Ads by Google X

رواية انذار بالحب الفصل الرابع 4 - بقلم نور زيزو

الصفحة الرئيسية

 


رواية انذار بالحب الفصل الرابع 4  -   بقلم نور زيزو



تأفف “سُليمان” غيظًا بعد أن سمع حديث “سميرة” عن هذه الفتاة المتمردة وقال بأغتياظ:-
-يعنى أيه؟ أتصرفي يا سميرة خليها تأكل أى حاجة هتفضل قاطعة الأكل كدة لحد أمتى، فهميها أن طريقتها دى مش هتغير قراري هى مش هتطلع من هنا يعنى مش هتطلع واللى عايزاه تعمله فخليها تأكل وتعيش لحد ما يجي ليا مزاجي وأخرجها بدل ما تخرج من هنا جثة
سمعته “نور” من الداخل وأستشاطت غيظًا من حديثه وقسوته ففتحت باب الغرفة وخرجت إليه غاضبة وتتحدث بصوت مُرتفع قائلة:-
-مزاجك أيه أنت فاكرني جارية عندك ولا أيه، ولا تكون فاكر نفسك أشترتني بفلوسك
ألتف “سُليمان” إليها بزمجرة منفرًا من النظر إليها حتى صوتها يشمئزه، رمقها بنظرات خبيثة ماكرة تحمل الكره والغضب من كل شيء بها وبحياتها الرمادية كما علم، فتاة بحجم عقلة الأصبع رغم هدوئها حياتها تعيسة كما سمع من “زين” إلا أنها قوية بقدر ضعفها، فتاة لم يقابل مثلها من قبل تحمل الشيء ونقيضه فى نفس ذات اللحظة، تبكي وتتشاجر فى نفس اللحظة، تصرخ وتكتم أوجاعها فى نفس البرهة، شعور الذنب يقتله مُنذ أن رأي صورها الممزقة والتهديد الصريح له بقتلها، ما ذنبها حتى تعيش هذا الحياة لكنه لا يملك خيارًا آخر سوى تحمل حمايتها حتى يقضي على عدوه
نظر “سُليمان” إليها بصمت مُنتظر أن تبوح بما تحمل فى طياتها ربما تهدأ وتتقبل الوضع، نظرت “نور” إليه بضيق من صمته الذي يُثير أستفزازها اكثر وأكثر فقالت بضيق:-
-ما ترد أيه البرود دا
عقد حاجبيه بغيظ شديد من كلمتها بينما أندهشت “سميرة” من طريقته وأتسعت عينيها حين مسكها “سُليمان” بقوة من ذراعها وجذبها إليه غاضبًا وعينيه يتطاير منها الشر والمكر فأبتلعت “نور” لعابها من الخوف حين قبض عليها كالأسد الذي حصل على فريسته للتو وعلى وشك ألتهامها بأسنانه ونيران غضبه، تحدث بنبرة مُرعبة قائلًا:-
-أنا مش هتحملك كثير، وأوعي تفتكري أن لسانك الطويل دا هيأثر فيا ولا هيخليني أرجع فى كلامى، أنتِ لسه على نيتك متعرفيش أنتِ فين ولا واقعة مع مين؟ أنا الحاجة اللى بتجبلي صداع بدفنها فى الأرض فبلاش تستعجلي على المتر فى متر اللى هتتحطي فيه
دفعها بقوة بعيدًا عنه فأمسكت “سميرة” بها قبل أن تسقط وكانت “نور” ترتجف خوفًا من هذا الرجل الصلب المُرعب، جحوده وقسوته يقتل من يقف أمامه، و لو كانت المشاعر تقتل لكانت “نور” للتو جثة هامدة من جحوده، ذهب من أمامها لتبتلع “نور” لعابها وصرخت به حتى يسمع كلماتها:-
-حسبي الله ونعم الوكيل فيك ، أنا بسببك هسقط فى الكلية يا ظالم، الله يلعن اليوم اللي قابلتك فيه ….. ياريتني سيبتك تموت
عادت إلى غرفتها باكية رغم أنه سمع حديثها وألتف قبل أن يغادر المنزل ليراها تسير إلى غرفتها باكية، خرج بعد تنهيدة قوية من المنزل وسار إلى هذا المخبأ الذي يحمي به رجاله وفى طريقه ظل يفكر فى حديث “زين” عن حياتها وكم تسعى جاهدة للتخرج من الكلية لأجل الحياة والأستقرار، لم تغيب للحظة واحدة عن عقله فى التفكير ، كيف يساعدها ويحميها من أذي هو السبب به بنفس الوقت……
____________________________________
خرجت “منه” من المحاضرة عصرًا وذهبت إلى المستشفي مع أصدقائها وهناك وجدت “زين” يقف ينتظر أحدًا، ذهبت نحوه مُسرعة وكان ينظر فى الهاتف ومتكأ على سيارته واضعًا نظارته الشمسية على عينيه ، وقفت أمامه وقالت ببرود:-
-كابتن
رفع نظره سريعًا حين سمع صوتها ونزع النظارة عن عينيه قائلًا:-
-هو أنتِ؟!
