمسك بيدها ونهضت هي ليحاوطها هو بذراعه قائلًا:على مهـ ـلك براحة
تأ'لمت شيرين قائلة:مش قادرة يا مُنصف أتحمـ ـل
ربت على يدها برفق وقال مشجعًا إياها:معلش يا حبيبتي شويه كمان عشان خاطري .. معلش انا حاسس بيكي صدقيني بس نتحمـ ـل حبة كمان
خرجا مِن البِنْاية ثم توجه بها إلى سيارته وقال:يلا على مهـ ـلك
فتح إليها باب السيارة الأمامي ثم ساعدها على الجلوس وكانت هي تتأ'لم بين الفينة والأخرى، أغـ ـلق الباب ثم توجه إلى الجهة الأخرى ليجلس على مقعد السائق ويتحرك متجهًا إلى المستشفى، صدح رنين هاتفه عا'ليًا يعلنه عن أتصال هاتفي مِن صديقه حسن لذلك أجابه وأخبره أن زوجته ستضع طفلتها ولذلك هو متجهًا إلى المستشفى
نظر إليها ليراها تتأ'لم وقد تصـ ـبب وجهها عرقًا ولذلك أمسك بيدها وضغـ ـط عليها برفق وقال:أهدي خالص انا كلمت الدكتورة وقالتلي إن دا طـ ـلق مبكر وجهزتلك أوضة العمليات وكل حاجه أول ما نوصل على طول إن شاء الله هتدخلي وتخرجي بخير أنتِ والبنوتة
كانت تجـ ـاهد حتى تظل صا'مدة ولَكِنّ الوضع في غاية الصعو'بة حقًا إنها تُعا'ني أشـ ـد أنواع المعا'ناة الآن ولا تستطيع أن تصمد أكثر مِن ذلك، ربت مُنصف على يدها وقال:خُدي نفس عميـ ـق وخرجيه بهدوء وأعملي كدا كذا مرة هتـدـهدي شوية خلاص هانت قربنا نوصل
فعلت شيرين مثلما أخبرها ولَكِنّ هذا لن يدوم طويلًا وسينفـ ـذ الوقت، دقائق ووصل مُنصف ليترجل مِن سيارته سريعًا ويتجه إلى الجهة الأخرى ليفتح باب السيارة إليها ويساعدها في النزول، وفور أن دلفا إلى داخل المستشفى أخذوها وتوجهوا بها إلى غرفة التعـ ـقيم حتى يقومون بتجهيزها كي تدلف إلى العمليات فورًا
توقف مُنصف أمام غرفة التعـ ـقيم ينتظر خروجها وهو يشعر بالخـ ـوف بدأ يستـ ـحوذ قلبه مِن الآن وهذا رغمًا عنه بالتأكيد، دقائق وخرجت شيرين وتوجهت إلى غرفة العمـ ـليات ثم بعد لحظات مِن دخولها وصل حسن رفقة أصدقائه وتوجهوا إليه حتى يكونوا بجانبه ويسانـ ـدونه، تحدث لؤي بتساؤل وقال:طمني يا مُنصف إيه الأخبار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه مُنصف وقال بنبرة هادئة:لسه داخلة العملـ ـيات مِن دقايق
ربت حسن على كتفه برفق وقال:متقلـ ـقش هتبقى كويسه وزَّي الفُل هي وبنتك إن شاء الله هي رهبـ ـة بس وهتـ ـزول
وافقه جعفر الرأي وقال:حسن بيتكلم صح كل دا طبيعي مفيش قـ ـلق مِنُه أدعيلها بس وإن شاء الله خير
زفـ ـر مُنصف ومسـ ـح على وجهه برفق وقال:يارب ... مش عارف أقولكم إيه بصراحة جايين وسايبين أشغالكم
عا'تبه حسن بقوله:يا راجـ ـل دا لو ورانا إيه نسيبه ونجيلك أنتَ بتقول إيه يا مُنصف ما بلاش الكلام اللي بيزعـ ـل دا
سراج:انا مراعي إنك بتحاول تكون ذو'ق معانا بس إحنا عجـ ـينة واحدة يا مُنصف وميمشيش معانا الكلام دا
ربت جعفر على ذراعه برفق وأبتسم إليه بخفة دون أن يتحدث وظلوا بجانبه لَم يتر'كونه حتى وضعت شيرين طفلتها وها هي بين يدي مُنصف الذي كان ينظر إليها بعينان ملتمعتين وسعادة فقد كان ينتظر هذه اللحظة منذ سنوات وها هي تحققت وأصبحت بين يديه طفلتهِ الصغيرة الهادئة والساكنة في بحـ ـور نومها، طبع قْبّلة على جبينها ثم قام بالتكبير في أذنها الصغيرة وهو ينظر إليها بأبتسامه سعيدة
أبتسم جعفر وقال:مبارك يا صاحبي تتربى فـ عزك وتكبر بإذن الله وتبقى عروسة زَّي القمر
رمزي بأبتسامه:مبارك يا صاحبي ربنا يجعلها ذرية صالحة ليكم يارب
وهكذا تلقـ ـىٰ مُنصف مباركات أصدقائه بمناسبة قدوم هذه الصغيرة التي حر'كت بداخله الكثير والكثير مِن المشاعر، كانوا في الحقيقة سعداء برؤية مُنصف بهذه الحا'لة وخصيصًا جعفر فهو يعلم جيدًا أن مُنصف كان ينتظر هذه اللحظة منذ زمن وها هي تحققت وأصبحت بين يديه
تحدث رمزي مبتسمًا وهو ينظر إليه قائلًا:قولي بقى هتسميها إيه
أبتسم مُنصف وهو ينظر إليها وقال:هسميها وتين ... ولمَ أجي أناديها هقولها يا وتيني
أتسعت أبتسامتهم أجمع ليقول حسن:مبارك عليك وتين يا أبو وتين
*************
«طمنا يا جعفر مفيش جديد؟» نطق بها مُنصف بعد أن وقف أمامه وبجواره شيرين ينظران إليه بقـ ـلق ليُحرك جعفر رأسه برفق ويقول بنبرة هادئة:بتولد
مُنصف:وأنتَ أزاي لوحدك ومحدش معاك انا لولا شوفتك بالصدفة مَكُنْتش عرفت حاجه
أجابه جعفر بنبرة هادئة وهو ينظر إليه قائلًا:محدش يعرف حاجه انا مكلمتش حدّ
مُنصف:خير يا صاحبي إن شاء الله متقـ ـلقش عمومًا انا كلمتهم وعرفتهم وزمانهم على وصول مينفعش تبقى بطولك كدا لازم حدّ يبقى معاك
أبتسمت شيرين وقالت:متخا'فش هتقوم وتبقى زَّي الفُل وبدل الواحد هيبقوا أتنين
أبتسم مُنصف وقال:أبو البنات يا أخواتي
أبتسم جعفر الذي نظر إليه وقال:أنتَ لحقت تديني اللقب
تحدث مُنصف بعد أن أغمض عينيه قليلًا وقال:تدري يا ولدي انا قلبي دليلي وبيقولي إن أنتَ مش وش ولا'د كل اللي جاي بنـ ـات
