رواية اختلاج روح الفصل الحادي و الثلاثون 31 - بقلم لولي سامي
وصلت مهرة للعنوان المرسل لها لتصعد البناية وتطرق الجرس ليفتح لها رجل يبدو عليه الهيبة والوقار وفي نفس الوقت تحمل ملامحة كثير من الوسامة والجاذبية ليرحب بها قائلا/ اهلا يا بنتي ،اكيد انتي مهرة صح؟
اومأت مهرة برأسها دون التفوه بكلمة ليكمل أشرف/ طب اتفضلي ادخلي واقفة ليه؟ جودي ونهي مستنينك جوة .
ظلت مهرة ثابته مكانها حتي استشعر اشرف قلقها وحرجها فقال لها/ طب شكلك مكسوفة ثواني هندهلك جودي.
واختفي من أمامها لدقيقتين لتأتي نهي مرحبه بها قائلة/ اهلا اهلا مهرة واقفة على الباب ليه ؟
اتفضلي يا حبيبتي جودي جوة يتجهز.
دلفت مهرة بحياء مع نهي حتى وصلوا الي غرفة جودي ليسير الحوار ما بين ترحيب ومباركات حتى اوقفت نهي وصلة الترحيب والتهنيئة قائلة/ تصدقي يا جودي مهرة كانت واقفة مكسوفة من اونكل اشرف .
جودي باندهاش قالت/ معقول اول مرة الاقي حد يتكسف من بابا ، علي طول اللي يشوفه يا اما بيغازلوه مباشرة ياما بيصاحبوني علشان برضه يغازلوة.
خجلت مهرة واحمر وجهها قبل أن تقول/بصراحة هو يستاهل يا جودي انا مصدقتش أنه باباكي.
لتنطلق جودي ونهي بضحكات مجلجلة لتعلق جودي قائلة/ مسمعتكيش سمية كانت علقتك.
لتسأل مهرة بتلقائية تامة / مين سمية دي.
تصادف سؤالها دلوف سمية من باب الغرفة تعقد حاجبيها قائلة/ انا سمية يا حبيبتي ،جيت علشان اسلم على القمر اللي زارنا النهارده.
اقتربت سمية تسلم على مهرة واحتضنتها لتجول أعين مهرة متسائلة ما بين جودي ونهي ثم اخرجتها سمية من أحضانها لتقول/ بسم الله ما شاء الله دانتي طلعتي احلي من اللي عمك اشرف قال عليه ،قوليلي بقي يا قمر كنتي بتسالي عليا عايزاني في ايه.
اضطربت حدقتي مهرة مستنجدة بنهي لتخرجها من هذا الموقف ،لتقفز نهي حاشرة نفسها بينهم قائلة/ اقولك انا يا طنط جودي كانت بتحكي عن غرامياتك مع عمي اشرف بس كانت شايلة الألقاب يعني فمهرة عجبتها شخصيتك جدا فسألت عنك بس كدة ،مش كدة يا مهرة؟
اضطربت مهرة لتردد مجيبة/ااه ااه أيوة كدة .
ليقطع حديثهم جرس الباب لتستاذن سمية لتري من القادم وتتنفس مهرة الصعداء وينخرطا كلا من جودي ونهي في هيستريا من الضحك أوقفها دلوف سمية مرة أخري وابلاغهم وصول آسر ويزن بالاسفل ينتظروهم جميعا.
لتتجهز كلا منهم وينطلقوا جميعا لتستقل جودي بجوار آسر بسيارته المزينة بالورد الاحمر تعبيرا عن الحب وكأنه عريس جديد.
بينما أستقل اشرف بجوار يزن الذي أخذ يحقد على ابن خالته وتركب بالخلف سمية ونهي ومهرة وينطلق خلف سيارة آسر مطلقا أبواق السيارة وكأنهما عريسان يزفهما .
بسيارة آسر تجلس جودي بمشاعر حب جياشة ليمسك آسر بيدها ويقبلها ثم ينطلق الي وجهته وهو يغرق جودي بكلامه المعسول لتسأله جودي / مقولتليش لحد دلوقتي هنقضي سهرتنا فين ؟ ولا ايه المفاجأة اللي قولتلي مجهزهالي؟
ينظر لها آسر بنظرات شوق وحب قائلا/ هتعرفي حالا اول ما نوصل بس يارب تعجبك .
وصلوا بعد دقائق للمكان المحدد وهو عبارة عن كافيتريا داخل سفينة في النيل ،تنظر جودي للسفينة لتجدها مزينة بالاضواء الملونة وكأنها تنتظر حضور وفد هام لتنظر جودي تجاه آسر بفرحة عارمة.
ليهمس لها آسر بقرب أذنها/ قولت لازم حفلة رجوعنا لبعض تكون في سفينة علشان تعرفي ان قلبي ده سفينة وانتي يا جودي مرساها.
تنظر جودي بداخل عيونه قائلة بعيونها قبل شفتاها/ بحبك
ثم أكملوا سيرهم ويتبعهم والدها ووالدتها ومهرة ويحاول يزن تعطيل نهي ولكنها تحاول الفرار فتمسك بذراع أشرف من ناحية وسمية من الناحية الأخري ومهرة بجوارها مما جعل يزن يستشيط ويزم شفتاه ثم يتبعهم.
خطي كلا من آسر وجودي في الممر الموصل بين الشاطئ والسفينة حتى إذا اقتربت من أبواب السفينة حتي وصل لسمعها موسيقي تقديمية حتي وصلوا إلى باب السفينة الذي فور افتتاحة شهقت جودي من هول المفاجأة .
فكانت السفينة مكتظة بجميع الأقارب يصفقون بحرارة فور دلوفهم من باب السفينة لتتقدم هي وأسر في ممر بشري مكون من الأقارب والاحباب حتي وصلوا الي ساحة الرقص كل هذا وجودي بعيون متسعة غير مصدقة لما تراه.
