رواية اولاد الجبالي الجزء (3) الفصل الثاني والعشرون 22
الحلقة الثانية والعشرون
............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
قمّة الصبر أن تسكت وفي قلبك جرح يتكلم، وقمّة القوة أن تبتسم وفي عينك ألف دمعة
.............
أدرك براء إنه صدم أحدهم دون أن يقصد بسيارته ، فغضب وتوتر ولعن حظه السيىء دوما وقال بجمود :
_لما أنزل أشوف المصيبة اللى وجعت فوق راسى دى .
ما أنا خابر حظى زين ، أكده ديما اطلع من نوجرة لدوحديرة .
ثم رفع بصره للسماء : دى أكيد دعوة زاد عليه صوح يارب !
ربنا يهديكِ يا زاد عليه ، وأهو شوفتى اللى عيحوصلى !!
فبزيادكِ عاد ، أنا مش ناجص.
وعندما نزل من سيارته ، تفاجىء إنها فتاة شابة ببشرة بيضاء وشعر باللون البنى الفاتح ، وجسد ممشوق فلمعت عيناه وابتسم مردفا بمكر : ده إيه المصيبة الحلوة دى !
_ لا أكده عاد مش دعوة زاد ، دى دعوة محمود عشان هو ذوقه حلو .
وإظاهر أكده خلاص ، العقدة إتحلت وحظى عيتعدل ..
لما أشوف القمر اللى نزل من السما ده ووجع حدى عربيتى أنا .
يا وعدى يا وعدى .
ليقترب منها ببطىء قائلا بهمس : يا أنسة ، يا أنسة .
_ ايه مش بتردى ليه !
فطستى إياك !
_منا خابر أن الحلوين مش بيعيشوا كتير فى الدنيا دى وبيسبولنا الأشكال اللى تسد النفس تنكد علينا .
_ بس حتى جومى جولى أسمك ايه يا جمر أنتِ .
وسمعينى صوتك حلو أكده زى رسمك .
فكادت نيلى أن تبتسم رغما عنها ولكنها جاهدت حتى تتماسك ولا يكتشف أمر خدعتها .
حتى وجدته ينحنى إليها ويلملم خصلاتها التى تناثرت على وجهها وتمعن النظر إليها مردفا : مش خابر حاسس إنى شوفتك قبل أكده بس مش فاكر فين ؟
فحدثت نيلى نفسها : مهو يعنى اكيد كنت زبون من إياهم ، أو لمحتنى فى القسم أباشا ، بس يارب ماتفتكر خلينا نعدى الشغلانة دى على خير .
ليمسك براء بمعصمها يتحسس نبضها ثم ظهرت الراحة على وجهها بعد أن أدرك أنها مازالت على قيد الحياة فحدثها : لا لسه فيكِ نفس ، متجلجيش بجا وجومى يا عسل .
فتململت نيلى وهمست بوجع : ااااه ، ااااه .
خفق قلب براء وأردف قائلا : سلامتك من الـ ااااه ياريتها كانت جت فى اللى بالى وانتِ لأ .
فتحت نيلى عينيها بتثاقل قائلة : أناااا فين ؟
براء : فى الجنة ، جصدى فى الشارع ، جومى بجا قبل ما الناس تتفرج علينا .
فحاولت نيلى الوقوف فلم تستطع وسقطت من يديه ، فزفر براء : يا وجعتك المربربة يا براء وبعدين البت مش جادرة توجف على حالها ، شكلها إنكسرت وكسرت جلبى معاها .
فطالعها بحزن مردفا : لا أكده لازم نروح المستشفى أطمن عليكِ ومتجلجيش انا هدفع كل المصاريف مع إنى لسه مقبضتش .
اصطنعت نيلى الرعب وتمسكت بقميصه : لا مستشفى إيه ، أنا بخاف من الدكاترة والإبر .
براء : معتخافيش هدهالك أنا براحة ، مش عتحسى بيها ، عشان يدى خفيفة جوى زى جلبى اللى عيرفرف دلوك .
نيللى بذعر مصطنعة : لاااا مش عايزة .
ثم بكت بدموع شيطانية : ودينى عند مامى .
حاول براء تهدئتها بقوله : طيب بس من غير عياط ، وحاضر هوديكِ لماما وأجبلك شيكولاتة كمان ، بس لو مسمعتيش الكلام هرجع أوديكِ المستشفى يدوكِ إبرة.