حرك جعفر رأسه برفق وقال:وحـ ـياة أمك يا مُنصف انا ما فيا د'ماغ لـ الهزار
مُنصف بجدية:طب وربنا ما بهزر انا بتكلم جَد إنتَ خلفتك بنـ ـات وبكرا تقول مُنصف قال انا عارف انا بقولك إيه والتالتة إن شاء الله تيجي وتكمل سلسلة الأسماء المتشا'بهة دي
جعفر:دا لمَ يبقى في تالت إن شاء الله تيجي التانية بس الأول على خير وأتطمن عليهم هما الاتنين وبعدها نشوف الحوار دا
مُنصف:هتيجي وهتطمن عليها وتفرح بيها كمان بمشيئة الله .. انا متفائل
وبعد مرور القليل مِن الوقت وصلوا جميعهم إلى المستشفى ليكون أول المقتربين مِنهم هي هناء التي كانت على معالم وجهها يظهر الز'عر والقـ ـلق قائلة:طمني يا جعفر بيلا عامله إيه مفيش جديد
حرك رأسه برفق وقال:لسه مخرجتش بقالها فترة جوه
فاطمة:متقلقش خير إن شاء الله
ربت سراج على كتفه برفق وقال:محدش يعرفك قدي ياض تصدق
نظر إليه جعفر نظرة هادئة ليقول سراج:انا عارف الثبـ ـات الزا'ئف دا كويس وعارف كويس برضوا إيه اللي جوه بس را'فض يظهر
زفـ ـر جعفر بهدوء وقال:غصـ ـب عنّي يا سراج انا سيبت كل حاجه وجـ ـريت عليها أول ما ليان كلمتني وقالتلي اللي حصل انا محستش بنفسي غير لمَ وقفت قدام أوضة العمليات
ربت سراج على كتفه برفق وقال:خير يا صاحبي خير متقـ ـلقش
بعد مرور القليل مِن الوقت خرجت الممرضة وهي تحمل الصغيرة قائلة بأبتسامه:ألف مبروك بنـ ـت زَّي القمر تتربى فـ عزك
أخذها جعفر بهدوء وهو ينظر إليها بهدوء وعينان يقـ ـفز مِنهما السعادة فـ ها هي صغيرته الشقيـ ـة بين يديه سا'كنة في أحضانه، طبع قْبّلة على رأسها بهدوء ثم قام بالتكبير في أذنها، بينما كانوا هم سعداء بقدوم هذه الصغيرة التي جعلت قلوبهم ترقص فرحًا وسعادة، نظرت هناء إلى الممرضة وقالت بتساؤل:هي البنـ ـت تعبا'نه ولا حاجه؟؟؟؟؟؟
عقدت الممرضة ما بين حاجبيها وقالت:لا خالص البنـ ـت زَّي الفُل
هناء:أصلها معيـ ـطتش
الممرضة بهدوء:لا بالعكس دي كانت بتعيط هي بس عقبال ما لبسـ ـناها وجبناها كانت نامت
هناء بتساؤل:طب وأمّها؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الممرضة:متقلقيش الأم كويسه وزَّي الفُل شويه وخارجه
أبتسم رمزي قائلًا:مبارك يا صديقي ربي يحفظها ويجعلها ذرية صالحة
بدأو جميعهم في المباركة إليه وهم سعداء بقدوم هذه الصغيرة، وبعد مرور القليل مِن الوقت كان جعفر يجلس بجانب بيلا التي خرجت مِن غرفة العملـ ـيات وهو مازال يحمل صغيرته بين ذراعيه ضاممًا إياها إلى أحضانه ويتحدثون، نظر صلاح إليه وقال مبتسمًا:هتسموها إيه بقى
نظر إليه جعفر وقال مبتسمًا:لين ... انا وبيلا أتفقنا نسميها لين
أبتسم لؤي وقال:وإحنا لمَ نيجي نناديك بقى نقول يا أبو لين ولا ليان
وقبل أن يُجيبه جعفر كان قد سبقه مُنصف بقوله:أبو البنـ ـات
نظر إليه جعفر وقال ضاحكًا:أنتَ مُـ ـصمم برضوا
مُنصف بأبتسامه:قسمًا بالله ما انا مِنَاديك غير بأبو البـ ـنات
أبتسم رمزي وقال:حلو أبو البنـ ـات ماله حدّ يطول يا جدع
أبتسم جعفر وقال:يا سيدي انا راضي أبو البنـ ـات أبو البنـ ـات واللهِ ما انا مزعـ ـلك
تحدث صلاح بمرح قائلًا:مفيش واحد فينا ممعهوش بنـ ـت ما شاء الله
رمزي:يا جدع واللهِ ما في أحلى مِن البنـ ـات انا عن نفسي بحبّ البنـ ـات دا انا معايا قمر
أبتسم حسن وقال:انا معايا ولـ ـد وزَّي القمر إيه المشـ ـكلة بدأتها بـ ولـ ـي العـ ـهد الإختـ ـلاف حلو برضوا
رمزي بأبتسامه:ربنا يزيد ويبارك كل اللي ييجي مِن عند ربنا نعمة
كان جعفر ليس منـ ـدمجًا معهم بل كان مع صغيرته التي كانت تسلـ ـب كل تركيزه إليها فقط، فتذكر مجيء طفلته الأولى كانت السعادة نابعة مِن القلب، طبع قْبّلة على خدها الصغير وقال:أتمنى تكوني إسم على مسمى يا لين وتكوني لينة القلب
___________________
"بعد مرور أسبوعين"
كان جعفر يحمل صغيرته لين بين ذراعيه متوجهًا إلى المسجد بعد أن هاتفه رمزي وطلب مِنهُ أن يتوجه إليه قبل أن يذهب إلى المنزل، نز'ع حذا'ءه ثم دلف بهدوء وهو ينظر حوله يبحث عنه بهدوء حتى رآه يجلس في إحدى الأركان ممسكًا بمصحفه يقرأ بهِ، أقترب مِنهُ بهدوء ثم جلس أمامه على المقعد بهدوء وأنتظره حتى ينتهـ ـي هو، تملـ ـملت الصغيرة وكانت ستبكي ولَكِنّ أسرع جعفر وحاول تهـ ـدأتها قائلًا بنبرة هادئة:لا وبعدين مينفعش نعيط هنا
أنهـ ـى حديثه وطبع قْبّلة على خدها برفق ثم أخرى وأخرى لتهـ ـدأ الصغيرة تمامًا وتنظر إليه بعينيها الخضراء التي تشبه عينان والدها التي ورثتهن مِنهُ، أبتسم إليها وطبع أخرى على خدها فهو عَلِمَ أخيرًا كيف يجعلها تصمت بعد اليوم، صدّق رمزي وأغلق المصحف ووضعه جانبًا لينظر إليه قائلًا:إيه الأخبار
نظر إليه جعفر وقال:بخير الحمد لله وأنتَ إيه الأخبار طمني
رمزي:بخير الحمد لله
جعفر:دايمًا يا صاحبي فـ أحسن حال
نظر إليه رمزي وقال بهدوء:مش ناوي تتصا'لح أنتَ وأخوك