وتبدأ رقصتهم الافتتاحية على اغنية (اديني رجعتلك) لتهمس جودي لأسر بعيون يترقرق بها الدموع من كثرة السعادة قائلة/ ايه ده يا آسر !؟معقول كل ده ؟انا مش مصدقة!
ينظر آسر بداخل عيونها ويمسح دمعة قد تسللت من جفونها قائلا/ حبيت ارد كرامتك قدام الكل ولازم يعرفوا قد ايه انا فرحان برجوعك ليا.
تبتسم جودي ثم قالت/ علشان كده قولتلي اعزمي اللي انتي عايزاه.
ليرد آسر قائلا/ مانتي معزمتيش غير نهي ومهرة.
لترفع جودي كتفها قائلة/ مانا كنت خائفة اغرمك.
ثم نظرت حولها واكملت قائلة/ معرفش انك صرفت اللي قدامك واللي وراك بالشكل ده .
ليغمز لها آسر مازحا/ مانا صرفت بقي اللي كنت محوشه للجوازة التانية ولا اروح اتجوز بيهم ؟
لتضغط جودي بحذايها فوق قدمه ليأن آسر فتقول له/ علشان كنت قتلتك وخلصت بقي.
يكتم اسر ألمه قائلا/ ااااه…..مجنونة.
ثم يبتسم ويضمها لاحضانه قائلا/ مقدرش استغني عنك يا مرسى قلبي وحياتي كلها.
ويكملا رقصتهم ما بين نظرات الحب والحقد التي تحيطهم .
………………………….
فور دلوف آسر وجودي ومن معهم من باب السفينة
بدأت السفينة بالتحرك تشق مياه النيل لتكن بداية جديدة في حياة كل حبيبان يبدأن بشق طريق حياتهم .
لاحظ معتز الذي وصل قبل وصول آسر وجودي بلحظات دخول مهرة مع اهل جودي، فرح كثيرا وعدل عن فكرة المغادرة فقد كان مقرر مغادرة السفينة فور وصول جودي وأسر لتهنئتهم والمغادرة قبل تحرك السفينة.
ليتوجه مباشرة لها قائلا/ كنت هزعل اوي لو مشفتكيش النهاردة.
فوجئت مهرة بوجود معتز لتشهق قائلة/ مستر معتز!؟
معتز مصححا/ معتز بس يا مهرة .
نظرت مهرة حولها يمينا ويسارا مستنجده بوالد جودي أو والدتها ولكنها وجدتهم مشغولون بابنتهم لتقول له/ عن اذنك انا لازم اروح.
وقبل أن تتحرك من مكانها امسك معتز برسغها قائلا/ مش هينفع، السفينة اتحركت خلاص مضطرة تستني هنا لحد ما نوصل للبر سوا.
وكأنه احسن اختيار كلماته فقد كان يقصد سفينة حياتهم وبر بدايتهم لتتفهم مهرة مقصده فتخجل وتنظر أرضا ليكمل متسائلا/ مكنتيش بتردي علي تليفوناتي ليه؟
زمت شفتاها واضطربت نظراتها قائلة بصوت خافت/ مكنتش سمعاه.
ظل معتز ينظر لها وعيونه تلتهم ملامحها ثم علي حين غرة امسك برسغها لتشهق مهرة من المفاجأة.
فسحبها معتز بعيدا عن الزحام ليستقر بها عند مقدمة السفينة لتنفعل مهرة بعد وقوفهم قائله/ مستر معتز مينفعش كدة لو سمحت.
ينطق معتز وهو يضغط على أسنانه ويقترب بوجهه من وجهها قائلا بنبرة حادة وبصوت مرتفع/ اسمي معتز ، معتز وبس يا مهرة.
انتفضت مهرة اثر صوته العالي وأغلقت عينيها متحاشيه نظرته عن قرب حتي شعرت بانفاسه الساخنه تلهب بشرتها وتسمعه وهو قريب من أذنها يقول بهمسا قشعر له جسدها/ لو مفتحتيش عينك هعتبرك عايزاني اكرر اللي عملته قبل كدة في المكتب وانا بصراحة نفسي اوي.
فتحت عينيها سريعا وعلي وسعها وجدته ينظر لها بابتسامة نصر ثم حثها على الكلام/ ها. كنتي بتقولي مبترديش على تليفوني ليه بقي؟
رمشت باهدابها ولم تعلم تأثير هذه الحركة عليه حتى وجدته يغلق عينيه ويأخذ نفس عميق كالذي يهرب من شئ ما فقالت بصوت متحشرج يكاد يسمعه/ قولت مكنتش سمعاه علشان كان سايلنت.
فتح معتز عينيه ورفع حاجبه وتشدق قائلا/والله بقي كدة ! ومكنتيش برضه قادرة تبعتي ماسدج تردي علي رسايلي اللي كانت بتوصلك وبتفتحيها ؟ اومأت برأسها عدة مرات .
فجأها معتز بحديثه فقال لها/ يعني سمعتي رسايلي وعارفة اني جاي النهارده.
احمر وجه مهرة وتوترت كثيرا ولم تقدر على الرد. فأغلق عينيه ومرر يده غيظا على وجهه ثم قال/ طب بصي بقي علشان انا جبت اخري خلاص ، وعلشان الظاهر مش بتيجي بالادب ولا النحنحة ، انا قبل كدة عرضت عليكي الجواز ومردتيش عليا .
النهارده مش هتروحي الا لما اعرف ردك ،وعلي فكرة انتي معندكيش خيار انتي قدامك رأي واحد بس يا تقوليه يا هتصرف انا وفي الاخر هتقوليه برضه.
لتبتسم مهرة وتنظر للأرض خجلا محاوله اخفاء ابتسامتها التي لاحظها معتز فرفع ذقنها بسبابته لينظر لها بداخل عيونها ثم قال بصوت عالي يملؤه الفرحة/ أيوة بقي .
