رواية اولاد الجبالي الجزء (3) الفصل الرابع 4 - بقلم شيماء سعيد
أولاد الجبالى 3
الحلقة الرابعة
...................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
إذا بدئت حياتك بكثرة التنازلات ، فاعلم إنها ستصبح حق مكتسب لهم بعد ذلك ولن يقدروا تضحياتك .
فلا تعطى قلبك إلا لمن يستحق .
*******
إنتهى جابر من إطعام الناس وشاركه أخوه جاسر وجاد الصغير .
فشكرهم جابر : تشكروا يا حبايب جلبى ، عجبال ما نفرح بعوضك يا جاسر وانت يا جاد بشهادتك ، بس شد حيلك عاد .
عايز أشوفك أحلاها دكتور فى البلد .
إبتسم جاد : إن شاءالله ، يا اخوى ، انا هفرحك وهكون زى ما تتمنى .
ليحمحم جاسر بحرج : امين يا جابر ، وهو صراحة الجلب ميال لوحدة أكده ، وكنت عايزك تيچى معايا تتطلبها .
جابر بفرحة : بچد ، وتطلع بت مين دى يا اخوى فى البلد ؟
وطبعا هاچى معاك ، هو انا ليه غيركم عاد .
حمحم جاسر بحرج ثم قال : دى بت زينهم القهوجى " حسنية "
فتجهم وجه جابر وقال : حسنية يا جاسر كيف ده ؟
ملجتش غيرها .
جاسر بإنفعال : ملها حسنية ، دى حتى زى فلجة الجمر .
زفر جابر بضيق : هو كل اللى يهمك عاد إنها زى فلجة الجمر!!
_ وايه ينفع الجمال لما يكون أخلاجها استغفر الله العظيم.
ساعتها هتكرها وتكره اليوم اللى جوزتها فيه وهتشوفها كيف البومة .
أشاح جاسر بيده بإنفعال : متجولش على حسنية أكده ، ومين جال أخلاجها وحشة ، دى بت بمية راجل ، واجفة مع أبوها فى الجهوة زى أجدعها راجل ، ومهتخليش حد يهوب ناحيتها واللى يحاول يعكسها هتاكله بسنانها .
حرك جابر شفتيه بإستياء مردفا بتهكم : اه بإمارة ضحكتها اللى هترن فى الجهوة ، ده غير لبسها المحزق اللى هيبين جتتها .
وهتمشى تتمايل كيف الحية ، دى جلة حيا يا جاسر .
_ومش أنصحك بيها يا اخوى ، ولو عايز تچوز ، أجولك انا خد بنت اسماعيل بتاع البجالة ، هبة بت بسم الله ماشاءالله عليها هتلبس الخمار ومحدش هيسمع لها صوت ولا عيشوفها غير مع امها أو ابوها فى الطريج..
جاسر بتصميم : مش هچوز غير حسنية عچبانى ، ولو مش عايز تيچى معايا خلاص براحتك وسلام عشان عايز أروح أريح جتتى شوى .
فأشفق عليه جابر قائلا : متزعلش نفسك يا اخوى ، انا بس خايف عليك وبكرة تقول جابر إخوى قال وانا مسمعتش الكلام .
وعلى العموم انا هاچى معاك ولو أن نفسى مش راضية بس عشان مصغركش لحالك ويعرفوا أن وراك ناس .
فابتسم جاسر واقترب منه واحتضنه قائلا : ربى يخليك يا اخوى .
عحدد معاد معاهم وهجولك .
جابر : ماشى الكلام .
ثم أذن الفجر، ليعلو النداء الله اكبر ، الله كبر .
فلا شىء يعلو عن إرادة الله عزو جل .
جابر : يلا بينا نصلى الفچر چماعة .
فتثاءب جاسر مردفا : لا مش جادر هصلى فى البيت ، انا بنام على نفسى .
جابر بتشجيع : معلش تحامل على نفسك شوى ، دى صلاة الجماعة فرقها سبع وعشرين درجة عن لوحدك ، شوف ثواب جد ايه .
فتحدث جاد : انا يا خوى هاچى أصلى معاك .
فحاوط جابر كتفه بحنو قائلا : حبيبى يا جاد الله يبرلكك .
فأشار جاسر إلى جاد : خلاص روح معاه ، انا مش جادر ، سلام هروح .
ثم التفت وغادر ، فحوقل جابر : الله يهديك يا جاسر ، والله خايف عليك يا خوى وخصوصا من بت زينهم دى .
