رواية حرم الفهد الجزء الثالث 3 الفصل السادس 6
_«كتب كتاب مين؟! أنا مُستحيل أتجوز البنأدم ده»
قالت كلامها وهيا بتشاور علي«زين» بعد ما سمعت قرار «فهد» بصلها الكُل بضيق من طريقة كلامها، وأسلوبها الهمجي.
_«مسمعتش لحد صوت ولا حد أعترض سوا كان كبير ولا صغير، أنتِ جاية تعترضي وترفعي صوتك عليا؟!».
أتنهدت وقالت بعتذار:_«أسفة يا خالو، بس أنا مش موافقة نهائي»
وقف «فهد» وقال بصرامة شديدة:_«بس أنا مطلبتش رأيك ولا جاي بستشيرك فيّ الموضوع، أنا بقولك كتب كتاب الخميس اللِّي جاي، وكلامي إنتهاء».
_«يعني أي يا أما أقبل بالأمر الواقع، يا هقبل غضب عني مفيش حل وسط».
هز «فهد» رأسهُ وقال وهو رايح ناحية أُوضة المكتب:_«بالضبط مفيش حل وسط».
إتسحبت«غرام» وراحت ورا «فهد» للمكتب، فتحت الباب بِبُطىء:_«أنتَ مُتأكد من قرارك؟!».
كان مديها ظهرهُ لف بهدُوء وسند بإيدهّ الأتنين علي سطح المكتب وقال بصوت هادئ:_«ولو مكُنتش مُتأكد مكُنتش حطيت النار جنب البنزين».
مشيت كام خطوة، وقفت جنب «فهد» حطت إيديها علي كتفهُ وقالت بحنية:_«مش عارفة أي السبب من قرارك، ولا أنتَ مخبي أي عليا بظبط، بس اللِّي أنا واثقة منهُ إن كُل ده لأجل العيلة حتي لو علي حسابك».
بصلها بطرف عُيونهُ وأبتسم إبتسامة جانبية قائلًا بحُب:_« حاسس إني بعد كلامك وثقتك دي، هضيع العيلة والله».
رفعت حاجبها وقالت بمكر:_«والله يعني لو مكُنتش أتكلمت كان قرار صح، يا سيدي حقك عليا أنا غلطانة».
أطلق «فهد» ضحكة رجولية رنانة وقال وهو بيطبع قُبلة علي إيديها:_«لا يا حبيبي أنتِ مبتغلطتيش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صوت ضحكت«فهد» كانت عالية لدرجة إن الكُل سماعها غمز«غيث» لـ«عُمر» وقال برخامة:_«والعه مع أبوك يا عم، عقبالنا».
ضرب «عُمر»«غيث» قلم وقال بضيق:_«زي ما هيا والعه معاكوا».
بصلهُ «غيث» بطرف عينهُ وقال بغيظ:_«أحترم نفسك».
_«مش لما تحترمها أنتَ الأول».
كانوا بيتخانقوا بصوت وطي، قطع صوت الهماسات صوت «داغر»:_«بكُرة الصُبح الكُل يكون مجهز حاجتهُ فيّ حرس هيجوا يأخدو كُل واحد من بيتهُ وياريت محدش يطلع من هنا لبكرة الصُبح، وياريت محدش ينسي حاجة علشان مفيش رجوع اي حد لبيتهُ الأيام دي نهائي».
أتحطت علامات أستفهام كتير، ومليون سؤال فيّ دماغ كُل واحد، قرار “داغر” الكُل كان عارف إنهُ كلام” فهد» ومحدش كان هيقدر يعارض أي كلمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيّ صباح اليوم التالي، تحديدًا فيّ فيلا كبيرة محاوطة بالحرس، نزلت العيلة بأكملها من السيارات.
وقف «عُمر» وتنح بصدمة:_«دي شكلها هتبقي قعدة عنب».
ردت عليه «فيروز» بأنبهار:_«الحاجات دي مش بشوفها غير فيّ التلفزيون».
بصلها من تحت لفوق بقرف وقال:_«تلفزيون اسمو Tv».
_«لا ده عند الست الوالدة يا قلبي».
نزلت«جودي» من العربية، بدأت تنقل بصرها فيّ الأتجاهات كان مكان مليان ورد وشجر، مشيت كام خطوة وقفت جنب «فيروز» وقالت:_«المكان تُحفة أوووي».