ثم حاول مساعدتها على النهوض مرة أخرى ، فوقفت بصعوبة وأقتربت منه ، حتى شعر بأنفاسها بجانبه ، تداعب روحه فتنفس ببطىء بعد أن أشعـ...لت نا..ر قلبه بداخله فحدث نفسه : الله يخزيك يا شيطان ، بس تصور يا براء ، ياريتك كنت دكتور وبتدى إبـ.......ر للمزز الحلوة دى ، احسن من الشغلانة الناشفة اللى ميجيش وراها غير وجع الجلب دى .
ثم عاتب نفسه :
_ لا أجمد أكده ، هو انت بيأثر فيك برده الحلويات دى .
ليستطرد قائلا : جوليلى هو مامى حلوة زيك أكده .
فضحكت نيلى : لا أحلى كتير .
براء : طيب جوليلى عنوان مصنع الحلويات بتاعكم ، جصدى عنوان بيتكم .
فوصفت له نيلى العنوان ، ليساعدها بعد ذلك فى الجلوس فى السيارة ، ولم تكف عن الأنين المصطنع .
فحدث نفسه براء : وبعدين البت شكلها تعبان جوى ، بس أعملها ايه ، هى مش عايزة تروح مستشفى ، هى حرة بجا وأنا مالى .
ليمر الوقت حتى استوقفته نيلى عند أحد الأبنية مردفة : ايوه ، بس هنا ، العمارة الصفرا دى بتاعتنا .
براء : تمام ، بس أنتِ متأكدة انك مش محتاچة مستشفى يا بنت الناس ، عشان محسش بالذنب من ناحيتك .
فطالعته نيلى بشفقة وحدثت نفسها : والله الراجل ده شكله طيب ودمه خفيف وميستهلش اللى هيحصل فيه ده ، بس نصيبه كده ، شكله أمه داعية عليه .
ثم إستطردت : لا انا بس محتاجة استريح وهكون كويسة .
ساعدنى بس أطلع السلم ، إحنا اول دور الحمد لله.
فحدثها بمكر : ليه ياريته كان العاشر .
فابتسمت له ومدت إليه يديها مرة أخرى ، فتمسك بها جيدا وحاوطها بذراعه الأخر حتى وصل بها إلى ذلك السُلم ، ليستمع إلى صوت صاخب من الموسيقى والضحكات العالية .
فتسائل : ايه الصوت ده ، هو فيه فرح عنديكم ولا ايه ؟
ابتلعت نيلى غصة فى حلقها مردفة : لا بس إحنا عيلة بنحب الفرفشة شوية .
فابتسم براء: والله أحسن حاچة ، بدل النكد اللى عندى فى البيت ، أطلعى أطلعى .
لتستند نيلى عليه بإرياحية وعلى حين غفلة منه ، أخرجت تلك الزجاجة من حقيبتها سريعا ، ثم بحركة خفيفة نثرت على أنفه ، فشعر براء بالدوار وأمسك برأسه مردفا : مش خابر دماغى لفت ليه أكده ، يمكن عشان صوت الأغانى عالى عنديكم جوى .
فضحكت نيلى : لما نطلع هخليهم يوطوها شوية .
لتجده قد ضحك بهيسترية وطالعها بنظرات ثاقبة مرددا بإعجاب : بس تصورى أنتِ حلوة جوى جوى .
نيلى : هو فيه بحلاوتك أنت ، تصور دخلت دماغى وخلال فيك اليومين اللى هخدهم عشانك .
براء : بجولك ايه ؟
نيلى : قول.
براء بضحك : نتفق ، زى ما وصلتك توصلينى ، وبعدين أوصلك وتوصلينى .
فاطلقت نيلى ضحكاتها مرددة : ولفى بينا يا دنيا .
_انت تؤمر يا باشا ، شكل دماغك عمرت اوى ، ولى جى أحلى .
ثم بدء براء يدندن ويغنى بمرح مع الأغنية الصاخبة التى يصدح صوتها من الشقة .
حتى وصلا إلى الشقة ،فقامت نيلى بالضغط على رنين الباب .
لتفتح لها سيدة فى منتصف الأربعينات بوجه ممتلىء وملىء بالمساحيق كأنها لوحة لبهلوان فى السيرك .
