Ads by Google X

رواية اولاد الجبالي الجزء (3) الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

 رواية اولاد الجبالي الجزء (3) الفصل الحادي والعشرون 21

٢١&٢٢
أولاد الجبالى 3
الحلقة الواحدة والعشرون
............ 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
بتنا في زمان لا يربط الناس فيه إلا المصالح، يبحث الجميع عن نفسه ومصالحه الشخصية، لا يضع أي من الناس اعتبار للحب والمشاعر الصادقة، فالمبدأ الأساسي هو نفسي نفسي.
أدركت نيلى منذ اللحظة الأولى التى هاتفها به فريد ، إنه يريدها لمصلحة ما وليس حبا.
_ فهى تعلمه جيدا لا يحب سوى نفسه فقط والجميع لديه ما هم غير أدوات لتنفيذ رغباته .
_ أما هى لأجل المال تفعل ما تشاء وإن كان على حساب نفسها ولا يعينها ما يترتب على ذلك وكأنها باعت الآخرة بالدنيا .
فقالت : أدخل فى الموضوع على طول يا فريد ، عايز ايه ؟
فابتسم فريد قائلا  : أحبك وأنت فهمنى يا قمر .
حضرى نفسك بقه عشان هتسجنى ؟
فشهقت نيلى وقالت بفزع : ايه ؟؟؟
فطمئنها فريد وهدئها بقوله : بس بس متتخضيش كده ، أنا عايز مصلحتك .
_وهو بس يومين تستحمليهم بالطول والعرض وبعدين هبعتلك ومحامى عقر يطلعك منها زى الشعرة من العجين وفوقيهم خمسين باكو .
فاتسعت عينيها طمعا مرددة بذهول : خمسين باكو حتة واحدة .
فريد بضحك : ايوه أمال إيه ، أنتِ بتتعاملى مع فريد باشا  .
فترددت نيلى وقالت  : بس يا فريد هو  لازم يعنى الشغلانة دى تكون بالسجن والبهدلة ، ده أنا لسه خارجة وقولت توبة ، حتى الشغل خليته على خفيف خفيف كده .
فريد : معلش ، منا قولتلك كام يوم وهتطلعى ومش خسارة فى اليومين دول الخمسين ألف .
_ومع ذلك لو مش عايزة ، خلاص ، كأنى مقولتش حاجة واتصل بواحدة حبيبتى تقضيلى الطلب .
لتجيبه نيلى بلهفة : لا يا باشا ، هو فيه حبايب إلا أنا برده .
قول بس عايز إيه وانا أعمله بس أوعى يكون فيها دم ، مليش فيه .
فنفى فريد : هو انا بتاع كده برده ، هو بس قرصة ودن لواحد معرفة عشان يتلعم الأدب .
نيلى : نعلمه يا باشا ، منعلموش ليه ، كله الا الأدب ، انا بموت فيه ، بس إزاى ؟
فريد بضحك : اه طبعا ، ده حتى كنا بنطبق الأدب سوا .
ثم تابع بقوله : أما إزاى هقولك يا عسل .
_ هتطلعى على العنوان ده *** وهتستنى راجل بعربية ماركة ** باللون الاسود وهبعتلك صورته على الواتس .
_ وأول ما تشوفيه جى وخلاص بيهدى السرعة عشان يركن ، تكونى واقعة قدام العربية كأنه خبطك .
فبصقت نيلى وقالت : تف من بوقك ،بعد الشر عليه ، ان شاء الله اللى يكرهنى .
فزفر فريد بضيق  : بعد الشر يختى عليكِ .
_ المهم هو هينزل طبعا مخضوض ويسئلك أنتِ كويسة ، أوديكِ المستشفى.
_ فتقومى بصاله ومسبلة كده عينيكِ وتقوليله :
_ هو اللى تعبنى عينيك الحلوة دى أكتر من الخبطة ، ممكن تصلح غلطتك وتجوزنى .
_ طبعا هيتخض من كلامك ، تروحى قايلة ،قصدى ملوش لزوم المستشفى ، بس لو توصلنى للبيت أكون شاكرة ليك عشان حاسه نفسى دماغى بتلف .