شاور عليها «عُمر» وقال لـ«فيروز»:_«البنت دي جرحها بيلم بسُرعة من شوية كانت مُنهارة علشان هنسيب الحارة، دلوقتي ناقص تتحزم وترقص».
_«تعرف تخليك في حالك يبنأدم».
عدل ياقة القميص وقال بغرور:_«ومين قالك إني بنأدم وإنسان عادي زيكوا أنا القمر، متكلمنيش تاني بلوك».
مشي بغرور، تنحت«جودي» بصدمة وهمست:_«ده أنا هكره القمر علشان بتشبة نفسك بيه».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكُل دخل الجناح الخاص بيه، وكُل واحد بقي عارف مكانهُ، دخلت البيت وهيا مستغربة هو جابها هنا ليه، سألت بدل المرة ألف بس مكنش فيّ أي رد فعل.
_«هو أنتَ جايبنا هنا ليه؟!».
_«مش عايزة تروحي لعيلتك».
ضيقت عُيونها بأستغراب:_«أيوا بس مش هنا».
هز رأسهّ بتأكيد وقال بهدُوء:_«بس العيلة كُلها قاعدة هنا».
وقتها كان نازل «فهد» و«داغر» و«عُمر» و«غيث» و«زين» نازلين، لما شافهُم«عُمر» قال وهو نازل:_«كُل إنسان بيتشاف بنأدم طبيعي، إلا أنا شايف قُدامي جاموسة حلوة محتاجة تتحط فيّ زربية وتأكل مع البهايم».
رفع «يوسف» حاجبهُ وقال بضيق:_«كُل واحد بيشوف أنعكاسهُ فيّ البشر يا قلبي».
قطع مناقشتهُم صوت «فهد» وهو بيقول:_«خد أختك يا «عُمر» وطلعها عند«فيروز».
طلع «عُمر» هو و«ماسة» حط إيدهُ علي كتفاها وقال:_« هيا الكرامة بكام؟!».
ضيقت عُيونها بعدم فهم وسألت:_«مش فاهمة والله».
أبتسملها بضيق وقال بمرح:_«أنتِ لو كسبانة كرامتك فيّ كيس شيبسي مش هتعملي كده».
وقفت فيّ الدور التاني وقالت بمشاكسة:_«لا والله قصدك أي؟!».
حط إيدهُ علي أذنية وقال بعدم أهتمام:_«كلميني في مكان فيه كرامة مش سامعك».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_«لا كده فيّ حاجة غلط، يعني أي أقعد معاه فيّ نفس الأوضة أخاف علي نفسي اه».
قالت جُملتها وهيا بتلف فيّ الأُوضة بتوتر، وقفت فيّ نص الأُوضة وحطت إيديها علي خدها وقال بتكفير:_«ايوا إحنا كاتبين الكتاب وخلاص بقا جوزي بس برضو، مش قاعدة معاه فيّ أُوضة واحدة».
سمعت صوت خطوات كُل ما بيرتفع صوتها، جريت ناحية أوضة الملابس، ولبست الأسدال بسُرعة.
_«أي اللِّي أنتِ عامله فيّ نفسك ده؟!».
ردت وهيا بتلف الطرحة بأحكام أكتر:_«مالي يا داغر، لا يا حبيبي متفكرش علشان قبلت اتجوزك وهقعد معاك فيّ أُوضة واحدة هسمحلك تعمل حركة كده ولا كده من الحركات إياها».
رفع حاجبهُ وقال بأبتسامة:_«الحركات إياها، بطلي تقعدي مع فيروز كتير وتسمعي أفلام مش ناقص والله».
رفعت الأسدال بحركة تلقائية وقفت قّدامهُ، رفعت صابعها وقالت بتهديد:_«وأنتَ مين سألك أصلًا وبعدين مالك ومال صحبتي؟!».
هز رأسهُ بأبتسامة وقال ببرود خادع:_«هعمل نفسي مش سامع علشان أنا بتعرض للتلوث السمعي والبصري».
مشي من قُدامها وقعد علي الكنبة، فضلت مكانها متنحة بتحاول تستوعب هو قال أي، جريت بسُرعة ناحيتهُ وسحبت منهُ اللاب توب وقالت بزعيق:_«بتتعرض للتلوث السمعي وقولنا ماشي، لكن التلوث البصري مش جاي معايا سكة، مالي يا أخويا ومال التلوث البصري، ده أنا أقول للقمر قوم وأنا أقعد مكانك ياللي أنطسيط فيّ نظرك».