-اه فين نور؟ بقالك أكتر من 15 يوم مختفي مع أنك وعدتني تأخدني ليها أو تجيبها
تأفف بهدوء ولم يجيب عليها فسألته بفضول أكثر:-
-طب هي هتيجي الإمتحانات ولا لا؟ دى ممكن تعيد السنة كلها لو متجش
تنهد “زين” بهدوء شديد وهو لا يملك جوابًا، فإذا لم يأذن لها “سُليمان” بنفسه بالحضور لن تستطيع ان تضع قدمًا واحدة خارج منزله، أنتبهت “منه”لشروده فرفعت يدها قليلًا إلى ذراعها لتحركه بلطف قاطعة شروده حين قالت:-
-أنت سامعني؟
أومأ إليها بنعم عاجزًا عن إفادتها نهائيًا فقالت :-
-أنت قولتلي أسمك أيه ؟
نظر مُطولًا لعينيها هذه الفتاة الجميلة التى شغلته من أول لحظة رآها بها، فتاة سرقت عقله بعينيها البنية الواسعة وحجابها الذي يزين وجهها الدائري، مُرتدية فستان أسود وفوقه سترة جينز وحذاء أبيض رياضي بحقيبة ظهر صغيرة الحجم وتعلق بذراعها البالطو الأبيض الخاص بها، سألها بحيرة من أمره:-
-فطرتي؟
تعجبت لسؤال وأستقمت بظهرها فى وقفتها بأنتباه لسؤاله ثم قالت بتردد:-
-لسه، ليه؟
-تعالي أفطرك
قالها وألتف لكي يفتح باب سيارته وأنتبه أنها لم تتحرك خطوة واحدة فقال:-
-أركبي يا منه
تنحنحت بحرج من نظراته وقالت بحدة ووجه عابس:-
-والله ودا بإمارة أيه؟ أكيد مش هركب ولا هروح أفطر مع حد معرفهوش، أنت مين عشان أفطر معاك ويبقي عيش وملح
-بلاش وأسف ليكي
قالها بحدة ثم صعد إلى سيارته وأنطلق فى طريقه بعيدًا مهمومًا بقلب منُقبض جعله يأتي إليها ، لأجل رؤيته فقط وهذا ما أصابه بألم فشخص منبوذ مثله لن يجد منها الحب ولن تقبل به فتاة مثلها فى حياته، نظرت إلى سيارته وهى تغادر بأندهاش فلم يُصر على طلبه أو محادثتها، قوست شفتيها للأسفل بحزن شديد فقالت:-
-فى داهية
دلفت للمستشفي عابسة لتُصدم برؤية “نيللي” فأبتلعت لعابها بقلق وأستعدت لأستقبال حديثها بلا فائدة أو أهمية، أقتربت “نيللي” منها وقالت بقلق مُصطنع:-
-نور فين يا منه؟
تنهدت “منه” بأختناق شديد ثم قالت:-
-وأنا هعرف منين؟ هو أنا اللى طردتها من البيت؟ ما تروحي تدوري عليها بعيد عني؟
-نور مالهاش حد غيرك يا منه متعملهمش عليا
قالتها “نيللي” بأختناق فتأففت “منه” بضيق أكثر من هذه المرأة ورغم كل شيء فلعته مع صديقتها ما زالت تمثل دور الأم والإهتمام الكاذب فى عينيها، تنهدت “منه” بأشمئزاز وقالت بحدة:-
-قولت لحضرتك معرفش وعن أذنك عشان مش فاضية
ذهبت “منه” خلف أصدقائها تلحق بها، خرجت “نيللي” من المستشفي غاضبة ثم صعدت بسيارة منتظرها على الطريق وكان بداخلها “عامر” فقالت بضيق:-
-برضو مُصرة أنها متعرفش، هتكون راحت فين نور؟ دى متعرفش حد ولا عندها صحاب غير منه ومعهاش جنيه واحد تأجر به مكان حتى ذهبها وتليفونها فى البيت، قولى واحدة مطرودة حافية ومتملكش حاجة غير البيجامة اللى عليها هتروح فين؟
تأففت بضيق ونظرت من النافذة…….