نظر إليه جعفر نظرة ذات معنى وقال:لا
رمزي بتساؤل:ليه يا جعفر ما هو خد عقا'به خلاص؟؟؟
نظر إليه جعفر وقال:انا جوايا حاجه أتكـ ـسرت يا رمزي .. هو غـ ـلط ولازم يستحمل نتا'يج قراراته انا مش هقدر ... دا محتـ ـرمش إني أخوه الكبير وبجـ ـح وقل أد'به وفوق كل دا إيده أتمـ ـدت عليا دا لولا ستر ربنا يا رمزي انا كُنْت رو'حت فيها والهانم التانيه جايه عايزاني أتناز'ل وأخر'جه ليه هو انا حياتي دي ببلاش ولا إيه ما هو زَّي ما عنده بيت ومسؤ'ليات انا عندي نفس المسؤ'ليات وعندي طفلتين وزوجه ... مجيش على حدّ عشان خاطر حدّ تاني يا رمزي إحنا فينا مـ ـخ نفكر بيه .. ما غـ ـلط قبل كدا ويوم ما حصلت بينه وبين مراته مشكـ ـلة انا وقتها روحت أتكلم معاه مع إني معرفش إيه اللي بينهم بس تغـ ـيّره خلّاني أتكلم وهو وقتها عمل إيه أتكلم بأسلوب مش حلو مع إني أخوه الكبير وقل أد'به وقفـ ـل باب بيته فـ وشي ولمَ قلـ ـبت عليه وتجا'هلته فترة جه صالحني وقعد يتحا'يل عليا وانا ساعتها سا'محته عشان هو أخويا الصغير وواجبي لمَ يغـ ـلط أصححله غـ ـلطه بس اللي عمله آخر مرة دا انا مش هقدر أعديها مراته أتطـ ـلقت مِنُه على فكرة بسـ ـبب اللي حصل خا'فت تكمل معاه ... انا كُنْت عايش مع نفسي قبل ما هما يظهروا عادي جدًا وقا'فل على نفسي انا وأختي كافي شـ ـري إيه اللي جَد يا رمزي
زفـ ـر رمزي بهدوء وقال:انا قولت أحاول أصـ ـلح الدنيا ما بينكم يا صاحبي لأني ميرضينيش اللي بيحصل دا هو آه غـ ـلط ودي حاجه انا معتـ ـرف بيها بس هو فـ الأول والآخـ ـر أخوك الصغير يعني و'ارد يغـ ـلط ووارد نسامح
جعفر:صدقني يا رمزي انا مش هقـ ـدر للأسف انا ياما أتأ'ذيت بس هنا وستوب مش هقدر بجد يا رمزي مش ببا'لغ بس انا مِن جوايا مش هقدر انا مقدّر إنك بتحاول تصـ ـلح بينا بس انا حقيقي مش قا'در
أبتلـ ـع رمزي غصته بهدوء وقال:بُص يا صاحبي انا مقدّر إحساسك وعشان كدا انا مش هقدر أضغـ ـط عليك أكتر ودي حاجه بتاعتك انا مش هقدر أفـ ـرض رأيي عليك اللي يريحك أعمله يا صاحبي ... والخير فيما أختاره الله لنا
جعفر بهدوء:ونعمة بالله .. شكرًا يا رمزي
أبتسم رمزي بهدوء وقال:انا معملتش حاجه يا صاحبي انا حاولت أعمل حاجه وربنا موفقنيش عادي ربنا يحلها مِن عنده .. قولي أخبار القمرايا إيه أكيد مش بتنيمكم
نظر إليه جعفر وقال:أقسم بالله نفسي أنام مش عارف تخيل
ضحك رمزي بخفة وقال:وماله يا جعفر لمَ متنيمكش مش قصة يعني مكـ ـبر الموضوع ليه
أبتسم جعفر وقال:لا هو حو'ار كـ ـبير انا واخدها وبلـ ـف بيها عشان بيلا تنام شويه فـ هدوء
ضحك رمزي مرة أخرى وقال:لـ الدرجة دي
حرك رأسه برفق وقال بنبرة هادئة:وأكتر أقسم بالله انا عارف إنها شقـ ـية مِن قبل ما تيجي اللي ورتهولنا مش مِن شويه برضوا
أبتسم رمزي وقال:ربنا يحفظها ويباركلك فيها يا صاحبي وبعدين نستحمل عشانهم
جعفر:طب أقولك حاجه مش هتصدقها
رمزي:لا قول هصدقك
جعفر:لمَ تعيط مبتسكوتش غير لمَ أبو'سها تخيل
تفاجئ رمزي قائلًا:لا بتهزر
ضحك جعفر بخفة وقال:أقسم بالله ما بكد'ب عليك
أبتسم رمزي وقال:دي بتد'لع مِن دلوقتي
حرك جعفر رأسه برفق وقال:ومبتسكتش غير معايا يعني طول ما انا شا'يلها كدا وحاضنها هي كدا تمام أوي دا اللي هي عايزاه إنما أسيبها وأروح فـ حتة واللهِ ما بتسكت بتفضل تعيط لحد ما أشيـ ـلها
رمزي بتساؤل:أنتَ ساعة حمل مراتك كُنْت مثلًا لمَ تبدأ هي تتشا'قى وتضـ ـرب بتكلمها؟؟؟؟؟؟؟
جعفر:آه انا وليان كُنّا نقعد نكلمها بس انا كُنْت أغلب الوقت يعني بكلمها كدا يعني بس ليه السؤال
رمزي:أصل شوفت قبل كدا إن في أب برضوا كان طول فترة حمل مراته بيقعد يكلم بنته ومِن كتر ما كان بيكلمها البنت أول ما أتولدت وسمعت صوته ضحكت فـ عشان كدا أول ما حكيتلي أفتكرت الموقف دا وطلعت بجد مش صدفة
زفـ ـر جعفر بهدوء وقال:بس الأستاذة دي عـ ـكس ليان تمامًا شقـ ـية وز'نانة بطريقة غير طبيعية ليان مكانتش كدا نهائي
رمزي:بس أكيد الأولى ليها مكانة خاصة لوحدها
أبتسم جعفر وقال:أكيد .. دي الحُبّ كله يا رمزي
أبتسم رمزي وقال:ربنا يحفظهم يارب ويباركلك فيهم
___________________
«برضوا يا لؤي لسه مُـ ـصمم متقولش لحد؟» نطقت بها فاطمة التي كانت تقف أمامه تنظر إليه، بينما كان هو يمشط خصلاته قائلًا:خلّيها فـ الهدوء أفضل يا فاطمة
فاطمة:بس هما هيزعـ ـلوا مِنك أوي يا لؤي ومش هيعد'وهالك بسهولة .. قولهم مش هتخـ ـسر حاجه وعلى الأقل يكونوا جمبك أنتَ أكيد محتاجهم جمبك الفترة دي ولو مقولتلهمش هيزعـ ـلوا أوي ومش هيعد'وها .. فكر فيها يا لؤي هتلاقيني بتكلم صح
زفـ ـر لؤي بهدوء ونظر إليها قائلًا:مش عايز أضـ ـيع فرحتهم كل واحد مبسوط وجعفر لسه ربنا كارمه ببنـ ـت ومبسوط بيها مش عايز أعكـ ـنن عليهم
فاطمة:ومين قال كدا بالعكس مفيش حاجه مِن دي هتحصل بيتهيقلك صدقني .. طب بذمتك أنتَ مش محتاج حدّ مِنهم