وترتدى ملابس تكشف عن جسدها أكثر مما تخفيه لتقول بضحكة رنانة : نيلى ، عاش مين شافك يا بت .
نيلى بترحاب : والله ليكى وحشة يا خالتى .
ليحدثها براء : القنب*لة دى خالتك ، أمال أمك ايه شكلها صارو*خ أرض جو .
طالعته بديعة بإعجاب مردفة : أول مرة تجيبى واحد عليه القيمة يا بت يا نيلى وشكله دمه خفيف وبيفهم .
_ بقولك إيه متسبهولى أخده لفة .
لتدفعها نيلى بيديها للداخل مردفة بضجر : هو احنا عنقطع على بعض ولا ايه يا خالتى ، وسعى كده خلينا نريح الزبون .
فحركت بديعة شفتيها بتهكم مردفة : خشى يا أختى ، يعنى أنا كنت هاكله .
ترنح براء أثناء سيره مع نيلى ، لتتحاوطه نيلى بذراعيها حتى لا يسقط ، فأخذ يضحك مردفا : هو انا اللى سندك ولا أنتِ اللى سندانى ، سبحان الله الحال بيتغير بسرعة .
نيلى : مدوقش المهم محدش يقع .
وكلما تقدم معها براء أستمع للأصوات التى تصدر من الغرف فتسائل : هو فيه عنديكم حتى تعبان غيرك ولا ايه ؟
فضحكت بدلال : ايوه ما احنا زى ما تقول كده زى المستشفى ، بنستقبل اللى قلوبهم تعبانة ونريحهم على الأخر .
فغمزها براء : ده انا أكده تعبان جوى جوى .
لتضع نيلى يدها على قلبه مردفة : فعلا قلبك بيدق جامد ، وأنا عندى العلاج .
ثم فتحت تلك الغرفة المخصصة لها ، ودلفت به للداخل وساعدته على الجلوس على الفراش .
لتبدء هى فى فيما أتفقت عليه مع فريد وبراء ينظر إليها بذهول ولكنه فى حالة لا تسمح له بالرفض بل كان كالدمية بين يديها تحركه كيف تشاء .
ليجدها تقترب منه فشيئا فتوتر وقال وهو يلعق شفتيه بلسانه : هتعملى ايه ، لا حرام عليكِ أنتِ معندكيش أخوات رجالة .
فغمزته نيلى واومئت برأسها : لا معنديش .
وكلما زادت فى إقترابها تلون وجهه براء بالحمرة واشتعل قلبه وهمس : طيب بوـ..سة واحدة عشان أنا مؤدب .
فتعالت ضحكات نيلى ، لتفتـ...رسه بعد ذلك وكان هو كالضحية لا يستطيع الدفاع عن نفسه
ثم أخذت هاتفها وقامت بتصويره معها فى عدة أوضاع فاض*حة ، لترسلها فى الحال إلى فريد الذى كان فى نفس التوقيت مع مرام .
وعندما أضيئت شاشته التقطه سريعا ،ليبتسم بمكر ثم مرر الهاتف الى مرام التى شعرت بنغصة فى قلبها لرؤيته هكذا وتمنت أن تكون هى معه ، لإنها لم تشعر بالحب سوى معه فقط .
وأخذت تتأمله بنظراتها كثيرا وحدثت نفسها :اااااه يا براء لو تعرف قد ايه وحشتنى ، وقد إيه بحبك .
وكل اللى بعمله ده عشان أنتقم منك عشان كرامتى اللى بعترتها لما فضلت عليه مراتك اللى شبه الشوال دى ، وقتـ..لت بابا قدام عينيه .
وكان مفروض بعد ده كله أكرهك ، بس لقيت نفسى لسه بحبك .
وبمجرد نظرة لصورتك ، رجع كل الحنين فى قلبى تانى ليك وأكتر .
لاحظ فريد نظراتها المطولة إلى براء ولمسات يديها على الهاتف ، فأثارت فى نفسه الغيرة وشعر بالنقص فى رجولته.
فاختطف منها الهاتف وتبدلت ملامحه الجمود مردفا : ودلوقتى هتصل ببوليس الآداب ، عشان يعمل الواجب معاه .
_وبعديه هتصل بواحد صحبى ، صحفى مغمور ما هيصدق خبر زى ده ينشره بالصور ويبقا ترند الموسم .
_ مهو الناس كده يا روحى تحب أوى الفضايح وتنشرها ، أما الحلو فتخبيه من الحسد .