________________________________________
جلست “نور” فى غرفتها غاضبة وبداخلها نيران تأكل جوارحها، نشبت هذه النيران بين ضلوعها تحول كل ما بداخلها إلى رماد تبقي من حريقها، الأيام تمر وهى حبيسة هنا بين قبضان منزله، أقتربت الإمتحانات ومستقبلها على وشك الدمار، لا تعلم أى دمار وأحتلال أحتله هذا السُليمان لأيامها وحياتها بالإكاراه والقوة، لما يمارس قوته وتسلطه عليها؟ قاطع تفكيرها صوت المفتاح بالباب، فتحت “سميرة” الباب ووضعت الطعام أمامها على الفراش ثم قالت:-
-كٌلي يا بنتي أنتِ فى الأيام اللى قعدتيها هنا خسيتي النص ووشك دبل
-مش هأكل حتى لو وصل الأمر أني أموت من الجوع
قالتها “نور” بنبرة غليظة حادة والتمرد يتملكها الآن، تنهدت “سميرة” بهدوء ثم جلست أمامها على الفراش وقالت بهدوء:-
-معلش يا بنتي نصيبك وقدرك، إن شاء الله تتحل من عند ربنا
تنهدت “نور” بأختناق ودمعت عينيها بحزن على ما يحدث معها ورغم كل شيء تحملت وقبلت بكل بلاء جاءها لكن الآن ستخسر حتى كليتها فأى قدر قاسي هذا كُتب لها، تمتمت بحزن شديد:-
-أنا أستحملت كل حاجة حصلت فى حياتي عشان الكلية وقولت هستحمل قساوة كل الناس وكل الخسائر عشان أنجح بس، حرام هو يعمل فيا كدة، بيردلي جميل أني أنقذته وساعدته بتدمير حياتي، أنا غلطانة يعنى أنى نجيته وأنقذت حياته بيعاقبني أنى السبب فى أنه لسه بيتنفس
جففت “سميرة” دموعها بلطف بأبهامها ثم قالت بلطف:-
-هتتحل يا حبيبتي ، أنتِ بس قدرك اللى جمعك مع سُليمان الصياد، والحمد لله أنك مسمعتيش عنه قبل كدة
نظرت “نور” إليها بحيرة من كلماتها وهى لا تفهم شيء من هذه الكلمات فماذا به حتى يتحدث الجميع عنه بهذا الخوف ولما دائما يصفوه بلرعب كأنه وحش لتقول:-
-ماله؟
أبتلعت “سميرة” لعابها بهدوء ثم غادرت الغرفة قبل أن تجيب عليها، لم تتحمل “نور” سجنها فى منزله، فتحت شاشة التلفاز على قناة الأغاني ورفعت الصوت لأقصي درجة ثم مسكت المقعد وكسرت النافذة ونظرت قليلًا على الباب لتتأكد أن “سميرة” لم تسمع صوت الإنكسار وتسللت من النافذة لتجرح قدمها فى أسفل الركبة اليسري من حافة قطعة الزجاج لتصرخ بصوت مكتوم وجلست على الأرض تتألم لكنها تحملت ووقفت تزحف بصعوبة على الأرض، كان المكان خالي من أى شيء ولا أثر لأي طريق قريب فظلت تركض رغم جرحها بعيدًا عن منزله…….