نظر إليها بطرف عينه قليلًا ثم قال بنبرة هادئة:محتاجهم أكيد .. انا أتعودت عليهم
فاطمة:طيب أديك قولتها أهو قولهم وهما هيكونوا جمبك مِن النجمة .. العمـ ـلية بكرا يا لؤي مينفعش هيزعـ ـلوا أوي
جلس لؤي على طرف الفراش يُفكر في حديثها بهدوء فـ هناك العديد مِن الأسبـ ـاب تمنـ ـعه مِن أخبارهم ولَكِنّ لا مشـ ـكلة إن أخبرهم مثلما تقول فاطمة فـ هي في كل الأحوال محقة وإن لَم يخبرهم اليوم فليتحمل غضـ ـبهم وتو'بيخاتهم التي بالتأكيد لن تنتـ ـهي
لحظات ونظر إليها نظرة ذات معنى وقال:عندك حق .. طب أعمل إيه
جلست فاطمة بجواره وقالت:أنتَ تنزل دلوقتي بعد ما تتصل بيهم وتقولهم يتجمعوا فـ المكان بتاعكم وتقولهم على كل حاجه وتعرفهم إن العمـ ـلية بكرا الصبح وبس كدا هما هتلاقي رد'ود أفعا'لهم على وشهم أول ما يعرفوا
حرك رأسه برفق وقال مؤيدًا رأيها:عندك حق ... انا هعمل كدا فعلًا
أنهـ ـى حديثه وأخذ هاتفه يعـ ـبث بهِ أسفل نظراتها التي كانت تتابعه بهدوء، سَمِعَت كامل يناديها في الخارج لتنهض قائلة:هروح أشوف كامل لحد ما تخلّص
تركته وخرجت تُجيب على صغيرها بينما كان هو يشعر بالتو'تر فهو لا يعلم رد'ود أفعا'لهم فـ في بعض الأحيان تكون طا'ئشة ولذلك يشعر بالتو'تر، لحظات وسَمِعَ حسن يُجيبه قائلًا:أهلًا بالباشا اللي مبنشوفش وشه بقالنا فترة
أبتـ ـلع لؤي غصته وقال بنبرة هادئة:أزيك يا حسن عامل إيه
أجابه حسن وقال:كويس الحمد لله طمني أنتَ عليك
لؤي:بخير الحمد لله .. فينك
حسن:فـ البيت خير
لؤي بهدوء:طب بقولك إيه أستناني فـ المكان بتاعنا عايزكم فـ موضوع
عقد حسن ما بين حاجبيه وقال:في إيه مش مرتـ ـاحلك يا لؤي
لؤي:أول ما نتجمع هتعرف أهم حاجه دلوقتي تستناني هناك
زفـ ـر حسن وقال بقـ ـلق:حاضر يا لؤي خمساية وأبقى هناك .. سلام
أنهـ ـى حديثه معه ثم نهض وخرج ليرى فاطمة تجلس مع طفليه وتُذاكر لهما، نظرت إليه وقالت:هتنزل
حرك رأسه برفق وقال:هقابلهم
حركت رأسها برفق وقالت:روح .. خير إن شاء الله
تركها وخرج وعقـ ـله يُفكر في العديد والعديد مِن الكلمات والمشاهد ورد'ود الأفعال التي ستحـ ـدث وتُقال، خرج مِن بِنْايتهِ وتوجه إلى مكانهم ليرى جعفر يقترب مِنهُ وبرفقتهِ رمزي ليشكر ربه أنه رأهما في طريقه، نظرا إليه ليعقد جعفر ما بين حاجبيه وقال:على فين العزم كدا
رمزي:إيه يا عم يعني لا ظاهر ولا ليك صوت إيه أختـ ـفيت روحت فين دا إحنا قلـ ـقنا عليك ولسه بقول لجعفر نعدّي عليك نتطمن عليك
نظر إليهما لؤي وقال بنبرة متو'ترة:انا عايز أتكلم معاكم فـ موضوع مُهـ ـم جدًا انا كلمت حسن وهو زمانه مستنيني دلوقتي حدّ فيكم يكلم سراج ومُنصف يعرفهم وخلّوهم يحصلونا على المكان اللي بنتجمع فيه
نظر إليه جعفر نظرة ذات معنى وقال:مش مطـ ـمنلك يا لؤي وحاسس إنك مخـ ـبي علينا حاجه
نظر إليه لؤي وقال:وهو كدا فعلًا ... يلا
نظر جعفر إلى صغيرته التي كانت ساكنة في أحضانه فقد كان ينتوي الذهاب إلى منزله وتركها بجانب بيلا والخروج مرة أخرى ولَكِنّ عندما رأى صديقه بتلك الحا'لة قرر أن يذهب معه ويأخذ صغيرته وتكتسب بيلا القليل مِن الوقت حتى تطول قيلو'لتها قليلًا، وضع رمزي الهاتف على أذنه وقال:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فينك يا ولـ ـد ... مع مُنصف بتهـ ـببوا إيه مع بعض ... ما تجمـ ـيعة واحد فيكم مع التاني بيكون وراها مـ ـصيبة سـ ـودة يا حبيبي الواحد خلاص خدّ عليكم وعلى مصا'يبكم ... طب شـ ـدّ مُنصف معاك وتعالى على مكان تجمعنا عشان لؤي محتاجنا فـ موضوع ... يا أخي وانا هعرف منين إيه الغبـ ـاء دا يا ربي .. بقولك إيه هاته معاك وتعالى متصـ ـدعنيش أنتَ رغـ ـاي أوي
أنهـ ـى حديثه معه وأغـ ـلق سريعًا بوجهه قبل أن يسمع شيئًا آخر لينظر إليه جعفر نظرة ذات معنى وقال:ميبقاش سراج لو مخرجش أسـ ـوأ ما في البني آدم
حرك رمزي رأسه برفق وقال:يا أخي دا رغـ ـاي أوي مش قادر يستنى يعرف لمَ ييجي لا هو دلوقتي قول يلا في إيه حاجه تخلّي الواحد يشـ ـق هدومه نصـ ـين
ضحك جعفر وقال:هو دا سراج يا صاحبي أتعود بقى
وصلوا أخيرًا إلى مكانهم المعتاد ثم أنتظروا بضع دقائق حتى رأوا مُنصف يدلف وخلفه سراج الذي قال:يا عم ما تدخل هتشـ ـلني
ألتفت مُنصف ينظر إليه قائلًا:يا جدع هعو'رك
د'فعه سراج برفق مرة أخرى وقال:يا عم أتنـ ـيل بقى هي نا'قصة
تقدما مِنهم ليقف مُنصف أمام جعفر ينظر إلى لين التي كانت نائمة ليقول وهو يُمسك بيدها يد'اعبها:يا اختي على الملاك البريء النايم دا
أبعد جعفر يده وهو يقول:ما بس بقى انا مصد'قت نامت إيه
نظر إليه سراج وقال بسخرية:دا لسه أول أسبوع إيه لحقت تصـ ـدع لا أجمـ ـد كدا دي لسه لمَ تسـ ـنن دا لوحده صـ ـداع تاني
مُنصف:دا إحنا هنشوف أيام عنب