ثم امسك رسغها ليسحبها خلفه ولكنها أوقفته قائلة/ استني يا معتز انت رايح فين؟
التفت معتز لها متناسيا المكان والزمان قائلا / هطلبك من والدتك حالا.
اتلفت مهرة نظرة بإشارة من يدها على النيل قائلة/ مش واخد بالك أننا لسه في نص النيل وبالليل .
أدرك معتز المكان والزمان ليقف أمامها ويلتفت لها معتز وبكل هدوء وبنبرة حازمة/ طب بصي بقي .ثم أكمل حديثه بوقاحته المعهودة قائلا/ بما اننا دلوقتي بالليل وفي نص النيل فأنا هروح لوالدتك بكرة هطلب ايدك وانتي هتوافقي بكل هدوء، والا منصحكيش باللي هيحصل!
وغمز بعينه واقترب بوجهه منها يقول مشاكسا والإبتسامة على ثغره / هتلاقي نفسك انتي اللي بتلفي ورايا علشان اروح برضه اطلبك من امك ،ها ايه رايك بقي؟
جحظت عيناها وتوقف عقلها عن ادراك ما يرمي اليه فاومأت برأسها عدة مرات فضحك بكل صوته ثم قال/ خلاص بكرة الساعة ٧ هكون في بيتكم واحتمال اخدك على المأذون على طول.
لتزم مهرة شفتاها وتنظر للاسفل مرة أخري ليأخذها معتز وينضموا الي الحفل مرة أخري متخذا قراره بالاكتفاء بها ولها.
…………………………………
ظل يزن يدور خلف نهي التي تحاول جاهدة التقاط بعض الصور لآسر وجودي أثناء رقصتهم ليلتقط الهاتف من يدها ويضعه بجيب بذلته بينما هي تندهش من فعلتها لتتسع حدقتيها سائلة باستنكار/ ايه اللي عملته ده انا كنت بصور ؟
ليمسك رسغها ويسحبها لساحة الرقص قائلا/ وليه تصوري لما ممكن تتصوري وتدخلي بالكادر وتشاركي صديقة عمرك ،
تعالي يا شيخه دانا بقالي اغنيتين وراكي من هنا لهنا دوختيني وراكي يا شيخه.
ليبدأ معها وصلة رقصتهم على اغنية( كلمات )لماجدة الرومي
………………………………..
انتهت الحفل ليذهب كلا من آسر وجودي لبيتهم التي أعدته والدتها جيدا واصطحبت والدة آسر حفيدها انس بينما اوصل يزن نهي الي منزلها وسط مداعباتهم ومشاكستهم المعتادة التي لا تخلو من بعض اللحظات الرومانسيه التي دائما ما تحاول نهي انهائها وتغيرها بشتي الطرق.
ليخبرها بقرار تقديم موعد الفرح بسبب اقتراب مهمه جديده بعمله لتوافق وتخبر هي والدتها
بينما أصرت مهرة عدم الركوب بمفردها مع معتز لذلك دعت والد جودي ووالدتها لسيارة معتز الذي وافق على مضض علي توصيل مهرة اولا ثم توصيل أشرف وسمية بعد أن دعاهم معتز على خطبته بمهرة بالغد.
فقد كان ينوي معتز الانفراد بمهرة قليلا أثناء توصيلها ولكنها أفسدت عليه الأمر مما زاده شوقا.
……………………………………
اليوم التالي بالشركة عرف معتز ما حدث لاحمد ليذهب له مسرعا ويتحدث مع الطبيب ليتأكد من مرض احمد الذي سمع عنه من فتنة فهوي على المقعد الذي خلفه ثم طرأ بباله فكرة الاطمئنان على نفسه فطلب إجراء تحاليل خاصة به ،ثم ذهب لغرفة احمد للاطمئنان على حاله ليجده في سبات عميق من تأثير العقاقير والمهدات التي يتناولها حتي يهدأ حاله.
اصبح حال احمد هكذا كلما فاق وأخذ يثور تقوم الممرضة بحقنه بجرعة مهدأ حتي استسلم للأمر وياله من أمر عظيم فلم يكن في جعبته شئ يستطيع فعله كما كان يظن دائما أنه قادر على كل شيء ولكن انتهي الأمر وأصبح أمره بيدي الله .
ظل بمفرده بالمشفي لا يوجد من يعتني به إلا معتز الذي عرف من التمريض أنه سأل عنه مره واحدة بعد إجراء العمليات .
كما أن نتائج تحاليل معتز ظهرت واكدت خلوه من المرض اللعين حمد الله كثيرا على نعمة الستر ونعمة الهداية الذي أريده لها الله من خلال مهرة.
بغرفة احمد بعد مرور أسبوع بدأ بتقبل الأمر بل والتدبر به وظل صامت يستعيد كل ما مضي ويرتب النتائج بجوار الأفعال ليقتنع اخيرا بجزاءه وأنه يعتبر رحمة من خالقه فقد أعطاه الله فرصة اخيره للندم قبل أن يسترد روحه محمله بكل هذه الأخطاء والذنوب.
ظل يحمد ربه أنه لم يمت في الحادثة وان الله لم ينهي حياته بهذا الرصيد حتي وجد معتز صاحبه يدلف من باب الغرفه قائلا بسعادة/ حمدالله على السلامه عمر الشقي بقي .
فقال له احمد/ الله يسلمك يا معتز انا عرفت انك سالت عليا الف شكر يا صاحبي .
تنهد معتز ثم قال / مفيش شكر ولا حاجه يا احمد، وان شاء الله تسافر وتتعالج وتبقي افضل ،وبالنسبة للشركة متقلقش عليها انت عارف ان ليا نسبة النص فيها فأكيد هحافظ عليها .
اومأ احمد بيأس تام ليستطرد معتز حواره قائلا/ اه صحيح نسيت أبلغك انا ومهرة هنتجوز بعد شهر أن شاء الله عقبالك .