أبتسم أبتسامة جانبية وقال بحُب:_«معاكِ حق، إنا شكلي أتحولت باين».
أبتسمت بخجل وقالت:_«متقولش كده يا حبيبي عُقبال ما تتعمي».
أتلاشت إبتسامة«داغر» وفضل متنح فيها، قال بصدمة :_«عُقبال أي؟! لا مش سامع عُقبال لما أتعمي!! يا ستي يحرق الرُومانسية واللِّي عايز يقولك كلام حلو».
سحب من إيديها اللاب وخرج فيّ البلكونة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_«هقطف الوردة دي واحدة واحدة وأشوف بيكرهني ولا لا».
بدأت تقطفها ورقة ورقة وعند أخر ورقة سمعت صوتهُ:_«ملوش لازوم كده كده بكرهك ».
لفت بعصبية وزعقت:_«ما تبطل تلزيق بقا وسبني أشم نفاسي علشان الجو بقا حر وكاتم علي نفسي أكتر من الرجالة».
_«إسراء أتكتمي يا قلبي».
رفعت حاجبها وقالت بمكر:_«يالله بجد سوري يا زين، حقك عليا مُكنتش أعرف إنك هتتضايق كده».
رفع حاجبهُ بصدمة، أبتسم وقال بنفس المكر:_«بلاش أسلوبك الكداب ده علشان الشر هينط من عينك وأرمي اللِّي في إيدك ورا يا حلوة علشانك لو فكرتي تعمليها هساوي وشك بالأسفلت».
أتاففت بضيق ورمت خرطوم المية من إيديها بعصبية، مشيت بسُرعة وضيق.
_«معرفش أنتَ هتعيش مع البنأدمة دي أزاي دي تقول لتقل الدم قوم وأنا أقعد مكانك».
بص علي الصوت اللِّي جنبهُ وقال بصرامة:_«خليك فيّ حالك يا بتاع جودي».
رفع شعرهُ بإيدهُ وقال بغرور:_«أول مرة حد يشتمني شتيمة حلوة زي دي، روح يا ربّ تقع فيّ مصايبة».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قعدوا حولين السُفرة، كان فيّ حالة هدُوء غريبة، صوت الشوك والمعالق بس اللِّي موجودة، نزل «يوسف» من فوق وهو بينزل بخطوات سريعة غير مترتبة، قال وهو بينهج:_«الموبيل بتاعي فين؟!».
الكُل أستغرب الحالة اللِّي هو فيها، بصلهُ «عُمر» بضيق وكمل أكل فيّ صمت تام، كرر سؤاله مرة تانية وهو بيدور حواليهُم:_«أنا مش فاكر أخر مرة كان فين، بقالي نص ساعة بدور عليه، عقلي هيقف من كُتر التفكير».
مسك «عُمر» كوباية الماية، أخد منها رشفة وقال بأبتسامة مُستفزة:_«يبدو إن عقلك فيّ المكان إياه، من كُتر ما أنتَ بتقعد عليه مبقاش بيشتغل».
أتجهت كُل العيون علي«عُمر» بسبب جرائتهُ وقلة ذوقهُ، بينما هو كمل الأكل ولا كإن حاجة حصلت، شرق «فهد» فيّ المية وهو بيحاول يدراي ضحكتهُ علشان ميسببش أحراج لـ«يوسف»، جري «داغر» علي «فهد» هو و«عُمر» ناولهُ ميه وضرب علي ظهرهُ بخفة.
_«احم.. أنا كويس محصلش حاجة يا حبايبي».
طبع «عُمر» قبلة علي رأس «فهد» وقال بحُب:_«ألف سلامة عليكَ يا بابا».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_«تفتكر لو رجع بينا الزمن، كُنا هنوصل لهنا، يعني لو مكُنتش مشيت ليا سُبل زي ما بيقولوا كُنت هبقي معاك، ولا هكون مع مين بظبط؟!».
قالت «غرام» جُملتها وهيا واقفة فيّ البلكونة وساندة رأسها علي كتف «فهد» وهيا باصة للنجوم والسماء.