*********
قامت إدارة المستشفى بالأتصال على باسم .
فاستجاب سريعا : ايوه ، ايه الأخبار ، بخير ، فاقت ولا حوصل حاچة ، جول بسرعة ؟
لتخبرة الموظفة : يا فندم متقلقش ، الدكتور كلمنى أقول لحضرتك أن مدام عزة فاقت وبتسئل عليك .
فاتسع فاه باسم بقوله : فاااااقت أنا جى حالا .
ثم التفت إلى ملك فوجد عينيها قد إمتلئت بالدموع وتضم ريحانة إلى صدرها بذعر وكأنها تخشى عليها من أن ينتزعها أحدهم من صدرها .
فأغمض عينيه بحزن بعدما أدرك حقيقة خوفها ثم إستطرد بخفوت : عزة فاقت يا ملك .
_ ايه رئيك تلبسى وتيچى معايا أنتِ وريحانة عشان أكيد هتسئل عليها .
ابتلعت ملك غصة مريرة إجتاحت حلقها بصعوبة لتجيبه بخوف : اه ، اه ، وماله ، حمدلله على سلامتها .
ثم استعطفته بقولها : بس بالله عليك ، تعاملها كويس يا باسم وياريت يعنى تجولها إنها تسيب ريحانة معايا عقبال ما تشد حيلها شوى .
طالعها باسم بشفقة وابتسم واومىء برأسه : حااضر .
_ يلا قومى ألبسى ، عجبال ما أدخل الحمام .
لتحدث نفسها بإنكسار وهى تنظر لوجه ريحانة الملائكى : خايفة جوى يا نور عينى تاخدك منى ، بعد ما خلاص أتعودت عليكِ وبجيتى حتى منى ، وحاسه بعدتى عنى انا ممكن أروح فيها .
ثم رفعت بصرها للأعلى وناجت ربها : يارب متحرمنيش منها بعد ما أكرمتنى وعوضتنى بيها .
لتمر عدة دقائق ، قد أتما فيهما باسم إستعداده وملك للخروج .
ليغادروا سويا نحو المستشفى .
وظلت ملك طوال الطريق تضم ريحانة لصدرها وتتطالعها بحنو وحب وكأنها تقول لها : أنا ماما ومش هفارقك ولا تفارقينى ابدا ، صح يا ريحانتى .
حتى وصلا إلى المشفى ، وسارع باسم ومن ورائه ملك إلى العناية المركزة .
وما أن وقع نظر عزة عليه حتى صاحت وعينيها تملؤها الدموع : باسم حبيبى .
لتغمض ملك عينيها بألم وغيرة على رفيق الروح وقطعة من القلب .
ثم لاحظت عزة وجودها من ورائه ، فلوت شفتيها وحدثت نفسها : ايه اللى چابها معاه ، خايفة عليه يتخطف ولا إيه ولا هو ميعرفش يمشى من غيرها عتحرسه إياك !!
ثم انتبهت إنها تحمل بين يديها طفل ، فارتعدت شفتيها ونطقت بلهفة : دى بنتى صح .
حاول باسم إلهائها قليلا ، لتأخذ تلك التى ورائه أنفاسها التى انقطعت عند ذكر عزة طفلتها .
باسم : حمد لله على سلامتك يا عزة ، متصوريش أنا كنت قلقان كيف عليكِ ، بس ربنا سترها واهو جومتى بالسلامة .
_ ألف سلامة عليكِ ودلوك حاسه بإيه؟
_ زينة ولا لسه تعبانة ؟
فأطالت عزة النظر إلى عينيه بشوق ولم تنطق سوى :
_ انا زينة أول ما شوفتك جدامى يا باسم ، وياريت كنت غيبتى عن وعيى بدرى عن أكده عشان أشوف الخوف والحنية دى فى عينيك ، انا مش مصدجة حالى .
فصكت ملك على أسنانها بغيظ ولم تتحمل حديثهما ، فأقتربت من ذراع باسم وقامت بقرصه فصاح : اااااه .
عزة : ايه فيك ايه يا غالى ؟
باسم بحرج : اه كنت قلقان عليكِ ، والحمد لله إنك بخير .
ثم عادت عزة النظر إلى ملك ومدت ذراعها بشوق : ريحانة بتى ، يا ترى عملتى ايه من غيرى .