نظر حسن إلى لؤي الذي أقترب مِنهم وقال:إيه بقى يا ولـ ـدي جايبنا ونبرة صوتك وشكلك بيقولوا فيه كار'ثة سـ ـودة
نظـ ـف لؤي حلقُه وقال:انا عايز أقولكم على حاجه بس لا عايز تعـ ـصُب ولا رد'ود غشيـ ـمة عشان انا مش مستـ ـحمل
تحدث جعفر بنبرة جا'دة وهو ينظر إليه قائلًا:قول يا لؤي في إيه
أبتلـ ـع لؤي غصته بهدوء وقال بنبرة هادئة:انا عندي عمـ ـلية الصبح
كان التفاجؤ والذهول عنوانهم على جملة لؤي الذي كان يتو'قع سماع صيـ ـحاتهم وأعتر'اضاتهم وغضـ ـبهم والكثير مِن هذا، ولَكِنّ كان ردّهم هو الصمت والصـ ـدمة، شعر بالتو'تر يز'داد أكثر كلما طا'ل هذا الصمت ليقول:أنتوا ساكتين ليه ... أتكلموا قولوا حاجه
مُنصف بهدوء:عمـ ـلية إيه
أجابه لؤي وقال:عمـ ـلية قـ ـلب مفـ ـتوح ... عندي ثقـ ـب فـ القلـ ـب وشـ ـريان مسـ ـدود لازمله عمـ ـلية عشان الد'م يتضـ ـخ لـ القلـ ـب كويس .. انا عارف إنكم مش مصد'قين وبصراحة ولا انا كُنْت مصدق ... انا كُنْت بضحك وقتها وقولت بيهزروا معايا .. بس عارف لمَ تكون عايز الهزار فـ حاجه جَـ ـد مبتقـ ـبلش فيها هزار .. انا هعمل العمـ ـلية الصبح الساعة تمانية ... انا مَكُنْتش عايز أقولكم عشان مبو'ظش فرحتكم يعني جعفر لسه مبسوط بـ بنـ ـته ومُنصف نفس الشيء وسراج عشان رجـ ـع مراته تاني وحسن بمناسبة ترقيته فـ شغله ورمزي بمناسبة حمـ ـل مراته يعني مش هاجي انا أبو'ظ فرحة كل دول يبقى معنديش د'م بقى
مُنصف بحـ ـدة:لا هو أنتَ ميبقاش عندك د'م لمَ تقرر تخبـ ـي علينا مش لمَ تبو'ظ فرحتنا زَّي ما بتقول
سراج بعتـ ـاب:أنتَ أزاي تفكر بالأسلوب دا يا لؤي سعادتنا حاجه وصداقتنا حاجه إيه التفكير الغريب دا مِن أمتى وإحنا بنفكر كدا
رمزي:يعني يا صاحبي لمَ أكون فرحان وتيجي أنتَ مضا'يق ولا زعـ ـلان تحكيلي حاجه هل كدا أنتَ بو'ظت فرحتي بالعكس .. انا هخـ ـبي فرحتي وسعادتي فـ اللحظة اللي أنتَ قاعد مضا'يق ومخـ ـنوق فيها معايا عشان ميبقاش صاحبي مضا'يق ومخنـ ـوق وعنده مشا'كل وانا أقعد اضحك وأهزر دا انا يبقى معنديش د'م كدا ومبحسش باللي قدامي
جعفر:انا مقدر طريقة تفكيرك بس فـ دايرتنا مفيش الكلام ده .. دايرتنا يا صاحبي فرحانة دلوقتي وجه خبر نـ ـكد عليها هتتنـ ـكد ساعتها لأن الفرح لِيه وقت والحـ ـزن لِيه وقت وبعدين طبيعي نزعـ ـل ونضا'يق هو أنتَ مش واحد مِننا وأخونا ولا إيه .. مِن ستة الصبح هكون معاك ومش هسيبك غير وأنتَ فايق وكويس ووا'عي وصحتك زَّي الفُل .. أنتَ مش مجرد صاحب سنة ولا أتنين .. أنتَ أخونا عارف يعني إيه أخونا يا أهبـ ـل يعني قلـ ـبنا كلنا عليك يا عبيـ ـط ... كلنا هنكون معاك مش هنسـ ـيبك وهنفضل فـ ضهـ ـرك لأنك مقصـ ـرتش مع حدّ فينا ولو مرة .. وإحنا كمان مستعدين نكون جنبك لحد ما ترجع بيتك وأنتَ زَّي الفُل ... ومتخا'فش مِن حاجه ربك كبير ومش هيسيبك توكل على الله ولو أحتاجت أي حاجه قول متتكـ ـسفش
أحبّ مُنصف تلـ ـطيف الأجواء ولذلك قال بمرح:كسوف إيه دا اللي بتتكلم فيه يا جعفر إحنا منعرفش يعني إيه كلمة كسوف دي إحنا ناس بجـ ـحة لمَ بتحتاج حاجه بتا'خدها ولا إيه يا سراج
أبتسم سراج بسخرية وقال:بأ'مارة ساندوتش الشاورما اللي جبته ولسه بقول بسم الله لقيت نصه فـ بو'قك يا ابن الطـ ـفسة
ضحك مُنصف وقال:جعـ ـان أعملك إيه
رمزي:وانتَ بتاكل مِن غير ما تسمي يا مُنصف
أعتـ ـرض مُنصف بشـ ـدة وقال:لا طبعًا أنتَ عبيـ ـط ولا إيه انا سميت فـ ثانيه وخدت نص الساندوتش انا لسه هستنى
سراج:يا أخي منك لله ربنا على الظا'لم والمفـ ـتري
أبتسم مُنصف وقال:قلبك أبيض بقى وبعدين أنتَ مَكُنْتش جعـ ـان أوي يعني
سراج:أقسم بالله انا لو ردّيت عليك هتزعـ ـل
أتسعت أبتسامه مُنصف الذي قال:لا مبزعـ ـلش
سراج:وربنا هتزعـ ـل ... أقسم بالله هتزعـ ـل
جعفر:ما خلاص يا عد'يم الد'م أنتَ وهو مكانش ساندوتش هو
كان لؤي يعلم أنهما يفعلان ذلك حتى يجعلانه يبتسم ويتنا'سى حزنه قليلًا ولَكِنّ يعلم كذلك أن جعفر صا'رم في مثل تلك الأمور ولا يُحبّ فعل مثل هذه الحركات في تلك الأمور الجا'دة مراعاة لمشاعر الواقف بينهم، تحدث رمزي مبتسمًا وهو ينظر إليه بهدوء وقال:توكل على الله وإحنا معاك يا صاحبي
أبتسم لؤي بخفة وقال:ربنا يخليكم ليا وتديم محبتنا لبعض انا حقيقي معايا كنز
أبتسم حسن وقال:كنز غا'لي ها مش مضـ ـروب ولا صيـ ـني
ضحكوا جميعهم ليعانقه حسن قائلًا بأبتسامه:متخافش خير بإذن الله
نظر إلى جعفر الذي قال:يا ولدي وين لؤي السفـ ـاح اللي متعود عليه مين بيسـ ـد ورايا يا لؤي
أبتسم لؤي وقال:متقـ ـلقش يا صاحبي موجود .. تعدي بس الفترة دي على خير وهرجع أقـ ـف تاني فـ ضـ ـهرك
جعفر:مش قبل ما أسّـ ـد مكاني الأول
مُنصف:خلاص بقى يا عم فـ ـكها كدا وفرفش بقولك إيه انا عازمك على ساندوتش شاورما
نظر إليه سراج نظرة ذات معنى ثم صا'ح بوجهه وقال:نعم يا حيلـ ـتها!