بصلها بطرف عُيونهُ، وقال بأبتسامة حُب شغوفة:
_«اللِّي مُتأكد منهُ إن حتي لو ممشتش سُبل علشانك ولا حتي حبيتك من صغرك ولا كُنا أتقبلنا قبل كده، الحاجة المُتأكد منها إن كُل حاجة نصيب وقدر وحاجة مكتوبلنا من صُغرنا، مكنتش عارف إنك نصيبي بس فيّ كُل مرة سجدت فيها كُنت بتمنيٰ فيّ يوم تبقي من نصيبي، قطعت وعد علي نفسي طول ما فيا نفس هحاول علشانك حتي لو كُل الظروف والأسباب حواليا بتقولي إن مُستحيل وسابع المُستحيلات، ولإنك بقيتي نصيبي خلاص، يبقي لأزم أحارب بحُب وقوة أكتر من الأول، يكفي إني أشوف نظرة الحُب والأمان فيّ عيُونك».
رفعت رأسها وبصت فيّ عُيونهُ قالت بنبرة صوت حنونة:_«فيّ نص قرأتهُ من فترة، بيقول«رأيتهُ وهو يحاول من أجلي كان هذا أحن مشهد رأيتهُ”، النص ده بيصف علاقتنا بكُل الجوانب، دلوقتي أقدر أقولك حاجة واحدة بس.
قربت من«فهد» وهمست بحُب:_«أحُب العُيون وكُل ما يُقال عنها، ولكن عُيونك فقط، هيا من أهواها”».
شالها «فهد» بحركة سريعة بين ذراعية، شهقت«غرام» بصدمة، غمز بإحدي عينية وقال بحُب :_«وأنا عُيوني وقلبي وروحي ليكِ، وزي ما قالت الست “يَاما عُيون شَاغلوني لكِن ولا شَغلوني، إلا عُيونك أنتِ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خبط علي الباب بقوة وقال بعصبية:_«يا حجة أخلصي عايز أدخل الزفت الحمام».
قالت بصوت عالي وهيا جوا:_«أصبر يا أسر ثواني خارجة أهو».
ضرب الباب بقوة وقال بضيق:_«بقالك ساعة بتقولي خارجة أي بتخترعي الذرة أخلصي».
خرجت«نور»، وهيا حاطة فوطة فوق شعرها، ولابسة بيجامة ستان، بصلها من فوق لتحت ظهرت علي ملامحه الأشمئزاز:_«أي ريحة السوبيا دي؟!».
تنحت بصدمة وقالت بتأكيد:_«ريحة سوبيا!!!».
شاور عليها وقال بتوضيح:_«بقولك ريحتك سوبيا صباح الفُل».
فضلت تستوعب كلامهُ بعدها بشوية هزت رأسها بتأكيد وزعقت بعصبية:_«حاطة سوبيااااا؟! بقا أنا جايبة بادي سبلاش بخشروميت جنية ودافعة دم قلبي فيه علشان تقولي ريحتك سوبيا يا عديم الذوق وعديم حاسة الشم».
برقلها بأنبهار من وقاحتها وقال بغيظ:_«يا ستي يا ريتك ما جبتيه وبعدين هو فيّ برفان بريحة السوبيا».
رفعت صابعها وقالت بتهديد:_«أولًا مسموش برفان أسمو بادي سبلاش، ثانيًا والأهم ده مش بريحة السوبيا ده بريحة جوز الهند يا عديم الذوق».
سقف وقال بأسلوب شرشوح:_«أصمالله علي الذوق، ياختي علي الذوق، ده أنتِ ذوقك يتحط فيّ الخانات المعفنة».
دفعتهُ بغضب وقالت بضيق:_«أدخل الزفت مش عايز تدخل الزفت سديت نفسي إلهي يسد نفسك يا شيخ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_«طب يا حبيبي قوليلي أعمل أي وأنا عُيوني ليكِ».
أبتسمت بحُب وقالت برقة:_«أنا شايفة إنك تتكلم مع يوسف وتشوف حصل أي، وليه يخطف “ماسة” بالطريقة دي وتحاول تفهم هو سافر وسابها ليه».
مسك إيديها وقعدها علي طرف السرير، قعد قُدامها ومسك إيديها بين كفوفة وقال برزانة:_«أنتِ عارفة ومُتأكدة إني مبحبش أجبر حد من ولادي يتكلم ولا أدخل فيّ حياتهُ، كُلهم كبار و وعييّن وعارفين فين الصح والغلط ومن حقهُم دلوقتي يأخدو نفاسهُم في الحياة علشان يتعلموا، “يوسف” أنا عارف هو سافر ليه بس مش من حقي أقول حاجة، هيجي يوم وهيعترف وهنعرف كُلنا، أما بالنسبة لخطفهُ لـ”ماسة”فيّ هيا مراتهُ أصلًا ومكتوب كتابهم يعني ده مش حرام ولا حتي غلط، بس الطريقة مكنتش أحسن حاجة».