كان واقفًا فى غرفته يفكر فى كلماتها وما سمعه من “زين” عن حياتها التى تتوقف على نجاحها فى الكلية، فتح باب الدولاب ليغير ملابسه فوجد بها وشاحها الوردي المليئة بدمائه وكانت ترتديه فى هذه الليلة الرعدية وأنقذته به، مسك الوشاح وأخرجه من الدولاب لتسقط منه الوردة الحمراء التى أخذتها من السيدة العجوز الدجالة التى أخبرتها عن الحُب وإنذرتها من قدوم حُب ملأ بالمخاطر وسيعرضها للوجع والحزن رغم مشاعره الجميلة التى ستملكها بقلبها البرئ، تنهد باختناق وحيرة ثم أرتدي قميصه الرمادي وخرج من الغرفة تاركًا الوشاح بوردته على الفراش التى سقط منها ورقة حمراء لم تذبل بعد وتحمل بداخلها كلمات قليلًا “سيطيب القلب بحُب الجميلة يا وحش”
ترجل للأسفل ووجد “سميرة” جالسة تشاهد مسلسلها الهندي فسأل بهدوء:-
-هي فين؟
-فى أوضتها منشفة دماغها زى ما هي، أنا تعبت منها شوفلك حل معاها بقي
تنهد بهدوء ثم أتجه إلى الغرفة حاسمًا أمره على تركها تذهب للجامعة من أجل مستقبلها ولأول مرة “سُليمان الصياد” يتخلى ويتنازل عن أمر صدره لأجلها هذه الطبيبة، كأنها جاءت لتعالج جرح قلبه وحياته عوضًا عن جرح جسده ، دق الباب بلطف بعد تنهيدة يحكم أعصابه عليها حتى لا تبكي كالأطفال كما هي، مرات متتالية ولم يجد جواب منها أو صوت ففتح الباب بضيق ودلف “سُليمان” إلى الغرفة الخاصة بها ليُصدم عندما وجد الغرفة فارغة والنافذة مكسورة، أقترب من النافذة بذعر ليري أثر دماءها وقطعة من فستانها عالقة فى قطعة الزجاج، نظر إلى الطريق فرآها بعيدًا وقد أقتربت من وكر رجاله فتنهد بأختناق وركض للخارج مُسرعًا والخوف تملكه فى هذه اللحظة من ذهابها إلي هناك، أنتفضت “ميرة” بذعر من جريه بلهفة والخوف يتملكه مُتعجبة مما حدث ودخل للغرفة ورأتها فارغة، ركض كالمجنون حتى يلحق بها قبل أن تدخل إلى هذا المكان الملغم بالرجال وهو لا يثق بما سيفعلوا عندما يرأوها ولأول مرة يعترف بأنها جميلة وجمالها قد يوقعها فى مصائب مع هؤلاء الرجال الوحوش المحرومين من النظر إلي أى أنثي فماذا إذا سقطت عليهم فتاة من أجمل مخلوقات الله سبحانه الذي أبدع فى خلقها حتى تخطف نظر كل من يراها…..
سمعت “نور” صوت من داخل هذا المكان فتمنت أن يساعدها أحد فى الهرب من هنا، وجدت الباب مفتوحًا فدلفت وهى تتألم من قدمها ودماءها التى تسيل على قدمها بغزارة من الجرح لكنها صُدمت عندما رأت هذا العدد من الرجال الأقوي وأجسادهما الضخمة ولا تُصدق أنها تقف أمام حلبة مصارعة خاصة بالرجال والجميع يتقاتلون والقليل يجلسون هناك على الأريكة والمقاعد يتسامرون ويضحكون، أتسعت أعين الجميع عندما رآوا فتاة فى هذه المكان المهجور وكيف ظهرت هذه الفتاة هنا؟، أبتلعت “نور” لعابها بخوف وتشبثت بفستانها المقطوع من قدميها تداري جسدها وحجابها الفوضوي، عادت خطوة للخلف لكنها صُدمت بجسد قوي ألتفت إليه بذعر وقالت:-