_ فطبعا هيقول : أكيد هوصلك طبعا .
_ تقومى يا شاطرة وخداه على مكان الحبايب اللى بنتقابل فيه  
وعلى السلم هتكونى طبعا  مقربة منه   عشان دايخة طبعا ويكون معاكِ الرش اللى بيدوخ ، عارفاه طبعا ، عشان ياما دوختينى بيه .
_ فعايزك تدوخيه ، عشان يدخل معاكِ الشقة ، وجوه بقه وهو دايخ كده ومش حاسس بنفسه ، عايزك تصوريه كام صورة حلوة كده معاه تبعتهالى على الموبيل .
وبس كده عملتى اللى عليكِ وسيبى الباقى عليه ، بس حضرى ملاية عشان يستر بيها نفسه .
_ عشان ميخلصنيش يمشى كده فى الشارع ، عيب برده .
لازم يكون فى قلوبنا شوية حنية مع الناس دى .
فضحك نيلى مرددة بسخرية : اه منك يا حنين أنت .
وربنا يستر وتعدى على خير ، بس شكلك بتعزه أوى .
فضحك فريد بخبث قائلا : ايوه اوى اوى مقلوكيش 
نيلى : واللى أمه داعية عليه ده هوصل عنده إمتى ؟
فريد : تقدرى تتحركى من الآن عشان فضله ساعة ويوصل تقريبا .
_ بس لامؤاخذة تلبسى لبس محترم عشان ميشكش فى حاجة .
فضحكت نيلى : ولو إنى معنديش بس هتصرف ، ممكن يعنى ايدى تطول على البلكونة اللى جمبى .
معلش مهو زى ما بيقولوا الضرورة تحكم وابقى ارجعلها تانى عشان أمانة .
فضحك فريد : أموت أنا فى الأمانة .
ليغلق معها على الخط بعد ذلك .
ليبدء فى تجهيز نفسه للذهاب إلى مرام ليقضى معها ليلة أخرى فى الحرام .
بعد أن أقترب من تنفيذ هدفه ، ليجدها معه إينما شاء ، ويستغلها هى أيضا لإرضاء نفسه الدنية 
*********
بعث محمود بفنى كاميرات مراقبة ليأتى ليفرغ الكاميرات التى فى المصنع ومعه قوة من الشرطة حتى لا يتعرض له أحد .
وبالفعل إستطاع فعل ذلك ، ليظهر جاسر فى الكاميرة يحمل حقيبة فى وقت متأخر من الليل بعد إنتهاء يوم العمل ولا يوجد أحد من العمال سوى الحارس .
ولكن الحارس لم يعارض على دخوله فى ذلك الوقت المتاخر لإنه يعلم مكانته فى قلب جابر .
وفى الكاميرا ظهر جاسر ، يتلفت حوله يمينا ويسارا  ، حتى ولج إلى المخزن ليقوم فتح تلك الحقيبة ، وإخراج تلك المواد المخدرة منها واخفائها فى صندوق من الصناديق التى يوضع بها الخيوط المستخدمة فى نسج السجاد اليدوى .
ثم وقف للحظات ينظر للصندوق بسعادة قائلا : أشتغل أنت فى السجاد يا اخوى وانا أشتغل فى اللى يعمر الدماغ ويجيب أضعاف أضعاف اللى عتكسبه وساعتها هاعمل انا مصنع أحسن منيك وأخليك أنت تجعد فى البيت .
ثم خرج سريعا بعد كلماته تلك .
ليكون هذا الفيديو دليل صريح على إدانة جاسر حمدان الجبالى وبراءة جابر مما نسب إليه ظلما .
وعندما وصل إلى محمود الفيديو ظهر على ملامحه الفرح وحدث نفسه : فعلا يا جابر أنت تستحق كل الحب اللى ناس بتحبهولك ، ويمكن بفضل دعواتهم ظهرت الحقيقة بأسرع ما يمكن .
وجه عوض ده نجدة من عند ربنا ليك .
_ بس مش فاهم إزاى واحد زى جابر ، يكون ليه أخ زى جاسر ده !!
وإزاى يعمل كده فى أخوه اللى مأمنه على حاله وشغله .