احمد بصوت واهن وقد فهم ما يتحدث عنه معتز فضحك مستهزئًا/ عقبالي!؟
سحب نفس عميق ثم أخرجه على مهل وقال/ الف مبروووك يا معتز مهرة كويسه اوي وبنت حلال حافظ عليها،
وبالنسبة لعقبالي معتقدتش هلاقي اللي تقعد بواحد قعيد زيي رجل مقطوعه والتانية مشلوله يعني لو عالجت المشلوله هعمل ايه في المقطوعة؟ ده طبعا غير اللي عندي واللي عرفته ومش هيخليني اعيش اكتر من سنتين تلاته .
حزن معتز من أجل صديقه ليكمل أحمد حواره قائلا/ كنت عايزه اطلب منك طلب.
معتز باشفاق واضح / اؤمرني يا احمد اللي انت عايزه هعملهولك.
احمد/ عايزك تدور على فتنة وتقولها تيجي تقعد معايا وانا هتكفل بعلاجها بس الاقي ونس معايا ،انا هكون لوحدي في البيت ومفيش حد يخدمني ولا ياخد باله مني ولا ياخد بحسي، قولها اني هعملها كل اللي عايزاه ولو عايزه تسافر تتعالج بره هخليها تتعالج بره بس تفضل معايا .
معتز باطمئنان/متقلقش انا عارف فتنة فين لأنها بعد ما خرجت من عندك مكنتش عارفه هتروح فين ولا هتعمل ايه جتلي وقالتلي على كل حاجه وانا ادتها فلوس علشان تبدأ في العلاج وهي دلوقتي في المستشفى بس انا بصراحه زعلت منك وعليك جدا وكنت مقرر مكلمكش تاني مادام كدة كدة هتسافر تتأكد من حالتك وتتعالج بره فليه تستندل معاها وتعمل معاها كدة ، بس لما عرفت باللي حصلك جيت على طول مهما كان احنا زملاء وشركا.
خجل احمد من نفسه واحني رأسه قائلا/ انا فعلا كان الشيطان راكب دماغي بطريقة صعبة لدرجة اني كان ممكن أذي اعز ما ليا.
ثم نظر امعتز لم يستطع الإشارة له باي شيء يريد أن يعتذر له حتى يصفح عنه ولكنه وجد معتز يتنهد ويستقم معتذرا قائلا/ طب انا همشي بقي يا احمد ومتقلقش أنا هبلغها بس لازم تعرف أن لها الحق ترفض أو تقبل وخصوصا وهي بالفعل ضمنت أنها تتعالج بس نتيجة العلاج ده بقي في ايد ربنا إذا كان هنا او بره .
انا همشي دلوقتي وهجيلك من وقت للتاني علشان اشوفك وعلشان اقولك على تطورات الشركة .
مع السلامه يا صاحبي.
قبل أن يخرج معتز من باب الغرفة ناداه أحمد / معتز.
ليلتفت معتز له مستفهما بعيونه ليقول أحمد بنبرة نادمة/ حقك عليا يا صاحبي سامحني
يبتسم معتز ويوما له ثم ينطلق خارج الغرفة يبدأ حياته مع مهرته حامدا ربه باهدائها له وأنها كانت سبيل هدايته.
ظل احمد بالمشفي لمتابعة حالته ليجد ذات يوم دلوف فتنة من باب غرفته في البداية لم يصدق حاله ولكنه فرح كثيرا عندما وقفت أمامه مبتسمة ثم قالت/بالرغم من كل اللي عملته فيا بس انا جيت علشان حاجه واحدة بس يا احمد وكنت طول الوقت مش واخد بالك منها .
ظل احمد محدق بها وقلبه مضطرب خائف من أن تتركه مرة أخري بعد فرحة رجوعها له ،فاكملت هي حديثها والدموع تنساب على وجنتيها قائلة/ انا جيت علشان طلعت بحبك يا احمد .
وارتمت باحضانة وهي منهارة بالبكاء ليضمها احمد الي صدره ويربت على ظهرها ولم يستطيع ايقاف دموعه.
…………………………
بعد فترة من الزمن تم عقد قران يزن ونهي الذي كان يتسم بالجنون بأفعالهم التي لم تخلو من الجنون والانطلاق ثم اصطحبها يزن بعد شهر العسل الذي لم يتجاوز السبعة ايام الي مقر عمله الجديد ليبدأ معا حياتهم الجديدة.
كما تم عقد قران معتز ومهرة في أجواء سعيده من العائلتين فيحمد معتز ربه علي هديته التي بسببها هداه الي الطريق المستقيم ليجد مهرة خير داعم ومساعد له.
أما بمنزل اسر وجودي عادت الحياة بينهم افضل مما كانت فقد علم اسر التزاماته نحو بيته كما قدر سبب انشغال زوجته بعض الشئ عنه احيانا بل إنه بدأ في مساعدتها في الوقت التي يستطيع فيه ذلك .وجودي أيضا تعلمت كيف توزع اهتمامها بين بيتها وابنها حتى تعطي لهم كل وقتها فهم هدفها الأول والأخير واستقرار بيتها من أولي اهتماماتها فبدأت بالاهتمام بنفسها ومحاولة إنهاء كل أعمالها بالمنزل قبل مجئ اسر من عمله حتى تستطيع أن تكون معه بكامل وقتها وعقلها والتحقت بالعمل معه بشركته فكانت ناجحة كعادتها ولكنها تعلمت أن لا تثقل علي عاتقها مهام إضافية حتى بالعمل كانت تفعل أعمالها فقط حتي يظل بها طاقة تختزنها لبيتها وأسرتها .
أصبحت الحياه بينهم جميلة حتى في أوقات الخلاف التي لم يخلو منزل منها ولكنهم وعوا الدرس أن لولا اختلافنا ما اتفقنا ومحاولة كل طرف التنازل قليلا من أجل الآخر والنظر الي إيجابيات الطرف الآخر فكل منا به ايجابياته وسلبياته فلا داعي من اختلاج ارواحنا وارهاقها.