ثم شرد فى بانة ودعا لها بحب : ويهديكِ أنتِ كمان يا نبض الجلب ، وبتمنى ميجيش اليوم اللى أندم فيه إنى حبيتك .
وعشان أكده ربنا يهدى جلبك .
ثم صلى الفجر وجلس ليقرء روده حتى الشروق ليؤدى ركعتين ثم توجه إلى القصر .
_ فوجد بانة نائمة فى وضع الجلوس وتحتضن غيث الصغير ، فقد نامت رغما عنها بعد طول إنتظارها له .
فابتسم جابر وهمس : تعبتيلى جلبى يا بانة ، هعاقبك كيف دلوك على اللى عملتيه وأنتِ نمتِ على روحك عاد على الكرسى وأنتِ مستنيانى ، امال لزمته ايه عاد لسانك اللى عيلطش فى خلق الله من غير ما تحسى .
ثم تحرك قلبه عندما رأى صغيره غيث قد فتح عينيه ثم بدء يحرك فمه يمينا ويسارا باحثا عن مصدر أمانه ليرتوى منها الحب والغذاء .
فهمس جابر: بس بس عتصحى أمك وشكلها لساها نعسانة ، خليها تستريح هبابة عاد وتعال ليه انا شوى .
ليحاول أخذه بهدوء حتى صار بين يديه يتأمل وجهه البرىء بحب ، ثم قرء عليه آيات الله فى خشوع وتدبر ، ليعود الصغير إلى النوم مجددا .
فوضعه جابر فى سريره الصغير ، ثم التفت إلى بانة وعاد ليحملها برفق ، ليتفاجىء بها تلف يديها حول عنقه وتريح رأسها على صدره
فابتسم وشدد من إحتضانها حتى وضعه على الفراش برفق.
وتمدد بجسده بجانبها ،ليجدها تحاوطها بذراعيها .
تبسم جابر : يعنى صاحية مش نعسانة !
أجابت بانة بدلال : كيف يچيلى نوم وانت بعيد عنى يا جابر
هان عليك بانة تبعد عنها كل ده !!
فعاتبها جابر : أنتِ خابرة متهونيش عليه واصل ، لكن انا اللى هون عليكِ ديما يا بانة ومش بس أكده ، هتكسرى فى خاطر الناس وده واعر جوى عند ربنا سبحانه وتعالى.
بانة بحرج : مكنتش جاصدة بس كنت خايفة على الولد.
وانا بردك مش جصدى أرد عليك بس انت عتحرجنى جصادهم وده هيزعلنى حتى لو كنت غلطانة ، أوجف معايا وبعدين لحالنا نبهنى انى غلطت .
جابر : مينفعش يا بانة كده هزود الغلط بغلط ، وهزود جرح إنسانة انكسرت عشان حاچة مش بإيديها .
بانة : خلاص بقا متبجاش زرزور ، وان كان على ملك ، هعرف كيف أراضيها.
فابتسم جابر : وانا كيف عتراضينى ؟
بانة : جول انت كيف وانا أعمله .
جابر بحب : خلاص أصلا من ساعة ما دخلت وعيونى نضرتك واخدتك فى حضنى ، مش نستينى الزعل وبس ، نستينى انا اسمى ايه عاد .
ليكرر بمكر :هو صحيح انا إسمى ايه ، فكرينى أكده ؟
فضحكت بانة مرددة : يوووه بس يا چابر عاد عتكسف .
جابر بضحك : ايون چابر العاشق لعيون بانة .
ومتيم بحبها وعينسى كل حاچة إلا هى .
ياه يا بانة لو تقدرى بس حبكِ ليكِ ، يستحيل عتقدرى تزعلينى تانى .
بانة بحرج : مقدرة يا حبيبى بس هى ذلة لسان ومش عتكرر تانى.
جابر : ياريت يا جلب وروح چابر ، أسرتينى بعشجك يا بت الچبالى .
****
إن لم يخرجك الحب عن شعورك ويجعلك تتقبل تقلبات حبيبك المزاجية فإنك لم تحب بعد بصدق .
تدثرت زاد جيدا فى الفراش بجانب براء ، حتى إنه لم يرى منها رأسها وكأنها جثة ملفوفة بالكفن .
فأخذ يطالعها براء بإندهاش قائلا : هى ماتت ولا ايه ؟
_ بس لا ، تموت إيه !
_ لما تچيب ولدى الأول مش دلوك وبعدين وقت ما تحب تعملها تعملها بجا .