_ ده يخلينا منديش الأمان حتى لأقرب الناس لينا .
_ لأن للأسف الغدر دلوقتى مبقاش يجى الا من أعز الناس .
ليستدعى جابر بعد ذلك .
ليأتى جابر بعد لحظات من إستدعائه مبتسما فى وجه محمود قائلا : خير يا باشا ، حضرتك طلبتنى !
طالعه محمود بإندهاش مردفا : أنت غريب أوى يا جابر!
جابر متعجبا : ليه قالوا عملت إيه يا باشا اكتر من كده ؟
اتكىء محمود على مقعده ثم مسح على شعره وقال بثبات : أقعد يا جابر .
فجلس جابر منتظرا حديث محمود له 
اعتدل محمود فى جلسته وأستند بذراعيه على المكتب وأطال النظر إلى جابر ثم قال : أنا مستغرب إزاى واحد زيك رغم المشكلة اللى واقع فيها والثبات ده والإبتسامة على وشك مش بتفارقك .
ده غير إنى سمعت للأسف إن بسبب المشكلة دى انفصلت عن مراتك بعد قصة الحب اللى كانت بينكم .
_ إيه يا اخى أنت جبل ، طيب كشر ، عيط أعمل اى حاجة .
وهنا تذكر جابر تلك الغصة التى فى قلبه والجرح الذى لا يطيب ابدا الا وهى " بانة " ذلك الحب الزائف الذى طار مع الريح سريعا ولم يعلم أنه سينتهى بتلك السرعة وبتلك السهولة .
فالحب الصادق كالقمر عندما يكون بدراً، والكسوف هو نهايته عندما يلاقي غدراً
وهنا ابتسم ابتسامة حزن وتنهد بقهر قائلا : طيب وايه يفيد البكى يا باشا غير وچع الجلب .
_ البكى مش هيرچع اللى راح ، لكن إحنا نقدر نتخطاه بالصبر والدعاء عشان ربنا يعطينا الأجر ويعوضنا .
عشان سبحانه وتعال قال ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
لكن اللطم والجزع مش هيفيد بل هيضر اكتر ويضيع الثواب .
استمع له محمود بإعجاب ثم تسائل : جميل بس عايز أسئلك .
_ ليه واحد زيك كويس أوى كده ويحصله الحجات دى ؟
ابتسم جابر بضعف قائلا : عشان الابتلاء بينزل على قدر الإيمان يا باشا .
_ عشان أكده تلاقى الانبياء أشد ابتلاء ، واعظهم ابتلاء كان من نصيب حبيبك النبى صلى عليه .
محمود : صلى الله عليه وسلم .
جابر : سيدنا النبى أتولد يتيم الأب وبعد أمه ماتت ومات أولاده فى حياته  ، وابتلى فى عرضه لما تتكلموا على السيدة عائشة ، ده غير إيذاء كفار قريش ليه .
فتبسم محمود قائلا : وعشان قلبك الطيب وصبرك وحب الناس ليك ، ربنا ظهر الحق ، وطلعت من القضية ولبسها للأسف أخوك جاسر هو اللى عمل كده فى غيابك .
وهنا وقعت الصدمة على جابر شديدة أكثر مما كان فيه ، فوجده  محمود تجهم وجهه ثم بكى بإنهيار مرددا بقهر : اخوى جاسر .
_ لا حول ولا قوة الا بالله.
_ ليه يا ولد أبوى تعمل فى نفسك أكده !!
_ ليه رجعت لنفس الطريق وانت خابر أخرته ؟
تعجب محمود من حزنه على أخيه وليس حزنه على ما فعله هو معه وبسبب دخل السجن .
محمود : أنت مفروض تزعل منه مش تزعل عليه .
ده هو السبب فى اللى حصلك ، يعنى غدر بيك وأنت أخوه .
جابر بنحيب : لو هو هان عليه الدم ، انا عمرى ميهون عليه يا محمود بيه .
وأنا مش خابر ايه اللى خلاه يعمل أكده ،ممكن أكون جصرت معاه فى حاچة .
_ فضرب محمود كفا بكف قائلا : لا انت أوفر زيادة ، وكمان بتقول قصرت .
_ انت مقصرتش غير فى حق نفسك يا جابر .