-أنا أسفة جيت غلط
تبسم هذا الشاب بمكر حين رأى ملامحها الجميلة وبراءتها فقال بمكر:-
-ولا يهمك، تحبي نساعدك في حاجة
أقترب منها خطوة وهو يتمتم لها بخبث:-
-إحنا تحت أمرك والله فى أى حاجة كدة ولا كدة
قالها وهو يضع يده على ذراعها لتنتفض بذعر وعادت للخلف بخوف منه وقالت بأرتجاف واضح:-
-شكرًا
حاولت أن تمر ؛ لتخرج من هذه الوكر الذي وقعت به لكنه منعها وأقترب أكثر لتعود خطوة للخلف مما جعلها تتسلل للداخل رغمًا عنها حتى ألتف القليل حولها والبقية يضحكون مُتراقبين ما سيفعلوا أصدقائهم، حاول أحدهما لمس ذراعها فصرخت بذعر بينما أقترب نفس الشاب يراوغها حين مسك طرف حجابها بغزل وقال:-
-أستني بس هنتكلم من غير خوف، أنتِ خايفة من أيه يا حلويات يخربيت جمالك
حاولت دفع يده ليجذب حاجبها بقوة فأنتزع فى يده ، أرتعبت “نور” منهم وحاولت إخفاء شعرها بيديها وللحظة شعرت أنها ستموت هنا ولا تملك سواه هذا الوحش، فوحده من يشعر بالآمان الآن فرغم قسوته ووحشته لكنه لم يجرأ على لمسها أو إهانتها بهذه الطريقة المرعبة فقالت بتلعثم ودموعها تتساقط من جفنيها الصغيرين على وجنتيها:-
-أنا عايزة أروح عند سُليمان
أبتعد الجميع فور ذكرها لأسمه وبهذه المنطقة لا يوجد “سُليمان” إلا واحد….. رئيسهم المُرعب الذي سيقتلهم إذا كانت هذه الفتاة تخصه حقًا، تشنج جسد الشاب وتصلبت يديه المُمسكة بحجابها بعد سماع أسمه وأقترب أكثر منها بنية الأعتذار وتقديم الحجاب لها خوفًا من غضب هذا الرجل الذي سيفصل رأسه عن جسده بعد قطع يده التى لمستها إذا علم بما فعله للتو معها، لكن “نور” أرتعبت أكثر حين تقدم ودفعته بقوة بعيدًا عنها صارخة بها بذعر قائلة:-
-إياك تلمسني تاني يا حيوان ……
بنفس اللحظة التى فُتح بها باب المكان الحديدي وكان “سُليمان” الذي سمع جملتها ورآها تدفع هذا الشاب أرضًا وفى يده حجابها، أستشاط غيظًا من تصرف رجاله وزاد غضبه عندما رأى شعرها الأسود رغم نعومته فوضوي من سحب الحجاب عنه مُنسدل على الجانبين بعشوائية، أبتلعت لعابها بذعر ورأته هناك مما جعل قلبها ينتفض بأرتباك وطمأنينة قليلة أنها ستنجو من هؤلاء الذئاب، ودون أن تشعر ركضت إليه مُرتعبة من هؤلاء الرجال وكل من ألتف حاولها حاول لمس جسدها الصغير، أرتطمت بجسده دون وعي فتشنج “سُليمان” من فعلتها لكن سرعان ما أستوعب الأمر بعد أن سمع صوت بكاءها وأنهيارها ويديها تتشبث بملابسه من الخلف بأناملها الصغيرة بأحكام ليدرك قدر الخوف الذي تملكها من رجاله، نزع قميصه عن جسده وعينيه ثابتة على هذا الشاب الذي يمسك حجابها ووضع القميص فوق رأسها يخفي شعرها عن أنظار الجميع لتتشبث به جيدًا، أبعدها عنه بلطف وتقدم للأمام بخطواته لينحني الجميع له وهى لا تفهم سبب أتصاله بهذا المكان وكيف علم بوجودها هنا؟ رأته يمر من جانب طاولة مليئة بالأسحلة الحديدية كالسكين والساطور والمطرقة وغيرهم…..