_ بس لا شكلها عايشة عشان عتنفخ وعتشخر وهى نايمة .
وصوت شخيرها ولا صوت الجطر ، يا ستير يارب .
_ ثم أمسك هاتفه وضحك بمكر محدثا نفسه : لما أسجلها السيفونية بتاعتها ، عشان أسمعها الصبح الألحان الچميلة بتاعتها دى .
_ ثم وضع براء هاتفه بجانبه وحدث نفسه : طيب وبعدين هسبها مغطية وشها كده ، ممكن تفطس بجد !
_ و هى اه مطلعة عينيه اه ، بس عحبها دى منى الجلب والعين .
وانا يمكن عبصبص للحريم الحلوة صوح ، بس معحبش غيرها وهى فى عينى أحلاهم .
بس لو لسانها يتعدل شوى ، تاخد منى عينيه التنين .
ليزيح عنها الغطاء ببطىء كى لا يوقظها ، ليظهر وجهها الذى عشقه بل أدمنه كثيرا ، ثم أزاح خصلات شعرها المتراميه على وجهها ، لتنتقل عينيه إلى شفتيها الكرزتين التى تدعوه إلى إلتهامهم بحب .
_ فانحنى إليها يقبلها بإشتياق ولهفة كرجل عطش فى صحراء وعندما أوشك على الهلاك وجد أمامه بئر من الماء .
_ ليتفاجىء أنها تجاوبه القبلة ، ثم فتحت عينيها لترى فى عينيه حبا تمنت أن تراه منذ أن وقعت فى غرامه منذ زمن طويل .
فحاوطت عنقه بيديها ، ليعيشا معا لحظات سعيدة بعد لحظات العذاب الماضية .
_ ليحدثها بعد ذلك وهو يداعب وجنتيها بأطراف أصابعه : _ مكنتش خابر إنك عتحبينى أوى أكده ، امال كنتِ عتجنينى ليه معاكِ .
لتجيبه زاد بحنق وحدة بعد أن عقدت حاجبيها : عشان جفل ومهتفهمش ، كنت عامل كيف لوح التلج ومعتحسش .
بارد أكده ، ومعندكش ريحة الدم
بس أجول إيه !!
مش عايزة أطول لسانى عشان عحبك .
فجحظت عين براء وفتح فمه ببلاهة قائلا : عااااااه .
_ عتجولى ايه يا قدرى ونصيبى وأم ولدى .
_ يا عينى عليك يا ولدى ، والله صعبان عليه .
_ هتيجى تلاقى أمك عندها ربع ضارب ، بس يا بختك بأبوك عاد هيعلمك الدنيا صح .
زاد ساخرة: ايوه هيعلمك جلة الرباية والبصبصة على الحريم .
صك براء على أسنانه بغيظ وأمسك بما كانت تتدثر به عند نومها وقام بوضعه على رأسها قائلا : لولا أنك حبلى كان ليه تصرف تانى معاكِ .
_وعشان إكده نامى يا زاد ، نوم الظالم عبادة .
_ يارتنى كنت سبتك فطستى ولا رفعت الغطا .
_ بس أعمل ايه ضعفت وانا فى حضنك يا عشق الروح .
فكتمت زاد ضحكاتها ، وشعرت بهرمون السعادة يتسرب فى أوردتها من جديد ، بعد أن كانت حزينة لبعده عنها .
ولكن من أقل كلمة منه يبث بها حبه إليها تسعدها وتشعر بإنها ملكت هذا العالم بأسره .
أه منك يا براء ، أحبك حتى سار حبك كالدماء التى تسرى فى أوردتى .
********
أعشقك إلى حد الجنون ولن أعقل
فعشقك رغم عذاب الشـوق أجمل
وإن فارقنى هـواك أذبل
فأنت بداخــلى الاكمــل
وفى إحضـــــانك أثمــل
ونبض قلبى عنك يسأل
فلولا صبرى , لصارت الليــالى أثقل
فالقلب قد باح بالحب ولــــم يخجـل
زار مسالم قمر فى السجن ليبشرها بخبر خروجها المبكر بعد أن أصدر رئيس الجمهورية عفوا عن السجناء الذين لديهم حسن سير وسلوك بمناسبة نصر أكتوبر المجيد .
إستبشرت قمر لرؤيته وأخرجت عينيها قلوب الحب وكاد مسالم أن يسمع دقات قلبها السريعة لرؤيته بعد أن أصبح لها فى فترة قصيرة كل حياتها ،وأصبحت مغرمة به وتعشقه أكتر من نفسها التى بين جمبيها .
