رواية قبل فوات الأوان الفصل الرابع 4 - بقلم رانيا الطنوبي
نفيين : مبروك يا نادو بجد انتي اللي فالحتي في العيلة يا بنتي وبقيت كده رسمي اخت الدكتورة
ندي : الله يبارك فيكم يا جماعة بس انا فرحتي الحقيقية حتكمل يوم ما اخد الاجازة من الدار واختم حفظ القران
شريفة : انتي مش بتقولي فاضلك بس جزء تبارك
ندي : ايوة بس برده ده جزء يعني مش حيخلص في يوم
نفيين وهي تمسح علي كتفها : ربنا يجعلنا من بركاتك كده
————————
يرن هاتف ندي
ندي : السلام عليكم
مدحت : ازيك يا ندي ارجوكي متقفليش انا غيرت رقمي علشان تردي عليا
ندي : خير يا ابن عمي عايز ايه
مدحت : انا بس عايزك تسامحيني يا ندي
ندي : مبقاش ليه لزوم الكلام ده يا مدحت يا ريت تحترم دلوقتي البنت اللي انت اتجوزتها واللي في بطنها وكفاية لحد كده
مدحت : انا بس عايزك تسامحيني يا ندي انا فعلا حبيتك ومتجوزتش انجي الا لاني كنت فاكر انك حتتجوزي سيف
ندي : قلتلك خلاص مبقاش لي لازمة الكلام ده ارجوك خاليك في حياتك وسبني في حياتي وكويس انك خلاص مسافر وحتشتغل بره كده كويس ليك وليا
———————
جمعت الحاجة اماني كل العاملات من محفظات وجمعت كل الاطفال وكل من يحفظ القران اجتمعوا جميعا وذهبت ايضا نفيين لتحضر الحلقة الخاصة بختم ندي لحفظ القران
بدأت ندي بالتسميع
بدأت بسورة الانسان ثم سورة المرسلات ثم ختمت بجزء عم سورة سورة
شعرت ندي وكأن الكلمات تنساب منها لم يكن هناك شعور من الممكن ان يوصف ابدا ما تشعر به ندي
كانت تشعر وكأن القران امتلك قلبها بل امتلك كل جارحه من جوارحها كانت الدموع تنزل من عيون ندي مثل قطرات الندي
حتي وصلت الي سورة الاخلاص شعرت وكأنها تقرأها لاول مرة وما ان وصلت لسورة الناس وانهت اخر كلمة فيها والا ووجدت نفسها تسجد لله شكرا انها النعمة الاكبر انها المنه التي ليس بعدها منه ان تحمل في قلبك كتاب الله
كانت ندي تمني نفسها ان تموت اليوم وتبعث بين يدي الله وتسأل لما حفظت القران فتقول لك يا ربي فتسمع باذنيها صدقتي
———————————
فريدة : لوجي حفيدتي في المدرسة دي علي فكرة
ميرفت : معقولة يا فريدة حفيدتك كمان في نفس المدرسة بس المدرسة دي مشكلتها الوحيدة ان مفيهاش اهتمام بالدين خالص
فريدة : طبيعي استاف المدرسة اغلبه مدرسين اجانب ومديرة المدرسة كمان امريكية
ميرفت : ما هو علشان كده بسمة مودية ابنها يحيي دار تحفيظ
تقاطع ذلك الحديث ابنة ميرفت وهي قادمة مع ابنها يحيي الي احدي النوادي لتجلس مع والدتها واحدي صديقتها فريدة هانم
فريدة هي سيدة مجتمع من الدرجة الاولي انيقة جدا ويبدو من مظاهرها علماها الواسع بكيفية اهتمامها بنفسها ولها حفيدة اسمها لوجي حيأتي دورها فيما بعد
بسمة : ازيك يا ماما
ميرفت : ازيك يا حبيبتي تعرفي فريدة هانم
بسمة : ازيك حضرتك يا طنط
فريدة : اهلا وسهلا انتي بسمة بقي وده يبقي يحيي
ميرفت : كنتوا فين بقي يا بسومة
بسمة : ابدا يحيي كان عنده دار ولما خلص قلت اجيبوا التمرين
فريدة : وماشي كويس في الدار
بسمة : الحقيقة هما معاهم محفظة كويسة اوي وبتحفظهم بالراحة خالص
وهما كمان فرحنيين بيها اوي