___________________
دلف إلى رد'هة بِنْايته مغـ ـلقًا الباب خلفه بهدوء وقبل أن تخطو قدمه أولى درجات السُلَّم رأى مَن يقف أمامه ويقول:لَم أكن أتو'قع أنك نذ'ل يا جعفر أعتدتُ على رؤية جعفر الطيب الذي عندما يعلم خبرًا سعيدًا يُخبر أحبّاءه بهِ
زفـ ـر جعفر بقوة ونظر إليه قائلًا:تبًـ ـا لك يا رجُـ ـل أفزعـ ـتني
أبتسم كين وقال:أتفـ ـزع مثل البشر حقًا .. الفـ ـزع نفسه يفـ ـزع مِن رؤيتكَ يا رجُـ ـل ماذا تقول
أبتسم جعفر وقال:وعندما أضـ ـربكَ عمَّ قريب ستحـ ـزن كثيرًا
نزل كين درجات السُلَّم ليتوقف أمامه قائلًا:لا أحـ ـزن مِن أحبائي يمتلكون تصر'يحًا
حرك جعفر رأسه برفق وقال بنبرة هادئة:ستظل كما أنت يا كين لن تتغير
كين:ولن يحدث .. في الحقيقة أنا جئتُ لرؤية هذه الجميلة .. الوافد الجديد لعائلتكَ الصغيرة
أنهـ ـى حديثه وهو ينظر إلى لين التي كانت قد أستيقظت للتو وتتمـ ـلمل بهدوء مثلما يفعلون الأطفال، نظر إليها جعفر وقال:أبنتي وحبيبتي .. لين
أبتسم كين وأنحنـ ـى قليلًا إليها قائلًا:جلالة الملكة سُررتُ برؤيتكِ
أبتسم جعفر وقال:ما رأيك
نظر إليها كين بتفحص وقال:تُشبهكَ كثيرًا يا رجُـ ـل ... ليان تشبه والدتها ولَكِنّ لين تُشبهكَ
أعتـ ـرض جعفر وقال:بلى ليان أيضًا تُشبهني .. بل هي نسخة مصغرة مِني .. وكذلك لين ... الفتاتان يشبهانني يا رجُـ ـل
كين:مثلما تريد في الأخير هن فتياتكَ أنت .. أخبرني كيف حال زوجتك أهي بخير
حرك رأسه برفق وقال:نعم بخير الآن
كين:رائع هذا أهم شيء ... ولَكِنّ لِمَ أسميتها لين
نظر جعفر إلى صغيرته التي نظرت إليه ليبتسم قائلًا:لسـ ـببين .. أولهما أن يكون أسمها متوازن مع أسم شقيقتها فـ إن كانت شقيقتها ستكون أسمها ليان فـ الصغيرة ستكون لين
حرك رأسه برفق وهو مبتسم ليقول:والثاني
أجابه بهدوء وقال:حتى تكون لينة القلب .. لينة في بعض الأحيان ومتسامحة .. ولذلك أحببتُ أسم لين هذا بعد أن حلمت والدتها بهذا الإسم ولا أكذُ'ب عليكَ عندما علمت أنها فتاة كان لين هو أول أسم يخـ ـطر على رأسي ولذلك عندما أخبرتني بيلا بذلك الإسم أيضًا لَم أتر'دد وأسميتُها لين
تحدث كين مبتسمًا وقال:أتمنى أن تكون كذلك حقًا يا صديقي ... مبارك لكَ جئتُ خصيصًا لرؤيتها ورؤية ليان فقد أشتـ ـقتُ إليها كثيرًا
أبتسم جعفر وقال:ستسعد ليان كثيرًا عندما تراك .. تعال
أنهـ ـى حديثه وهو يصعد درجات السُلَّم بهدوء وخلفه كين، وصلا أخيرًا ليطرق على الباب بخفة منتظرًا أن يُفتح الباب إليه، سمعا صوت أقد'ام صغيرة تركض في الداخل وبعد لحظات فُتِحَ الباب وظهرت ليان التي قالت بسعادة عندما رأت كين:كين
حملها كين ضاممًا إياها إلى أحضانه قائلًا بأبتسامه:أشتـ ـقتُ إليكِ يا حبيبة كين
أنهـ ـى حديثه وطبع قْبّلة على خدها الصغير، بينما سَمِعَ جعفر يقول بعد أن ذهب وأعطى الصغيرة إلى بيلا وأغـ ـلق الباب عليها بإحكـ ـام:تعال يا رجُـ ـل ... ألا يكفيك أن أبنتي عانقتكَ قبل أن تعانقني
ضحك كين وقال بتلا'عب:يا رجُـ ـل أتغـ ـار
أبتسم جعفر بسخرية وقال:لا لسمح الله يا رجُـ ـل أغـ ـار ... أنا أستـ ـشيط غضـ ـبًا
تعا'لت ضحكات كين الذي كان يضحك مِن قلبه قائلًا:ستقتـ ـلني يا رجُـ ـل قم بإلقـ ـاء اللو'م عليها هي وليس عليّ أنا هي مَن ركضت لي
أبتسم جعفر ساخرًا وقال:ومَن الذي عندما رأها أبتسم كالأبلى
نظر إليه كين نظرة ذات معنى وقال:سأُمررها لكَ هذه المرة يا جعفر وفي المرة القادمة سأقـ ـتلكَ
نظر إليه جعفر بتحـ ـديٍ وقال:إن أستطعت فأفعلها يا رجُـ ـل
جلس على الأريكة بأريـ ـحية بعد أن أنهـ ـى حديثه ونظر إليه ليجلس كين في المقابل ويُنزل ليان أرضًا قائلًا:أنتَ مَن قُلت فلتتـ ـحمل إذًا
أقتربت ليان مِن جعفر ثم أستقرت داخل أحضانه تُعانقه لينظر هو إليها بهدوء ويضمها إلى أحضانه طابعًا قْبّلة على رأسها ولَم يتحدث فهو يعلم أنها تُحبّه وبشـ ـدة ومهما أبتعدت فلن تجد عندما تعود إلا أحضان والدها الدا'فئة والحنو'نة تنتظرها
تحدث كين بنبرة هادئة وهو ينظر إليه قائلًا:علمتُ ما حد'ث بينك وبين هاشم أخيك
أحتـ ـل الضـ ـيق معالم وجهه بوضوح ليسترد كين حديثه قائلًا:حسنًا هذا شيئًا لا دخل لي بهِ أردتُ تذكيرك فحسب أن هاشم واحدٍ مِنا