كل ما علينا أن نحدد أولوياتنا واهتمامتنا ونصارع من أجلهم في حياتنا .
تمت بحمد الله ومنتظرة رأيكم عن الرواية جملا وتفصيلا
بجد سعدت جدا بالشهادتين الجمال جدا دول 😘😘
الشهادات من جروب تصميم في الخمسينة 📲💜💜 بمناسبة اشتراكي باسكريبت رمضاني اتمنى تكونوا قرتوه واللي لسه مقراش ياريت يقرأه ويقولي رأيه 😍😍
الاسكريبت حلقة خاصة من رواية #اختلاج_روح
رمضان كريم ، الله اكرم
جملة نرددها دائما وابدا دون أن نعي مفهومها ولكنها صحيحة مائة بالمائة ..
صباح الخير يا ميزو …
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم يا بنت الحلال النهار لسه في أوله والدنيا صيام …
وقفت تتخصر بدلال أمامه وعقدت حاجبيها مدعية العبوس / هو أنا غلطت في ايه بقى أن شاء الله علشان ترد عليا كدة بدل ما تصبح عليا كويس …
أطلقت سؤالها ليعتدل معتز من مرقده ويستند بجذعه العلوى على نافذة الفراش مشيرا إليها بأصابع الاتهام ونظراته تتبع اشاراته وهو يقول / لما تلبسي كدة قدامي وتقفي الوقفة دي وتصبحي بصوت رقيق …
عدل من نبرة صوته ليقلد صوتها الرفيع وهو يحرك رأسه ساخرا يقول / صباح الخير يا ميزو …
ثم عدل نبرته مجددا / ميزو ده بعد الفطار قبل الفطار معتز ويستحسن متقولهاش كمان ..
اقولك متكلمنيش اصلا قبل الفطار خلينا بالاشارة ….
ثم إن النهاردة الجمعة… يعني إجازة ….يعني ترحميني مش كل شوية رايحة جاية قدامي ويوم ما تختفي في المطبخ تظهر روايح فتاكة حراااام عليكي يا شيخة….
أطلقت ضحكتها الصاخبة ليرفع هو حاجبيه متعجبا ويضرب كفا بكف معلقا / الست دي يا ناوية على فطاري يا ناوية تجنني …..
هدأت ضحكتها قليلا لتجيبه قائلة/ خلاص يا ميزو.. يوه قصدي يا معتز مش هكلمك خالص بس قبل ما نتخاصم قولي هتعمل ايه النهاردة ؟؟
أجابها مدعي الجدية / هعمل زي ما بعمل كل جمعة بعد الصلاة أن شاء الله هروح لاحمد ….
تقدمت تجلس بجواره على الفراش تكمل حديثها / افتكرتك مش هتروح علشان رمضان يعني…
اعتدل بجلسته أمامها قائلا بتأثر / بالعكس ده احنا لازم نروح كل جمعة في رمضان علشان احمد بدأ يصوم وبيحاول يكفر عن كل اللي عمله…
ربنا يتقبل منه ومنا التوبة ….
عقدت حاجبيها لتسأله بضيق / هنروح ؟؟
مش كنت بتروح لوحدك ؟؟
ابتسم متحدثا بلطافة / كنت بروح لوحدي اه بس النهاردة عايزك معايا…
احمد صايم وفتنة كمان وعايزين نشجعهم ….
أغلقت عيونها تحاول أن تخفي ضيقها الذي ظهر جليا على وجهها تحاول عدم تذكر ما عانته من هذا الاحمد ليربت على كفها محاولا استعطافها / علشان خاطري يا مهرتي اعتبريه من باب افطار صائم ….
فتحت عيونها متعجبه من جملته ليكمل مفسرا / اه افطار صائم مانتي هتحاولي تعملي اكل سريع كدة ناخده معانا ….معلش هتعبك معايا …
أصل فتنة صحتها ضعيفة اوي والمفروض الدكتور قايلها متصومش بس هي برضه بتحاول تكفر عن ذنبوها ربنا يتقبل منها ..
وطبعا احمد بيحاول كل يوم يجيب اكل من برة علشان ميرهقهاش فلو روحنا ممكن تحاول تعمل حاجة ….
فعلشان كدة عايزين نروح ومعانا كل حاجة وعلشان ناخد ثواب افطار صائم ايه رايك!!…
ظلت صامته تحاول تقبل الأمر من ناحية الثواب وتتجاهل احساس الضيق الذي شعرت به من مجرد أنها ستراه ليكمل هو ممازحا وكأنه يريد أن يغير الحوار ويخرجها من هذا الشعور الذي يعلمه جيدا فقال / ومتخافيش مش هسيبك لوحدك هاخد شاور سريع وهحصلك على المطبخ حااالا …
أطلقت زفرة عالية وكأنها تخرج كل ما تحتويه من مشاعر ضيق في هذه الزفرة لتبتسم وتنظر له بسعادة وهي تراه يحاول بشتى الطرق مساندة صديقة لتثبيته على الطريق الصحيح فاعلنت موافقتها بجملة بسيطة / رمضان كريم…
ليجيبها بتلقائية / الله اكرم يا حبيبتي…
ظلت جالسة أمامه مبتسمة وهي تنظر له وترى حسن روحه قبل حسن ملامحه معلقة / ربنا يخليك ليا يا حبيبي انا برضه كان عندي حق احبك وأشوف احلى ما فيك حتى لو مكنتش لسه شايف نفسك ..
كاد أن يهيم في حسنها وملامحها وحديثها المعسول إلا أنه نفض كل ذلك عن عقله وهز رأسه رافضا وهو يزيحها عن الفراش معلقا / لالالا كدة كتير كدة كتير …
اتكلي على الله يا مهرة مش وقت كلامك ده خالص….
وان شاء الله هرد على كل حرف بعد ما نرجع بعد الفطار …
اتكلي على الله ، الله لا يسيئك ….