طالعه جابر بتعجب متسائلا : كيف ده ؟
محمود : أيوه قصرت ، لأن الطيبة الزيادة وعدم الحرص بتعمل كده .
_ ده حتى المثل بيقول حرص ولا تخون .
خصوصا لو الإنسان ده شوفت منه وحش قبل كده وعلى حد علمى أنه لبسك قضية قتل قبل كده ، غازى تأمن ليه تانى .
جابر : كان تاب لربنا وبقا كويس مش عارف ايه رجعه تانى ؟
ثم أستطرد بقوله :.
_ اكيد مرته استغفر الله العظيم ، انا نصحته ميچوزهاش , بس أهو اللى حصل .
محمود بإستفهام : قصدك مراته مشتركة معاه فى موضوع المخدرات ده .
جابر : لا الله أعلم مجدرش أجول أكده .
بس هى بنت ربنا يهديها وممكن تكون عتطلب منه طلبات كتير  زيادة عن مرتبه وعشان يكفيها أضطر يرچع الحرام .
محمود : اه جايز فعلا .
المهم دلوقتى ياريت تكون أتعلمت من اللى حصلك يا جابر ، عشان ياريت مشوفش وشك هنا تانى .
وتحرص ومش تآمن لحد مهما كان ثم ابتسم محمود وأفرد ذراعيه مردفا : بس تصور أنا كمان حبيتك أوى يا جابر .
فلمعت عين جابر بالسعادة وألقى نفسه فى أحضان محمود مردفا : أحبك الله الذى احببتنى به يا سيادة المقدم ، وانا كمان بحبك فى الله .
ثم أبتعد عنه  محمود برفق وطالعه بإمتنان مرددفا : أنت كمان علمتنى درس حلو أوى فى الصبر وبتمنى متزعلش من كلامى ، بس انا خايف عليك ومن طيبة قلبك الزيادة ومش عايز حد يأذيك تانى .
ابتسم جابر ووضع يده على صدره بإمتنان وشكره : خابر والله ، وانا بشكر حضرتك جدا .
_ ودلوقتى أقدر أمشى ولا ايه ؟
محمود : للأسف مش هينفع النهاردة ، لأن فيه شوية إجراءات منها تصريح النيابة بالإفراج .
_ كمان لسه هخرج دلوقتى حالا فى حملة القبض على جاسر .
وللأسف هيحصل بينكم مواجهة ، وعايزك تكون قوى مش ضعيف فيها .
فطأطأ جابر رأسه مردفا : ما بلاش يا باشا ، انا مش هستحمل صدجنى .
محمود : لا هتستحمل وهتتعود على أشكال الملايكة وقلوب الشياطين دى .
عشان لسه هتقابل كتير منهم فى حياتك وعشان كده بقولك حرص وخلى بالك وفتح عينيك كويس .
ليشعر جابر بغصة انتابت قلبه وكأن وصف محمود يطابق شخصية *بانة* .
وشرد فى ملامحها الملائكية التى خدعته وحدث نفسه : كيف هان عليكِ جلبى وهان عليكِ حبى .
بدور عليكى
بدور عليكى فى كل الوشوش
يا وش الملايكة يا قلب الوحوش
آهين على اللى نسى كل اللى فات 
وخلف لى فى القلب كسر واهات 
يا بانة  يا زارعة فى قلبي الشكوك
عبير الحبايب ساعات كله شوك.
******
الحب كالزهرة الجميلة و الوفاء هو قطرات الندى عليها، والخيانة هي الحذاء البغيض الذي يدوس على الزهرة فيسحقها.
كان جاسر فى بيته ، يركض وراء حسنية التى باتت تكره لقاء الحب بينهم وأخذت تتمنع عنه ، مما زاده ذلك رغبة بها .
فركض ورائها كالأسد الجائع وتسمعه يقول : والله ما هسيبك الليلة دى يا بت ، لغاية ما أخد غرضى منيكِ ، وأعرف ايه اللى غيرك عليه أكده ، عشان لو فيها إنّ هكتلك بيدى .