أجابه جعفر بنبرة با'ردة وقال:لا يعنيني .. لن أتنا'زل مهما حد'ث
كين:لا أقول لكَ تنا'زل عن حـ ـقك أتعلم إن كان خارج السجـ ـن لكان عُقـ ـب أيضًا فنحن لا نتغا'ضى عن مثل هذه الجـ ـرائم .. حسنًا دعنا مِن هذا أنا جئتُ فحسب للأطمئنان عليكم وسأعود مرة أخرى حتى أرى ماذا سوف يحـ ـدث
أوقفه جعفر الذي قال بنبرة هادئة متسائلة:هل فعلت لكم شيراز شيئًا آخر دون علمي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أبتسم كين بهدوء وقال:وهل تجـ ـرؤ يا رجُـ ـل .. أنا بالنسبة إليها مثل الشو'كة الحا'دة العا'لقة في حـ ـلقها ولن تخرج إلا بمو'تها .. لا تخـ ـف كين يعلم ما يحـ ـدث حوله وحتى الآن الخطـ ـر بعـ ـيد كل البُعـ ـد عنكم
جعفر بتحذ'ير:أبنتي لين خا'رج دائرتكم تلك يا كين أتسمعني
أبتسم كين مرة أخرى وقال بنبرة هادئة:لا تخـ ـف يا رجُـ ـل .. مهما حـ ـدث لن نسمح بأن تؤ'ذى الصغيرة مهما حـ ـدث
حرك جعفر رأسه برفق وقال:حسنًا هذا أفضل
نهض كين وقال:أراكم قريبًا
نهض جعفر ووقف أمامه ينظر إليه قائلًا:سأشـ ـتاق إليك يا رجُـ ـل
أبتسم كين وقال:ستراني قريبًا ... عندما نُعلن رفع را'يات الحـ ـرب على شيراز وأتبا'عها الحمـ ـقى المتعفـ ـنين
أبتسم جعفر وقال:يا رجُـ ـل كفاك
حرك كين رأسه برفق وقال:مع شيراز لا أستطيع صدقني
ربت جعفر على كتفه برفق وقال:عندما تصل أخبرني وأنتبه إلى حالك
عانقه كين قائلًا:لا تخـ ـف عليّ بل يجب أن تخـ ـاف على مَن سيـ ـقع بيدي
ضحك جعفر بخفة وقال:أعلم ذلك دون أن تُخبرني
أبتعد كين ونظر إلى ليان وقال:أراكِ قريبًا أيتها الجميلة
أبتسمت ليان قائلة:سأشـ ـتاق إليكَ يا كين كثيرًا
حمـ ـلها كين على ذراعه وطبع قْبّلة على خدها وقال:وأنا كذلك يا حبيبتي سأشـ ـتاق إليكِ كثيرًا
أنزلها مرة أخرى وقال:أراكم عمَّ قريب
ودعه جعفر ليذهب كين ويتركه يقف مكانه ينظر إليه بهدوء، نظر جعفر إلى ليان وقال بغيـ ـظ:بقى تجـ ـري على كين الأول وانا لا
نظرت إليه ليان وأبتسمت قائلة:محصلش
بدأ يقترب مِنها قائلًا:يا سلام ومين اللي جـ ـري وخده بالحضن خيا'لي!
بدأت هي تعود إلى الخلف وهي تنظر إليه وتبتسم قائلة:ممكن
جعفر:ما شاء الله بقيتي تر'دّي كمان
شعرت ليان بالخـ ـطر تجاهه لتركض إلى غرفتها ويلـ ـحق بها هو قائلًا:رايحة على فين بس دا انتِ يومك مش معـ ـدي معايا النهاردة
ضحكت ليان لتقول:طب أقولك الحقيقة
أجابها جعفر الذي أمسك بها مؤ'خرًا وقال:قولي
ليان:انا كُنْت هجيلك أنتَ الأول أصلًا
نظر إليها وقال:أومال إيه اللي حصل
أجابته ببساطة وقالت:معرفش صدقني
جعفر:لا مش مصدقك دا انا شايفك يا بـ ـت بـ عينيا وأنتِ بتجـ ـري عليه وتحضـ ـنيه وانا مش متـ ـشاف
ضحكت ليان قائلة:مقدرش واللهِ
جعفر:لا لا مش مصدقك إحنا نلجاء لـ العقـ ـاب أسهل
أستنجـ ـدت الصغيرة بوالدتها وهي تضحك وبدأ جعفر بدغد'غتها دون تو'قف
___________________
«وبعدين إيه اللي حصل؟» نطقت بها أزهار وهي تنظر إلى صلاح الذي كان يجلس على المقعد وشارد الذهن، لحظات مِن الصمت دامت ليقـ ـطعها صلاح قائلًا بنبرة هادئة:فـ المستشفى دلوقتي والله أعلم إيه اللي هيحصل
أزهار بهدوء:هي بيلا متعرفش حاجه عن الموضوع ده
حرك رأسه ينفـ ـي حديثها قائلًا:للأسف لا
أزهار بقلـ ـق:ربنا يسترها انا قلبي مش مـ ـرتاح يا صلاح وخا'يفه
نظر إليها صلاح وقال:مش اكتر مِني يا أزهار انا حاطط إيد'ي على قلبي ... نبـ ـض القلب ضعـ ـيف والحا'لة مش مستـ ـقرة دي جا'تله جلـ ـطة ولحـ ـقوه على طول يعني لو أتأ'خر حبـ ـة قد كدا كان راح فيها
زفـ ـرت أزهار وقالت بخـ ـوف:ربنا يعديها على خير وميحـ ـصلش حاجه
____________________
فُتِحَ الباب ودلفت بيلا بخطى هادئة ممسكةً بيد صغيرتها وخلفها جعفر الذي كان يحمل صغيرته لين مغـ ـلقًا الباب خلفه، أقتربوا مِن فراشه بهدوء ليقفوا بجواره وهم ينظرون إليه بهدوء، كانت بيلا متر'ددة كثيرًا ولَكِنّ شجـ ـعها جعفر بنظراته لتنظر هي إليه مرة أخرى وتَمُدَ يدها بهدوء تضعها على يده التي بداخلها إبـ ـرة المحـ ـلول وهي تنظر إليه لتقول:بابا