فشددت ملك مرة أخرى عليها بخوف ولكن باسم إستدار إلى ملك ،ومد يده بحنو قائلا : هاتى ريحانة لـ عزة تشوفها .
فلم تجد ملك سوى أن تدعها له ، وما أن فارقت صدرها حتى شعرت بأن روحها قد فارقتها .
فشعر باسم بها فقبض على يديها كأنه يطمئنها أنه معها ويأزرها وأنها لديه أغلى ما يملك .
بينما كانت عزة تتطلع إلى ريحانة بحب ولهفة ثم رفعتها إلى فمها فقبلتها عدة مرات متتالية بنهب مرددة : الله أكبر ، عسل عسل يا بتى .
ثم إشارات إلى باسم : شبهك جوى يا باسم ، شوف من حبى ليك ، چت البت شبهك كيف .
فحمحم باسم بحرج : بالعكس دى شبهك خالص يا عزة .
عزة : هو أنا جمر أكده .
يبجا من حبك ليك أكيد .
فانفعلت ملك وسرعان ما مالت إليها لتأخذ ريحانة مردفة : لا شبهك ولا شبهو ، شبهى أنا ، وكفاية بوس أكده ،البت لسه صغيرة مهتتحملش .
فطالعتها عزة شرزا مردفة بحنق : وأنتِ عتعدى عليه البوسة ولا عتكونى أحن منى على بتى .
_وهاتيها يلا وروحى أنتِ عاد وهملى باسم .
فحركت ملك رأسها بذعر مرددة : لاااااا.
فردد باسم : لا حول ولا قوة الا بالله.
ثم حاول تلطيف الجو كى يهدء الإثنين ، فأشار إلى عزة .
_ معلش سبيها دلوك يا عزة عشان لساكِ تعبانة ومحتاچة راحة ومش عتقدرى عليها ، لما تجومى بالسلامة والدكتور يكتبلك خروج ، ابجى راعيها زى ما تحبى .
طالعتها عزة بحب واستطردت : اللى تشوفه يا باسم ، بس هاتيها طيب أرضعها .
حركت ملك رأسها مردفة : لا رضعت وشبعانة ونايمة اهى كيف الملاك .
فصاحت عزة : عصحيها ملكيش فيه ، هاتى البت أرضعها بجولك .
فأخذت الحيرة باسم بينهما ولم يدرى بما يفعل ولكن عزة على حق فهى إبنتها ولذلك ألتفت إلى ملك يرجوها بعينيه محاولا بهدوء : معلش هاتيها وبعديها تاخديها على طول وعنمشى .
ترددت ملك قليلا ولكن فى النهاية ناولته الرضيعة ليعطيها لغزة التى ضمتها لصدرها بقوة ، فاستيقظت الصغيرة باكية ، فحاولت إرضاعها مرارا وتكرارا ولكن الرضيعة رفضت وظلت تبكى كثيرا .
حتى انفطر قلب ملك ومالت إليها تأخذها من بين يديها قائلة : جولتلك شبعانة ، هاتى هاتى وريحة أنتِ.
وما أن ضمتها ملك حتى استكانت ريحانة بين يديها وتوقفت عن البكاء .
فتعجبت عزة وضمت شفتيها بسخط وحدثت نفسها : هو إيه الحكاية !
هى السهتانة دى مش كفاية عليها باسم عاد ،كمان عتاخد بتى منى .
_ لا أنا مش عسكت ، وعاخد بتى منيها .
فسارع باسم لينهى الموقف : طيب استأذنك دلوك اروح ملك واشوف شغلى بس هعدى عليكِ تانى بالليل أطمن واشوف لو الدكتور عيكتب ليكِ خروج ولا لسه محتاچة راحة .
عزة برجاء : ايوه ياريت يا باسم ، انا مهطقش رقدة المستشفى ، انا بجيت زينة الحمد لله.
ثم طالعته بحب وهمست بعشق : ما تخليك شوية كمان ، ملحجتش عينى تشبع منيك .
لتصيح ملك : يلا يا باسم ، عشان أنا مليش فى كُهن الحريم ده .
ثم طالعت عزة شرزا وتابعت : حمد لله على سلامتك يا عزة .
_ وبجولك ريحى نفسك واهدى أكده ، عشان مش حلو عشانك .
عزة بغل : جصدك إيه عاد ؟
ليتدخل باسم قبل أن يشتعل الحر.يق بينهم .