استقامت تضحك لينتفض هو من على الفراش ساحبا مئزرا واتجه مباشرة لدورة المياه ليأخذ حماما يستطيع من خلاله أن يستعيد نشاطه ويهدأ من ثوراته ويغير من مزاجه الذي كاد أن ينقلب لولا تقبل زوجته لاقتراحه وروحها السمحة الذي قامر عليها…
دلفت مهرة للمطبخ تخرج من المبرد كل ما لذ وطاب لتشرع في إعداد الوصفات الشهية فأخرجت الدجاج تعد له تتبيلته الخاصه المكونه من البصل وثمرة طماطم والثوم الملح والفلفل والبهار والزبادي والكاري والكركم والباربكيو لتخفق كل هذا بالخلاط الكهربائي وتضعه على الدجاج وتتركه ….
ثم اخرجت اللحمة المفرومة وبدأت في تقطيع البصل لمكعبات صغيرة في وعاء ثم وضعت فوقها المسلى واللحمه واخفضت اللهب أسفلها لتتركها حتى تنضج بمفردها ..
وأخرجت وعاء آخر كبير وضعت به الكثير من الماء على عين أخرى من الموقد ….
ثم أحضرت وعاء ثالث ووضعت به الكثير من المسلى واشعلت أسفله النار حتى ذابت المسلى لتضع فوقه الطحين وظلت تقلب بسرعة ماهرة حتى نضج الطحين قليلا وامتزج جيدا بالمسلى وأصبح لونه كالذهب لتخفض النار قليلا وتضع فوق الطحين الممزوج بالمسلى الحليب وضاعفت من سرعة يدها في التقليب حتى لا يتكتل المخلوط ….
وأثناء كل هذا كانت تضيف الملح والفلفل الأبيض والبهار وكلما احتاج المخلوط لإضافة سوائل كانت تضيف الحليب وقليل من القشدة اللباني المعدة للطبخ…….
حتى انتبهت على غليان الماء في الوعاء الثاني لتضع به المعكرونة لتنتفض على صوت من يأتي لها من الخلف متذمرا / حراااام والله حررررام الروائح دي على الصبح كدة حرررام…
التفتت تنظر له وهي مبتسمة وتقول / أمال هتقف إزاي في المطبخ جنبي تساعدني !!!!….
يالا يالا أنا تقريبا خلصت البشاميل هطبقها فوق بعضها ونسويها هناك عندهم والفراخ تبلتها وبرضه هسويها هناك علشان تبقى سخنه عقبال ما انت تعمل السمبوسك اكون خلصت الجلاش ….
وقف مذهولا من سرعتها وحرفتها ليقول / لحقتي تعملي كل ده وانا بالحمام …..
لم تقف تجيبه بل كانت تضع المصفاه بالحوض لتصفية بها المعكرونة وهي تقول/ أمال ايه هو احنا شوية ،،، المهم لو هتعمل السمبوسك بمكس جبن زي ما بتحبها عندك بالثلاجة الشيدر والموتزريلا والرومي ..
الموتزيرلا مبشور هتبشر بس الشيدر والرومي ولا مش هتعرف كمان ….
شرع في إخراج ما قالته من المبرد ولكنه وقف حائرا يسألها / أمال فين الزيتون أنا بحب السمبوسك ميكس حبن بالزيتون ….
أنهت ما تفعله وذهبت تخرج له برطمان الزيتون المخلي بكل بساطة وهي تعلق ساخرة / لو بصيت شوية كدة هتلاقيه قدامك على طول….
جمع المحتويات كلها وهو يقول / هخلي السمبوسك هناك هعملعا مع احمد ….
ثم شرع في تجميع محتويات السلطة وهي أكملت مع شرعت به في صمت رهيب لتقتل هي الصمت بسؤالها عن أحمد بتردد فهي لم تراه منذ زمن / هو …. هو احمد مفيش تقدم في حالته لحد دلوقتي…
زم معتز شفتيه وهو يجيب بحزن على حال صديقه / للأسف الدكاترة كلهم أجمعوا أنه هيفضل كدة قعيد طول حياته ….
أطلق زفرة وهو يتذكر حال صديقه / جه عليه لحظات يأس كتير لدرجة أنه فكر ينتحر بس لولا فتنة لحقته كان مات كافر كمان ….
أطلقت جملتها المعترضة للفعل / اعوذ بالله …
ليكمل هو / بس الحمد لله دلوقتي افضل كتير إنتي عارفه أنه بقاله ثلاث سنين على الحال ده وبرغم كدة اول سنة يصر أنه يصوم فيها السنة دي ومش بس كدة ده كمان عمل مائدة رحمن كبيرة واتفق مع المطعم اللي هيصدرله الاكل كل يوم ….
عارفة تقريبا اخد نصيبه من الشركة لمدة ثلاث شهور قدام علشان يصرف على المائدة…
هو أصر أنها لازم تكون على مستوى عالي جدا برغم أن محدش كتير يعرف مين صاحب المائدة دي ..
ولا بقى يافطة تقول صاحبها،
ولا اعلان ولا اي حاجة زي ما بيعملوا …
كأنه بيحاول يكفر عن كل ذنوبه الكبيرة بكل ما يملك ربنا يتقبل منه يارب ….
تعاطفت مهرة مع حالته ورق قلبها لمحاولات تكفير ذنبه برغم كل ما عانته بسببه لتدعو له من قلبها / ربنا يتقبل أن شاء الله مادام بيعمل بنيه صافية ابتغاء مرضاة الله …..
مش مجرد للظهور ولا التباهي يبقى أن شاء الله هيتقبل …
ثم التفتت تسال زوجها بمعاتبة / وانت ليه ماشتركتش معاه يا معتز ؟
إزاي تفوت فرصة خير زي دي ؟؟
أطلق معتز تنهيدة ورفع كلا حاجبيه دليلا على معاناته قائلا / ومين قالك اني محاولتش اشترك معاه !!