ابتلعت حسنية لعابها بذعر وتوترت وتوقفت وحاولت رسم ابتسامة باهتة على شفتيها مردفة بدلال : ولا إنّ ولا أصحابها يا اخويا بس كل الحكاية إنى عدلع عليك عشان تشتاق ليه .
فوقف جاسر يلتقط أنفاسه ببطء ليطالعها بحب مردفا : أنا مبجتش مشتاق بس يا بت ، انا خلاص صواميل مخى وجلبى ساحوا ، ومبقتش شايف غيرك وحاسس چوايا نار ومش يطفيها غير قربك منى يا بت .
_ ومستعد أعمل اى حاچة عشان أنول الرضا منيكِ .
لتتنهد حسنية بحرارة وتشرد فى حمدى محدثة نفسها : وأنا مبجتش عايزة غيره هو وبس .
ومش خابرة أتاخر ليه عليه ، أنا مبجتش طايقة جاسر خلاص .
ثم وجدت جاسر يقترب منها ويحاوطها بذراعه وانحنى ليدنو منها  ، فلم تستطع تحمل أنفاسه الكريهة بفعل تدخين الأرجيلة .
فأشاحت بوجهها عنه ، فغضب وثار بقوله : عتبعدى عنى يا بت ، طيب مكنش برضاكِ ، يلجأ غصب عنيكِ عشان ده حجى .
ليطرحها بعد ذلك أرضا بقوة ، ثم بدء فى تمزيـ...ق ملابسها وأخذت تستغيث: أنت مچنون حد هيعمل أكده .
_ مش أكده يا چاسر ، بالحنية مش بالغصب .
جاسر : أنتِ السبب، واسكتى عاد ، مش عايزة أسمع صوتك .
وعندما اقترب من مبتغاه ، إستمع لطرق عنيف على الباب .
فزفر بضيق : مين جليل الذوق اللى چى دلوك ،وعيخبط كيف ما يكون مسروع.
حسنية بمكر : طيب جوم شوف مين ، ألا يكسر الباب علينا المعتوه ده .
فقام جاسر سريعا  واحتلت تقاسيم وجهه الغضب وارتدى سرواله سريعا وتوجهه نحو الباب وهو يسب ويلعن قائلا : والله لأخلى وجعتك طين يلى عتخبط .
أما هى فارتسم على محياها ابتسامة وزفرت بإرتياح للتخلص منه قبل أن يقترب منها وحدثت نفسها مع ازدياد صوت طرقات الباب قائلة : يارب يكون اللى فى بالى صوح ويكونوا هما .
ثم إستمعت لقول أحدهم : أفتح بوليس .
فاتسعت ابتسامتها وحدثت نفسها : ياااه اخيرا ، يلا عتوحشنى يا جاسر ، ليك عندى أزورك واچبلك عيش وحلاوة .
لتستطرد بمكر بعد أن رسمت على محياها ابتسامة زائفة :
_ امال ده إحنا بينا عيش وملح وانا بنت أصول بردك .
وهنا تجمد جاسر مكانه من الصدمة ،ووضع يده على رأسه بخوف وندم قائلا : شكلك روحت فطيس يا حمدان ، بدرى بدرى .
_ بس ليه هو أنا لحجت اعمل حاچة ، انا شكلى اتنظرت .
_ أعمل ايه دلوك ، افتح ولا أهرب ولا أعمل ايه ؟
ثم ركض الى حسنية بوجه أزرق من شدة الخوف قائلا : بوليس يا بت ، دسينى فى أى حتة بسرعة وافتحى أنتِ ليهم الباب .
ففكرت حسنية كثيرا بمكر حتى لا يفتضح أمرها أمامه فقالت بحذر : يا لهوتى ، لا أنا مجدرش على بعدك يا حبيبى .
_ أجولك أطلع السندرة بسرعة إستخبى وإياك أسمع صوت نفسك حتى .
فتح جاسر فمه ببلاهة ثم قال  : متنفسش كيف ؟
ده أكده ممكن أموت فيها .
حسنية : مش أحسن ما تتمسك وشكلك يبقى مسخرة بين الخلق .
_ الموت بشرف أحسن يا جاسر.
إستحسن جاسر حديثها مردفا : ايوه عنديكِ حق ، بس أنتِ وزعيهم بسرعة ، قبل ما أفطس وأنا جعان ومأكلتش وعلى لحم بطنى من الصبح .