أتنهدت بتعب وقالت بخفوت:_«ماشي يا “آيان” بس أنا مامتهُ ومن حقي أعرف إبني سافر ليه، هو أنا بقيت بتقارن بالكُل طب ليه؟!».
وقف وقعد جنبها سحبها لحضنهُ وقال وهو بيطبع قُبلة علي رأسها:_«مين البغل اللِّي قالك إنك زيك زي الكُل، هو القمر بقي يتقارن بالنجوم؟!».
أبتسمت، رفعت رأسها وقالت وهيا مضيقة عُيونها:_«كُل بعقلي حلاوة ونسيني كُنا بنتكلم فيّ أي زي كُل مرة بس أنا بعديها علي فكرة مش علشان خاطر إنك شاطر وبتعرف تلغيني لا علشان أنا بعديها بس بمزاجي يا “آيان بيه”».
شالت إيدهُ من علي كتفاها وخرجت من الجناح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حطت أخر تشيرت فيّ الدُلاب سمعت صوت خطوات وراها قالت وهيا مدية ظهرها للباب:_«المفروض كان تعترض علي قرار” فهد”مدام بنتك “إسراء” مش موافقة».
قعد علي الكنبة وقال بضيق:_«واخدة بالك من “إسراء” طب سألتي نفسك “عشق” موافقة ولا لا».
رمت الهدوم من إيديها بعصبية وزعقت:_«لا مش فارقة معايا نهائي، دلوقتي أفتكرت بنتك طول عُمرك مش شايف غير “إسراء” دلوقتي أفتكرت “عشق”».
وقفت قصادها وزعق بعصبية شديدة:_«أسلوبي مبقاش قذر مع بنتي غير بسببك بلاش ترجعيني لنفس النقطة وتعملي نفسك بريئة علشان أنا وأنتِ عارفين مين السبب ورا اللِّي بيحصل واللِّي هيحصل».
_«أعمل نفسك بريء يا «أياد» وأنا دلوقتي بقيت السبب فيّ كُرهي لبنتك».
مسكها من إيديها وضغط عليها بقوة:_«أقسم بالله لو أسلوبك متعدلش مع” عشق”لهوريكي النجوم فيّ عز الظهر يا “ندا”، وقتها هخليكِ تكرهي عيشتك».
قربت من وشهُ وهمست بتحدي وقوة أكتسابتها من أخيها:_«عايز تكرهني فيك بسبب واحدة مش بنتك أصلًا، عايزني أحبها وهيا مش بنتي طب أزاي، عايزني أفضل واحدة غريبة علي بنتي اللِّي من دمي، نجوم السماء أقربلك يا «أياد الصاوي».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرجت من أُوضتها وهيا بتكلم نفسها بعصبية قالت بصوت عالي:_«أصلًا أنا بنأدمة برأس بخاخة علشان يوم أفكر أحب، أحب بنأدم شبة معندوش لا دم ولا قلب».
_«أخص عليكِ يا قلبي متقوليش كده».
أتنفضت مكانها برُعب، شهقت بخوف:_«منك لله يا” عُمر”خضتني».
بصلها بهيام وقال بحُب:_«يا عُيون الدكتور، يا قلب الدكتور، يا قمر الدكتور، يا حبيبة الدكتور».
تنحت بصدمة من كلامهُ، قالت بتوتر وتعلثم:_«أنا هنزل عن أذنك».
وقف قُصادها وقال بمُشاكسة:_«هو عمي آيان وخالتو داليا معرفوكيش إن عيب تمشي وتسيبي الأكبر منك وهو بيكلمك؟!».
هزت رأسها وقالت بضيق:_«لما يكون الأكبر مني مُحترم وقتها أتكلم معاه لكن لما يكون قليل الأدب ومش متربي وقتها اسيبهُ يخبط رأسهُ فيّ أتخنها حيطة».
شاور عليها وقال بمرح:_«واضح إنك متربتيش فعلًا، وأنا أقسم بالله ما أتربيت أبويا نسي يربيني، ده الأص الصح».