دانا حتى عرفت بالصدفة عن الموضوع …
ده لولا أنه طلب نصيب ربحه من الشركة كله لمدة ثلاث شهور قدام وسألته عن السبب علشان اعرف اجمعله سيولة مكنتش عرفت ..
بس اللي قدرت أوصله المتابعة ….
مجرد اتابع الموضوع بحكم عدم تمكن احمد من كدة وهو بالعافية وافق …
ربتت مهرة على كتفه قائلة / ربنا يقدرك وان شاء الله السنة الجاية نعمل مائدة احنا كمان ….
المهم عقبال ما تصلي أن شاء الله اكون لبست وفنشت الباقي …
قبلها معتز في جبينها قائلا / ربنا يباركلي فيكي ويخليكي ليا ….
حقيقي خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة وربنا برغم ذنوبي حب يرشدني لطريق الهداية فاهداني بيكي ….
أطلق جملته بكل حب وعفويه ثم تركها واتجه ليغير ملابسه ولكنها شعرت بتيبس أقدامها من أثر السعادة الطاغية…
تشعر بحالها تطير من السعادة فسعادة الزوجة تكمن فى احساس زوجها بدورها وأهميتها في حياته لتجد أنه يلخص دورها أنها خير متاع الدنيا وما أفضلها من صفة ….
التفتت تنهي ما شرعت به ليتجه زوجها لصلاة الجمعة ثم بعد الصلاة انطلقا كلاهما إلى منزل احمد حاملين خيرات الله بنية افطار صائم ….
كان احمد يجلس كعادته على مقعده المتحرك يتفقد اعمال مائدة الرحمن الذي أوصى عليها مع مدير المطعم ويقف على كل تفاصيل وخطوات العمل وتذليل كل العقبات التي قد يواجهها المطعم ….
بينما كانت فتنة بغرفتها تنهي صلاتها ثم شرعت بقراءة الورد اليومي من القرآن الكريم فإذا بها تسمع لصدوح رنين منزلها لتغلق مصحفها وتستقيم متجه إلى الباب والذي وجدت احمد قد اتجه بالفعل بمقعده للباب وفتحه ليظهر أمامه صديق عمره معتز ليبتسم احمد قائلا / كنت فاكرك مش جاي علشان الصيام وتفطر مع مراتك …
دلف معتز بخطوة داخل الشقة قائلا والإبتسامة تزين ثغره / مقدرش افوت الجمعة ده الميعاد الرسمي بتاعك ….
ثم تنحى جانبا وهو يقول / وبالنسبة للفطار مع مراتي فأنا جبتها بنفسها علشان أفطر بين حبايبي كلهم ايه رايك في المفاجأة دي …….
ثم نادى على زوجته التي كانت تنتظر تقديمها لهم لتتقدم مطلقة السلام / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
وقفت فتنة متفاجأة من الموقف فلم تتوقع مجئ مهرة نهائيا …
حتى احمد لجمت المفاجأة لسانه فلم يستطيع الرد على سلامها ….
وقف معتز حائرا بين الجهتين وما زال يحمل حقائب الطعام ليحاول إنهاء الموقف قائلا / ايه يا احمد هفضل واقف شايل كدة كتير ؟؟
مش هتقولنا اتفضلوا ولا ايه!!!
انتبه احمد لصمته ليحاول الابتسامة برغم شعوره بالخجل من حاله وعدم استطاعته برفع نظره في نظر مهرة ليقول وهو يتحاشى النظر لها / اه طبعا اتفضلوا …
شرفتي يا مدام مهرة اتفضلي البيت بيتك …
تنحى جانبا لتخطو مهرة للداخل بخطوات بطيئة ومرتعشة لتستقبلها فتنة بترحاب شديد والتي فاقت من حالها ووجدت أن قدومها فرصة لاعادة الاختلاط مع البشر مرة أخرى فقد مر وقت كبير وهي لم تختلط بأحد بسبب سمعتها ومواقفها السابقة ، وبسبب مرضها الحالي الذي يجعل الجميع يعاملها باحتياط شديد …
ارتمت فتنة وباحضان مهرة وكأنها وجدت ضالتها وأخذت تبكي ..
تبكي مرارة وحدتها …
تبكي ندما على ذنوب ولت …
تتمنى لو انها تكفر عن كل سيئتها مرددة كلمتين يعبران عن حالها السابق والحالي / اسفة….. شكرا…
اسفة ……. شكرا…
بينما مهرة احتضنتها وأخذت تربت على ظهرها كمحاولة لتهدأتها بينما وقف معتز بجانب صديقة الذي كان متأثرا من الموقف ومن حضور صديقه بزوجته لينظر تجاه معتز والدموع تتغلغل بحدقتيه بامتنان لصديقه وهو يردد / الف شكر …. الف شكر…
ربت معتز على كتف صديقه ليحاول إنهاء الموقف قائلا / يالا يا جماعة ده مهرة عزماكوا على فطار حكاية ….
ثم تقدم باتجاه المطبخ وهو يقول / يا فتنة تعالي خدي مني الحاجة دي ….
يالا يا مهرة عايزين نفطر على المغرب مش على السحور …..
تقدمت فتنة ومهرة خلفه لتجيبه الأخيرة ببشاشة / عيوني يا حبيبي كل حاجة هتخلص وقبل المغرب كمان ……
دلفت مهرة وفتنة وشرعن في إنهاء ما أعدته مهرة بينما بدأ معتز في إعداد السلطة واعطى لاحمد إنهاء السمبوسك لينظرا لبعضهم وهم يتذكرون ايام شبابهم قبل أن تزل أقدامهم في الخطايا وهم يعدون الطعام والذي كان دور احمد يقتصر دائما على إعداد السمبوسة …..