_ مجصدهاش يا عزة ، وعسيبك بجا دلوك ، وزى ما جولتلك هرچع تانى ليكِ باليل عاد .
*******
تعجب زرارة من حديث حمدى أنه بإستطاعته أن يتغلب على العيون التى تحاوط قمر من كل اتجاه لحمايتها لذا قال متعجبا :
_ : كيف ده ؟؟
اتكىء حمدى على مقعده بإرياحية وبجمود قال :
_ هفهمك يا واد عمى .
عتروح تشترى من محل العاب العيال ، لعبة على شكل قـ...نبلة أكده .
فاتسعت عين زرارة وفتح فمه ببلاهة مردفا: عاااا.
ليصيح حمدى : فتح مخك معايا أمال ، وبطل هطل .
_ جولت عتشترى القـ...نبلة اللعبة دى وتحطها فى كيس أسود زى خلجتك ومتنساش طبعا تلثم وشك بالشال عشان محدش يعرفك .
وتمشى فى الشارع وتوقع الكيسة من يدك وتهملها وتمشى بعيد شوية .
وبعد أكده يجوم واحد من رچالتتنا يعدى ، ويشوف الكيس ويفضل يصرخ ويقول : قنـ..بلة ، قنـ..بلة ، إلحجونا يا خلق هو .
_ عتلاقى أمة لا اله الا الله أتجمعت حوله ، عشان يتفرجوا ، ما إحنا شعب أكده اهطل ، بدل ما يهربوا هيجوفوا يتفرجوا .
وعتلاجى كل نفر من اللى عيراقبوا جه على الصوت .
_ فى اللحظة دى ، هيچى رضوان عشان خابره جلبه حديد وعيبيع حتى أمه بالفلوس بالعربية بتاعته معاه رش المخدر ، وعيطلع يخبط على المحروس چوزها وأول ما يفتح يرش عليها يخدره.
_وأول ما يوقع يدخل للبرنسيسة هى كمان ويخدرها ، وأنت تسحب وتطلع وراه عشان تحملها معاه وتچبها طوالى ، قبل ما الحكاية تكشف ، وترچع العيون لمكانها .
فقام زرارة شفتيه وغمزه بإعجاب مردفا : أما فكرة بچد .
_ دماغك دى عايزة تتلف فى حرير يا واد عمى .
وخسارة أنت فى البلد دى والله .
فطالعه حمدى بغرور وتابع : يلا بجا حظوظ ، والدنيا أكده مبتديش ، عتاخد بس .
_ وجوم فز من مكانك يلا وفهم الرچالة يعملوا إيه بالظبط زى ما فهمتك .
_ مش عايز غلطة واحدة ، عشان لو حصولت الحكومة عتعلجنا .
زرارة : لا متخافش عنفذ بالظبط .
وعقوم دلوك على طول ، ثم وقف وفرك فى يديه ولمعت عينيه بمكر وأستطرد: اااااه شكلها عتكون ليلة ولا ألف ليلة .
وعندما هم ليغادر ، إستوقفه حمدى بقوله : استنى
فالتفت إليه زرارة مترقبا ما يقول .
حمدى : دلوك أنا قربت أكون عريس على البت حسنية ، فعايزك تشوفلى مطرح الچن الأزرق ميعرفش يوصله .
_ويكون چاهز من كله ، عشان نتقابل أنا وهى فيه .
_ عشان مكانها مش هيكون مضمون دلوك بعد اللى حوصل .
فأشار زرارة إلى عينيه مردفا : عيونى يا واد عمى ، ومبروك عليك المهلبية دى .
عجبال ما أشيل عوضك .
فأمن حمدى على دعائه : يارب ،ميتى بس أشوف اليوم ده .
دى الفرحة مش هتكون سيعانى.
زرارة : ايوه هتكون فرحة ، وهعمله أفخم سبوع ، عشان عيكون ولد الغالى .
حمدى : تعيش يا زرارة .
ليغادر بعدها لتنفيذ خطته ، فما سيحدث ؟
.....
نختم بدعاء جميل ❤️" اللّهم إنّك لا تحمّل نفساً فوق طاقتها فلا تحملني من كرب الحياة ما لاطاقة لي به وباعد بيني وبين مصائب الدنيا كما باعدت بين المشرق و المغرب❤️ "
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اولاد الجبالي ) اسم الرواية