كما رفرف قلب مسالم وهو يرى نظرة الحب فى عينيها من أجله ، فكم تمناها منذ زمن طويل وفقد الأمل أن تكون له .
ولكن ها هى الأن بضعا منه ويفصل بينه وبين تحقيق حلمه فى الزواج منها شهر واحد فقط .
مسالم : وحشتينى جوى جوى يا روح الجلب وننى العين .
توردت وجنتى قمر كأنها لأول مرة تسمع كلمات الغزل ، ولكن هذه المرة مختلفة تمام فكل نبضة فى قلبها تنطق باسم مسالم ، ذلك الرجل الذى لو وظنوا العالم كله فى كفة وقلبه فى كفة أخرى لربح قلبه وزاد لانه يفيض بالمحبة .
قمر بخجل : وبعدهالك بجا يا مسالم ، عتكسفنى عاد .
_ بس انا شايفة فى عينيك كلام وفرحة ، بالله عليك جولى لو فيه حاچة جديدة تفرح جلبى .
ابتسم مسالم قائلا : عتحسى بيه إياك !!
قمر : اومال طبعا .
مسالم : طيب يا ستى ، ايه رئيك نشيع نچيب المأذون عشان ناخد على بعض أكده حبتين ، عشان اللى فاضل شهر خلاص على الچواز ، وهتطلعى من إهنه على بيتى على طول .
إتسعت عين قمر من الفرحة مرددة بعدم تصديق : بچد الكلام ده يا مسالم !
مسالم بتأكيد : ومن ميتى انا كدبت عليكِ يا روح الجلب !
قمر وقد دمعت عينيها فرحا : مش مصدقة حالى ، بچد انا هشوف نور الدنيا تانى بعد ما أسودت فى عينيه ..
ثم وجدها مسالم تسجد لله شكرا ، فدمعت عينيه هو الآخر لفرحتها .
ثم قامت قائلة : مسالم انا عايزة أطلب منك طلب .
فأشار مسالم إلى عينيه مردفا : كل اللى تأمرى بيه مجاب بإذن الله .
قمر : انا عايزة ألبس النقاب وأخرج بيه من إهنه .
خلاص مش عايزة حد يطلعلى غيرك وبس يا مسالم .
_ انا مش عايزة من الدنيا غير أعيش خدامة تحت رچليك وأعيش مستورة وربنا يكرمنى منك بجطعة عيل يكون هو فرحتى .
طالعها مسالم بإعجاب وحمدالله على أنه استطاع بفضله ثم حبه لها العفيف أن تتغير بتلك الدرجة .
ابتسم مسالم بحب قائلا : بس إكده عيونى ، وعيكون أوبيض كمان شبه الفستان اللى عچبهولك ، عشان تكونى شبه الملايكة أكده .
وكمان مش هنمشى سكاتى أكده ، هنچيب زفة من باب السچن لغاية البيت .
ابتسمت قمر وروادها شعور أنها تحلم ، فلا يمكن ان يعطيها الله السعادة هكذا مرة واحدة .
ثم وضعت يدها على قلبها لتهدىء من روعها وأخذت تدعى : يارب كمل فرحتى على خير .
مسالم ودلوك غمضى عينك عاد .
قمر بلهفة : هو فيه تانى اكتر من اللى جولتله ، صدقنى جلبى مش متحمل فرحة اكتر من أكده .
إبتسم مسالم : لا جمدى جلبك عاد ، ده إحنا لسه مدخلناش فى التقيل.
قمر : ربك يستر .
غمضت عينى اهو .
فنادى مسالم على من يقبع بخارج الغرفة فى انتظار النداء
_ تعال يا عم هريدى وهات معاك الحبايب وفوقيهم المأذون .
_ فاتسعت عين قمر وسلطت عينيها نحو الباب ، لترى والدها هريدى فنشرح صدرها وأسرعت إليه لتعانقه بحب ثم ابتعدت وأمسكت يده تقبلها .
هريدى : الف مبروك يا بتى.
قمر : الله يبارك فى عمرك يا بوى .