ميرفت : طب والله كويس انها بتحبب الولاد في القران
بسمة : دي كمان عمللهم مسرح عرايس ومهتمية بيهم علي الاخر
فريدة : طب تفتكري توافق تحفظ قران في البيت
ميرفت :انتي بتفكري تجيبي محفظة للوجي يا فريدة ولا ايه
فريدة : وليه لا
بسمة : والله يا طنط انتي ممكن تسألي في دار وهما يفيدوكي
———————————–
فريدة : السلام عليكم
الحاجة اماني : عليكم السلام
فريدة : دي دار منة الرحمن
الحاجة اماني : ايوة يا فندم
فريدة : لو سمحتي عندكم هنا محفظة اسمها ندي مش كده
الحاجة اماني : ندي عماد
فريدة : الحقيقة مش عارفة اسمها بالظبط بس هي بتحفظ الاطفال وناس كتير قالوا عليها اسلوبها حلو في تحفيظ الاطفال
الحاجة اماني : ايوة هي خير ان شاء الله
فريدة : انا بس عايزها تيجي البيت وتحفظ حفيدي بس تجلها مخصوص
———————-
الحاجة اماني : ها ايه رايك يا ندي
ندي : مش عارفة بصراحة ممكن بابا ميوافقش
الحاجة اماني : عموما فكري هي مستنية ردك عليها
يرن هاتف ندي
ندي : سلام عليكم ايه يا نفيين
ايه انتي بتقولي ايه يا نفيين
تخرج ندي مسرعة وهي تردد يا رب استر استر يا رب
**********************
امتلك ندي ونفيين وشريفة واحلام كل منهم القلق وهم يقفون امام غرفة العناية المركزة لم تعلم ندي ما الذي حدث بالضبط ولكنها وجدت اختها تحدثها ان ولدها قد دخل المستشفي وانه مرة اخري قد سقط مغشيا عليه امام غيبوبة سكر جديدة
كانوا جميعهم يقتلوهم القلق وبين لحظة واخري تنزل بعض الدمعات وكل منهم يحاول تهدئة الاخر
حتي خرج الطبيب وبدي علي وجهه انه يحاول طمأنتهم
الطبيب : خير يا جماعة الاستاذ عماد فاق وحيخرج دلوقتي لغرفة عادية
شريفة : اقدر اشوفه دلوقتي
الطبيب: لا نستني شوية بس وبعدين اخلي حضرتك تشوفيه
خرج عماد من العناية المركزة وجميعهم مصوب بصره في اتجاهه وهم يمشون خلف السرير النقال ونفيين تقول بصوت باكي بابا وندي تدمع وهي تحاول ان تضمها اليها وشريفة واحلام يحتضنون بعضهم البعض من كثرة القلق والخوف
——————————
شريفة : حمد لله علي السلامة
عماد وقد علت وجهه ابتسامة ذابلة : الله يسلامك مكنش ليه لزوم القلق ده كله يا شريفة
احلام : طب يعني لو مقلقناش نقلق عليك حنقلق علي مين يا عماد
عماد مداعبا شريفة : بس انا مكنتش فاكر انك بتحبيني كده يا ام ندي
شريفة و قد شعرت بالخجل امام بناتها : انتي يعني مش عارف غلاوتك عندي يا عماد ثم اقتربت من يده وهي تقبلها ربنا يخليك لينا يا ابو ندي
ندي ونفيين قاما سويا بصوت نحنحه متعمد قاطعته ندي وهي تقول : انزلكم بكمانجة واتنين ليمون هنا ولا ايه
نفيين : كمانجة مين والناس نايمين انا شايفة يا حاج عماد انك تاخد الحاجة كده و تروحوا يومين شرم
ضحكوا جميعهم واحلام ردت : مش حتخلصوا من العيال دي ما انتو عارفنهم
نظر عماد لهم بحب : ربنا يخليكوا ليا
————————————————
ندي :ها يا نفيين ما قولتليش رايك
نفيين : رايي في ايه
ندي : في موضوع فريدة اللي عندها حفيدة
نفيين وهي تضحك : انتي بتعرفي تقسمي كمان
ندي : انا مش باهزر علي فكرة بجد اقبل احفظ حفيدتها في البيت ولا لا
نفيين : انتي ايه اللي قلقك
ندي : خايفة يكون بيت مش كويس