برقت بصدمة من وقاحتهُ، قالت بخجل:_«أحترم نفسك والله أقول يا “عُمر” لعمي “فهد” عليك».
قرب منها وقال بغزل مرح:_«السقوط الوحيد الذي لا أمانع به هو السقوط فيّ حُبك».
أبتسملها ولكن لم تدوم طويلًا، لم حس بإيد أتحطت علي كتفهُ، سمع أخر صوت كان يتمنيٰ إنهُ يسمعهُ فيّ الحياة:_«أسقط يا حيوان عادي، أنتَ مش أحسن من الدولة وأقتصادها يعني».
أستدار ببطىء، أبتسم أبتسامة وقال بغباء:_«بابا حضرتك بتعمل أي هنا».
ضربهُ بخفة علي قفاة وقال بضيق:_«جاي أشوف الحيوان اللِّي مترباش، كويس إنك عارف إنك متربتش بس “جودي” متربية عن اشكالك، نسيت أربيك صح؟! أنا بقا دلوقتي هدغدغك يا حبيب أبوك».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_«عاملة أي طمنيني عليكِ؟!».
كانت قاعدة بتقرأ رواية قبل ما تنام، جت الماسدج من رقم غريب شافتها وأستغربت، خرجت من الشات وكملت قراءة، أتبعتت ماسدج تانية.
_«مساء الرطوبة الحلوة مخطوبة».
بصت للماسدج بضيق وقالت بوقاحة:_«الحلوة دي تبقي الست الوالدة يقلبي».
عملت بلوك ومسحت الشات نهائي، قامت وقفت قُدام المرأية قالت لنفسها وهيا بتحط مرطب علي وشها:_«نو آمان لاي مان مهما كان».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_«يا “داغر” عايزة أتكلم معاك يا أخي هفرقغ من الملل».
رفع نظرهُ من علي اللاب وقال بأبتسامة:_«بيقولوا هفرقع من الصداع أول مرة أسمع هفرقع من الملل، حرفيًا بتعرض للعبط السمعي».
قربت من”داغر”وقالت بتهديد:_«لو أتريقت عليا وعلي كلامي هزعلك مني جامد وخاف من زعلي».
رفع حاجبهُ وقال بمكر:_«وأنا عايز أجرب زعلك يا حلوة».
همست بتهديد:_«خد بالك من نفسك يا قائد، علشان أنا مش بخاف من الحكومة خد بالك».
أبتسم أبتسامة جانبية وقال بخُبث:_«ليكِ حق متخافيش من الحكُومة بس خافي من القائد علشان مبسميش علي حد أنا».
رفعت حاجبها وقالت بمكر:_«لا يا حبيبي عندي أنا بقا وتعمل أستوب تدوس فرامل علشان أنا ستوب».
أطلق ضحكة رجولية رنانة وقال من وسط ضحكاتهُ:_«أديكي أي أكتر من قلبي».
أبتسمت بحُب وقالت وهيا رايحة ناحية التواليت:_«مع السلامة هروح أفرش المصلية، وأدعي لقلبك يتحمل جمالي».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_«واقف هنا بتعمل أي؟!».
بصلها بطرف عُيونهُ وقال بأبتسامة:_«كانت مضايق شوية قولت أشم هواء».
_«لسه زي ما أنتَ رغم كُل حاجة».
ربعت إيديها، وقفت جنبهُ وقال بخفوت حزين:_«وأنتِ مش أنتِ أنطفيتي والسبب أنا، حقك عليا يا “ماسة”».
_«جت متأخّرة أوي منك، كُنت محتاجها يوميها مش بعدها بخمس سنين».
_«الناس بتسامح».
أتنهدت وقالت بوجع:_«بس أنا مش قادرة صدقني غصب عني، قلبي رافض وجودك وفي نفس الوقت حابب وجودك مبقتش عارفه أنا عايزة أيه صدقني».
قرب خطوة وقال بنبرة صوت حنونة:_«أنا هنا علشان أرضيكي، سواء ليا ذنب أو لاء، وحقك عليا تاني».
بدأت تتكون الدموع فيّ عنياها قالت وهو بتحاول تتماسك قُدامهُ:_«ياريتك جيت بدري، مش دلوقتي، نفسي أرجع زي الأول بس مش قادرة».
مشيت من قُدامهُ ويدب هتمشي كام خطوة قال بصوت عـالي:_«” ماسة”أنا.. أنا سبتك علشان…………..».