ثم طالعت قمر من تقف وراء والدها تنظر لها بلهفة وخرج صوتها بصعوبة بين دموعها التى لا تتوقف قائلة : كيفك يا بت ابوى ؟
فارتجفت أوصال قمر لرؤيتها بعد ذلك الفراق الطويل وطالعته مرة بنظرات الشوق ومرة بنظرات الحرج ووقفت متخشبة لا تدرى ما تفعل ، فهى تريد عناقها والبكاء على صدرها ولكن ما فعلته معها جعلها تقف حرجا تفترش بنظرها الأرض وكأنها تلميذة أخطئت أمام معلمتها.
شعرت ملك بما تشعر به قمر فابتسمت بحب ورددت : ايه قمر متوحشتيكش ولا ايه !
_ بس انا أتوحشتك جوى ، تعالى يا قمر فى حضن أختك .
_ تعالى ندواى الجلب بالقرب يا بت ابوى. .
وننسى اللى فات ونبتدى من چديد .
فصرخت قمر بلهفة الإشتياق : ملك حبيبتى وأختى ، ثم ألقت بنفسها على صدرها تعانقها بحرارة وسمعوا لهم صوت بكاء وأنين .
جعلهم يبكون على أثره مسالم وهريدى .
ليحاول مسالم التخفيف عنهم قائلا : أباى عاد ، هو كتب كتاب ولا كتاب حياتى يا عين .
عايزين نفرح يا صبية أنتِ وهى .
فابتعدت ملك عن قمر وحاولت الابتسامة بقلب صافِ رغم أنه ممتلىء بالأحزان .
ملك : خلاص يا جلب أختك ، وعايزاكِ تنسى اللى فات عاد ونبتدى صفحة چديدة ملهاش غير الحب .
_ ده انا مليش غيرك فى الدنيا دى يا قمر
_ فبكت قمر مرة أخرى مردفة : ولا انا يا ملك ، بس كانت لحظة شيطان والحمد لله انها عدت ودلوك انا بقيت وحدة تانية خالص ومش هتشوفى منى غير كل خير .
لتتفاجىء قمر بصوت اخر تعرفه مردفا بمرح : يعنى ايه يا ست ملك انك ملكيش غيرها ، امال انا مين عاد ، كوز درة !
فضحكت ملك مردفة : أحلى كوز درة فى حياتى ، ربى ما يحرمنى منك .
باسم : ماشى ، هعديها بس عشان منلخبطش فرحتهم .
ثم أشار إلى قمر : كيفك يا قمر ، والف الف مبروك ، ربنا يتمم بخير .
قمر بحرج : تعيش يا دكتور باسم ، الله يبارك فى عمرك.
تسلم والله مجيتك إهنه على راسى والله .
ولا محبتك للغالية ملك ، دى حاچة تانية ، الله يخليكم ولا يحرمكم من بعض .
ملك : امين يارب.
مسالم بمرح : امال انا فين بجا من ده كلاته يا ست قمر؟
قمر بخجل : انت الجلب والروح يا سيد الرچال .
مسالم : يسلملى الجمر .
ثم أشار إلى المأذون : تعال أكتب يا سيدنا الشيخ ، عشان خلاص الجلب هيرفرف ومش جادر يتحمل اكتر من أكده .
ولو عليه هخدك دلوك ونهرب ، ايه رئيك ؟
فضحكت قمر : مفيش هروب من المكتوب ، وخلاص هانت يا روح الروح .
ليهتف مسالم : صبرنى يارب .
ليتدخل هريدى بقوله الغاضب : ما تختشوا على دمكم عاد ، عتحبوا جدامى عاد أكده ، مفيش حيا عنديكم .
الله يرحم ايام زمان والله ، ده الواحد مطلعش على أمكم غير بعد ما أتجفل علينا باب واحد .
شعر مسالم بالحرج فتقدم منه وقبل رأسه قائلا : حقك عليه يابا والله ، انا غلطان ، بس معلش عديها الشوق ملهوش فرامل .
ويلا يا عم الشيخ أكتب عشان نكون فى السليم عاد .
فجلس هريدى وباسم ليكونوا شاهدين على العقد ، وتم عقد القران وأطلقت ملك زغرودة تعبيرا عن فرحتها بأختها التى قد من الله عليها بالهداية وزوج صالح يكون لها سترا .
*****
تحدث محمود عبر الهاتف مع براء .
_ ايه يا سيادة المقدم ، هتبلط كتير فى الصعيد ، أخدت على الراحة ولا ايه !
براء بضحك : يعنى مينفعش أشم نفسى شوي .
محمود : لا شم نفسك وانا أكتم فى نفسى يا اخويا .
براء بضحك : ليه عاد ، ده حتى وحش علشانك .