نفيين : طب ما تخلي الحاجة اماني تسأل علي الناس قبل ما توديكي البيت
ندي : حاقولها و اشوف حترد عليا تقولي ايه
قاطعتهم احلام : باباكم ومامتكم محسسني ان عازول وسطيهم
ندي : معلش بقي يا عمتو اصل الدكتور قال بابا لازم يدلع فهي بتنفذ كلام الدكتور
نفيين : متفهميهاش صح يا عمتو
ضحكت احلام : ما تتلمي يا بت منك لها وانا يعني حاكره ان اخويا يدلع الحمد لله انه قام بالسلامة انتو بقي بتلكوا في ايه
نفيين : اصل ندي جايلها شغل ومحتارة توافق ولا ترفض
احلام : شغل ايه يعني
ندي : ابدا يا عمتو في ناس عايزني احفظ قران في البيت وانا مش عارفة اروح ولا لا
احلام : طب هو فين المكان يا ندي
ندي :فيلا رفعت الصاوي في جاردن سيتي العنوان اهو
احلام وقد احمر وجهها وقالت بحزن : فيلا رفعت الصاوي
نفيين: انتي سمعتي الاسم قبل كده
احلام : لا ابدا انا حانزل بقي اشوف عمك طارق
نفيين وتبدي نظرة المفتش كرمبو : هي عمتك قلبت كده ليه
دخلت شريفة عليهم :هو حد جيه
ندي: لا دي عمتو نزلت ثم تسألت :ماما انتو تعرفوا حد اسمه رفعت الصاوي
شريفة وهي تحاول التذكر : رفعت الصاوي هو الاسم مر عليا
ندي : طب انا حاشتغل عندهم
شريفة : حتشتغلي ايه
ندي : محفظة لحفيدته اسمها لوجي
شريفة : هو احنا اللي حنعيده حنزيده يا ندي عموما انتي حرة يا ندي انا معترضة علي شغلك من الاساس والاحسن انك تشتغلي بشهادتك
ندي تنظر الي نفيين ثم الي امها : طب انا حستخير واللي في الخير يقدمه ربنا
—————————————————
احلام في مطبخها وهي تحدث نفسها : معقولة بعد سنين دي كلها مش لاقية غير بيت رفعت الصاوي يا ندي
طارق : عماد عامل ايه انهارده احلام احلام انتي مش سمعاني ولا ايه
احلام : طارق لا ابدا كنت بتقول حاجة
طارق : ده انتي مش معايا خالص بقولك عماد عامل ايه
احلام: كويس
طارق : امال انتي مالك حد ضايقك
احلام : لا ابدا بس شوية قلق علي عماد
طارق وهو يخرج من المطبخ : ربنا يطمنك عليه
———————————-
الحاجة اماني : يعني نويتي تروحي يا ندي
ندي : انا حاجرب شهر مع البنت لو ارتحت للمكان والناس حاكمل لو مرتحتش حمشي
الحاجة اماني : بس يا ريت تجددي نيتك مع البنت وانتي بتحفظيها
ندي : اكيد ان شاء الله يا حاجة بس ليه بتقولي كده
حاجة اماني :ابدا بس حاسة ان مدام فريدة دي عايز تتفاخر بتحفيظ حفيدتها انا عايزكي تحفظيفها القران لله عز وجل مش للتفاخر
ندي : ربنا يرزقكني واياكي الاخلاص يا حاجة
حاجة اماني : اللهم امين
——————————–
بخطوات قلقة ذهبت ندي الي حيث العنوان المكتوب تنهدت وهي تري امامها فيلا لم تري مثلها الا في الافلام
اظهرت هويتها عند البوابة وضحكت وهي تمر الي الداخل كانت تقول في نفسها يا تري الجهاز اللي بشوف اللي في الشنط موجود ولا لا
دقت الجرس ودخلت الي داخل الفيلا استقبلتها احدي الخادمات بدأت تنظر يمني ويسري في انتظار نزول فريدة هانم ولكنها لو كانت تعلم ما ينتظرها في ذلك المنزل لفكرت الف مرة قبل ان تخطو اليه خطوة
ولكن لا احد يهرب من قدره لان القدر مكتوب
يتبع…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قبل فوات الأوان ) اسم الرواية