بالمطبخ حاولت مهرة اراحة فتنة فاجلستها على مقعد قائلة / أنا مش عايزاكي تتعبي نفسك خالص أنا مش جاية اتعبك انا جاية اخد الثواب فكل ما عليكي كدة وتحكيلي عن حالك عاملة ايه في رمضان ؟؟
تصنعت فتنة الابتسامة فهي تعلم حقيقة مرضها والذي لا يصح أن تعد طعام لأحد بسببه لذلك حاولت تقبل الأمر بكلمة واحدة / مفهوم … مفهوم …
توقفت مهرة عن ما تعده فقد أدركت أن فتنة قد تفهمت خوفها بطريقة خاطئة لتلفتت إليها وتتقرب منها تجلس بالمقعد المقابل محاولة إذابة الحواجز بينهم فقالت / فتنة إوعي تفهميني غلط أنا مقصدش اي حاجة والله أنا قصدي اريحك علشان جينا فجأة لكن لو على العمال عليكي يا ستي عزومة تقومي بيها من اولها لاخرها وانا هقعد فيها اتفرج عليكي ايه رايك بقى !!!
شعرت فتنة بالراحة النفسية لتبتسم براحة وهي تومأ برأسها لتسألها مهرة عن حالها وتحاول إقامة جسور حوارية بينهم فقالت / ها بقى طمنيني عليكي الصيام أخباره ايه معاكي ؟؟
وكان السؤال لمس روحها لتشرق ملامحها وهي تجيب / المفروض الدكتور طلب مني مصومش علشان أدوية المناعة كتير …
صممت برهة وبدأت الدموع تتجمع بقلتيها وهي تقول / انتي عارفة الايدز مش سهل محاربته لدرجة أن مر عليا وقت احباط شديد ويأس وقولت كدة كدة مش هخف منه يبقى ليه اعيش متعذبة …
أطلقت زفرا حارقة تحمل كل ما تحمله روحها من عذاب ثم اردفت مكملة / في لحظة ياس كنت هنتحر وسبحان الله تقريبا احمد كمان كان وصل لنفس مرحلتي بس هو مترددش زي أنا كانت نفسي صعبانة عليا لكن هو كان اخد قراره وفوجئت باني بدل ما انتحر لاقيت نفسي بنقذ انسان من الانتحار وجريت بيه في المستشفى ونسيت نفسي ومن ساعتها حسيتها زي إشارة من ربنا….
أزاحت بعض الدموع التي تمردت من مقلتيها وهي تبتسم وتكمل قائلة / ومن ساعتها بدأت أنا وأحمد نتجه لربنا بطريقة مختلفة بطريقة اختيارية يعني بدل ماحنا منقطعين عن الناس علشان اخطأنا ومرضنا بقينا منقطعين عن الناس علشان نواصل علاقتنا بربنا وعايزة اقولك من وقتها وكل حاجة اختلفت …
عقدت مهرة حاجبيها بتساؤل / إزاي كل حاجة اختلفت ؟؟
نظرت لها فتنة والرضا يملئ وجهها تقول / عن نفسي حسيت صحيتي اتحسنت وأحمد كمان بدأ يتقبل حالته ويتعامل معاها عادي جدا وخرجنا من حالة الياس وعدم تقبل الذات ده كمان وصلنا للتفكير في المستقبل …..
لمعت عيونها وهي تتحدث / طب اقولك على حاجة ؟؟
شعرت مهرة بالتناوب مع حديثها بل وانتقل لديها الشعور بالسعادة الذي كان يغلف صوت فتنة فاومات برأسها تحثها على استكمال حديثها لتكمل مهرة بابتسامة طاغية / لما حسيت ان حالتي اتحسنت كنت بكدب حالي والمفروض اني بعمل تحاليل كل فترة … والغريبة بقى أن كل التحاليل اللي عملتها من بعد الصيام كانت فارقة جدا والدكتور كمان استغرب لأن جسمي كان رافض تقبل العلاج وكانت حالته بتدهور علشان كدة كان بيحذرني من الصيام لكن اخر تحاليل واللي كانت امبارح اتضح أن جسمي بدأ يتقبل العلاج والمؤشرات اختلفت للاحسن بطريقة غريبة ….
سحبت نفسا عميقا وكأنها تنفست الصعداء وهي تلخص ما تشعر به قائلة / حسيت ان ربنا بدأ يسامحني ويرضى عني ….
حتى احمد كمان تحاليله بقت افضل والعجيب أن هو كمان بدأ يحس بصوابع رجله عارفه ده معناه ايه ؟؟ معناه أن في امل ولو بسيط أن حالته تتحسن بجد ربنا كريم اوي ….
علقت مهرة على كل ما تفوهت به فتنة / رمضان كريم يا حبيبتي…
لتجيبها فتنة بجملة شعرت بها وبمعناها / الله أكرم …
مر الوقت سريعا في إنهاء الطعام وإعداد الحلوى والعصائر…
حتى حان موعد اذان المغرب ليلتف الجميع حول المائدة منتظرين إطلاق مدفع الافطار واذان المغرب الذي جلس كلا منهم يدعو ربه بأن يتقبل صيامه وصالح أعماله حتى انطلق الاذان ليبدء الجميع في تناول الإفطار لينتبه معتز بانشغال احمد بشئ ما في هاتفه ليسأله / مش بتاكل ليه يا احمد المغرب إذن وانت لسه ماسك الموبايل ….
ادار احمد الهاتف تجاه معتز ليري احمد ما يشاهده لينظر معتز تجاه الهاتف ويبتسم وهو يرى تصوير مائدة الرحمن الذي يقوم احمد على متابعتها ويطمئن أن جميع المقاعد مشغولة وجميع من بها يتناول فطاره بسعادة ورضاء ليربت معتز على كتف صديقه داعيا له بان يتقبل منه الله صالح الاعمال ويعفو عنه ويتجاوز عن سيئاته ثم يمسك بتمرة يقدمها لاحمد معلقا / رمضان كريم…
اخذ احمد المرة مبتسما ومعلقا برضا واقتناع تام / الله أكرم ….
تمت
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية اختلاج روح) اسم الرواية