حسنية : يا كبدى ، لا هروح افتح بسرعة ، للحكومة .
لتركض بفرح ثم فتحت الباب واصطنعت الدهشة والخوف مردفة : الحكومة ، خير يا باشا ، حوصل إيه ؟
طالعها محمود بعدم إطمئنان فقد أصبح لديه خبرة فى تحديد طبيعة الإنسان من مكنون عينيه وقد شاهد فيهما مكر شديد .
ليجيب بصرامة : جوزك فين ؟
حسنية بإرتباك مصطنع : چوزى ليه عمل يا باشا ؟
ضيق محمود عينيه واقترب منها بملامح جامدة ، حتى شعر بإرتجاف جسدها وهمس : عشان اللى طبخينه سوا ريحته فاحت .
لتقول بنبرة متذبذبة : هو ايه ده يا باشا ، أنا مش فاهمة حاچة ؟
محمود بمكر : هتفهمى لما تشرفى معانا ، أو تقولى هو فين عشان كده كده هنجيبه .
حسنية : لا مقدرش أفتن على چوزى يا باشا وأجول مستخبى فى السندرة ، عيب يا باشا ، لا هو مش موچود .
وهو معملش حاچة ، ده طيب وابن حلال .
أومىء جاسر برأسه قائلا بعد أن استمع لقول حسنية  : اه جوى جوى يا بت .
ليأمر محمود القوة بالتفتيش فى كل أركان المنزل ، حتى وجدوه فى السندرة .

فرفع محمود عينيه إليه قائلا : بتعمل إيه فوق يا ابن حمدان ؟
 إبتسم جاسر ابتسامة واهنة وردد بلسان يرتعش  : كنت بشم هوا يا باشا .
محمود : طيب نزلوه يسف التراب تحت .
ليكبلوا يديه بعد ذلك ويزجوا به للخارج ، فصرخت حسنية : چوزى حبيبى هتاخدوه فين ؟
ليجيبها جاسر : عيفسحونى يعنى يا بت !!
_ يلا السچن للجدعان ، روحى بس حضريلى زيارة وتعالى بيها عشان چعان .
فقطبت حسنية جبينها محدثة نفسها : أكلت السم يا بعيد .
ده أنا مصدجت أخلص منيك وأفوق بجا لحبيب الجلب * حمدى
**********
ظل براء شاردا فى زاد طوال الطريق فى زاد ، تارة يبتسم عندما يتذكر ضحكاتها البريئة معه وتارة يغضب عندما تذكر أنها كانت ستضيع من يده عندما خطبها بنفسه لزميله صلاح فى بادىء الأمر .
فردد بغضب : مش خابر كان فين عقلى ساعتها !
_ بس يلا أهو راح ، أظن لو كان عايش لدلوك ، كنت عكتله لو حتى نطق إسمها جدامى .
وظل هكذا يحدث نفسه حتى وصل إلى البناية التى يقطن بها ، حيث كانت عيون نيلى تنتظره بفارغ الصبر وما أن لمحته  يستعد لإيقاف السيارة فى ذلك الركن المعد لها  ، حتى استغلت انشغاله فى النظر للخلف .
 فأسرعت للوقوف أمام السيارة ثم صرخت بصوت عالى أتبعه سقوطها على الأرض ماشى عليها .
إنتبه براء لصوت صراخها ثم لمح شبح يسقط على الأرض ففزع  ودق قلبه وتمتم بقوله ساخطا: هو يوم مش فايت من أوله .
وحظى أنا عارفه كويس .
لما انزل أشوف المصيبة اللى وجعت فوق راسى دى .
ثم رفع بصره للسماء : دى اكيد دعوة زاد عليه صوح يارب ؟؟

وللحكاية بقية
نختم بدعاء جميل ❤️
وفي يوم  الإسراء والمعراج 
 ‏اللهم باعد بيننا وبين الإكتئاب، والشدائد، والخيبات، وكل ما يهزم النفس يا الله .
كل سنة وانتم طيبين وبخير 🌺
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد
أولاد الجبالى 3

google-playkhamsatmostaqltradent