سحب سكينًا من فوقه وقطع أصابع هذا الشاب بحركة أحترافية ليسقط الحجاب منه أرضًا فصرخت “نور” بذعر بينما صرخ الشاب بألم ، مسك “سُليمان” فك وجهه رغم ألمه ولا يبالي بصراخ هذا المختل الذي شجعه عقله على لمسها ومضايقتها ثم قال بنبرة عالية هزت جدران المكان وجعلت “نور” تنتفض من قوتها:-
-مين سمحلك تلمسها ؟ هاااااا
أرتعب الجميع من صرخته الأخيرة وألقي بالسكين لقائد هؤلاء الشاب وكأنه يخبره برسالته وقال بحدة:-
-أنا اللى يخالف أوامري ميت ومالهوش عزاء
ألتف لكي يغادر وعيناه ترمقها، تقف أمامه مصدومة من فعلته وكيف قطع أصابع هذا الرجل بهذه السهولة، ظلت تنظر نحو الشاب وقائده يقترب منه فأخذ “سُليمان” رأسها يدفنها فى صدره رغم عنها وقال بجدية صارمة هامسًا إليها:-
-متبصيش
سكنت بين ذراعيه بخوف وقد ترجم عقلها ما سيحدث الآن، حاولت أن تنظر خلسًا بخوف يقوده الفضول لتري هذا الشاب أصبح جثة على الأرض بعد أن طعن بالسكين فى قلبه فحاولت أستيعاب الأمر وأهتز جسدها من هول الصدمة ليتشبث بها “سُليمان” جيدًا قبل أن يغلبها الخوف وأثر الصدمة وأنحني قليلًا لكي يحملها، خرج بها وهى على ذراعيه من المكان كالجبل الجليدى لا يشعر بشيء، تطلعت به قليلًا وهى لا تُصدق حقيقة هذا الرجل الذي وقعت معه وقد أدركت للتو معنى تحذير الجميع لها عنه؟، وضعت رأسها على كتفه من التعب مُستسلمة للخوف الذي أحتلها وقالت بتلعثم:-
-أنت هتموتني زيه؟
نظر “سُليمان” إليها ورأي وجهها شاحبًا وبدأ جسدها يرتجف وهذه الرجفة أحتلت صدره منها فقال بهدوء:-
-سألتي مين بيكون سُليمان الصياد؟، أنا قاتل يا دكتورة واسم الصياد دا مش من فراغ، فـ لو كان شغلك إنقاذ الناس فشغلي أنا قتلهم، ملعون القدر اللى جمعك بيا وأنتِ من عالم غير عالمي ودنيا غير دنيتى، أنا دنيتي مفهاش حد ببراءتك ولا طفولتك، أنا دنيتي فيها وحوش وذئاب بس
تمتمت بصعوبة فى التنفس مما تسمعه وتعيشه الآن وقد رأت بأم عينيها حقيقته المُرعبة:-
-حرام نلعن القدر، ربنا يزعل مننا …. اااااه
أغمضت عينيها بأستسلام للألم الذي يحتلها الآن، نظر إلى وجهها بعد أن فقدت الوعي كليًا ودلف بها إلى المنزل لتراها “سميرة” ففزعت من هيئتها وملابسها الممزقة وقميصه الذي وقع عن رأسها ليظهر خصلات شعرها، فتحت له باب الغرفة ووضعها بالفراش ثم قال:-
-هاتي الإسعافات الأولية يا سميرة
أومأت إليه بنعم ثم خرجت مسرعة، تطلع بوجه هذه الفتاة ووضع الغطاء عليها يخفي أقدامها العارية من فستانها الممزق ثم غادر الغرفة مُسرعًا، قابلته “سميرة” فقال بجدية:-
-فوقيها عشان تعالج نفسها أنا مش هجيب دكاترة يا سميرة أو سيبها تموت عشان أخلص من همها
علم “زين” بما حدث وكيف قتل أحد رجاله بسبب طبيبته الصغيرة، سأله “زين” بأندهاش:-
-أنت فعلًا عملت اللى سمعته؟
صرخ “سُليمان” وقد فاض أمره وباح بما يحمله من غضبه تاركٍ العنان له قائلًا:-
-أزاى يتجرأ ويلمسها رغم أنها قالته عايزة سُليمان، عرف أنها تخصني وأتجرأ ولمسها
تأفف بانفعال مما أدهش “زين” وخصيصًا من كلمته “تخصني” مُنذ متى وهذه الفتاة تخصه وهو لم يتعرف بقبولها كطبيبة له حتى؟، للحظة شعر أن صديقها على حافة الوقوع ببئر العشق الذي لا سبيل للخروج منه، لا يعلم كيف جعلته “نور” الفتاة البريئة أن ينطق كلمة “تخصني” بهذه السهولة وهو من حرم الحُب على رجاله وأصدر الموت عقوبة للعشق، فمن يعشق هنا يُقتل؟ ……..



google-playkhamsatmostaqltradent