لحظات وفتـ ـح عينيه وحرك رأسه برفق لينظر إليها بو'هن وهو ما بين الو'عي واللا و'عي، تحدث بنبرة وا'هنة وقال:أنتِ مين
تفا'جئت بيلا كثيرًا لتنظر إلى جعفر الذي كان ينظر إليه بهدوء، لا تعلم أن الرؤية مشو'شة ولا يستطيع رؤيتها جيدًا، نظرت إليه مرة أخرى وقالت بنبرة هادئة متو'ترة:أنتَ مش عارفني بجد ... انا بيلا
أبتـ ـلع غصته ولاحت شـ ـبه أبتسامه على ثغره قائلًا:بيلا ... أخيرًا قولتيلي بابا ... متعرفيش كُنْت مستني أسمعها بقالي قد إيه
ألتمعت عينيها وهي تراه يجاهـ ـد نفسه كي يتحدث لتقول:متتعـ ـبش نفسك بالكلام كتير انا جيت على طول أول ما كلموني وقالولي اللي حصلك
فارس:لو كُنْت أعرف إن تعـ ـبي هيجيبك على طول كدا كُنْت تعـ ـبت كل شويه
تحدثت بنبرة شـ ـبه با'كية وقالت:متقولش كدا ... شوف جبتلك ليان معايا أهيه عشان تشوفها بقالك كتير أوي مشوفتهاش بُص
أنهـ ـت حديثها وهي تضع صغيرتها على قدمها كي يستطيع فارس رؤيتها لينظر هو إليها ويبتسم قائلًا:زَّي القمر يا بيلا .. زَّي القمر ربنا يحفظهالك خلّي بالك مِنها
أبتسمت بيلا بمـ ـرارة وهي ترى حا'لة والدها التي تسـ ـوء لتسمع جعفر يقول:بو'سي جدو يلا وأتطمني عليه وقوليله ألف سلامة عليك يا جدو
فعلت ليان مثلما أخبرها والدها ليبتسم فارس وينظر إليها محدثًا إياها، بينما كانت بيلا تبكي في صمـ ـت لتشعر بيد جعفر توضع على كتفها مشـ ـددًا عليه برفق فهي لَم تكن تتو'قع أن تشعر بهذه المشاعر المؤ'لمة وترى والدها في هذه الحا'لة الصحية السـ ـيئة
تحدث فارس وهو ينظر إلى جعفر الذي كان يحمل صغيرته وقال بوهن:ولـ ـد ولا بنـ ـت
نظر إليه جعفر وقال بنبرة هادئة وأبتسامه خفيفة:بنـ ـت .. أسمها لين
أقترب مِنهُ بهدوء كي يستطيع فارس رؤية الصغيرة التي كانت مستيقظة، نظر إليها وقال مبتسمًا:ما شاء الله .. قمر زَّي أختها خلّوا بالكم مِنهم وأي حاجه تعوزها واحدة مِنهم متتأ'خروش عليهم دول ميتر'فضلهمش طلب .. سامعين
أجابه جعفر بنبرة هادئة بدلًا عن بيلا التي كانت تجـ ـفف دموعها وتُحاول التما'سك قائلًا:متقـ ـلقش عليهم
ربتت بيلا على يده برفق وقالت بنبرة با'كية:متقـ ـلقش يا بابا عليهم
تحدث فارس وقال:خلّوا بالكم مِن بعض وخلّي أخواتك ييجوا عايز أشوفهم
نظرت بيلا بعيدًا وهي لا تستطيع تما'لُك نفسها وسقـ ـطت دموعها أكثر ليقول جعفر:زمانهم على وصول دلوقتي أول ما عرفوا جم على طول
وبعد مرور القليل مِن الوقت
كانوا جميعهم حوله يتحدثون معه، بينما كانت بيلا تقف بعيدًا وهي تنظر إليه ودموعها لا تتو'قف عن السقو'ط، نظر إليها جعفر وقال:بيلا لو تعبا'نة يلا نروح وهما حواليه أهو
حركت رأسها برفق وقالت:خا'يفه أوي يا جعفر ... مرعـ ـوبة
مسّد على ذراعها برفق وقال:مفيش حاجه خا'يفه مِن إيه بس
حركت رأسها برفق وقالت بنبرة با'كية:مش عارفه .. قلـ ـبي واجـ ـعني وخا'يفه أوي عليه ... وجـ ـع قـ ـلبي يا جعفر لمَ معرفنيش فـ الأول .. كأن حدّ مسك سكـ ـينة وغر'زها جـ ـوه قـ ـلبي مَكُنْتش أتو'قع إني هتأ'ثر أوي كدا وهحـ ـن
ربت على ظهرها برفق وقال:متخا'فيش مفيش حاجه دا بس بسـ ـبب التـ ـعب إنما هو كويس وبيتكلم معاهم أهو وبيضحك ويهزر
حركت رأسها تنـ ـفي ما قاله قائلة:بابا هيمـ ـوت يا جعفر .. انا عارفه إنه هيمـ ـوت ... اللي هو فيه دا سكـ ـرات المـ ـوت .. الجلـ ـطة مش سيباه .. بابا ميـ ـت يا جعفر
سقـ ـطت دموعها بغـ ـزارة وهي تُحاول تما'لُك نفسها وهي تنظر إليه وتـ ـلهث، ضمها جعفر إلى أحضانه ممسّدًا على ظهرها برفق علّها تهـ ـدأ فمنذ أن رآه وعَلِمَ أنه مـ ـيت ولَكِنّ لَم يكُن يُريد أن يُخبرها بـ شيئًا كهذا فلن يستطيع المخا'طرة وقول شيئًا كهذا إليها، أقترب بشير مِنهما بعد أن رأى شقيقته تبكي بهذه الطريقة قائلًا بقـ ـلق:في إيه يا جعفر مالها بيلا بتعيط ليه كدا
نظر إليها وقال بنبرة قلـ ـقة:أنتِ كويسه يا بيلا أجيبلك دكتور طيب تعبا'نه
نظرت إليه بيلا وهي تلهـ ـث قائلة بنبرة با'كية:أبوك مـ ـيت يا بشير .. بابا هيمـ ـوت
_______________________
#جعفر_البلطجي 3
#الحاكمة_الصغيرة 19
بقلمي:بيسو وليد
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية جعفر البلطجي ) اسم الرواية