محمود : مهو انا عايز أتجوز ، وحضرتك إجازة ، وهما مشددين اوى ، وقالوا مفيش إجازة غير لما ترجع عشان مفيش حد يحل محلك .
براء : يعنى انا محلك ، لا إنسى أنا اصلا مش عايز أرچع القاهرة وعايز أعاود أشتغل إهنه .
محمود بحنق : نعم يا خويا !!
_ وانا هتسبنى لمين ، ده انا غلبان .
وعايز أتجوز ، روح قلبى ونصيبى نهلة روح الروح .
ليستطرد بأمر :
_ بقولك ايه ، هو يومين مفيش غيرهم وألاقيك قدامى .
_ أكون بس چبت أوضة النوم الجديدة .
براء بضحك : يلا يا نمس ، عتموت على الچواز خابر انا .
وعتجوز مع الست الوالدة بردك ؟
محمود : ايوه ، نهلة صممت على كده ، وقالت مينفعش نسبها لوحدها .
_ بس والله انا خايف يا براء يا خويا .
براء بقلق : ليه ، عشان المشاكل اللى عتحصل بين الحما ومرات الإبن لما يعيشوا مع بعض صوح !
فرك محمود فى مؤخرة رأسه وقال : لا انا خايف على نفسى انا .
_ خايف يتفقوا عليه ، ومش عارف ساعتها ألاقيها منين ولا منين .
فضحك براء : كيف ده ؟
محمود بغيظ : الإتنين بقوا سمن على عسل وكإنهم صحاب وسبحان مغير الأحوال .
وأمى تصور بتخلى نهلة تعلمها الإتيكيت عشان تتمنظر قدام صاحبها فى النادى .
فقهقه براء : نهلة ، سبحانك يارب .
محمود : ده كل ما أتكلم وأقول رئيى فى حاجة فى البيت ، يقولوا أطلع انت منها ، احنا خلاص اتفقنا نعمل ايه .
براء : لا أكده حالتك واعرة جوى .
والبت دى على رأى بانة اختى وكل اللى يشوفها عتسحر للناس بالمحبة وهتدخل الجلب على طول .
فصك محمود على أسنانه بغيظ غيرة على نهلة وقال : حيلك يا عم ، فيه ايه .
براء بضحك : عتغير ماشى يا صاحبى .
ربنا يهنى سعيد بسعيدة .
وأطلع منها انا بجا .
_ وحاضر هاچى عشان تچوز وأفرح فيك ، جصدى بيك .
******
وقفت بانة أمام جابر مردفة بحدة : ما انتش رايح يا جابر المشوار العكر ده .
فطالعها جابر بغضب قائلا : كيف ده !!
_ عايزانى أصغر اخوى جدام نسايبه عاد ، وهما عارفين إن النهاردة هنقرء الفاتحة .
_ فكيف يعنى ميكونش معاه أخوه الكبير عاد .
_ وكيف يروح لحاله .
_ إيه ملهوش حد !!
قطبت بانة جبينها وقالت يتهكم : تصغره هو ، ولا تصغرنا كلنا جدام الخلق ، وانت عارف عاد ، الناس العفشة اللى عيناسبهم وسمعتهم اللى على كل لسان .
_ هو ملقاش غير بت الجهوجى دى !!
جابر بضيق : النصيب يا بانة ، والحب ملهوش سلطان .
وبخلى الواحد كيف الأعمى مش شايف .
بانة بتسرع : بلا حب بلا هم .
_ ده كلام فارغ ، يشوفله واحدة بنت ناس أحسن تخليه يطلع معاها لفوق ، مش ينزل هو معاها لتحت .
لتستطرد بكبر وعلو إعتادت عليه لتقطع كل حبال المودة بينها وبين جابر :
_ كيفك أنت أكده ، شوف كنت فين وبجيت فين ؟
لما إتچوزت بانة الجبالى , بت الحسب والنسب والكل عيحسدك عليه ، صوح ؟
وهكذا ضربت بانة كل الحبال التى كانت تصل بينها وبين جابر وأهانت رجولته أمامها كيفما تفعل كل مرة .
فهل سيصفح لها الحب تلك المرة أيضا ؟
ام سيأخذ موقف كى لا تتمادى فى غرورها .
...
وأظن فى الحلقة دى عرفنا مين الشخصية الجديدة ويا ترى هتعمل ايه مع جاسر ؟؟؟
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما
أم فاطمة 💖 شيماء سعيد
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اولاد الجبالي ) اسم الرواية